كيف تبقى في طرق الله
المقدمة
أتذكر إنني قرأت منذ عدة سنوات حادثة حدثت على سواحل الريفييرا الإيطالية. شاب كان يقود سيارته الرياضية على طول طريق محاذ للبحر. كان طريقا جميلا ومليئا بالمناظر الطبيعية الخلابة. ولكن لم يكن الطريق كما كان يبدو.
طول الطريق كانت هناك لافتات تحذيرية. ولكن، بالنسبة لهذا الشاب، بدا الطريق جميلا جدا. كانت هناك كارثة بانتظاره. فقد أدى انهيار أرضي مؤخرا إلى إحداث جرف تحته هوة عميقة. ما كان ينبغي أن يكون هناك أي شخص على هذا الطريق. وتابع القيادة بسرعة عالية جدا. متجاهلا كل العلامات التحذيرية. ومضى ذاهبا مباشرة إلى حافة هذا الجرف.
أحيانا لا نكون متأكدين إلى أين سيقودنا هذا الطريق. وفي أوقات أخرى، نكون واعين تماما بشأن الوجهة التي يؤدي إليها ولكن نختار أن نكمله على أي حال.
قال يسوع إن هناك طريقا تؤدي إلى الحياة. هناك أيضا طريق تقود إلى الخراب (مت13:7-14). لا توضع العلامات التحذيرية كنوع من التهديد، بل من منطلق المحبة. لقد وضعت العلامات التي كانت على طريق الريفييرا الإيطالية لتبقى الناس في أمان. كما تم تصميم كلمات يسوع، العهد الجديد والكتاب المقدس ككل، لتبقينا على الطريق المؤدي إلى الحياة.
كيف تتأكد من أنك على الطريق الصحيح؟ وما أن تجد نفسك على هذا الطريق، كيف تبقى عليه؟
المَزاميرُ 107:1-9
المَزمورُ المِئَةُ والسّابِعُ
1 اِحمَدوا الرَّبَّ لأنَّهُ صالِحٌ، لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ.
2 ليَقُلْ مَفديّو الرَّبِّ، الّذينَ فداهُمْ مِنْ يَدِ العَدوِّ،
3 ومِنَ البُلدانِ جَمَعَهُمْ، مِنَ المَشرِقِ ومِنَ المَغرِبِ، مِنَ الشِّمالِ ومِنَ البحرِ.
4 تاهوا في البَرّيَّةِ في قَفرٍ بلا طَريقٍ. لَمْ يَجِدوا مدينةَ سكَنٍ.
5 جياعٌ عِطاشٌ أيضًا أعيَتْ أنفُسُهُمْ فيهِمْ.
6 فصَرَخوا إلَى الرَّبِّ في ضيقِهِمْ، فأنقَذَهُمْ مِنْ شَدائدِهِمْ،
7 وهَداهُمْ طَريقًا مُستَقيمًا ليَذهَبوا إلَى مدينةِ سكَنٍ.
8 فليَحمَدوا الرَّبَّ علَى رَحمَتِهِ وعَجائبِهِ لبَني آدَمَ.
9 لأنَّهُ أشبَعَ نَفسًا مُشتَهيةً ومَلأَ نَفسًا جائعَةً خَيرًا،
تعليق
خذ "الطريق الرائع"
"اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ" (ع1). لا يمكنك تحسين قصد الله من جهتك. الرب صالح. وهو يحبك. وهو يريد الأفضل لحياتك. لديه "طريقا رائعا" لحياتك.
ويريد أن تسير على طريقه: "وَهَدَاهُمْ طَرِيقًا مُسْتَقِيمًا (طريقا رائعا، الرسالة) لِيَذْهَبُوا إِلَى مَدِينَةِ سَكَنٍ" (ع7). إنه لا يريدك أن تتوه "فِي الْبَرِّيَّةِ فِي قَفْرٍ بِلاَ طَرِيق. لَمْ يَجِدُوا مَدِينَةَ سَكَنٍ. جِيَاعٌ عِطَاشٌ أَيْضًا أَعْيَتْ أَنْفُسُهُمْ فِيهِمْ" (ع4-5).
