الرُحب
المقدمة
كان جون نيوتن (1725 -1801) ملحدا مناضلا، متنمرا ومجدفا. كان شابا جامحا وغاضبا. تم تجنيده إجباريا في البحرية في عمر الثامنة عشر حيث كسر القواعد بكل تهور حتى إنه انتُقد علانية بقسوة لمحاولته الفرار. كان مكروها ويخافه زملاؤه في الطاقم وصار هو نفسه تاجر عبيد.
في سن الثالثة والعشرين، واجهت سفينة نيوتن عاصفة هوجاء بعيدا عن ساحل دونيجال وشارفت على الغرق. فدعا الله عندما امتلأت السفينة من الماء وفي هذا اليوم، 10 مارس 1748، أنقذه الله. فبدأ حياة جديدة. بدأ يصلي ويقرا الكتاب المقدس. وأخيرا انضم إلى وليم ويلبرفورس في حملة لإنهاء تجارة العبيد وصار مصدر إشعاع في هذه الحملة.
اشتهر نيوتن بسبب تأليفه ترنيمة "النعمة العجيبة":
النعمة العجيبة! يا له من اسم جميل
تلك التي أنقذت بائس مثلي!
كنت ضالا من قبل ولكنه الآن وجدني،
كنت أعمى ولكني الآن أبصر.
ان يتم إنقاذك يعني أن يتم تحريرك، وتخليصك من الخطر أو من هجوم أو أذى. يسوع هو من ينقذك ويأتي بك إلى "الرحب" (2صم20:22).
المَزاميرُ 73:15-28
15 لو قُلتُ أُحَدِّثُ هكذا، لَغَدَرتُ بجيلِ بَنيكَ.
16 فلَمّا قَصَدتُ مَعرِفَةَ هذا، إذا هو تعَبٌ في عَينَيَّ.
17 حتَّى دَخَلتُ مَقادِسَ اللهِ، وانتَبَهتُ إلَى آخِرَتِهِمْ.
18 حَقًّا في مَزالِقَ جَعَلتَهُمْ. أسقَطتَهُمْ إلَى البَوارِ.
19 كيفَ صاروا للخَرابِ بَغتَةً! اضمَحَلّوا، فنوا مِنَ الدَّواهي.
20 كحُلمٍ عِندَ التَّيَقُّظِ يا رَبُّ، عِندَ التَّيَقُّظِ تحتَقِرُ خَيالهُمْ.
21 لأنَّهُ تمَرمَرَ قَلبي، وانتَخَستُ في كُليَتَيَّ.
22 وأنا بَليدٌ ولا أعرِفُ. صِرتُ كبَهيمٍ عِندَكَ.
23 ولكني دائمًا معكَ. أمسَكتَ بيَدي اليُمنَى.
24 برأيِكَ تهديني، وبَعدُ إلَى مَجدٍ تأخُذُني.
25 مَنْ لي في السماءِ؟ ومَعَكَ لا أُريدُ شَيئًا في الأرضِ.
26 قد فنيَ لَحمي وقَلبي. صَخرَةُ قَلبي ونَصيبي اللهُ إلَى الدَّهرِ.
27 لأنَّهُ هوذا البُعَداءُ عنكَ يَبيدونَ. تُهلِكُ كُلَّ مَنْ يَزني عنكَ.
28 أمّا أنا فالِاقتِرابُ إلَى اللهِ حَسَنٌ لي. جَعَلتُ بالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلجإي، لأُخبِرَ بكُلِّ صَنائعِكَ.
تعليق
مكان رحب لأجلك
هل سبق واختبرت منحدر الخطية الزلق؟ تجد نفسك تنزلق أكثر وأكثر إلى الأسفل في طريق لا تريد حقا أن تسير فيه.
وجد المرنم نفسه على المنحدر الزلق: "أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ" (ع2-3).
تتغير وجهة نظرك تماما عندما تدخل "مقادس الله" (ع17): "وانتبهت إلى آخرتهم" (ع17). إنهم المتغطرسين والأشرار هم الذين "في مزالق" (ع18). رغم أنهم قد يبدون من الخارج ناجحين ومزدهرين، إلا إنهم على طريق يؤدي بهم إلى الدمار (ع19-20).
إنها "بلادة وعدم معرفة" (ع22) أن نغار من "الأشرار". عندما تنظر من الاتجاه الصحيح، ستدرك كم أنك مبارك بشكل لا يُصدق (ع23-26).
لا شيء يُقارن بالسير في علاقة مع الله، وأن نعرف محضره، وإرشاده وقوته، ووعده إنه سيأخذنا إلى مجده. أنت أفضل بما لا يُقاس من "الأشرار"، سواء في هذه الحياة أو في المستقبل. يأتي بك الله إلى "رحبه".
عندما ترى ما تم إنقاذك منه، ستدرك كم هو جيد أن تكون قريبا من الله (ع28)، وستود أن تمرر الأخبار السارة للآخرين:
"أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي. جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَأي، لأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ" (ع28).
يا رب، أشكرك لأنك أنقذتني من الطريق الزلق وأتيت بي إلى الرحب.
أعمالُ الرُّسُلِ 9:1-31
شفاء إينياس وإقامة طابيثا
1 أمّا شاوُلُ فكانَ لَمْ يَزَلْ يَنفُثُ تهَدُّدًا وقَتلًا علَى تلاميذِ الرَّبِّ، فتقَدَّمَ إلَى رَئيسِ الكهنةِ
2 وطَلَبَ مِنهُ رَسائلَ إلَى دِمَشقَ، إلَى الجَماعاتِ، حتَّى إذا وجَدَ أُناسًا مِنَ الطريقِ، رِجالًا أو نِساءً، يَسوقُهُمْ موثَقينَ إلَى أورُشَليمَ.
3 وفي ذَهابِهِ حَدَثَ أنَّهُ اقتَرَبَ إلَى دِمَشقَ فبَغتَةً أبرَقَ حَوْلهُ نورٌ مِنَ السماءِ،
4 فسقَطَ علَى الأرضِ وسَمِعَ صوتًا قائلًا لهُ: «شاوُلُ، شاوُلُ! لماذا تضطَهِدُني؟».
5 فقالَ: «مَنْ أنتَ يا سيِّدُ؟». فقالَ الرَّبُّ: «أنا يَسوعُ الّذي أنتَ تضطَهِدُهُ. صَعبٌ علَيكَ أن ترفُسَ مَناخِسَ».
6 فقالَ وهو مُرتَعِدٌ ومُتَحَيِّرٌ: «يا رَبُّ، ماذا تُريدُ أنْ أفعَلَ؟». فقالَ لهُ الرَّبُّ: «قُمْ وادخُلِ المدينةَ فيُقالَ لكَ ماذا يَنبَغي أنْ تفعَلَ».
7 وأمّا الرِّجالُ المُسافِرونَ معهُ فوَقَفوا صامِتينَ، يَسمَعونَ الصَّوْتَ ولا يَنظُرونَ أحَدًا.
8 فنَهَضَ شاوُلُ عن الأرضِ، وكانَ وهو مَفتوحُ العَينَينِ لا يُبصِرُ أحَدًا. فاقتادوهُ بيَدِهِ وأدخَلوهُ إلَى دِمَشقَ.
9 وكانَ ثَلاثَةَ أيّامٍ لا يُبصِرُ، فلَمْ يأكُلْ ولَمْ يَشرَبْ.
10 وكانَ في دِمَشقَ تِلميذٌ اسمُهُ حَنانيّا، فقالَ لهُ الرَّبُّ في رؤيا: «يا حَنانيّا!». فقالَ: «هأنَذا يا رَبُّ».
11 فقالَ لهُ الرَّبُّ: «قُمْ واذهَبْ إلَى الزُّقاقِ الّذي يُقالُ لهُ المُستَقيمُ، واطلُبْ في بَيتِ يَهوذا رَجُلًا طَرسوسيًّا اسمُهُ شاوُلُ. لأنَّهُ هوذا يُصَلّي،
12 وقَدْ رأى في رؤيا رَجُلًا اسمُهُ حَنانيّا داخِلًا وواضِعًا يَدَهُ علَيهِ لكَيْ يُبصِرَ».
13 فأجابَ حَنانيّا: «يا رَبُّ، قد سمِعتُ مِنْ كثيرينَ عن هذا الرَّجُلِ، كمْ مِنَ الشُّرورِ فعَلَ بقِدّيسيكَ في أورُشَليمَ.
14 وههنا لهُ سُلطانٌ مِنْ قِبَلِ رؤَساءِ الكهنةِ أنْ يوثِقَ جميعَ الّذينَ يَدعونَ باسمِكَ».
15 فقالَ لهُ الرَّبُّ: «اذهَبْ! لأنَّ هذا لي إناءٌ مُختارٌ ليَحمِلَ اسمي أمامَ أُمَمٍ ومُلوكٍ وبَني إسرائيلَ.
16 لأنّي سأُريهِ كمْ يَنبَغي أنْ يتألَّمَ مِنْ أجلِ اسمي».
17 فمَضَى حَنانيّا ودَخَلَ البَيتَ ووضَعَ علَيهِ يَدَيهِ وقالَ: «أيُّها الأخُ شاوُلُ، قد أرسَلَني الرَّبُّ يَسوعُ الّذي ظَهَرَ لكَ في الطريقِ الّذي جِئتَ فيهِ، لكَيْ تُبصِرَ وتَمتَلِئَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ».
18 فللوقتِ وقَعَ مِنْ عَينَيهِ شَيءٌ كأنَّهُ قُشورٌ، فأبصَرَ في الحالِ، وقامَ واعتَمَدَ.
19 وتَناوَلَ طَعامًا فتقَوَّى. وكانَ شاوُلُ مع التلاميذِ الّذينَ في دِمَشقَ أيّامًا.
شاول في دمشق وأورشليم
20 ولِلوقتِ جَعَلَ يَكرِزُ في المجامعِ بالمَسيحِ: «أنْ هذا هو ابنُ اللهِ».
21 فبُهِتَ جميعُ الّذينَ كانوا يَسمَعونَ وقالوا: «أليس هذا هو الّذي أهلكَ في أورُشَليمَ الّذينَ يَدعونَ بهذا الِاسمِ؟ وقَدْ جاءَ إلَى هنا لهذا ليَسوقَهُمْ موثَقينَ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ!».
22 وأمّا شاوُلُ فكانَ يَزدادُ قوَّةً، ويُحَيِّرُ اليَهودَ السّاكِنينَ في دِمَشقَ مُحَقِّقًا: «أنَّ هذا هو المَسيحُ».
23 ولَمّا تمَّتْ أيّامٌ كثيرَةٌ تشاوَرَ اليَهودُ ليَقتُلوهُ،
24 فعَلِمَ شاوُلُ بمَكيدَتِهِمْ. وكانوا يُراقِبونَ الأبوابَ أيضًا نهارًا وليلًا ليَقتُلوهُ.
25 فأخَذَهُ التلاميذُ ليلًا وأنزَلوهُ مِنَ السّورِ مُدَلّينَ إيّاهُ في سلٍّ.
26 ولَمّا جاءَ شاوُلُ إلَى أورُشَليمَ حاوَلَ أنْ يَلتَصِقَ بالتلاميذِ، وكانَ الجميعُ يَخافونَهُ غَيرَ مُصَدِّقينَ أنَّهُ تِلميذٌ.
27 فأخَذَهُ بَرنابا وأحضَرَهُ إلَى الرُّسُلِ، وحَدَّثَهُمْ كيفَ أبصَرَ الرَّبَّ في الطريقِ وأنَّهُ كلَّمَهُ، وكيفَ جاهَرَ في دِمَشقَ باسمِ يَسوعَ.
28 فكانَ معهُمْ يَدخُلُ ويَخرُجُ في أورُشَليمَ ويُجاهِرُ باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ.
29 وكانَ يُخاطِبُ ويُباحِثُ اليونانيّينَ، فحاوَلوا أنْ يَقتُلوهُ.
30 فلَمّا عَلِمَ الإخوَةُ أحدَروهُ إلَى قَيصَريَّةَ وأرسَلوهُ إلَى طَرسوسَ.
31 وأمّا الكَنائسُ في جميعِ اليَهوديَّةِ والجَليلِ والسّامِرَةِ فكانَ لها سلامٌ، وكانتْ تُبنَى وتَسيرُ في خَوْفِ الرَّبِّ، وبتَعزيَةِ الرّوحِ القُدُسِ كانتْ تتَكاثَرُ.
شفاء إينياس وإقامة طابيثا
تعليق
مكان رحب للكنيسة
هل تعرف أي شخص عدواني جدا نحو المسيحيين والإيمان المسيحي؟ كان شاول هكذا. وكان جون نيوتن كذلك. أنا كنت كذلك. عندما نقرأ التقرير المكتوب عن تغير شاول نجد لنا رجاء في أن الله يمكنه أن يغير آخر من نتوقعهم من الناس.
نرى في هذه الفقرة إنقاذا مزدوجا. تم إنقاذ الكنيسة من الظلمة التي جلبتها هجمات شاول، وتم إنقاذ شاول نفسه من ظلمته الداخلية. غيرت قوة الله المغيرة بولس من مضطهد الكنيسة إلى واحد من أعظم المدافعين عنها.
كان لدى شاول خلفية متميزة. فقد كان مواطنا رومانيا من طرسوس. كان مفكرا حاصل على قدر عال من التعليم. كان ناموسيا مؤهلا. وكان رجلا "متدينا" بعمق ولديه إيمان راسخ بالله.
لكن، كان شاول يعيش في ظلمة ويسير على طريق يؤدي إلى الدمار. فقد كان "في مهمة قتل" (ع1، الرسالة). كان يحاول أن يقبض على المسيحيين ويزج بهم في السجن (ع2). كانت لديه سمعة بشعة بين المسيحيين بسبب "كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ" (ع13) وحقيقة إنه يعيث "الخراب" بين تابعي يسوع (ع21).
في الطريق إلى دمشق، "فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ" (ع3). ظهر يسوع له وقال، "شاول شاول لماذا تضطهدني؟" (ع4). ولأن شاول لم يره من قبل قط، فكيف يمكنه أن يضطهد يسوع؟ في هذه اللحظة، لابد وإنه أدرك أن الكنيسة هي يسوع. إنها جسده. وباضطهاده للمسيحيين، كان يضطهد يسوع في الواقع. فيما بعد، عمل على تطوير هذا المفهوم أن الكنيسة هي جسد المسيح (أنظر 1كو12-14).
كان عمى شاول الجسدي يرمز إلى ظلمة روحية في حياته عند هذه النقطة. عندما وضع حنانيا يديه عليه، عاد إليه بصره وامتلأ من الروح القدس (أع17:9): "فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ، فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ، وَقَامَ وَاعْتَمَدَ" (ع18). لقد أُنقذ من الظلمة المادية والروحية.
لم ينقذ يسوع شاول من الظلمة فقط، ولكنه عيّنه أيضا "إناء مختارا له". عندما قال لحنانيا، "اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ" (ع15).
لكن، لم يعد الله بولس بحياة سهلة. فمع الامتيازات العظيمة ستأتي الآلام، "لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي" (ع16).
وعلى الفور، بدأ بولس يبشر بان يسوع هو ابن الله (ع20). "وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ مُحَقِّقًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ" (ع22). وكمحام (ناموسي)، أظهر الدليل ليبين أن شيئا ما قد حدث في التاريخ. لقد صلب يسوع، وقام من الأموات وهو المسيح.
من خلال إنقاذ بولس، تم إنقاذ الكنيسة أيضا: "وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ" (ع31). لقد أخرج الله الكنيسة إلى الرحب وتمتعوا بوقت من السلام والبركة.
يا رب، أصلي أن تخرج الكنيسة وأمتنا إلى الرحب، وإنها إذ تتقوى وتتشجع بروحك القدوس، تتمتع بوقت من السلام وتنمو في العدد.
