لقصتك قوة
المقدمة
انفصل والدا مارك هيثر عندما كان طفلا وقد ربته أمه المدمنة على الكحوليات والتي كانت تضربه. وعندما صار في الرابعة عشر من عمره، وقف في وجهها وقال إنه لن يقبل أن يضرب ثانية. فانتحرت في اليوم التالي.
من هذه اللحظة، تم وضعه في دار للرعاية وصار، بحسب تعبيره، "شديد الجنون حقا" – إذ صار يقع في المشاكل مع الشرطة، وتورط في المخدرات، وتهاوى في أسلوب حياة مدمر بصورة متزايدة مع الوقت.
دعت مارك (وهو الآن في الثلاثينات من عمره) صديقته ليحضر ألفا في HTB. وفي يوم العطلة حصل على مقابلة قوية مع الله. قال، "قائد مجموعتي، توبي، صلى من أجلي، حتى يأتي الروح القدس – وقد عرفت أن هذا كان يحدث. أدت هذه الخبرة إلى نوبة بكاء لم أقدر أن أتحكم فيها.
"جريت إلى المشرب (البار) على الطريق، واختطفت كوبا من الجعة، ثم ذهبت إلى الخلف وجلست في أظلم ركن استطعت أن أجده في الخارج. وبعدما جلست بهدوء، غلفني شعور بالراحة التامة. شعرت بمحبة غامرة. شعرت أني جزء من عائلة، وهو شيء لم أكن أعرفه حتى هذه اللحظة.
"وإذ كنت أبكي، صليت طالبا علامة واحدة أيضا. صليت أن يخرج توبي من الباب. وإذ طلبت هذا الطلب، خرج توبي من نفس هذا الباب ليبحث عني.
"الله شخص حقيقي وهو يحبني بلا شروط وهو لطيف. لقد أنقذني الروح القدس. ساعدني اليوم الذي قضيته في ألفا على العثور عليه. لقد علم أين كنت لذلك عندما وصلت إلى المكان الصحيح، كان في انتظاري".
كان لقصة مارك الشخصية أثر قوي على حياة أشخاص كثيرين. ربما لا تكون قصتك درامية مثل قصة مارك، لكن لكل شخص قصة. سواء كنت قد تربيت كشخص مسيحي أو صرت مسيحي منذ عدة ساعات فقط، قصتك قوية.
أمثالٌ 12:8-17
8 بحَسَبِ فِطنَتِهِ يُحمَدُ الإنسانُ، أمّا المُلتَوي القَلبِ فيكونُ للهَوانِ.
9 الحَقيرُ ولهُ عَبدٌ خَيرٌ مِنَ المُتَمَجِّدِ ويُعوِزُهُ الخُبزُ.
10 الصِّدّيقُ يُراعي نَفسَ بَهيمَتِهِ، أمّا مَراحِمُ الأشرارِ فقاسيَةٌ.
11 مَنْ يَشتَغِلْ بحَقلِهِ يَشبَعْ خُبزًا، أمّا تابِعُ البَطّالينَ فهو عَديمُ الفَهمِ.
12 اِشتَهَى الشِّرّيرُ صَيدَ الأشرارِ، وأصلُ الصِّدّيقينَ يُجدي.
13 في مَعصيَةِ الشَّفَتَينِ شَرَكُ الشِّرّيرِ، أمّا الصِّدّيقُ فيَخرُجُ مِنَ الضّيقِ.
14 الإنسانُ يَشبَعُ خَيرًا مِنْ ثَمَرِ فمِهِ، ومُكافأةُ يَدَيِ الإنسانِ تُرَدُّ لهُ.
15 طَريقُ الجاهِلِ مُستَقيمٌ في عَينَيهِ، أمّا سامِعُ المَشورَةِ فهو حَكيمٌ.
16 غَضَبُ الجاهِلِ يُعرَفُ في يومِهِ، أمّا ساتِرُ الهَوانِ فهو ذَكيٌّ.
17 مَنْ يتَفَوَّهْ بالحَقِّ يُظهِرِ العَدلَ، والشّاهِدُ الكاذِبُ يُظهِرُ غِشًّا.
تعليق
1 – احك قصتك بصدق
تغطي أمثال اليوم موضوعات كثيرة مختلفة، من الاعتناء بالحيوانات (ع10) إلى التغاضي عن السباب بدلا من إظهار ضيقنا على الفور: "غَضَبُ الْجَاهِلِ يُعْرَفُ فِي يَوْمِهِ، أَمَّا سَاتِرُ الْهَوَانِ فَهُوَ ذَكِيٌّ" (ع16).
هناك مثل واحد مرتبط بموضوع اليوم بالذات: "مَنْ يَتَفَوَّهْ بِالْحَقِّ يُظْهِرِ الْعَدْلَ" (ع17أ). لهذا معنى ضمني يخص الشهادة في المحكمة. لكن، كلنا أيضا شهود بمعنى أن كلنا شهود عن يسوع.
سواء كنت تخرج في ليلة مع أصدقائك أو تتحدث أمام الكنيسة، هناك قوة كبيرة في أن يقوم شخص بإخبار قصته بصدق وأمانة ومن القلب.
يا رب، ساعدني حتى أحكي قصتي من قلبي بصدق وأصالة.
يوحَنا 9:1-34
العمى الروحي
1 وفيما هو مُجتازٌ رأى إنسانًا أعمَى منذُ وِلادَتِهِ،
2 فسألهُ تلاميذُهُ قائلينَ: «يا مُعَلِّمُ، مَنْ أخطأَ: هذا أمْ أبَواهُ حتَّى وُلِدَ أعمَى؟».
3 أجابَ يَسوعُ: «لا هذا أخطأَ ولا أبَواهُ، لكن لتَظهَرَ أعمالُ اللهِ فيهِ.
4 يَنبَغي أنْ أعمَلَ أعمالَ الّذي أرسَلَني ما دامَ نهارٌ. يأتي ليلٌ حينَ لا يستطيعُ أحَدٌ أنْ يَعمَلَ.
5 ما دُمتُ في العالَمِ فأنا نورُ العالَمِ».
6 قالَ هذا وتَفَلَ علَى الأرضِ وصَنَعَ مِنَ التُّفلِ طينًا وطَلَى بالطّينِ عَينَيِ الأعمَى.
7 وقالَ لهُ: «اذهَبِ اغتَسِلْ في بركَةِ سِلوامَ» الّذي تفسيرُهُ: مُرسَلٌ، فمَضَى واغتَسَلَ وأتَى بَصيرًا.
8 فالجيرانُ والّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ قَبلًا أنَّهُ كانَ أعمَى، قالوا: «أليس هذا هو الّذي كانَ يَجلِسُ ويَستَعطي؟».
9 آخَرونَ قالوا: «هذا هو». وآخَرونَ: «إنَّهُ يُشبِهُهُ». وأمّا هو فقالَ: «إنّي أنا هو».
10 فقالوا لهُ: «كيفَ انفَتَحَتْ عَيناكَ؟».
11 أجابَ ذاكَ وقالَ: «إنسانٌ يُقالُ لهُ يَسوعُ صَنَعَ طينًا وطَلَى عَينَيَّ، وقالَ لي: اذهَبْ إلَى بركَةِ سِلوامَ واغتَسِلْ. فمَضَيتُ واغتَسَلتُ فأبصَرتُ».
12 فقالوا لهُ: «أين ذاكَ؟». قالَ: «لا أعلَمُ».
الفريسيون يحققون في واقعة الشفاء
13 فأتَوْا إلَى الفَرّيسيّينَ بالّذي كانَ قَبلًا أعمَى.
14 وكانَ سبتٌ حينَ صَنَعَ يَسوعُ الطّينَ وفَتَحَ عَينَيهِ.
15 فسألهُ الفَرّيسيّونَ أيضًا كيفَ أبصَرَ، فقالَ لهُمْ: «وضَعَ طينًا علَى عَينَيَّ واغتَسَلتُ، فأنا أُبصِرُ».
16 فقالَ قَوْمٌ مِنَ الفَرّيسيّينَ: «هذا الإنسانُ ليس مِنَ اللهِ، لأنَّهُ لا يَحفَظُ السَّبتَ». آخَرونَ قالوا: «كيفَ يَقدِرُ إنسانٌ خاطِئٌ أنْ يَعمَلَ مِثلَ هذِهِ الآياتِ؟». وكانَ بَينَهُمُ انشِقاقٌ.
17 قالوا أيضًا للأعمَى: «ماذا تقولُ أنتَ عنهُ مِنْ حَيثُ إنَّهُ فتحَ عَينَيكَ؟». فقالَ: «إنَّهُ نَبيٌّ!».
18 فلَمْ يُصَدِّقِ اليَهودُ عنهُ أنَّهُ كانَ أعمَى فأبصَرَ حتَّى دَعَوْا أبَوَيِ الّذي أبصَرَ.
19 فسألوهُما قائلينَ: «أهذا ابنُكُما الّذي تقولانِ إنَّهُ وُلِدَ أعمَى؟ فكيفَ يُبصِرُ الآنَ؟».
20 أجابَهُمْ أبَواهُ وقالا: «نَعلَمُ أنَّ هذا ابنُنا، وأنَّهُ وُلِدَ أعمَى.
21 وأمّا كيفَ يُبصِرُ الآنَ فلا نَعلَمُ. أو مَنْ فتحَ عَينَيهِ فلا نَعلَمُ. هو كامِلُ السِّنِّ. اسألوهُ فهو يتَكلَّمُ عن نَفسِهِ».
22 قالَ أبَواهُ هذا لأنَّهُما كانا يَخافانِ مِنَ اليَهودِ، لأنَّ اليَهودَ كانوا قد تعاهَدوا أنَّهُ إنِ اعتَرَفَ أحَدٌ بأنَّهُ المَسيحُ يُخرَجُ مِنَ المَجمَعِ.
23 لذلكَ قالَ أبَواهُ: «إنَّهُ كامِلُ السِّنِّ، اسألوهُ».
24 فدَعَوْا ثانيَةً الإنسانَ الّذي كانَ أعمَى، وقالوا لهُ: «أعطِ مَجدًا للهِ. نَحنُ نَعلَمُ أنَّ هذا الإنسانَ خاطِئٌ».
25 فأجابَ ذاكَ وقالَ: «أخاطِئٌ هو؟ لَستُ أعلَمُ. إنَّما أعلَمُ شَيئًا واحِدًا: أنّي كُنتُ أعمَى والآنَ أُبصِرُ».
26 فقالوا لهُ أيضًا: «ماذا صَنَعَ بكَ؟ كيفَ فتحَ عَينَيكَ؟».
27 أجابَهُمْ: «قد قُلتُ لكُمْ ولَمْ تسمَعوا. لماذا تُريدونَ أنْ تسمَعوا أيضًا؟ ألَعَلَّكُمْ أنتُمْ تُريدونَ أنْ تصيروا لهُ تلاميذَ؟».
28 فشَتَموهُ وقالوا: «أنتَ تِلميذُ ذاكَ، وأمّا نَحنُ فإنَّنا تلاميذُ موسَى.
29 نَحنُ نَعلَمُ أنَّ موسَى كلَّمَهُ اللهُ، وأمّا هذا فما نَعلَمُ مِنْ أين هو».
30 أجابَ الرَّجُلُ وقالَ لهُمْ: «إنَّ في هذا عَجَبًا! إنَّكُمْ لَستُمْ تعلَمونَ مِنْ أين هو، وقَدْ فتحَ عَينَيَّ.
31 ونَعلَمُ أنَّ اللهَ لا يَسمَعُ للخُطاةِ. ولكن إنْ كانَ أحَدٌ يتَّقي اللهَ ويَفعَلُ مَشيئَتَهُ، فلهذا يَسمَعُ.
32 منذُ الدَّهرِ لَمْ يُسمَعْ أنَّ أحَدًا فتحَ عَينَيْ مَوْلودٍ أعمَى.
33 لو لَمْ يَكُنْ هذا مِنَ اللهِ لَمْ يَقدِرْ أنْ يَفعَلَ شَيئًا».
34 أجابوا وقالوا لهُ: «في الخطايا وُلِدتَ أنتَ بجُملَتِكَ، وأنتَ تُعَلِّمُنا!». فأخرَجوهُ خارِجًا.
العمى الروحي
تعليق
2 – احك قصتك باستمرار
أحب قصة فقرة اليوم عن الرجل المولود أعمى. أولا، ينكر يسوع بصراحة العلاقة التلقائية بين الخطية والألم (ع1-3). افترض الفريسيون أن الرجل كان أعمى لأنه كان "فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ" (ع34).
حتى تلاميذ يسوع سألوا السؤال الذي تسأله كل ثقافة: "مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟" (ع2). يخبرهم يسوع أنهم يسألون السؤال الخطأ. ويجيب يسوع، "لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ" (ع3).
يشفي يسوع هذا الرجل بكلماته وبلمسته. إنه يلمسه بمحبة واحترام عميقين. تتسبب المعجزة في إثارة كبيرة. بدأ من كانوا يعرفون الرجل الأعمى في مناقشة الأمر.
نرى كم هو ممكن دائما أن نحاول تفسير معجزات الشفاء. عندما انفتحت عينا الرجل، " فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ»" (ع8-9أ).
هنا نرى خطورة أن نعلق في تفاصيل قليلة الأهمية وتضيع منا الحقيقة الهامة. عندما قدم الرجل شهادته عن الشفاء، كان رد البعض، "هذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْت" (ع16).
هذا الرجل يخبر بقصته ببساطة مرات ومرات. هو ليست لديه الإجابة على كل أسئلتهم المعقدة. لكنه يقدم أفضل إجابة يمكنك تقديمها عندما تُسأل أسئلة لا تعرف إجابتها. لقد قال ببساطة، "لا أعلم" (ع12). أكثر ما أحبه هو إجابته عندما أحبط أخيرا من كل تشككهم وأسئلتهم الساخرة. إنه يخبرهم أنه ليس لديه إجابة على كل أسئلتهم، "إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ" (ع25).
إذ انفتحت عيناه، انفتح معهما قلبه وذهنه. بدأ بمعرفة إنه "إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ" (ع11). ثم يراه "كنبي" (ع17). "من الله" (ع33). أخيرا، يؤمن إنه "ابن الإنسان" (بحسب الأصل اليوناني لأدق المخطوطات) وسجد له (ع38).
هذه هي قوة الشهادة. إنها تقريبا طريقة لا يمكن الرد عليها للتعامل مع الاعتراضات: "قبلا كنت كذا ... والآن صرت كذا ... هذا هو الفرق الذي صنعه يسوع في حياتي".
أن تخبر بقصتك فهذا لا زال واحدا من مفاتيح تنفيذ إيمانك في العالم الحديث كما كان في العهد الجديد.
يا رب، أشكرك لأجل قوة قصص من يقولون، "كنت أعمى والآن أبصر" (ع25). ليكن هناك كثيرين آخرين يمكنهم أن يشهدوا عن مقابلتهم معك، وكون أعينهم قد انفتحت وشفوا.
راعوث 1:1-2:23
نعمي وراعوث
1 حَدَثَ في أيّامِ حُكمِ القُضاةِ أنَّهُ صارَ جوعٌ في الأرضِ، فذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيتِ لَحمِ يَهوذا ليَتَغَرَّبَ في بلادِ موآبَ هو وامرأتُهُ وابناهُ.
2 واسمُ الرَّجُلِ أليمالِكُ، واسمُ امرأتِهِ نُعمي، واسما ابنَيهِ مَحلونُ وكِليونُ، أفراتيّونَ مِنْ بَيتِ لَحمِ يَهوذا. فأتَوْا إلَى بلادِ موآبَ وكانوا هناكَ.
3 وماتَ أليمالِكُ رَجُلُ نُعمي، وبَقيَتْ هي وابناها.
4 فأخَذا لهُما امرأتَينِ موآبيَّتَينِ، اسمُ إحداهُما عُرفَةُ واسمُ الأُخرَى راعوثُ. وأقاما هناكَ نَحوَ عشَرِ سِنينٍ.
5 ثُمَّ ماتا كِلاهُما مَحلونُ وكِليونُ، فتُرِكَتِ المَرأةُ مِنِ ابنَيها ومِنْ رَجُلِها.
6 فقامَتْ هي وكنَّتاها ورَجَعَتْ مِنْ بلادِ موآبَ، لأنَّها سمِعَتْ في بلادِ موآبَ أنَّ الرَّبَّ قد افتَقَدَ شَعبَهُ ليُعطيَهُمْ خُبزًا.
7 وخرجَتْ مِنَ المَكانِ الّذي كانتْ فيهِ وكنَّتاها معها، وسِرنَ في الطريقِ للرُّجوعِ إلَى أرضِ يَهوذا.
8 فقالَتْ نُعمي لكَنَّتَيها: «اذهَبا ارجِعا كُلُّ واحِدَةٍ إلَى بَيتِ أُمِّها. وليَصنَعِ الرَّبُّ معكُما إحسانًا كما صَنَعتُما بالموتَى وبي.
9 وليُعطِكُما الرَّبُّ أنْ تجِدا راحَةً كُلُّ واحِدَةٍ في بَيتِ رَجُلِها». فقَبَّلَتهُما، ورَفَعنَ أصواتَهُنَّ وبَكَينَ.
10 فقالَتا لها: «إنَّنا نَرجِعُ معكِ إلَى شَعبِكِ».
11 فقالَتْ نُعمي: «ارجِعا يا بنتَيَّ. لماذا تذهَبانِ مَعي؟ هل في أحشائي بَنونَ بَعدُ حتَّى يكونوا لكُما رِجالًا؟
12 اِرجِعا يا بنتَيَّ واذهَبا لأنّي قد شِختُ عن أنْ أكونَ لرَجُلٍ. وإنْ قُلتُ لي رَجاءٌ أيضًا بأنّي أصيرُ هذِهِ اللَّيلَةَ لرَجُلٍ وألِدُ بَنينَ أيضًا،
13 هل تصبِرانِ لهُمْ حتَّى يَكبُروا؟ هل تنحَجِزانِ مِنْ أجلِهِمْ عن أنْ تكونا لرَجُلٍ؟ لا يا بنتَيَّ. فإنّي مَغمومَةٌ جِدًّا مِنْ أجلِكُما لأنَّ يَدَ الرَّبِّ قد خرجَتْ علَيَّ».
14 ثُمَّ رَفَعنَ أصواتَهُنَّ وبَكَينَ أيضًا. فقَبَّلَتْ عُرفَةُ حَماتَها، وأمّا راعوثُ فلَصِقَتْ بها.
15 فقالَتْ: «هوذا قد رَجَعَتْ سِلفَتُكِ إلَى شَعبِها وآلِهَتِها. اِرجِعي أنتِ وراءَ سِلفَتِكِ».
16 فقالَتْ راعوثُ: «لا تُلِحّي علَيَّ أنْ أترُكَكِ وأرجِعَ عنكِ، لأنَّهُ حَيثُما ذَهَبتِ أذهَبُ وحَيثُما بتِّ أبيتُ. شَعبُكِ شَعبي وإلهُكِ إلهي.
17 حَيثُما مُتِّ أموتُ وهناكَ أندَفِنُ. هكذا يَفعَلُ الرَّبُّ بي وهكذا يَزيدُ. إنَّما الموتُ يَفصِلُ بَيني وبَينَكِ».
18 فلَمّا رأتْ أنَّها مُشَدِّدَةٌ علَى الذَّهابِ معها، كفَّتْ عن الكلامِ إليها.
19 فذَهَبَتا كِلتاهُما حتَّى دَخَلَتا بَيتَ لَحمٍ. وكانَ عِندَ دُخولهِما بَيتَ لَحمٍ أنَّ المدينةَ كُلَّها تحَرَّكَتْ بسَبَبِهِما، وقالوا: «أهذِهِ نُعمي؟»
20 فقالَتْ لهُمْ: «لا تدعوني نُعميَ بل ادعوني مُرَّةَ، لأنَّ القديرَ قد أمَرَّني جِدًّا.
21 إنّي ذَهَبتُ مُمتَلِئَةً وأرجَعَنيَ الرَّبُّ فارِغَةً. لماذا تدعونَني نُعمي، والرَّبُّ قد أذَلَّني والقديرُ قد كسَّرَني؟»
22 فرَجَعَتْ نُعميَ وراعوثُ الموآبيَّةُ كنَّتُها معها، الّتي رَجَعَتْ مِنْ بلادِ موآبَ، ودَخَلَتا بَيتَ لَحمٍ في ابتِداءِ حَصادِ الشَّعيرِ.
راعوث تلتقي ببوعز
1 وكانَ لنُعمي ذو قَرابَةٍ لرَجُلِها، جَبّارُ بأسٍ مِنْ عَشيرَةِ أليمالِكَ، اسمُهُ بوعَزُ.
2 فقالَتْ راعوثُ الموآبيَّةُ لنُعمي: «دَعيني أذهَبْ إلَى الحَقلِ وألتَقِطْ سنابِلَ وراءَ مَنْ أجِدُ نِعمَةً في عَينَيهِ». فقالَتْ لها: «اذهَبي يا بنتي».
3 فذَهَبَتْ وجاءَتْ والتَقَطَتْ في الحَقلِ وراءَ الحَصّادينَ. فاتَّفَقَ نَصيبُها في قِطعَةِ حَقلٍ لبوعَزَ الّذي مِنْ عَشيرَةِ أليمالِكَ.
4 وإذا ببوعَزَ قد جاءَ مِنْ بَيتِ لَحمٍ وقالَ للحَصّادينَ: «الرَّبُّ معكُمْ». فقالوا لهُ: «يُبارِكُكَ الرَّبُّ».
5 فقالَ بوعَزُ لغُلامِهِ الموَكَّلِ علَى الحَصّادينَ: «لمَنْ هذِهِ الفَتاةُ؟»
6 فأجابَ الغُلامُ الموَكَّلُ علَى الحَصّادينَ وقالَ: «هي فتاةٌ موآبيَّةٌ قد رَجَعَتْ مع نُعمي مِنْ بلادِ موآبَ،
7 وقالَتْ: دَعوني ألتَقِطْ وأجمَعْ بَينَ الحُزَمِ وراءَ الحَصّادينَ. فجاءَتْ ومَكَثَتْ مِنَ الصّباحِ إلَى الآنَ. قَليلًا مّا لَبِثَتْ في البَيتِ».
8 فقالَ بوعَزُ لراعوثَ: «ألا تسمَعينَ يا بنتي؟ لا تذهَبي لتَلتَقِطي في حَقلِ آخَرَ، وأيضًا لا تبرَحي مِنْ ههنا، بل هنا لازِمي فتياتي.
9 عَيناكِ علَى الحَقلِ الّذي يَحصُدونَ واذهَبي وراءَهُمْ. ألَمْ أوصِ الغِلمانَ أنْ لا يَمَسّوكِ؟ وإذا عَطِشتِ فاذهَبي إلَى الآنيَةِ واشرَبي مِمّا استَقاهُ الغِلمانُ».
10 فسقَطَتْ علَى وجهِها وسَجَدَتْ إلَى الأرضِ وقالَتْ لهُ: «كيفَ وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ حتَّى تنظُرَ إلَيَّ وأنا غَريبَةٌ؟»
11 فأجابَ بوعَزُ وقالَ لها: «إنَّني قد أُخبِرتُ بكُلِّ ما فعَلتِ بحَماتِكِ بَعدَ موتِ رَجُلِكِ، حتَّى ترَكتِ أباكِ وأُمَّكِ وأرضَ مَوْلِدِكِ وسِرتِ إلَى شَعبٍ لَمْ تعرِفيهِ مِنْ قَبلُ.
12 ليُكافِئ الرَّبُّ عَمَلكِ، وليَكُنْ أجرُكِ كامِلًا مِنْ عِندِ الرَّبِّ إلهِ إسرائيلَ الّذي جِئتِ لكَيْ تحتَميَ تحتَ جَناحَيهِ».
13 فقالَتْ: «لَيتَني أجِدُ نِعمَةً في عَينَيكَ يا سيِّدي لأنَّكَ قد عَزَّيتَني وطَيَّبتَ قَلبَ جاريَتِكَ، وأنا لَستُ كواحِدَةٍ مِنْ جَواريكَ».
14 فقالَ لها بوعَزُ: «عِندَ وقتِ الأكلِ تقَدَّمي إلَى ههنا وكُلي مِنَ الخُبزِ، واغمِسي لُقمَتَكِ في الخَلِّ». فجَلَسَتْ بجانِبِ الحَصّادينَ فناوَلها فريكًا، فأكلَتْ وشَبِعَتْ وفَضَلَ عنها.
15 ثُمَّ قامَتْ لتَلتَقِطَ. فأمَرَ بوعَزُ غِلمانَهُ قائلًا: «دَعوها تلتَقِطْ بَينَ الحُزَمِ أيضًا ولا تؤذوها.
16 وأنسِلوا أيضًا لها مِنَ الشَّمائلِ ودَعوها تلتَقِطْ ولا تنتَهِروها».
17 فالتَقَطَتْ في الحَقلِ إلَى المساءِ، وخَبَطَتْ ما التَقَطَتهُ فكانَ نَحوَ إيفَةِ شَعيرٍ.
18 فحَمَلَتهُ ودَخَلَتِ المدينةَ. فرأتْ حَماتُها ما التَقَطَتهُ. وأخرَجَتْ وأعطَتها ما فضَلَ عنها بَعدَ شِبَعِها.
19 فقالَتْ لها حَماتُها: «أين التَقَطتِ اليومَ؟ وأين اشتَغَلتِ؟ ليَكُنِ النّاظِرُ إلَيكِ مُبارَكًا». فأخبَرَتْ حَماتَها بالّذي اشتَغَلَتْ معهُ وقالَتِ: «اسمُ الرَّجُلِ الّذي اشتَغَلتُ معهُ اليومَ بوعَزُ».
20 فقالَتْ نُعمي لكَنَّتِها: «مُبارَكٌ هو مِنَ الرَّبِّ لأنَّهُ لَمْ يترُكِ المَعروفَ مع الأحياءِ والموتَى». ثُمَّ قالَتْ لها نُعمي: «الرَّجُلُ ذو قَرابَةٍ لنا. هو ثاني وليِّنا».
21 فقالَتْ راعوثُ الموآبيَّةُ: «إنَّهُ قالَ لي أيضًا: لازِمي فِتياني حتَّى يُكَمِّلوا جميعَ حَصادي».
22 فقالَتْ نُعمي لراعوثَ كنَّتِها: «إنَّهُ حَسَنٌ يا بنتي أنْ تخرُجي مع فتياتِهِ حتَّى لا يَقَعوا بكِ في حَقلِ آخَرَ».
23 فلازَمَتْ فتياتِ بوعَزَ في الِالتِقاطِ حتَّى انتَهَى حَصادُ الشَّعيرِ وحَصادُ الحِنطَةِ. وسَكَنَتْ مع حَماتِها.
تعليق
3 – أخبر قصتك باتضاع
غالبا ما يكون الحب الحقيقي صعبا، وغير مناسب ومكلف؛ لكن السعادة الحقيقية تأتي فقط لمن يهتمون بالآخرين ولو دفعوا ثمنا لهذا.
سفر راعوث هو قصة أرملتين ومزارع في قرية بعيدة. إنها تمثل مقابلة رائعة مع السفر السابق، سفر القضاة. فبينما كان السياق التاريخي لكلا السفرين واحد (حيث أن سفر راعوث يخبرنا أنه "حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ"، 1:1)، إلا أن محتوى السفرين مختلف تماما.
فبينما يروي سفر القضاة حالة الشر والاضطراب لأن "كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ" (قض25:21)، إلا أن سفر راعوث هو عبارة عن قصة رائعة عن الولاء والأمانة والطيبة – وهو شيء يثير الإعجاب أكثر لحدوثه في هذه الفترة من النزاع. وعلاوة على ذلك، بينما ينظر سفر القضاة إلى الصورة الكبيرة لأمة إسرائيل خلال هذه الفترة، يركز سفر راعوث على عائلة محددة.
إنه تذكير لنا بأن إله الكون والتاريخ هو أيضا إله التفاصيل الصغيرة في حياتك. هو ليس فقط كلي القوة والقدرة، لكنه أباك أيضا والذي يهتم بك بشكل وثيق. فحياتك بكل تفاصيلها تهم الله. حياتك تهم.
يذكرنا سفر راعوث بعناية ومعونة وأمانة الله في تفاصيل حياتنا الصغيرة.
كانت نعمى مهتمة بالأكثر براعوث من نفسها. أرادت نعمى أن تعود راعوث إلى بيتها لكي ما يكون لها فرصة أفضل في أن تتزوج ثانية وكانت نعمى مستعدة لأن تخسر راعوث لأجل صالح راعوث وسعادتها (را8:1-13). وكانت محبة راعوث لنعمى غير أنانية ومعطاءة بالمثل.
كانت مستعدة تماما ألا تتزوج ثانية. إذ تبدي ولاء غير عادي لحماتها. "فَقَالَتْ رَاعُوثُ: لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي. حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِي وَهكَذَا يَزِيدُ. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ" (ع16-17).
كان بوعز أيضا رجلا يخاف الله. سمع عن سمعة راعوث. فهي لم تكن فقط ذات ولاء وأمينة – بل وكانت أيضا تعمل باجتهاد شديد. (7:2). لابد وأن شخص ما قد شهد عنها. يقول بوعز، "إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ بِحَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ رَجُلِكِ، حَتَّى تَرَكْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَأَرْضَ مَوْلِدِكِ وَسِرْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ" (ع11).
علاوة على هذا، شهدت راعوث بوضوح عن إيمانها بالله، لأن بوعز يعرف أنها ملتزمة بالله "الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ" (ع12).
ثم يظهر بوعز عندئذ كرم غير عادي نحو راعوث. تقول راعوث لحماتها، "اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي اشْتَغَلْتُ مَعَهُ الْيَوْمَ بُوعَزُ. فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يَتْرُكِ الْمَعْرُوفَ مَعَ الأَحْيَاءِ وَالْمَوْتَى" (ع19-20).
يا رب، أشكرك لأجل نموذج الولاء والطيبة والأمانة. ساعدني لأكون كذلك. ساعدنا كمجتمع لنكون شعب معروف بولائه وطيبته وأمانته.
تعليق من بيبا
را1:1-23:2
يا لها من راحة أن نقرا قصة راعوث بعد كل السلوك الفظيع للشعب في الإصحاحات الأخيرة من سفر القضاة. هنا نتقابل مع حياة هادئة، مسالمة نوعا ما حيث الجميع أمناء ولطفاء ويعتمد عليهم. العلاقة بين نعمى وراعوث هي علاقة غير عادية من الحب والولاء، وتجعل معايير العلاقة بين الحمى وكنتها عالية جدا.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر