اليوم 29

أنت محبوب

الكتاب المقدس المَزاميرُ 17:‏6-‏12
العهد الجديد مَتَّى 20:‏1-‏19
العهد القديم أيّوبَ 11:‏1-‏14:‏22

المقدمة

كان شين تايلور يعتبر واحد من أخطر الرجال في نظام سجون المملكة المتحدة. لقد سُجن في الأصل لأجل الشروع في قتل، ولكن تم تمديد فترة العقوبة لأربعة سنوات عندما هاجم ضابطا في السجن بزجاجة مكسورة، متسببا في أعمال شغب.

تم وضعه في وحدة عزل تحت حراسة مشددة. كانوا يقدمون له طعامه من خلال فتحة صغيرة في الباب. لم يكن بابه يفتح ما لم يكن هناك ستة ضباط مسلحين بدروع مكافحة الشغب ينتظرون بالخارج.

فيما بعد، تم نقله إلى سجن لونج لارتن الشديد الحراسة حيث تمت دعوته لبرنامج ألفا. فصلَّى أثناء البرنامج، "يا يسوع المسيح، أعلم أنك مُتّ على الصليب لأجلي، أنا أكره حقيقتي، وما أصبحت عليه. من فضلك سامحني وادخل حياتي". عند هذه اللحظة امتلأ من الروح القدس. تغير كل شيء ما بين ليلة وضحاها. قال، "علمت أن الله موجود، علمت أن يسوع قد لمسني وأنني سأحيا لأجله إلى الأبد".

تغير سلوكه جدا حتى تم نقله من وحدة العزل شديدة الحراسة وحصل على عمل يناله الشخص محل الثقة في كنيسة السجن. وبينما كان لا يزال في السجن، بدأ يرسل النقود إلى جمعية خيرية في أفريقيا. وصلَّى من أجل ضباط السجن ولأجل أعدائه. وعندما خرج من السجن، انضم لكنيسة. تقابل مع فتاة تدعى سام، والتي كانت حياتها صعبة هي الأخرى وكانت متورطة في المخدرات وفي أنشطة إجرامية. أتت هي أيضا للإيمان بيسوع. الآن، هما متزوجان ولديهما أربعة أطفال.

إذا تكلمت معه فسيصعب عليك أن تتخيل أنه هو نفس الشخص الذي أفزع أشخاص كثيرين في الماضي. لقد اختبر "روعة محبة الله العظيمة" (مز7:17). يقول شين، "أراني يسوع كيف أحب وكيف أغفر. لقد خلصني. لقد غفر لي ما فعلته. لقد أبدل اتجاه حياتي تماما".

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 17:‏6-‏12

6 أنا دَعَوْتُكَ لأنَّكَ تستَجيبُ لي يا اللهُ. أمِلْ أُذُنَيكَ إلَيَّ. اسمَعْ كلامي.
7 مَيِّزْ مَراحِمَكَ، يا مُخَلِّصَ المُتَّكِلينَ علَيكَ، بيَمينِكَ مِنَ المُقاوِمينَ.
8 احفَظني مِثلَ حَدَقَةِ العَينِ. بظِلِّ جَناحَيكَ استُرني
9 مِنْ وجهِ الأشرارِ الّذينَ يُخرِبونَني، أعدائي بالنَّفسِ الّذينَ يَكتَنِفونَني.
10 قَلبَهُمُ السَّمينَ قد أغلَقوا. بأفواهِهِمْ قد تكلَّموا بالكِبرياءِ.
11 في خُطواتِنا الآنَ قد أحاطوا بنا. نَصَبوا أعيُنَهُمْ ليُزلِقونا إلَى الأرضِ.
12 مَثَلُهُ مَثَلُ الأسَدِ القَرِمِ إلَى الِافتِراسِ، وكالشِّبلِ الكامِنِ في عِرّيسِهِ.

تعليق

اعرف أنك محبوب وعزيز في عيني الله

محبة الله لك عظيمة جدا لأنها حميمة جدا. ينادي داود على الله ويطلب منه أن "مَيِّزْ مَرَاحِمَكَ" (ع7). ويصلي، "احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ الْعَيْنِ" (ع8أ). (حدقة العين هي فتحة القزحية في العين والتي يمر من خلالها الضوء ليصل إلى الشبكية)، إنها الشيء الأكثر قيمة. هذه صورة رائعة عن محبة الله المذهلة لك.

ثم يصلّي، "بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ اسْتُرْنِي" (ع8ب). مرة أخرى، يخبرنا هذا عن محبة الله، والحميمية والحماية. التقط يسوع هذه الصورة بينما كان ينظرإلى شعب أورشليم في الأيام السابقة لصلبه واشتاق أن يأتوا ويختبئوا تحت جناحيه (مت37:23).

كان داود محاطا بالأعداء (مز9:17)، وبأشخاص ذوي قلوب "قاسية" يتكلمون بغطرسة ضده (ع10). ربما توجد أوقات في حياتك عندما تواجه حرفيا "أعداء"، لكن أيا ما كانت الصراعات أو الصعوبات التي تواجهها، يمكنك أن تعتمد على محبة الله الحميمة لأجلك.

صلاة

يا رب إنني أدعوك اليوم. أمِل اذنك واسمع صلاتي. أظهر روعة محبتك العظيمة. احفظني مثل حدقة عينك؛ خبِّئْني في ظل جناحيك.

العهد الجديد

مَتَّى 20:‏1-‏19

شفاء أعميين في أريحا

1 «فإنَّ ملكوتَ السماواتِ يُشبِهُ رَجُلًا رَبَّ بَيتٍ خرجَ مع الصُّبحِ ليَستأجِرَ فعَلَةً لكَرمِهِ،
2 فاتَّفَقَ مع الفَعَلَةِ علَى دينارٍ في اليومِ، وأرسَلهُمْ إلَى كرمِهِ.
3 ثُمَّ خرجَ نَحوَ السّاعَةِ الثّالِثَةِ ورأى آخَرينَ قيامًا في السّوقِ بَطّالينَ،
4 فقالَ لهُمُ: اذهَبوا أنتُمْ أيضًا إلَى الكَرمِ فأُعطيَكُمْ ما يَحِقُّ لكُمْ. فمَضَوْا.
5 وخرجَ أيضًا نَحوَ السّاعَةِ السّادِسَةِ والتّاسِعَةِ وفَعَلَ كذلكَ.
6 ثُمَّ نَحوَ السّاعَةِ الحاديَةَ عَشرَةَ خرجَ ووجَدَ آخَرينَ قيامًا بَطّالينَ، فقالَ لهُمْ: لماذا وقَفتُمْ ههنا كُلَّ النَّهارِ بَطّالينَ؟
7 قالوا لهُ: لأنَّهُ لَمْ يَستأجِرنا أحَدٌ. قالَ لهُمُ: اذهَبوا أنتُمْ أيضًا إلَى الكَرمِ فتأخُذوا ما يَحِقُّ لكُمْ.
8 فلَمّا كانَ المساءُ قالَ صاحِبُ الكَرمِ لوَكيلِهِ: ادعُ الفَعَلَةَ وأعطِهِمُ الأُجرَةَ مُبتَدِئًا مِنَ الآخِرينَ إلَى الأوَّلينَ.
9 فجاءَ أصحابُ السّاعَةِ الحاديَةَ عَشرَةَ وأخَذوا دينارًا دينارًا.
10 فلَمّا جاءَ الأوَّلونَ ظَنّوا أنهُم يأخُذونَ أكثَرَ. فأخَذوا هُم أيضًا دينارًا دينارًا.
11 وفيما هُم يأخُذونَ تذَمَّروا علَى رَبِّ البَيتِ
12 قائلينَ: هؤُلاءِ الآخِرونَ عَمِلوا ساعَةً واحِدَةً، وقَدْ ساوَيتَهُمْ بنا نَحنُ الّذينَ احتَمَلنا ثِقَلَ النَّهارِ والحَرَّ!
13 فأجابَ وقالَ لواحِدٍ مِنهُمْ: يا صاحِبُ، ما ظَلَمتُكَ! أما اتَّفَقتَ مَعي علَى دينارٍ؟
14 فخُذِ الّذي لكَ واذهَبْ، فإنّي أُريدُ أنْ أُعطيَ هذا الأخيرَ مِثلكَ.
15 أوَ ما يَحِلُّ لي أنْ أفعَلَ ما أُريدُ بما لي؟ أم عَينُكَ شِرّيرَةٌ لأنّي أنا صالِحٌ؟
16 هكذا يكونُ الآخِرونَ أوَّلينَ والأوَّلونَ آخِرينَ، لأنَّ كثيرينَ يُدعَوْنَ وقَليلينَ يُنتَخَبونَ».

يسوع يُنبئ بموته وقيامته

17 وفيما كانَ يَسوعُ صاعِدًا إلَى أورُشَليمَ أخَذَ الِاثنَيْ عشَرَ تِلميذًا علَى انفِرادٍ في الطريقِ وقالَ لهُمْ:
18 «ها نَحنُ صاعِدونَ إلَى أورُشَليمَ، وابنُ الإنسانِ يُسَلَّمُ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ والكتبةِ، فيَحكُمونَ علَيهِ بالموتِ،
19 ويُسَلِّمونَهُ إلَى الأُمَمِ لكَيْ يَهزأوا بهِ ويَجلِدوهُ ويَصلِبوهُ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ».

تعليق

اختبر محبة الله وكرمه ونعمته

يقول يسوع مثلاً يبرهن مرة أخرى على عجب محبته العظيمة. يبيّن مثل الفعلة في الكرم النعمة والكرَم غير العاديين لله، الذي يعطي لمن يدخلون الملكوت في الآخر نفس البركات التي يعطيها للذين سبقوهم. أحيانا يجعلنا هذا "نغير" (ع15ب). إننا سعداء بوضعنا حتى نسمع عن شخص آخر في وضع أفضل. ثم، نجرب بأن نحسده. يقلب المالك في هذا المثال كل الموازين التجارية الطبيعية. وهو يفعل هذا، لا ليحصل على ربح أكثر لنفسه، بل لسبب هو العكس تماما من هذا. إنه يريد أن يكون كريما ويدفع أكثر مما يتطلبه العدل. الله هو هذا المالك، وبركاته وغفرانه هم دائما أكثر مما نستحق على الإطلاق.

أحيانا نسمع شهادات من أشخاص مثل شين تايلور ممن عاشوا حياة فظيعة. ثم، عند الساعة "الحادية عشر" (ع9)، يتوبون ويؤمنون بيسوع. فينالون الغفران تماما وينالون بركات موت وقيامة يسوع (ع19). يشكو بعض الناس من أن هذا غير عادل، أو أن أولئك الذين هم على شاكلة شين يتم إعطاءهم مظهراً عاليا زائدا عن اللزوم. ومع هذا يستخدم الله شهاداتهم بصورة عظيمة، غالبا ما تبدو أكثر من أولئك الذين احتملوا "حر النهار" (ع12ب).

كما رأينا بالأمس، ملكوت الله هو ملكوت منقلب رأسا على عقب: "هَكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ" (ع16). يسوع يقول أن هذا ليس سببا لتغاروا بعضكم من بعض. بل، إنه سبب لتتعجبوا من كرم الله. ففي محبته العظيمة يكون كريما مع الكل. الأمر كله يتعلق بالنعمة. وهي أمر لا أحد يستحقه. الأمر كله نتيجة لما سبق فأنبأ به يسوع (ع17-20).

الحقيقة هي أن الله ليس كريما فقط مع أشخاص آخرين مثل شين. لكنه كريم معي ومعك. لو أعطانا الله فقط ما نستحقه، فسنكون في وضع أسوأ بكثير. لكن لو قبلت الكرم الذي يغدقه الله عليك، فستكون النتيجة مذهلة.

من خلال موته وقيامته (ع18-19)، جعل يسوع الغفران لك ولي والتمتع بمحبته العظيمة إلى الأبد لم يعد مستحيلا.

صلاة

أشكرك يا رب لأجل كرمك غير العادي معي. لعلي لا أغار أبدا ممن يبدون أنك باركتهم حتى أكثر مني. أشكرك لأنه يمكنني أن أعرف أنني محبوب الآن وإلى الأبد.

العهد القديم

أيّوبَ 11:‏1-‏14:‏22

صوفر النعماتي

1 فأجابَ صوفرُ النَّعماتيُّ وقالَ:
2 «أكَثرَةُ الكلامِ لا يُجاوَبُ، أم رَجُلٌ مِهذارٌ يتَبَرَّرُ؟
3 أصَلَفُكَ يُفحِمُ النّاسَ، أم تلِخُّ وليس مَنْ يُخزيكَ؟
4 إذ تقولُ: تعليمي زَكيٌّ، وأنا بارٌّ في عَينَيكَ.
5 ولكن يا لَيتَ اللهَ يتَكلَّمُ ويَفتَحُ شَفَتَيهِ معكَ،
6 ويُعلِنُ لكَ خَفيّاتِ الحِكمَةِ! إنَّها مُضاعَفَةُ الفَهمِ، فتعلَمَ أنَّ اللهَ يُغرِمُكَ بأقَلَّ مِنْ إثمِكَ.

7 «أإلَى عُمقِ اللهِ تتَّصِلُ، أم إلَى نِهايَةِ القديرِ تنتَهي؟
8 هو أعلَى مِنَ السماواتِ، فماذا عَساكَ أنْ تفعَلَ؟ أعمَقُ مِنَ الهاويَةِ، فماذا تدري؟
9 أطوَلُ مِنَ الأرضِ طولُهُ، وأعرَضُ مِنَ البحرِ.
10 إنْ بَطَشَ أو أغلَقَ أو جَمَّعَ، فمَنْ يَرُدُّهُ؟
11 لأنَّهُ هو يَعلَمُ أُناسَ السّوءِ، ويُبصِرُ الإثمَ، فهل لا يَنتَبِهُ؟
12 أمّا الرَّجُلُ ففارِغٌ عَديمُ الفَهمِ، وكجَحشِ الفَرا يولَدُ الإنسانُ.

13 «إنْ أعدَدتَ أنتَ قَلبَكَ، وبَسَطتَ إليهِ يَدَيكَ.
14 إنْ أبعَدتَ الإثمَ الّذي في يَدِكَ، ولا يَسكُنُ الظُّلمُ في خَيمَتِكَ،
15 حينَئذٍ ترفَعُ وجهَكَ بلا عَيبٍ، وتَكونُ ثابِتًا ولا تخافُ.
16 لأنَّكَ تنسَى المَشَقَّةَ. كمياهٍ عَبَرَتْ تذكُرُها.
17 وفَوْقَ الظَّهيرَةِ يَقومُ حَظُّكَ. الظَّلامُ يتَحَوَّلُ صباحًا.
18 وتَطمَئنُّ لأنَّهُ يوجَدُ رَجاءٌ. تتَجَسَّسُ حَوْلكَ وتَضطَجِعُ آمِنًا.
19 وتَربِضُ وليس مَنْ يُزعِجُ، ويَتَضَرَّعُ إلَى وجهِكَ كثيرونَ.
20 أمّا عُيونُ الأشرارِ فتتلَفُ، ومَناصُهُمْ يَبيدُ، ورَجاؤُهُمْ تسليمُ النَّفسِ».

