التصق بها
المقدمة
تم القبض على مريام ومارزيه في إيران في مارس عام 2009. جريمتهما: إنهما مسيحيان. تم اقتيادهما معصوبي العينين واستجوابهما وقد مرضا أثناء الوقت الذي قضياه في السجن. في 9 أغسطس، تم اقتيادهما إلى المحكمة. سأل السيد هداد، محامي الادعاء، المرأتين إن كانتا مسيحيتين. فأجابتاه، "نحن نحب يسوع". فكرر سؤاله فأجابتاه، "نعم نحن مسيحيتان".
سأل السيد هداد ما إذا كانتا نادمتين لكونهما أصبحتا مسيحيتين، وهو ما أجابتا عليه، "لس لدينا ما نندم عليه". فصرح بصورة قاطعة، "ينبغي أن تجحدا إيمانكما قولا وكتابة". فوقفتا بثبات وأجابتا، "لن ننكر إيماننا".
فقال السيد هداد للمرأتين أن تعودا إلى السجن لتفكرا بشأن خياراتهما ثم تعودا إليه عندما تكونان مستعدتين (للإذعان)، فأجبت ميريام ومارزيه، "لقد فكرنا بالفعل".
يكتب كاتب العبرانيين إلى مسيحيين معرضين للاضطهاد: "وَلكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ" (عب32:10) – كما فعلت ميريام ومارزيه أمام المدعين ضدهما. (حمدا لله على إطلاق سراحهما وهما حرتان الآن).
الرغبة في المثابرة هي غالبا ما يمثل الفرق بين النجاح والفشل. وهذا يصح حتى على تعلم مهارة أو رياضة جديدة، أو تحقيق النجاح في العمل. كتب يوس بيلنجس، "فكّر في طابع البريد؛ تتمثل الفائدة منه في القدرة على الالتصاق بشيء واحد حتى الوصول إلى محطته". "القدرة على الالتصاق" هي المفتاح أيضا إلى الحياة المسيحية. إن كنت تريد أن تتعلم أن تقرأ الكتاب المقدس، وتصلي، وتقاوم الشر، أو أي شيء آخر، تعلم أن تثابر. يشجع كاتب العبرانيين قراءه على ألا يكونوا "مرتدين" بل "ملتصقين مثابرين مع الرب" (ع34-39، الرسالة).
المَزاميرُ 123:1-4
المَزمورُ المِئَةُ والثّالِثُ والعِشرونَ
ترنيمَةُ المَصاعِدِ
1 إلَيكَ رَفَعتُ عَينَيَّ يا ساكِنًا في السماواتِ.
2 هوذا كما أنَّ عُيونَ العَبيدِ نَحوَ أيدي سادَتِهِمْ، كما أنَّ عَينَيِ الجاريَةِ نَحوَ يَدِ سيِّدَتِها، هكذا عُيونُنا نَحوَ الرَّبِّ إلهِنا حتَّى يتَرأّفَ علَينا.
3 ارحَمنا يا رَبُّ ارحَمنا، لأنَّنا كثيرًا ما امتَلأنا هَوانًا.
4 كثيرًا ما شَبِعَتْ أنفُسُنا مِنْ هُزءِ المُستَريحينَ وإهانَةِ المُستَكبِرينَ.
تعليق
انظر إلى الله طلبا للمعونة
"أنظر إليك ... يا الله، أنظر إليك طلبا للمعونة" (ع1، الرسالة). مثل المرنم، أنتظر الله بصبر طلبا للمعونة. التصق بمعونة الله في وجه المقاومة: "لأَنَّنَا كَثِيرًا مَا امْتَلأْنَا هَوَانًا. كَثِيرًا مَا شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا مِنْ هُزْءِ الْمُسْتَرِيحِينَ وَإِهَانَةِ الْمُسْتَكْبِرِينَ" (ع3-4).
رد فعله تجاه هذه المقاومة هو أن يوجه تركيزه إلى الله. فيكتب، "إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ ... هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلهِنَا" (ع1-2). يُبنى هذا التركيز على الاعتراف بمن هو الله – الذي هو "سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ" (ع1) – وكذلك على علاقته مع الله.
الله هو "الرب إلهنا". أنظر إليه حتى يساعدك: "كما أن العبيد ينتبهون عند أوامر سادتهم، وكما أن الأمة واقفة لدى سيدتها، هكذا نحن نراقب وننتظر، حابسين أنفاسنا، منتظرين كلمة رحمتك" (ع2-3، الرسالة).
يا رب، أيا كان ما يحدث، ساعدني حتى أحتمل، وأثابر وأحفظ عينيّ مثبتتين عليك.
العِبرانيّينَ 10:19-39
19 فإذْ لنا أيُّها الإخوَةُ ثِقَةٌ بالدُّخول إلَى «الأقداسِ» بدَمِ يَسوعَ،
20 طَريقًا كرَّسَهُ لنا حَديثًا حَيًّا، بالحِجابِ، أيْ جَسَدِهِ،
21 وكاهِنٌ عظيمٌ علَى بَيتِ اللهِ،
22 لنَتَقَدَّمْ بقَلبٍ صادِقٍ في يَقينِ الإيمانِ، مَرشوشَةً قُلوبُنا مِنْ ضَميرٍ شِرّيرٍ، ومُغتَسِلَةً أجسادُنا بماءٍ نَقيٍّ.
23 لنَتَمَسَّكْ بإقرارِ الرَّجاءِ راسِخًا، لأنَّ الّذي وعَدَ هو أمينٌ.
24 ولنُلاحِظْ بَعضُنا بَعضًا للتَّحريضِ علَى المَحَبَّةِ والأعمالِ الحَسَنَةِ،
25 غَيرَ تارِكينَ اجتِماعَنا كما لقَوْمٍ عادَةٌ، بل واعِظينَ بَعضُنا بَعضًا، وبالأكثَرِ علَى قدرِ ما ترَوْنَ اليومَ يَقرُبُ،
26 فإنَّهُ إنْ أخطأنا باختيارِنا بَعدَما أخَذنا مَعرِفَةَ الحَقِّ، لا تبقَى بَعدُ ذَبيحَةٌ عن الخطايا،
27 بل قُبولُ دَينونَةٍ مُخيفٌ، وغَيرَةُ نارٍ عَتيدَةٍ أنْ تأكُلَ المُضادّينَ.
28 مَنْ خالَفَ ناموسَ موسَى فعلَى شاهِدَينِ أو ثَلاثَةِ شُهودٍ يَموتُ بدونِ رأفَةٍ.
29 فكمْ عِقابًا أشَرَّ تظُنّونَ أنَّهُ يُحسَبُ مُستَحِقًّا مَنْ داسَ ابنَ اللهِ، وحَسِبَ دَمَ العَهدِ الّذي قُدِّسَ بهِ دَنِسًا، وازدَرَى بروحِ النِّعمَةِ؟
30 فإنَّنا نَعرِفُ الّذي قالَ: «ليَ الِانتِقامُ، أنا أُجازي، يقولُ الرَّبُّ». وأيضًا: «الرَّبُّ يَدينُ شَعبَهُ».
31 مُخيفٌ هو الوُقوعُ في يَدَيِ اللهِ الحَيِّ!
32 ولكن تذَكَّروا الأيّامَ السّالِفَةَ الّتي فيها بَعدَما أُنِرتُمْ صَبَرتُمْ علَى مُجاهَدَةِ آلامٍ كثيرَةٍ.
33 مِنْ جِهَةٍ مَشهورينَ بتعييراتٍ وضيقاتٍ، ومِنْ جِهَةٍ صائرينَ شُرَكاءَ الّذينَ تُصُرِّفَ فيهِمْ هكذا.
34 لأنَّكُمْ رَثَيتُمْ لقُيودي أيضًا، وقَبِلتُمْ سلبَ أموالِكُمْ بفَرَحٍ، عالِمينَ في أنفُسِكُمْ أنَّ لكُمْ مالًا أفضَلَ في السماواتِ وباقيًا.
35 فلا تطرَحوا ثِقَتَكُمُ الّتي لها مُجازاةٌ عظيمَةٌ.
36 لأنَّكُمْ تحتاجونَ إلَى الصَّبرِ، حتَّى إذا صَنَعتُمْ مَشيئَةَ اللهِ تنالونَ المَوْعِدَ.
37 لأنَّهُ بَعدَ قَليلٍ جِدًّا «سيأتي الآتي ولا يُبطِئُ.
