توجه العرفان
المقدمة
أخبرتني جان سميث بقصتها. كانت في منتصف الستينات من عمرها. كانت قد جاءت من كومبران في ويلز. وكانت عمياء منذ ست عشرة سنة. كان لديها عصاة بيضاء، وكلبة تستخدمها لإرشادها في الطريق تدعي تينا. وما حدث هو أن أصيبت شبكيتا عينيها والمرائي التي فيهما بعدوى تسببت في تآكلهم – وهي مكونات لا يمكن استبدالها. كانت في ألم مستمر.
ذهبت جان إلى برنامج ألفا في كنيستها المحلية. وكانوا يقومون برحلة إلى مكان بعيد ليأخذوا فرصة ليركزوا على عمل الروح القدس. أثناء تلك الخلوة، ذهب عنها الألم. ذهبت إلى الكنيسة الأحد التالي لتشكر الله. مسحها الخادم بالزيت. وبينما كانت تمسح الزيت استطاعت أن ترى مائدة الشركة. لقد شفى الله جان بمعجزة.
لم تستطع أن ترى زوجها منذ ست عشرة سنة. فوجئت كم أصبحت لحيته بيضاء! لم يسبق أن رأت جان زوجة ابنها من قبل. كما اعتاد حفيدها البالغ من العمر ست سنوات ونصف أن يرشدها بعيدا عن برك الوحل لكيلا تبتل قدماها.
قال لها، "من فعل هذا، يا جدتي؟"
فأجابته، "يسوع هو من جعلني في حال أفضل".
"أرجو أن تكوني قد قلتِ له شكرا، يا جدتي".
فأجابته، "لن أتوقف عن الشكر أبدا".
قرأنا بالأمس عن تشجيع بولس: "بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" (في6:4). اليوم نراه يضع توجيهاته موضع تنفيذ. مثل جان، كان بولس يشكر الله على الدوام. كان لديه توجه العرفان.
التسبيح هو تقديم المجد لله بسبب من يكون. الشكر هو تقديم المجد لله من أجل ما فعله لأجلنا. إنه العدسات التي من خلالها ينبغي أن نرى حياتنا كلها. وفي النهاية، كما سنرى في فقرات اليوم، يمكن تقسيم العالم إلى فئتين: من يعترفون بالله ويقدمون الشكر له، ومن لا يفعلون هذا.
كيف تزرع توجها من العرفان في حياتك؟
المَزاميرُ 116:12-19
12 ماذا أرُدُّ للرَّبِّ مِنْ أجلِ كُلِّ حَسَناتِهِ لي؟
13 كأسَ الخَلاصِ أتَناوَلُ، وباسمِ الرَّبِّ أدعو.
14 أوفي نُذوري للرَّبِّ مُقابِلَ كُلِّ شَعبِهِ.
15 عَزيزٌ في عَينَيِ الرَّبِّ موتُ أتقيائهِ.
16 آهِ يا رَبُّ، لأنّي عَبدُكَ! أنا عَبدُكَ ابنُ أمَتِكَ. حَلَلتَ قُيودي.
17 فلكَ أذبَحُ ذَبيحَةَ حَمدٍ، وباسمِ الرَّبِّ أدعو.
18 أوفي نُذوري للرَّبِّ مُقابِلَ شَعبِهِ،
19 في ديارِ بَيتِ الرَّبِّ، في وسَطِكِ يا أورُشَليمُ. هَلِّلويا.
تعليق
قدم ذبيحة الشكر علانية
ليس كافيا أن تشكر الله وسط جو من الخصوصية في بيتك فقط. هناك عنصر هام ومؤثر بشأن الاجتماع معا وتقديم الشكر علانية لله "مُقَابِلَ كُلِّ شَعْبِهِ" (ع14). ويتساءل المرنم السؤال الاستنكاري، "مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟" (ع12).
لقد اختبر أن الله صالح جدا معه. لذلك هو ممتن لأن مستقبله مؤمّن، حتى إنه "عندما يصل محبو الله إلى أبواب الموت فسيرحب هو بهم" (ع15، الرسالة). كما يقدم الشكر من أجل ما فعله الله في الماضي، معلنا أنك قد "حَلَلْتَ قُيُودِي" (ع16).
أحيانا يكون تقديم الشكر سهلا. لكن في أوقات أخرى يكون أشبه بالذبيحة أو التضحية (ع17). كتب القديس يوحنا من أفيلا (1500- 1569)، "يعادل تقديم الشكر مرة واحدة عندما تكون ظروفنا سيئة تقديم الشكر ألف مرة عندما تكون الظروف موافقة لما نريد".
يقول المرنم، "فَلَكَ أَذْبَحُ ذَبِيحَةَ حَمْدٍ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو. أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ شَعْبِهِ، فِي دِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ، فِي وَسَطِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. هَلِّلُويَا" (ع17-19).
تعد كلمة "هللويا" من الكلمات العبرية القليلة التي دخلت اللغة الإنجليزية - إنها دعوة لتسبيح الرب.
لقد رأينا المرنم يتذكر قلقه وانزعاجه (ع1-4). كما تذكر رحمة الله (ع5-11) والآن يختم بذكر عرفانه العظيم (ع12-19).
يا رب، كيف يمكنني أن اشكرك شكرا كافيا؟ أشكرك لأنك خلصتني. ولأجل كل جودك من نحوي، أقدم لك الشكر "فِي دِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ" (ع19).
كولوسّي 1:1-23
جهاد بولس من أجل الكنيسة
1 بولُسُ، رَسولُ يَسوعَ المَسيحِ بمَشيئَةِ اللهِ، وتيموثاوُسُ الأخُ،
2 إلَى القِدّيسينَ في كولوسّي، والإخوَةِ المؤمِنينَ في المَسيحِ: نِعمَةٌ لكُمْ وسَلامٌ مِنَ اللهِ أبينا والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ.
شكر وصلاة
3 نَشكُرُ اللهَ وأبا رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ كُلَّ حينٍ، مُصَلّينَ لأجلِكُمْ،
4 إذ سمِعنا إيمانَكُمْ بالمَسيحِ يَسوعَ، ومَحَبَّتَكُمْ لجميعِ القِدّيسينَ،
5 مِنْ أجلِ الرَّجاءِ المَوْضوعِ لكُمْ في السماواتِ، الّذي سمِعتُمْ بهِ قَبلًا في كلِمَةِ حَقِّ الإنجيلِ،
6 الّذي قد حَضَرَ إلَيكُمْ كما في كُلِّ العالَمِ أيضًا، وهو مُثمِرٌ كما فيكُم أيضًا منذُ يومَ سمِعتُمْ وعَرَفتُمْ نِعمَةَ اللهِ بالحَقيقَةِ.
7 كما تعَلَّمتُمْ أيضًا مِنْ أبَفراسَ العَبدِ الحَبيبِ معنا، الّذي هو خادِمٌ أمينٌ للمَسيحِ لأجلِكُمُ،
8 الّذي أخبَرَنا أيضًا بمَحَبَّتِكُمْ في الرّوحِ.
9 مِنْ أجلِ ذلكَ نَحنُ أيضًا، منذُ يومَ سمِعنا، لَمْ نَزَلْ مُصَلّينَ وطالِبينَ لأجلِكُمْ أنْ تمتَلِئوا مِنْ مَعرِفَةِ مَشيئَتِهِ، في كُلِّ حِكمَةٍ وفَهمٍ روحيٍّ،
10 لتَسلُكوا كما يَحِقُّ للرَّبِّ، في كُلِّ رِضًى، مُثمِرينَ في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، ونامينَ في مَعرِفَةِ اللهِ،
11 مُتَقَوّينَ بكُلِّ قوَّةٍ بحَسَبِ قُدرَةِ مَجدِهِ، لكُلِّ صَبرٍ وطول أناةٍ بفَرَحٍ،
12 شاكِرينَ الآبَ الّذي أهَّلَنا لشَرِكَةِ ميراثِ القِدّيسينَ في النّورِ،
13 الّذي أنقَذَنا مِنْ سُلطانِ الظُّلمَةِ، ونَقَلَنا إلَى ملكوتِ ابنِ مَحَبَّتِهِ،
14 الّذي لنا فيهِ الفِداءُ، بدَمِهِ غُفرانُ الخطايا.
عظمة المسيح وسموه
15 الّذي هو صورَةُ اللهِ غَيرِ المَنظورِ، بكرُ كُلِّ خَليقَةٍ.
16 فإنَّهُ فيهِ خُلِقَ الكُلُّ: ما في السماواتِ وما علَى الأرضِ، ما يُرَى وما لا يُرَى، سواءٌ كانَ عُروشًا أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطينَ. الكُلُّ بهِ ولهُ قد خُلِقَ.
17 الّذي هو قَبلَ كُلِّ شَيءٍ، وفيهِ يَقومُ الكُلُّ،
18 وهو رأسُ الجَسَدِ: الكَنيسَةِ. الّذي هو البَداءَةُ، بكرٌ مِنَ الأمواتِ، لكَيْ يكونَ هو مُتَقَدِّمًا في كُلِّ شَيءٍ.
19 لأنَّهُ فيهِ سُرَّ أنْ يَحِلَّ كُلُّ المِلءِ،
20 وأنْ يُصالِحَ بهِ الكُلَّ لنَفسِهِ، عامِلًا الصُّلحَ بدَمِ صَليبِهِ، بواسِطَتِهِ، سواءٌ كانَ: ما علَى الأرضِ، أم ما في السماواتِ.
21 وأنتُمُ الّذينَ كنتُم قَبلًا أجنَبيّينَ وأعداءً في الفِكرِ، في الأعمالِ الشِّرّيرَةِ، قد صالَحَكُمُ الآنَ
22 في جِسمِ بَشَريَّتِهِ بالموتِ، ليُحضِرَكُمْ قِدّيسينَ وبلا لومٍ ولا شَكوَى أمامَهُ،
23 إنْ ثَبَتُّمْ علَى الإيمانِ، مُتأسِّسينَ وراسِخينَ وغَيرَ مُنتَقِلينَ عن رَجاءِ الإنجيلِ، الّذي سمِعتُموهُ، المَكروزِ بهِ في كُلِّ الخَليقَةِ الّتي تحتَ السماءِ، الّذي صِرتُ أنا بولُسَ خادِمًا لهُ.
جهاد بولس من أجل الكنيسة
تعليق
قدم الشكر لله باستمرار
معظم الناس، حتى اليوم في المجتمعات العلمانية، يعترفون بان يسوع كان شخصية تاريخية عظيمة. وقد يصنفونه بجوار موسى وبوذا وسقراط والقادة الدينيين العظماء الآخرين.
ولكن هل يسوع هو مخلص العالم الكوني والمتفرد؟ كانت هذه قضية كبيرة في القرن الأول كما هو الحال الآن في القرن الحادي والعشرين. بالنسبة لأهل كولوسي كانت هناك بعض القوى (الأجرام) الكونية التي توضع على قدم المساواة مع يسوع.
في رسالته، يعلن بولس، بقدر ضخم من الاتضاع واللطف، أن يسوع هو مخلص العالم الفريد والعالمي. إنه الله "وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (ع3) الواحد المستحق كل عبادتنا وتسبيحنا وشكرنا.
وإذ يصلي من أجل أهل كولوسي، يقدم الشكر لله من أجل إيمانهم ومحبتهم النابعة من الرجاء المختزن لأجلهم في السماء (ع5).
ويصلي لكي ما يكونوا شاكرين لله بدورهم. في ع9-12 يلخص الطرق التي يصلي بها لأجل نمو إيمانهم في كل "حكمة وفهم روحي"، ولأجل إثمارهم و"معرفتهم بالله" و"تحملهم وصبرهم". وهكذا تزداد القائمة بشكل تصاعدي بينما تؤدي كل ميزة إلى الأخرى وتضفي عليها مزيدا من المعاني، حتى تنتهي القائمة بملحوظة: "بِفَرَحٍ، شَاكِرِينَ الآبَ" (ع11-12).
يصلي بولس أن يقدموا الشكر للآب من أجل نقلهم "مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا" (ع13-14): "لقد أنقذنا الله من الطريق ذي النهاية المسدودة والزنازين المظلمة. لقد اقامنا في ملكوت الابن الذي يحبه جدا، الابن الذي أخرجنا من الجب الذي كنا فيه، وخلصنا من الخطايا التي كان محكوما علينا بتكرارها" (ع13-14، الرسالة).
الشخص الذي عليك شكره هو "صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ" (ع15) – "إننا ننظر إلى هذا الابن ونرى الله الذي لا يمكن رؤيته" (ع15، الرسالة). يسوع هو من خُلِقَت بواسطته كل الأشياء. كل شيء خُلِق بواسطة يسوع ولأجله. فقد "بدأ فيه كل شيء ويجد فيه كل شيء الغاية منه" (ع16، الرسالة). يسوع هو رأس الكنيسة (ع18). ويسكن فيه كل ملء الله (ع19).
صنع يسوع لنا سلاما مع الله "بِدَمِ صَلِيبِهِ" (ع20). لقد صالحك مع الله (ع22). أنت الآن مقدس في نظره، وبلا عيب ولا لوم (ع22).
هذا هو الإنجيل الذي نشكر من أجله: "يسوع هو المتقدم وهو قائد موكب القيامة – هو المتقدم في النهاية أيضا. من البداية إلى النهاية هو موجود، وهو العالي فوق كل شيء، وكل شخص ... وكل خليقة تحت السماء تصلها نفس هذه الرسالة" (ع17-23، الرسالة).
يا رب يسوع، أشكرك من أجل السلام والمصالحة مع الله بدمك المسفوك على الصليب من أجلي. أشكرك من أجل منحنا الامتياز الهائل لأن نبشر بإنجيلك ونرى الآخرين يتحررون هم أيضا.
إرميا 7:30-9:16
30 لأنَّ بَني يَهوذا قد عَمِلوا الشَّرَّ في عَينَيَّ، يقولُ الرَّبُّ. وضَعوا مَكرَهاتِهِمْ في البَيتِ الّذي دُعيَ باسمي ليُنَجِّسوهُ.
31 وبَنَوْا مُرتَفَعاتِ توفةَ الّتي في وادي ابنِ هِنّومَ ليُحرِقوا بَنيهِمْ وبَناتِهِمْ بالنّارِ، الّذي لَمْ آمُرْ بهِ ولا صَعِدَ علَى قَلبي.
32 «لذلكَ ها هي أيّامٌ تأتي، يقولُ الرَّبُّ، ولا يُسَمَّى بَعدُ توفةُ ولا وادي ابنِ هِنّومَ، بل وادي القَتلِ. ويَدفِنونَ في توفةَ حتَّى لا يكونَ مَوْضِعٌ.
33 وتَصيرُ جُثَثُ هذا الشَّعبِ أُكلًا لطُيورِ السماءِ ولِوُحوشِ الأرضِ، ولا مُزعِجَ.
34 وأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهوذا ومِنْ شَوارِعِ أورُشَليمَ صوتَ الطَّرَبِ وصوتَ الفَرَحِ، صوتَ العَريسِ وصوتَ العَروسِ، لأنَّ الأرضَ تصيرُ خَرابًا.
الخطية والعقاب
1 «في ذلكَ الزَّمانِ، يقولُ الرَّبُّ، يُخرِجونَ عِظامَ مُلوكِ يَهوذا وعِظامَ رؤَسائهِ وعِظامَ الكهنةِ وعِظامَ الأنبياءِ وعِظامَ سُكّانِ أورُشَليمَ مِنْ قُبورِهِمْ،
2 ويَبسُطونَها للشَّمسِ ولِلقَمَرِ ولِكُلِّ جُنودِ السماواتِ الّتي أحَبّوها والّتي عَبَدوها والّتي ساروا وراءَها والّتي استَشاروها والتي سجَدوا لها. لا تُجمَعُ ولا تُدفَنُ، بل تكونُ دِمنَةً علَى وجهِ الأرضِ.
3 ويُختارُ الموتُ علَى الحياةِ عِندَ كُلِّ البَقيَّةِ الباقيَةِ مِنْ هذِهِ العَشيرَةِ الشِّرّيرَةِ الباقيَةِ في كُلِّ الأماكِنِ الّتي طَرَدتُهُمْ إليها، يقولُ رَبُّ الجُنودِ.
الخطية والعقاب
4 «وتَقولُ لهُمْ: هكذا قالَ الرَّبُّ: هل يَسقُطونَ ولا يَقومونَ، أو يَرتَدُّ أحَدٌ ولا يَرجِعُ؟
5 فلماذا ارتَدَّ هذا الشَّعبُ في أورُشَليمَ ارتِدادًا دائمًا؟ تمَسَّكوا بالمَكرِ. أبَوْا أنْ يَرجِعوا.
6 صَغَيتُ وسَمِعتُ. بغَيرِ المُستَقيمِ يتَكلَّمونَ. ليس أحَدٌ يتوبُ عن شَرِّهِ قائلًا: ماذا عَمِلتُ؟ كُلُّ واحِدٍ رَجَعَ إلَى مَسراهُ كفَرَسٍ ثائرٍ في الحَربِ.
7 بل اللَّقلَقُ في السماواتِ يَعرِفُ ميعادَهُ، واليَمامَةُ والسُّنونَةُ المُزَقزِقَةُ حَفِظَتا وقتَ مَجيئهِما. أمّا شَعبي فلَمْ يَعرِفْ قَضاءَ الرَّبِّ!
8 كيفَ تقولونَ: نَحنُ حُكَماءُ وشَريعَةُ الرَّبِّ معنا؟ حَقًّا إنَّهُ إلَى الكَذِبِ حَوَّلها قَلَمُ الكتبةِ الكاذِبُ.
9 خَزيَ الحُكَماءُ. ارتاعوا وأُخِذوا. ها قد رَفَضوا كلِمَةَ الرَّبِّ، فأيَّةُ حِكمَةٍ لهُم؟
10 لذلكَ أُعطي نِساءَهُمْ لآخَرينَ، وحُقولهُمْ لمالِكينَ، لأنَّهُمْ مِنَ الصَّغيرِ إلَى الكَبيرِ، كُلُّ واحِدٍ مولَعٌ بالرِّبحِ. مِنَ النَّبيِّ إلَى الكاهِنِ، كُلُّ واحِدٍ يَعمَلُ بالكَذِبِ.
11 ويَشفونَ كسرَ بنتِ شَعبي علَى عَثَمٍ، قائلينَ: سلامٌ، سلامٌ. ولا سلامَ.
12 هل خَزوا لأنَّهُمْ عَمِلوا رِجسًا؟ بل لَمْ يَخزَوْا خِزيًا، ولَمْ يَعرِفوا الخَجَلَ! لذلكَ يَسقُطونَ بَينَ السّاقِطينَ. في وقتِ مُعاقَبَتِهِمْ يَعثُرونَ، قالَ الرَّبُّ.
13 «نَزعًا أنزِعُهُمْ، يقولُ الرَّبُّ. لا عِنَبَ في الجَفنَةِ، ولا تينَ في التّينَةِ، والوَرَقُ ذَبُلَ، وأُعطيهِمْ ما يَزولُ عنهُمْ».
14 لماذا نَحنُ جُلوسٌ؟ اِجتَمِعوا فلنَدخُلْ إلَى المُدُنِ الحَصينَةِ ونَصمُتْ هناكَ. لأنَّ الرَّبَّ إلهَنا قد أصمَتَنا وأسقانا ماءَ العَلقَمِ، لأنَّنا قد أخطأنا إلَى الرَّبِّ.
15 اِنتَظَرنا السَّلامَ ولَمْ يَكُنْ خَيرٌ، وزَمانَ الشِّفاءِ وإذا رُعبٌ.
16 مِنْ دانَ سُمِعَتْ حَمحَمَةُ خَيلِهِ. عِندَ صوتِ صَهيلِ جيادِهِ ارتَجَفَتْ كُلُّ الأرضِ. فأتَوْا وأكلوا الأرضَ ومِلأها، المدينةَ والسّاكِنينَ فيها.
17 «لأنّي هأنَذا مُرسِلٌ علَيكُمْ حَيّاتٍ، أفاعيَ لا تُرقَى، فتلدَغُكُمْ، يقولُ الرَّبُّ».