أيوب

1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ:
2 «صَحيحٌ إنَّكُمْ أنتُمْ شَعبٌ ومَعَكُمْ تموتُ الحِكمَةُ!
3 غَيرَ أنَّهُ لي فهمٌ مِثلكُمْ. لَستُ أنا دونَكُمْ. ومَنْ ليس عِندَهُ مِثلُ هذِهِ؟
4 رَجُلًا سُخرَةً لصاحِبِهِ صِرتُ. دَعا اللهَ فاستَجابَهُ. سُخرَةٌ هو الصِّدّيقُ الكامِلُ.
5 للمُبتَلي هَوانٌ في أفكارِ المُطمَئنِّ، مُهَيّأٌ لمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ.
6 خيامُ المُخَرِّبينَ مُستَريحَةٌ، والّذينَ يُغيظونَ اللهَ مُطمَئنّونَ، الّذينَ يأتونَ بإلهِهِمْ في يَدِهِمْ!

7 «فاسألِ البَهائمَ فتُعَلِّمَكَ، وطُيورَ السماءِ فتُخبِرَكَ.
8 أو كلِّمِ الأرضَ فتُعَلِّمَكَ، ويُحَدِّثَكَ سمَكُ البحرِ.
9 مَنْ لا يَعلَمُ مِنْ كُلِّ هؤُلاءِ أنَّ يَدَ الرَّبِّ صَنَعَتْ هذا؟
10 الّذي بيَدِهِ نَفَسُ كُلِّ حَيٍّ وروحُ كُلِّ البَشَرِ.
11 أفَلَيسَتِ الأُذُنُ تمتَحِنُ الأقوالَ، كما أنَّ الحَنَكَ يَستَطعِمُ طَعامَهُ؟
12 عِندَ الشَّيبِ حِكمَةٌ، وطولُ الأيّامِ فهمٌ.

13 «عِندَهُ الحِكمَةُ والقُدرَةُ. لهُ المَشورَةُ والفِطنَةُ.
14 هوذا يَهدِمُ فلا يُبنَى. يُغلِقُ علَى إنسانٍ فلا يُفتَحُ.
15 يَمنَعُ المياهَ فتيبَسُ. يُطلِقُها فتقلِبُ الأرضَ.
16 عِندَهُ العِزُّ والفَهمُ. لهُ المُضِلُّ والمُضَلُّ.
17 يَذهَبُ بالمُشيرينَ أسرَى، ويُحَمِّقُ القُضاةَ.
18 يَحُلُّ مَناطِقَ المُلوكِ، ويَشُدُّ أحقاءَهُمْ بوِثاقٍ.
19 يَذهَبُ بالكهنةِ أسرَى، ويَقلِبُ الأقوياءَ.
20 يَقطَعُ كلامَ الأُمَناءِ، ويَنزِعُ ذَوْقَ الشُّيوخِ.
21 يُلقي هَوانًا علَى الشُّرَفاءِ، ويُرخي مِنطَقَةَ الأشِدّاءِ.
22 يَكشِفُ العَمائقَ مِنَ الظَّلامِ، ويُخرِجُ ظِلَّ الموتِ إلَى النّورِ.
23 يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبيدُها. يوَسِّعُ للأُمَمِ ثُمَّ يُجليها.
24 يَنزِعُ عُقولَ رؤَساءِ شَعبِ الأرضِ، ويُضِلُّهُمْ في تيهٍ بلا طَريقٍ.
25 يتَلَمَّسونَ في الظَّلامِ وليس نورٌ، ويُرَنِّحُهُمْ مِثلَ السَّكرانِ.

أيّوبَ 13

1 «هذا كُلُّهُ رأتهُ عَيني. سمِعَتهُ أُذُني وفَطِنَتْ بهِ.
2 ما تعرِفونَهُ عَرَفتُهُ أنا أيضًا. لَستُ دونَكُمْ.
3 ولكني أُريدُ أنْ أُكلِّمَ القديرَ، وأنْ أُحاكَمَ إلَى اللهِ.
4 أمّا أنتُمْ فمُلَفِّقو كذِبٍ. أطِبّاءُ بَطّالونَ كُلُّكُمْ.
5 لَيتَكُمْ تصمُتونَ صَمتًا. يكونُ ذلكَ لكُمْ حِكمَةً.
6 اِسمَعوا الآنَ حُجَّتي، واصغوا إلَى دَعاوَى شَفَتَيَّ.
7 أتَقولونَ لأجلِ اللهِ ظُلمًا، وتَتَكلَّمونَ بغِشٍّ لأجلِهِ؟
8 أتُحابونَ وجهَهُ، أم عن اللهِ تُخاصِمونَ؟
9 أخَيرٌ لكُمْ أنْ يَفحَصَكُمْ، أم تُخاتِلونَهُ كما يُخاتَلُ الإنسانُ؟
10 توبيخًا يوَبِّخُكُمْ إنْ حابَيتُمُ الوُجوهَ خِفيَةً.
11 فهَلّا يُرهِبُكُمْ جَلالُهُ، ويَسقُطُ علَيكُمْ رُعبُهُ؟
12 خُطَبُكُمْ أمثالُ رَمادٍ، وحُصونُكُمْ حُصونٌ مِنْ طينٍ.

13 «اُسكُتوا عَنّي فأتَكلَّمَ أنا، وليُصِبني مَهما أصابَ.
14 لماذا آخُذُ لَحمي بأسناني، وأضَعُ نَفسي في كفّي؟
15 هوذا يَقتُلُني. لا أنتَظِرُ شَيئًا. فقط أُزَكّي طَريقي قُدّامَهُ.
16 فهذا يَعودُ إلَى خَلاصي، أنَّ الفاجِرَ لا يأتي قُدّامَهُ.
17 سمعًا اسمَعوا أقوالي وتَصريحي بمَسامِعِكُمْ.
18 هأنَذا قد أحسَنتُ الدَّعوَى. أعلَمُ أنّي أتَبَرَّرُ.
19 مَنْ هو الّذي يُخاصِمُني حتَّى أصمُتَ الآنَ وأُسلِمَ الرّوحَ؟

20 إنَّما أمرَينِ لا تفعَلْ بي، فحينَئذٍ لا أختَفي مِنْ حَضرَتِكَ.
21 أبعِدْ يَدَيكَ عَنّي، ولا تدَعْ هَيبَتَكَ تُرعِبُني.
22 ثُمَّ ادعُ فأنا أُجيبُ، أو أتَكلَّمُ فتُجاوِبُني.
23 كمْ لي مِنَ الآثامِ والخطايا؟ أعلِمني ذَنبي وخَطيَّتي.
24 لماذا تحجُبُ وجهَكَ، وتَحسِبُني عَدوًّا لكَ؟
25 أتُرعِبُ ورَقَةً مُندَفَعَةً، وتُطارِدُ قَشًّا يابِسًا؟
26 لأنَّكَ كتَبتَ علَيَّ أُمورًا مُرَّةً، وورَّثتَني آثامَ صِبايَ،
27 فجَعَلتَ رِجلَيَّ في المِقطَرَةِ، ولاحَظتَ جميعَ مَسالِكي، وعلَى أُصول رِجلَيَّ نَبَشتَ.
28 وأنا كمُتَسَوِّسٍ يَبلَى، كثَوْبٍ أكلهُ العُثُّ.

أيّوبَ 14

1 «الإنسانُ مَوْلودُ المَرأةِ، قَليلُ الأيّامِ وشَبعانُ تعَبًا.
2 يَخرُجُ كالزَّهرِ ثُمَّ يَنحَسِمُ ويَبرَحُ كالظِّلِّ ولا يَقِفُ.
3 فعلَى مِثلِ هذا حَدَّقتَ عَينَيكَ، وإيّايَ أحضَرتَ إلَى المُحاكَمَةِ معكَ.
4 مَنْ يُخرِجُ الطّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لا أحَدٌ!
5 إنْ كانتْ أيّامُهُ مَحدودَةً، وعَدَدُ أشهُرِهِ عِندَكَ، وقَدْ عَيَّنتَ أجَلهُ فلا يتَجاوَزُهُ،
6 فأقصِرْ عنهُ ليَستَرِحْ، إلَى أنْ يُسَرَّ كالأجيرِ بانتِهاءِ يومِهِ.

