عشرة أسباب لتعطي بكرم
المقدمة
كان ميك هوكنز أكرم شخص قابلته في حياتي. كان يعطي دائما ودائما يعرض ان يدفع في كل شيء. ظننا إنه لابد أن يكون غنيا جدا. في الواقع، لم يكن كذلك. لكنه كان فقط كريما جدا. لقد فاضت حياته بالشكر لنعمة الله. وهذا فتح قلبه ومحفظته بطريقة ألهمت كل من عرفه.
أريد أن أكون مثل ميك. أتوق أن تكون كنيسة يسوع المسيح مليئة بأشخاص مثله لأن، كما نرى في فقرة اليوم، النعمة والشكر والكرم مرتبطين ببعضهم البعض بصورة وثيقة جدا.
المَزاميرُ 106:1-15
المَزمورُ المِئَةُ والسّادِسُ
1 هَلِّلويا. اِحمَدوا الرَّبَّ لأنَّهُ صالِحٌ، لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ.
2 مَنْ يتَكلَّمُ بجَبَروتِ الرَّبِّ؟ مَنْ يُخبِرُ بكُلِّ تسابيحِهِ؟
3 طوبَى للحافِظينَ الحَقَّ ولِلصّانِعِ البِرَّ في كُلِّ حينٍ.
4 اذكُرني يا رَبُّ برِضا شَعبِكَ. تعَهَّدني بخَلاصِكَ،
5 لأرَى خَيرَ مُختاريكَ. لأفرَحَ بفَرَحِ أُمَّتِكَ. لأفتَخِرَ مع ميراثِكَ.
6 أخطأنا مع آبائنا. أسأنا وأذنَبنا.
7 آباؤُنا في مِصرَ لَمْ يَفهَموا عَجائبَكَ. لَمْ يَذكُروا كثرَةَ مَراحِمِكَ، فتمَرَّدوا عِندَ البحرِ، عِندَ بحرِ سوفٍ.
8 فخَلَّصَهُمْ مِنْ أجلِ اسمِهِ، ليُعَرِّفَ بجَبَروتِهِ.
9 وانتَهَرَ بحرَ سوفٍ فيَبِسَ، وسَيَّرَهُمْ في اللُّجَجِ كالبَرّيَّةِ.
10 وخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ المُبغِضِ، وفَداهُمْ مِنْ يَدِ العَدوِّ.
11 وغَطَّتِ المياهُ مُضايِقيهِمْ. واحِدٌ مِنهُمْ لَمْ يَبقَ.
12 فآمَنوا بكلامِهِ. غَنَّوْا بتسبيحِهِ.
13 أسرَعوا فنَسوا أعمالهُ. لَمْ يَنتَظِروا مَشورَتَهُ.
14 بل اشتَهَوْا شَهوَةً في البَرّيَّةِ، وجَرَّبوا اللهَ في القَفرِ.
15 فأعطاهُمْ سؤلهُمْ، وأرسَلَ هُزالًا في أنفُسِهِمْ.
تعليق
أشكر الرب على النعمة بعبادتك
عندما نبدأ نختبر نعمة الله، يكون العرفان هو رد الفعل الطبيعي والملائم. نجد المرنم وقد غمره شعور بالعرفان ويقدم العبادة لله، فيقول، "هَلِّلُويَا. اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ" (ع1).
ويتابع قائلا، "أَخْطَأْنَا مَعَ آبَائِنَا. أَسَأْنَا وَأَذْنَبْنَا. آبَاؤُنَا فِي مِصْرَ لَمْ يَفْهَمُوا عَجَائِبَكَ. لَمْ يَذْكُرُوا كَثْرَةَ مَرَاحِمِكَ" (ع6-7). لقد "تمردوا" على الله (ع7).
منذ سنوات مضت، كتبت بجوار هذا المزمور في هامش كتابي المقدس: "أتساءل في بعض الأحيان ما إذا كنت أخطئ أكثر من أي مسيحي آخر ... كيف يمكن لله أن يستمر في الغفران هكذا؟" إن كنت تشعر أحيانا بهذا الشعور، فلست وحدك.
لكن، تبدأ الآية التالية بكلمة "ولكن". هذه هي النعمة. برغم كل شيء:
- "فَخَلَّصَهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (ع8)
- "وَسَيَّرَهُمْ" (قادهم) (ع9)
- "وَفَدَاهُمْ" (ع10).
نتيجة لنعمة الله الرائعة، "فَآمَنُوا بِكَلاَمِهِ. غَنَّوْا بِتَسْبِيحِهِ" (ع12). ولكن "أَسْرَعُوا فَنَسُوا أَعْمَالَهُ. لَمْ يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ" (ع13).
مرة أخرى، كتبت في هامش كتابي: "هذا هو تاريخ حياتي المسيحية – ليوم أو اثنين، أو حتى أسبوع أو اثنين، اصدق وعوده وأغني بتسابيحه ... لكنني سريعا أخرج وأنسى ما فعله وأفشل في انتظار مشورته، أو في طلب نصيحته بخصوص أي شيء".
دعونا لا نكون كما كانوا – شاكين في كل خطوة نخطوها في الطريق ودائما يريدون ما ليس لديهم (ع14). فقد "اشْتَهَوْا شَهْوَةً" (ع14) "فَأَعْطَاهُمْ (الله) سُؤْلَهُمْ، وَأَرْسَلَ هُزَالاً فِي أَنْفُسِهِمْ" (ع15). أحيانا يقول الله "لتكن مشيئتكم" ويعطي للناس ما يطلبونه، حتى ولو لم يكن أفضل شيء بالنسبة لهم. بدلا من الاشتياق إلى المزيد من عطاياه، تمتع بالله واشكره من أجل ما لديك بسبب نعمته ولطفه من نحوك.
يا رب، أشكرك من أجل نعمتك وغفرانك المذهلين – لأنك فديتني وتقودني. ساعدني حتى أصدق وعودك وأغني بتسبيحك وألا أنسى ما فعلته لأجلي
كورِنثوس الثّانيةُ 9:6-15
6 هذا وإنَّ مَنْ يَزرَعُ بالشُّحِّ فبالشُّحِّ أيضًا يَحصُدُ، ومَنْ يَزرَعُ بالبَرَكاتِ فبالبَرَكاتِ أيضًا يَحصُدُ.
7 كُلُّ واحِدٍ كما يَنوي بقَلبِهِ، ليس عن حُزنٍ أو اضطِرارٍ. لأنَّ المُعطيَ المَسرورَ يُحِبُّهُ اللهُ.
8 واللهُ قادِرٌ أنْ يَزيدَكُمْ كُلَّ نِعمَةٍ، لكَيْ تكونوا ولكُمْ كُلُّ اكتِفاءٍ كُلَّ حينٍ في كُلِّ شَيءٍ، تزدادونَ في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ.
9 كما هو مَكتوبٌ: «فرَّقَ. أعطَى المَساكينَ. برُّهُ يَبقَى إلَى الأبدِ».
10 والّذي يُقَدِّمُ بذارًا للزّارِعِ وخُبزًا للأكلِ، سيُقَدِّمُ ويُكَثِّرُ بذارَكُمْ ويُنمي غَلّاتِ برِّكُمْ.
11 مُستَغنينَ في كُلِّ شَيءٍ لكُلِّ سخاءٍ يُنشِئُ بنا شُكرًا للهِ.
12 لأنَّ افتِعالَ هذِهِ الخِدمَةِ ليس يَسُدُّ إعوازَ القِدّيسينَ فقط، بل يَزيدُ بشُكرٍ كثيرٍ للهِ،
13 إذ هُم باختِبارِ هذِهِ الخِدمَةِ، يُمَجِّدونَ اللهَ علَى طاعَةِ اعتِرافِكُمْ لإنجيلِ المَسيحِ، وسَخاءِ التَّوْزيعِ لهُمْ ولِلجميعِ.
14 وبدُعائهِمْ لأجلِكُمْ، مُشتاقينَ إلَيكُمْ مِنْ أجلِ نِعمَةِ اللهِ الفائقَةِ لَدَيكُمْ.
15 فشُكرًا للهِ علَى عَطيَّتِهِ الّتي لا يُعَبَّرُ عنها.
تعليق
أشكر الله على النعمة بعطائك
في هذه الفقرة يقدم بولس لنا على الأقل عشرة أسباب لنعطي بكرم:
- العطاء هو أفضل استثمار يمكنك القيام به
مثل الحصاد، يمثل العطاء زرع البذار. وسيحصد الفلاح أكثر بكثير مما بذر (ع6): "مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ" (ع6).
