أصلح أفكارك
المقدمة
عندما يُسأل الشعب البريطاني من هو أعظم بريطاني في كل العصور، غالبا ما يأتي اسم السير وينستون تشرشل على رأس القائمة. وإن سألت شخصا أمريكيا من هو أعظم شخص أمريكي، فقد يجيب جورج واشنطون أو أبراهام لينكولن. إن سألت شخصا يهوديا في بداية القرن الأول الميلادي من هو أعظم شخص يهودي، فلا شك إنه كان سيقول "موسى". كان موسى أعظم شخصية في تاريخهم. فقد أنقذهم من العبودية وأعطاهم الناموس.
يصف كاتب العبرانيين لليهود المسيحيين كيف أن يسوع أعظم من موسى. وحجته هي، برغم عظمة موسى، إلا أن يسوع يقع في فئة مختلفة تماما. فيسوع هو "مركز كل ما نؤمن به" (عب1:3، الرسالة)؛ "فَإِنَّ هذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ" (ع3). "وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ" (ع5)؛ "وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ" (ع6).
مواضيع فقرات اليوم هي المشاكل والإحباط وأوقات التجربة والبلايا والضيقات. بحسب العهد الجديد، السر في التعامل مع كل هذه هو "ثبتوا أفكاركم على يسوع" (ع1).
المَزاميرُ 119:137-144
137 بارٌّ أنتَ يا رَبُّ، وأحكامُكَ مُستَقيمَةٌ.
138 عَدلًا أمَرتَ بشَهاداتِكَ، وحَقًّا إلَى الغايَةِ.
139 أهلكَتني غَيرَتي، لأنَّ أعدائي نَسوا كلامَكَ.
140 كلِمَتُكَ مُمَحَّصَةٌ جِدًّا، وعَبدُكَ أحَبَّها.
141 صَغيرٌ أنا وحَقيرٌ، أمّا وصاياكَ فلَمْ أنسَها.
142 عَدلُكَ عَدلٌ إلَى الدَّهرِ، وشَريعَتُكَ حَقٌّ.
143 ضيقٌ وشِدَّةٌ أصاباني، أمّا وصاياكَ فهي لَذّاتي.
144 عادِلَةٌ شَهاداتُكَ إلَى الدَّهرِ. فهِّمني فأحيا.
ق
تعليق
المشاكل والإحباط
عند أية نقطة من حياتنا عادة ما توجد منطقة ما تسبب لنا الضيق والإحباط. قد يكون شيئا تمر به أنت، أو عضو من أعضاء العائلة، أو صديق مقرب، أو شيء يتعلق بعملك أو خدمتك.
أتذكر ما قاله القس الأمريكي ريك وارين أنه اعتاد أن يفكر أن الحياة كانت سلسلة من المعارك، متبوعة بأوقات من البركة. الآن، يفكر في الحياة كشيء يسير على قضيبين – قضيب منهما هو البركة والآخر هو المعركة. فهما يسيران متزامنين.
لا شك أن المرنم قد مر بأوقات من المعارك: "ضِيْقٌ وَشِدَّةٌ أَصَابَانِي" (ع143).
كيف نتجاوب مع هذا؟ إجابة المرنم هي أن نستمر نثق في الرب. إنه يستمر في تصديق أن كلمات الله "جديرة تماما بالتصديق" (ع138): "وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا ... أَمَّا وَصَايَاكَ فَهِيَ لَذَّاتِي" (ع140، 143).
إنه يثبت أفكاره على الرب: "بَارٌّ أَنْتَ يَا رَبُّ" (ع137). الإعلان العظيم الذي في العهد الجديد هو أن "يسوع رب" (رو9:10). إنه من عليك أن تثبت أفكارك فيه.
يا رب، أشكرك لأنه في أوقات المتاعب والإحباط يمكنني أن أثبت أفكاري عليك وأثق في وعودك.
العِبرانيّينَ 3:1-19
التحذير من عدم الإيمان
1 مِنْ ثَمَّ أيُّها الإخوَةُ القِدّيسونَ، شُرَكاءُ الدَّعوَةِ السماويَّةِ، لاحِظوا رَسولَ اعتِرافِنا ورَئيسَ كهَنَتِهِ المَسيحَ يَسوعَ،
2 حالَ كونِهِ أمينًا للّذي أقامَهُ، كما كانَ موسَى أيضًا في كُلِّ بَيتِهِ.
3 فإنَّ هذا قد حُسِبَ أهلًا لمَجدٍ أكثَرَ مِنْ موسَى، بمِقدارِ ما لباني البَيتِ مِنْ كرامَةٍ أكثَرَ مِنَ البَيتِ.
4 لأنَّ كُلَّ بَيتٍ يَبنيهِ إنسانٌ ما، ولكن بانيَ الكُلِّ هو اللهُ.
5 وموسَى كانَ أمينًا في كُلِّ بَيتِهِ كخادِمٍ، شَهادَةً للعَتيدِ أنْ يُتَكلَّمَ بهِ.
6 وأمّا المَسيحُ فكابنٍ علَى بَيتِهِ. وبَيتُهُ نَحنُ إنْ تمَسَّكنا بثِقَةِ الرَّجاءِ وافتِخارِهِ ثابِتَةً إلَى النِّهايَةِ.
التحذير من عدم الإيمان
7 لذلكَ كما يقولُ الرّوحُ القُدُسُ: «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ،
8 فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ، كما في الإسخاطِ، يومَ التَّجرِبَةِ في القَفرِ
9 حَيثُ جَرَّبَني آباؤُكُمُ. اختَبَروني وأبصَروا أعمالي أربَعينَ سنَةً.
10 لذلكَ مَقَتُّ ذلكَ الجيلَ، وقُلتُ: إنهُم دائمًا يَضِلّونَ في قُلوبهِمْ، ولكنهُمْ لَمْ يَعرِفوا سُبُلي.
11 حتَّى أقسَمتُ في غَضَبي: لن يَدخُلوا راحَتي».
12 اُنظُروا أيُّها الإخوَةُ، أنْ لا يكونَ في أحَدِكُمْ قَلبٌ شِرّيرٌ بعَدَمِ إيمانٍ في الِارتِدادِ عن اللهِ الحَيِّ.
13 بل عِظوا أنفُسَكُمْ كُلَّ يومٍ، ما دامَ الوقتُ يُدعَى اليومَ، لكَيْ لا يُقَسَّى أحَدٌ مِنكُمْ بغُرورِ الخَطيَّةِ.
14 لأنَّنا قد صِرنا شُرَكاءَ المَسيحِ، إنْ تمَسَّكنا ببَداءَةِ الثِّقَةِ ثابِتَةً إلَى النِّهايَةِ،
15 إذ قيلَ: «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ، فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ، كما في الإسخاطِ».
16 فمَنْ هُمُ الّذينَ إذ سمِعوا أسخَطوا؟ أليس جميعُ الّذينَ خرجوا مِنْ مِصرَ بواسِطَةِ موسَى؟
17 ومَنْ مَقَتَ أربَعينَ سنَةً؟ أليس الّذينَ أخطأوا، الّذينَ جُثَثُهُمْ سقَطَتْ في القَفرِ؟
18 ولِمَنْ أقسَمَ: «لن يَدخُلوا راحَتَهُ»، إلّا للّذينَ لَمْ يُطيعوا؟
19 فنَرَى أنهُم لَمْ يَقدِروا أنْ يَدخُلوا لعَدَمِ الإيمانِ.
تعليق
أوقات الامتحان
الإيمان الذي لم يمتحن لا يمكن الثقة فيه. عاجلا أو آجلا سنمر جميعا بأوقات من الامتحان. في هذه الأوقات يكون التحدي أن نبقى أمناء لله – ألا نقسي قلوبنا بل نحفظها لينة رقيقة من نحو الله – أن نستمر نثق برغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجه إيماننا.
أثناء هذه الأوقات من الامتحان، كل مرة تشعر فيها بأنك تفعل الشيء الخطأ ولكن تختار فعل الصواب، تنمو في النضج الروحي والحكمة والنزاهة والأمانة.
"كان موسى أمينا" (ع2). لكن يسوع بالطبع، هو مثلنا الأعلى في الأمانة. فقد مر بسنوات من التدريب وأوقات من التجارب القوية في البرية. ولكنه كان "أمينا في كل ما أعطاه الله ليعمله" (ع2، الرسالة).
كُتِبت هذه الرسالة لمجموعة من الناس كانت تمر بوقت من الامتحانات والاضطهاد. وقد كُتبت لتشجعهم على الثبات في "شجاعتهم ورجاءهم" (ع6)، تلهمهم حياة يسوع: "ثبتوا أفكاركم في يسوع" (ع1).
في هذه الفقرة، يقتبس الكاتب من مز7:95-11 (عب7:3-11). واللافت للنظر، إنه لم يكتب، "كما قال الروح القدس" بل، "كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ" (ع7). فهو يؤمن بوضوح بأن الروح القدس يستمر في الحديث من خلال الأسفار المقدسة بطريقة معاصرة للقراء. توقع من الروح القدس أثناء قراءتك للكتاب المقدس أن يتكلم معك اليوم.
برغم لحظة الخلاص العظيمة العالية من مصر، إلا أن شعب الله قد سقط في أوقات الامتحان في البرية (ع17). وهذا تحذير لنا: "اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ" (ع12-13).
واحد من أدوية عدم الإيمان الذي يسلط الكاتب الضوء عليه هنا هو الجماعة. فهو يوصيهم "عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ" (ع13). هذا هو سرّ الأهمية الشديدة في أن نكون جزءا من مجتمع مسيحي، وأن نقضي الوقت مع مسيحيين آخرين، مشجعين بعضنا البعض وحتى نبني إيمان بعضنا البعض.
"غرور (خداع) الخطية" هو تعبير مثير للاهتمام بحق. الخطية مخادعة. فإن لم تكن كذلك، لما أخطأنا. عادة ما تكون الخطية مصحوبة بعنوان مخادع: "ليست هذه خطية حقا، ولن تضرّك البتة بأي صورة". لكن، عندما ندخل في الخطية، تبدأ تتكون أنماط سيئة، يبدأ ضميرنا يذبل وتصبح قلوبنا قاسية.
في مركز الخطية نرى عدم الإيمان. منذ جنة عدن، تسبب خداع الخطية في أن نشك في صلاح الله ومحبته لنا وكلمته – "أحقا قال الله" (تك1:3)، "لن تموتا" (4:3). دائما ما تبتلع كذبة بشأن الله قبل أن تبتلع الثمرة الممنوعة. بالنسبة لنا اليوم، لا زال الأمر كما هو. إن كنا قد صدقنا حقا محبة الله لنا، وصلاحه وكلمته، فلن نسقط في خداع الخطية.
ولأن شعب الله ظل يشكو، لم يدخلوا راحة الله أبدا – والتي كانت الأمر الذي أرادوه. لم يثقوا في أن الله سيمنحهم إياه. كانوا "غير مؤمنين" (عب12:3). لم يقدروا أن يدخلوا راحة الله "لِعَدَمِ الإِيمَانِ" (ع19). عندما لا نثق في الله، نخسر سلام الله. ستجِد السلام بتثبيت أفكارك على يسوع، واثقا فيه ومصغيا له بينما يستمر في التكلم إليك من خلال الكتاب المقدس.
يا رب، ساعدني اليوم حتى أثبت أفكاري على يسوع. ساعدني حتى لا أحيا في خوف وعدم إيمان بل في ثقة وسلام.
يوئيل 1:1-2:17
دعوة للتوبة
1 قَوْلُ الرَّبِّ الّذي صارَ إلَى يوئيلَ بنِ فثوئيلَ:
غزو الجراد
2 اِسمَعوا هذا أيُّها الشُّيوخُ، وأصغوا يا جميعَ سُكّانِ الأرضِ! هل حَدَثَ هذا في أيّامِكُمْ، أو في أيّامِ آبائكُم؟
3 أخبِروا بَنيكُمْ عنهُ، وبَنوكُمْ بَنيهِمْ، وبَنوهُم دَوْرًا آخَرَ.
4 فضلَةُ القَمَصِ أكلها الزَّحّافُ، وفَضلَةُ الزَّحّافِ أكلها الغَوْغاءُ، وفَضلَةُ الغَوْغاءِ أكلها الطَّيّارُ.
5 اِصحوا أيُّها السَّكارَى، وابكوا وولوِلوا يا جميعَ شارِبي الخمرِ علَى العَصيرِ لأنَّهُ انقَطَعَ عن أفواهِكُمْ.
6 إذ قد صَعِدَتْ علَى أرضي أُمَّةٌ قَويَّةٌ بلا عَدَدٍ، أسنانُها أسنانُ الأسَدِ، ولها أضراسُ اللَّبوَةِ.
7 جَعَلَتْ كرمَتي خَرِبَةً وتينَتي مُتَهَشَّمَةً. قد قَشَرَتها وطَرَحَتها فابيَضَّتْ قُضبانُها.
8 نوحي يا أرضي كعَروسٍ مؤتَزِرَةٍ بمَسحٍ مِنْ أجلِ بَعلِ صِباها.
9 انقَطَعَتِ التَّقدِمَةُ والسَّكيبُ عن بَيتِ الرَّبِّ. ناحَتِ الكهنةُ خُدّامُ الرَّبِّ.
10 تلِفَ الحَقلُ، ناحَتِ الأرضُ لأنَّهُ قد تلِفَ القمحُ، جَفَّ المِسطارُ، ذَبُلَ الزَّيتُ.
11 خَجِلَ الفَلّاحونَ، ولوَلَ الكَرّامونَ علَى الحِنطَةِ وعلَى الشَّعيرِ، لأنَّهُ قد تلِفَ حَصيدُ الحَقلِ.
12 الجَفنَةُ يَبِسَتْ، والتّينَةُ ذَبُلَتْ. الرُّمّانَةُ والنَّخلَةُ والتُّفّاحَةُ، كُلُّ أشجارِ الحَقلِ يَبِسَتْ. إنَّهُ قد يَبِسَتِ البَهجَةُ مِنْ بَني البَشَرِ.
دعوة للتوبة
13 تنَطَّقوا ونوحوا أيُّها الكهنةُ. ولوِلوا يا خُدّامَ المَذبَحِ. ادخُلوا بيتوا بالمُسوحِ يا خُدّامَ إلهي، لأنَّهُ قد امتَنَعَ عن بَيتِ إلهِكُمُ التَّقدِمَةُ والسَّكيبُ.
14 قَدِّسوا صَوْمًا. نادوا باعتِكافٍ. اجمَعوا الشُّيوخَ، جميعَ سُكّانِ الأرضِ إلَى بَيتِ الرَّبِّ إلهِكُمْ واصرُخوا إلَى الرَّبِّ.
15 آهِ علَى اليومِ! لأنَّ يومَ الرَّبِّ قريبٌ. يأتي كخَرابٍ مِنَ القادِرِ علَى كُلِّ شَيءٍ.
16 أما انقَطَعَ الطَّعامُ تُجاهَ عُيونِنا؟ الفَرَحُ والِابتِهاجُ عن بَيتِ إلهِنا؟
17 عَفَّنَتِ الحُبوبُ تحتَ مَدَرِها. خَلَتِ الأهراءُ. انهَدَمَتِ المَخازِنُ لأنَّهُ قد يَبِسَ القمحُ.
18 كمْ تئنُّ البَهائمُ! هامَتْ قُطعانُ البَقَرِ لأنْ ليس لها مَرعًى. حتَّى قُطعانُ الغَنَمِ تفنَى.
19 إلَيكَ يا رَبُّ أصرُخُ، لأنَّ نارًا قد أكلَتْ مَراعيَ البَرّيَّةِ، ولهيبًا أحرَقَ جميعَ أشجارِ الحَقلِ.
20 حتَّى بَهائمُ الصَّحراءِ تنظُرُ إلَيكَ، لأنَّ جَداوِلَ المياهِ قد جَفَّتْ، والنّارَ أكلَتْ مَراعيَ البَرّيَّةِ.
يوم الرب
1 اِضرِبوا بالبوقِ في صِهيَوْنَ. صَوِّتوا في جَبَلِ قُدسي! ليَرتَعِدْ جميعُ سُكّانِ الأرضِ لأنَّ يومَ الرَّبِّ قادِمٌ، لأنَّهُ قريبٌ:
2 يومُ ظَلامٍ وقَتامٍ، يومُ غَيمٍ وضَبابٍ، مِثلَ الفَجرِ مُمتَدًّا علَى الجِبالِ. شَعبٌ كثيرٌ وقَويٌّ لَمْ يَكُنْ نَظيرُهُ منذُ الأزَلِ، ولا يكونُ أيضًا بَعدَهُ إلَى سِني دَوْرٍ فدَوْرٍ.
3 قُدّامَهُ نارٌ تأكُلُ، وخَلفَهُ لهيبٌ يَحرِقُ. الأرضُ قُدّامَهُ كجَنَّةِ عَدنٍ وخَلفَهُ قَفرٌ خَرِبٌ، ولا تكونُ مِنهُ نَجاةٌ.
4 كمَنظَرِ الخَيلِ مَنظَرُهُ، ومِثلَ الأفراسِ يَركُضونَ.
5 كصَريفِ المَركَباتِ علَى رؤوسِ الجِبالِ يَثِبونَ. كزَفيرِ لهيبِ نارٍ تأكُلُ قَشًّا. كقَوْمٍ أقوياءَ مُصطَفّينَ للقِتالِ.
6 مِنهُ ترتَعِدُ الشُّعوبِ. كُلُّ الوُجوهِ تجمَعُ حُمرَةً.
7 يَجرونَ كأبطالٍ. يَصعَدونَ السّورَ كرِجالِ الحَربِ، ويَمشونَ كُلُّ واحِدٍ في طريقِهِ، ولا يُغَيِّرونَ سُبُلهُمْ.
8 ولا يُزاحِمُ بَعضُهُمْ بَعضًا. يَمشونَ كُلُّ واحِدٍ في سبيلِهِ، وبَينَ الأسلِحَةِ يَقَعونَ ولا يَنكَسِرونَ.
9 يتَراكَضونَ في المدينةِ. يَجرونَ علَى السّورِ. يَصعَدونَ إلَى البُيوتِ. يَدخُلونَ مِنَ الكوَى كاللِّصِّ.
10 قُدّامَهُ ترتَعِدُ الأرضُ وتَرجُفُ السماءُ. الشَّمسُ والقَمَرُ يُظلِمانِ، والنُّجومُ تحجُزُ لَمَعانَها.
11 والرَّبُّ يُعطي صوتَهُ أمامَ جَيشِهِ. إنَّ عَسكَرَهُ كثيرٌ جِدًّا. فإنَّ صانِعَ قَوْلِهِ قَويٌّ، لأنَّ يومَ الرَّبِّ عظيمٌ ومَخوفٌ جِدًّا، فمَنْ يُطيقُهُ؟
مزقوا قلوبكم
12 «ولكن الآنَ، يقولُ الرَّبُّ، ارجِعوا إلَيَّ بكُلِّ قُلوبكُمْ، وبالصَّوْمِ والبُكاءِ والنَّوْحِ.
13 ومَزِّقوا قُلوبَكُمْ لا ثيابَكُمْ». وارجِعوا إلَى الرَّبِّ إلهِكُمْ لأنَّهُ رَؤوفٌ رحيمٌ، بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الرّأفَةِ ويَندَمُ علَى الشَّرِّ.
14 لَعَلَّهُ يَرجِعُ ويَندَمُ، فيُبقيَ وراءَهُ بَرَكَةَ، تقدِمَةٍ وسَكيبًا للرَّبِّ إلهِكُمْ.
15 اِضرِبوا بالبوقِ في صِهيَوْنَ. قَدِّسوا صَوْمًا. نادوا باعتِكافٍ.
16 اِجمَعوا الشَّعبَ. قَدِّسوا الجَماعَةَ. احشُدوا الشُّيوخَ. اجمَعوا الأطفالَ وراضِعي الثُّديِّ. ليَخرُجِ العَريسُ مِنْ مِخدَعِهِ والعَروسُ مِنْ حَجَلَتِها.
17 ليَبكِ الكهنةُ خُدّامُ الرَّبِّ بَينَ الرِّواقِ والمَذبَحِ، ويقولوا: «اشفِقْ يا رَبُّ علَى شَعبِكَ، ولا تُسَلِّمْ ميراثَكَ للعارِ حتَّى تجعَلهُمُ الأُمَمُ مَثَلًا. لماذا يقولونَ بَينَ الشُّعوبِ: أين إلهُهُمْ؟».
استجابة الرب
تعليق
عندما تقع الكارثة
كتب يوجين بيترسون، "عندما تقع الكارثة، يصبح فهمنا لله في خطر". توجد أوقات عندما نواجه مرضا أو موتا غير متوقع، أو كارثة قومية، تمزقا اجتماعيا، خسارة شخصية، عدم استقرار اقتصادي أو دمار بسبب كارثة طبيعية. يتابع بيترسون: "مهمة النبي هي أن يقف في تلك اللحظات الكارثية ويوضح من هو الله وكيف يتصرف".
يصف النبي يوئيل وقت وقوع الكارثة – والدمار الكبير الذي تحدثه ضربة الجراد. ربما كان هذا حدثا حقيقيا أو رؤية ما. كانت هناك ضربة جراد ضربت أورشليم في عام 915 ق.م. والدمار الذي تسببت فيه كان غير عادي.
جيش الجراد (بدون مبيد حشري) جيش ثابت وقوي، لا يمكن إيقافه ولا يُقهر. إنه يخرب الكروم ويزيل البساتين ونتيجة لهذا تفسد المحاصيل. وبالتالي لا تكون لدى المواشي ما تأكله. يشبه الجراد الإعصار الذي يتحرك عبر الأرض.
"يا له من يوم! يوم دينونة! لقد جاء يوم دينونة الله" (15:1، الرسالة). هذه الصورة عن الجراد يلتقطها سفر الرؤيا وتُستخدم فيه لوصف ضيقات الدينونة الأخيرة (رؤ7:9-11).
استخدم يسوع نفسه لغة يوئيل2، "اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يُظْلِمَانِ، وَالنُّجُومُ تَحْجُزُ لَمَعَانَهَا" (يوئ10:2؛ أنظر أيضا مت29:24)، في وصفه للدينونة الآتية.
كيف ينبغي أن يكون رد فعلنا تجاه كل هذا؟ لا أحد منا يحب الاعتذارات النابعة من قلب غير كامل – ولا الله أيضا. إنه يبحث عن توبة حقيقية:
"وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ." (يوئ12:2-13).
وسط هذه النبوات التي تتحدث عن الدينونة يوجد رجاء. إن التفتنا إلى الله وطلبنا غفرانه، فليس علينا أن نخاف فيما بعد من هذه الدينونة الأخيرة. يستخدم يوئيل صورة البوق الذي يُنفخ ليعلن عن يوم الدينونة هذا (ع1).
ومع هذا ففي العهد الجديد، يستخدم بولس نفس هذه الصورة ليصف كيف غلب يسوع الموت، وجعل الغفران والخلاص ممكنين – "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ ... ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ ... وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1كو52:15-57).
أيها الآب، أشكرك لأنك منعم وعطوف وطيب ورحيم. ساعدني، بينما أنتظر بثقة يوم عودته، حتى أثبت افكاري على يسوع.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
عب1:3
"ثبتوا أفكاركم في يسوع" (تفسيرية)
يشبه تثبيت أفكاري تربية القطط أحيانا. يميل ذهني إلى أن يكون ملمَّاً بالمكان كله. يتطلب الإبقاء على أفكاري "مثبتة" أن أنَحِّي جانبا عن وعي قائمة "ما يجب فعله" وضبط الأفكار لتلتقط موجة "صوت الله الخافت الهاديء".
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.