ليست للمتاعب الكلمة الأخيرة
المقدمة
ولد جورج ماثيسون في جلاسجو، وكان هو الأكبر بين ثمانية أطفال. كان بصره ضعيفا لما كان صبيا. وقبيل سن العشرين كان قد صار أعمى تماما. عندما علمت خطيبته إنه صار أعمى وإنه لا يستطيع الأطباء فعل شيء حيال هذا، أخبرته إنها لا تستطيع أن تستكمل حياتها مع شخص أعمى. ولم يتزوج أبدا.
ساعدته أخت مكرسة طول فترة خدمته. لقد تعلمت اليونانية واللاتينية والعبرية حتى تساعده في دراساته. وبرغم عماه، حصل ماثيسون على وظيفة ممتازة في أكاديمية جلاسجو وجامعة جلاسجو وكنيسة معهد لاهوت سكتلندا.
عندما بلغ من العمر الأربعين عاما، حدث أمر حلو ومر في نفس الوقت. تزوجت أخته. لم يعن هذا فقط إنه خسر رفقتها – لكن جلب هذا معه تذكيرا له بانكسار قلبه. ووسط هذا الحزن الكثيف، عشية زفاف أخته، كتب واحدة من أكثر الترانيم شعبية وحبا عن الكنيسة المسيحية – "يا للحب الذي لن يدعني أذهب". وقد أكمل كتابتها كلها في خمس دقائق ولم يعد تحريرها، ولا تصحيحها ولا لمسها أبدا. كتب يقول، جاءت هذه الترنيمة "مثل مجيء الفجر من الأعالي"
أيها الفرح الذي سعى إليّ عبر الألم،
لا يمكنني أن أغلق قلبي في وجهك؛
أتتبع قوس قزح عبر المطر،
وأشعر أن الوعد ليس باطلا،
هذا الضحى سيكون بلا دموع.
المتاعب هي جزء من الحياة. واجه يسوع المتاعب وكذلك الرسل وداود وكل شعب الله. لكن، كما عبرت ترنيمة ماثيسون بجمال، ليست للمتاعب الكلمة الأخيرة.
المَزاميرُ 71:19-24
19 وبرُّكَ إلَى العَلياءِ يا اللهُ، الّذي صَنَعتَ العَظائمَ. يا اللهُ، مَنْ مِثلُكَ؟
20 أنتَ الّذي أرَيتَنا ضيقاتٍ كثيرَةً ورَديئَةً، تعودُ فتُحيينا، ومِنْ أعماقِ الأرضِ تعودُ فتُصعِدُنا.
21 تزيدُ عَظَمَتي وتَرجِعُ فتُعَزّيني.
22 فأنا أيضًا أحمَدُكَ برَبابٍ، حَقَّكَ يا إلهي. أُرَنِّمُ لكَ بالعودِ يا قُدّوسَ إسرائيلَ.
23 تبتَهِجُ شَفَتايَ إذ أُرَنِّمُ لكَ، ونَفسي الّتي فدَيتَها.
24 ولِساني أيضًا اليومَ كُلَّهُ يَلهَجُ ببِرِّكَ. لأنَّهُ قد خَزيَ، لأنَّهُ قد خَجِلَ المُلتَمِسونَ لي شَرًّا.
تعليق
عائد بعد متاعب كثيرة
لا يعدك الله بطريق سهل. يمكن أن تكون الحياة صعبة جدا. رأى المرنم "ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً" (ع20). لم تكن متاعبه ولا ضغوطه ولا ما يقلقه صدفة أو تافهة. كانت كثيرة وخطيرة. إنه يقدم لك نموذجا عن كيفية التجاوب في هذه الظروف.
- أبق واثقا
من السهل أن نثق في الله عندما تمضي الأمور حسنا. التحدي هو الاستمرار في الثقة وسط المتاعب. لا تتوقف عن الإيمان بصلاح الله: "وَبِرُّكَ إِلَى الْعَلْيَاءِ يَا اَللهُ، الَّذِي صَنَعْتَ الْعَظَائِمَ. يَا اَللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟" (ع19).
- أبق راجيا
لن تدوم متاعبك إلى الأبد. وسط المتاعب، يوجد رجاء: "تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا. تَزِيدُ عَظَمَتِي وَتَرْجعُ فَتُعَزِّينِي" (ع20ب-21). سيستخدم الله متاعبك للخير. سيشكل شخصيتك من خلال تلك الصعوبات. ونتيجة لهذا، سيزيد من كرامتك. سيريحك في عبورك عبر هذه المتاعب بحيث تستطيع أن تعزي الآخرين (2كو4:1).
- أبق عابدا
استمر في تسبيح الله برغم المتاعب: "فَأَنَا أَيْضًا أَحْمَدُكَ بِرَبَابٍ، حَقَّكَ يَا إِلهِي. أُرَنِّمُ لَكَ بِالْعُودِ يَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ. تَبْتَهِجُ شَفَتَايَ إِذْ أُرَنِّمُ لَكَ، وَنَفْسِي الَّتِي فَدَيْتَهَا" (مز22:71-23). يجلب لنا حضور الله في العبادة السلام والتعزية، خاصة في الأوقات الصعبة.
يا رب، أشكرك لأنه رغم أنني أرى متاعب كثيرة ومُرة، إلا إنك تعد بردي للحياة ثانية. أسبحك من أجل أمانتك".
أعمالُ الرُّسُلِ 6:1-7:19
القبض على استفانوس
1 وفي تِلكَ الأيّامِ إذ تكاثَرَ التلاميذُ، حَدَثَ تذَمُّرٌ مِنَ اليونانيّينَ علَى العِبرانيّينَ أنَّ أرامِلهُمْ كُنَّ يُغفَلُ عنهُنَّ في الخِدمَةِ اليوميَّةِ.
2 فدَعا الِاثنا عشَرَ جُمهورَ التلاميذِ وقالوا: «لا يُرضي أنْ نَترُكَ نَحنُ كلِمَةَ اللهِ ونَخدِمَ مَوائدَ.
3 فانتَخِبوا أيُّها الإخوَةُ سبعَةَ رِجالٍ مِنكُمْ، مَشهودًا لهُمْ ومَملوّينَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ وحِكمَةٍ، فنُقيمَهُمْ علَى هذِهِ الحاجَةِ.
4 وأمّا نَحنُ فنواظِبُ علَى الصَّلاةِ وخِدمَةِ الكلِمَةِ».
5 فحَسُنَ هذا القَوْلُ أمامَ كُلِّ الجُمهورِ، فاختاروا استِفانوسَ، رَجُلًا مَملوًّا مِنَ الإيمانِ والرّوحِ القُدُسِ، وفيلُبُّسَ وبُروخورُسَ ونيكانورَ وتيمونَ وبَرميناسَ ونيقولاوُسَ دَخيلًا أنطاكيًّا.
6 الذينَ أقاموهُم أمامَ الرُّسُلِ، فصَلّوا ووضَعوا علَيهِمِ الأياديَ.
7 وكانتْ كلِمَةُ اللهِ تنمو، وعَدَدُ التلاميذِ يتَكاثَرُ جِدًّا في أورُشَليمَ، وجُمهورٌ كثيرٌ مِنَ الكهنةِ يُطيعونَ الإيمانَ.
8 وأمّا استِفانوسُ فإذْ كانَ مَملوًّا إيمانًا وقوَّةً، كانَ يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ.
القبض على استفانوس
9 فنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ المَجمَعِ الّذي يُقالُ لهُ مَجمَعُ اللّيبَرتينيّينَ والقَيرَوانيّينَ والإسكَندَريّينَ، ومِنَ الّذينَ مِنْ كيليكيّا وأسيّا، يُحاوِرونَ استِفانوسَ.
10 ولَمْ يَقدِروا أنْ يُقاوِموا الحِكمَةَ والرّوحَ الّذي كانَ يتَكلَّمُ بهِ.
11 حينَئذٍ دَسّوا لرِجالٍ يقولونَ: «إنَّنا سمِعناهُ يتَكلَّمُ بكلامِ تجديفٍ علَى موسَى وعلَى اللهِ».
12 وهَيَّجوا الشَّعبَ والشُّيوخَ والكتبةَ، فقاموا وخَطَفوهُ وأتَوْا بهِ إلَى المَجمَعِ،
13 وأقاموا شُهودًا كذَبَةً يقولونَ: «هذا الرَّجُلُ لا يَفتُرُ عن أنْ يتَكلَّمَ كلامًا تجديفًا ضِدَّ هذا المَوْضِعِ المُقَدَّسِ والنّاموسِ،
14 لأنَّنا سمِعناهُ يقولُ: إنَّ يَسوعَ النّاصِريَّ هذا سيَنقُضُ هذا المَوْضِعَ، ويُغَيِّرُ العَوائدَ الّتي سلَّمَنا إيّاها موسَى».
15 فشَخَصَ إليهِ جميعُ الجالِسينَ في المَجمَعِ، ورأوا وجهَهُ كأنَّهُ وجهُ مَلاكٍ.
رجم استفانوس واستشهاده
1 فقالَ رَئيسُ الكهنةِ: «أتُرَى هذِهِ الأُمورُ هكذا هي؟».
2 فقالَ: «أيُّها الرِّجالُ الإخوَةُ والآباءُ، اسمَعوا! ظَهَرَ إلهُ المَجدِ لأبينا إبراهيمَ وهو في ما بَينَ النَّهرَينِ، قَبلَما سكَنَ في حارانَ،
3 وقالَ لهُ: اخرُجْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ، وهَلُمَّ إلَى الأرضِ الّتي أُريكَ.
4 فخرجَ حينَئذٍ مِنْ أرضِ الكلدانيّينَ وسَكَنَ في حارانَ. ومِنْ هناكَ نَقَلهُ، بَعدَ ما ماتَ أبوهُ، إلَى هذِهِ الأرضِ الّتي أنتُمُ الآنَ ساكِنونَ فيها.
5 ولَمْ يُعطِهِ فيها ميراثًا ولا وطأةَ قَدَمٍ، ولكن وعَدَ أنْ يُعطيَها مُلكًا لهُ ولِنَسلِهِ مِنْ بَعدِهِ، ولَمْ يَكُنْ لهُ بَعدُ ولَدٌ.
6 وتَكلَّمَ اللهُ هكذا: أنْ يكونَ نَسلُهُ مُتَغَرِّبًا في أرضٍ غَريبَةٍ، فيَستَعبِدونَهُ ويُسيئوا إليهِ أربَعَ مِئَةِ سنَةٍ،
7 والأُمَّةُ الّتي يُستَعبَدونَ لها سأدينُها أنا، يقولُ اللهُ. وبَعدَ ذلكَ يَخرُجونَ ويَعبُدونَني في هذا المَكانِ.
8 وأعطاهُ عَهدَ الخِتانِ، وهكذا ولَدَ إسحاقَ وخَتَنَهُ في اليومِ الثّامِنِ. وإسحاقُ ولَدَ يعقوبَ، ويعقوبُ ولَدَ رؤَساءَ الآباءِ الِاثنَيْ عشَرَ.
9 ورؤَساءُ الآباءِ حَسَدوا يوسُفَ وباعوهُ إلَى مِصرَ، وكانَ اللهُ معهُ،
10 وأنقَذَهُ مِنْ جميعِ ضيقاتِهِ، وأعطاهُ نِعمَةً وحِكمَةً أمامَ فِرعَوْنَ مَلِكِ مِصرَ، فأقامَهُ مُدَبِّرًا علَى مِصرَ وعلَى كُلِّ بَيتِهِ.
11 «ثُمَّ أتَى جوعٌ علَى كُلِّ أرضِ مِصرَ وكنعانَ، وضيقٌ عظيمٌ، فكانَ آباؤُنا لا يَجِدونَ قوتًا.
12 ولَمّا سمِعَ يعقوبُ أنَّ في مِصرَ قمحًا، أرسَلَ آباءَنا أوَّلَ مَرَّةٍ.
13 وفي المَرَّةِ الثّانيَةِ استَعرَفَ يوسُفُ إلَى إخوَتِهِ، واستَعلَنَتْ عَشيرَةُ يوسُفَ لفِرعَوْنَ.
14 فأرسَلَ يوسُفُ واستَدعَى أباهُ يعقوبَ وجميعَ عَشيرَتِهِ، خَمسَةً وسَبعينَ نَفسًا.
15 فنَزَلَ يعقوبُ إلَى مِصرَ وماتَ هو وآباؤُنا،
16 ونُقِلوا إلَى شَكيمَ ووُضِعوا في القَبرِ الّذي اشتَراهُ إبراهيمُ بثَمَنٍ فِضَّةٍ مِنْ بَني حَمورَ أبي شَكيمَ.
17 وكما كانَ يَقرُبُ وقتُ المَوْعِدِ الّذي أقسَمَ اللهُ علَيهِ لإبراهيمَ، كانَ يَنمو الشَّعبُ ويَكثُرُ في مِصرَ،
18 إلَى أنْ قامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعرِفُ يوسُفَ.
19 فاحتالَ هذا علَى جِنسِنا وأساءَ إلَى آبائنا، حتَّى جَعَلوا أطفالهُمْ مَنبوذينَ لكَيْ لا يَعيشوا.
تعليق
أُنقذ من كل متاعبه
توجد أحيانا تجربة بأن نحاول تصوير حياة الكنيسة الباكرة على إنها كانت مثالية – كما لو كانوا الكنيسة الكاملة ولم تكن لديهم مشاكل على الإطلاق. نحتاج أن نقرأ الصورة الرعوية للكنيسة في أع2 جنبا إلى جنب مع أحداث أع6 وألا ننسى، بالطبع، متاعب بولس الرسول في رسائله. لقد كان لدى الكنيسة المبكرة متاعب كثيرة. لا تتفاجأ من وجود أي من التالي في الكنيسة اليوم:
- الشكوى
يختار القادة الجيدون معاركهم بعناية. فهم لا يتورطون في أي شيء، لكنهم يتحملون مسئولية كل شيء. واجه الرسل شكوى مبررة مفادها "تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ" (أع1:6). لكنهم احتاجوا أن يركزوا على مهمتهم الرئيسية: "الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ" (ع4). كمن الحل (كما يحدث غالبا) في التفويض الفعال.
تعامل الرسل مع المسألة بتكريس مجموعة من الأشخاص يقومون "بخدمة الموائد" (ع2). واختاروا أشخاص "مَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ" (ع3). ونتيجة لهذا، حافظوا على تركيزهم "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا" (ع7). يقوم القادة الجيدون بالتفويض ويطلقوا آخرين في نطاق مواهبهم وخدماتهم المعطاة لهم من الله.
- التهييج
"هيجت" مجموعة من خصوم الكنيسة الشعب (ع12) "وَأَقَامُوا شُهُودًا كَذَبَةً" (ع13). لقد عوجوا كلمات أستفانوس وقالوا، "هذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَلاَّمًا تَجْدِيفًا ضِدَّ هذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ" (ع13).
- الخوف من التغيير
جاء بعض من المعارضة من الخوف من التغيير. فقد قالوا، "لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هذَا سَيَنْقُضُ هذَا الْمَوْضِعَ، وَيُغَيِّرُ الْعَوَائِدَ الَّتِي سَلَّمَنَا إِيَّاهَا مُوسَى" (ع14).
لقد وجدوا إنهم لم يستطيعوا أن ينزلوا عيونهم من على أستفانوس، الذي كان "وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ" (ع15). فقدم دفاعه. وذكر تاريخ شعب الله وذكر الأجزاء التاريخية التي كانت ذات صلة بالذات بموقفه. فقال عن يوسف، "وَكَانَ اللهُ مَعَهُ، وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً" (9:7- 10)، تماما كما كان من الواضح أن الله يعطي لأستفانوس حكمة (أنظر 10:6).
جاءت نجاة أستفانوس الشخصية فقط في الاستشهاد. "وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ" (55:7)، وتم إنقاذ أستفانوس بطول الأبدية.
يا رب، ساعدني حتى لا تحبطني المتاعب بل، مثل أستفانوس، لكي أكون ممتلئا بالإيمان والروح القدس. لنرى كلمة الله تنتشر وأعداد تابعيك تزداد أكثر وأكثر كل يوم.
صَموئيلَ الثّاني 15:13-16:14
13 فأتَى مُخَبِّرٌ إلَى داوُدَ قائلًا: «إنَّ قُلوبَ رِجالِ إسرائيلَ صارَتْ وراءَ أبشالومَ».
14 فقالَ داوُدُ لجميعِ عَبيدِهِ الّذينَ معهُ في أورُشَليمَ: «قوموا بنا نهرُبُ، لأنَّهُ ليس لنا نَجاةٌ مِنْ وجهِ أبشالومَ. أسرِعوا للذَّهابِ لئَلّا يُبادِرَ ويُدرِكَنا ويُنزِلَ بنا الشَّرَّ ويَضرِبَ المدينةَ بحَدِّ السَّيفِ».
15 فقالَ عَبيدُ المَلِكِ للمَلِكِ: «حَسَبَ كُلِّ ما يَختارُهُ سيِّدُنا المَلِكُ نَحنُ عَبيدُهُ».
16 فخرجَ المَلِكُ وجميعُ بَيتِهِ وراءَهُ. وتَرَكَ المَلِكُ عشَرَ نِساءٍ سراريَّ لحِفظِ البَيتِ.
17 وخرجَ المَلِكُ وكُلُّ الشَّعبِ في أثَرِهِ ووقَفوا عِندَ البَيتِ الأبعَدِ.
18 وجميعُ عَبيدِهِ كانوا يَعبُرونَ بَينَ يَدَيهِ مع جميعِ الجَلّادينَ والسُّعاةِ وجميعُ الجَتّيّينَ، سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ أتَوْا وراءَهُ مِنْ جَتَّ، وكانوا يَعبُرونَ بَينَ يَدَيِ المَلِكِ.
19 فقالَ المَلِكُ لإتّايَ الجَتّيِّ: «لماذا تذهَبُ أنتَ أيضًا معنا؟ اِرجِعْ وأقِمْ مع المَلِكِ لأنَّكَ غَريبٌ ومَنفيٌّ أيضًا مِنْ وطَنِكَ.
20 أمسًا جِئتَ واليومَ أُتيهُكَ بالذَّهابِ معنا وأنا أنطَلِقُ إلَى حَيثُ أنطَلِقُ؟ اِرجِعْ ورَجِّعْ إخوَتَكَ. الرَّحمَةُ والحَقُّ معكَ».
21 فأجابَ إتّايُ المَلِكَ وقالَ: «حَيٌّ هو الرَّبُّ وحَيٌّ سيِّدي المَلِكُ، إنَّهُ حَيثُما كانَ سيِّدي المَلِكُ، إنْ كانَ للموتِ أو للحياةِ، فهناكَ يكونُ عَبدُكَ أيضًا».
22 فقالَ داوُدُ لإتّايَ: «اذهَبْ واعبُرْ». فعَبَرَ إتّايُ الجَتّيُّ وجميعُ رِجالِهِ وجميعُ الأطفالِ الّذينَ معهُ.
23 وكانتْ جميعُ الأرضِ تبكي بصوتٍ عظيمٍ، وجميعُ الشَّعبِ يَعبُرونَ. وعَبَرَ المَلِكُ في وادي قدرونَ، وعَبَرَ جميعُ الشَّعبِ نَحوَ طريقِ البَرّيَّةِ.
24 وإذا بصادوقَ أيضًا وجميعُ اللاويّينَ معهُ يَحمِلونَ تابوتَ عَهدِ اللهِ. فوَضَعوا تابوتَ اللهِ، وصَعِدَ أبياثارُ حتَّى انتَهَى جميعُ الشَّعبِ مِنَ العُبورِ مِنَ المدينةِ.
25 فقالَ المَلِكُ لصادوقَ: «أرجِعْ تابوتَ اللهِ إلَى المدينةِ، فإنْ وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيِ الرَّبِّ فإنَّهُ يُرجِعُني ويُريني إيّاهُ ومَسكَنَهُ.
26 وإنْ قالَ هكذا: إنّي لَمْ أُسَرَّ بكَ. فهأنَذا، فليَفعَلْ بي حَسَبَما يَحسُنُ في عَينَيهِ».
27 ثُمَّ قالَ المَلِكُ لصادوقَ الكاهِنِ: «أأنتَ راءٍ؟ فارجِعْ إلَى المدينةِ بسَلامٍ أنتَ وأخيمَعَصُ ابنُكَ ويوناثانُ بنُ أبياثارَ. ابناكُما كِلاهُما معكُما.
28 انظُروا. أنّي أتَوانَى في سُهول البَرّيَّةِ حتَّى تأتيَ كلِمَةٌ مِنكُمْ لتَخبيري».
29 فأرجَعَ صادوقُ وأبياثارُ تابوتَ اللهِ إلَى أورُشَليمَ وأقاما هناكَ.
30 وأمّا داوُدُ فصَعِدَ في مِصعَدِ جَبَلِ الزَّيتونِ. كانَ يَصعَدُ باكيًا ورأسُهُ مُغَطَّى ويَمشي حافيًا، وجميعُ الشَّعبِ الّذينَ معهُ غَطَّوْا كُلُّ واحِدٍ رأسَهُ، وكانوا يَصعَدونَ وهُم يَبكونَ.
31 وأُخبِرَ داوُدُ وقيلَ لهُ: «إنَّ أخيتوفلَ بَينَ الفاتِنينَ مع أبشالومَ» فقالَ داوُدُ: «حَمِّقْ يا رَبُّ مَشورَةَ أخيتوفلَ».
32 ولَمّا وصَلَ داوُدُ إلَى القِمَّةِ حَيثُ سجَدَ للهِ، إذا بحوشايَ الأركيِّ قد لَقيَهُ مُمَزَّقَ الثَّوْبِ والتُّرابُ علَى رأسِهِ.
33 فقالَ لهُ داوُدُ: «إذا عَبَرتَ مَعي تكونُ علَيَّ حِملًا.
34 ولكن إذا رَجَعتَ إلَى المدينةِ وقُلتَ لأبشالومَ: أنا أكونُ عَبدَكَ أيُّها المَلِكُ. أنا عَبدُ أبيكَ منذُ زَمانٍ والآنَ أنا عَبدُكَ. فإنَّكَ تُبطِلُ لي مَشورَةَ أخيتوفلَ.
35 أليس معكَ هناكَ صادوقُ وأبياثارُ الكاهِنانِ. فكُلُّ ما تسمَعُهُ مِنْ بَيتِ المَلِكِ، فأخبِرْ بهِ صادوقَ وأبياثارَ الكاهِنَينِ.
36 هوذا هناكَ معهُما ابناهُما أخيمَعَصُ لصادوقَ ويوناثانُ لأبياثارَ. فتُرسِلونَ علَى أيديهِما إلَيَّ كُلَّ كلِمَةٍ تسمَعونَها».
37 فأتَى حوشايُ صاحِبُ داوُدَ إلَى المدينةِ، وأبشالومُ يَدخُلُ أورُشَليمَ.
مشورة أخيتوفل
1 ولَمّا عَبَرَ داوُدُ قَليلًا عن القِمَّةِ، إذا بصيبا غُلامِ مَفيبوشَثَ قد لَقيَهُ بحِمارَينِ مَشدودَينِ، علَيهِما مِئَتا رَغيفِ خُبزٍ ومِئَةُ عُنقودِ زَبيبٍ ومِئَةُ قُرصِ تينٍ وزِقُّ خمرٍ.
2 فقالَ المَلِكُ لصيبا: «ما لكَ وهذِهِ؟» فقالَ صيبا: «الحِمارانِ لبَيتِ المَلِكِ للرُّكوبِ، والخُبزُ والتّينُ للغِلمانِ ليأكُلوا، والخمرُ ليَشرَبَهُ مَنْ أعيا في البَرّيَّةِ».
3 فقالَ المَلِكُ: «وأين ابنُ سيِّدِكَ؟» فقالَ صيبا للمَلِكِ: «هوذا هو مُقيمٌ في أورُشَليمَ، لأنَّهُ قالَ: اليومَ يَرُدُّ لي بَيتُ إسرائيلَ مَملكَةَ أبي».
4 فقالَ المَلِكُ لصيبا: «هوذا لكَ كُلُّ ما لمَفيبوشَثَ». فقالَ صيبا: «سجَدتُ! لَيتَني أجِدُ نِعمَةً في عَينَيكَ يا سيِّدي المَلِكَ».
شمعي يَسُب داود
5 ولَمّا جاءَ المَلِكُ داوُدُ إلَى بَحوريمَ إذا برَجُلٍ خارِجٍ مِنْ هناكَ مِنْ عَشيرَةِ بَيتِ شاوُلَ، اسمُهُ شِمعي بنُ جيرا، يَسُبُّ وهو يَخرُجُ،
6 ويَرشُقُ بالحِجارَةِ داوُدَ وجميعَ عَبيدِ المَلِكِ داوُدَ وجميعُ الشَّعبِ وجميعُ الجَبابِرَةِ عن يَمينِهِ وعَنْ يَسارِهِ.
7 وهكذا كانَ شِمعي يقولُ في سبِّهِ: «اخرُجِ! اخرُجْ يا رَجُلَ الدِّماءِ ورَجُلَ بَليَّعالَ!
8 قد رَدَّ الرَّبُّ علَيكَ كُلَّ دِماءِ بَيتِ شاوُلَ الّذي مَلكتَ عِوَضًا عنهُ، وقَدْ دَفَعَ الرَّبُّ المَملكَةَ ليَدِ أبشالومَ ابنِكَ، وها أنتَ واقِعٌ بشَرِّكَ لأنَّكَ رَجُلُ دِماءٍ».
9 فقالَ أبيشايُ ابنُ صَرويَةَ للمَلِكِ: «لماذا يَسُبُّ هذا الكلبُ المَيتُ سيِّدي المَلِكَ؟ دَعني أعبُرُ فأقطَعَ رأسَهُ».
10 فقالَ المَلِكُ: «ما لي ولكُمْ يا بَني صَرويَةَ! دَعوهُ يَسُبَّ لأنَّ الرَّبَّ قالَ لهُ: سُبَّ داوُدَ. ومَنْ يقولُ: لماذا تفعَلُ هكذا؟»
11 وقالَ داوُدُ لأبيشايَ ولِجميعِ عَبيدِهِ: «هوذا ابني الّذي خرجَ مِنْ أحشائي يَطلُبُ نَفسي، فكمْ بالحَريِّ الآنَ بَنيامينيٌّ؟ دَعوهُ يَسُبَّ لأنَّ الرَّبَّ قالَ لهُ.
12 لَعَلَّ الرَّبَّ يَنظُرُ إلَى مَذَلَّتي ويُكافِئُني الرَّبُّ خَيرًا عِوَضَ مَسَبَّتِهِ بهذا اليومِ».
13 وإذ كانَ داوُدُ ورِجالُهُ يَسيرونَ في الطريقِ، كانَ شِمعي يَسيرُ في جانِبِ الجَبَلِ مُقابِلهُ ويَسُبُّ وهو سائرٌ ويَرشُقُ بالحِجارَةِ مُقابِلهُ ويَذري التُّرابَ.
14 وجاءَ المَلِكُ وكُلُّ الشَّعبِ الّذينَ معهُ وقَدْ أعيَوْا فاستَراحوا هناكَ.
مشورة أخيتوفل
تعليق
منتعش وسط المتاعب
أنقلب ابن داود، أبشالوم، عليه، وقيل لداود "إِنَّ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ صَارَتْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ" (13:15). لابد وأن هذه كانت أخبارا مدمرة. واجه داود، رجل الله العظيم، ملك شعب الله و"رمز" للمسيح (وطبعا، أحد أسلاف المسيح)، الكثير من المتاعب في حياته. إن واجهت هذه الأنواع من المتاعب في حياتك، فلا تتفاجأ بها أو تظن إنك فعلت شيئا خطأ. أحيانا تأتي المتاعب ببساطة لأنك تفعل الصواب.
- الدموع
هنا نرى كم كان داود محبطا. "وَأَمَّا دَاوُدُ فَصَعِدَ فِي مَصْعَدِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ. كَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا وَرَأْسُهُ مُغَطَّى وَيَمْشِي حَافِيًا" (ع30). وكل الشعب أيضا "غَطَّوْا كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ وَهُمْ يَبْكُونَ" (ع30).
- الإحباط
لم ينقلب فقط ابن داود عليه بل وكان أخيتوفل غير مخلص له رغم إنه كان من مستشاري داود. فقد خانه وانضم لأبشالوم.
- الانتقاد
صرخ شمعي بالسباب والشتائم، وقذف حجارة ولعن داود. لم يسع داود للانتقام. بل، اختار أن يترك الأمور في يدي الله (ع11-12).
- الإرهاق
"وَجَاءَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَدْ أَعْيَوْا" (ع14). عندما نقرا عما مر به داود فلن نتفاجأ من إنه كان "معيا".
لا تخلو الحياة المسيحية من المتاعب والدموع والحزن والإحباطات. لكن، ما يميز شعب الله هو علاقتهم مع الله.
وسط كل متاعبه، صلى داود، "حَمِّقْ يَا رَبُّ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ" (31:15). واستُجيبت صلاته – ولكن ليس بالصورة التي توقعها. يقدم أخيتوفل نصيحة جيدة، ولكن يتم رفضها. وهكذا استجاب الله لروح الصلاة (أنظر 14:17).
وسط كل إعياءه، أنعش داود نفسه" (14:16). فَاسْتَرَاحُوا هُنَاكَ" (ع14). أحيانا تحتاج فقط إلى أن تأخذ وقت راحة حتى تنتعش وتتجدد قواك الجسدية، والروحية والعاطفية. لا يخبرنا الكتاب كيف فعل داود هذا بالضبط. لكن، إن كان في المزامير ما يعيننا على معرفة ما جرى، فسنرى إنه كان من خلال علاقته الوثيقة مع الله أن وجد إنعاشا لنفسه.
لا شك أن داود قد انتعش عاطفيا بسبب ولاء أصدقاءه صادوق (24:15 إلخ) وحوشاي (ع37) وإتاي، الذي قال له، "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيٌّ سَيِّدِي الْمَلِكُ، إِنَّهُ حَيْثُمَا كَانَ سَيِّدِي الْمَلِكُ، إِنْ كَانَ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلْحَيَاةِ، فَهُنَاكَ يَكُونُ عَبْدُكَ أَيْضًا" (21:15).
يا رب، أشكرك لأنه ما من مشكلة تأتي بها هذه الحياة ولا تنقذني منها، ولو بشكل نهائي بالحياة الأبدية في محضرك. أشكرك، لأنه وسط كل متاعبي، أستطيع أن اصلي إليك وأن انتعش بمحضر الله (أع19:3).
تعليق من بيبا
مز24:71
"وَلِسَانِي أَيْضًا الْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُ بِبِرِّكَ".
كتبت منذ أربع سنوات: "جربت توا أن أتكلم مع الله بينما كنت أتمشى إلى مكتب البريد عن كل الأمور الرائعة التي فعلها. بدأت بصورة جيدة ثم تشتت. إنني أعمل "اليوم كله"".
ولا زلت لم أتحسن هذه السنة!
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر