اليوم 317

ما هو الإيمان؟

الكتاب المقدس أمثالٌ 27:‏15-‏22
العهد الجديد العِبرانيّينَ 11:‏1-‏16
العهد القديم حِزقيال 22:‏23-‏23:‏49

المقدمة

كنت قد درست القانون في الجامعة، ومارست مهنة المحاماة لعدد من السنوات. وقد اشتركت بصورة فاعلة في الكثير من جلسات محاكمة المجرمين حيث قال فيها القاضي لهيئة المحلفين بأنه عليهم أن يصلوا إلى رأي نهائي – لكنهم لم يكونوا قادرين أن يعتبروا المتهم مذنبا ما لم يكونوا "قد اطمئن ضميرهم واقتنعوا بحيث يشعروا إنهم متأكدين". كل نوع من هذا الحكم النهائي كان عمل إيمان. حيث لم تكن هيئة المحلفين موجودة وقت ارتكاب الجريمة. لذا فعليهم أن يصدقوا الدليل.

الإيمان "وان تصبح متأكدا" ليسا عكس بعضهما. يقول كاتب العبرانيين، "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" (عب1:11). كتب ق. أغسطينس، "لا يتوقع منا الله أن نخضع إيماننا له دون سبب، لكن حدود عقلنا ومنطقنا ذاتها هي ما يجعل الإيمان ضرورة".

الكتاب المقدس

أمثالٌ 27:‏15-‏22

15 الوَكفُ المُتَتابِعُ في يومٍ مُمطِرٍ، والمَرأةُ المُخاصِمَةُ سيّانِ،
16 مَنْ يُخَبِّئُها يُخَبِّئُ الرّيحَ ويَمينُهُ تقبِضُ علَى زَيتٍ!
17 الحَديدُ بالحَديدِ يُحَدَّدُ، والإنسانُ يُحَدِّدُ وجهَ صاحِبِهِ.
18 مَنْ يَحمي تينَةً يأكُلُ ثَمَرَتَها، وحافِظُ سيِّدِهِ يُكرَمُ.
19 كما في الماءِ الوَجهُ للوَجهِ، كذلكَ قَلبُ الإنسانِ للإنسانِ.
20 الهاويَةُ والهَلاكُ لا يَشبَعانِ، وكذا عَينا الإنسانِ لا تشبَعانِ.
21 البوطَةُ للفِضَّةِ والكورُ للذَّهَبِ، كذا الإنسانُ لفَمِ مادِحِهِ.
22 إنْ دَقَقتَ الأحمَقَ في هاوُنٍ بَينَ السَّميذِ بمِدَقٍّ، لا تبرَحُ عنهُ حَماقَتُهُ.

تعليق

الإيمان هو الطريق إلى الرضا والشبع الحقيقي

غنَّى ميك جاجر في عام 1965، "لا يمكنني أن أحصل على عدم الشبع". تردد أغنية "الصخور المتدحرجة" صدى صرخة القلب الإنساني؛ فنحن نحاول ونحاول ونحاول، لكن العيون البشرية "لا تشبع ابدا" (ع20). أين يمكن العثور على الشبع؟

تحتوي هذه الفقرة على ثروة من الحكمة العملية. وهي تُحذِّر من أن يكون الشخص محبا للشجار والخصام (ع15-16). وهي توضح كيف يمكن للصداقة أن تحسن من فعاليتنا وتأثيرنا: "الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ" (ع17).

يعني الإيمان خدمة الرب – الاعتناء بسيدنا: "مَنْ يَحْمِي تِينَةً يَأْكُلُ ثَمَرَتَهَا، وَحَافِظُ سَيِّدِهِ يُكْرَمُ" (ع18).

ويتابع الكاتب قائلا، "اَلْهَاوِيَةُ وَالْهَلاَكُ لاَ يَشْبَعَانِ، وَكَذَا عَيْنَا الإِنْسَانِ لاَ تَشْبَعَانِ" (ع20) أو، كما تترجمها ترجمة الرسالة، "للجحيم شراهة غير عادية، وشهوة لا تتوقف". يأتي الشبع الحقيقي بالإيمان بيسوع، الذي قال، "وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يو10:10).

ثم يقدم الكاتب حجة هامة بشأن أهمية كيفية التعامل مع المديح: "اَلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ، كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ" (أم21:27).

متى تلقى جون ويمبر المديح اعتاد أن يقول، "سآخذ التشجيع لكنني سأمرر المجد". يعترف المؤمن بأن الله هو دائما السبب الرئيسي لأي نجاح نحرزه. لقد خلقنا وهو يعطينا المواهب والفرص التي تأتي في طريقنا.

يا رب، ساعدني حتى أحيا حياة الإيمان، ناظرا إليك ربي، معطيا لك كل المجد وخادما إياك كل يوم.

العهد الجديد

العِبرانيّينَ 11:‏1-‏16

الإيمان

1 وأمّا الإيمانُ فهو الثِّقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى.
2 فإنَّهُ في هذا شُهِدَ للقُدَماءِ.
3 بالإيمانِ نَفهَمُ أنَّ العالَمينَ أُتقِنَتْ بكلِمَةِ اللهِ، حتَّى لَمْ يتَكَوَّنْ ما يُرَى مِمّا هو ظاهِرٌ.
4 بالإيمانِ قَدَّمَ هابيلُ للهِ ذَبيحَةً أفضَلَ مِنْ قايينَ. فبهِ شُهِدَ لهُ أنَّهُ بارٌّ، إذ شَهِدَ اللهُ لقَرابينِهِ. وبهِ، وإنْ ماتَ، يتَكلَّمْ بَعدُ!
5 بالإيمانِ نُقِلَ أخنوخُ لكَيْ لا يَرَى الموتَ، ولَمْ يوجَدْ لأنَّ اللهَ نَقَلهُ. إذ قَبلَ نَقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّهُ قد أرضَى اللهَ.
6 ولكن بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤُهُ، لأنَّهُ يَجِبُ أنَّ الّذي يأتي إلَى اللهِ يؤمِنُ بأنَّهُ مَوْجودٌ، وأنَّهُ يُجازي الّذينَ يَطلُبونَهُ.
7 بالإيمانِ نوحٌ لَمّا أوحيَ إليهِ عن أُمورٍ لَمْ تُرَ بَعدُ خافَ، فبَنَى فُلكًا لخَلاصِ بَيتِهِ، فبهِ دانَ العالَمَ، وصارَ وارِثًا للبِرِّ الّذي حَسَبَ الإيمانِ.
8 بالإيمانِ إبراهيمُ لَمّا دُعيَ أطاعَ أنْ يَخرُجَ إلَى المَكانِ الّذي كانَ عَتيدًا أنْ يأخُذَهُ ميراثًا، فخرجَ وهو لا يَعلَمُ إلَى أين يأتي.
9 بالإيمانِ تغَرَّبَ في أرضِ المَوْعِدِ كأنَّها غَريبَةٌ، ساكِنًا في خيامٍ مع إسحاقَ ويعقوبَ الوارِثَينِ معهُ لهذا المَوْعِدِ عَينِهِ.
10 لأنَّهُ كانَ يَنتَظِرُ المدينةَ الّتي لها الأساساتُ، الّتي صانِعُها وبارِئُها اللهُ.
11 بالإيمانِ سارَةُ نَفسُها أيضًا أخَذَتْ قُدرَةً علَى إنشاءِ نَسلٍ، وبَعدَ وقتِ السِّنِّ ولَدَتْ، إذ حَسِبَتِ الّذي وعَدَ صادِقًا.
12 لذلكَ وُلِدَ أيضًا مِنْ واحِدٍ، وذلكَ مِنْ مُماتٍ، مِثلُ نُجومِ السماءِ في الكَثرَةِ، وكالرَّملِ الّذي علَى شاطِئ البحرِ الّذي لا يُعَدُّ.

13 في الإيمانِ ماتَ هؤُلاءِ أجمَعونَ، وهُم لَمْ يَنالوا المَواعيدَ، بل مِنْ بَعيدٍ نَظَروها وصَدَّقوها وحَيَّوْها، وأقَرّوا بأنَّهُمْ غُرَباءُ ونُزَلاءُ علَى الأرضِ.
14 فإنَّ الّذينَ يقولونَ مِثلَ هذا يُظهِرونَ أنهُم يَطلُبونَ وطَنًا.
15 فلو ذَكَروا ذلكَ الّذي خرجوا مِنهُ، لكانَ لهُمْ فُرصَةٌ للرُّجوعِ.
16 ولكن الآنَ يَبتَغونَ وطَنًا أفضَلَ، أيْ سماويًّا. لذلكَ لا يَستَحي بهِمِ اللهُ أنْ يُدعَى إلهَهُمْ، لأنَّهُ أعَدَّ لهُمْ مدينةً.