18 مَنْ مُفَرِّجٌ عَنّي الحُزنَ؟ قَلبي فيَّ سقيمٌ.
19 هوذا صوتُ استِغاثَةِ بنتِ شَعبي مِنْ أرضٍ بَعيدَةٍ: «ألَعَلَّ الرَّبَّ ليس في صِهيَوْنَ، أو مَلِكَها ليس فيها؟» «لماذا أغاظوني بمَنحوتاتِهِمْ، بأباطيلَ غَريبَةٍ؟»
20 «مَضَى الحَصادُ، انتَهَى الصَّيفُ، ونَحنُ لَمْ نَخلُصْ!»
21 مِنْ أجلِ سحقِ بنتِ شَعبي انسَحَقتُ. حَزِنتُ. أخَذَتني دَهشَةٌ.
22 أليس بَلَسانٌ في جِلعادَ، أم ليس هناكَ طَبيبٌ؟ فلماذا لَمْ تُعصَبْ بنتُ شَعبي؟
إرميا 9
1 يا لَيتَ رأسي ماءٌ، وعَينَيَّ يَنبوعُ دُموعٍ، فأبكيَ نهارًا وليلًا قَتلَى بنتِ شَعبي.
2 يا لَيتَ لي في البَرّيَّةِ مَبيتَ مُسافِرينَ، فأترُكَ شَعبي وأنطَلِقَ مِنْ عِندِهِمْ، لأنَّهُمْ جميعًا زُناةٌ، جَماعَةُ خائنينَ.
3 «يَمُدّونَ ألسِنَتَهُمْ كقِسيِّهِمْ للكَذِبِ. لا للحَقِّ قَووا في الأرضِ. لأنَّهُمْ خرجوا مِنْ شَرٍّ إلَى شَرٍّ، وإيّايَ لَمْ يَعرِفوا، يقولُ الرَّبُّ.
4 اِحتَرِزوا كُلُّ واحِدٍ مِنْ صاحِبِهِ، وعلَى كُلِّ أخٍ لا تتَّكِلوا، لأنَّ كُلَّ أخٍ يَعقِبُ عَقِبًا، وكُلَّ صاحِبٍ يَسعَى في الوِشايَةِ.
5 ويَختِلُ الإنسانُ صاحِبَهُ ولا يتَكلَّمونَ بالحَقِّ. عَلَّموا ألسِنَتَهُمُ التَّكلُّمَ بالكَذِبِ، وتَعِبوا في الِافتِراءِ.
6 مَسكَنُكَ في وسطِ المَكرِ. بالمَكرِ أبَوْا أنْ يَعرِفوني، يقولُ الرَّبُّ.
7 «لذلكَ هكذا قالَ رَبُّ الجُنودِ: هأنَذا أُنَقّيهِمْ وأمتَحِنُهُمْ. لأنّي ماذا أعمَلُ مِنْ أجلِ بنتِ شَعبي؟
8 لسانُهُمْ سهمٌ قَتّالٌ يتَكلَّمُ بالغِشِّ. بفَمِهِ يُكلِّمُ صاحِبَهُ بسَلامٍ، وفي قَلبِهِ يَضَعُ لهُ كمينًا.
9 أفَما أُعاقِبُهُمْ علَى هذِهِ، يقولُ الرَّبُّ؟ أم لا تنتَقِمُ نَفسي مِنْ أُمَّةٍ كهذِهِ؟».
10 علَى الجِبالِ أرفَعُ بُكاءً ومَرثاةً، وعلَى مَراعي البَرّيَّةِ نَدبًا، لأنَّها احتَرَقَتْ، فلا إنسانَ عابِرٌ ولا يُسمَعُ صوتُ الماشيَةِ. مِنْ طَيرِ السماواتِ إلَى البَهائمِ هَرَبَتْ مَضَتْ.
11 «وأجعَلُ أورُشَليمَ رُجَمًا ومأوَى بَناتِ آوَى، ومُدُنَ يَهوذا أجعَلُها خَرابًا بلا ساكِنٍ».
12 مَنْ هو الإنسانُ الحَكيمُ الّذي يَفهَمُ هذِهِ، والّذي كلَّمَهُ فمُ الرَّبِّ، فيُخبِرَ بها؟ لماذا بادَتِ الأرضُ واحتَرَقَتْ كبَرّيَّةٍ بلا عابِرٍ؟
13 فقالَ الرَّبُّ: «علَى تركِهِمْ شَريعَتي الّتي جَعَلتُها أمامَهُمْ، ولَمْ يَسمَعوا لصوتي ولَمْ يَسلُكوا بها.
14 بل سلكوا وراءَ عِنادِ قُلوبهِمْ ووراءَ البَعليمِ الّتي عَلَّمَهُمْ إيّاها آباؤُهُمْ.
15 لذلكَ هكذا قالَ رَبُّ الجُنودِ إلهُ إسرائيلَ: هأنَذا أُطعِمُ هذا الشَّعبَ أفسَنتينًا وأسقيهِمْ ماءَ العَلقَمِ،
16 وأُبَدِّدُهُمْ في أُمَمٍ لَمْ يَعرِفوها هُم ولا آباؤُهُمْ، وأُطلِقُ وراءَهُمُ السَّيفَ حتَّى أُفنيَهُمْ.
تعليق
احذر من أن تهمل الشكر
يمكن اعتبار كلمات بولس في رو1 ملخصا لهذه الفقرة: "لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ" (رو21:1).
نرى في أرميا تحذير الله من وقوع دينونته على شعبه. فقد فعلوا الشر في عيني الرب (أر30:7). إنهم "مستمرون في التراجع فقط! ... ولم أسمع منهم ولا مرة كلمة "أنا آسف"" (5:8-6، الرسالة). "لا يخجلون أبدا ... ولا يعرفون حتى كيف يحمرون خجلا" (ع12، الرسالة). "لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرّ إِلَى شَرّ، وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا" (3:9). "بِالْمَكْرِ أَبَوْا أَنْ يَعْرِفُونِي" (ع6).
"لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا" (ع8). أساس كل خطيتهم هو فشلهم في الاعتراف بالله وتقديم الشكر له؛ "إنهم يرفضون أن يعرفوني" (ع6، الرسالة).
لقد أعطاهم الله الكثير جدا، ومع هذا فشلوا في أن يعرفوه أو يشكروه على عطاياه. لذلك، يقول، "وَأُعْطِيهِمْ مَا يَزُولُ عَنْهُمْ" (13:8). "نَزْعًا أَنْزِعُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ عِنَبَ فِي الْجَفْنَةِ، وَلاَ تِينَ فِي التِّينَةِ، وَالْوَرَقُ ذَبُلَ" (ع13).
وكانت هذه الدينونة مؤلمة بالنسبة لأرميا: "مِنْ أَجْلِ سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي انْسَحَقْتُ. حَزِنْتُ. أَخَذَتْنِي دَهْشَةٌ. أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟" (ع21-22).
تدعونا كل فقرات اليوم لنقدم الشكر والتسبيح لله. لذلك نحضر كل أفكارنا وصلواتنا معا بكلمات إحدى خدمات الشركة المقدسة (الأنجليكانية):
دعونا نقدم الشكر للرب إلهنا
فمن الصواب أن نقدم له الشكر والتسبيح.
هذا حقا صواب،
إنه واجبنا وفرحنا،
في كل الأوقات وفي كل الأماكن
أن نقدم لك الشكر والتسبيح
أيها الآب القدوس، والملك السماوي،
الله القدير والأزلي،
بربنا يسوع المسيح ابنك.
لذلك فمع الملائكة ورؤساء الملائكة،
وبصحبة كل ما في السماء،
نعلن اسمك العظيم المجيد،
مسبحين إياك إلى الأبد وقائلين:
قدوس، قدوس، قدوس الرب،
إله القدرة والسلطان،
السموات والأرض مملوءتان من مجدك.
أوصانا في الأعالي.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
مز15:116
"عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ".
مع الأخبار المفزعة عن الكثير من حوادث القتل الوحشي التي تحدث في سوريا وفي أماكن أخرى، تصبح أمرا معزيا أن ندرك أن الله يعرف ويهتم بشأن كل واحد منهم.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.