38 أمّا البارُّ فبالإيمانِ يَحيا، وإنِ ارتَدَّ لا تُسَرُّ بهِ نَفسي».
39 وأمّا نَحنُ فلَسنا مِنَ الِارتِدادِ للهَلاكِ، بل مِنَ الإيمانِ لاقتِناءِ النَّفسِ.
تعليق
قف على أرضك
لا زال الملايين من المسيحيين حول العالم اليوم يُضطهدون بسبب إيمانهم. كُتبت الرسالة إلى العبرانيين إلى مسيحيين كانوا عرضة للاضطهاد (ربما على يدي نيرون في روما). واحد من الأهداف الرئيسية لهذا السفر هو تشجيع القراء على المثابرة. انتهى الكاتب من شرحه العقائدي. والآن يبدأ دعوة مطولة للمثابرة. وهو يقدم هنا أسبابا، وحوافز ومشجعات على الالتصاق بالمثابرة.
- يمكنك أن تكون واثقا
ثابر بسبب ما فعله المسيح ويفعله لأجلك. لقد صار لديك حرية وجرأة وثقة جديدة. أنت مُرحب بك في محضر الله بذبيحة يسوع: "يمكنك الآن – وبلا تردد – أن تسير مباشرة إلى الله إلى "الأقداس". لقد مهد يسوع الطريق بدم ذبيحته" (ع19-20، الرسالة).
- لست وحدك
علينا أن نثابر لأننا لدينا بعضنا البعض لنساعد بعضنا. فإذ يحثنا الكاتب على أن "نَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا" (ع23)، فإنه يقوم بهذا في إطار الجماعة. اجتمعوا معا دائما: "وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ" (ع24-25).
- هذا مهم حقا
إنه يحذر من الاستمرار في الخطية العمد (ع26). وهذا يعني شيء مثل الخطأ "بيد رفيعة وبتحد". إنه يحذر من "دينونة شديدة ومخيفة ... فإن تحولتم إلى ابن الله وازدريتم بالذبيحة التي جعلتكم كاملين ... فقد حذرنا الله من إنه سوف يحسبنا مسئولين ويجعلنا ندفع الثمن ... لن يصل أي شخص إلى أية نتيجة" (ع26-31، الرسالة).
غالبا ما ينطبق هذا على الناس خارج الكنيسة لكن في الواقع لقد كتب هذا الكلام في سياق الرب وهو يدين شعبه هو. ليس هذا شيء سقط فيه قراءه. إنه يذكرهم بالوقت الذي فيه "صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ" (ع32).
- المكافآت عظيمة
إنه يشجعهم على "تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هكَذَا. لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضًا، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا" (ع32-34).
- كونوا صبورين
الحياة طويلة والحياة قصيرة. فمن ناحية، الحياة طويلة. ففي رحلة الحياة ستكون هناك امتحانات وتجارب وصعوبات تتطلب القدرة على الالتصاق: الصبر، والتحمل والمثابرة: "لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ" (ع36).
ومن الناحية الأخرى، الحياة قصيرة. ففي وقت قصير، سنموت أو يكون يسوع قد عاد:
"لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ" (ع37).
لدى الكاتب ثقة تامة في أن قراءه سيثابرون: "وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ" (ع39).
يا رب، ساعدني حتى أثابر وحتى أشجع الآخرين نحو المحبة والتصرفات الصالحة بينما نجتمع سويا.
حِزقيال 20:45-22:22
45 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
46 «يا ابنَ آدَمَ، اجعَلْ وجهَكَ نَحوَ التَّيمَنِ، وتَكلَّمْ نَحوَ الجَنوبِ، وتَنَبّأْ علَى وعرِ الحَقلِ في الجَنوبِ،
47 وقُلْ لوَعرِ الجَنوبِ: اسمَعْ كلامَ الرَّبِّ. هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أُضرِمُ فيكَ نارًا فتأكُلُ كُلَّ شَجَرَةٍ خَضراءَ فيكَ وكُلَّ شَجَرَةٍ يابِسَةٍ. لا يُطفأُ لهيبُها المُلتَهِبُ، وتُحرَقُ بها كُلُّ الوُجوهِ مِنَ الجَنوبِ إلَى الشِّمالِ.
48 فيَرَى كُلُّ بَشَرٍ أنّي أنا الرَّبُّ أضرَمتُها. لا تُطفأُ».
49 فقُلتُ: «آهِ يا سيِّدُ الرَّبُّ! هُم يقولونَ: أما يُمَثِّلُ هو أمثالًا؟».
سيف مسلول على العمونيين
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «يا ابنَ آدَمَ، اجعَلْ وجهَكَ نَحوَ أورُشَليمَ، وتَكلَّمْ علَى المَقادِسِ، وتَنَبّأْ علَى أرضِ إسرائيلَ،
3 وقُلْ لأرضِ إسرائيلَ: هكذا قالَ الرَّبُّ: هأنَذا علَيكِ، وأستَلُّ سيفي مِنْ غِمدِهِ فأقطَعُ مِنكِ الصِّدّيقَ والشِّرّيرَ.
4 مِنْ حَيثُ أنّي أقطَعُ مِنكِ الصِّدّيقَ والشِّرّيرَ، فلذلكَ يَخرُجُ سيفي مِنْ غِمدِهِ علَى كُلِّ بَشَرٍ مِنَ الجَنوبِ إلَى الشِّمالِ.
5 فيَعلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أنّي أنا الرَّبُّ، سلَلتُ سيفي مِنْ غِمدِهِ. لا يَرجِعُ أيضًا.
6 أمّا أنتَ يا ابنَ آدَمَ، فتنَهَّدْ بانكِسارِ الحَقَوَينِ، وبمَرارَةٍ تنَهَّدْ أمامَ عُيونِهِمْ.
7 ويكونُ إذا قالوا لكَ: علَى مَ تتَنَهَّدُ؟ أنَّكَ تقولُ: علَى الخَبَرِ، لأنَّهُ جاءٍ فيَذوبُ كُلُّ قَلبٍ، وتَرتَخي كُلُّ الأيدي، وتَيأسُ كُلُّ روحٍ، وكُلُّ الرُّكَبِ تصيرُ كالماءِ، ها هي آتيَةٌ وتَكونُ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
8 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
9 «يا ابنَ آدَمَ، تنَبّأْ وقُلْ: هكذا قالَ الرَّبُّ: قُلْ: سيفٌ سيفٌ حُدِّدَ وصُقِلَ أيضًا.
10 قد حُدِّدَ ليَذبَحَ ذَبحًا. قد صُقِلَ لكَيْ يَبرُقَ. فهل نَبتَهِجُ؟ عَصا ابني تزدَري بكُلِّ عودٍ.
11 وقَدْ أعطاهُ ليُصقَلَ لكَيْ يُمسَكَ بالكَفِّ. هذا السَّيفُ قد حُدِّدَ وهو مَصقولٌ لكَيْ يُسَلَّمَ ليَدِ القاتِلِ.
12 اصرُخْ وولوِلْ يا ابنَ آدَمَ، لأنَّهُ يكونُ علَى شَعبي وعلَى كُلِّ رؤَساءِ إسرائيلَ. أهوالٌ بسَبَبِ السَّيفِ تكونُ علَى شَعبي. لذلكَ اصفِقْ علَى فخذِكَ.
13 لأنَّهُ امتِحانٌ. وماذا إنْ لَمْ تكُنْ أيضًا العَصا المُزدَريَةُ؟ يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
14 فتنَبّأْ أنتَ يا ابنَ آدَمَ واصفِقْ كفًّا علَى كفٍّ، وليُعَدِ السَّيفُ ثالِثَةً. هو سيفُ القَتلَى، سيفُ القَتلِ العظيمِ المُحيقُ بهِمْ.
15 لذَوَبانِ القَلبِ وتَكثيرِ المَهالِكِ، لذلكَ جَعَلتُ علَى كُلِّ الأبوابِ سيفًا مُتَقَلِّبًا. آهِ! قد جُعِلَ بَرّاقًا. هو مَصقولٌ للذَّبحِ.
16 انضَمَّ يَمِّنِ، انتَصِبْ شَمِّلْ، حَيثُما توَجَّهَ حَدُّكَ.
17 وأنا أيضًا أُصَفِّقُ كفّي علَى كفّي وأُسَكِّنُ غَضَبي. أنا الرَّبُّ تكلَّمتُ».
18 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
19 «وأنتَ يا ابنَ آدَمَ، عَيِّنْ لنَفسِكَ طريقَينِ لمَجيءِ سيفِ مَلِكِ بابِلَ. مِنْ أرضٍ واحِدَةٍ تخرُجُ الِاثنَتانِ. واصنَعْ صوَّةً، علَى رأسِ طريقِ المدينةِ اصنَعها.
20 عَيِّنْ طَريقًا ليأتيَ السَّيفُ علَى رَبَّةِ بَني عَمّونَ، وعلَى يَهوذا في أورُشَليمَ المَنيعَةِ.
21 لأنَّ مَلِكَ بابِلَ قد وقَفَ علَى أُمِّ الطريقِ، علَى رأسِ الطريقَينِ ليَعرِفَ عِرافَةً. صَقَلَ السِّهامَ، سألَ بالتَّرافيمِ، نَظَرَ إلَى الكَبِدِ.
22 عن يَمينِهِ كانتِ العِرافَةُ علَى أورُشَليمَ لوَضعِ المَجانِقِ، لفَتحِ الفَمِ في القَتلِ، ولِرَفعِ الصَّوْتِ بالهُتافِ، لوَضعِ المَجانِقِ علَى الأبوابِ، لإقامَةِ مِترَسَةٍ لبِناءِ بُرجٍ.
23 وتَكونُ لهُمْ مِثلَ عِرافَةٍ كاذِبَةٍ في عُيونِهِمِ الحالِفينَ لهُمْ حَلفًا. لكنهُ يَذكُرُ الإثمَ حتَّى يؤخَذوا.
24 لذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أجلِ أنَّكُمْ ذَكَّرتُمْ بإثمِكُمْ عِندَ انكِشافِ مَعاصيكُمْ لإظهارِ خطاياكُمْ في جميعِ أعمالِكُمْ، فمِنْ تذكيرِكُمْ تؤخَذونَ باليَدِ.
25 «وأنتَ أيُّها النَّجِسُ الشِّرّيرُ، رَئيسُ إسرائيلَ، الّذي قد جاءَ يومُهُ في زَمانِ إثمِ النِّهايَةِ،
26 هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انزِعِ العَمامَةَ. ارفَعِ التّاجَ. هذِهِ لا تِلكَ. ارفَعِ الوَضيعَ، وضَعِ الرَّفيعَ.
27 مُنقَلِبًا، مُنقَلِبًا، مُنقَلِبًا أجعَلُهُ! هذا أيضًا لا يكونُ حتَّى يأتيَ الّذي لهُ الحُكمُ فأُعطيَهُ إيّاهُ.
سيف مسلول على العمونيين
28 «وأنتَ يا ابنَ آدَمَ، فتنَبّأْ وقُلْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، في بَني عَمّونَ وفي تعييرِهِمْ، فقُلْ: سيفٌ، سيفٌ مَسلولٌ للذَّبحِ! مَصقولٌ للغايَةِ للبَريقِ.
29 إذ يَرَوْنَ لكَ باطِلًا، إذ يَعرِفونَ لكَ كذِبًا، ليَجعَلوكَ علَى أعناقِ القَتلَى الأشرارِ الّذينَ جاءَ يومُهُمْ في زَمانِ إثمِ النِّهايَةِ.
30 فهل أُعيدُهُ إلَى غِمدِهِ؟ ألا في المَوْضِعِ الّذي خُلِقتِ فيهِ في مَوْلِدِكِ أُحاكِمُكِ!
31 وأسكُبُ علَيكِ غَضَبي، وأنفُخُ علَيكِ بنارِ غَيظي، وأُسَلِّمُكِ ليَدِ رِجالٍ مُتَحَرِّقينَ ماهِرينَ للإهلاكِ.
32 تكونينَ أُكلَةً للنّارِ. دَمُكِ يكونُ في وسطِ الأرضِ. لا تُذكَرينَ، لأنّي أنا الرَّبُّ تكلَّمتُ».
خطايا أورشليم
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «وأنتَ يا ابنَ آدَمَ، هل تدينُ، هل تدينُ مدينةَ الدِّماءِ؟ فعَرِّفها كُلَّ رَجاساتِها،
3 وقُلْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أيَّتُها المدينةُ السّافِكَةُ الدَّمِ في وسطِها ليأتيَ وقتُها، الصّانِعَةُ أصنامًا لنَفسِها لتَتَنَجَّسَ بها،
4 قد أثِمتِ بدَمِكِ الّذي سفَكتِ، ونَجَّستِ نَفسَكِ بأصنامِكِ الّتي عَمِلتِ، وقَرَّبتِ أيّامَكِ وبَلَغتِ سِنيكِ، فلذلكَ جَعَلتُكِ عارًا للأُمَمِ، وسُخرَةً لجميعِ الأراضي.
5 القريبَةُ إلَيكِ والبَعيدَةُ عنكِ يَسخَرونَ مِنكِ، يا نَجِسَةَ الِاسمِ، يا كثيرَةَ الشَّغَبِ.
6 هوذا رؤَساءُ إسرائيلَ، كُلُّ واحِدٍ حَسَبَ استِطاعَتِهِ، كانوا فيكِ لأجلِ سفكِ الدَّمِ.
7 فيكِ أهانوا أبًا وأُمًّا. في وسطِكِ عامَلوا الغَريبَ بالظُّلمِ. فيكِ اضطَهَدوا اليَتيمَ والأرمَلَةَ.
8 ازدَرَيتِ أقداسي ونَجَّستِ سُبوتي.
9 كانَ فيكِ أُناسٌ وُشاةٌ لسَفكِ الدَّمِ، وفيكِ أكلوا علَى الجِبالِ. في وسطِكِ عَمِلوا رَذيلَةً.
10 فيكِ كشَفَ الإنسانُ عَوْرَةَ أبيهِ. فيكِ أذَلّوا المُتَنَجِّسَةَ بطَمثِها.
11 إنسانٌ فعَلَ الرِّجسَ بامرأةِ قريبِهِ. إنسانٌ نَجَّسَ كنَّتَهُ برَذيلَةٍ. إنسانٌ أذَلَّ فيكِ أُختَهُ بنتَ أبيهِ.
12 فيكِ أخَذوا الرَّشوَةَ لسَفكِ الدَّمِ. أخَذتِ الرِّبا والمُرابَحَةَ، وسَلَبتِ أقرِباءَكِ بالظُّلمِ، ونَسيتِني، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
13 «فهأنَذا قد صَفَّقتُ بكَفّي بسَبَبِ خَطفِكِ الّذي خَطَفتِ، وبسَبَبِ دَمِكِ الّذي كانَ في وسطِكِ.
14 فهل يَثبُتُ قَلبُكِ أو تقوَى يَداكِ في الأيّامِ الّتي فيها أُعامِلُكِ؟ أنا الرَّبَّ تكلَّمتُ وسأفعَلُ.
15 وأُبَدِّدُكِ بَينَ الأُمَمِ، وأُذَرّيكِ في الأراضي، وأُزيلُ نَجاسَتَكِ مِنكِ.
16 وتَتَدَنَّسينَ بنَفسِكِ أمامَ عُيونِ الأُمَمِ، وتَعلَمينَ أنّي أنا الرَّبُّ».
17 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
18 «يا ابنَ آدَمَ، قد صارَ لي بَيتُ إسرائيلَ زَغَلًا. كُلُّهُمْ نُحاسٌ وقَصديرٌ وحَديدٌ ورَصاصٌ في وسطِ كورٍ. صاروا زَغَلَ فِضَّةٍ.
19 لأجلِ ذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ حَيثُ إنَّكُمْ كُلَّكُمْ صِرتُمْ زَغَلًا، فلذلكَ هأنَذا أجمَعُكُمْ في وسطِ أورُشَليمَ،
20 جَمعَ فِضَّةٍ ونُحاسٍ وحَديدٍ ورَصاصٍ وقَصديرٍ إلَى وسطِ كورٍ لنَفخِ النّارِ علَيها لسَبكِها، كذلكَ أجمَعُكُمْ بغَضَبي وسَخَطي وأطرَحُكُمْ وأسبِكُكُمْ.
21 فأجمَعُكُمْ وأنفُخُ علَيكُمْ في نارِ غَضَبي، فتُسبَكونَ في وسطِها.
22 كما تُسبَكُ الفِضَّةُ في وسطِ الكورِ، كذلكَ تُسبَكونَ في وسطِها، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ سكَبتُ سخَطي علَيكُمْ».
تعليق
واجه الشر
على المستوى الشخصي، أجد المواجهة ليست سهلة أبدا، ولكنها أحيانا تكون ضرورية. أوصى الله حزقيال بأن يواجه الشر (2:22).
لقد دُعي ليعظ ويتنبأ (46:20). لم تكن مهمته سهلة. بل كانت رسالته رسالة صعبة. لقد كانت رسالة معادية للثقافة التي كان يعيش فيها. ومع هذا فقد ثابر. لم يستسلم أبدا. بل التصق بدوره وبما يقوم. وظل يعظ. جاءت إليه كلمة الرب مرارا وتكرارا وقام هو بإعلانها بأمانة.
عرف الله إن الأمر لم يكن سهلا. فقد شجع حزقيال، "اجْعَلْ وَجْهَكَ" (46:20، 2:21): "يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، وَتَكَلَّمْ عَلَى الْمَقَادِسِ، وَتَنَبَّأْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَقُلْ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكِ" (ع2-3). لابد وأن هذا كان صعبا حقا.
تمسنا الخطايا التي تكلم ضدها تماما كما كانت تمس شعب إسرائيل: معاملة الآباء بازدراء، سوء معاملة الفقراء والمهمشين (بما فيهم المهاجرين، الأرامل والأيتام)، الانتهاكات الجنسية، زنى المحارم، الاغتصاب، الرشوة والجشع والابتزاز (7:22-12).
لقد نسوا الله: "وَنَسِيتِنِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ" (ع12). من يعيشون منا في الغرب يعيشون في مجتمع في خطر نسيان الله. بينما ننظر من حولنا على عالم يوجد به الكثير جدا من الخطأ والخطية، نجده من السهل أن نفكر أن الله قد نسينا. ومع هذا فالمفارقة هي أن فقرات الدينونة مثل هذه الفقرة ترينا فعليا كم يهتم بنا الله وبشأننا. يهتم الله بشغف شديد بالظلم والألم – وهذا هو سبب غضبه الشديد ممن يتسببون في ذلك للآخرين، وسبب رفضه لتجاهل من يتألمون.
كما يوجد هنا بُعد روحي في كل هذا أيضا. ليس اهتمامنا فقط بأن نقاوم الظلم، بل وكذلك بأن نعيد الناس إلى الله. تتمثل الرسالة غير العادية للجزء الثاني من سفر حزقيال (وطبعا لكل الكتاب المقدس) في أن هذه الدينونة ليست هي الكلمة الأخيرة. فالله أيضا سيعمل بنعمة، ليفدي ويخلص شعبه.
إنه هذا الاهتمام الشغوف من الله لأجل الفقير والمهان والضال هو ما ألهم حزقيال وأوحى إليه، وهو ما ألهم المسيحيين عبر القرون. مثل الجنرال وليم بوث، مؤسس جيش الخلاص، نموذجا رائعا عن الثبات لدرجة الالتصاق. فقد قال، "بينما تنوح النساء كما تفعل الآن، سأحارب؛ وبينما يذهب الأطفال جوعى كما هو حالهم الآن، سأحارب؛ وبينما يذهب الرجال إلى السجن، خارجين وداخلين، خارجين وداخلين، سأحارب؛ وبينما توجد فتاة فقيرة ضالة في الشوارع، سأحارب؛ وبينما لا تزال توجد نفس مظلمة واحدة بدون نور من الله، سأحارب – سوف أحارب حتى النهاية تماما".
يا رب، ساعدني حتى أجعل وجهي بتصميم على ألا أُحبط بسبب المقاومة ولا الازدراء ولا التقليل من شأني. ساعدني حتى ألتزم بهذا؛ مواجها الشر ومعلنا الأخبار السارة المختصة بيسوع إلى النهاية تماما.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
عب23:10-25
لا أستطيع أن أمنع نفسي عن التفكير بشأن ألم ومعاناة المسيحيين في سوريا والعراق وإيران وأماكن أخرى يتم فيها اضطهاد المسيحيين. كم هو أصعب بالنسبة لهم أن يثبتوا غير متزعزعين عندما تتم مهاجمة كنائسهم وأصدقائهم ويُقتلوا. حيث نجد أن لديهم مقاومة حقيقية بينما يحاولون الاجتماع سويا (ع25). قد لا تبدو الصلاة أمرا ضخما، ولكنها "قوية وفعالة" وينبغي أن ننتهز كل فرصة للحرية التي لدينا حتى نحقق ملكوت الله على أرضنا.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.