"قصد الله به خيرا"
المقدمة
في عام 1947، كان حلم حياة الشاب جلين تشامبرز من نيويورك أن يخدم الله في الإكوادور. في المطار في يوم الرحيل، أراد أن يرسل رسالة لأمه ولكن لم يكن عنده الوقت ليشتري بطاقة ليكتب عليها رسالته. ولاحظ قطعة من الورق على أرضية المطار والتقطها. تبين أنها كانت ورقة إعلان مكتوب عليه "لماذا؟" على كل الورقة. فكتب رسالته بسرعة حول كلمة "لماذا؟" ثم وضعها في صندوق البريد. في هذه الليلة انفجرت طائرته إثر اصطدامها بقمة جبال التابلازو الكولومبية والتي يبلغ ارتفاعها 14 ألف قدم (حوالي 4200 متر). عندما تلقت أمه الرسالة بعد خبر وفاته قفز إلى وجهها السؤال من الصفحة مشعلا قلبها ... "لماذا؟"
لم يسمح الله بمعاناة كهذه؟ إننا نتواجه دائما بالألم. إنه يغضبنا ويحيرنا. إنه التحدي الأعظم الوحيد للإيمان المسيحي. يبدو كمّ الألم وتوزيعه أنه عشوائيا وغير عادل.
صارع الفلاسفة واللاهوتيون لقرون مع سر الألم الذي لا يستحقه من يعانيه، ولم يخرج أي منهم بحل بسيط وكامل. قراءاتت اليوم وغدا هي فقط جزء من الإجابة، ولكن تعطينا كل منها شيء من التبصر بخصوص الموضوع.
نرى في فقرات اليوم أنه بالرغم من أن الألم ليس جيد في ذاته أبدا، إلا أن الله قادر أن يستخدمه للخير بطرق متعددة. الله يحبك. ألمك هو أيضا ألم الله. إنه يتألم بجوارك. إلا أنه لا يزيل الألم من حياتك دائما ببساطة؛ أحيانا يستخدم الأشياء السيئة التي تحدث ليحقق أهدافه الصالحة.
المَزاميرُ 15:1-5
مَزمورٌ لداوُدَ
1 يا رَبُّ، مَنْ يَنزِلُ في مَسكَنِكَ؟ مَنْ يَسكُنُ في جَبَلِ قُدسِكَ؟
2 السّالِكُ بالكَمالِ، والعامِلُ الحَقَّ، والمُتَكلِّمُ بالصِّدقِ في قَلبِهِ.
3 الّذي لا يَشي بلِسانِهِ، ولا يَصنَعُ شَرًّا بصاحِبِهِ، ولا يَحمِلُ تعييرًا علَى قريبِهِ.
4 والرَّذيلُ مُحتَقَرٌ في عَينَيهِ، ويُكرِمُ خائفي الرَّبِّ. يَحلِفُ للضَّرَرِ ولا يُغَيِّرُ.
5 فِضَّتُهُ لا يُعطيها بالرِّبا، ولا يأخُذُ الرِّشوَةَ علَى البَريءِ. الّذي يَصنَعُ هذا لا يتَزَعزَعُ إلَى الدَّهرِ.
تعليق
يستخدم الله الألم ليغيّرك
هل توجد أوقات في حياتك شعرت فيها، بسبب الظروف، أنك مهتز؟ أوقات فقدت فيها قوة تحملك وشعرت بأنك مجرب بأن تستسلم؟
يذكرنا مزمور اليوم أنك "لا تتزعزع أبدا" (ع5)، حتى في أوقات الألم. يصف داود نوعية الحياة التي قصد لك الله أن تحياها. الخطوط الإرشادية التي يقدمها هي أمور يمكنك التمسك بها أثناء الأوقات الصعبة:
تصرف بشكل سليم
اسع أن تسير بلا لوم وأن تفعل الصواب (ع2أ).
قل الحقيقة
"قل الحقيقة من قلبك (ع2ب)
لا تمارس النميمة
لا تدع "الافتراء" يأتي من لسانك (ع3).
لا تجرح جارك
لا "تفعل السوء بجيرانك" (ع3).
التزم بكلامك
التزم بوعودك "حتى عندما يؤلمك هذا" (ع4ب). يعني هذا فعل ما التزمت أن تفعله أيا كان حتى عندما لا يناسبك هذا (وهو تحدٍّ خاص لجيلنا الحالي، عندما يمكن لرسالة نصية بسيطة أن تلغي أي ترتيب مسبق في أي لحظة).