7 «لأنَّ للشَّجَرَةِ رَجاءً. إنْ قُطِعَتْ تُخلِفْ أيضًا ولا تُعدَمُ خَراعيبُها.
8 ولَوْ قَدُمَ في الأرضِ أصلُها، وماتَ في التُّرابِ جِذعُها،
9 فمِنْ رائحَةِ الماءِ تُفرِخُ وتُنبِتُ فُروعًا كالغِرسِ.
10 أمّا الرَّجُلُ فيَموتُ ويَبلَى. الإنسانُ يُسلِمُ الرّوحَ، فأين هو؟
11 قد تنفَدُ المياهُ مِنَ البحرَةِ، والنَّهرُ يَنشَفُ ويَجِفُّ،
12 والإنسانُ يَضطَجِعُ ولا يَقومُ. لا يَستَيقِظونَ حتَّى لا تبقَى السماواتُ، ولا يَنتَبِهونَ مِنْ نَوْمِهِمْ.

13 «لَيتَكَ تواريني في الهاويَةِ، وتُخفيني إلَى أنْ يَنصَرِفَ غَضَبُكَ، وتُعَيِّنُ لي أجَلًا فتذكُرَني.
14 إنْ ماتَ رَجُلٌ أفَيَحيا؟ كُلَّ أيّامِ جِهادي أصبِرُ إلَى أنْ يأتيَ بَدَلي.
15 تدعو فأنا أُجيبُكَ. تشتاقُ إلَى عَمَلِ يَدِكَ.
16 أمّا الآنَ فتُحصي خَطَواتي، ألا تُحافِظُ علَى خَطيَّتي!
17 مَعصيَتي مَختومٌ علَيها في صُرَّةٍ، وتُلَفِّقُ علَيَّ فوقَ إثمي.

18 «إنَّ الجَبَلَ السّاقِطَ يَنتَثِرُ، والصَّخرَ يُزَحزَحُ مِنْ مَكانِهِ.
19 الحِجارَةُ تبليها المياهُ وتَجرُفُ سُيولُها تُرابَ الأرضِ، وكذلكَ أنتَ تُبيدُ رَجاءَ الإنسانِ.
20 تتَجَبَّرُ علَيهِ أبدًا فيَذهَبُ. تُغَيِّرُ وجهَهُ وتَطرُدُهُ.
21 يُكرَمُ بَنوهُ ولا يَعلَمُ، أو يَصغُرونَ ولا يَفهَمُ بهِمْ.
22 إنَّما علَى ذاتِهِ يتَوَجَّعُ لَحمُهُ وعلَى ذاتِها تنوحُ نَفسُهُ».

تعليق

تمسك بمحبته العجيبة أثناء الأيام الصعبة

يتمسك أيوب، في وسط فترة طويلة من المعاناة المكثفة، بمحبة الله الرائعة. فيقول، "هُوَذَا يَقْتُلُنِي. لاَأَنْتَظِرُ شَيْئاً" (15:13).

رغم أن أيوب عاش حياة بلا لوم ومستقيمة، خائفا الله ويحيد عن الشر (1:1)، إلا أنه لم يكن بلا خطية. فهو يتكلم هنا عن "آثَامَ صِبَايَ" (26:13) ويقول، "مَعْصِيَتِي مَخْتُومٌ عَلَيْهَا فِي صُرَّةٍ وَتُلَفِّقُ عَلَيَّ فَوْقَ إِثْمِي" (17:14).

الخطأ الذي وقع فيه أصدقاء أيوب هو أنهم ظنوا أن معاناته كانت مرتبطة بخطيته. نرى في هذه الفقرة إحباط أيوب المتزايد بسبب أصدقائه. فهم مستمرون في التفكير بخصوص "الخطية" (6:11، 14) ويكومون الإدانة على أيوب بصورة مؤثرة (ع5). إنهم يتكلمون بتفاهات لا تقدم أي راحة حقيقية.

أخيرا يستدير أيوب ويرد، "غَيْرَ أَنَّهُ لِي فَهْمٌ مِثْلَكُمْ. لَسْتُ أَنَا دُونَكُمْ. وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ مِثْلُ هَذِهِ" (3:12). "مَا تَعْرِفُونَهُ عَرَفْتُهُ أَنَا أَيْضاً. لَسْتُ دُونَكُمْ" (2:13). إنه يشير لهم بأن أفضل شيء يصنعونه هو ألا يتفوهوا بشيء: "لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتاً. يَكُونُ ذَلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (ع5).

نحتاج لمثل هذه الحكمة عندما يتألم الناس، لا نتكلم كلاما تافها بل نبرهن على محبة الله الرائعة بتصرفاتنا وأننا حريصون تماما في كل ما نقول.

كان لدى أيوب توجها صحيا أكثر بكثير من أصدقائه. ففي معاناته الكثيفة يختبر هذا الشعور الرهيب بالوحدة ويصرخ لله، "لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَحْسِبُنِي عَدُوّاً لَكَ" (ع24). بعدما ماتت زوجة سي. س. لويس، كتب كتابا أسماه "حزن ملحوظ A Grief Observed.". ويشبه في هذا الكتاب هذا النوع من الخبرات "بباب صفع في وجهك".

ولكن، وسط كل هذا، كان أيوب قادرا أن يقول لله، "حتى ولو قتلتني، سأظل راجيا" (ع15، الرسالة). إنه يعرف الله ويثق فيه كفاية، حتى في عمق اليأس.

اعرف وثق أن مقدار حياتك معيَّن من قبل الله بالتمام وأنه "إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ وَقَدْعَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ" (5:14).

وفي نفس الوقت، يبدو أن أيوب قد حاز على لمحة عن الحياة بعد القبر –أن لا شيء، ولا حتى الموت، يمكنه أن يفصلك عن محبة الله العظيمة: "إن كنا نحن البشر نموت، هل نحيا ثانية؟ هذا هو سؤالي. خلال كل هذه الأيام الصعبة أنا مستمر في الرجاء، منتظرا التحول الأخير –أنتظر القيامة!" (ع14، الرسالة، أنظر أيضا 25:19 إلخ).

أنت وأنا أفضل بكثير جدا من أيوب لأننا نعلم عن صليب وقيامة يسوع كما أن لدينا الرجاء الأكيد بخصوص الأبدية في محضر الله – متعجبين من محبته العظيمة إلى الأبد.

وبينما تتكشَّف قصة أيوب، نرى أنه مُحقٌّ في أن يستمر واثقا في الله. لم يشرح الله لأيوب أبدا سبب سماحه بأن يمر بكل هذا، لكن تم تبرير ثقة أيوب في محبة الله. وسط المعاناة، علينا بطريقة ما أن نتمسك بتمييز مراحم الله (مز7:17).

صلاة

أشكرك يا رب لأنه برغم أنه يوجد الكثير جدا مما لا أفهمه في هذا العالم، إلا أنه يمكنني أن اثق في محبتك العجيبة. ساعدني اليوم، وكل يوم، لأستمر مندهشا من محبتك العظيمة لأجلي

تعليق من بيبا

مت16:20

"هَكَذَايَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ"

تم استخدام هذه الآية خارج سياقها كثيرا. عندما كان الأطفال صغارا وخسروا سباقات الجري، أو لم يجيبوا جيدا في الاختبارات أو المسابقات، كنت أقول، "هَكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ". كان هذا نوع من الدعابة، ولكن تذكيرا أيضا أن ما نقيّمه في الحياة – النجاح، الإنجاز، بلوغ القمة – لن يتم تقييمه بنفس الطريقة في ملكوت السماوات.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

C. S. Lewis, A Grief Observed, (Faber & Faber, 2013).

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • Wisdom BIBLE
  • wisdom COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more