القلق والسلام
المقدمة
يمكن للقلق أن يسرق منك متعة اليوم. وأسباب القلق كثيرة: الصحة، العمل (أو عدم وجدوده)، الماديات (ديون، فواتير غير مدفوعة وهكذا) وغيرها من أمور أخرى كثيرة. بعض من أكبر أسباب القلق هي تلك التي تتناولها فقرة العهد الجديد اليوم: العلاقات، الزواج (أو عدمه)، الجنس (أو عدمه)، العزوبية والطلاق.
في فقرة العهد القديم، يقترح سفر الجامعة أن كثيرا من القلق الذي نختبره ينتج عن شيء أكثر عمقا. يمكننا أن نصفه بأنه القلق الناجم عن الشعور بفقدان المعنى. وسط كل هذا، أنت مدعو لأن تحيا في سلام.
المَزاميرُ 94:12-23
12 طوبَى للرَّجُلِ الّذي تؤَدِّبُهُ يا رَبُّ، وتُعَلِّمُهُ مِنْ شَريعَتِكَ
13 لتُريحَهُ مِنْ أيّامِ الشَّرِّ، حتَّى تُحفَرَ للشِّرّيرِ حُفرَةٌ.
14 لأنَّ الرَّبَّ لا يَرفُضُ شَعبَهُ، ولا يترُكُ ميراثَهُ.
15 لأنَّهُ إلَى العَدلِ يَرجِعُ القَضاءُ، وعلَى أثَرِهِ كُلُّ مُستَقيمي القُلوبِ.
16 مَنْ يَقومُ لي علَى المُسيئينَ؟ مَنْ يَقِفُ لي ضِدَّ فعَلَةِ الإثمِ؟
17 لولا أنَّ الرَّبَّ مُعيني، لَسَكَنَتْ نَفسي سريعًا أرضَ السُّكوتِ.
18 إذ قُلتُ: «قد زَلَّتْ قَدَمي» فرَحمَتُكَ يا رَبُّ تعضُدُني.
19 عِندَ كثرَةِ هُمومي في داخِلي، تعزياتُكَ تُلَذِّذُ نَفسي.
20 هل يُعاهِدُكَ كُرسيُّ المَفاسِدِ، المُختَلِقُ إثمًا علَى فريضَةٍ؟
21 يَزدَحِمونَ علَى نَفسِ الصِّدّيقِ، ويَحكُمونَ علَى دَمٍ زَكيٍّ.
22 فكانَ الرَّبُّ لي صَرحًا، وإلهي صَخرَةَ مَلجإي.
23 ويَرُدُّ علَيهِمْ إثمَهُمْ، وبشَرِّهِمْ يُفنيهِمْ. يُفنيهِمُ الرَّبُّ إلهنا.
تعليق
تحدث مع الله عما يقلقك
هل تعرف ما معنى أن تختبر قلقا عظيما (ع19)؟
لقد عرف المرنم بالتأكيد ما شكل هذا الشعور. حيث يكتب، "لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ ... إِذْ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي فَرَحْمَتُكَ يَا رَبُّ تَعْضُدُنِي. عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (ع13، 18-19).
ويتابع قائلا، "فَكَانَ الرَّبُّ لِي صَرْحًا، وَإِلهِي صَخْرَةَ مَلْجَإِي" (ع22).
عندما يحيط بك القلق الشديد، التفت إلى الرب طلبا للعون. "عندما كنت محبطا ومغلقا على نفسي هدأتني وشجعتني" (ع19، الرسالة). في محبة الله نجد الراحة والتعزية والفرح. يمدنا الله "بدائرة من الهدوء داخل جلبة الشر" (ع13، الرسالة).
أشكرك يا رب، لأنك تمنحني الراحة في أيام المتاعب. اليوم آتي إليك وأجلب معي كل ما يقلقني إليك ...
كورِنثوس الأولَى 7:1-16
غير المتزوجين والأرامل
1 وأمّا مِنْ جِهَةِ الأُمورِ الّتي كتَبتُمْ لي عنها: فحَسَنٌ للرَّجُلِ أنْ لا يَمَسَّ امرأةً.
2 ولكن لسَبَبِ الزِّنا، ليَكُنْ لكُلِّ واحِدٍ امرأتُهُ، وليَكُنْ لكُلِّ واحِدَةٍ رَجُلُها.
3 ليوفِ الرَّجُلُ المَرأةَ حَقَّها الواجِبَ، وكذلكَ المَرأةُ أيضًا الرَّجُلَ.
4 ليس للمَرأةِ تسَلُّطٌ علَى جَسَدِها، بل للرَّجُلِ. وكذلكَ الرَّجُلُ أيضًا ليس لهُ تسَلُّطٌ علَى جَسَدِهِ، بل للمَرأةِ.
5 لا يَسلُبْ أحَدُكُمُ الآخَرَ، إلّا أنْ يكونَ علَى موافَقَةٍ، إلَى حينٍ، لكَيْ تتَفَرَّغوا للصَّوْمِ والصَّلاةِ، ثُمَّ تجتَمِعوا أيضًا مَعًا لكَيْ لا يُجَرِّبَكُمُ الشَّيطانُ لسَبَبِ عَدَمِ نَزاهَتِكُمْ.
6 ولكن أقولُ هذا علَى سبيلِ الإذنِ لا علَى سبيلِ الأمرِ.
7 لأنّي أُريدُ أنْ يكونَ جميعُ النّاسِ كما أنا. لكن كُلَّ واحِدٍ لهُ مَوْهِبَتُهُ الخاصَّةُ مِنَ اللهِ. الواحِدُ هكذا والآخَرُ هكذا.
8 ولكن أقولُ لغَيرِ المُتَزَوِّجينَ ولِلأرامِلِ، إنَّهُ حَسَنٌ لهُمْ إذا لَبِثوا كما أنا.
9 ولكن إنْ لَمْ يَضبُطوا أنفُسَهُمْ، فليَتَزَوَّجوا. لأنَّ التَّزَوُّجَ أصلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.
10 وأمّا المُتَزَوِّجونَ، فأوصيهِمْ، لا أنا بل الرَّبُّ، أنْ لا تُفارِقَ المَرأةُ رَجُلها،
11 وإنْ فارَقَتهُ، فلتَلبَثْ غَيرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أو لتُصالِحْ رَجُلها. ولا يترُكِ الرَّجُلُ امرأتَهُ.
12 وأمّا الباقونَ، فأقولُ لهُمْ أنا، لا الرَّبُّ: إنْ كانَ أخٌ لهُ امرأةٌ غَيرُ مؤمِنَةٍ، وهي ترتَضي أنْ تسكُنَ معهُ، فلا يترُكها.
13 والمَرأةُ الّتي لها رَجُلٌ غَيرُ مؤمِنٍ، وهو يَرتَضي أنْ يَسكُنَ معها، فلا تترُكهُ.
14 لأنَّ الرَّجُلَ غَيرَ المؤمِنِ مُقَدَّسٌ في المَرأةِ، والمَرأةَ غَيرَ المؤمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ في الرَّجُلِ. وإلّا فأولادُكُمْ نَجِسونَ، وأمّا الآنَ فهُم مُقَدَّسونَ.
15 ولكن إنْ فارَقَ غَيرُ المؤمِنِ، فليُفارِقْ. ليس الأخُ أو الأُختُ مُستَعبَدًا في مِثلِ هذِهِ الأحوالِ، ولكن اللهَ قد دَعانا في السَّلامِ.
16 لأنَّهُ كيفَ تعلَمينَ أيَّتُها المَرأةُ، هل تُخَلِّصينَ الرَّجُلَ؟ أو كيفَ تعلَمُ أيُّها الرَّجُلُ، هل تُخَلِّصُ المَرأةَ؟
تعليق
عش في سلام أيا كان وضعك
هل تشعر إنك تحيا حياة السلام؟ "وَلكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ" (ع15). ما رأيك في هذا السلام؟ في هذا الإصحاح، يوضح بولس كيف تجد السلام في العلاقات والزواج أو العزوبية أو الانفصال. يبدأ كلامه بطرح السؤال، "هل هو أمر جيد أن يكون لدى المرء علاقة جنسية؟ (ع1، الرسالة). ويجيب بقوله، "يقينا – ولكن فقط ضمن إطار معين" (ع2أ، الرسالة).
يتناول بولس خطرين محتملين: أولئك الذين يقولون أن "كل الأشياء تحل لي" (أنظر إصحاح 6) مما يؤدي إلى الانحلال الخلقي، والنسّاك شديدي الروحانية، الذين ينكرون الجسد تماما. في مقابل هذا، يجيب بولس على عدد من الأسئلة:
- هل الزواج هو إرادة الله العامة لشعبه؟
الزواج هو المعيار العام لكل الرجال والنساء: "من الجيد أن يكون للرجل زوجة، وللمرأة زوج" (ع2، الرسالة). إرادة الله العامة للناس أن يتزوجوا للحصول على شريك حياة (تك18:2)، وللتناسل (تك28:1) وللحصول على اللذة (1كو1:7-5). العزوبية هي الاستثناء. إنها دعوة خاصة.
السبب الذي يقدمه بولس هنا هو لوجود "الكثير جدا من الانحلال الأخلاقي" (ع2). "الغرائز الجنسية قوية، لكن الزواج قوي بشكل كاف حتى يحتوي تلك الغرائز ويوفر حياة جنسية متوازنة ومشبعة في عالم من تخبط الجنسي" (ع2، الرسالة). إنه يتعامل مع خصومه بنفس تعبيراتهم. لقد كانوا يتصرفون ردا على الانحلال الأخلاقي ويجادلون ضد الجنس والزواج.
يرد بولس إنه، بجوار كل الأسباب الإيجابية، فإن التجربة بالتوجه نحو الانحلال الأخلاقي تعد سببا جيدا للتزوج.
- ما هو الموقف المسيحي من الجنس في الزواج؟
الطريق إلى الكمال الروحي في الزواج ليس من خلال الامتناع عن الجنس. داخل إطار الزواج هناك حرية جنسية ومساواة جنسية: "لابد أن يكون فراش الزوجية مكانا للمساواة – فالزوج يسعى لإشباع زوجته، والزوجة تسعى لإشباع زوجها" (ع3، الرسالة). السبب الوحيد للامتناع هو فترات قصيرة من الصلاة، وهذا بشرط الموافقة من كلا الطرفين، وهذا أمر مسموح به وليس وصية أو فرضا. (ع5-6، تفسيري).
- هل الأفضل البقاء عازبا أم الزواج؟
يكتب بولس أن كلا الوضعين هو هبة من الله. كل منهما حسن (ع7-9). من ناحية معينة، من الأفضل (لأسباب سوف يقدمها فيما بعد) أن يبقى المرء عازبا: "أحيانا أتمنى لو كان الجميع عزابا مثلي – وهي نوعية حياة أبسط من نواح كثيرة! لكن البتولية مثلها مثل الزواج ليست للجميع" (ع7، الرسالة). لكن من الجيد أيضا أن يتزوج المرء (ع9).
- هل يصح أن يطلب المسيحي الطلاق من طرف مسيحي آخر؟
يبدو المبدأ العام لهذه الفقرة، وبقية العهد الجديد، إنه يجيب على هذا السؤال هكذا، "لا، إن كنت متزوجا، ابقَ متزوجا ... ليس للزوج الحق في تطليق زوجته" (ع10-11، الرسالة). طبعا، تعد هذه مسألة معقدة للغاية. (حاولت أن أنظر على هذا السؤال بشكل أكثر تفصيلا في كتاب "أسلوب حياة المسيح"، الفصل 6).
- ماذا عن العلاقة بين الأطراف غير المسيحية في الزواج؟
لا يشجع بولس المؤمن المسيحي أن يتزوج شخصا غير مؤمن (2كو14:6-1:7؛ 1كو39:7). ولكن، إن كانا بالفعل متزوجين (قبل أن يصبح أحدهما مسيحيا) فهذا وضع مختلف تماما. ينبغي ألا يسعى الطرف المسيحي لحل أي رباط زوجية قائم بالفعل.
كان خصوم بولس قلقين من أن كون المرء متزوجا من شخص ليس مسيحي قد ينجس الزواج. لكن يرد بولس بأن العكس هو الصحيح: "الزوج غير المؤمن يشترك إلى حد ما في قداسة زوجته، والزوجة غير المؤمنة بالمثل تتلامس مع قداسة زوجها. وإلا، فأطفالكم خارج الدائرة؛ ولكن، هم ضمن مقاصد الله الروحية" (ع14، الرسالة). إن كان الشخص غير المسيحي مصرا على الرحيل، ولن يؤدي التمسك بالزواج إلا إلى التوتر والإحباط، فينبغي على الطرف المسيحي أن يدعه يمضي للحفاظ على "السلام"، وليس الطهارة (أنظر ع15).
يا رب، ساعدنا أيا كانت المرحلة التي نحن عندها، بغض النظر عن حالتنا الاجتماعية، حتى نحيا بحسب معاييرك وحتى نعرف سلامك.
الجامِعَةِ 1:1-3:22
بُطل الحكمة
1 كلامُ الجامِعَةِ ابنِ داوُدَ المَلِكِ في أورُشَليمَ:
2 باطِلُ الأباطيلِ، قالَ الجامِعَةُ: باطِلُ الأباطيلِ، الكُلُّ باطِلٌ.
3 ما الفائدَةُ للإنسانِ مِنْ كُلِّ تعَبِهِ الّذي يتعَبُهُ تحتَ الشَّمسِ؟
4 دَوْرٌ يَمضي ودَوْرٌ يَجيءُ، والأرضُ قائمَةٌ إلَى الأبدِ.
5 والشَّمسُ تُشرِقُ، والشَّمسُ تغرُبُ، وتُسرِعُ إلَى مَوْضِعِها حَيثُ تُشرِقُ.
6 الرّيحُ تذهَبُ إلَى الجَنوبِ، وتَدورُ إلَى الشَّمالِ. تذهَبُ دائرَةً دَوَرانًا، وإلَى مَداراتِها ترجِعُ الرّيحُ.
7 كُلُّ الأنهارِ تجري إلَى البحرِ، والبحرُ ليس بمَلآنَ. إلَى المَكانِ الّذي جَرَتْ مِنهُ الأنهارُ إلَى هناكَ تذهَبُ راجِعَةً.
8 كُلُّ الكلامِ يَقصُرُ. لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يُخبِرَ بالكُلِّ. العَينُ لا تشبَعُ مِنَ النَّظَرِ، والأُذُنُ لا تمتَلِئُ مِنَ السَّمعِ.
9 ما كانَ فهو ما يكونُ، والّذي صُنِعَ فهو الّذي يُصنَعُ، فليس تحتَ الشَّمسِ جديدٌ.
10 إنْ وُجِدَ شَيءٌ يُقالُ عنهُ: «انظُرْ. هذا جديدٌ!» فهو منذُ زَمانٍ كانَ في الدُّهورِ الّتي كانتْ قَبلَنا.
11 ليس ذِكرٌ للأوَّلينَ. والآخِرونَ أيضًا الّذينَ سيكونونَ، لا يكونُ لهُمْ ذِكرٌ عِندَ الّذينَ يكونونَ بَعدَهُمْ.
بُطل الحكمة
12 أنا الجامِعَةُ كُنتُ مَلِكًا علَى إسرائيلَ في أورُشَليمَ.
13 ووجَّهتُ قَلبي للسّؤالِ والتَّفتيشِ بالحِكمَةِ عن كُلِّ ما عُمِلَ تحتَ السماواتِ. هو عَناءٌ رَديءٌ جَعَلها اللهُ لبَني البَشَرِ ليَعنوا فيهِ.
14 رأيتُ كُلَّ الأعمالِ الّتي عُمِلَتْ تحتَ الشَّمسِ فإذا الكُلُّ باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.
15 الأعوَجُ لا يُمكِنُ أنْ يُقَوَّمَ، والنَّقصُ لا يُمكِنُ أنْ يُجبَرَ.
16 أنا ناجَيتُ قَلبي قائلًا: «ها أنا قد عَظُمتُ وازدَدتُ حِكمَةً أكثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كانَ قَبلي علَى أورُشَليمَ، وقَدْ رأى قَلبي كثيرًا مِنَ الحِكمَةِ والمَعرِفَةِ».
17 ووجَّهتُ قَلبي لمَعرِفَةِ الحِكمَةِ ولِمَعرِفَةِ الحَماقَةِ والجَهلِ، فعَرَفتُ أنَّ هذا أيضًا قَبضُ الرّيحِ.
18 لأنَّ في كثرَةِ الحِكمَةِ كثرَةُ الغَمِّ، والّذي يَزيدُ عِلمًا يَزيدُ حُزنًا.
بُطل التعب
1 قُلتُ أنا في قَلبي: «هَلُمَّ أمتَحِنُكَ بالفَرَحِ فترَى خَيرًا». وإذا هذا أيضًا باطِلٌ.
2 للضَّحكِ قُلتُ: «مَجنونٌ» ولِلفَرَحِ: «ماذا يَفعَلُ؟».
3 اِفتَكَرتُ في قَلبي أنْ أُعَلِّلَ جَسَدي بالخمرِ، وقَلبي يَلهَجُ بالحِكمَةِ، وأنْ آخُذَ بالحَماقَةِ، حتَّى أرَى ما هو الخَيرُ لبَني البَشَرِ حتَّى يَفعَلوهُ تحتَ السماواتِ مُدَّةَ أيّامِ حَياتِهِمْ.
4 فعَظَّمتُ عَمَلي: بَنَيتُ لنَفسي بُيوتًا، غَرَستُ لنَفسي كُرومًا.
5 عَمِلتُ لنَفسي جَنّاتٍ وفَراديسَ، وغَرَستُ فيها أشجارًا مِنْ كُلِّ نَوْعِ ثَمَرٍ.
6 عَمِلتُ لنَفسي برَكَ مياهٍ لتُسقَى بها المَغارِسُ المُنبِتَةُ الشَّجَرَ.
بُطل التعب
7 قَنَيتُ عَبيدًا وجَواريَ، وكانَ لي وُلدانُ البَيتِ. وكانتْ لي أيضًا قِنيَةُ بَقَرٍ وغَنَمٍ أكثَرَ مِنْ جميعِ الّذينَ كانوا في أورُشَليمَ قَبلي.
8 جَمَعتُ لنَفسي أيضًا فِضَّةً وذَهَبًا وخُصوصيّاتِ المُلوكِ والبُلدانِ. اتَّخَذتُ لنَفسي مُغَنّينَ ومُغَنّياتٍ وتَنَعُّماتِ بَني البَشَرِ، سيِّدَةً وسَيِّداتٍ.
9 فعَظُمتُ وازدَدتُ أكثَرَ مِنْ جميعِ الّذينَ كانوا قَبلي في أورُشَليمَ، وبَقيَتْ أيضًا حِكمَتي مَعي.
10 ومَهما اشتَهَتهُ عَينايَ لَمْ أُمسِكهُ عنهُما. لَمْ أمنَعْ قَلبي مِنْ كُلِّ فرَحٍ، لأنَّ قَلبي فرِحَ بكُلِّ تعَبي. وهذا كانَ نَصيبي مِنْ كُلِّ تعَبي.
11 ثُمَّ التَفَتُّ أنا إلَى كُلِّ أعمالي الّتي عَمِلَتها يَدايَ، وإلَى التَّعَبِ الّذي تعِبتُهُ في عَمَلِهِ، فإذا الكُلُّ باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ، ولا مَنفَعَةَ تحتَ الشَّمسِ.
12 ثُمَّ التَفَتُّ لأنظُرَ الحِكمَةَ والحَماقَةَ والجَهلَ. فما الإنسانُ الّذي يأتي وراءَ المَلِكِ الّذي قد نَصَبوهُ منذُ زَمانٍ؟
13 فرأيتُ أنَّ للحِكمَةِ مَنفَعَةً أكثَرَ مِنَ الجَهلِ، كما أنَّ للنّورِ مَنفَعَةً أكثَرَ مِنَ الظُّلمَةِ.
14 الحَكيمُ عَيناهُ في رأسِهِ، أمّا الجاهِلُ فيَسلُكُ في الظَّلامِ. وعَرَفتُ أنا أيضًا أنَّ حادِثَةً واحِدَةً تحدُثُ لكِلَيهِما.
15 فقُلتُ في قَلبي: «كما يَحدُثُ للجاهِلِ كذلكَ يَحدُثُ أيضًا لي أنا. وإذ ذاكَ، فلماذا أنا أوفَرُ حِكمَةً؟» فقُلتُ في قَلبي: «هذا أيضًا باطِلٌ».
16 لأنَّهُ ليس ذِكرٌ للحَكيمِ ولا للجاهِلِ إلَى الأبدِ. كما منذُ زَمانٍ كذا الأيّامُ الآتيَةُ: الكُلُّ يُنسَى. وكيفَ يَموتُ الحَكيمُ كالجاهِلِ!
17 فكرِهتُ الحياةَ، لأنَّهُ رَديءٌ عِندي، العَمَلُ الّذي عُمِلَ تحتَ الشَّمسِ، لأنَّ الكُلَّ باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.
18 فكرِهتُ كُلَّ تعَبي الّذي تعِبتُ فيهِ تحتَ الشَّمسِ حَيثُ أترُكُهُ للإنسانِ الّذي يكونُ بَعدي.
19 ومَنْ يَعلَمُ، هل يكونُ حَكيمًا أو جاهِلًا، ويَستَوْلي علَى كُلِّ تعَبي الّذي تعِبتُ فيهِ وأظهَرتُ فيهِ حِكمَتي تحتَ الشَّمسِ؟ هذا أيضًا باطِلٌ.
20 فتحَوَّلتُ لكَيْ أجعَلَ قَلبي يَيئَسُ مِنْ كُلِّ التَّعَبِ الّذي تعِبتُ فيهِ تحتَ الشَّمسِ.
21 لأنَّهُ قد يكونُ إنسانٌ تعَبُهُ بالحِكمَةِ والمَعرِفَةِ وبالفَلاحِ، فيَترُكُهُ نَصيبًا لإنسانٍ لَمْ يتعَبْ فيهِ. هذا أيضًا باطِلٌ وشَرٌّ عظيمٌ.
22 لأنَّهُ ماذا للإنسانِ مِنْ كُلِّ تعَبِهِ، ومِنِ اجتِهادِ قَلبِهِ الّذي تعِبَ فيهِ تحتَ الشَّمسِ؟
23 لأنَّ كُلَّ أيّامِهِ أحزانٌ، وعَمَلهُ غَمٌّ. أيضًا باللَّيلِ لا يَستَريحُ قَلبُهُ. هذا أيضًا باطِلٌ هو.
24 ليس للإنسانِ خَيرٌ مِنْ أنْ يأكُلَ ويَشرَبَ ويُريَ نَفسَهُ خَيرًا في تعَبِهِ. رأيتُ هذا أيضًا أنَّهُ مِنْ يَدِ اللهِ.
25 لأنَّهُ مَنْ يأكُلُ ومَنْ يَلتَذُّ غَيري؟
26 لأنَّهُ يؤتي الإنسانَ الصّالِحَ قُدّامَهُ حِكمَةً ومَعرِفَةً وفَرَحًا، أمّا الخاطِئُ فيُعطيهِ شُغلَ الجَمعِ والتَّكويمِ، ليُعطيَ للصّالِحِ قُدّامَ اللهِ. هذا أيضًا باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.
لكل شيء زمان
1 لكُلِّ شَيءٍ زَمانٌ، ولِكُلِّ أمرٍ تحتَ السماواتِ وقتٌ:
2 للوِلادَةِ وقتٌ ولِلموتِ وقتٌ. للغَرسِ وقتٌ ولِقَلعِ المَغروسِ وقتٌ.
3 للقَتلِ وقتٌ ولِلشِّفاءِ وقتٌ. للهَدمِ وقتٌ ولِلبِناءِ وقتٌ.
4 للبُكاءِ وقتٌ ولِلضَّحكِ وقتٌ. للنَّوْحِ وقتٌ ولِلرَّقصِ وقتٌ.
5 لتَفريقِ الحِجارَةِ وقتٌ ولِجَمعِ الحِجارَةِ وقتٌ. للمُعانَقَةِ وقتٌ ولِلِانفِصالِ عن المُعانَقَةِ وقتٌ.
6 للكَسبِ وقتٌ ولِلخَسارَةِ وقتٌ. للصّيانَةِ وقتٌ ولِلطَّرحِ وقتٌ.
7 للتَّمزيقِ وقتٌ ولِلتَّخييطِ وقتٌ. للسُّكوتِ وقتٌ ولِلتَّكلُّمِ وقتٌ.
8 للحُبِّ وقتٌ ولِلبُغضَةِ وقتٌ. للحَربِ وقتٌ ولِلصُّلحِ وقتٌ.
9 فأيُّ مَنفَعَةٍ لمَنْ يتعَبُ مِمّا يتعَبُ بهِ؟
10 قد رأيتُ الشُّغلَ الّذي أعطاهُ اللهُ بَني البَشَرِ ليَشتَغِلوا بهِ.
11 صَنَعَ الكُلَّ حَسَنًا في وقتِهِ، وأيضًا جَعَلَ الأبديَّةَ في قَلبِهِمِ، الّتي بلاها لا يُدرِكُ الإنسانُ العَمَلَ الّذي يَعمَلُهُ اللهُ مِنَ البِدايَةِ إلَى النِّهايَةِ.
12 عَرَفتُ أنَّهُ ليس لهُمْ خَيرٌ، إلّا أنْ يَفرَحوا ويَفعَلوا خَيرًا في حَياتِهِمْ.
13 وأيضًا أنْ يأكُلَ كُلُّ إنسانٍ ويَشرَبَ ويَرَى خَيرًا مِنْ كُلِّ تعَبِهِ، فهو عَطيَّةُ اللهِ.
14 قد عَرَفتُ أنَّ كُلَّ ما يَعمَلُهُ اللهُ أنَّهُ يكونُ إلَى الأبدِ. لا شَيءَ يُزادُ علَيهِ، ولا شَيءَ يُنقَصُ مِنهُ، وأنَّ اللهَ عَمِلهُ حتَّى يَخافوا أمامَهُ.
15 ما كانَ فمِنَ القِدَمِ هو، وما يكونُ فمِنَ القِدَمِ قد كانَ. واللهُ يَطلُبُ ما قد مَضَى.
16 وأيضًا رأيتُ تحتَ الشَّمسِ: مَوْضِعَ الحَقِّ هناكَ الظُّلمُ، ومَوْضِعَ العَدلِ هناكَ الجَوْرُ!
17 فقُلتُ في قَلبي: «اللهُ يَدينُ الصِّدّيقَ والشِّرّيرَ، لأنَّ لكُلِّ أمرٍ ولِكُلِّ عَمَلٍ وقتًا هناكَ».
18 قُلتُ في قَلبي: «مِنْ جِهَةِ أُمورِ بَني البَشَرِ، إنَّ اللهَ يَمتَحِنُهُمْ ليُريَهُمْ أنَّهُ كما البَهيمَةِ هكذا هُم».
19 لأنَّ ما يَحدُثُ لبَني البَشَرِ يَحدُثُ للبَهيمَةِ، وحادِثَةٌ واحِدَةٌ لهُمْ. موتُ هذا كموتِ ذاكَ، ونَسَمَةٌ واحِدَةٌ للكُلِّ. فليس للإنسانِ مَزيَّةٌ علَى البَهيمَةِ، لأنَّ كِلَيهِما باطِلٌ.
20 يَذهَبُ كِلاهُما إلَى مَكانٍ واحِدٍ. كانَ كِلاهُما مِنَ التُّرابِ، وإلَى التُّرابِ يَعودُ كِلاهُما.
21 مَنْ يَعلَمُ روحَ بَني البَشَرِ هل هي تصعَدُ إلَى فوقٍ؟ وروحَ البَهيمَةِ هل هي تنزِلُ إلَى أسفَلَ، إلَى الأرضِ؟
22 فرأيتُ أنَّهُ لا شَيءَ خَيرٌ مِنْ أنْ يَفرَحَ الإنسانُ بأعمالِهِ، لأنَّ ذلكَ نَصيبَهُ. لأنَّهُ مَنْ يأتي بهِ ليَرَى ما سيكونُ بَعدَهُ؟
تعليق
ابحث عن المعنى بدلا من حياة بلا معنى
"لأَنَّهُ مَاذَا لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ، وَمِنِ اجْتِهَادِ قَلْبِهِ الَّذِي تَعِبَ فِيهِ تَحْتَ الشَّمْسِ؟" (22:2). يتكرر هذا التعبير "تحت الشمس" ثمانية وعشرون مرة في هذا السفر. ويستخدم ليصف البحث عن المعنى والذي لا يتحرك أبدا لما وراء هذه الحياة وهذا العالم.
الجامعة عبارة عن قصة شخص يقوم بعملية بحث قلقة عن المعنى. يفتش الكاتب، ممثلا في الملك سليمان منذ 3000 سنة، في جوانب متعددة.
كتبت جويس ماير، "كان سليمان رجلا مشغولا؛ جرّب كل شيء يمكن تجربته وفعل كل ما يمكن فعله، لكن في نهاية خبرته، كان غير شبعان وكانت لديه مرارة ... كان مرهقا، محبطا، ومتضايقا". يُعبّر سفر الجامعة عن بعض من هذه الإحباطات بخصوص الحياة.
يكتب يوجين بيترسون، "لا يتكلم سفر الجامعة بقدر كبير عن الله؛ فالكاتب يترك هذا لأسفار الكتاب المقدس الخمسة والستين الأخرى. لكن كانت مهمته الكشف عن عدم قدرتنا التامة في أن نجد معنىً وكمالا لحياتنا بأنفسنا ... إنه عرض ورفض لكل توقعات متعجرفة وجاهلة تقول بأننا نستطيع أن نعيش حياتنا بأنفسنا وبشروطنا الخاصة".
يجد سليمان أن "كل شيء ممل، ممل تماما – لا أحد يمكنه أن يجد معنى لأي شيء" (8:1، الرسالة). "إذن علام ستحصل من حياة مليئة بالعمل الشاق؟ الألم والحزن من الفجر إلى المساء. ولا ليلة راحة جميلة. لا شيء سوى الدخان" (23:2، الرسالة).
- المدرسة الفكرية
يبدأ يسعى وراء "الحكمة" و"المعرفة" (18:1)، ولكن هذا لا يؤدي إلا إلى "الحزن الكثير" و"المزيد من الحزن" (ع18). "كلما عرفت أكثر، كلما تألمت أكثر" (ع18، الرسالة). لا يحل تراكم الحكمة والمعرفة مشكلة السبب الأهم للقلق – الشعور بفقدان المعنى.
- مذهب المتعة
الهيدونية هي الاعتقاد بأن المتعة هي الخير الرئيسي أو الهدف الصحيح. "قُلْتُ أَنَا فِي قَلْبِي: هَلُمَّ أَمْتَحِنُكَ بِالْفَرَحِ فَتَرَى خَيْرًا. وَإِذَا هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ" (1:2). ويجرّب الهرب من الواقع عن طريق الضحك (ع2). ويجرب الكحوليات – "اِفْتَكَرْتُ فِي قَلْبِي أَنْ أُعَلِّلَ جَسَدِي بِالْخَمْرِ" (ع3). ثم تحول إلى الموسيقى، "مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ" (ع8). ثم جرّب اللذة الجنسية – فوجد أن قانون تناقص اللذة موجود. كلما سعى الناس وراء اللذة، كلما قلت فرص عثورهم عليها.
- المدرسة المادية
المادية هي "الميل لتفضيل الممتلكات المادية على القيم الروحية". فنجده يجرب "أغراضا" متنوعة (ع4). فيقتني ممتلكات وأراضي (ع4-6). لديه رجال ونساء كثيرين يعملون لديه (ع7).
ولديه ممتلكات كثيرة (ع7). ولديه مال كثير: "جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضًا فِضَّةً وَذَهَبًا وَخُصُوصِيَّاتِ الْمُلُوكِ وَالْبُلْدَانِ" (ع8). ويحقق عظمة ونجاحا وشهرة (ع9). ولديه عمل ناجح (ع10). لكن الموت يجعل من كل ذلك البحث أمرا "بلا معنى" (ع16-18).
يثير سفر الجامعة السؤال الذي يجيب عليه العهد الجديد. فالمعنى غير موجود "تحت الشمس"، بل في الابن، ابن الله.
يا رب، أشكرك لأنه في يسوع، أجد الإجابة على القلق من فقدان المعنى. أشكرك لأني فيه أجد السلام والقصد الحقيقيين لحياتي.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا :
جا 1:3
"لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ"
ولكن لا يبدو إنه يوجد وقت كثير للعمل في مشروع الكتاب المقدس في سنة واحدة (رغم إنني في إجازة!)
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Eugene Peterson, The Message, 'Introduction to Ecclesiastes' (NavPress, 1993), p.882.
Joyce Meyer, The Everyday Life Bible (Faithwords, 2018) p.1017.
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.