الأخبار الجيدة هي، أينما كنت، يمكنك أن "تصرخ إِلَى الرَّبِّ" (ع6). عندما تفعل هذا، نجده "أَشْبَعَ نَفْسًا مُشْتَهِيَةً وَمَلأَ نَفْسًا جَائِعَةً خُبْزًا" (ع9).
أربع مرات يقول فيها المرنم في هذا المزمور المكتوب شكرا لله من أجل المناسبات الكثيرة التي خلص فيها شعبه، "فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ" (ع6، 13، 19، 28). وفي كل مرة، ينقذهم الله.
علاوة على هذا، لا شيء مما فعلته في الماضي يحرمك من أن تكون جزءا من شعب الله. المؤهل الوحيد الذي ينبغي أن يكون فيك هو أن تصرخ إلى الله وتقبل فداءه (ع2). يعني الفداء أن "يحررك" الله. جاء يسوع ليجعل هذا الفداء ممكنا.
على "مَفْدِيُّو الرَّبِّ" أن يقولوا هذا (ع2). تكلم بصوت عال وأخبر الآخرين كيف أنقذك.
يا رب، أشكرك كثيرا جدا من أجل المرات الكثيرة في حياتي التي صرخت لك فيها في ضيقي وأخرجتني أنت من مصيبتي. أصلي طالبا، قدني في الطريق المستقيم.
كورِنثوس الثّانيةُ 12:11-21
11 قد صِرتُ غَبيًّا وأنا أفتَخِرُ. أنتُمْ ألزَمتُموني! لأنَّهُ كانَ يَنبَغي أنْ أُمدَحَ مِنكُمْ، إذ لَمْ أنقُصْ شَيئًا عن فائقي الرُّسُلِ، وإنْ كُنتُ لَستُ شَيئًا.
12 إنَّ عَلاماتِ الرَّسول صُنِعَتْ بَينَكُمْ في كُلِّ صَبرٍ، بآياتٍ وعَجائبَ وقوّاتٍ.
13 لأنَّهُ ما هو الّذي نَقَصتُمْ عن سائرِ الكَنائسِ، إلّا أنّي أنا لَمْ أُثَقِّلْ علَيكُمْ؟ سامِحوني بهذا الظُّلمِ!
14 هوذا المَرَّةُ الثّالِثَةُ أنا مُستَعِدٌّ أنْ آتيَ إلَيكُمْ ولا أُثَقِّلَ علَيكُمْ. لأنّي لَستُ أطلُبُ ما هو لكُمْ بل إيّاكُمْ. لأنَّهُ لا يَنبَغي أنَّ الأولادَ يَذخَرونَ للوالِدينَ، بل الوالِدونَ للأولادِ.
15 وأمّا أنا فبكُلِّ سُرورٍ أُنفِقُ وأُنفَقُ لأجلِ أنفُسِكُمْ، وإنْ كُنتُ كُلَّما أُحِبُّكُمْ أكثَرَ أُحَبُّ أقَلَّ!
16 فليَكُنْ. أنا لَمْ أُثَقِّلْ علَيكُمْ، لكن إذ كُنتُ مُحتالًا أخَذتُكُمْ بمَكرٍ!
17 هل طَمِعتُ فيكُم بأحَدٍ مِنَ الّذينَ أرسَلتُهُمْ إلَيكُمْ؟
18 طَلَبتُ إلَى تيطُسَ وأرسَلتُ معهُ الأخَ. هل طَمِعَ فيكُم تيطُسُ؟ أما سلكنا بذاتِ الرّوحِ الواحِدِ؟ أما بذاتِ الخَطَواتِ الواحِدَةِ؟
19 أتَظُنّونَ أيضًا أنَّنا نَحتَجُّ لكُمْ؟ أمامَ اللهِ في المَسيحِ نَتَكلَّمُ. ولكن الكُلَّ أيُّها الأحِبّاءُ لأجلِ بُنيانِكُمْ.
20 لأنّي أخافُ إذا جِئتُ أنْ لا أجِدَكُمْ كما أُريدُ، وأوجَدَ مِنكُمْ كما لا تُريدونَ. أنْ توجَدَ خُصوماتٌ ومُحاسَداتٌ وسَخَطاتٌ وتَحَزُّباتٌ ومَذَمّاتٌ ونَميماتٌ وتَكَبُّراتٌ وتَشويشاتٌ.
21 أنْ يُذِلَّني إلهي عِندَكُمْ، إذا جِئتُ أيضًا وأنوحُ علَى كثيرينَ مِنَ الّذينَ أخطأوا مِنْ قَبلُ ولَمْ يتوبوا عن النَّجاسَةِ والزِّنا والعَهارَةِ الّتي فعَلوها.
تعليق
عش في طريق المحبة
كان الرسول بولس مصمما تماما على فعل الصواب. فقد أراد أن يسلك الطريق السليم. (ع18).
لقد أتهم زورا. فقد حاول "فائقي الرسل" (ع11) أن يقللوا من شأنه. نتيجة لهذا، أُسئ فهمه وهوجم من جانب من كان يجدر بهم أن يعرفوا أحسن من هذا. والمثير للسخرية أن يُتهم بأنه لا يريد أن يأخذ أموالا من أهل كورنثوس لأنه لم يحبهم (ع13).
يشير بولس إلى أن السبب في كونه لم يأخذ مالا منهم هو إنه لم يرد أن يشكل عبئا عليهم. حيث يقول، "لأَنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ. لأَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ، بَلِ الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ" (ع14).
لقد كان بسبب محبته لهم إنه كان مستعدا لأن ينفق بسرور كل شيء من أجلهم بما في ذلك أن ينفق نفسه أيضا (ع15). وكان يتصرف دائما بطريقة "واضحة" و"أمينة" (ع18). كل ما فعله كان لأجل فائدتهم (ع19). لم يكن منشغلا بمالهم ولا ممتلكاتهم. كان مهتما بنفوسهم.
وكما فعل بولس التصرف السليم واستمر على المسار الصحيح، يريد من الكورنثيين فعل المثل. ونراه يخاف من احتمال أن يخرج بعضهم عن هذا المسار: "أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُّبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ" (ع20).
إنه يخشى لئلا عندما يأتي إليهم يجد أكثرهم "مستمرون في الخطية مرارا وتكرارا في نفس الطرق القديمة، ويرفضون أن يبتعدوا عن قذارة الشر، والاضطراب الجنسي والخلل الذي هم متحيرون فيه" (ع21، الرسالة).
ابتعد بعيدا عن هذه الأمور لكي تكون متأكدا من أنك على الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. الطريق الذي يؤدي إلى الحياة هو طريق المحبة – نوعية المحبة التي كانت في قلب بولس من نحو الكورنثيين.
يا رب، ساعدني دائما حتى أتصرف بمحبة ومن باب الاهتمام والانشغال بمن أخدمهم. ساعدني حتى لا أسعى أبدا وراء المكسب الشخصي. بل، ليكن دافعي الوحيد هو المحبة. احفظني يا رب، في طرقك.
إشَعياءَ 29:1-30:18
ويل لمدينة داود
1 ويلٌ لأريئيلَ، لأريئيلَ قريةٍ نَزَلَ علَيها داوُدُ. زيدوا سنَةً علَى سنَةٍ. لتَدُرِ الأعيادُ.
2 وأنا أُضايِقُ أريئيلَ فيكونُ نَوْحٌ وحَزَنٌ، وتَكونُ لي كأريئيلَ.
3 وأُحيطُ بكِ كالدّائرَةِ، وأُضايِقُ علَيكِ بحِصنٍ، وأُقيمُ علَيكِ مَتارِسَ.
4 فتتَّضِعينَ وتَتَكلَّمينَ مِنَ الأرضِ، ويَنخَفِضُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرابِ، ويكونُ صوتُكِ كخَيالٍ مِنَ الأرضِ، ويُشَقشَقُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرابِ.
5 ويَصيرُ جُمهورُ أعدائكِ كالغُبارِ الدَّقيقِ، وجُمهورُ العُتاةِ كالعُصافَةِ المارَّةِ. ويكونُ ذلكَ في لَحظَةٍ بَغتَةً،
6 مِنْ قِبَلِ رَبِّ الجُنودِ تُفتَقَدُ برَعدٍ وزَلزَلَةٍ وصوتٍ عظيمٍ، بزَوْبَعَةٍ وعاصِفٍ ولهيبِ نارٍ آكِلَةٍ.
7 ويكونُ كحُلمٍ، كرؤيا اللَّيلِ جُمهورُ كُلِّ الأُمَمِ المُتَجَنِّدينَ علَى أريئيلَ، كُلُّ المُتَجَنِّدينَ علَيها وعلَى قِلاعِها والّذينَ يُضايِقونَها.
8 ويكونُ كما يَحلُمُ الجائعُ أنَّهُ يأكُلُ، ثُمَّ يَستَيقِظُ وإذا نَفسُهُ فارِغَةٌ. وكما يَحلُمُ العَطشانُ أنَّهُ يَشرَبُ، ثُمَّ يَستَيقِظُ وإذا هو رازِحٌ ونَفسُهُ مُشتَهيةٌ. هكذا يكونُ جُمهورُ كُلِّ الأُمَمِ المُتَجَنِّدينَ علَى جَبَلِ صِهيَوْنَ.
9 توانَوْا وابهَتوا. تلَذَّذوا واعمَوْا. قد سكِروا وليس مِنَ الخمرِ. ترَنَّحوا وليس مِنَ المُسكِرِ.
10 لأنَّ الرَّبَّ قد سكَبَ علَيكُمْ روحَ سُباتٍ وأغمَضَ عُيونَكُمُ. الأنبياءُ ورؤَساؤُكُمُ النّاظِرونَ غَطّاهُمْ.
11 وصارَتْ لكُمْ رؤيا الكُلِّ مِثلَ كلامِ السِّفرِ المَختومِ الّذي يَدفَعونَهُ لعارِفِ الكِتابَةِ قائلينَ: «اقرأْ هذا». فيقولُ: «لا أستَطيعُ لأنَّهُ مَختومٌ».
12 أو يُدفَعُ الكِتابُ لمَنْ لا يَعرِفُ الكِتابَةَ ويُقالُ لهُ: «اقرأْ هذا». فيقولُ: «لا أعرِفُ الكِتابَةَ».
13 فقالَ السَّيِّدُ: «لأنَّ هذا الشَّعبَ قد اقتَرَبَ إلَيَّ بفَمِهِ وأكرَمَني بشَفَتَيهِ، وأمّا قَلبُهُ فأبعَدَهُ عَنّي، وصارَتْ مَخافَتُهُمْ مِنّي وصيَّةَ النّاسِ مُعَلَّمَةً.
14 لذلكَ هأنَذا أعودُ أصنَعُ بهذا الشَّعبِ عَجَبًا وعَجيبًا، فتبيدُ حِكمَةُ حُكَمائهِ، ويَختَفي فهمُ فُهَمائهِ».
15 ويلٌ للّذينَ يتَعَمَّقونَ ليَكتُموا رأيَهُمْ عن الرَّبِّ، فتصيرُ أعمالُهُمْ في الظُّلمَةِ، ويقولونَ: «مَنْ يُبصِرُنا ومَنْ يَعرِفُنا؟».
16 يا لَتَحريفِكُمْ! هل يُحسَبُ الجابِلُ كالطّينِ، حتَّى يقولُ المَصنوعُ عن صانِعِهِ: «لَمْ يَصنَعني». أو تقولُ الجُبلَةُ عن جابِلِها: «لَمْ يَفهَمْ»؟
17 أليس في مُدَّةٍ يَسيرَةٍ جِدًّا يتَحَوَّلُ لُبنانُ بُستانًا، والبُستانُ يُحسَبُ وعرًا؟
18 ويَسمَعُ في ذلكَ اليومِ الصُّمُّ أقوالَ السِّفرِ، وتَنظُرُ مِنَ القَتامِ والظُّلمَةِ عُيونُ العُميِ،
19 ويَزدادُ البائسونَ فرَحًا بالرَّبِّ، ويَهتِفُ مَساكينُ النّاسِ بقُدّوسِ إسرائيلَ.
20 لأنَّ العاتيَ قد بادَ، وفَنيَ المُستَهزِئُ، وانقَطَعَ كُلُّ السّاهِرينَ علَى الإثمِ
21 الّذينَ جَعَلوا الإنسانَ يُخطِئُ بكلِمَةٍ، ونَصَبوا فخًّا للمُنصِفِ في البابِ، وصَدّوا البارَّ بالبُطلِ.
22 لذلكَ هكذا يقولُ لبَيتِ يعقوبَ الرَّبُّ الّذي فدَى إبراهيمَ: «ليس الآنَ يَخجَلُ يعقوبُ، وليس الآنَ يَصفارُّ وجهُهُ.
23 بل عِندَ رؤيَةِ أولادِهِ عَمَلِ يَدَيَّ في وسَطِهِ يُقَدِّسونَ اسمي، ويُقَدِّسونَ قُدّوسَ يعقوبَ، ويَرهَبونَ إلهَ إسرائيلَ.
24 ويَعرِفُ الضّالّو الأرواحِ فهمًا، ويَتَعَلَّمُ المُتَمَرِّدونَ تعليمًا.
ويل للأمة المتمردة
1 «ويلٌ للبَنينَ المُتَمَرِّدينَ، يقولُ الرَّبُّ، حتَّى أنهُم يُجرونَ رأيًا وليس مِنّي، ويَسكُبونَ سكيبًا وليس بروحي، ليَزيدوا خَطيئَةً علَى خَطيئَةٍ.
2 الّذينَ يَذهَبونَ ليَنزِلوا إلَى مِصرَ ولَمْ يَسألوا فمي، ليَلتَجِئوا إلَى حِصنِ فِرعَوْنَ ويَحتَموا بظِلِّ مِصرَ.
3 فيَصيرُ لكُمْ حِصنُ فِرعَوْنَ خَجَلًا، والِاحتِماءُ بظِلِّ مِصرَ خِزيًا.
4 لأنَّ رؤَساءَهُ صاروا في صوعَنَ، وبَلَغَ رُسُلُهُ إلَى حانيسَ.
5 قد خَجِلَ الجميعُ مِنْ شَعبٍ لا يَنفَعُهُمْ. ليس للمَعونَةِ ولا للمَنفَعَةِ، بل للخَجَلِ ولِلخِزيِ».
6 وحيٌ مِنْ جِهَةِ بَهائمِ الجَنوبِ: في أرضِ شِدَّةٍ وضيقَةٍ، مِنها اللَّبوَةُ والأسَدُ، الأفعَى والثُّعبانُ السّامُّ الطَّيّارُ، يَحمِلونَ علَى أكتافِ الحَميرِ ثَروَتَهُمْ، وعلَى أسنِمَةِ الجِمالِ كُنوزَهُمْ، إلَى شَعبٍ لا يَنفَعُ.
7 فإنَّ مِصرَ تُعينُ باطِلًا وعَبَثًا، لذلكَ دَعَوْتُها «رَهَبَ الجُلوسِ».
8 تعالَ الآنَ اكتُبْ هذا عِندَهُمْ علَى لوحٍ وارسُمهُ في سِفرٍ، ليكونَ لزَمَنٍ آتٍ للأبدِ إلَى الدُّهورِ.
9 لأنَّهُ شَعبٌ مُتَمَرِّدٌ، أولادٌ كذَبَةٌ، أولادٌ لَمْ يَشاءوا أنْ يَسمَعوا شَريعَةَ الرَّبِّ.
10 الّذينَ يقولونَ للرّائينَ: «لا ترَوْا»، ولِلنّاظِرينَ: «لا تنظُروا لنا مُستَقيماتٍ. كلِّمونا بالنّاعِماتِ. انظُروا مُخادِعاتٍ.
11 حيدوا عن الطريقِ. ميلوا عن السَّبيلِ. اعزِلوا مِنْ أمامِنا قُدّوسَ إسرائيلَ».
12 لذلكَ هكذا يقولُ قُدّوسُ إسرائيلَ: «لأنَّكُمْ رَفَضتُمْ هذا القَوْلَ وتَوَكَّلتُمْ علَى الظُّلمِ والِاعوِجاجِ واستَنَدتُمْ علَيهِما،
13 لذلكَ يكونُ لكُمْ هذا الإثمُ كصَدعٍ مُنقَضٍّ ناتِئٍ في جِدارٍ مُرتَفِعٍ، يأتي هَدُّهُ بَغتَةً في لَحظَةٍ.
14 ويُكسَرُ ككَسرِ إناءِ الخَزّافينَ، مَسحوقًا بلا شَفَقَةٍ، حتَّى لا يوجَدُ في مَسحوقِهِ شَقَفَةٌ لأخذِ نارٍ مِنَ المَوْقَدَةِ، أو لغَرفِ ماءٍ مِنَ الجُبِّ».
15 لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدّوسُ إسرائيلَ: «بالرُّجوعِ والسُّكونِ تخلُصونَ. بالهُدوءِ والطُّمأنينَةِ تكونُ قوَّتُكُمْ». فلَمْ تشاءوا.
16 وقُلتُمْ: «لا بل علَى خَيلٍ نهرُبُ». لذلكَ تهرُبونَ. «وعلَى خَيلٍ سريعَةٍ نَركَبُ». لذلكَ يُسرُعُ طارِدوكُمْ.
17 يَهرُبُ ألفٌ مِنْ زَجرَةِ واحِدٍ. مِنْ زَجرَةِ خَمسَةٍ تهرُبونَ، حتَّى أنَّكُمْ تبقونَ كساريَةٍ علَى رأسِ جَبَلٍ، وكرايَةٍ علَى أكَمَةٍ.
18 ولِذلكَ يَنتَظِرُ الرَّبُّ ليَتَراءَفَ علَيكُمْ. ولِذلكَ يَقومُ ليَرحَمَكُمْ، لأنَّ الرَّبَّ إلهُ حَقٍّ. طوبَى لجميعِ مُنتَظِريهِ.
تعليق
اسأل الله بشأن خططه من أجلك
أحيانا نقوم بتخطيط خططنا المستقلة أو نجري مباشرة نحو أشخاص آخرين طلبا للعون. لكن لا نطلب الله أولا. كما تقول جويس ماير، "عندما تكون لديك مشكلة: لا تذهب إلى التليفون، بل اذهب إلى العرش".
ينتقد النبي أشعياء شعب الله بسبب الطريقة التي يخططون بها خططهم. فهم لم يريدوا أن يستشيروا الله (1:30- 2). نتيجة لهذا، مضوا في الاتجاه الخطأ. فقد مضوا إلى مصر بدون الجلوس أمام الله وقتا كافيا لطلب مشورته.
المشكلة هي، إنهم لم يريدوا حقا أن يعرفوا خطط الله. كانت عبادتهم مجرد شكليات (13:29): "لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً" (ع13).
قال يسوع أن هذه الكلمات لم تكتب ببساطة من أجل الناس الذين في أيام أشعياء. حيث قال للفريسيين ولمعلمي الناموس، "يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ" (مت7:15-9). فبسبب أن قلبهم لم يكن سليما مع الله، يذهبون إلى أعماق رهيبة ليخفوا خططهم عن الرب: "وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟».
يَا لَتَحْرِيفِكُمْ! هَلْ يُحْسَبُ الْجَابِلُ كَالطِّينِ، حَتَّى يَقُولُ الْمَصْنُوعُ عَنْ صَانِعِهِ: «لَمْ يَصْنَعْنِي». أَوْ تَقُولُ الْجُبْلَةُ عَنْ جَابِلِهَا: «لَمْ يَفْهَمْ»؟" (أش15:29-16).
نتيجة لهذا، "يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ. الَّذِينَ يَذْهَبُونَ لِيَنْزِلُوا إِلَى مِصْرَ وَلَمْ يَسْأَلُوا فَمِي" (1:30- 2).
"لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ، أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ، أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ.
الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ»" (ع9-11).
لم يريدوا من الأنبياء أن يحذروهم أي تحذير. لقد تجاهلوا الإشارات التحذيرية. في الواقع، لقد أرادوا أن يزيلوا العلامات التحذيرية من على الطريق وأن "يحِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. يمِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ" (ع11). لقد قالوا، "عَلَى خَيْل سَرِيعَةٍ نَرْكَبُ" (ع16).
أحيانا أثير الفوضى في حياتي بعدم طلبي المشورة من الله وبالإسراع في طريقي بخططي أنا.
لكن هذه الفقرة تحوي أيضا رجاء بأن "يَعْرِفُ الضَّالُّو الأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ الْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا" (24:29). يقول الله، "«بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ»" (15:30).
الله يبحث بكل نشاط عن أشخاص يباركهم: "وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ" (ع18). "وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ (ويبدي من نحوكم محبته ولطفه) لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى (يا لسعادة وحظ) لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيه (الأمناء الذين ينتظرونه، ومن يتوقعون وينظرون ويتوقون إليه (إلى نصرته ومعروفه ومحبته وسلامه وفرحه ورفقته التي لا مثيل لها والتي لا تنتهي)" (ع18، المكبرة).
يا رب، أريد أن أعرف خططك. ساعدني حتى أسمع صوتك. ساعدني حتى آتي إليك "بالتوبة والسكون"، وأن أسير في طرقك "بالهدوء والطمأنينة" (ع15).
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
مز4:107، 6-7
"تَاهُوا فِي الْبَرِّيَّةِ فِي قَفْرٍ بِلاَ طَرِيق. لَمْ يَجِدُوا مَدِينَةَ سَكَنٍ ... فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ، وَهَدَاهُمْ طَرِيقًا مُسْتَقِيمًا لِيَذْهَبُوا إِلَى مَدِينَةِ سَكَنٍ".
يهرب الآلاف من اللاجئين من المناطق التي مزقتها الحروب، باحثين باستماتة حتى يجدوا الأمان، وفي أغلب الأحوال يكون معهم أطفال صغار جدا والكثير من الأشخاص يموتون. وإذ يصلون إلى بلدنا، نحتاج إلى التعاطف والحكمة لنعرف كيف يمكننا مساعدتهم بأفضل صورة ممكنة حتى يستفيقوا من صدمتهم ويعيدوا بناء حياتهم.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Joyce Meyer, @JoyceMeyer: https://twitter.com/joycemeyer/status/367322178749857792 \[Last accessed: September 2015\]
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.