تعليق

الإيمان هو الثقة في الله

"حقيقة الوجود الجوهرية هي أن هذه الثقة في الله، هذا الإيمان، هو الأساس الراسخ الذي يحمل كل ما يجعل الحياة تستحق أن نحياها. إنه إمساكنا بما لا نقدر أن نراه. عمل الإيمان هو ما ميز أسلافنا، وجعلهم فوق الحشد" (ع1-2، الرسالة).

ما هو شكل هذا الإيمان من الناحية العملية؟

  • يقود الإيمان إلى الفهم

"بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ" (ع3). أشار القديس أغسطينس قائلا، "الإيمان هو أول خطوة إلى الفهم؛ الفهم هو مكافأة الإيمان. بالتالي، لا تسع للفهم على احتمال أن تصدق، بل صدق لكي ما تفهم".

  • الإيمان يُسِرّ الله

أسَرّ أخنوخ الله. ونتيجة لهذا، "تخطى الموت كلية" (ع5، الرسالة). يتابع الكاتب مفسرا، "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ" (ع6).

  • يؤدي الإيمان إلى الحميمية مع الله

"بالإيمان بنى نوح فلكا وسط ارض جافة. فقد تلقى تحذيرا بشأن شيء لم يقدر ان يراه، وتصرف بناء على ما قيل له ... نتيجة لهذا، أصبح نوح على علاقة حميمة مع الله" (ع7، الرسالة).

  • يعني الإيمان قول "نعم" لله

"بفعل إيمانه، قال إبراهيم نعم لدعوة الله حتى يسافر إلى مكان غير معروف له حتى يصبح وطنه. فعندما رحل لم تكن لديه فكرة إلى اين هو ذاهب" (ع8، الرسالة). الإيمان الحقيقي يُلزِمنا بالطاعة.

ترك إبراهيم أور الكلدانيين في عز رخائها (2006 – 1950 ق.م.) فقد سمع دعوة الله و"أطاع وذهب" (ع8). "وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي" (ع8). ولكنه عرف مع من كان ذاهبا. جلب إيمانه البركة له ولعائلته وأمته ولك ولي.

لقد وثق في الله حتى عندما أشار الدليل إلى الاتجاه المعاكس. كانت إحدى أكبر محبطات إبراهيم هي أن زوجته لا تقدر أن تنجب أولادا لكي يستمر نسل العائلة طويلا (تك11). حيث نقرأ أن عائلة إبراهيم كانت "مماتة" (عب12:11).

صدَّق إبراهيم الله (أنظر رو4). لم يكن الأمر كأنه لم تكن لديه أية شكوك. في الواقع، لقد طال انتظاره جدا لدرجة أن صارت جاريته زوجة له. حمدا لله، لا يحكم الله علينا بناء على سقطاتنا أو فشلنا أو الفوضى التي نعيشها. فقد رأى موقفهم وقد استقر على الإيمان (رو3:4، 18).

  • يرى الإيمان ما وراء هذه الحياة

اتخذ إبراهيم المنظور البعيد المدى. إننا نعيش في ثقافة "الآن" الفورية. كل شيء يتعلق بالشبع والرضا السريع. أما إبراهيم فكان مستعدا للسير في مسيرته حتى نهايتها. لقد "تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ" (ع9). وقد عاش في خيام. لكنه عرف إلى أين دعاه الله.

لم ينظر إلى الوراء إلى ما تركه وراءه من خلال خطوة إيمانه. بل، "كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ" (ع10).

كما كان لإيمان هابيل أيضا تأثير دائم: "بِالإِيمَانِ ... وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ" (ع4).

يختم الكاتب كلامه: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا ... لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً" (ع13، 16).

يا رب، أريد أن أُسِرَّك اليوم. إنني أطلبك بكل شوق.