وهذا ينطبق على كل شيء في الحياة. ما تعطيه للرب يضاعفه – وقتك، مواهبك، طموحك ومالك.
- ينبغي أن يكون العطاء متعة
ينبغي ألا يكون العطاء إجباريا أو عن اضطرار، بل يكون طوعا وبسرور "لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (ع7). الكلمة اليونانية المترجمة "مسرور" هي "هيلاروس hilaros ". دائما ما نتسامر في كنيستنا HTB بأن عطاءنا ينبغي أن يكون بمرح شديد hilarious! ينبغي أن يكون العطاء أمرا ممتعا.
- يذهب العطاء عبء القلق من ناحية الماديات
يكتب بولس، "وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (ع8). لا يعني العطاء التخلي عن المسئولية المالية وتسليمها لله – ولكنه يعني التخلي عن القلق والعبء الملازم له.
- العطاء "يغنيك"
عندما يدعوك الله لتعطي، فهو لا يتكلم فقط إلى عواطفك بل وإلى ذهنك أيضا: "مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْرًا ِللهِ" (ع11). من الناحية المادية، سيكون لديك ما يكفي لتقدمه بكرم (ع11). العطاء سيثري شخصيتك (ع10). كما سيؤول الأمر إلى تقديم المديح لله (ع11).
- يغير العطاء شخصيتك
يتحدث بولس عن "وَيُنْمِي غَّلاَتِ بِرِّكُمْ" (ع10). يخلص العطاء الطبع الشخصي من إطباق قبضة المادية التي تدمر الحياة عليه.
- يلهم العطاء الآخرين
"لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْرًا ِللهِ. لأَنَّ افْتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ ِللهِ إِذْ هُمْ بِاخْتِبَارِ هذِهِ الْخِدْمَةِ، يُمَجِّدُونَ اللهَ" (ع11- 13).
- يسدد العطاء احتياجات الناس
يبارك العطاء بكرم الآخرين ويسدد احتياجات شعب الله – "افْتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ ... يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ" (ع12).
- العطاء دليل الإيمان الحقيقية
العطاء بكرم هو تصرف طاعة، ينبغي أن يرافق "اعْتِرَافِكُمْ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ" (ع13). العطاء هو تصرف ثقة – بقيامك به أنت تقول إنه الله في نهاية المطاف، وليس أنت ولا أي شخص آخر، يسد احتياجاتك.
- يجعلك العطاء من أصحاب الأسهم في الكنيسة
يتحدث بولس عن "سَخَاءِ التَّوْزِيعِ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ" (ع13). بنفس الطريقة عندما تشارك شقة مع شخص ما فأنت تشارك في الفواتير، كما تشارك في احتياجات المجتمع كذلك تحصد فوائد هذا المجتمع. مثلا، في كل مرة يأتي فيها شخص ليعرف المسيح من خلال هذا المجتمع تشترك في البركة التي ينالها هذا المجتمع.
- العطاء هو رد فعل منك من نحو عطية الله لك
أحبك الله جدا لدرجة إنه بذل ابنه الواحد والوحيد لكي ما تكون لك حياة أبدية (يو16:3). عطاؤنا هو رد فعل وتجاوب من نحو نعمة الله العجيبة. "عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا" (2كو15:9) هي عطية ابنه. "شكرا لله من أجل هذه العطية، عطيته. ما من لغة يمكنها أن تمدحها بشكل كاف" (ع15، الرسالة).
يا رب، أشكرك من أجل عطية ابنك، يسوع المسيح، التي لا يُعبر عنها. ساعدني حتى أتجاوب بكرم ونعمة مع نعمتك العجيبة.
إشَعياءَ 14:1-16:14
نبوءة ضد أشور
1 لأنَّ الرَّبَّ سيَرحَمُ يعقوبَ ويَختارُ أيضًا إسرائيلَ، ويُريحُهُمْ في أرضِهِمْ، فتقتَرِنُ بهِمِ الغُرَباءُ ويَنضَمّونَ إلَى بَيتِ يعقوبَ.
2 ويأخُذُهُمْ شُعوبٌ ويأتونَ بهِمْ إلَى مَوْضِعِهِمْ، ويَمتَلِكُهُمْ بَيتُ إسرائيلَ في أرضِ الرَّبِّ عَبيدًا وإماءً، ويَسبونَ الّذينَ سبَوْهُمْ ويَتَسَلَّطونَ علَى ظالِميهِمْ.
3 ويكونُ في يومٍ يُريحُكَ الرَّبُّ مِنْ تعَبِكَ ومِنِ انزِعاجِكَ، ومِنَ العُبوديَّةِ القاسيَةِ الّتي استُعبِدتَ بها،
4 أنَّكَ تنطِقُ بهذا الهَجوِ علَى مَلِكِ بابِلَ وتَقولُ: «كيفَ بادَ الظّالِمُ، بادَتِ المُغَطرِسَةُ؟
5 قد كسَّرَ الرَّبُّ عَصا الأشرارِ، قَضيبَ المُتَسَلِّطينَ.
6 الضّارِبُ الشُّعوبَ بسَخَطٍ، ضَربَةً بلا فُتورٍ. المُتَسَلِّطُ بغَضَبٍ علَى الأُمَمِ، باضطِهادٍ بلا إمساكٍ.
7 اِستَراحَتِ، اطمأنَّتْ كُلُّ الأرضِ. هَتَفوا ترَنُّمًا.
8 حتَّى السَّروُ يَفرَحُ علَيكَ، وأرزُ لُبنانَ قائلًا: منذُ اضطَجَعتَ لَمْ يَصعَدْ علَينا قاطِعٌ.
9 الهاويَةُ مِنْ أسفَلُ مُهتَزَّةٌ لكَ، لاستِقبالِ قُدومِكَ، مُنهِضَةٌ لكَ الأخيِلَةَ، جميعَ عُظَماءِ الأرضِ. أقامَتْ كُلَّ مُلوكِ الأُمَمِ عن كراسيِّهِمْ.
10 كُلُّهُمْ يُجيبونَ ويقولونَ لكَ: أأنتَ أيضًا قد ضَعُفتَ نَظيرَنا وصِرتَ مِثلَنا؟
11 أُهبِطَ إلَى الهاويَةِ فخرُكَ، رَنَّةُ أعوادِكَ. تحتَكَ تُفرَشُ الرِّمَّةُ، وغِطاؤُكَ الدّودُ.
12 كيفَ سقَطتِ مِنَ السماءِ يا زُهَرَةُ، بنتَ الصُّبحِ؟ كيفَ قُطِعتَ إلَى الأرضِ يا قاهِرَ الأُمَمِ؟
13 وأنتَ قُلتَ في قَلبِكَ: أصعَدُ إلَى السماواتِ. أرفَعُ كُرسيّي فوقَ كواكِبِ اللهِ، وأجلِسُ علَى جَبَلِ الِاجتِماعِ في أقاصي الشَّمالِ.
14 أصعَدُ فوقَ مُرتَفَعاتِ السَّحابِ. أصيرُ مِثلَ العَليِّ.
15 لكنكَ انحَدَرتَ إلَى الهاويَةِ، إلَى أسافِلِ الجُبِّ.
16 الذينَ يَرَوْنَكَ يتَطَلَّعونَ إلَيكَ، يتأمَّلونَ فيكَ. أهذا هو الرَّجُلُ الّذي زَلزَلَ الأرضَ وزَعزَعَ المَمالِكَ،
17 الّذي جَعَلَ العالَمَ كقَفرٍ، وهَدَمَ مُدُنَهُ، الّذي لَمْ يُطلِقْ أسراهُ إلَى بُيوتِهِم؟
18 كُلُّ مُلوكِ الأُمَمِ بأجمَعِهِمِ اضطَجَعوا بالكَرامَةِ كُلُّ واحِدٍ في بَيتِهِ.
19 وأمّا أنتَ فقد طُرِحتَ مِنْ قَبرِكَ كغُصنٍ أشنَعَ، كلِباسِ القَتلَى المَضروبينَ بالسَّيفِ، الهابِطينَ إلَى حِجارَةِ الجُبِّ، كجُثَّةٍ مَدوسةٍ.
20 لا تتَّحِدُ بهِمْ في القَبرِ لأنَّكَ أخرَبتَ أرضَكَ، قَتَلتَ شَعبَكَ. لا يُسَمَّى إلَى الأبدِ نَسلُ فاعِلي الشَّرِّ.
21 هَيِّئوا لبَنيهِ قَتلًا بإثمِ آبائهِمْ، فلا يَقوموا ولا يَرِثوا الأرضَ ولا يَملأوا وجهَ العالَمِ مُدُنًا».
22 «فأقومُ علَيهِمْ، يقولُ رَبُّ الجُنودِ. وأقطَعُ مِنْ بابِلَ اسمًا وبَقيَّةً ونَسلًا وذُرّيَّةً، يقولُ الرَّبُّ.
23 وأجعَلُها ميراثًا للقُنفُذِ، وآجامَ مياهٍ، وأُكَنِّسُها بمِكنَسَةِ الهَلاكِ، يقولُ رَبُّ الجُنودِ».
نبوءة ضد أشور
24 قد حَلَفَ رَبُّ الجُنودِ قائلًا: «إنَّهُ كما قَصَدتُ يَصيرُ، وكما نَوَيتُ يَثبُتُ:
25 أنْ أُحَطِّمَ أشّورَ في أرضي وأدوسهُ علَى جِبالي، فيَزولَ عنهُمْ نيرُهُ، ويَزولَ عن كتِفِهِمْ حِملُهُ».
26 هذا هو القَضاءُ المَقضيُّ بهِ علَى كُلِّ الأرضِ، وهذِهِ هي اليَدُ المَمدودَةُ علَى كُلِّ الأُمَمِ.
27 فإنَّ رَبَّ الجُنودِ قد قَضَى، فمَنْ يُبَطِّلُ؟ ويَدُهُ هي المَمدودَةُ، فمَنْ يَرُدُّها؟
28 في سنَةِ وفاةِ المَلِكِ آحازَ كانَ هذا الوَحيُ:
29 لا تفرَحي يا جميعَ فِلِسطينَ، لأنَّ القَضيبَ الضّارِبَكِ انكَسَرَ، فإنَّهُ مِنْ أصلِ الحَيَّةِ يَخرُجُ أُفعوانٌ، وثَمَرَتُهُ تكونُ ثُعبانًا مُسِمًّا طَيّارًا.
30 وتَرعَى أبكارُ المَساكينِ، ويَربِضُ البائسونَ بالأمانِ، وأُميتُ أصلكِ بالجوعِ، فيَقتُلُ بَقيَّتَكِ.
31 ولوِلْ أيُّها البابُ. اصرُخي أيَّتُها المدينةُ. قد ذابَ جميعُكِ يا فِلِسطينُ، لأنَّهُ مِنَ الشَّمالِ يأتي دُخانٌ، وليس شاذٌّ في جُيوشِهِ.
32 فبماذا يُجابُ رُسُلُ الأُمَمِ؟ إنَّ الرَّبَّ أسَّسَ صِهيَوْنَ، وبها يَحتَمي بائسو شَعبِهِ.
نبوءة ضد موآب
1 وحيٌ مِنْ جِهَةِ موآبَ: إنَّهُ في ليلَةٍ خَرِبَتْ عارُ موآبَ وهَلكَتْ. إنَّهُ في ليلَةٍ خَرِبَتْ قيرُ موآبَ وهَلكَتْ.
2 إلَى البَيتِ وديبونَ يَصعَدونَ إلَى المُرتَفَعاتِ للبُكاءِ. توَلوِلُ موآبُ علَى نَبو وعلَى مَيدَبا. في كُلِّ رأسٍ مِنها قَرعَةٌ. كُلُّ لحيَةٍ مَجزوزَةٌ.
3 في أزِقَّتِها يأتَزِرونَ بمِسحٍ. علَى سُطوحِها وفي ساحاتِها يوَلوِلُ كُلُّ واحِدٍ مِنها سيّالًا بالبُكاءِ.
4 وتَصرُخُ حَشبونُ وألعالَةُ. يُسمَعُ صوتُهُما إلَى ياهَصَ. لذلكَ يَصرُخُ مُتَسَلِّحو موآبَ. نَفسُها ترتَعِدُ فيها.
5 يَصرُخُ قَلبي مِنْ أجلِ موآبَ. الهارِبينَ مِنها إلَى صوغَرَ كعِجلَةٍ ثُلاثيَّةٍ، لأنَّهُمْ يَصعَدونَ في عَقَبَةِ اللّوحيثِ بالبُكاءِ، لأنَّهُمْ في طريقِ حورونايِمَ يَرفَعونَ صُراخَ الِانكِسارِ.
6 لأنَّ مياهَ نِمريمَ تصيرُ خَرِبَةً، لأنَّ العُشبَ يَبِسَ. الكلأُ فنيَ. الخُضرَةُ لا توجَدُ.
7 لذلكَ الثَّروَةُ الّتي اكتَسَبوها وذَخائرُهُمْ يَحمِلونَها إلَى عَبرِ وادي الصَّفصافِ.
8 لأنَّ الصُّراخَ قد أحاطَ بتُخومِ موآبَ. إلَى أجلايِمَ ولوَلَتُها. وإلَى بئرِ إيليمَ ولوَلَتُها،
9 لأنَّ مياهَ ديمونَ تمتَلِئُ دَمًا، لأنّي أجعَلُ علَى ديمونَ زَوائدَ. علَى النّاجينَ مِنْ موآبَ أسَدًا وعلَى بَقيَّةِ الأرضِ.
إشَعياءَ 16
1 أرسِلوا خِرفانَ حاكِمِ الأرضِ مِنْ سالِعَ نَحوَ البَرّيَّةِ إلَى جَبَلِ ابنَةِ صِهيَوْنَ.
2 ويَحدُثُ أنَّهُ كطائرٍ تائهٍ، كفِراخٍ مُنَفَّرَةٍ تكونُ بَناتُ موآبَ في مَعابِرِ أرنونَ.
3 هاتي مَشورَةً، اصنَعي إنصافًا، اجعَلي ظِلَّكِ كاللَّيلِ في وسَطِ الظَّهيرَةِ، استُري المَطرودينَ، لا تُظهِري الهارِبينَ.
4 ليَتَغَرَّبْ عِندَكِ مَطرودو موآبَ. كوني سِترًا لهُمْ مِنْ وجهِ المُخَرِّبِ، لأنَّ الظّالِمَ يَبيدُ، ويَنتَهي الخَرابُ، ويَفنَى عن الأرضِ الدّائسونَ.
5 فيُثَبَّتُ الكُرسيُّ بالرَّحمَةِ، ويَجلِسُ علَيهِ بالأمانَةِ في خَيمَةِ داوُدَ قاضٍ، ويَطلُبُ الحَقَّ ويُبادِرُ بالعَدلِ.
6 قد سمِعنا بكِبرياءِ موآبَ المُتَكَبِّرَةِ جِدًّا عَظَمَتِها وكِبريائها وصَلَفِها بُطلِ افتِخارِها.
7 لذلكَ توَلوِلُ موآبُ. علَى موآبَ كُلُّها يوَلوِلُ. تئنّونَ علَى أُسُسِ قيرَ حارِسَةَ، إنَّما هي مَضروبَةٌ.
8 لأنَّ حُقولَ حَشبونَ ذَبُلَتْ. كرمَةُ سِبمَةَ كسَّرَ أُمَراءُ الأُمَمِ أفضَلها. وصَلَتْ إلَى يَعزيرَ. تاهَتْ في البَرّيَّةِ، امتَدَّتْ أغصانُها، عَبَرَتِ البحرَ.
9 لذلكَ أبكي بُكاءَ يَعزيرَ علَى كرمَةِ سِبمَةَ. أُرويكُما بدُموعي يا حَشبونُ وألعالَةُ، لأنَّهُ علَى قِطافِكِ وعلَى حَصادِكِ قد وقَعَتْ جَلَبَةٌ.
10 وانتُزِعَ الفَرَحُ والِابتِهاجُ مِنَ البُستانِ، ولا يُغَنَّى في الكُرومِ ولا يُتَرَنَّمُ، ولا يَدوسُ دائسٌ خمرًا في المَعاصِرِ. أبطَلتُ الهُتافَ.
11 لذلكَ ترِنُّ أحشائي كعودٍ مِنْ أجلِ موآبَ وبَطني مِنْ أجلِ قيرَ حارِسَ.
12 ويكونُ إذا ظَهَرَتْ، إذا تعِبَتْ موآبُ علَى المُرتَفَعَةِ ودَخَلَتْ إلَى مَقدِسِها تُصَلّي، أنَّها لا تفوزُ.
13 هذا هو الكلامُ الّذي كلَّمَ بهِ الرَّبُّ موآبَ منذُ زَمانٍ.
14 والآنَ تكلَّمَ الرَّبُّ قائلًا: «في ثَلاثِ سِنينَ كسِني الأجيرِ يُهانُ مَجدُ موآبَ بكُلِّ الجُمهورِ العظيمِ، وتَكونُ البَقيَّةُ قَليلَةً صَغيرَةً لا كبيرَةً».
تعليق
أشكروا الله على نعمته في حياتكم
كيف يمكننا أن نشرح شر داعش – عمليات قطع رأس وصلب للمسيحيين والأيزيديين، النساء والأطفال يُباعون عبيدا؟ كيف نشرح مثلا، محرقة اليهود، أو عمليات الإبادة التي قام بها ستالين أو الإبادة العرقية في رواندا؟
هذه واحدة من الفقرات القليلة في الكتاب المقدس التي تشير إلى بدايات إبليس والقوى الشيطانية.
يمكن رؤية جمال الماسة بأفضل صورة ممكنة إذا ما وضعت على قطعة قماش قطيفة سوداء. وجمال نعمة الله يُرى أيضا في كمال مجده ولمعانه وسط ظلمة الشر. يتحدث النبي أشعياء عن تعاطف الله العجيب (1:14). الخلفية القاتمة هي شر الأمم المحيطة: وبخاصة، قسوة بابل، وتعذيبها واضطهادها وتجارتها للعبيد.
يصف أشعياء سقوط بابل: "كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ" (ع12-15).
كما يصف الرب يسوع بصورة مشابهة سقوط إبليس (لو18:10). ربما كان الكبرياء والغطرسة هما ما أدى إلى سقوط بعض الملائكة قبل سقوط آدم وحواء.
ولكن أمام هذه الخلفية القاتمة هناك أيضا تلميح عن وجود ماسة جميلة.
"لأَنَّ الظَّالِمَ يَبِيدُ،
وَيَنْتَهِي الْخَرَابُ،
وَيَفْنَى عَنِ الأَرْضِ الدَّائِسُونَ.
فَيُثَبَّتُ الْكُرْسِيُّ بِالرَّحْمَةِ،
وَيَجْلِسُ عَلَيْهِ بِالأَمَانَةِ فِي خَيْمَةِ دَاوُدَ قَاضٍ،
وَيَطْلُبُ الْحَقَّ وَيُبَادِرُ بِالْعَدْلِ (4:16- 5)
أيا ما كان التحقيق التاريخي لهذه النبوة، هناك شخص واحد فقط يلائم هذا الوصف تماما – إنه يسوع المسيا، المولود من نسل داود، والذي جمع محبة الله وعدله معا. على عكس "أنا سوف" التي عبرت بها تلك الشخصية الشيطانية عن أفعالها في (13:14- 14)، أنكر يسوع نفسه وقال، "وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ" (مت39:26).
الاستجابة الوحيدة الملائمة تجاه نعمة الله العجيبة والمعلنة في يسوع المسيح هي أن تقدم له الشكر بعبادتك وبعطائك وبكل حياتك – أن تسلم له كل حياتك وتقول، "إنني مستعد أن أفعل كل ما تريد"
أيا كان ما تواجهه، يمكنك أن تثق في أن أهداف الله سوف تتحقق في النهاية: "فَإِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ قَضَى، فَمَنْ يُبَطِّلُ؟ وَيَدُهُ هِيَ الْمَمْدُودَةُ، فَمَنْ يَرُدُّهَا؟" (أش27:14).
يا رب، أشكرك لأننا نختبر نعمتك ومحبتك وأمانتك العجيبة في ربنا يسوع المسيح. أشكرك لأنه يطلب العدل ويجدّ في نصرة البر. ساعدني، مثله، حتى يكون لدي اهتمام بأفقر الفقراء والمحتاجين (ع30) وحتى أعطي بكرم.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
2كو6:9
"هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ".
هذا هو الفرق بين وضع بذرة بعناية في خط منتظم الواحدة وراء الأخرى وبين نثر البذار حسبما اتفق، بدون الاعتناء بوقوع البعض بعيدا عن المكان المناسب.
إنني حريصة نوعا ما بطبيعتي وربما أحتاج أن أقوم بالمزيد من المجازفات. لقد اختبرت مثل هذا الكرم غير العادي من قبل جسد المسيح حتى إنه دائما يتحداني ويغمرني.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.