صَموئيلَ الثّاني 22:1-23:7
تسبحة حمد لداود
1 وكلَّمَ داوُدُ الرَّبَّ بكلامِ هذا النَّشيدِ في اليومِ الّذي أنقَذَهُ فيهِ الرَّبُّ مِنْ أيدي كُلِّ أعدائهِ ومِنْ يَدِ شاوُلَ،
2 فقالَ: «الرَّبُّ صَخرَتي وحِصني ومُنقِذي،
3 إلهُ صَخرَتي بهِ أحتَمي. تُرسي وقَرنُ خَلاصي. مَلجإي ومَناصي. مُخَلِّصي، مِنَ الظُّلمِ تُخَلِّصُني.
4 أدعو الرَّبَّ الحَميدَ فأتَخَلَّصُ مِنْ أعدائي.
5 لأنَّ أمواجَ الموتِ اكتَنَفَتني. سُيولُ الهَلاكِ أفزَعَتني.
6 حِبالُ الهاويَةِ أحاطَتْ بي. شُرُكُ الموتِ أصابَتني.
7 في ضيقي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وإلَى إلهي صَرَختُ، فسمِعَ مِنْ هَيكلِهِ صوتي، وصُراخي دَخَلَ أُذُنَيهِ.
8 فارتَجَّتِ الأرضُ وارتَعَشَتْ. أُسُسُ السماواتِ ارتَعَدَتْ وارتَجَّتْ، لأنَّهُ غَضِبَ.
9 صَعِدَ دُخانٌ مِنْ أنفِهِ، ونارٌ مِنْ فمِهِ أكلَتْ. جَمرٌ اشتَعَلَتْ مِنهُ.
10 طأطأَ السماواتِ ونَزَلَ، وضَبابٌ تحتَ رِجلَيهِ.
11 رَكِبَ علَى كروبٍ، وطارَ ورُئيَ علَى أجنِحَةِ الرّيحِ.
12 جَعَلَ الظُّلمَةَ حَوْلهُ مِظَلّاتٍ، مياهًا حاشِكَةً وظَلامَ الغَمامِ.
13 مِنَ الشُّعاعِ قُدّامَهُ اشتَعَلَتْ جَمرُ نارٍ.
14 أرعَدَ الرَّبُّ مِنَ السماواتِ، والعَليُّ أعطَى صوتَهُ.
15 أرسَلَ سِهامًا فشَتَّتَهُمْ، بَرقًا فأزعَجَهُمْ.
16 فظَهَرَتْ أعماقُ البحرِ، وانكَشَفَتْ أُسُسُ المَسكونَةِ مِنْ زَجرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسمَةِ ريحِ أنفِهِ.
17 أرسَلَ مِنَ العُلَى فأخَذَني، نَشَلَني مِنْ مياهٍ كثيرَةٍ.
18 أنقَذَني مِنْ عَدوّيَ القَويِّ، مِنْ مُبغِضيَّ لأنَّهُمْ أقوَى مِنّي.
19 أصابوني في يومِ بَليَّتي، وكانَ الرَّبُّ سنَدي.
20 أخرَجَني إلَى الرَّحبِ. خَلَّصَني لأنَّهُ سُرَّ بي.
21 يُكافِئُني الرَّبُّ حَسَبَ برّي. حَسَبَ طَهارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ علَيَّ.
22 لأنّي حَفِظتُ طُرُقَ الرَّبِّ، ولَمْ أعصِ إلهي.
23 لأنَّ جميعَ أحكامِهِ أمامي، وفَرائضُهُ لا أحيدُ عنها.
24 وأكونُ كامِلًا لَدَيهِ، وأتَحَفَّظُ مِنْ إثمي.
25 فيَرُدُّ الرَّبُّ علَيَّ كبِرّي، وكطَهارَتي أمامَ عَينَيهِ.
26 «مع الرَّحيمِ تكونُ رحيمًا. مع الرَّجُلِ الكامِلِ تكونُ كامِلًا.
27 مع الطّاهِرِ تكونُ طاهِرًا، ومَعَ الأعوَجِ تكونُ مُلتَويًا.
28 وتُخَلِّصُ الشَّعبَ البائسَ، وعَيناكَ علَى المُتَرَفِّعينَ فتضَعُهُمْ.
29 لأنَّكَ أنتَ سِراجي يا رَبُّ، والرَّبُّ يُضيءُ ظُلمَتي.
30 لأنّي بكَ اقتَحَمتُ جَيشًا. بإلهي تسَوَّرتُ أسوارًا.
31 اللهُ طَريقُهُ كامِلٌ، وقَوْلُ الرَّبِّ نَقيٌّ. تُرسٌ هو لجميعِ المُحتَمينَ بهِ.
32 لأنَّهُ مَنْ هو إلهٌ غَيرُ الرَّبِّ؟ ومَنْ هو صَخرَةٌ غَيرُ إلهِنا؟
33 الإلهُ الّذي يُعَزِّزُني بالقوَّةِ، ويُصَيِّرُ طَريقي كامِلًا.
34 الّذي يَجعَلُ رِجلَيَّ كالإيَّلِ، وعلَى مُرتَفَعاتي يُقيمُني
35 الّذي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتالَ، فتُحنَى بذِراعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحاسٍ.
36 وتَجعَلُ لي تُرسَ خَلاصِكَ، ولُطفُكَ يُعَظِّمُني.
37 توَسِّعُ خَطواتي تحتي، فلَمْ تتَقَلقَلْ كعبايَ.
38 ألحَقُ أعدائي فأُهلِكُهُمْ، ولا أرجِعُ حتَّى أُفنيَهُمْ.
39 أُفنيهِمْ وأسحَقُهُمْ فلا يَقومونَ، بل يَسقُطونَ تحتَ رِجلَيَّ.
40 «تُنَطِّقُني قوَّةً للقِتالِ، وتَصرَعُ القائمينَ علَيَّ تحتي.
41 وتُعطيني أقفيَةَ أعدائي ومُبغِضيَّ فأُفنيهِمْ.
42 يتَطَلَّعونَ فليس مُخَلِّصٌ، إلَى الرَّبِّ فلا يَستَجيبُهُمْ.
43 فأسحَقُهُمْ كغُبارِ الأرضِ. مِثلَ طينِ الأسواقِ أدُقُّهُمْ وأدوسُهُمْ.
44 وتُنقِذُني مِنْ مُخاصَماتِ شَعبي، وتَحفَظُني رأسًا للأُمَمِ. شَعبٌ لَمْ أعرِفهُ يتَعَبَّدُ لي.
45 بَنو الغُرَباءِ يتَذَلَّلونَ لي. مِنْ سماعِ الأُذُنِ يَسمَعونَ لي.
46 بَنو الغُرَباءِ يَبلَوْنَ ويَزحَفونَ مِنْ حُصونِهِمْ.
47 حَيٌّ هو الرَّبُّ، ومُبارَكٌ صَخرَتي، ومُرتَفَعٌ إلهُ صَخرَةِ خَلاصي.
48 الإلهُ المُنتَقِمُ لي، والمُخضِعُ شُعوبًا تحتي،
49 والّذي يُخرِجُني مِنْ بَينِ أعدائي، ويَرفَعُني فوقَ القائمينَ علَيَّ، ويُنقِذُني مِنْ رَجُلِ الظُّلمِ.
50 لذلكَ أحمَدُكَ يا رَبُّ في الأُمَمِ، ولِاسمِكَ أُرَنِّمُ.
51 بُرجُ خَلاصٍ لمَلِكِهِ، والصّانِعُ رَحمَةً لمَسيحِهِ، لداوُدَ ونَسلِهِ إلَى الأبدِ».
رجال داود الأبطال
1 فهذِهِ هي كلِماتُ داوُدَ الأخيرَةُ: «وحيُ داوُدَ بنِ يَسَّى، ووحيُ الرَّجُلِ القائمِ في العُلا، مَسيحِ إلهِ يعقوبَ، ومُرَنِّمِ إسرائيلَ الحُلوِ:
2 روحُ الرَّبِّ تكلَّمَ بي وكلِمَتُهُ علَى لساني.
3 قالَ إلهُ إسرائيلَ. إلَيَّ تكلَّمَ صَخرَةُ إسرائيلَ: إذا تسَلَّطَ علَى النّاسِ بارٌّ يتَسَلَّطُ بخَوْفِ اللهِ،
4 وكنورِ الصّباحِ إذا أشرَقَتِ الشَّمسُ. كعُشبٍ مِنَ الأرضِ في صباحٍ صَحوٍ مُضيءٍ غِبَّ المَطَرِ.
5 أليس هكذا بَيتي عِندَ اللهِ؟ لأنَّهُ وضَعَ لي عَهدًا أبديًّا مُتقَنًا في كُلِّ شَيءٍ ومَحفوظًا، أفَلا يُثبِتُ كُلَّ خَلاصي وكُلَّ مَسَرَّتي؟
6 ولكن بَني بَليَّعالَ جميعَهُمْ كشَوْكٍ مَطروحٍ، لأنَّهُمْ لا يؤخَذونَ بيَدٍ.
7 والرَّجُلُ الّذي يَمَسُّهُمْ يتَسَلَّحُ بحَديدٍ وعَصا رُمحٍ، فيَحتَرِقونَ بالنّارِ في مَكانِهِمْ».
رجال داود الأبطال
تعليق
رحب إلى الأبد
بينما يصل داود إلى نهاية حياته، يسبح الله لأجل إنقاذه له مرارا وتكرارا من أعداءه ومن الموت والدمار (2صم22 – والترنيمة موجودة أيضا في مز18). فالله هو "صخرتي وحصني ومنقذي" (2صم2:22).
"فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ" (ع7).
لقد دعا الرب مرات كثيرة، والرب سمع لصوته. "أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى فَأَخَذَنِي، نَشَلَنِي مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ" (ع17). "أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي" (ع20، أنظر أيضا ع49).
عندما ينقذك الله، لا يريدك أن تبقى كما أنت: "يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ عَلَيَّ" (ع21، 25). إنه يريدك أن تحيا حياة بلا لوم وأن تحفظ نفسك من الخطية (ع24). إنه يريدك أن تكون أمينا (ع26) ونقيا (ع27) ومتضعا (ع28).
بمعونة الله، "لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشًا. بِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَارًا" (ع30). يسحك الله بالقوة (ع33) ويمكنك من أن تقف على المرتفعات (ع34). إنه يوسع خطواتك ولا يدع عقبك يتقلقل (ع37).
أيا كان ما تواجهه – رئيس عمل صعب، زواج صعب، تربية طفل صعب المراس – فسيعطيك الله القوة حتى تستمر في طريقك.
عندما اقترب داود من نهاية حياته، لخص خبرته عن الله وعن حياته (2صم23). لقد أنقذه الله. ومسحه (1:23): "رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي" (ع2).
لقد أنقذه الله وخلصه. لكن، كان هناك المزيد: "أَلَيْسَ هكَذَا بَيْتِي عِنْدَ اللهِ؟ لأَنَّهُ وَضَعَ لِي عَهْدًا أَبَدِيًّا مُتْقَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَحْفُوظًا، أَفَلاَ يُثْبِتُ كُلَّ خَلاَصِي وَكُلَّ مَسَرَّتِي؟" (ع5). ستصل خطة الإنقاذ الإلهي يوما ما إلى الإثمار الكامل. في هذا اليوم سيكون الإنقاذ قد اكتمل وسوف تتمتع بالرحب إلى الأبد.
يا رب، أشكرك لأنك قد أنقذتنا بصليب وقيامة يسوع. أشكرك لأنه يوما ما سيكتمل الإنقاذ، عندما يعود يسوع وسوف نكون في الرحب معه إلى الأبد.
تعليق من بيبا
2صم33:22
"الإِلهُ الَّذِي يُعَزِّزُنِي بِالْقُوَّةِ، وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً"
هذا مشجع جدا عندما يبدو إنني أشعت الفوضى مرارا كثيرة.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر