معرفة الله كأب
المقدمة
- ما هو أفضل شيء في الحياة، والذي يجلي فرحة وبهجة ورضا أكثر، من أي شيء آخر؟ معرفة الله ....
- ما هو الهدف الذي خلقت لأجله؟ أن تعرف الله.
- ما هو الهدف الذي ينبغي أن توجه حياتك نحوه؟ أن تعرف الله.
هذه هي الأسئلة التي يثيرها جي. آي. باكر في بداية كتابه المؤثر، Knowing God. (معرفة الله). قال يسوع، "أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي. كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ" (يو14:10، 15).
المَزاميرُ 62:1-12
المَزمورُ الثّاني والسِّتّونَ
لإمامِ المُغَنّينَ علَى «يَدوثونَ1أخ25:1، 3». مَزمورٌ لداوُدَ
1 إنَّما للهِ انتَظَرَتْ نَفسي. مِنْ قِبَلِهِ خَلاصي.
2 إنَّما هو صَخرَتي وخَلاصي، مَلجإي، لا أتَزَعزَعُ كثيرًا.
3 إلَى مَتَى تهجِمونَ علَى الإنسانِ؟ تهدِمونَهُ كُلُّكُمْ كحائطٍ مُنقَضٍّ، كجِدارٍ واقِعٍ!
4 إنَّما يتآمَرونَ ليَدفَعوهُ عن شَرَفِهِ. يَرضَوْنَ بالكَذِبِ. بأفواهِهِمْ يُبارِكونَ وبقُلوبهِمْ يَلعَنونَ. سِلاهْ.
5 إنَّما للهِ انتَظِري يا نَفسي، لأنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجائي.
6 إنَّما هو صَخرَتي وخَلاصي، مَلجإي فلا أتَزَعزَعُ.
7 علَى اللهِ خَلاصي ومَجدي، صَخرَةُ قوَّتي مُحتَمايَ في اللهِ.
8 توَكَّلوا علَيهِ في كُلِّ حينٍ يا قَوْمُ. اسكُبوا قُدّامَهُ قُلوبَكُمْ. اللهُ مَلجأٌ لنا. سِلاهْ.
9 إنَّما باطِلٌ بَنو آدَمَ. كذِبٌ بَنو البَشَرِ. في المَوازينِ هُم إلَى فوقُ. هُم مِنْ باطِلٍ أجمَعونَ.
10 لا تتَّكِلوا علَى الظُّلمِ ولا تصيروا باطِلًا في الخَطفِ. إنْ زادَ الغِنَى فلا تضَعوا علَيهِ قَلبًا.
11 مَرَّةً واحِدَةً تكلَّمَ الرَّبُّ، وهاتَينِ الِاثنَتَينِ سمِعتُ: أنَّ العِزَّةَ للهِ،
12 ولكَ يا رَبُّ الرَّحمَةُ، لأنَّكَ أنتَ تُجازي الإنسانَ كعَمَلِهِ.
تعليق
ثق فيه، في كل الأوقات
من السهل أن تثق في الله عندما تكون الأمور على ما يرام. يحثنا داود، "تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ" (ع8أ). تعني الثقة في الله كل الأوقات الثقة فيه ليس فقط عندما تمضي الأمور على ما يرام، بل وكذلك عندما لا تمضي الأمور جيدا. إنك تطور شخصيتك بالثقة فيه عندما تواجه الصعوبات في حياتك.
تؤدي معرفة الله والثقة فيه إلى:
- راحة النفس
وسط كل مخاوفك وما يقلقك يمكنك أن تجد السلام: "إِنَّمَا ِللهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي ... إِنَّمَا ِللهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي" (ع1، 5).
- الخلاص
يأتي الخلاص بالإيمان بالله: "مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي. إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَأي ... عَلَى اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي" (ع1ب-2أ، 7أ).
- الأمن
أي شيء آخر في الحياة هو موضع شك وغير مؤكد، وهو في النهاية غير مضمون، لكن الله "لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا ... مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. عَلَى اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي، صَخْرَةُ قُوَّتِي مُحْتَمَايَ فِي اللهِ" (ع2ب، 6ب-7ب).
مثل يسوع، يقابل داود بين محبة الله ومحبة المال: "إِنْ زَادَ الْغِنَى فَلاَ تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْبًا" (ع10). عندما بدأت ممارسة المحاماة، كتبت هذا في هامش كتابي المقدس: "هذه رسالة حيوية لي في هذا الوقت. كان من السهل في أيام الدراسة ألا أفكر بشأن المال – لكن الآن مع بدء مجيء المال إليّ أجد نفسي أفكر فيه أكثر وأكثر، وأتحدث عنه أكثر وأكثر. المعركة حامية – قوة جذب العالم شديدة. فإما أن تضع قلبك على الله أو على المال".
أيها الآب، اليوم لتجد نفسي الراحة فيك وحدك. أشكرك لأنك تعد إنني لن أهتز أبدا. إنني أثق فيك اليوم.
يوحَنا 9:35-10:21
35 فسمِعَ يَسوعُ أنهُم أخرَجوهُ خارِجًا، فوَجَدَهُ وقالَ لهُ: «أتؤمِنُ بابنِ اللهِ؟».
36 أجابَ ذاكَ وقالَ: «مَنْ هو يا سيِّدُ لأومِنَ بهِ؟».
37 فقالَ لهُ يَسوعُ: «قد رأيتَهُ، والّذي يتَكلَّمُ معكَ هو هو!».
38 فقالَ: «أومِنُ يا سيِّدُ!». وسَجَدَ لهُ.
39 فقالَ يَسوعُ: «لدَينونَةٍ أتَيتُ أنا إلَى هذا العالَمِ، حتَّى يُبصِرَ الّذينَ لا يُبصِرونَ ويَعمَى الّذينَ يُبصِرونَ».
40 فسمِعَ هذا الّذينَ كانوا معهُ مِنَ الفَرّيسيّينَ، وقالوا لهُ: «ألَعَلَّنا نَحنُ أيضًا عُميانٌ؟».
41 قالَ لهُمْ يَسوعُ: «لو كنتُم عُميانًا لَما كانتْ لكُمْ خَطيَّةٌ. ولكن الآنَ تقولونَ إنَّنا نُبصِرُ، فخَطيَّتُكُمْ باقيَةٌ.
عدم إيمان اليهود
1 «الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ الّذي لا يَدخُلُ مِنَ البابِ إلَى حَظيرَةِ الخِرافِ، بل يَطلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فذاكَ سارِقٌ ولِصٌّ.
2 وأمّا الّذي يَدخُلُ مِنَ البابِ فهو راعي الخِرافِ.
3 لهذا يَفتَحُ البَوّابُ، والخِرافُ تسمَعُ صوتَهُ، فيَدعو خِرافَهُ الخاصَّةَ بأسماءٍ ويُخرِجُها.
4 ومَتَى أخرَجَ خِرافَهُ الخاصَّةَ يَذهَبُ أمامَها، والخِرافُ تتبَعُهُ، لأنَّها تعرِفُ صوتَهُ.
5 وأمّا الغَريبُ فلا تتبَعُهُ بل تهرُبُ مِنهُ، لأنَّها لا تعرِفُ صوتَ الغُرَباءِ».
6 هذا المَثَلُ قالهُ لهُمْ يَسوعُ، وأمّا هُم فلَمْ يَفهَموا ما هو الّذي كانَ يُكلِّمُهُمْ بهِ.
7 فقالَ لهُمْ يَسوعُ أيضًا: «الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنّي أنا بابُ الخِرافِ.
8 جميعُ الّذينَ أتَوْا قَبلي هُم سُرّاقٌ ولُصوصٌ، ولكن الخِرافَ لَمْ تسمَعْ لهُمْ.
9 أنا هو البابُ. إنْ دَخَلَ بي أحَدٌ فيَخلُصُ ويَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى.
10 السّارِقُ لا يأتي إلّا ليَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِكَ، وأمّا أنا فقد أتَيتُ لتَكونَ لهُمْ حياةٌ وليكونَ لهُمْ أفضَلُ.
11 أنا هو الرّاعي الصّالِحُ، والرّاعي الصّالِحُ يَبذِلُ نَفسَهُ عن الخِرافِ.
12 وأمّا الّذي هو أجيرٌ، وليس راعيًا، الّذي لَيسَتِ الخِرافُ لهُ، فيَرَى الذِّئبَ مُقبِلًا ويَترُكُ الخِرافَ ويَهرُبُ، فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِرافَ ويُبَدِّدُها.
13 والأجيرُ يَهرُبُ لأنَّهُ أجيرٌ، ولا يُبالي بالخِرافِ.
14 أمّا أنا فإنّي الرّاعي الصّالِحُ، وأعرِفُ خاصَّتي وخاصَّتي تعرِفُني،
15 كما أنَّ الآبَ يَعرِفُني وأنا أعرِفُ الآبَ. وأنا أضَعُ نَفسي عن الخِرافِ.
16 ولي خِرافٌ أُخَرُ لَيسَتْ مِنْ هذِهِ الحَظيرَةِ، يَنبَغي أنْ آتيَ بتِلكَ أيضًا فتسمَعُ صوتي، وتَكونُ رَعيَّةٌ واحِدَةٌ وراعٍ واحِدٌ.
17 لهذا يُحِبُّني الآبُ، لأنّي أضَعُ نَفسي لآخُذَها أيضًا.
18 ليس أحَدٌ يأخُذُها مِنّي، بل أضَعُها أنا مِنْ ذاتي. لي سُلطانٌ أنْ أضَعَها ولي سُلطانٌ أنْ آخُذَها أيضًا. هذِهِ الوَصيَّةُ قَبِلتُها مِنْ أبي».
19 فحَدَثَ أيضًا انشِقاقٌ بَينَ اليَهودِ بسَبَبِ هذا الكلامِ.
20 فقالَ كثيرونَ مِنهُمْ: «بهِ شَيطانٌ وهو يَهذي. لماذا تستَمِعونَ لهُ؟».
21 آخَرونَ قالوا: «ليس هذا كلامَ مَنْ بهِ شَيطانٌ. ألَعَلَّ شَيطانًا يَقدِرُ أنْ يَفتَحَ أعيُنَ العُميانِ؟».
عدم إيمان اليهود
تعليق
تمتع بالحياة بكل ملئها
ظننت إنه أن أصبح مسيحيا فسيعني نهاية تمتعي بالحياة. في الواقع، وجدت العكس. يقول يسوع إنه جاء حتى "نتمتع بالحياة، وتكون لنا بوفرة (حتى الكمال، حتى تفيض) (10:10، المكبرة).
لم يكن لدى الرجل الأعمى الذي شفي مشكلة في أن يؤمن بيسوع. عندما وجده يسوع قال له، "أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟" (35:9)، فسأله، "مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟" (ع36). فأجاب يسوع، "قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ! فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ" (ع37-38). في يسوع، أدرك الرجل إنه قد تقابل مع الله نفسه. أنت أيضا يمكنك أن تتقابل مع الله في يسوع.
يفسر يسوع كيف يمكنك أن تعرف الله من خلاله. فيستخدم تشبيهين. أولا، يتكلم عن نفسه بصفته "البوابة" (1:10). ربما يكون من الأفضل ترجمة الكلمة اليونانية "ثورا" إلى "باب". يسوع هو باب الخراف للدخول والعثور على الخلاص (ع9). إنه الباب إلى الآب. الباب لمعرفة الله هو أن تعرف يسوع.
التشبيه الثاني الذي يستخدمه يسوع هو إنه الراعي الصالح. تعني الكلمة اليونانية المترجمة صالح (كالوس) "جميل"، "نبيل"، "رائع". الخراف تعرف الراعي: "أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ" (ع14-15). خلفية هذا هي أن الله نفسه موصوف بأنه "الراعي" في العهد القديم (مثلا، أنظر مز1:23؛ أش11:40). أن تعرف يسوع يعني أن تعرف الله.
- تمتع بملء الحياة
في العلاقة مع يسوع، تجد المعنى والغرض والشبع والسلام والغفران والحياة بكل ملئها.
- لا تدع الشيطان يسرقك
يقارن يسوع نفسه مع "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ" (10:10أ). يريد الشيطان أن يسرق منك سلامك وتمتعك بالحياة. لا تدعه يفعل.
- تأكد من محبة الله لك
يقارن يسوع أيضا بين الراعي الصالح و"الأجير" الذي، يهرب عندما يهجم الذئب على القطيع لأنه لا يهتم بشيء بالنسبة للخراف (ع12-13).
من ناحية أخرى، يضع الراعي الصالح حياته لأجل الخراف (ع11، 15). وهذا يحدث بطواعية تامة: "لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا" (ع17-18). إن شككت يوما في أن الله يحبك، فما عليك إلا أن تنظر على الصليب: لقد وضع يسوع حياته عنك.
جاء يسوع ليقدم حياته على الصليب ليطيح بكل العوائق التي تمنعك من معرفة الله والاتصال به بصفته أبيك.
- تعلم أن تنصت لصوته
من طبيعة الخراف الغرائزية أن تتعرف على صوت الراعي. "وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ" (ع3-4).
كلما عرفت يسوع، كلما استطعت أن تميز ما إذا كان هذا صوته أم هو صوت الذئب الخداع.
- أعرف أن لك حياة أبدية
من تعرفه لم يمت لأجلك فقط بل وقام من الأموات لأجلك أيضا. فهو لديه القوة ليأخذ حياته ثانية: "لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا" (ع18ب). إنه يعطيك الحياة الأبدية.
فيما بعد يعرف يسوع الحياة الأبدية هكذا: "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو3:17).
أشكرك يا رب، لأنك تحبني جدا حتى إنك وضعت حياتك لأجلي. أشكرك لأنك تعطيني الحياة، الحياة في كل ملئها.
راعوث 3:1-4:22
راعوث وبوعز في البيدر
1 وقالَتْ لها نُعمي حَماتُها: «يابِنتي ألا ألتَمِسُ لكِ راحَةً ليكونَ لكِ خَيرٌ؟
2 فالآنَ أليس بوعَزُ ذا قَرابَةٍ لنا، الّذي كُنتِ مع فتياتِهِ؟ ها هو يُذَرّي بَيدَرَ الشَّعيرِ اللَّيلَةَ.
3 فاغتَسِلي وتَدَهَّني والبَسي ثيابَكِ وانزِلي إلَى البَيدَرِ، ولكن لا تُعرَفي عِندَ الرَّجُلِ حتَّى يَفرَغَ مِنَ الأكلِ والشُّربِ.
4 ومَتَى اضطَجَعَ فاعلَمي المَكانَ الّذي يَضطَجِعُ فيهِ، وادخُلي واكشِفي ناحيَةَ رِجلَيهِ واضطَجِعي، وهو يُخبِرُكِ بما تعمَلينَ».
5 فقالَتْ لها: «كُلَّ ما قُلتِ أصنَعُ».
6 فنَزَلَتْ إلَى البَيدَرِ وعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ ما أمَرَتها بهِ حَماتُها.
7 فأكلَ بوعَزُ وشَرِبَ وطابَ قَلبُهُ ودَخَلَ ليَضطَجِعَ في طَرَفِ العَرَمَةِ. فدَخَلَتْ سِرًّا وكشَفَتْ ناحيَةَ رِجلَيهِ واضطَجَعَتْ.
8 وكانَ عِندَ انتِصافِ اللَّيلِ أنَّ الرَّجُلَ اضطَرَبَ، والتَفَتَ وإذا بامرأةٍ مُضطَجِعَةٍ عِندَ رِجلَيهِ.
9 فقالَ: «مَنْ أنتِ؟» فقالَتْ: «أنا راعوثُ أمَتُكَ. فابسُطْ ذَيلَ ثَوْبِكَ علَى أمَتِكَ لأنَّكَ وليٌّ».
10 فقالَ: «إنَّكِ مُبارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يا بنتي لأنَّكِ قد أحسَنتِ مَعروفكِ في الأخيرِ أكثَرَ مِنَ الأوَّلِ، إذ لَمْ تسعَيْ وراءَ الشُّبّانِ، فُقَراءَ كانوا أو أغنياءَ.
11 والآنَ يابِنتي لا تخافي. كُلُّ ما تقولينَ أفعَلُ لكِ، لأنَّ جميعَ أبوابِ شَعبي تعلَمُ أنَّكِ امرأةٌ فاضِلَةٌ.
12 والآنَ صَحيحٌ أنّي وليٌّ، ولكن يوجَدُ وليٌّ أقرَبُ مِنّي.
13 بيتي اللَّيلَةَ، ويكونُ في الصّباحِ أنَّهُ إنْ قَضَى لكِ حَقَّ الوَليِّ فحَسَنًا. ليَقضِ. وإنْ لَمْ يَشأْ أنْ يَقضيَ لكِ حَقَّ الوَليِّ، فأنا أقضي لكِ. حَيٌّ هو الرَّبُّ. اِضطَجِعي إلَى الصّباحِ».
14 فاضطَجَعَتْ عِندَ رِجلَيهِ إلَى الصّباحِ. ثُمَّ قامَتْ قَبلَ أنْ يَقدِرَ الواحِدُ علَى مَعرِفَةِ صاحِبِهِ. وقالَ: «لا يُعلَمْ أنَّ المَرأةَ جاءَتْ إلَى البَيدَرِ».
15 ثُمَّ قالَ: «هاتي الرِّداءَ الّذي علَيكِ وأمسِكيهِ». فأمسَكَتهُ، فاكتالَ سِتَّةً مِنَ الشَّعيرِ ووضَعَها علَيها، ثُمَّ دَخَلَتَ المدينةَ.
16 فجاءَتْ إلَى حَماتِها فقالَتْ: «مَنْ أنتِ يا بنتي؟». فأخبَرَتها بكُلِّ ما فعَلَ لها الرَّجُلُ.
17 وقالَتْ: «هذِهِ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعيرِ أعطاني، لأنَّهُ قالَ: لا تجيئي فارِغَةً إلَى حَماتِكِ».
18 فقالَتِ: «اجلِسي يا بنتي حتَّى تعلَمي كيفَ يَقَعُ الأمرُ، لأنَّ الرَّجُلَ لا يَهدأُ حتَّى يُتَمِّمَ الأمرَ اليومَ».
نسب داود
1 فصَعِدَ بوعَزُ إلَى البابِ وجَلَسَ هناكَ. وإذا بالوَليِّ الّذي تكلَّمَ عنهُ بوعَزُ عابِرٌ. فقالَ: «مِلْ واجلِسْ هنا أنتَ يا فُلانُ الفُلانيُّ». فمالَ وجَلَسَ.
2 ثُمَّ أخَذَ عشَرَةَ رِجالٍ مِنْ شُيوخِ المدينةِ وقالَ لهُمُ: «اجلِسوا هنا». فجَلَسوا.
3 ثُمَّ قالَ للوَليِّ: «إنَّ نُعميَ الّتي رَجَعَتْ مِنْ بلادِ موآبَ تبيعُ قِطعَةَ الحَقلِ الّتي لأخينا أليمالِكَ.
4 فقُلتُ إنّي أُخبِرُكَ قائلًا: اشتَرِ قُدّامَ الجالِسينَ وقُدّامَ شُيوخِ شَعبي. فإنْ كُنتَ تفُكُّ ففُكَّ. وإنْ كُنتَ لا تفُكُّ فأخبِرني لأعلَمَ. لأنَّهُ ليس غَيرُكَ يَفُكُّ وأنا بَعدَكَ». فقالَ: «إنّي أفُكُّ».
5 فقالَ بوعَزُ: «يومَ تشتَري الحَقلَ مِنْ يَدِ نُعمي تشتَري أيضًا مِنْ يَدِ راعوثَ الموآبيَّةِ امرأةِ المَيِّتِ لتُقيمَ اسمَ المَيِّتِ علَى ميراثِهِ».
6 فقالَ الوَليُّ: «لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ لنَفسي لئَّلا أُفسِدَ ميراثي. ففُكَّ أنتَ لنَفسِكَ فِكاكي لأنّي لا أقدِرُ أنْ أفُكَّ».
7 وهذِهِ هي العادَةُ سابِقًا في إسرائيلَ في أمرِ الفِكاكِ والمُبادَلَةِ، لأجلِ إثباتِ كُلِّ أمرٍ. يَخلَعُ الرَّجُلُ نَعلهُ ويُعطيهِ لصاحِبِهِ. فهذِهِ هي العادَةُ في إسرائيلَ.
8 فقالَ الوَليُّ لبوعَزَ: «اشتَرِ لنَفسِكَ». وخَلَعَ نَعلهُ.
9 فقالَ بوعَزُ للشُّيوخِ ولِجميعِ الشَّعبِ: «أنتُمْ شُهودٌ اليومَ أنّي قد اشتَرَيتُ كُلَّ ما لأليمالِكَ وكُلَّ ما لكِليونَ ومَحلونَ مِنْ يَدِ نُعمي.
10 وكذا راعوثُ الموآبيَّةُ امرأةُ مَحلونَ قد اشتَرَيتُها ليَ امرأةً، لأُقيمَ اسمَ المَيِّتِ علَى ميراثِهِ ولا يَنقَرِضُ اسمُ المَيِّتِ مِنْ بَينِ إخوَتِهِ ومِنْ بابِ مَكانِهِ. أنتُمْ شُهودٌ اليومَ».
11 فقالَ جميعُ الشَّعبِ الّذينَ في البابِ والشُّيوخُ: «نَحنُ شُهودٌ. فليَجعَلِ الرَّبُّ المَرأةَ الدّاخِلَةَ إلَى بَيتِكَ كراحيلَ وكلَيئَةَ اللَّتَينِ بَنَتا بَيتَ إسرائيلَ. فاصنَعْ ببأسٍ في أفراتَةَ وكُنْ ذا اسمٍ في بَيتِ لَحمٍ.
12 وليَكُنْ بَيتُكَ كبَيتِ فارَصَ الّذي ولَدَتهُ ثامارُ ليَهوذا، مِنَ النَّسلِ الّذي يُعطيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الفَتاةِ».
نسب داود
13 فأخَذَ بوعَزُ راعوثَ امرأةً ودَخَلَ علَيها، فأعطاها الرَّبُّ حَبَلًا فوَلَدَتِ ابنًا.
14 فقالَتِ النِّساءُ لنُعمي: «مُبارَكٌ الرَّبُّ الّذي لَمْ يُعدِمكِ وليًّا اليومَ لكَيْ يُدعَى اسمُهُ في إسرائيلَ.
15 ويكونُ لكِ لإرجاعِ نَفسٍ وإعالَةِ شَيبَتِكِ. لأنَّ كنَّتَكِ الّتي أحَبَّتكِ قد ولَدَتهُ، وهي خَيرٌ لكِ مِنْ سبعَةِ بَنينَ».
16 فأخَذَتْ نُعمي الوَلَدَ ووضَعَتهُ في حِضنِها وصارَتْ لهُ مُرَبّيَةً.
17 وسَمَّتهُ الجاراتُ اسمًا قائلاتٍ: «قد وُلِدَ ابنٌ لنُعمي» ودَعَوْنَ اسمَهُ عوبيدَ. هو أبو يَسَّى أبي داوُدَ.
18 وهذِهِ مَواليدُ فارَصَ: فارَصُ ولَدَ حَصرونَ،
19 وحَصرونُ ولَدَ رامَ، ورامُ ولَدَ عَمّينادابَ،
20 وعَمّينادابُ ولَدَ نَحشونَ، ونَحشونُ ولَدَ سلمونَ،
21 وسَلمونُ ولَدَ بوعَزَ، وبوعَزُ ولَدَ عوبيدَ،
22 وعوبيدُ ولَدَ يَسَّى، ويَسَّى ولَدَ داوُدَ.
تعليق
أكرم الله في كل الظروف
يكرم الله الذين يكرمونه ويعملون الصواب – حتى عندما يكون مكلفا وبرغم صعوبات وتجارب الحياة. نرى هنا كيف تكرم كل شخصية من الشخصيات الرئيسية الرب: نعمى (8:1- 9)، راعوث (ع17 إلخ) وبوعز (4:2، 12؛ 10:3، 13؛ 11:4). إنهم نماذج عظيمة يجدر بنا اتباعها.
يبدأ سفر راعوث بنعمى وهي يائسة من لطف الله (20:1- 21). ثم تختبر الكثير من الناس من حولها يظهرون لطفا إنسانيا شديدا. تختبر هذا في كنتيها راعوث وعرفة (ع8)، وفي معاملة بوعز لراعوث. وأخيرا، تعلن، "لَمْ يَتْرُكِ الْمَعْرُوفَ مَعَ الأَحْيَاءِ وَالْمَوْتَى" (20:2).
تطيع راعوث حماتها في كل التفاصيل. ينصب اهتمام نعمى على سلامة وخير راعوث بالتمام. بوعز رجل يسيطر على نفسه وكريم ونبيل. وحياة بوعز تتمركز بوضوح حول الله. كان رد فعله الأول عندما يصحو ويرى راعوث، "إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ" و"حي هو الرب" (10:3، 13).
بالأمس، راينا كيف كرمت راعوث الرب وفعلت الصواب بكونها مخلصة لحماتها. واليوم، نرى كيف أراد بوعز بوضوح أن يتزوج من راعوث وشعر أن هذا هو الصواب، إلا إنه لم يمضي ببساطة إذ كان يمكنه أن يستخدم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. لقد كان رجلا مستقيما تماما في الطريقة التي تعامل بها مع المسألة – إذ التزم بالسلوك المحترم وبتقاليد الثقافة لهذا الوقت.
لم يندفع بوعز وتزوج وانتهى الأمر. بل مر بالخطوات السليمة. إذا تكلمنا من الوجهة الإنسانية سنجد إنه قام بمخاطرة كبيرة وربما كان سيفقد راعوث. ولكنه وثق في أن الرب مسيطر على الأمور.
كرم الرب هذا بصورة رائعة ومدهشة. تزوج بوعز وراعوث وولدا جد الملك داود (17:4). حقا صارت راعوث الفتاة الخادمة أحد أسلاف الرب يسوع المسيح (مت5:1- 6). من ناحية، يسوع هو الولي القرب لنا – الفادي (را14:4). وهو يدعونا إخوته وأخواته، ويتفهم صراعاتنا ويعمل على فدائنا (عب11:2-12، 17-18).
إننا نرى لطف الله في كل سفر راعوث. خلف اللطف الإنساني لكل من راعوث ونعمى وبوعز يكمن لطف الله.
أيها الآب، أشكرك لأجل لطفك العجيب لي. أشكرك لأجل فداءك لي. أمنحني الشجاعة لأكرمك دائما وحتى أسعى للقيام بما هو صائب حتى عندما يكون صعبا.
تعليق من بيبا
يو10:10
"أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"
للكتاب المقدس قوة عظيمة. فمن خلال شخص ما كان يريني هذه الآية صرت مسيحية.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر