كما لو كنت لم تخطئ من قبل
المقدمة
في السنوات التي مارست فيها مهنة المحاماة لاحظت أن الظهور في قاعة المحكمة بالنسبة لكثير من الناس تجربة مخيفة – حتى لو كانوا فقط يأتون كشهود. أما لو كنت خصما أو المدعى عليه فإنه حدث مثير للأعصاب أكثر من أن تكون فقط مجرد شاهد. لقد رأيت الراحة في وجه المدعى عليهم عندما كانت تتم تبرئتهم أو الخصم عندما كان القاضي يعلن إنه "هو الذي على حق".
في النظام القانوني لإسرائيل القديمة، كان الخصام يضع طرفي النزاع تحت خطر الدينونة في المحكمة. وكانت عملية التقاضي لها دور فدائي؛ قُصد من القاضي أن يساعد الطرف الذي على حق ليقوّم الخطأ. في نهاية القضية، يُعلن أحد الطرفين بارا والآخر على خطأ. كان الأداء الناجح لهذه الوظيفة يعني إقامة "العدل". الكلمة العبرية المترجمة "بار" هي "صديق"، والتي تترجمها بعض ترجمات الكتاب المقدس "بريئا" أو "عادلا" – شخص وضعه أو حالته صحيحة وسليمة. هذه هي خلفية العهد القديم لكلمة "مبرر".
تعريف الطفل لكلمة مبرر هو "تماما كما لو إنني لم" أخطئ أبدا. لقد مات يسوع لأجل خطايانا. إن وضعت ثقتك فيه فعندئذ تتبرر. تتم تبرئتك. يتم إعلانك بارا في عينيه. لم تعد الخطية تفصلك عن الله. يمكنك أن تعيش في علاقة صحيحة معه ومع الآخرين. هذا هو "التبرير".
المَزاميرُ 86:1-10
المَزمورُ السّادِسُ والثَّمانونَ
صَلاةٌ لداوُدَ
1 أمِلْ يا رَبُّ أُذُنَكَ. استَجِبْ لي، لأنّي مِسكينٌ وبائسٌ أنا.
2 احفَظْ نَفسي لأنّي تقيٌّ. يا إلهي، خَلِّصْ أنتَ عَبدَكَ المُتَّكِلَ علَيكَ.
3 ارحَمني يا رَبُّ، لأنَّني إلَيكَ أصرُخُ اليومَ كُلَّهُ.
4 فرِّحْ نَفسَ عَبدِكَ، لأنَّني إلَيكَ يا رَبُّ أرفَعُ نَفسي.
5 لأنَّكَ أنتَ يا رَبُّ صالِحٌ وغَفورٌ، وكثيرُ الرَّحمَةِ لكُلِّ الدّاعينَ إلَيكَ.
6 اِصغَ يا رَبُّ إلَى صَلاتي، وأنصِتْ إلَى صوتِ تضَرُّعاتي.
7 في يومِ ضيقي أدعوكَ، لأنَّكَ تستَجيبُ لي.
8 لا مِثلَ لكَ بَينَ الآلِهَةِ يا رَبُّ، ولا مِثلَ أعمالِكَ.
9 كُلُّ الأُمَمِ الّذينَ صَنَعتَهُمْ يأتونَ ويَسجُدونَ أمامَكَ يا رَبُّ، ويُمَجِّدونَ اسمَكَ.
10 لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ.
تعليق
شائعات عن التبرير
اختبر داود بركة أن يكون مبررا بالإيمان وأن يكون ابنا لله. حيث يقول، "اِصْغَ يَا رَبُّ إِلَى صَلاَتِي، وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي" (ع6). مثل الأب الذي ينحني بحب حتى يتمكن ابنه من الهمس في أذنه، هكذا يصغي الله لصلوات أولاده.
لم يتسن لداود أن يحصل على فوائد العيش تحت العهد الجديد. فقد عاش قبل حياة وموت وقيامة يسوع. لكن، من ناحية، الصليب لا يحده الزمن. فقد كان فعالا بالنسبة لمن عاشوا قبل يسوع، مثل إبراهيم وداود مثلا. ينبر بولس بالفعل على كيفية معرفة داود ببركات غفران واسترداد الله الرائعة (رو6:4-8؛ مز1:32-2).
بصورة ما، يقول بولس أن داود اختبر "التبرير بالإيمان" حتى رغم أن الأداة التي تحقق هذا بها لم تكن قد ظهرت.
أولا، لقد فهم محبة الله. لقد عرف أن الرب "كَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِكُلِّ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ" (مز5:86).
ثانيا، لقد عرف أن الله كان رحيما وغفورا. "ارْحَمْنِي يَا رَبُّ ... لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ ... وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي" (ع3، 5، 6).
ثالثا، رغم إنه عرف إنه لا يستحق الغفران والرحمة – أي ليس جديرا بهما أو بأن يكسبهما – إلا إنه كان لديه الإيمان حتى يصدق أن الله سيخلصه بالإيمان به: "خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْكَ" (ع2).
بتعبير آخر، فهم داود كل العناصر التي يتكون منها التبرير بالإيمان، ما عدا عنصر واحد. القطعة الناقصة الوحيدة كانت موت يسوع لأجل خطايانا.
يا رب، أشكرك لأجل محبتك الرائعة لي. أشكرك لأنك تخلص من يتكلون عليك ويضعون ثقتهم فيك.
روميَةَ 4:1-15
إيمان إبراهيم
1 فماذا نَقولُ إنَّ أبانا إبراهيمَ قد وجَدَ حَسَبَ الجَسَدِ؟
2 لأنَّهُ إنْ كانَ إبراهيمُ قد تبَرَّرَ بالأعمالِ فلهُ فخرٌ، ولكن ليس لَدَى اللهِ.
3 لأنَّهُ ماذا يقولُ الكِتابُ؟ «فآمَنَ إبراهيمُ باللهِ فحُسِبَ لهُ برًّا».
4 أمّا الّذي يَعمَلُ فلا تُحسَبُ لهُ الأُجرَةُ علَى سبيلِ نِعمَةٍ، بل علَى سبيلِ دَينٍ.
5 وأمّا الّذي لا يَعمَلُ، ولكن يؤمِنُ بالّذي يُبَرِّرُ الفاجِرَ، فإيمانُهُ يُحسَبُ لهُ برًّا.
6 كما يقولُ داوُدُ أيضًا في تطويبِ الإنسانِ الّذي يَحسِبُ لهُ اللهُ برًّا بدونِ أعمالٍ:
7 «طوبَى للّذينَ غُفِرَتْ آثامُهُمْ وسُتِرَتْ خطاياهُمْ.
8 طوبَى للرَّجُلِ الّذي لا يَحسِبُ لهُ الرَّبُّ خَطيَّةً».
9 أفَهذا التَّطويبُ هو علَى الخِتانِ فقط أم علَى الغُرلَةِ أيضًا؟ لأنَّنا نَقولُ: إنَّهُ حُسِبَ لإبراهيمَ الإيمانُ برًّا.
10 فكيفَ حُسِبَ؟ أوَهو في الخِتانِ أم في الغُرلَةِ؟ ليس في الخِتانِ، بل في الغُرلَةِ!
11 وأخَذَ عَلامَةَ الخِتانِ خَتمًا لبِرِّ الإيمانِ الّذي كانَ في الغُرلَةِ، ليكونَ أبًا لجميعِ الّذينَ يؤمِنونَ وهُم في الغُرلَةِ، كيْ يُحسَبَ لهُمْ أيضًا البِرُّ.
12 وأبًا للخِتانِ للّذينَ لَيسوا مِنَ الخِتانِ فقط، بل أيضًا يَسلُكونَ في خُطواتِ إيمانِ أبينا إبراهيمَ الّذي كانَ وهو في الغُرلَةِ.
13 فإنَّهُ ليس بالنّاموسِ كانَ الوَعدُ لإبراهيمَ أو لنَسلِهِ أنْ يكونَ وارِثًا للعالَمِ، بل ببِرِّ الإيمانِ.
14 لأنَّهُ إنْ كانَ الّذينَ مِنَ النّاموسِ هُم ورَثَةً، فقد تعَطَّلَ الإيمانُ وبَطَلَ الوَعدُ:
15 لأنَّ النّاموسَ يُنشِئُ غَضَبًا، إذ حَيثُ ليس ناموسٌ ليس أيضًا تعَدٍّ.
تعليق
الاحتفال بالتبرير
كيف يمكننا، نحن البشر الخطاة أن نصبح "على الجانب الصحيح، أو أبرار" أمام الله؟ كيف يمكنك أن تكون "مبررا" في نظر الله؟ هل هذا أمر ينبغي عليك أن تعمل جاهدا طول حياتك وترجو أن تكون الأمور على ما يرام؟
"كلا"، يقول بولس. لقد حدث أمر جلل نتيجة حياة وموت وقيامة يسوع. الآن يمكنك أن تنال هذا التبرير كهبة مجانية. إنك تناله، ليس بالعمل جاهدا بحق، بل بالإيمان (ع1-5).
واحد من الأسئلة التي تُسأل دائما في برنامج ألفا هو: "إن كان يسوع قد مات لأجل خطايانا، فماذا حدث لمن عاشوا قبل يسوع؟"
يعرف بولس أن عليه أن يتناول حالة إبراهيم. ربما جادل خصومه بان إبراهيم قد تبرر نتيجة أعماله الصالحة، مما منحه شيئا يمكنه أن يفتخر بشأنه (ع2). لكن بولس يشير إلى أن الكتاب المقدس يعلن إنه، "آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا" (ع3، تك6:15). يجادل بولس بان هذه الجملة تعني وجود عطية أو هبة وليس شيئا يُقتنى أو يتم اكتسابه (رو5:4).
"أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا" (ع4-5).
قد يجادل خصوم بولس بأن هذه الهبة متاحة فقط لليهود (المختونين). لكن بولس يشير إلى أن الختان جاء فيما بعد لأجل لإبراهيم (تك17) وبالتالي، بركة التبرير بالإيمان متاحة للاثنين، المختونين (اليهود) وغير المختونين (باقي الجنس البشري) (رو9:4-10).
"فَكَيْفَ حُسِبَ (البر)؟ أَوَهُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ؟ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ، بَلْ فِي الْغُرْلَةِ! وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْمًا لِبِرِّ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ، لِيَكُونَ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ، كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضًا الْبِرُّ" (ع10-11).
توضح قصة إبراهيم أن كونه عُدّ بارا لم يكن على أساس الأعمال ولا الختان ولا الناموس، بل على أساس نعمة الله بالإيمان بيسوع. إن كان إبراهيم قد تبرر بالإيمان، فهو أبو كل من لديهم إيمان (بما فيهم من لم يختتنوا، ع11-12).
الصليب فعال عبر كل الزمن. من خلال ما فعله يسوع على الصليب، تبرر من لم يسمعوا عنه من قبل ولكن وضعوا ثقتهم في الله من خلال إيمانهم.
هل تحتاج أن تفهم كل هذا لكي تتبرر بالإيمان؟ كلا البتة. يتم التبرير بالإيمان، لذا لست بحاجة حتى لأن تفهم التبرير بالإيمان فهما صحيحا حتى تتبرر بالإيمان؛ أنت تحتاج ببساطة إلى أن تؤمن. "لِهذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا" (ع16).
أيها الآب، أشكرك جدا من أجل هذا الحق الرائع إننا قد تبررنا ونلنا البراءة بموت يسوع لأجلنا، وبالإيمان به. ساعدنا حتى نفهم هذا الحق بعمق أكثر وأن نشرحه بوضوح أكثر، بحيث يمكن للكثيرين أن يعرفوا بركات التبرير بالإيمان العظيمة.
عاموس 5:1-27
يوم الرب
1 اِسمَعوا هذا القَوْلَ الّذي أنا أُنادي بهِ علَيكُمْ، مَرثاةً يا بَيتَ إسرائيلَ:
2 «سقَطَتْ عَذراءُ إسرائيلَ. لا تعودُ تقومُ. انطَرَحَتْ علَى أرضِها ليس مَنْ يُقيمُها».
3 لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «المدينةُ الخارِجَةُ بألفٍ، يَبقَى لها مِئَةٌ، والخارِجَةُ بمِئَةٍ يَبقَى لها عشَرَةٌ مِنْ بَيتِ إسرائيلَ».
4 لأنَّهُ هكذا قالَ الرَّبُّ لبَيتِ إسرائيلَ: «اطلُبوا فتحيَوْا.
5 ولا تطلُبوا بَيتَ إيلَ، وإلَى الجِلجالِ لا تذهَبوا، وإلَى بئرَ سبعٍ لا تعبُروا. لأنَّ الجِلجالَ تُسبَى سبيًا، وبَيتَ إيلَ تصيرُ عَدَمًا».
6 اُطلُبوا الرَّبَّ فتحيَوْا لئَلّا يَقتَحِمَ بَيتَ يوسُفَ كنارٍ تُحرِقُ، ولا يكونُ مَنْ يُطفِئُها مِنْ بَيتِ إيلَ.
7 يا أيُّها الّذينَ يُحَوِّلونَ الحَقَّ أفسَنتينًا، ويُلقونَ البِرَّ إلَى الأرضِ.
8 الّذي صَنَعَ الثُّرَيّا والجَبّارَ، ويُحَوِّلُ ظِلَّ الموتِ صُبحًا، ويُظلِمُ النَّهارَ كاللَّيلِ. الّذي يَدعو مياهَ البحرِ ويَصُبُّها علَى وجهِ الأرضِ، يَهوَهُ اسمُهُ.
9 الّذي يُفلِحُ الخَرِبَ علَى القَويِّ، فيأتي الخَرِبُ علَى الحِصنِ.
10 إنهُم في البابِ يُبغِضونَ المنذِرَ، ويَكرَهونَ المُتَكلِّمَ بالصِّدقِ.
11 لذلكَ مِنْ أجلِ أنَّكُمْ تدوسونَ المِسكينَ، وتأخُذونَ مِنهُ هَديَّةَ قمحٍ، بَنَيتُمْ بُيوتًا مِنْ حِجارَةٍ مَنحوتةٍ ولا تسكُنونَ فيها، وغَرَستُمْ كُرومًا شَهيَّةً ولا تشرَبونَ خمرَها.
12 لأنّي عَلِمتُ أنَّ ذُنوبَكُمْ كثيرَةٌ وخطاياكُمْ وافِرَةٌ أيُّها المُضايِقونَ البارَّ، الآخِذونَ الرَّشوَةَ، الصّادّونَ البائسينَ في البابِ.
13 لذلكَ يَصمُتُ العاقِلُ في ذلكَ الزَّمانِ لأنَّهُ زَمانٌ رَديءٌ.
14 اُطلُبوا الخَيرَ لا الشَّرَّ لكَيْ تحيَوْا، فعلَى هذا يكونُ الرَّبُّ إلهُ الجُنودِ معكُمْ كما قُلتُمْ.
15 اُبغُضوا الشَّرَّ، وأحِبّوا الخَيرَ، وثَبِّتوا الحَقَّ في البابِ، لَعَلَّ الرَّبَّ إلهَ الجُنودِ يتَراءَفُ علَى بَقيَّةِ يوسُفَ.
16 لذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ إلهُ الجُنودِ: «في جميعِ الأسواقِ نَحيبٌ، وفي جميعِ الأزِقَّةِ يقولونَ: آهِ! آهِ! ويَدعونَ الفَلّاحَ إلَى النَّوْحِ، وجميعَ عارِفي الرِّثاءِ للنَّدبِ.
17 وفي جميعِ الكُرومِ نَدبٌ، لأنّي أعبُرُ في وسَطِكَ، قالَ الرَّبُّ».
يوم الرب
18 ويلٌ للّذينَ يَشتَهونَ يومَ الرَّبِّ! لماذا لكُمْ يومُ الرَّبِّ؟ هو ظَلامٌ لا نورٌ.
19 كما إذا هَرَبَ إنسانٌ مِنْ أمامِ الأسَدِ فصادَفَهُ الدُّبُّ، أو دَخَلَ البَيتَ ووضَعَ يَدَهُ علَى الحائطِ فلَدَغَتهُ الحَيَّةُ!
20 أليس يومُ الرَّبِّ ظَلامًا لا نورًا، وقَتامًا ولا نورَ لهُ؟
21 «بَغَضتُ، كرِهتُ أعيادَكُمْ، ولَستُ ألتَذُّ باعتِكافاتِكُمْ.
22 إنّي إذا قَدَّمتُمْ لي مُحرَقاتِكُمْ وتَقدِماتِكُمْ لا أرتَضي، وذَبائحَ السَّلامَةِ مِنْ مُسَمَّناتِكُمْ لا ألتَفِتُ إليها.
23 أبعِدْ عَنّي ضَجَّةَ أغانيكَ، ونَغمَةَ رَبابِكَ لا أسمَعُ.
24 وليَجرِ الحَقُّ كالمياهِ، والبِرُّ كنهرٍ دائمٍ.
25 «هل قَدَّمتُمْ لي ذَبائحَ وتَقدِماتٍ في البَرّيَّةِ أربَعينَ سنَةً يا بَيتَ إسرائيلَ؟
26 بل حَمَلتُمْ خَيمَةَ مَلكومِكُمْ، وتِمثالَ أصنامِكُمْ، نَجمَ إلهِكُمُ الّذي صَنَعتُمْ لنُفوسِكُمْ.
27 فأسبيكُمْ إلَى ما وراءَ دِمَشقَ، قالَ الرَّبُّ إلهُ الجُنودِ اسمُهُ».
تعليق
مجتمعات البر
ليس الله مهتما بكم أنت متدين. إنه مهتم جدا باستقامتك وعدلك وبرك. بدون هذا يصبح التدين عبارة عن رياء بحت. فقد قال:
"بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ،
وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ.
إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي،
وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا.
أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ،
وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ.
وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ،
وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ" (ع21-24)
العمل الأساسي الذي ينجزه التبرير بالإيمان هو أن شعب الله يتجاوب بالعمل بالبر والعدل. قال جون كالفن ذات مرة، " الإيمان وحده هو الذي يبرر، لكن الإيمان الذي يبرر لا يمكن أن يكون وحده أبدا". ينبغي أن يكون رد فعلنا الطبيعي لما فعله الله لأجلنا هو العمل بما يتسق مع إرادته.
للبر والعدل دور أساسي في هذه الفقرة وفي كل سفر عاموس. يريد الله العدل للمساكين. يتحدث الله من خلال النبي عاموس قائلا:
"إِنَّهُمْ فِي الْبَابِ يُبْغِضُونَ الْمُنْذِرَ،
وَيَكْرَهُونَ الْمُتَكَلِّمَ بِالصِّدْقِ.
لِذلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَدُوسُونَ الْمِسْكِينَ،
وَتَأْخُذُونَ مِنْهُ هَدِيَّةَ قَمْحٍ،
بَنَيْتُمْ بُيُوتًا مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ وَلاَ تَسْكُنُونَ فِيهَا،
وَغَرَسْتُمْ كُرُومًا شَهِيَّةً وَلاَ تَشْرَبُونَ خَمْرَهَا.
لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ ذُنُوبَكُمْ كَثِيرَةٌ
وَخَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ
أَيُّهَا الْمُضَايِقُونَ الْبَارَّ،
الآخِذُونَ الرَّشْوَةَ،
الصَّادُّونَ الْبَائِسِينَ فِي الْبَابِ.
لِذلِكَ يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ
لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ" (ع10-13).
لن يسمح الله للظلم البشري أن يدوم إلى الأبد. سوف يتدخل ويحقق العدل. يكره الله الظلم. نرى الآية رقم 24 تجمل اهتمام الله بالعدل والبر: "وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ" (ع24).
ينبغي أن تحتل قضايا العدل مكانة عالية في جدول أعمالنا، مثل إنقاذ الناس من العمل بالسخرة أو صور الاستعباد الأخرى، ومحاربة الاتجار بالبشر لأجل الجنس، وصور الظلم الأخرى. فمن المؤكد إنها كذلك في جدول أعمال الله.
يا رب، أشكرك لأن الإيمان وحده هو الذي يبرر، لكن لا يمكن أن يكون الإيمان وحده أبدا. ساعدني حتى أحيا وأعلن عن إيماني بالتصرف ببر وأطلب العدل للجميع.
تعليق من بيبا
مز2:86
"احْفَظْ نَفْسِي".
توجد فظائع رهيبة تحدث حول العالم ومخاطر من كل نوع. حتى محاولتي أن ألاحق نيكي وهو يقود الدراجة في مسار متعرج (وبسرعة عالية) عبر شوارع لندن، يمكن أن تكون أمرا مقلقا. تعد صلاة "احفظ نفوسنا" صلاة مريحة.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
John Calvin, Acts of the Council of Trent with the Antidote Canon 11 (1547) http://www.monergism.com/thethreshold/sdg/calvin\_trentantidote.html
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.