العهد القديم

حِزقيال 22:‏23-‏23:‏49

23 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
24 «يا ابنَ آدَمَ، قُلْ لها: أنتِ الأرضُ الّتي لَمْ تطهُرْ، لَمْ يُمطَرْ علَيها في يومِ الغَضَبِ.
25 فِتنَةُ أنبيائها في وسطِها كأسَدٍ مُزَمجِرٍ يَخطُفُ الفَريسَةَ. أكلوا نُفوسًا. أخَذوا الكَنزَ والنَّفيسَ، أكثَروا أرامِلها في وسطِها.
26 كهَنَتُها خالَفوا شَريعَتي ونَجَّسوا أقداسي. لَمْ يُمَيِّزوا بَينَ المُقَدَّسِ والمُحَلَّلِ، ولَمْ يَعلَموا الفَرقَ بَينَ النَّجِسِ والطّاهِرِ، وحَجَبوا عُيونَهُمْ عن سُبوتي فتدَنَّستُ في وسطِهِمْ.
27 رؤَساؤُها في وسطِها كذِئابٍ خاطِفَةٍ خَطفًا لسَفكِ الدَّمِ، لإهلاكِ النُّفوسِ لاكتِسابِ كسبٍ.
28 وأنبياؤُها قد طَيَّنوا لهُمْ بالطُّفالِ، رائينَ باطِلًا وعارِفينَ لهُمْ كذِبًا، قائلينَ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، والرَّبُّ لَمْ يتَكلَّمْ.
29 شَعبُ الأرضِ ظَلَموا ظُلمًا، وغَصَبوا غَصبًا، واضطَهَدوا الفَقيرَ والمِسكينَ، وظَلَموا الغَريبَ بغَيرِ الحَقِّ.
30 وطَلَبتُ مِنْ بَينِهِمْ رَجُلًا يَبني جِدارًا ويَقِفُ في الثَّغرِ أمامي عن الأرضِ لكَيلا أخرِبَها، فلَمْ أجِدْ.
31 فسكَبتُ سخَطي علَيهِمْ. أفنَيتُهُمْ بنارِ غَضَبي. جَلَبتُ طريقَهُمْ علَى رؤوسِهِمْ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

أختان زانيتان

1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «يا ابنَ آدَمَ، كانَ امرأتانِ ابنَتا أُمٍّ واحِدَةٍ،
3 وزَنَتا بمِصرَ. في صِباهُما زَنَتا. هناكَ دُغدِغَتْ ثُديُّهُما، وهناكَ تزَغزَغَتْ ترائبُ عُذرَتِهِما.
4 واسمُهُما: أُهولَةُ الكَبيرَةُ، وأُهوليبَةُ أُختُها. وكانتا لي، وولَدَتا بَنينَ وبَناتٍ. واسماهُما: السّامِرَةُ «أُهولَةُ»، وأورُشَليمُ «أُهوليبَةُ».
5 وزَنَتْ أُهولَةُ مِنْ تحتي وعَشِقَتْ مُحِبّيها، أشّورَ الأبطالَ
6 اللّابِسينَ الأسمانجونيَّ وُلاةً وشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبّانُ شَهوَةٍ، فُرسانٌ راكِبونَ الخَيلَ.
7 فدَفَعَتْ لهُمْ عُقرَها لمُختاري بَني أشّورَ كُلِّهِمْ، وتَنَجَّسَتْ بكُلِّ مَنْ عَشِقَتهُمْ بكُلِّ أصنامِهِمْ.
8 ولَمْ تترُكْ زِناها مِنْ مِصرَ أيضًا، لأنَّهُمْ ضاجَعوها في صِباها، وزَغزَغوا ترائبَ عِذرَتِها وسَكَبوا علَيها زِناهُمْ.
9 لذلكَ سلَّمتُها ليَدِ عُشّاقِها، ليَدِ بَني أشّورَ الّذينَ عَشِقَتهُمْ.
10 هُم كشَفوا عَوْرَتَها. أخَذوا بَنيها وبَناتِها، وذَبَحوها بالسَّيفِ، فصارَتْ عِبرَةً للنِّساءِ. وأجرَوْا علَيها حُكمًا.

11 «فلَمّا رأتْ أُختُها أُهوليبَةُ ذلكَ أفسَدَتْ في عِشقِها أكثَرَ مِنها، وفي زِناها أكثَرَ مِنْ زِنا أُختِها.
12 عَشِقَتْ بَني أشّورَ الوُلاةَ والشِّحَنَ الأبطالَ اللّابِسينَ أفخَرَ لباسٍ، فُرسانًا راكِبينَ الخَيلَ كُلُّهُمْ شُبّانُ شَهوَةٍ.
13 فرأيتُ أنَّها قد تنَجَّسَتْ، ولِكِلتَيهِما طَريقٌ واحِدَةٌ.
14 وزادَتْ زِناها. ولَمّا نَظَرَتْ إلَى رِجالٍ مُصَوَّرينَ علَى الحائطِ، صوَرُ الكلدانيّينَ مُصَوَّرَةٍ بمُغرَةٍ،
15 مُنَطَّقينَ بمَناطِقَ علَى أحقائهِمْ، عَمائمُهُمْ مَسدولَةٌ علَى رؤوسِهِمْ. كُلُّهُمْ في المَنظَرِ رؤَساءُ مَركَباتٍ شِبهُ بَني بابِلَ الكلدانيّينَ أرضُ ميلادِهِمْ،
16 عَشِقَتهُمْ عِندَ لَمحِ عَينَيها إيّاهُمْ، وأرسَلَتْ إليهِمْ رُسُلًا إلَى أرضِ الكلدانيّينَ.
17 فأتاها بَنو بابِلَ في مَضجَعِ الحُبِّ ونَجَّسوها بزِناهُمْ، فتنَجَّسَتْ بهِمْ، وجَفَتهُمْ نَفسُها.
18 وكشَفَتْ زِناها وكشَفَتْ عَوْرَتَها، فجَفَتها نَفسي، كما جَفَتْ نَفسي أُختَها.
19 وأكثَرَتْ زِناها بذِكرِها أيّامَ صِباها الّتي فيها زَنَتْ بأرضِ مِصرَ.
20 وعَشِقَتْ مَعشوقيهِمِ الّذينَ لَحمُهُمْ كلَحمِ الحَميرِ ومَنيُّهُمْ كمَنيِّ الخَيلِ.
21 وافتَقَدتِ رَذيلَةَ صِباكِ بزَغزَغَةِ المِصريّينَ ترائبَكِ لأجلِ ثَديِ صِباكِ.

22 «لأجلِ ذلكَ يا أُهوليبَةُ، هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أُهَيِّجُ علَيكِ عُشّاقَكِ الّذينَ جَفَتهُمْ نَفسُكِ، وآتي بهِمْ علَيكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ:
23 بَني بابِلَ وكُلَّ الكلدانيّينَ، فقودَ وشوعَ وقوعَ، ومَعَهُمْ كُلُّ بَني أشّورَ، شُبّانُ شَهوَةٍ، وُلاةٌ وشِحَنٌ كُلُّهُمْ رؤَساءُ مَركَباتٍ وشُهَراءُ. كُلُّهُمْ راكِبونَ الخَيلَ.
24 فيأتونَ علَيكِ بأسلِحَةٍ مَركَباتٍ وعَجَلاتٍ، وبجَماعَةِ شُعوبٍ يُقيمونَ علَيكِ التُّرسَ والمِجَنَّ والخوذَةَ مِنْ حَوْلِكِ، وأُسَلِّمُ لهُمُ الحُكمَ فيَحكُمونَ علَيكِ بأحكامِهِمْ.
25 وأجعَلُ غَيرَتي علَيكِ فيُعامِلونَكِ بالسَّخَطِ. يَقطَعونَ أنفَكِ وأُذُنَيكِ، وبَقيَّتُكِ تسقُطُ بالسَّيفِ. يأخُذونَ بَنيكِ وبَناتِكِ، وتؤكلُ بَقيَّتُكِ بالنّارِ.
26 ويَنزِعونَ عنكِ ثيابَكِ، ويأخُذونَ أدَواتِ زينَتِكِ.
27 وأُبَطِّلُ رَذيلَتَكِ عنكِ وزِناكِ مِنْ أرضِ مِصرَ، فلا ترفَعينَ عَينَيكِ إليهِمْ ولا تذكُرينَ مِصرَ بَعدُ.
28 لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أُسَلِّمُكِ ليَدِ الّذينَ أبغَضتِهِمْ، ليَدِ الّذينَ جَفَتهُمْ نَفسُكِ.
29 فيُعامِلونَكِ بالبُغضاءِ ويأخُذونَ كُلَّ تعَبِكِ، ويَترُكونَكِ عُريانَةً وعاريَةً، فتنكَشِفُ عَوْرَةُ زِناكِ ورَذيلَتُكِ وزِناكِ.
30 أفعَلُ بكِ هذا لأنَّكِ زَنَيتِ وراءَ الأُمَمِ، لأنَّكِ تنَجَّستِ بأصنامِهِمْ.
31 في طريقِ أُختِكِ سلكتِ فأدفَعُ كأسَها ليَدِكِ.
32 هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إنَّكِ تشرَبينَ كأسَ أُختِكِ العَميقَةَ الكَبيرَةَ. تكونينَ للضَّحِكِ ولِلِاستِهزاءِ. تسَعُ كثيرًا.
33 تمتَلِئينَ سُكرًا وحُزنًا، كأسَ التَّحَيُّرِ والخَرابِ، كأسَ أُختِكِ السّامِرَةِ.
34 فتشرَبينَها وتَمتَصّينَها وتَقضَمينَ شُقَفَها وتَجتَثّينَ ثَديَيكِ، لأنّي تكلَّمتُ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
35 لذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أجلِ أنَّكِ نَسيتِني وطَرَحتِني وراءَ ظَهرِكِ، فتحمِلي أيضًا رَذيلَتَكِ وزِناكِ».

36 وقالَ الرَّبُّ لي: «يا ابنَ آدَمَ، أتَحكُمُ علَى أُهولَةَ وأُهوليبَةَ؟ بل أخبِرهُما برَجاساتِهِما،
37 لأنَّهُما قد زَنَتا وفي أيديهِما دَمٌ، وزَنَتا بأصنامِهِما وأيضًا أجازَتا بَنيهِما الّذينَ ولَدَتاهُمْ لي النّارَ أكلًا لها.
38 وفَعَلَتا أيضًا بي هذا: نَجَّسَتا مَقدِسي في ذلكَ اليومِ ودَنَّسَتا سُبوتي.
39 ولَمّا ذَبَحَتا بَنيهِما لأصنامِهِما، أتَتا في ذلكَ اليومِ إلَى مَقدِسي لتُنَجِّساهُ. فهوذا هكذا فعَلَتا في وسطِ بَيتي.
40 بل أرسَلتُما إلَى رِجالٍ آتينَ مِنْ بَعيدٍ. الّذينَ أُرسِلَ إليهِمْ رَسولٌ فهوذا جاءوا. هُمُ الّذينَ لأجلِهِمِ استَحمَمتِ وكحَّلتِ عَينَيكِ وتَحَلَّيتِ بالحُليِّ،
41 وجَلَستِ علَى سريرٍ فاخِرٍ أمامَهُ مائدَةٌ مُنَضَّضَةٌ، ووضَعتِ علَيها بَخوري وزَيتي.
42 وصوتُ جُمهورٍ مُتَرَفِّهينَ معها، مع أُناسٍ مِنْ رَعاعِ الخَلقِ. أُتيَ بسَكارَى مِنَ البَرّيَّةِ، الّذينَ جَعَلوا أسوِرَةً علَى أيديهِما وتاجَ جَمالٍ علَى رؤوسِهِما.
43 فقُلتُ عن الباليَةِ في الزِّنا: الآنَ يَزنونَ زِنًا معها وهي.
44 فدَخَلوا علَيها كما يُدخَلُ علَى امرأةٍ زانيَةٍ. هكذا دَخَلوا علَى أُهولَةَ وعلَى أُهوليبَةَ المَرأتَينِ الزّانيَتَينِ.
45 والرِّجالُ الصِّدّيقونَ هُم يَحكُمونَ علَيهِما حُكمَ زانيَةٍ وحُكمَ سفّاكَةِ الدَّمِ، لأنَّهُما زانيَتانِ وفي أيديهِما دَمٌ.
46 لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إنّي أُصعِدُ علَيهِما جَماعَةً وأُسَلِّمُهُما للجَوْرِ والنَّهبِ.
47 وتَرجُمُهُما الجَماعَةُ بالحِجارَةِ، ويُقَطِّعونَهُما بسُيوفِهِمْ، ويَذبَحونَ أبناءَهُما وبَناتِهِما، ويُحرِقونَ بُيوتهُما بالنّارِ.
48 فأُبَطِّلُ الرَّذيلَةَ مِنَ الأرضِ، فتتأدَّبُ جميعُ النِّساءِ ولا يَفعَلنَ مِثلَ رَذيلَتِكُما.
49 ويَرُدّونَ علَيكُما رَذيلَتَكُما، فتحمِلانِ خطايا أصنامِكُما، وتَعلَمانِ أنّي أنا السَّيِّدُ الرَّبُّ».

تعليق

الإيمان يعني البقاء أمينا

ماذا ينبغي أن تفعل إن عشت في مجتمع يدير ظهره لله؟ كيف تبقى أمينا لله عندما يكون جميع المحيطين بك أشخاصا ليس لديهم إيمان؟ هل تستسلم وتنضم إليهم؟ هل تحكم عليهم وتدينهم؟ أم أن هناك طريقة أخرى لشعب الله ليتصرفوا بها؟

جاءت كلمة الرب إلى حزقيال مرة أخرى. لقد كان اهتمام الله اهتماما نموذجيا: "شَعْبُ الأَرْضِ ظَلَمُوا ظُلْمًا، وَغَصَبُوا غَصْبًا، وَاضْطَهَدُوا الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَظَلَمُوا الْغَرِيبَ بِغَيْرِ الْحَقِّ" (29:22).

إنه يصف خطية أورشليم والسامرة بأنها مثل خطايا امرأتين عاهرتين أصبحتا "أكثر وأكثر فسقا" (19:23)؛ "فقد جُنَّ جنونهما من الشهوة" (ع11، الرسالة).

تعني طبيعة كل من الخطية والإدمان إنها لكونها لا تشبع، تصبح ممارستها متطرفة أكثر فأكثر. كان المفترض بالشعب أن يحبوا الله ويكونوا أمناء من نحوه. لكنهم بدلا من هذا جروا واشتهوا أمورا خاطئة.

من المفاجيء أن نرى مثل هذه اللهجة الصادمة والواضحة في الكتاب المقدس، لكن الله يستخدم هذه الصور الشنيعة ليساعد الشعب على التقاط وفهم حقيقة خطاياهم الكاملة وكم يؤلمه رؤيتها.

جذر المشكلة هو عدم أمانتهم للرب: "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ نَسِيتِنِي وَطَرَحْتِنِي وَرَاءَ ظَهْرِكِ، فَتَحْمِلِي أَيْضًا رَذِيلَتَكِ وَزِنَاكِ" (ع35).

نسيان الله هو عكس الإيمان. وهو يؤدي إلى النتائج الفظيعة الموصوفة في تلك الفقرة.

لكن ظل حزقيال أمينا لله. واستمر يعلن رسالة الله. ما كان يبحث عنه الله هو شخص يتشفع لأجلهم، وأن "يَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ" (30:22). هذا هو طريق الأمانة من ناحية شعب الله.

إنني ممتن جدا لأجل اشخاص كثيرين قالوا لي على مر السنين إنهم قد صلوا لأجلنا باستمرار. نحن أيضا لدينا حجرة صلاة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع في كنيستنا، وأنا أشعر بالتحمس بسبب الطريقة التي كانت بها هذه الحجرة وسيلة تحفيز للناس حتى يصلوا ويتشفعوا.

الصلاة تُحدِث فرقا بالفعل. والتشفع هو واحد من أهم الأمور التي يمكنك القيام بها. أجعل من الصلاة والتشفع أولوية عليا في حياتك.

يمكن إشباع الشوق الجنسي، لكونه في أصله شوقا للحميمية، فقط من خلال علاقتنا مع الله. تُعَدّ رسالة فقرة حزقيال اليوم معاصرة لنا بشكل غير عادي في ظل وجود عدد ضخم من الناس اليوم والذين لديهم نوع من الإدمان على الجنس. أما الصلاة، وتصديق أن الله "يجازي الذين يطلبونه" (عب6:11)، فهما أهم جانب من الاستجابة والرد على هذا الشوق.

ابقِ عينيك مثبتتين على يسوع. ثق فيه. اثبت فيه. اخدمه واعبده بكل قلبك. عش حياة الإيمان. ابقَ أمينا له وصلِّ بأمانة لأجل الآخرين. هذا هو الطريق إلى الشبع الحقيقي. الإيمان يُسِرّ الله.

يا رب، زد إيماني.

تعليق من بيبا

تعليق من بيبا

أم15:27، 16

"اَلْوَكْفُ الْمُتَتَابعُ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ، وَالْمَرْأَةُ الْمُخَاصِمَةُ سِيَّانِ، مَنْ يُخَبِّئُهَا (يكبحها) يُخَبِّئُ الرِّيحَ وَيَمِينُهُ تَقْبِضُ عَلَى زَيْتٍ".

يبدو هذا الموضوع إنه يَظهَر كثيرا. وما هذه الآية إلا تذكِرة، فقط في حال جُربنا نحن النساء بأن نخاصم!

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • PROVERBS BIBLE
  • PROVERBS COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more