كن كريما
إن أقرضت مالا لا تضع عليه ربحا (ع5أ)
كن أمينا
لا تأخذ "الرشوة" أبدا (ع5ب).
بينما تتشكل شخصيتنا أكثر وأكثر بحسب هذه الوصفة، يتضاءل التأثير الهدام للمواقف الصعبة والألم علينا. بحسب ما يلاحظ المرنم، "الَّذِي يَصْنَعُ هَذَا لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ" (ع5ج) وأنت ستسكن في مسكن الرب (ع1أ).
وبينما تقود أوقات الألم لتشكيل الشخصية، هكذا يقود تشكيل الشخصية لمعرفة الرجاء الآمن واختبار محبة الله (رو3:5-5). الرجاء والمحبة هما أعظم قوتان يمكنك معرفتهما لحفظ التوازن في وجه الألم والشك.
صلاة
أشكرك يا رب لأنك تقبلني كما أنا، ولكنك لا تريدني أن أبقى هكذا. ساعدني لأحيا حياة مقدسة. ساعدني لأرى التجارب والصعوبات التي أواجهها كجزء من تشكيل شخصيتي.
مَتَّى 17:14-18:9
شفاء غلام به شيطان
14 ولَمّا جاءوا إلَى الجَمعِ تقَدَّمَ إليهِ رَجُلٌ جاثيًا لهُ
15 وقائلًا: «يا سيِّدُ، ارحَمِ ابني فإنَّهُ يُصرَعُ ويَتألَّمُ شَديدًا، ويَقَعُ كثيرًا في النّارِ وكثيرًا في الماءِ.
16 وأحضَرتُهُ إلَى تلاميذِكَ فلَمْ يَقدِروا أنْ يَشفوهُ».
17 فأجابَ يَسوعُ وقالَ: «أيُّها الجيلُ غَيرُ المؤمِنِ، المُلتَوي، إلَى مَتَى أكونُ معكُم؟ إلَى مَتَى أحتَمِلُكُمْ؟ قَدِّموهُ إلَيَّ ههنا!».
18 فانتَهَرَهُ يَسوعُ، فخرجَ مِنهُ الشَّيطانُ. فشُفيَ الغُلامُ مِنْ تِلكَ السّاعَةِ.
19 ثُمَّ تقَدَّمَ التلاميذُ إلَى يَسوعَ علَى انفِرادٍ وقالوا: «لماذا لَمْ نَقدِرْ نَحنُ أنْ نُخرِجَهُ؟».
20 فقالَ لهُمْ يَسوعُ: «لعَدَمِ إيمانِكُمْ. فالحَقَّ أقولُ لكُمْ: لو كانَ لكُمْ إيمانٌ مِثلُ حَبَّةِ خَردَلٍ لكُنتُمْ تقولونَ لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ مِنْ هنا إلَى هناكَ فيَنتَقِلُ، ولا يكونُ شَيءٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدَيكُمْ.
21 وأمّا هذا الجِنسُ فلا يَخرُجُ إلّا بالصَّلاةِ والصَّوْمِ».
22 وفيما هُم يتَرَدَّدونَ في الجَليلِ قالَ لهُمْ يَسوعُ: «ابنُ الإنسانِ سوفَ يُسَلَّمُ إلَى أيدي النّاسِ
23 فيَقتُلونَهُ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ». فحَزِنوا جِدًّا.
ضريبة الهيكل
24 ولَمّا جاءوا إلَى كفرَناحومَ تقَدَّمَ الّذينَ يأخُذونَ الدِّرهَمَينِ إلَى بُطرُسَ وقالوا: «أما يوفي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرهَمَينِ؟».
25 قالَ: «بَلَى». فلَمّا دَخَلَ البَيتَ سبَقَهُ يَسوعُ قائلًا: «ماذا تظُنُّ يا سِمعانُ؟ مِمَّنْ يأخُذُ مُلوكُ الأرضِ الجِبايَةَ أو الجِزيَةَ، أمِنْ بَنيهِمْ أم مِنَ الأجانِبِ؟».
26 قالَ لهُ بُطرُسُ: «مِنَ الأجانِبِ». قالَ لهُ يَسوعُ: «فإذًا البَنونَ أحرارٌ.
27 ولكن لئَلّا نُعثِرَهُمُ، اذهَبْ إلَى البحرِ وألقِ صِنّارَةً، والسَّمَكَةُ الّتي تطلُعُ أوَّلًا خُذها، ومَتَى فتحتَ فاها تجِدْ إستارًا، فخُذهُ وأعطِهِمْ عَنّي وعَنكَ».
الأعظم في ملكوت السماوات
1 في تِلكَ السّاعَةِ تقَدَّمَ التلاميذُ إلَى يَسوعَ قائلينَ: «فمَنْ هو أعظَمُ في ملكوتِ السماواتِ؟».
2 فدَعا يَسوعُ إليهِ ولَدًا وأقامَهُ في وسطِهِم
3 وقالَ: «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لَمْ ترجِعوا وتَصيروا مِثلَ الأولادِ فلن تدخُلوا ملكوتَ السماواتِ.
4 فمَنْ وضَعَ نَفسَهُ مِثلَ هذا الوَلَدِ فهو الأعظَمُ في ملكوتِ السماواتِ.
5 ومَنْ قَبِلَ ولَدًا واحِدًا مِثلَ هذا باسمي فقد قَبِلَني.
6 ومَنْ أعثَرَ أحَدَ هؤُلاءِ الصِّغارِ المؤمِنينَ بي فخَيرٌ لهُ أنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى ويُغرَقَ في لُجَّةِ البحرِ.
7 ويلٌ للعالَمِ مِنَ العَثَراتِ! فلا بُدَّ أنْ تأتيَ العَثَراتُ، ولكن ويلٌ لذلكَ الإنسانِ الّذي بهِ تأتي العَثرَةُ!
8 فإنْ أعثَرَتكَ يَدُكَ أو رِجلُكَ فاقطَعها وألقِها عنكَ. خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ أعرَجَ أو أقطَعَ مِنْ أنْ تُلقَى في النّارِ الأبديَّةِ ولكَ يَدانِ أو رِجلانِ.
9 وإنْ أعثَرَتكَ عَينُكَ فاقلَعها وألقِها عنكَ. خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ أعوَرَ مِنْ أنْ تُلقَى في جَهَنَّمِ النّارِ ولكَ عَينانِ.
تعليق
يستخدم الله الألم ليخلصك
أتى يسوع ليتعامل مع الألم (22:17-23)، وليزيل كل الألم بالتمام، من خلال الصليب والقيامة.
يقع ألم الله على الصليب في قلب الكون كله: "«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُواجِدّاً" (ع22-23).لم يفهم التلاميذ أن ما قصده البشر للشر، قصد به الله الخير – تخليص حياة كثيرين. يمكنك أن تقول أن يسوع "خسر المعركة ليكسب الحرب".
ما قصد به الشيطان الشر، قصد به الله الخير. لقد كان قادراً أن يأخذ أعظم شر تم ارتكابه (قتل ابن الله) ويستخدمه لأجل أعظم خير (خلاص الجنس البشري).
شفاء الصبي المصروع (ع18) هو لمحة مسبقة عن الزمن الذي لن يكون فيه المزيد من المرض أو المعاناة. يعني موت وقيامة يسوع أنه لا أحد يحتاج "أَنْ يلْقَى فِي جَهَنَّمَ النَّارِ" (9:18).
كيف ينبغي أن نتجاوب؟
تحل بالإيمان
يوجد الكثير من الألم في العالم. نرى في هذه الفقرة معاناة رهيبة (15:17) لولد مريض والمعاناة الناتجة عن هذا للأب. في هذه الحالة بالذات، جاءت عدم قدرة التلاميذ على الشفاء من عدم إيمانهم (رغم أنه لم تكن هذه هي الحالة دائما– صلى بعض الأشخاص لأجل الشفاء بإيمان ضخم ولكن بدون نتائج واضحة). يقول يسوع إنه لو كان لديك ولو قدر ضئيل جدا من الإيمان فسيمكنك أن تحرك الجبال. "وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ" (ع20).
لا تتسبب في موقف متشدد غير ضروري
يوضح يسوع برغم من أنه معفى من دفع ضريبة الهيكل (بيت الله) لأنه ابن الله، إلا أنه يدفع بصورة معجزية لبطرس ولأجل نفسه، "لئلا نعثرهم" (ع27). رغم أن يسوع كان مستعدا أن يأخذ موقفا شديدا إذا لزم الأمر، إلا أنه لم يرد أن يتسبب في موقف متشدد لا لزوم له.
ضع نفسك (تصرف باتضاع)
لا تتعلق العظمة في ملكوت السموات بالإنجازات؛ إنها تتعلق بأن تضع نفسك مثل الطفل (4:18).
كن متطرفا (بصورة إيجابية)
يدعونا يسوع أن نكون بلا رحمة في قطع الخطية من حياتنا (ع7-9).
صلاة
أشكرك يا رب لأنه في قلب الكون يقع الحدث الذي حولت عنده الشر إلى خير. إنني أضع ثقتي فيك. إنني أعتمد عليك.
التَّكوينُ 49:1-50:26
يعقوب يبارك بنيه
1 ودَعا يعقوبُ بَنيهِ وقالَ: «اجتَمِعوا لأُنبِئَكُمْ بما يُصيبُكُمْ في آخِرِ الأيّامِ.
2 اجتَمِعوا واسمَعوا يا بَني يعقوبَ، واصغَوْا إلَى إسرائيلَ أبيكُمْ:
3 رأوبَينُ، أنتَ بكري، قوَّتي وأوَّلُ قُدرَتي، فضلُ الرِّفعَةِ وفَضلُ العِزِّ.
4 فائرًا كالماءِ لا تتَفَضَّلُ، لأنَّكَ صَعِدتَ علَى مَضجَعِ أبيكَ. حينَئذٍ دَنَّستَهُ. علَى فِراشي صَعِدَ.
5 شِمعونُ ولاوي أخَوانِ، آلاتُ ظُلمٍ سُيوفُهُما.
6 في مَجلِسِهِما لا تدخُلُ نَفسي. بمَجمَعِهِما لا تتَّحِدُ كرامَتي. لأنَّهُما في غَضَبِهِما قَتَلا إنسانًا، وفي رِضاهُما عَرقَبا ثَوْرًا.
7 مَلعونٌ غَضَبُهُما فإنَّهُ شَديدٌ، وسَخَطُهُما فإنَّهُ قاسٍ. أُقَسِّمُهُما في يعقوبَ، وأُفَرِّقُهُما في إسرائيلَ.
8 يَهوذا، إيّاكَ يَحمَدُ إخوَتُكَ، يَدُكَ علَى قَفا أعدائكَ، يَسجُدُ لكَ بَنو أبيكَ.
9 يَهوذا جَروُ أسَدٍ، مِنْ فريسَةٍ صَعِدتَ يا ابني، جَثا ورَبَضَ كأسَدٍ وكلَبوَةٍ. مَنْ يُنهِضُهُ؟
10 لا يَزولُ قَضيبٌ مِنْ يَهوذا ومُشتَرِعٌ مِنْ بَينِ رِجلَيهِ حتَّى يأتيَ شيلونُ ولهُ يكونُ خُضوعُ شُعوبٍ.
11 رابِطًا بالكَرمَةِ جَحشَهُ، وبالجَفنَةِ ابنَ أتانِهِ، غَسَلَ بالخمرِ لباسَهُ، وبدَمِ العِنَبِ ثَوْبَهُ.
12 مُسوَدُّ العَينَينِ مِنَ الخمرِ، ومُبيَضُّ الأسنانِ مِنَ اللَّبَنِ.
13 زَبولونُ، عِندَ ساحِلِ البحرِ يَسكُنُ، وهو عِندَ ساحِلِ السُّفُنِ، وجانِبُهُ عِندَ صَيدونَ.
14 يَسّاكَرُ، حِمارٌ جَسيمٌ رابِضٌ بَينَ الحَظائرِ.
15 فرأى المَحَلَّ أنَّهُ حَسَنٌ، والأرضَ أنَّها نَزِهَةٌ، فأحنَى كتِفَهُ للحِملِ وصارَ للجِزيَةِ عَبدًا.
16 دانُ، يَدينُ شَعبَهُ كأحَدِ أسباطِ إسرائيلَ.
17 يكونُ دانُ حَيَّةً علَى الطريقِ، أُفعوانًا علَى السَّبيلِ، يَلسَعُ عَقِبَيِ الفَرَسِ فيَسقُطُ راكِبُهُ إلَى الوَراءِ.
18 لخَلاصِكَ انتَظَرتُ يا رَبُّ.
19 جادُ، يَزحَمُهُ جَيشٌ، ولكنهُ يَزحَمُ مؤَخَّرَهُ.
20 أشيرُ، خُبزُهُ سمينٌ وهو يُعطي لَذّاتِ مُلوكٍ.
21 نَفتالي، أيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعطي أقوالًا حَسَنَةً.
22 يوسُفُ، غُصنُ شَجَرَةٍ مُثمِرَةٍ، غُصنُ شَجَرَةٍ مُثمِرَةٍ علَى عَينٍ. أغصانٌ قد ارتَفَعَتْ فوقَ حائطٍ.
23 فمَرَّرَتهُ ورَمَتهُ واضطَهَدَتهُ أربابُ السِّهامِ.
24 ولكن ثَبَتَتْ بمَتانَةٍ قَوْسُهُ، وتَشَدَّدَتْ سواعِدُ يَدَيهِ. مِنْ يَدَيْ عَزيزِ يعقوبَ، مِنْ هناكَ، مِنَ الرّاعي صَخرِ إسرائيلَ،
25 مِنْ إلهِ أبيكَ الّذي يُعينُكَ، ومِنَ القادِرِ علَى كُلِّ شَيءٍ الّذي يُبارِكُكَ، تأتي بَرَكاتُ السماءِ مِنْ فوقُ، وبَرَكاتُ الغَمرِ الرّابِضِ تحتُ. بَرَكاتُ الثَّديَينِ والرَّحِمِ.
26 بَرَكاتُ أبيكَ فاقَتْ علَى بَرَكاتِ أبَوَيَّ. إلَى مُنيَةِ الآكامِ الدَّهريَّةِ تكونُ علَى رأسِ يوسُفَ، وعلَى قِمَّةِ نَذيرِ إخوَتِهِ.
27 بَنيامينُ ذِئبٌ يَفتَرِسُ. في الصّباحِ يأكُلُ غَنيمَةً، وعِندَ المساءِ يُقَسِّمُ نَهبًا».
28 جميعُ هؤُلاءِ هُم أسباطُ إسرائيلَ الِاثنا عشَرَ. وهذا ما كلَّمَهُمْ بهِ أبوهُم وبارَكَهُمْ. كُلُّ واحِدٍ بحَسَبِ بَرَكَتِهِ بارَكَهُمْ.
موت يعقوب
29 وأوصاهُمْ وقالَ لهُمْ: «أنا أنضَمُّ إلَى قَوْمي. اِدفِنوني عِندَ آبائي في المَغارَةِ الّتي في حَقلِ عِفرونَ الحِثّيِّ.
30 في المَغارَةِ الّتي في حَقلِ المَكفيلَةِ، الّتي أمامَ مَمرا في أرضِ كنعانَ، الّتي اشتَراها إبراهيمُ مع الحَقلِ مِنْ عِفرونَ الحِثّيِّ مُلكَ قَبرٍ.
31 هناكَ دَفَنوا إبراهيمَ وسارَةَ امرأتَهُ. هناكَ دَفَنوا إسحاقَ ورِفقَةَ امرأتَهُ، وهناكَ دَفَنتُ لَيئَةَ.
32 شِراءُ الحَقلِ والمَغارَةِ الّتي فيهِ كانَ مِنْ بَني حِثَّ».
33 ولَمّا فرَغَ يعقوبُ مِنْ توصيَةِ بَنيهِ ضَمَّ رِجلَيهِ إلَى السَّريرِ، وأسلَمَ الرّوحَ وانضَمَّ إلَى قَوْمِهِ.
1 فوَقَعَ يوسُفُ علَى وجهِ أبيهِ وبَكَى علَيهِ وقَبَّلهُ.
2 وأمَرَ يوسُفُ عَبيدَهُ الأطِبّاءَ أنْ يُحَنِّطوا أباهُ. فحَنَّطَ الأطِبّاءُ إسرائيلَ.
3 وكمُلَ لهُ أربَعونَ يومًا، لأنَّهُ هكذا تكمُلُ أيّامُ المُحَنَّطينَ. وبَكَى علَيهِ المِصريّونَ سبعينَ يومًا.
4 وبَعدَ ما مَضَتْ أيّامُ بُكائهِ كلَّمَ يوسُفُ بَيتَ فِرعَوْنَ قائلًا: «إنْ كُنتُ قد وجَدتُ نِعمَةً في عُيونِكُمْ، فتكلَّموا في مَسامِعِ فِرعَوْنَ قائلينَ:
5 أبي استَحلَفَني قائلًا: ها أنا أموتُ. في قَبريَ الّذي حَفَرتُ لنَفسي في أرضِ كنعانَ هناكَ تدفِنُني، فالآنَ أصعَدُ لأدفِنَ أبي وأرجِعُ».
6 فقالَ فِرعَوْنُ: «اصعَدْ وادفِنْ أباكَ كما استَحلَفَكَ».
7 فصَعِدَ يوسُفُ ليَدفِنَ أباهُ، وصَعِدَ معهُ جميعُ عَبيدِ فِرعَوْنَ، شُيوخُ بَيتِهِ وجميعُ شُيوخِ أرضِ مِصرَ،
8 وكُلُّ بَيتِ يوسُفَ وإخوَتُهُ وبَيتُ أبيهِ، غَيرَ أنهُم ترَكوا أولادَهُمْ وغَنَمَهُمْ وبَقَرَهُمْ في أرضِ جاسانَ.
9 وصَعِدَ معهُ مَركَباتٌ وفُرسانٌ، فكانَ الجَيشُ كثيرًا جِدًّا.
10 فأتَوْا إلَى بَيدَرِ أطادَ الّذي في عَبرِ الأُردُنِّ وناحوا هناكَ نَوْحًا عظيمًا وشَديدًا جِدًّا، وصَنَعَ لأبيهِ مَناحَةً سبعَةَ أيّامٍ.
11 فلَمّا رأى أهلُ البِلادِ الكَنعانيّونَ المَناحَةَ في بَيدَرِ أطادَ قالوا: «هذِهِ مَناحَةٌ ثَقيلَةٌ للمِصريّينَ». لذلكَ دُعيَ اسمُهُ «آبَلَ مِصرايِمَ». الّذي في عَبرِ الأُردُنِّ.
12 وفَعَلَ لهُ بَنوهُ هكذا كما أوصاهُمْ:
13 حَمَلهُ بَنوهُ إلَى أرضِ كنعانَ ودَفَنوهُ في مَغارَةِ حَقلِ المَكفيلَةِ، الّتي اشتَراها إبراهيمُ مع الحَقلِ مُلكَ قَبرٍ مِنْ عِفرونَ الحِثّيِ أمامَ مَمرا.
14 ثُمَّ رَجَعَ يوسُفُ إلَى مِصرَ هو وإخوَتُهُ وجميعُ الّذينَ صَعِدوا معهُ لدَفنِ أبيهِ بَعدَ ما دَفَنَ أباهُ.
يوسف يُطمئن إخوته
15 ولَمّا رأى إخوَةُ يوسُفَ أنَّ أباهُمْ قد ماتَ، قالوا: «لَعَلَّ يوسُفَ يَضطَهِدُنا ويَرُدُّ علَينا جميعَ الشَّرِّ الّذي صَنَعنا بهِ».
16 فأوَصَوْا إلَى يوسُفَ قائلينَ: «أبوكَ أوصَى قَبلَ موتِهِ قائلًا:
17 هكذا تقولونَ ليوسُفَ: آهِ! اصفَحْ عن ذَنبِ إخوَتِكَ وخَطيَّتِهِمْ، فإنَّهُمْ صَنَعوا بكَ شَرًّا. فالآنَ اصفَحْ عن ذَنبِ عَبيدِ إلهِ أبيكَ». فبَكَى يوسُفُ حينَ كلَّموهُ.
18 وأتَى إخوَتُهُ أيضًا ووقَعوا أمامَهُ وقالوا: «ها نَحنُ عَبيدُكَ».
19 فقالَ لهُمْ يوسُفُ: «لا تخافوا. لأنَّهُ هل أنا مَكانَ اللهِ؟
20 أنتُمْ قَصَدتُمْ لي شَرًّا، أمّا اللهُ فقَصَدَ بهِ خَيرًا، لكَيْ يَفعَلَ كما اليومَ، ليُحييَ شَعبًا كثيرًا.
21 فالآنَ لا تخافوا. أنا أعولُكُمْ وأولادَكُمْ». فعَزّاهُمْ وطَيَّبَ قُلوبَهُمْ.
موت يوسف
22 وسَكَنَ يوسُفُ في مِصرَ هو وبَيتُ أبيهِ، وعاشَ يوسُفُ مِئَةً وعشَرَ سِنينَ.
23 ورأى يوسُفُ لأفرايِمَ أولادَ الجيلِ الثّالِثِ. وأولادُ ماكيرَ بنِ مَنَسَّى أيضًا وُلِدوا علَى رُكبَتَيْ يوسُفَ.
24 وقالَ يوسُفُ لإخوَتِهِ: «أنا أموتُ، ولكن اللهَ سيَفتَقِدُكُمْ ويُصعِدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأرضِ إلَى الأرضِ الّتي حَلَفَ لإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ».
25 واستَحلَفَ يوسُفُ بَني إسرائيلَ قائلًا: «اللهُ سيَفتَقِدُكُمْ فتُصعِدونَ عِظامي مِنْ هنا».
26 ثُمَّ ماتَ يوسُفُ وهو ابنُ مِئَةٍ وعشَرِ سِنينَ، فحَنَّطوهُ ووُضِعَ في تابوتٍ في مِصرَ.
تعليق
يستخدم الله الألم لأغراضه الجيدة
مهما كان الشر الذي يخططه الناس – أو حتى الشيطان – ضدك، فالله قادر أن يستخدمه لأجل أغراضه الحسنة: لأجل خيرك أنت ولأجل فائدة الآخرين الذين سيتباركون من خلال حياتك وخدمتك.
بينما وصل يعقوب لنهاية حياته، بارك أبناءه. فبارك يهوذا بالنصر والرخاء والقيادة. كان مقدراً ليهوذا أن يصير أقوى سبط في جنوب إسرائيل وقدّم، في شخص داود، ملك الأمة كلها. نرى هنا ظل مسبق ليسوع: "لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ" (10:49). فيما بعد سنقرأ أنه، "يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيل" (عد17:24). يستخدم يعقوب صورة الأسد (تك9:49). يوصف يسوع بأنه "الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ" (رؤ5:5).
ومضي يعقوب يبارك يوسف، "الكرمة المثمرة" (تك22:49). فقد مر بمصاعب وهجمات، "فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام" (ع23). لكن الله استخدم كل هذا للخير. كان يوسف ناجحا لأن يدي الله كانت عليه وحولت الشر لبركة (20:50).
عندما مات يعقوب، قلق أخوة يوسف من أن ينتقم لأجل كل الأخطاء التي فعلوها به (ع15). ولكن قال يوسف لهم، "لاتَخَافُوا. لأنَّهُ هَلْ أنَا مَكَانَ اللهِ؟ أنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّا أمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْبا كَثِيرا. فَالْآنَ لاتَخَافُوا. انَا أعُولُكُمْ وَاوْلادَكُمْ». فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ" (ع19-21).
يكتب ر. ت. كندل، "بالنسبة ليوسف، ربما فعلت له التبرئة الفورية شيئا في تلك اللحظة؛ ولكنها ما كانت ستفعل أي شيء لملكوت الله. عندما تُساء معاملتنا بأي صورة علينا أن ندرك أن معاناتنا لها مضامين عميقة وواسعة بالنسبة لملكوت الله الأوسع والأعظم. توجد أسباب خفية للمعاناة المستمرة. من يعرف ماذا سيفعل الله بحياتك إن أخذت سوء المعاملة بوقار؟
انظر يد الله في كل شيء يحدث لك – الجيد والسيئ.انظر لكل شيء بعيون الإيمان. افهم كل شيء كجزء من خطة الله ليخرج الخير من الشر (بالضبط كما فعل من خلال موت يسوع على الصليب).
وعْد العهد الجديد هو أن الله سيستخدم كل شيء يحدث لك للخير. بينما تواجه التجارب والامتحانات والصراعات والصعوبات، يطمئنك العهد الجديد أن "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو28:8).
صلاة
ساعدني يا رب لكي أغفر بالتمام لمن أذوني بأي طريقة. ساعدني لأرى يدك في كل شيء يحدث لي – سواء كان جيدا أو سيئا. أشكرك لأنك في كل شيء تعمل لأجل خير محبيك.
تعليق من بيبا
مت20:17
"إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ".
لا يبدو هذا كثيرا جدا. لابد وأن هذا ممكن. لا زالت توجد جبال كبيرة في قائمة صلاتي ولا تبدو أنها تحركت. يعد هذا تشجيعاً لأستمر في الصلاة، حتى من أجل الأشياء الكبيرة.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
For a wider discussion about suffering, see Nicky Gumbel’s booklet: Why Does God Allow Suffering?
It is also available in chapter 1 of Nicky Gumbel’s book Searching Issues.
R. T. Kendall, God Meant it for Good, (Paternoster Press, 2003) p.62
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.