اللطف
المقدمة
كتب ستيف سيوجرين كتابا تحت عنوان "مؤامرة اللطف". لقد بدأ كنيسة في سينسناتي في أوهايو، ونمت بسرعة حتى بلغ متوسط الحضور بها حوالي 7500 شخص. كان شعارهم هو: "الأشياء الصغيرة التي تُعمل بمحبة عظيمة تغيّر العالم". إنهم ينجزون أعمال لطف متنوعة وغير نمطية، مثل دفع ثمن القهوة لشخص غريب، أو كتابة ملحوظة مكتوب عليها "أشكرك" للباعة في المحلات.
بإظهار محبة الله بصور عملية، اكتشفوا قوة اللطف في إحداث تغيير إيجابي، في كلٍ من حياتهم وفي حياة الناس من حولهم. عندما يتم التعبير عن اللطف، يتم خلق علاقات صحية، وتنتعش العلاقات في المجتمع وينشر عدوى اللطف بين الناس.
المَزاميرُ 70:1-5
المَزمورُ السَّبعونَ
لإمامِ المُغَنّينَ. لداوُدَ للتَّذكيرِ مز38 عنوان
1 اللَّهُمَّ، إلَى تنجيَتي. يا رَبُّ، إلَى مَعونَتي أسرِعْ.
2 ليَخزَ ويَخجَلْ طالِبو نَفسي. ليَرتَدَّ إلَى خَلفٍ ويَخجَلِ المُشتَهونَ لي شَرًّا.
3 ليَرجِعْ مِنْ أجلِ خِزيِهِمُ القائلونَ: «هَهْ! هَهْ!».
4 وليَبتَهِجْ ويَفرَحْ بكَ كُلُّ طالِبيكَ، وليَقُلْ دائمًا مُحِبّو خَلاصِكَ: «ليَتَعَظَّمِ الرَّبُّ».
5 أمّا أنا فمِسكينٌ وفَقيرٌ. اللَّهُمَّ، أسرِعْ إلَيَّ. مُعيني ومُنقِذي أنتَ. يا رَبُّ، لا تبطؤْ.
تعليق
ثق في لطف الله
الله لطيف وطيب. إنه يحبك. مهما كانت احتياجاتك اليوم، يمكنك أن تصرخ إليه وهو سيكون معينك ومخلصك.
صلى داود، "اَلَّلهُمَّ، إِلَى تَنْجِيَتِي. يَا رَبُّ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ" (ع1). ويتابع قائلا، "أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَفَقِيرٌ. اَللَّهُمَّ، أَسْرِعْ إِلَيَّ. مُعِينِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا رَبُّ، لاَ تَبْطُؤْ" (ع5). وبينما هو يصرخ، يتذكر لطف الله له في الماضي.
حينما أصادف هذه الفقرة في كتابي المقدس أثناء قراءتي، وألاحظ الصرخة التي كتبتها بجوارها منذ وقت طويل طالبا العون، أجد نفسي أصلي: "أشكرك جدا، يا رب، من أجل لطفك ومحبتك. اليوم، أصرخ طلبا ل ....
أعمالُ الرُّسُلِ 3:1-26
عظة بطرس في الهيكل
1 وصَعِدَ بُطرُسُ ويوحَنا مَعًا إلَى الهَيكلِ في ساعَةِ الصَّلاةِ التّاسِعَةِ.
2 وكانَ رَجُلٌ أعرَجُ مِنْ بَطنِ أُمِّهِ يُحمَلُ، كانوا يَضَعونَهُ كُلَّ يومٍ عِندَ بابِ الهَيكلِ الّذي يُقالُ لهُ «الجَميلُ» ليَسألَ صَدَقَةً مِنَ الّذينَ يَدخُلونَ الهَيكلَ.
3 فهذا لَمّا رأى بُطرُسَ ويوحَنا مُزمِعَينِ أنْ يَدخُلا الهَيكلَ، سألَ ليأخُذَ صَدَقَةً.
4 فتفَرَّسَ فيهِ بُطرُسُ مع يوحَنا، وقالَ: «انظُرْ إلَينا!».
5 فلاحَظَهُما مُنتَظِرًا أنْ يأخُذَ مِنهُما شَيئًا.
6 فقالَ بُطرُسُ: «ليس لي فِضَّةٌ ولا ذَهَبٌ، ولكن الّذي لي فإيّاهُ أُعطيكَ: باسمِ يَسوعَ المَسيحِ النّاصِريِّ قُمْ وامشِ!».
7 وأمسَكَهُ بيَدِهِ اليُمنَى وأقامَهُ، ففي الحالِ تشَدَّدَتْ رِجلاهُ وكعباهُ،
8 فوَثَبَ ووقَفَ وصارَ يَمشي، ودَخَلَ معهُما إلَى الهَيكلِ وهو يَمشي ويَطفُرُ ويُسَبِّحُ اللهَ.
9 وأبصَرَهُ جميعُ الشَّعبِ وهو يَمشي ويُسَبِّحُ اللهَ.
10 وعَرَفوهُ أنَّهُ هو الّذي كانَ يَجلِسُ لأجلِ الصَّدَقَةِ علَى بابِ الهَيكلِ الجَميلِ، فامتَلأوا دَهشَةً وحَيرَةً مِمّا حَدَثَ لهُ.
عظة بطرس في الهيكل
11 وبَينَما كانَ الرَّجُلُ الأعرَجُ الّذي شُفيَ مُتَمَسِّكًا ببُطرُسَ ويوحَنا، تراكَضَ إليهِمْ جميعُ الشَّعبِ إلَى الرِّواقِ الّذي يُقالُ لهُ «رِواقُ سُلَيمانَ» وهُم مُندَهِشونَ.
12 فلَمّا رأى بُطرُسُ ذلكَ أجابَ الشَّعبَ: «أيُّها الرِّجالُ الإسرائيليّونَ، ما بالُكُمْ تتَعَجَّبونَ مِنْ هذا؟ ولِماذا تشخَصونَ إلَينا، كأنَّنا بقوَّتِنا أو تقوانا قد جَعَلنا هذا يَمشي؟
13 إنَّ إلهَ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ، إلهَ آبائنا، مَجَّدَ فتاهُ يَسوعَ، الّذي أسلَمتُموهُ أنتُمْ وأنكَرتُموهُ أمامَ وجهِ بيلاطُسَ، وهو حاكِمٌ بإطلاقِهِ.
14 ولكن أنتُمْ أنكَرتُمُ القُدّوسَ البارَّ، وطَلَبتُمْ أنْ يوهَبَ لكُمْ رَجُلٌ قاتِلٌ.
15 ورَئيسُ الحياةِ قَتَلتُموهُ، الّذي أقامَهُ اللهُ مِنَ الأمواتِ، ونَحنُ شُهودٌ لذلكَ.
16 وبالإيمانِ باسمِهِ، شَدَّدَ اسمُهُ هذا الّذي تنظُرونَهُ وتَعرِفونَهُ، والإيمانُ الّذي بواسِطَتِهِ أعطاهُ هذِهِ الصِّحَّةَ أمامَ جميعِكُمْ.
17 «والآنَ أيُّها الإخوَةُ، أنا أعلَمُ أنَّكُمْ بجَهالَةٍ عَمِلتُمْ، كما رؤَساؤُكُمْ أيضًا.
18 وأمّا اللهُ فما سبَقَ وأنبأَ بهِ بأفواهِ جميعِ أنبيائهِ، أنْ يتألَّمَ المَسيحُ، قد تمَّمَهُ هكذا.
19 فتوبوا وارجِعوا لتُمحَى خطاياكُمْ، لكَيْ تأتيَ أوقاتُ الفَرَجِ مِنْ وجهِ الرَّبِّ.
20 ويُرسِلَ يَسوعَ المَسيحَ المُبَشَّرَ بهِ لكُمْ قَبلُ.
21 الّذي يَنبَغي أنَّ السماءَ تقبَلُهُ، إلَى أزمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيءٍ، الّتي تكلَّمَ عنها اللهُ بفَمِ جميعِ أنبيائهِ القِدّيسينَ منذُ الدَّهرِ.
22 فإنَّ موسَى قالَ للآباءِ: إنَّ نَبيًّا مِثلي سيُقيمُ لكُمُ الرَّبُّ إلهُكُمْ مِنْ إخوَتِكُمْ. لهُ تسمَعونَ في كُلِّ ما يُكلِّمُكُمْ بهِ.
23 ويكونُ أنَّ كُلَّ نَفسٍ لا تسمَعُ لذلكَ النَّبيِّ تُبادُ مِنَ الشَّعبِ.
24 وجميعُ الأنبياءِ أيضًا مِنْ صَموئيلَ فما بَعدَهُ، جميعُ الّذينَ تكلَّموا، سبَقوا وأنبأوا بهذِهِ الأيّامِ.
25 أنتُمْ أبناءُ الأنبياءِ، والعَهدِ الّذي عاهَدَ بهِ اللهُ آباءَنا قائلًا لإبراهيمَ: وبنَسلِكَ تتَبارَكُ جميعُ قَبائلِ الأرضِ.
26 إلَيكُمْ أوَّلًا، إذ أقامَ اللهُ فتاهُ يَسوعَ، أرسَلهُ يُبارِكُكُمْ برَدِّ كُلِّ واحِدٍ مِنكُمْ عن شُرورِهِ».
تعليق
تصرف بلطف نحو من هم في احتياج
تصرف لطيف واحد يمكنه أن يغيّر يوم الشخص، بل وحتى حياته بالكامل. كما يقول المثل، "كن طيبا، لأن كل من تقابله يخوض معركة شرسة". اللطف من ثمر الروح القدس (غل22:5). بعد أن امتلأوا بالروح القدس، نرى في هذه الفقرة ما سيوصف لاحقا بأنه "إحسان" (9:4) تم على يدي بطرس ويوحنا (1:3-10).
أدى هذا "الإحسان" إلى سلسلة ملفتة من الأحداث، والتي يستحسن وصفها بأنها "تبشير بقوة". لقد أدت إلى نمو رهيب في الكنيسة. وكان هذا جزءا من بداية انفجار تسبب في النهاية في تغيير العالم كله.
إن طُلب منا أن نبدأ كنيسة جديدة، أشك في أننا كنا سنبدأها بالطريقة التي أتبعوها. لم يكن لديهم مبنى خاص، ولا مال ولا موارد. لقد بدأت بمجموعة من الصيادين وجباة الضرائب، بالإضافة إلى مجموعة تتكلم بكاملها بالألسنة! لكن الكنيسة كانت تنبض بحياة متفجرة ذات نمو مذهل.
انجذب الناس من الخارج بسبب ما رأوه يحدث في الداخل. لقد كانوا منجذبين بسبب قوة الله الشديدة التي انطلقت من خلال هذا "الإحسان".
كان هذان الرجلان في طريقهما إلى إحدى خدمات المساء. وعندما وصلا إلى هناك رأيا رجلا في مسيس الحاجة، ويستعطفهما لأجل مساعدته. هذه هي نوعية الأشخاص التي يمكن أن نتوقع أن نجدها في واحد من الأماكن القليلة التي يمكن ترجي نوال أي نوع من الإحسان فيها.
"وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ" (ع2). كانت البوابة تسمى "باب الجميل"؛ لكن ما رأوه لم يكن مما يعتبره العالم جميلا – رجلا مقعدا منذ ولادته، ويستعطي.
لم يرتع قلبيهما عندما رأيا حجم التناقض. بل انتفض إيمانهما. وفعلا شيئا. لقد شفياه. لقد رأيا شخصا محتاجا. لقد ميزا الجمال الداخلي في كل انسان. لم يكن لديهما أي مال لكن بطرس قال، "لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ" (ع6).
توجد قوة عظيمة في اسم يسوع. بالنسبة للعقل العبري، يكشف اسم الشخص عن شخصيته. لم تكن هذه تعويذة سحرية أو لاحقة تُذكر في نهاية الصلاة. كان هذا هو الفرق بين خدمة يسوع وخدمة تلاميذه. شفى يسوع بسلطانه الشخصي، بينما شفى التلاميذ باسمه. بنفس الطريقة، نعتمد نحن أيضا عليه. في ضعفنا، يمكننا أنت وأنا أن نمارس خدمته، بقوته وباسمه.
لم يُشف هذا الرجل فقط (لقد قفز هذا الرجل وبدأ يمشي ويسبح الله، ع8)، لكن اهتدى أيضا أناس كثيرون. لمسة إحسان واحدة بسيطة كان لها أثر مذهل. "فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ .... تَرَاكَضَ إِلَيْهِمْ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى الرِّوَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ» وَهُمْ مُنْدَهِشُونَ" (ع10-11). كان برهان قوة الله مصحوبا بإعلان الإنجيل. كانت لديهم الفرصة أن يتكلموا عن يسوع: موته وقيامته والحاجة للإيمان به (ع14-16).
ينبغي أن يكون وعظنا دائما متمركزا حول المسيح. كانت عظة بطرس الثانية، مثل الأولى، مركزة تماما على المسيح. بدأ بقوله، "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟" (ع12). بطرس لم يكن يريد أن يكون هو بؤرة اهتمام الناس، بل المسيح.
كان الحديث كله عن يسوع. يسوع هو "فتى (عبد)" الله (ع13)، "القدوس البار" (ع14)، "رئيس الحياة" (ع15) و"النبي" الذي تنبأ موسى بمجيئه (ع22). قال بطرس، "وَبِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ، شَدَّدَ اسْمُهُ هذَا الَّذِي تَنْظُرُونَهُ وَتَعْرِفُونَهُ، وَالإِيمَانُ الَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هذِهِ الصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ" (ع16).
يقدم بطرس الأخبار السارة الخاصة بيسوع. ويتكلم عن الخطية والصليب والقيامة والحاجة إلى التوبة والرجوع إلى الله. وهو يؤكد لهم وعد الله بأن يغفر لهم خطاياهم ويسترد علاقتهم مع الله. إنه يقول، "فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (ع19).
تأتي "أوقات الفرج" عندما تقضي وقتا في حضرة الله. عندما تكون متعبا أو منهكا، يمكنك أن تنتعش بقضاء وقت مع الله. أحيانا، تحتاج أن تتعلم أن تفصل نفسك عن مشاغل الحياة وتقضي وقتا مع الله بالطريقة التي قضى بها يسوع وقته مع الله. يريد الروح القدس، في لطفه، أن يجلب "أوقات الفرج" إليك.
أشكرك يا رب، لأجل وجود هذه القوة في اسم يسوع. أصلي من أجل فرصة اليوم لأظهر اللطف لشخص ما وأساعده، باسم يسوع.
صَموئيلَ الثّاني 9:1-10:19
داود ومفيبوشث
1 وقالَ داوُدُ: «هل يوجَدُ بَعدُ أحَدٌ قد بَقيَ مِنْ بَيتِ شاوُلَ، فأصنَعَ معهُ مَعروفًا مِنْ أجلِ يوناثانَ؟»
2 وكانَ لبَيتِ شاوُلَ عَبدٌ اسمُهُ صيبا، فاستَدعَوْهُ إلَى داوُدَ، وقالَ لهُ المَلِكُ: «أأنتَ صيبا؟» فقالَ: «عَبدُكَ».
3 فقالَ المَلِكُ: «ألا يوجَدُ بَعدُ أحَدٌ لبَيتِ شاوُلَ فأصنَعَ معهُ إحسانَ اللهِ؟» فقالَ صيبا للمَلِكِ: «بَعدُ ابنٌ ليوناثانَ أعرَجُ الرِّجلَينِ».
4 فقالَ لهُ المَلِكُ: «أين هو؟» فقالَ صيبا للمَلِكِ: «هوذا هو في بَيتِ ماكيرَ بنِ عَمّيئيلَ في لودَبارَ».
5 فأرسَلَ المَلِكُ داوُدُ وأخَذَهُ مِنْ بَيتِ ماكيرَ بنِ عَمّيئيلَ مِنْ لودَبارَ.
6 فجاءَ مَفيبوشَثُ بنُ يوناثانَ بنِ شاوُلَ إلَى داوُدَ وخَرَّ علَى وجهِهِ وسَجَدَ، فقالَ داوُدُ: «يا مَفيبوشَثُ». فقالَ: «هأنَذا عَبدُكَ».
7 فقالَ لهُ داوُدُ: «لا تخَفْ. فإنّي لأعمَلَنَّ معكَ مَعروفًا مِنْ أجلِ يوناثانَ أبيكَ، وأرُدُّ لكَ كُلَّ حُقول شاوُلَ أبيكَ، وأنتَ تأكُلُ خُبزًا علَى مائدَتي دائمًا».
8 فسجَدَ وقالَ: «مَنْ هو عَبدُكَ حتَّى تلتَفِتَ إلَى كلبٍ مَيِّتٍ مِثلي؟».
9 ودَعا المَلِكُ صيبا غُلامَ شاوُلَ وقالَ لهُ: «كُلُّ ما كانَ لشاوُلَ ولِكُلِّ بَيتِهِ قد دَفَعتُهُ لابنِ سيِّدِكَ.
10 فتشتَغِلُ لهُ في الأرضِ أنتَ وبَنوكَ وعَبيدُكَ، وتَستَغِلُّ ليكونَ لابنِ سيِّدِكَ خُبزٌ ليأكُلَ. ومَفيبوشَثُ ابنُ سيِّدِكَ يأكُلُ دائمًا خُبزًا علَى مائدَتي». وكانَ لصيبا خَمسَةَ عشَرَ ابنًا وعِشرونَ عَبدًا.
11 فقالَ صيبا للمَلِكِ: «حَسَبَ كُلِّ ما يأمُرُ بهِ سيِّدي المَلِكُ عَبدَهُ كذلكَ يَصنَعُ عَبدُكَ». «فيأكُلُ مَفيبوشَثُ علَى مائدَتي كواحِدٍ مِنْ بَني المَلِكِ».
12 وكانَ لمَفيبوشَثَ ابنٌ صَغيرٌ اسمُهُ ميخا. وكانَ جميعُ ساكِني بَيتِ صيبا عَبيدًا لمَفيبوشَثَ.
13 فسكَنَ مَفيبوشَثُ في أورُشَليمَ، لأنَّهُ كانَ يأكُلُ دائمًا علَى مائدَةِ المَلِكِ. وكانَ أعرَجَ مِنْ رِجلَيهِ كِلتَيهِما.
داود يهزم العمونيين
1 وكانَ بَعدَ ذلكَ أنَّ مَلِكَ بَني عَمّونَ ماتَ، ومَلكَ حانونُ ابنُهُ عِوَضًا عنهُ.
2 فقالَ داوُدُ: «أصنَعُ مَعروفًا مع حانونَ بنِ ناحاشَ كما صَنَعَ أبوهُ مَعي مَعروفًا». فأرسَلَ داوُدُ بيَدِ عَبيدِهِ يُعَزّيهِ عن أبيهِ. فجاءَ عَبيدُ داوُدَ إلَى أرضِ بَني عَمّونَ.
3 فقالَ رؤَساءُ بَني عَمّونَ لحانونَ سيِّدِهِمْ: «هل يُكرِمُ داوُدُ أباكَ في عَينَيكَ حتَّى أرسَلَ إلَيكَ مُعَزّينَ؟ أليس لأجلِ فحصِ المدينةِ وتَجَسُّسِها وقَلبِها، أرسَلَ داوُدُ عَبيدَهُ إلَيكَ؟»
4 فأخَذَ حانونُ عَبيدَ داوُدَ وحَلَقَ أنصافَ لحاهُمْ، وقَصَّ ثيابَهُمْ مِنَ الوَسَطِ إلَى أستاهِهِمْ، ثُمَّ أطلَقَهُمْ.
5 ولَمّا أخبَروا داوُدَ أرسَلَ للِقائهِمْ، لأنَّ الرِّجالَ كانوا خَجِلينَ جِدًّا. وقالَ المَلِكُ: «أقيموا في أريحا حتَّى تنبُتَ لحاكُمْ ثُمَّ ارجِعوا».
6 ولَمّا رأى بَنو عَمّونَ أنهُم قد أنتَنوا عِندَ داوُدَ، أرسَلَ بَنو عَمّونَ واستأجَروا أرامَ بَيتِ رَحوبَ وأرامَ صوبا، عِشرينَ ألفَ راجِلٍ، ومِنْ مَلِكِ مَعكَةَ ألفَ رَجُلٍ، ورِجالَ طوبَ اثنَيْ عشَرَ ألفَ رَجُلٍ.
7 فلَمّا سمِعَ داوُدُ أرسَلَ يوآبَ وكُلَّ جَيشِ الجَبابِرَةِ.
8 وخرجَ بَنو عَمّونَ واصطَفّوا للحَربِ عندَ مَدخَلِ البابِ، وكانَ أرامُ صوبا ورَحوبُ ورِجالُ طوبَ ومَعكَةَ وحدَهُمْ في الحَقلِ.
9 فلَمّا رأى يوآبُ أنَّ مُقَدَّمَةَ الحَربِ كانتْ نَحوَهُ مِنْ قُدّامٍ ومِنْ وراءٍ، اختارَ مِنْ جميعِ مُنتَخَبي إسرائيلَ وصَفَّهُمْ للِقاءِ أرامَ
10 وسَلَّمَ بَقيَّةَ الشَّعبِ ليَدِ أخيهِ أبيشايَ، فصَفَّهُمْ للِقاءِ بَني عَمّونَ.
11 وقالَ: «إنْ قَويَ أرامُ علَيَّ تكونُ لي مُنجِدًا، وإنْ قَويَ علَيكَ بَنو عَمّونَ أذهَبُ لنَجدَتِكَ.
12 تجَلَّدْ ولنَتَشَدَّدْ مِنْ أجلِ شَعبِنا ومِنْ أجلِ مُدُنِ إلهِنا، والرَّبُّ يَفعَلُ ما يَحسُنُ في عَينَيهِ».
13 فتقَدَّمَ يوآبُ والشَّعبُ الّذينَ معهُ لمُحارَبَةِ أرامَ فهَرَبوا مِنْ أمامِهِ.
14 ولَمّا رأى بَنو عَمّونَ أنَّهُ قد هَرَبَ أرامُ، هَرَبوا مِنْ أمامِ أبيشايَ ودَخَلوا المدينةَ. فرَجَعَ يوآبُ عن بَني عَمّونَ وأتَى إلَى أورُشَليمَ.
15 ولَمّا رأى أرامُ أنهُم قد انكَسَروا أمامَ إسرائيلَ، اجتَمَعوا مَعًا.
16 وأرسَلَ هَدَرُ عَزَرَ فأبرَزَ أرامَ الّذي في عَبرِ النَّهرِ، فأتَوْا إلَى حيلامَ وأمامَهُمْ شوبَكُ رَئيسُ جَيشِ هَدَرِ عَزَرَ.
17 ولَمّا أُخبِرَ داوُدُ، جَمَعَ كُلَّ إسرائيلَ وعَبَرَ الأُردُنَّ وجاءَ إلَى حيلامَ، فاصطَفَّ أرامُ للِقاءِ داوُدَ وحارَبوهُ.
18 وهَرَبَ أرامُ مِنْ أمامِ إسرائيلَ، وقَتَلَ داوُدُ مِنْ أرامَ سبعَ مِئَةِ مَركَبَةٍ وأربَعينَ ألفَ فارِسٍ، وضَرَبَ شوبَكَ رَئيسَ جَيشِهِ فماتَ هناكَ.
19 ولَمّا رأى جميعُ المُلوكِ، عَبيدُ هَدَرِ عَزَرَ أنَّهُمُ انكَسَروا أمامَ إسرائيلَ، صالَحوا إسرائيلَ واستُعبِدوا لهُمْ، وخافَ أرامُ أنْ يُنجِدوا بَني عَمّونَ بَعدُ.
تعليق
قدم وتلق اللطف والإحسان
لدى الله معين لا ينضب من الإحسان. يتحدث داود عن "إحسان الله" (3:9). عندما تقدم إحسانا، تكون هذه طريقة تعبر عن إحسان الله إليك.
يسأل داود، "هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟" (ع1). ثم يسأل صيبا، "أَلاَ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ لِبَيْتِ شَاوُلَ فَأَصْنَعَ مَعَهُ إِحْسَانَ اللهِ؟" (ع3).
كان مفيبوشث ابن خمس سنوات فقط وقت وفاة والده (4:4) وهو لديه الآن ابن صغير (12:9). كان داود حاكما في أورشليم على الأقل منذ سبع سنوات وكان مفيبوشث على الأرجح في العشرين من عمره تقريبا. يشبه الإحسان الذي يبديه داود من نحو مفيبوشث إحسان الله لنا – فهو لا يسقط ولا يُفحص ولا يُحد.
كما في فقرة العهد الجديد اليوم، شخص معاق (ع3) يتم تقديم الإحسان إليه بشكل خاص. يقول داود، "لاَ تَخَفْ (يا مفيبوشث). فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، وَأَرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي دَائِمًا" (ع7).
ثم، يبحث داود عن فرص أخرى ليظهر الإحسان. "أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفًا" (2:10). للأسف، كما يحدث في بعض الأحيان، يُساء فهم هذا الإحسان (ع3 إلخ). لكن، لا ينبغي أن يحبطنا هذا. من الطبيعي والسليم أن نريد أن نبدي العطف نحو الأطفال الذين كان آباؤهم عطوفين معنا بالذات.
قال مفيبوشث، "مَنْ هُوَ عَبْدُكَ حَتَّى تَلْتَفِتَ إِلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ مِثْلِي؟" (ع8). كانت لديه صورة متصاغرة عن نفسه. مثل الكثيرين منا، كان تركيزه منصبا على نقائصه. لكن الله يباركنا بغض النظر عن نقائصنا. إنه يريدنا أن نعرف ونختبر لطفه غير المحدود. لا تركز على ما هو خطأ – خطاياك وأخطائك وضعفاتك وإخفاقاتك. في المسيح، منحك الله بره وهو يريد ان يسكب عليك غنى لطفه علينا في المسيح يسوع (أف7:2).
يا رب، أشكرك، من أجل غنى لطفك عليّ. ساعدني لكي ما أبحث دائما عن فرص لأظهر فيها اللطف من نحو من هم في احتياج.
تعليق من بيبا
2صم1:10 إلخ
هنا، كان العمونيون في شك، وكانوا عدائيين نحو رجال داود الذي جلبوا معهم رسائل التعزية. لقد عاشوا معا بسعادة حتى هذه اللحظة. لكن، ونتيجة لتصرفاتهم، شبت معركة وفقد الكثيرون حياتهم.
طبعا من المهم أن نكون حكماء ولدينا تمييز. لكن، ينبغي ألا نعيب في حق الآخرين. من المهم أن نفترض الأفضل في دوافع الآخرين
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر