ستصبح تجربتك هي موضع نصرتك
المقدمة
"هيوستن، لقد كانت لدينا مشكلة"، كانت هذه كلمات جيم لوفل مساء يوم 13 أبريل 1970. تقريبا بعد ستة وخمسين ساعة من بداية المأمورية المتجهة نحو القمر، وقع انفجار على متن السفينة الفضائية دفع الطاقم إلى صراع عنيف من أجل النجاة. وفي أقل من دقيقة وقعت سلسلة من فشل في الأنظمة في جميع أنحاء سفينة الفضاء. قال المسئول عن التحكم في الرحلة في وكالة ناسا، "حدث كل شيء في وقت واحد – لقد كان فشلا ضخما"
حلقت السفينة الفضائية حول القمر، مستخدمة جاذبيته للعودة إلى الأرض تابع ملايين من الناس هذه المأساة على شاشات التلفاز. وأخيرا، حطت الكبسولة الفضائية في المحيط الهادي قرب تونجا.
كتب بول رينكون، مراسل علمي لقناة بي بي سي في مقالة بعنوان أبوللو 13: من الكارثة إلى الانتصار، "رغم أن المهمة لم تنجح بالشكل المألوف، إلا إنها كانت انتصارا للإبداع والتصميم". قال جيم لوفل أن ما حدث أظهر لكل الناس في العالم أنه حتى لو كانت هناك كارثة كبيرة، يمكن أن تتحول إلى نجاح.
أسمى مثال على النصرة التي تأتي من الكارثة الظاهرة هو الصليب. ما بدا للعالم أنه الهزيمة النكراء كان في الواقع الانتصار المبين
المَزاميرُ 68:21-27
21 ولكن اللهَ يَسحَقُ رؤوسَ أعدائهِ، الهامَةَ الشَّعراءَ للسّالِكِ في ذُنوبهِ.
22 قالَ الرَّبُّ: «مِنْ باشانَ أُرجِعُ. أُرجِعُ مِنْ أعماقِ البحرِ،
23 لكَيْ تصبغَ رِجلكَ بالدَّمِ. ألسُنُ كِلابِكَ مِنَ الأعداءِ نَصيبُهُمْ».
24 رأوا طُرُقَكَ يا اللهُ، طُرُقَ إلهي مَلِكي في القُدسِ.
25 مِنْ قُدّامٍ المُغَنّونَ. مِنْ وراءٍ ضارِبو الأوتارِ. في الوَسَطِ فتياتٌ ضارِباتُ الدُّفوفِ.
26 في الجَماعاتِ بارِكوا اللهَ الرَّبَّ، أيُّها الخارِجونَ مِنْ عَينِ إسرائيلَ.
27 هناكَ بنيامينُ الصَّغيرُ مُتَسَلِّطُهُمْ، رؤَساءُ يَهوذا جُلُّهُمْ، رؤَساءُ زَبولونَ، رؤَساءُ نَفتالي.
تعليق
1 – نصرة الله
إذ ننظر حولنا على العالم اليوم نرى شرا كثيرا جدا – فظائع تعصب داعش وبوكوحرام ونظم الحكم الشريرة الأخرى والمنظمات الشريرة.
يحتفل هذا المزمور بنصرة الله النهائية على الشر، وبالذات، الأمم والإمبراطوريات الشريرة. إنك مدعو لأن تشاهد دخول الله الانتصاري إلى هيكله. لقد انتصر الله. لقد فاز الصواب في نهاية اليوم. يوما ما سيوضع الكبرياء البشري والغطرسة المنتفخة أمام جلال حكم الله العادل.
يصف داود موكبا انتصاريا يحتفل بانتصار الله على أعداءه: "وَلكِنَّ اللهَ يَسْحَقُ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ ... رَأَوْا طُرُقَكَ يَا اَللهُ، طُرُقَ إِلهِي مَلِكِي فِي الْقُدْسِ" (ع21، 24).
يلي هذا صورة عن المجتمع المتعبد كما ينبغي أن يكون، حيث يوجد به مغنون وموسيقيون ودفوف وغيرهم الكثير، كلهم يسبحون الله – ومعهم أمراء فيما بينهم (ع24-27).
يا رب، أصلي كي نرى نهضة في العبادة وأن قادة أمتنا يكونون في قلب الجماعات المتعبدة، مسبحين الله في الجماعة العظيمة (ع26).
يوحَنا 19:1-27
الدفن
1 فحينَئذٍ أخَذَ بيلاطُسُ يَسوعَ وجَلَدَهُ.
2 وضَفَرَ العَسكَرُ إكليلًا مِنْ شَوْكٍ ووضَعوهُ علَى رأسِهِ، وألبَسوهُ ثَوْبَ أُرجوانٍ،
3 وكانوا يقولونَ: «السَّلامُ يا مَلِكَ اليَهودِ!». وكانوا يَلطِمونَهُ.
4 فخرجَ بيلاطُسُ أيضًا خارِجًا وقالَ لهُمْ: «ها أنا أُخرِجُهُ إلَيكُمْ لتَعلَموا أنّي لَستُ أجِدُ فيهِ عِلَّةً واحِدَةً».
5 فخرجَ يَسوعُ خارِجًا وهو حامِلٌ إكليلَ الشَّوْكِ وثَوْبَ الأُرجوانِ. فقالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «هوذا الإنسانُ!».
6 فلَمّا رآهُ رؤَساءُ الكهنةِ والخُدّامُ صَرَخوا قائلينَ: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!». قالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «خُذوهُ أنتُمْ واصلِبوهُ، لأنّي لَستُ أجِدُ فيهِ عِلَّةً».
7 أجابَهُ اليَهودُ: «لنا ناموسٌ، وحَسَبَ ناموسِنا يَجِبُ أنْ يَموتَ، لأنَّهُ جَعَلَ نَفسَهُ ابنَ اللهِ».
8 فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ هذا القَوْلَ ازدادَ خَوْفًا.
9 فدَخَلَ أيضًا إلَى دارِ الوِلايَةِ وقالَ ليَسوعَ: «مِنْ أين أنتَ؟». وأمّا يَسوعُ فلَمْ يُعطِهِ جَوابًا.
10 فقالَ لهُ بيلاطُسُ: «أما تُكلِّمُني؟ ألَستَ تعلَمُ أنَّ لي سُلطانًا أنْ أصلِبَكَ وسُلطانًا أنْ أُطلِقَكَ؟».
11 أجابَ يَسوعُ: «لَمْ يَكُنْ لكَ علَيَّ سُلطانٌ البَتَّةَ، لو لَمْ تكُنْ قد أُعطيتَ مِنْ فوقُ. لذلكَ الّذي أسلَمَني إلَيكَ لهُ خَطيَّةٌ أعظَمُ».
12 مِنْ هذا الوقتِ كانَ بيلاطُسُ يَطلُبُ أنْ يُطلِقَهُ، ولكن اليَهودَ كانوا يَصرُخونَ قائلينَ: «إنْ أطلَقتَ هذا فلَستَ مُحِبًّا لقَيصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجعَلُ نَفسَهُ مَلِكًا يُقاوِمُ قَيصَرَ!».
13 فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ هذا القَوْلَ أخرَجَ يَسوعَ، وجَلَسَ علَى كُرسيِّ الوِلايَةِ في مَوْضِعٍ يُقالُ لهُ «البَلاطُ» وبالعِبرانيَّةِ «جَبّاثا».
14 وكانَ استِعدادُ الفِصحِ، ونَحوَ السّاعَةِ السّادِسَةِ. فقالَ لليَهودِ: «هوذا مَلِكُكُمْ!».
15 فصَرَخوا: «خُذهُ! خُذهُ! اصلِبهُ!». قالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «أأصلِبُ مَلِكَكُم؟». أجابَ رؤَساءُ الكهنةِ: «ليس لنا مَلِكٌ إلّا قَيصَرَ!».
16 فحينَئذٍ أسلَمَهُ إليهِمْ ليُصلَبَ.
الصلب
فأخَذوا يَسوعَ ومَضَوْا بهِ.
17 فخرجَ وهو حامِلٌ صَليبَهُ إلَى المَوْضِعِ الّذي يُقالُ لهُ «مَوْضِعُ الجُمجُمَةِ» ويُقالُ لهُ بالعِبرانيَّةِ «جُلجُثَةُ»،
18 حَيثُ صَلَبوهُ، وصَلَبوا اثنَينِ آخَرَينِ معهُ مِنْ هنا ومِنْ هنا، ويَسوعُ في الوَسطِ.
19 وكتَبَ بيلاطُسُ عُنوانًا ووضَعَهُ علَى الصَّليبِ. وكانَ مَكتوبًا: «يَسوعُ النّاصِريُّ مَلِكُ اليَهودِ».
20 فقَرأَ هذا العُنوانَ كثيرونَ مِنَ اليَهودِ، لأنَّ المَكانَ الّذي صُلِبَ فيهِ يَسوعُ كانَ قريبًا مِنَ المدينةِ. وكانَ مَكتوبًا بالعِبرانيَّةِ واليونانيَّةِ واللّاتينيَّةِ.
21 فقالَ رؤَساءُ كهَنَةِ اليَهودِ لبيلاطُسَ: «لا تكتُبْ: مَلِكُ اليَهودِ، بل: إنَّ ذاكَ قالَ: أنا مَلِكُ اليَهودِ!».
22 أجابَ بيلاطُسُ: «ما كتَبتُ قد كتَبتُ».
23 ثُمَّ إنَّ العَسكَرَ لَمّا كانوا قد صَلَبوا يَسوعَ، أخَذوا ثيابَهُ وجَعَلوها أربَعَةَ أقسامٍ، لكُلِّ عَسكَريٍّ قِسمًا. وأخَذوا القَميصَ أيضًا. وكانَ القَميصُ بغَيرِ خياطَةٍ، مَنسوجًا كُلُّهُ مِنْ فوقُ.
24 فقالَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ: «لا نَشُقُّهُ، بل نَقتَرِعُ علَيهِ لمَنْ يكونُ». ليَتِمَّ الكِتابُ القائلُ: «اقتَسَموا ثيابي بَينَهُمْ، وعلَى لباسي ألقَوْا قُرعَةً». هذا فعَلهُ العَسكَرُ.
25 وكانتْ واقِفاتٍ عِندَ صَليبِ يَسوعَ، أُمُّهُ، وأُختُ أُمِّهِ، مَريَمُ زَوْجَةُ كِلوبا، ومَريَمُ المَجدَليَّةُ.
26 فلَمّا رأى يَسوعُ أُمَّهُ، والتِّلميذَ الّذي كانَ يُحِبُّهُ واقِفًا، قالَ لأُمِّهِ: «يا امرأةُ، هوذا ابنُكِ».
27 ثُمَّ قالَ للتِّلميذِ: «هوذا أُمُّكَ». ومِنْ تِلكَ السّاعَةِ أخَذَها التِّلميذُ إلَى خاصَّتِهِ.
الموت
تعليق
2 – نصرة يسوع
هل سبق ومررت بأوقات صعبة في حياتك؟ ربما تكون بالفعل في وقت عصيب الآن ولا تبدو الأمور جيدة في حياتك في هذه اللحظة. تذكر إنه في لحظة أعظم انتصاراته لم تبد الأمور جيدة بالنسبة ليسوع.
أتذكر حديثي مع الأب رانييرو كانتالاميسا، واعظ البيت البابوي، قبل أن يشارك في مناقشة علنية مع واحد من "الملحدين الجدد" مباشرة. سألت الأب رانييرو عما إذا كان يظن إنه سيفوز. فأجاب بأنه لا يعرف. قال إنه قد يخسر الجدل. "لكن"، قال مضيفا، "يمكن أن يتمجد الله في الهزيمة".
أظهر صلب يسوع أن الله يمكن أن يتمجد بما يمكن أن يبدو هزيمة. هذه هي لحظة نصرة يسوع الأعظم.
اعترض بيلاطس ثلاث مرات بأن يسوع كان بريئا (38:18؛ 4:19-6)، وفي مناسبتين أخرتين حاول التملص من السماح بموت يسوع (أنظر أيضا 12:19، 14). لكنه في النهاية كان ضعيفا جدا عن أن يتصرف بحسب ما قاده ضميره إليه. "فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ" (ع16).
كان موت يسوع برمته أمرا طوعيا. حين لم يعد في وسع يسوع أن يتحرك بحرية (على الصليب)، كان في الواقع، هو الشخص الوحيد الحر تماما. قال بيلاطس، "أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟" (ع10). فأجاب يسوع، "لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ" (ع11). المثير للسخرية هو أن يسوع كانت لديه مطلق السلطة على بيلاطس.
كانت هذه ساعة الظلمة العظيمة. فقد جلد يسوع ووضع على رأسه إكليل من شوك، ضرب على وجهه، وتم تسليمه ليصلب، جرد من ملابسه وألقى الجنود قرعة على ملابسه. لكن من خلال كل هذا، كانت الكتب المقدسة تتم (ع23-24).
يشدد يوحنا على تتميم النبوة وعلى ملوكية شخص يسوع. في كل أجزاء محاكمة يسوع وصلبه، نجد الموضوع الثابت عما إذا كان ملكا. فقد ألبس الجنود يسوع كملك وهمي وهتفوا، "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ" (ع3). يعلن بيلاطس بسخرية مريرة، "هوذا ملككم" (ع14)، وسأل، "أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟" (ع15)، وكذلك كان لدى بيلاطس لافتة معدة تنص قائلة "يسوع الناصري، ملك اليهود" (ع19).
وإذ كان صلب يسوع يجري، بدا إنه أي شيء آخر عدا أن يكون ملكا. وقد استهزأوا به وسخروا منه. لكن، لسخرية الأحداث إنه إذ كان بيلاطس يرتب لإعداد تلك اللافتة (بثلاثة لغات بحيث يستطيع كل شخص أن يقرأها، ع20)، كانت مقاصد الله تتم في أن يتم إعلام العالم كله أن يسوع هو الملك الذي من الله. إنه ملك المحبة، الخفي الصامت.
أثناء محاكمته، أعلن يسوع لبيلاطس، "أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ" (37:18). لكن، على عكس قيصر، فإن مملكته "ليست من هذا العالم" (ع36)، لأنها ملكوت سماوي أبدي. وهذا الملك الأبدي تجري تحقيق نصرته، ليس من خلال انتصارات روما، بل من خلال الضعف الظاهر في الموت على الصليب.
يسوع ينتصر على الظلمة والشر والخطية. غدا سنقرا هذه الكلمات العظيمة، "قد أكمل" (30:19). أكمل يسوع مهمة حمل خطية العالم في جسده. لقد تم إحراز أعظم نصرة في تاريخ العالم. هذه هي نصرة الخير على الشر، نصرة الحياة على الموت.
تبدو حياته إنها فشل محقق. تبدو الكراهية أنها قد سحقت المحبة. لكن في الواقع، المهزوم، الذي يبدو ظاهريا إنه قد فشل، قد انتصر وفتح نبعا للحياة الجديدة، رؤية جديدة للجنس البشري وطريق جديد للسلام والوحدة.
إن كنت في صراع في هذه اللحظة مع ظروف حياتك، أبق قريبا من يسوع وتذكر أنه يمكن أن يتمجد الله في الهزيمة. تحدث أعظم انتصارات حياتنا أحيانا عندما تبدو الظروف أنها الأسوأ.
يا رب، أشكرك لأنه بسبب انتصارك يقودنا الله دائما في موكب نصرة المسيح، "وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو14:2).
صَموئيلَ الأوَّلُ 26:1-28:25
داود يعفو عن شاول ثانية
1 ثُمَّ جاءَ الزّيفيّونَ إلَى شاوُلَ إلَى جِبعَةَ قائلينَ: «أليس داوُدُ مُختَفيًا في تلِّ حَخيلَةَ الّذي مُقابِلَ القَفرِ؟»
2 فقامَ شاوُلُ ونَزَلَ إلَى بَرّيَّةِ زيفٍ ومَعَهُ ثَلاثَةُ آلافِ رَجُلٍ مُنتَخَبي إسرائيلَ لكَيْ يُفَتِّشَ علَى داوُدَ في بَرّيَّةِ زيفٍ.
3 ونَزَلَ شاوُلُ في تلِّ حَخيلَةَ الّذي مُقابِلَ القَفرِ علَى الطريقِ. وكانَ داوُدُ مُقيمًا في البَرّيَّةِ. فلَمّا رأى أنَّ شاوُلَ قد جاءَ وراءَهُ إلَى البَرّيَّةِ
4 أرسَلَ داوُدُ جَواسيسَ وعَلِمَ باليَقينِ أنَّ شاوُلَ قد جاءَ.
5 فقامَ داوُدُ وجاءَ إلَى المَكانِ الّذي نَزَلَ فيهِ شاوُلُ، ونَظَرَ داوُدُ المَكانَ الّذي اضطَجَعَ فيهِ شاوُلُ وأبنَيرُ بنُ نَيرٍ رَئيسُ جَيشِهِ. وكانَ شاوُلُ مُضطَجِعًا عِندَ المِتراسِ والشَّعبُ نُزولٌ حَوالَيهِ.
6 فأجابَ داوُدُ وكلَّمَ أخيمالِكَ الحِثّيَّ وأبيشايَ ابنَ صُرويَّةَ أخا يوآبَ قائلًا: «مَنْ يَنزِلُ مَعي إلَى شاوُلَ إلَى المَحَلَّةِ؟» فقالَ أبيشايُ: «أنا أنزِلُ معكَ».
7 فجاءَ داوُدُ وأبيشايُ إلَى الشَّعبِ ليلًا وإذا بشاوُلَ مُضطَجِعٌ نائمٌ عِندَ المِتراسِ، ورُمحُهُ مَركوزٌ في الأرضِ عِندَ رأسِهِ، وأبنَيرُ والشَّعبُ مُضطَجِعونَ حَوالَيهِ.
8 فقالَ أبيشايُ لداوُدَ: «قد حَبَسَ اللهُ اليومَ عَدوَّكَ في يَدِكَ. فدَعنيَ الآنَ أضرِبهُ بالرُّمحِ إلَى الأرضِ دَفعَةً واحِدَةً ولا أُثَنّي علَيهِ».
9 فقالَ داوُدُ لأبيشايَ: «لا تُهلِكهُ، فمَنِ الّذي يَمُدُّ يَدَهُ إلَى مَسيحِ الرَّبِّ ويَتَبَرّأُ؟»
10 وقالَ داوُدُ: «حَيٌّ هو الرَّبُّ، إنَّ الرَّبَّ سوفَ يَضرِبُهُ، أو يأتي يومُهُ فيَموتُ، أو يَنزِلُ إلَى الحَربِ ويَهلِكُ.
11 حاشا لي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أمُدَّ يَدي إلَى مَسيحِ الرَّبِّ! والآنَ فخُذِ الرُّمحَ الّذي عِندَ رأسِهِ وكوزَ الماءِ وهَلُمَّ».
12 فأخَذَ داوُدُ الرُّمحَ وكوزَ الماءِ مِنْ عِندِ رأسِ شاوُلَ وذَهَبا، ولَمْ يَرَ ولا عَلِمَ ولا انتَبَهَ أحَدٌ لأنَّهُمْ جميعًا كانوا نيامًا، لأنَّ سُباتَ الرَّبِّ وقَعَ علَيهِمْ.
13 وعَبَرَ داوُدُ إلَى العَبرِ ووقَفَ علَى رأسِ الجَبَلِ عن بُعدٍ، والمَسافَةُ بَينَهُمْ كبيرَةٌ.
14 ونادَى داوُدُ الشَّعبَ وأبنَيرَ بنَ نَيرٍ قائلًا: «أما تُجيبُ يا أبنَيرُ؟» فأجابَ أبنَيرُ وقالَ: «مَنْ أنتَ الّذي يُنادي المَلِكَ؟»
15 فقالَ داوُدُ لأبنَيرَ: «أما أنتَ رَجُلٌ؟ ومَنْ مِثلُكَ في إسرائيلَ؟ فلماذا لَمْ تحرُسْ سيِّدَكَ المَلِكَ؟ لأنَّهُ قد جاءَ واحِدٌ مِنَ الشَّعبِ لكَيْ يُهلِكَ المَلِكَ سيِّدَكَ.
16 ليس حَسَنًا هذا الأمرُ الّذي عَمِلتَ. حَيٌّ هو الرَّبُّ، إنَّكُمْ أبناءُ الموتِ أنتُمْ، لأنَّكُمْ لَمْ تُحافِظوا علَى سيِّدِكُمْ، علَى مَسيحِ الرَّبِّ. فانظُرِ الآنَ أين هو رُمحُ المَلِكِ وكوزُ الماءِ الّذي كانَ عِندَ رأسِهِ».
17 وعَرَفَ شاوُلُ صوتَ داوُدَ فقالَ: «أهذا هو صوتُكَ يا ابني داوُدُ؟» فقالَ داوُدُ: «إنَّهُ صوتي يا سيِّدي المَلِكَ».
18 ثُمَّ قالَ: «لماذا سيِّدي يَسعَى وراءَ عَبدِهِ؟ لأنّي ماذا عَمِلتُ وأيُّ شَرٍّ بيَدي؟
19 والآنَ فليَسمَعْ سيِّدي المَلِكُ كلامَ عَبدِهِ: فإنْ كانَ الرَّبُّ قد أهاجَكَ ضِدّي فليَشتَمَّ تقدِمَةً. وإنْ كانَ بَنو النّاسِ فليكونوا مَلعونينَ أمامَ الرَّبِّ، لأنَّهُمْ قد طَرَدوني اليومَ مِنَ الِانضِمامِ إلَى نَصيبِ الرَّبِّ قائلينَ: اذهَبِ اعبُدْ آلِهَةً أُخرَى.
20 والآنَ لا يَسقُطْ دَمي إلَى الأرضِ أمامَ وجهِ الرَّبِّ، لأنَّ مَلِكَ إسرائيلَ قد خرجَ ليُفَتِّشَ علَى بُرغوثٍ واحِدٍ! كما يُتبَعُ الحَجَلُ في الجِبالِ!».
21 فقالَ شاوُلُ: «قد أخطأتُ. اِرجِعْ يا ابني داوُدَ لأنّي لا أُسيءُ إلَيكَ بَعدُ مِنْ أجلِ أنَّ نَفسي كانتْ كريمَةً في عَينَيكَ اليومَ. هوذا قد حَمِقتُ وضَلَلتُ كثيرًا جِدًّا».
22 فأجابَ داوُدُ وقالَ: «هوذا رُمحُ المَلِكِ، فليَعبُرْ واحِدٌ مِنَ الغِلمانِ ويأخُذهُ.
23 والرَّبُّ يَرُدُّ علَى كُلِّ واحِدٍ برَّهُ وأمانَتَهُ، لأنَّهُ قد دَفَعَكَ الرَّبُّ اليومَ ليَدي ولَمْ أشأْ أنْ أمُدَّ يَدي إلَى مَسيحِ الرَّبِّ.
24 وهوذا كما كانتْ نَفسُكَ عظيمَةً اليومَ في عَينَيَّ، كذلكَ لتَعظُمْ نَفسي في عَينَيِ الرَّبِّ فيَنقُذني مِنْ كُلِّ ضيقٍ».
25 فقالَ شاوُلُ لداوُدَ: «مُبارَكٌ أنتَ يا ابني داوُدَ، فإنَّكَ تفعَلُ وتَقدِرُ». ثُمَّ ذَهَبَ داوُدُ في طريقِهِ ورَجَعَ شاوُلُ إلَى مَكانِهِ.
داود بين الفلسطينيين
1 وقالَ داوُدُ في قَلبِهِ: «إنّي سأهلِكُ يومًا بيَدِ شاوُلَ، فلا شَيءَ خَيرٌ لي مِنْ أنْ أُفلِتَ إلَى أرضِ الفِلِسطينيّينَ، فيَيأسَ شاوُلُ مِنّي فلا يُفَتِّشَ علَيَّ بَعدُ في جميعِ تُخومِ إسرائيلَ، فأنجوَ مِنْ يَدِهِ».
2 فقامَ داوُدُ وعَبَرَ هو والسِّتُّ مِئَةِ الرَّجُلِ الّذينَ معهُ، إلَى أخيشَ بنِ مَعوكَ مَلِكِ جَتٍّ.
3 وأقامَ داوُدُ عِندَ أخيشَ في جَتٍّ هو ورِجالُهُ، كُلُّ واحِدٍ وبَيتِهِ، داوُدُ وامرأتاهُ أخينوعَمُ اليَزرَعيليَّةُ وأبيجايِلُ امرأةُ نابالَ الكَرمَليَّةُ.
4 فأُخبِرَ شاوُلُ أنَّ داوُدَ قد هَرَبَ إلَى جَتٍّ فلَمْ يَعُدْ أيضًا يُفَتِّشُ علَيهِ.
5 فقالَ داوُدُ لأخيشَ: «إنْ كُنتُ قد وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ، فليُعطوني مَكانًا في إحدَى قرَى الحَقلِ فأسكُنَ هناكَ. ولِماذا يَسكُنُ عَبدُكَ في مدينةِ المَملكَةِ معكَ؟»
6 فأعطاهُ أخيشُ في ذلكَ اليومِ صِقلَغَ. لذلكَ صارَتْ صِقلَغُ لمُلوكِ يَهوذا إلَى هذا اليومِ.
7 وكانَ عَدَدُ الأيّامِ الّتي سكَنَ فيها داوُدُ في بلادِ الفِلِسطينيّينَ سنَةً وأربَعَةَ أشهُرٍ.
8 وصَعِدَ داوُدُ ورِجالُهُ وغَزَوْا الجَشوريّينَ والجَرِزّيّينَ والعَمالِقَةَ، لأنَّ هؤُلاءِ مِنْ قَديمٍ سُكّانُ الأرضِ مِنْ عِندِ شورٍ إلَى أرضِ مِصرَ.
9 وضَرَبَ داوُدُ الأرضَ، ولَمْ يَستَبقِ رَجُلًا ولا امرأةً، وأخَذَ غَنَمًا وبَقَرًا وحَميرًا وجِمالًا وثيابًا ورَجَعَ وجاءَ إلَى أخيشَ.
10 فقالَ أخيشُ: «إذًا لَمْ تغزوا اليومَ». فقالَ داوُدُ: «بَلَى. علَى جَنوبيِّ يَهوذا، وجَنوبيِّ اليَرحَمِئيليّينَ، وجَنوبيِّ القينيّينَ».
11 فلَمْ يَستَبقِ داوُدُ رَجُلًا ولا امرأةً حتَّى يأتيَ إلَى جَتٍّ، إذ قالَ: «لئَّلا يُخبِروا عَنّا قائلينَ: هكذا فعَلَ داوُدُ». وهكذا عادَتُهُ كُلَّ أيّامِ إقامَتِهِ في بلادِ الفِلِسطينيّينَ.
12 فصَدَّقَ أخيشُ داوُدَ قائلًا: «قد صارَ مَكروهًا لَدَى شَعبِهِ إسرائيلَ، فيكونُ لي عَبدًا إلَى الأبدِ».
شاول وعرافة عين دور
1 وكانَ في تِلكَ الأيّامِ أنَّ الفِلِسطينيّينَ جَمَعوا جُيوشَهُمْ لكَيْ يُحارِبوا إسرائيلَ. فقالَ أخيشُ لداوُدَ: «اعلَمْ يَقينًا أنَّكَ ستَخرُجُ مَعي في الجَيشِ أنتَ ورِجالُكَ».
2 فقالَ داوُدُ لأخيشَ: «لذلكَ أنتَ ستَعلَمُ ما يَفعَلُ عَبدُكَ». فقالَ أخيشُ لداوُدَ: «لذلكَ أجعَلُكَ حارِسًا لرأسي كُلَّ الأيّامِ».
3 وماتَ صَموئيلُ ونَدَبَهُ كُلُّ إسرائيلَ ودَفَنوهُ في الرّامَةِ في مَدينَتِهِ. وكانَ شاوُلُ قد نَفَى أصحابَ الجانِّ والتَّوابِعِ مِنَ الأرضِ.
4 فاجتَمَعَ الفِلِسطينيّونَ وجاءوا ونَزَلوا في شونَمَ، وجَمَعَ شاوُلُ جميعَ إسرائيلَ ونَزَلَ في جِلبوعَ.
5 ولَمّا رأى شاوُلُ جَيشَ الفِلِسطينيّينَ خافَ واضطَرَبَ قَلبُهُ جِدًّا.
6 فسألَ شاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فلَمْ يُجِبهُ الرَّبُّ لا بالأحلامِ ولا بالأوريمِ ولا بالأنبياءِ.
7 فقالَ شاوُلُ لعَبيدِهِ: «فتِّشوا لي علَى امرأةٍ صاحِبَةِ جانٍّ، فأذهَبَ إليها وأسألها». فقالَ لهُ عَبيدُهُ: «هوذا امرأةٌ صاحِبَةُ جانٍّ في عَينِ دورٍ».
8 فتنَكَّرَ شاوُلُ ولَبِسَ ثيابًا أُخرَى، وذَهَبَ هو ورَجُلانِ معهُ وجاءوا إلَى المَرأةِ ليلًا. وقالَ: «اعرِفي لي بالجانِّ وأصعِدي لي مَنْ أقولُ لكِ».
9 فقالَتْ لهُ المَرأةُ: «هوذا أنتَ تعلَمُ ما فعَلَ شاوُلُ، كيفَ قَطَعَ أصحابَ الجانِّ والتَّوابِعِ مِنَ الأرضِ. فلماذا تضَعُ شَرَكًا لنَفسي لتُميتَها؟»
10 فحَلَفَ لها شاوُلُ بالرَّبِّ قائلًا: «حَيٌّ هو الرَّبُّ، إنَّهُ لا يَلحَقُكِ إثمٌ في هذا الأمرِ».
11 فقالَتِ المَرأةُ: «مَنْ أُصعِدُ لكَ؟» فقالَ: «أصعِدي لي صَموئيلَ».
12 فلَمّا رأتِ المَرأةُ صَموئيلَ صَرَخَتْ بصوتٍ عظيمٍ، وكلَّمَتِ المَرأةُ شاوُلَ قائلَةً: «لماذا خَدَعتَني وأنتَ شاوُلَ؟»
13 فقالَ لها المَلِكُ: «لا تخافي. فماذا رأيتِ؟» فقالَتِ المَرأةُ لشاوُلَ: «رأيتُ آلِهَةً يَصعَدونَ مِنَ الأرضِ».
14 فقالَ لها: «ما هي صورَتُهُ؟» فقالَتْ: «رَجُلٌ شَيخٌ صاعِدٌ وهو مُغَطًّى بجُبَّةٍ». فعَلِمَ شاوُلُ أنَّهُ صَموئيلُ، فخَرَّ علَى وجهِهِ إلَى الأرضِ وسَجَدَ.
15 فقالَ صَموئيلُ لشاوُلَ: «لماذا أقلَقتَني بإصعادِكَ إيّايَ؟» فقالَ شاوُلُ: «قد ضاقَ بي الأمرُ جِدًّا. الفِلِسطينيّونَ يُحارِبونَني، والرَّبُّ فارَقَني ولَمْ يَعُدْ يُجيبُني لا بالأنبياءِ ولا بالأحلامِ. فدَعَوْتُكَ لكَيْ تُعلِمَني ماذا أصنَعُ».
16 فقالَ صَموئيلُ: «ولِماذا تسألُني والرَّبُّ قد فارَقَكَ وصارَ عَدوَّكَ؟
17 وقَدْ فعَلَ الرَّبُّ لنَفسِهِ كما تكلَّمَ عن يَدي، وقَدْ شَقَّ الرَّبُّ المَملكَةَ مِنْ يَدِكَ وأعطاها لقريبِكَ داوُدَ.
18 لأنَّكَ لَمْ تسمَعْ لصوتِ الرَّبِّ ولَمْ تفعَلْ حُموَّ غَضَبِهِ في عَماليقَ، لذلكَ قد فعَلَ الرَّبُّ بكَ هذا الأمرَ اليومَ.
19 ويَدفَعُ الرَّبُّ إسرائيلَ أيضًا معكَ ليَدِ الفِلِسطينيّينَ. وغَدًا أنتَ وبَنوكَ تكونونَ مَعي، ويَدفَعُ الرَّبُّ جَيشَ إسرائيلَ أيضًا ليَدِ الفِلِسطينيّينَ».
20 فأسرَعَ شاوُلُ وسَقَطَ علَى طولهِ إلَى الأرضِ وخافَ جِدًّا مِنْ كلامِ صَموئيلَ، وأيضًا لَمْ تكُنْ فيهِ قوَّةٌ، لأنَّهُ لَمْ يأكُلْ طَعامًا النَّهارَ كُلَّهُ واللَّيلَ.
21 ثُمَّ جاءَتِ المَرأةُ إلَى شاوُلَ ورأتْ أنَّهُ مُرتاعٌ جِدًّا، فقالَتْ لهُ: «هوذا قد سمِعَتْ جاريَتُكَ لصوتِكَ فوَضَعتُ نَفسي في كفّي وسَمِعتُ لكلامِكَ الّذي كلَّمتَني بهِ.
22 والآنَ اسمَعْ أنتَ أيضًا لصوتِ جاريَتِكَ فأضَعَ قُدّامَكَ كِسرَةَ خُبزٍ وكُلْ، فتكونَ فيكَ قوَّةٌ إذ تسيرُ في الطريقِ».
23 فأبَى وقالَ: «لا آكُلُ». فألَحَّ علَيهِ عَبداهُ والمَرأةُ أيضًا، فسمِعَ لصوتِهِمْ وقامَ عن الأرضِ وجَلَسَ علَى السَّريرِ.
24 وكانَ للمَرأةِ عِجلٌ مُسَمَّنٌ في البَيتِ، فأسرَعَتْ وذَبَحَتهُ وأخَذَتْ دَقيقًا وعَجَنَتهُ وخَبَزَتْ فطيرًا،
25 ثُمَّ قَدَّمَتهُ أمامَ شاوُلَ وأمامَ عَبدَيهِ فأكلوا. وقاموا وذَهَبوا في تِلكَ اللَّيلَةِ.
تعليق
3 – نصرة داود
لم تأت نصرة داود بسهولة. نادرا ما تكون انتصارات الحياة سهلة. فهي بصورة عامة تأتي بعد الكثير من الصعوبات والإخفاقات.
قال شاول لداود، "مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا ابْنِي دَاوُدُ، فَإِنَّكَ تَفْعَلُ وَتَقْدِرُ" (25:26).
إنه لأمر مأسوي أن نرى كم أخفق شاول. ففي مرحلة ما كان رجل الله المملوء بالروح القدس، وتخلص من الشر الذي في الأرض. والآن يجد نفسه يستشير الساحرات اللواتي طردهن (ص28). لكن يوحي ع19 بأنه حتى في العهد القديم كانت هناك بدايات معرفة الحياة بعد الموت، وإنه برغم كل ما فعله، إلا أن الرب قد خلص شاول – "وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي" (19:28).
كما نرى أيضا أسوأ جانبي من شخصية داود. فقد انضم للفلسطينيين، ويحيا بالخديعة وبقتل النساء والأطفال (ص27). لقد اضطر أن يغرق لأعمق الأعماق ليخفي ما كان يفعله. تعد الصورة التي يرسمها الكتاب المقدس لداود بعيدة جدا عن الكمال، ومع هذا فقد استخدمه الله برغم فشله وإخفاقه.
من ناحية أخرى، نرى أيضا داود في أفضل حالاته. كان لدى داود الفرصة لينتقم من شاول، الذي كان يحاول قتله. لكن، رفض داود أن ينتقم. فقد احترم شاول بشدة، لأنه كان في موضع السلطة.
لقد قال، "فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟ ... حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ" (9:26، 11).
ظل داود وفيا ومخلصا لشاول برغم حقيقة أن شاول كان يحاول أن يقتله. اتبع مثال داود وارفض أن تنقاد نحو الخطية محاولا أن تتحرر من سلطة الشخص الذي يعلوك.
حتى شاول اعترف "بأنه مخطيء وضال" (ع21). ويرى أن داود "يفعل ويقدر" (ع25).
تعلمنا حياة داود ألا نتوقع نجاحا وانتصارا سريعا. غالبا ما يعدنا الله على مر سنوات من الغموض والصعوبات وحتى الهزائم أو الفشل. ففي هذه الأوقات من الامتحانات، مثل داود، ينبغي ألا نتصرف بدافع الانتقام بل بالمحبة بالأحرى وبشرف واحترام.
يا رب، أشكرك لأنك تستخدمنا بقوة برغم فشلنا الكثير. أشكرك لأن انتصارنا على الشر ممكن فقط من خلال نصرة يسوع على الصليب وفي قيامته
تعليق من بيبا
يو25:19-27
لا يمكنني تخيل ما كانت تمر به مريم أم يسوع بينما كانت تقف تشاهد ابنها يموت على الصليب. لقد كان الأمر سيئا بصورة كافية عندما كسر واحد من أولادنا رجله وكان على الآخر أن يجري عملية جراحية. تعد مشاهدة أولادك يعانون أكثر الأمور إيلاما. تعد مريم شخصية ملهمة كأم، والحب القائم بين الأم وابنها مؤثر جدا.
يعد اهتمام يسوع وعنايته بأمه في أصعب لحظات حياته تذكرة بأهمية الاهتمام والاعتناء بعائلاتنا.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر