التاريخ هو "قصته"
المقدمة
في الغرب، يفترض أناس كثيرون أن التاريخ بلا هدف: "مليء بالأصوات والغضب الشديد، وهو ما لا يعني شيئا" (كما عبر شكسبير في مسرحية ماكبث). تميل الكثير من الديانات الشرقية لاعتبار التاريخ إما دائريا أو مخادع وهمي، بينما تفهم الماركسية التاريخ على أساس الصراع بين الطبقات.
مقابل كل هذه النظرات، يرى العهد الجديد التاريخ متحركا نحو ذروة معينة. الصراع الكبير بين الخير والشر – ينتهي بنصرة الخير والله.
لن يفشل ملكوت الله. الله يجري مقاصده في التاريخ. ويسوع هو محور التاريخ. جميع الخطوط في التاريخ تتلاقى عنده. كما قال أحدهم، "مفتاح التاريخ على باب مزود بيت لحم مستقر".
التاريخ هو "قصته". إذ تسمع الأخبار وتقرأ كتب التاريخ تحصل على بعض التفاصيل. ولكن إذ تقرأ الكتاب المقدس ستحصل على الصورة الكبيرة. وبصفة خاصة، يكشف سفر الرؤيا عما يدور خلف مشاهد التاريخ.
الله هو السيد ملك التاريخ. لكننا لسنا مجرد بشر آليون. أنت لا يتم تحريكك مثل قطعة من الشطرنج. بل، لديك دور تقوم به. فالله قد جعلك جزءا فاعلا في خططه. الله يجري مقاصده بالتعاون مع شعبه.
المَزاميرُ 143:1-12
المَزمورُ المِئَةُ والثّالِثُ والأربَعونَ
مَزمورٌ لداوُدَ
1 يا رَبُّ، اسمَعْ صَلاتي، وأصغِ إلَى تضَرُّعاتي. بأمانَتِكَ استَجِبْ لي، بعَدلِكَ.
2 ولا تدخُلْ في المُحاكَمَةِ مع عَبدِكَ، فإنَّهُ لن يتَبَرَّرَ قُدّامَكَ حَيٌّ.
3 لأنَّ العَدوَّ قد اضطَهَدَ نَفسي. سحَقَ إلَى الأرضِ حَياتي. أجلَسَني في الظُّلُماتِ مِثلَ الموتَى منذُ الدَّهرِ.
4 أعيَتْ فيَّ روحي. تحَيَّرَ في داخِلي قَلبي.
5 تذَكَّرتُ أيّامَ القِدَمِ. لهِجتُ بكُلِّ أعمالِكَ. بصَنائعِ يَدَيكَ أتأمَّلُ.
6 بَسَطتُ إلَيكَ يَدَيَّ، نَفسي نَحوك كأرضٍ يابِسَةٍ. سِلاهْ.
7 أسرِعْ أجِبني يا رَبُّ. فنيَتْ روحي. لا تحجُبْ وجهَكَ عَنّي، فأُشبِهَ الهابِطينَ في الجُبِّ.
8 أسمِعني رَحمَتَكَ في الغَداةِ، لأنّي علَيكَ توَكَّلتُ. عَرِّفني الطريقَ الّتي أسلُكُ فيها، لأنّي إلَيكَ رَفَعتُ نَفسي.
9 أنقِذني مِنْ أعدائي يا رَبُّ. إلَيكَ التَجأتُ.
10 عَلِّمني أنْ أعمَلَ رِضاكَ، لأنَّكَ أنتَ إلهي. روحُكَ الصّالِحُ يَهديني في أرضٍ مُستَويَةٍ.
11 مِنْ أجلِ اسمِكَ يا رَبُّ تُحييني. بعَدلِكَ تُخرِجُ مِنَ الضّيقِ نَفسي،
12 وبرَحمَتِكَ تستأصِلُ أعدائي، وتُبيدُ كُلَّ مُضايِقي نَفسي، لأنّي أنا عَبدُكَ.
تعليق
كن منقادا بإله التاريخ
نحتاج إرشاد وقيادة الله. لديك القدرة على تغيير أحداث التاريخ إلى الأبد. لكن توجد تحديات كثيرة ينبغي مواجهتها.
كان داود محبطا. كان في "ثقب أسود" – "زنزانة": "جلست في يأس، روحي تنسل مني، وقلبي ثقيل، مثل الرصاص" (ع4، الرسالة). كيف تبدأ تخرج نفسك من وضع كهذا؟
- تذكر الأمور الجيدة
اختار داود أن يفكر بشأن ما هو إيجابي: "لقد تذكرت الأيام القديمة، جرى في بالي كل ما فعلت، تأملت الطرق التي عملت بها" (ع5، الرسالة).
- استمر في العبادة
يمكن أن تكون العبادة واحة في الأوقات الصعبة. يقول داود، "مددت يدي إليك، كمن هو عطشان في البرية ومتعطش للمطر" (ع6، الرسالة).
- اصرخ إلى الله طالبا العون
صلى داود، "أسرع باستجابتك، يا الله! أنا تقريبا على أخر استطاعتي. لا تبتعد عني؛ لا تتجاهلني!" (ع7، الرسالة).
- انصت لإرشاد الله
سنة بعد سنة كتبت بجوار الآية التي تقول، "عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا" (ع8)، قائمة من النواحي التي احتجت فيها إرشاد الله بشدة. من المشجع جدا أن أنظر إلى الوراء وأرى الطريقة التي قد أرشدني بها – أحيانا بصور تفوق كل ما طلبته أو تخيلته..
يَا رَبُّ، اسْمَعْ صَلاَتِي ... عطشت إليك نفسي مثل أرض ناشفة ومتعطشة ... أرني الطريق التي ينبغي أن أذهب فيها ... إنني أخفي نفسي فيك ... من أجل خاطر اسمك، يا رب ... أخرجني من المتاعب".
رؤيا يوحَنا 6:1-17
الختوم السبعة
1 ونَظَرتُ لَمّا فتحَ الخَروفُ واحِدًا مِنَ الخُتومِ السَّبعَةِ، وسَمِعتُ واحِدًا مِنَ الأربَعَةِ الحَيَواناتِ قائلًا كصوتِ رَعدٍ: «هَلُمَّ وانظُرْ!».
2 فنَظَرتُ، وإذا فرَسٌ أبيَضُ، والجالِسُ علَيهِ معهُ قَوْسٌ، وقَدْ أُعطيَ إكليلًا، وخرجَ غالِبًا ولكي يَغلِبَ.
3 ولَمّا فتحَ الخَتمَ الثّانيَ، سمِعتُ الحَيَوانَ الثّانيَ قائلًا: «هَلُمَّ وانظُرْ!»
4 فخرجَ فرَسٌ آخَرُ أحمَرُ، ولِلجالِسِ علَيهِ أُعطيَ أنْ يَنزِعَ السَّلامَ مِنَ الأرضِ، وأنْ يَقتُلَ بَعضُهُمْ بَعضًا، وأُعطيَ سيفًا عظيمًا.
5 ولَمّا فتحَ الخَتمَ الثّالِثَ، سمِعتُ الحَيَوانَ الثّالِثَ قائلًا: «هَلُمَّ وانظُرْ!». فنَظَرتُ وإذا فرَسٌ أسوَدُ، والجالِسُ علَيهِ معهُ ميزانٌ في يَدِهِ.
6 وسَمِعتُ صوتًا في وسَطِ الأربَعَةِ الحَيَواناتِ قائلًا: «ثُمنيَّةُ قمحٍ بدينارٍ، وثَلاثُ ثَمانيِّ شَعيرٍ بدينارٍ. وأمّا الزَّيتُ والخمرُ فلا تضُرَّهُما».
7 ولَمّا فتحَ الخَتمَ الرّابِعَ، سمِعتُ صوتَ الحَيَوانِ الرّابِعِ قائلًا: «هَلُمَّ وانظُرْ!».
8 فنَظَرتُ وإذا فرَسٌ أخضَرُ، والجالِسُ علَيهِ اسمُهُ الموتُ، والهاويَةُ تتبَعُهُ، وأُعطيا سُلطانًا علَى رُبعِ الأرضِ أنْ يَقتُلا بالسَّيفِ والجوعِ والموتِ وبوُحوشِ الأرضِ.
9 ولَمّا فتحَ الخَتمَ الخامِسَ، رأيتُ تحتَ المَذبَحِ نُفوسَ الّذينَ قُتِلوا مِنْ أجلِ كلِمَةِ اللهِ، ومِنْ أجلِ الشَّهادَةِ الّتي كانتْ عِندَهُمْ،
10 وصَرَخوا بصوتٍ عظيمٍ قائلينَ: «حتَّى مَتَى أيُّها السَّيِّدُ القُدّوسُ والحَقُّ، لا تقضي وتَنتَقِمُ لدِمائنا مِنَ السّاكِنينَ علَى الأرضِ؟»
11 فأُعطوا كُلُّ واحِدٍ ثيابًا بيضًا، وقيلَ لهُمْ أنْ يَستَريحوا زَمانًا يَسيرًا أيضًا حتَّى يَكمَلَ العَبيدُ رُفَقاؤُهُمْ، وإخوَتُهُمْ أيضًا، العَتيدونَ أنْ يُقتَلوا مِثلهُمْ.
12 ونَظَرتُ لَمّا فتحَ الخَتمَ السّادِسَ، وإذا زَلزَلَةٌ عظيمَةٌ حَدَثَتْ، والشَّمسُ صارَتْ سوداءَ كمِسحٍ مِنْ شَعرٍ، والقَمَرُ صارَ كالدَّمِ،
13 ونُجومُ السماءِ سقَطَتْ إلَى الأرضِ كما تطرَحُ شَجَرَةُ التّينِ سُقاطَها إذا هَزَّتها ريحٌ عظيمَةٌ.
14 والسماءُ انفَلَقَتْ كدَرجٍ مُلتَفٍّ، وكُلُّ جَبَلٍ وجَزيرَةٍ تزَحزَحا مِنْ مَوْضِعِهِما.
15 ومُلوكُ الأرضِ والعُظَماءُ والأغنياءُ والأُمَراءُ والأقوياءُ وكُلُّ عَبدٍ وكُلُّ حُرٍّ، أخفَوْا أنفُسَهُمْ في المَغايِرِ وفي صُخورِ الجِبالِ،
16 وهُم يقولونَ للجِبالِ والصُّخورِ: «اسقُطي علَينا وأخفينا عن وجهِ الجالِسِ علَى العَرشِ وعَنْ غَضَبِ الخَروفِ،
17 لأنَّهُ قد جاءَ يومُ غَضَبِهِ العظيمُ. ومَنْ يستطيعُ الوُقوفَ؟».
تعليق
تطلع وراء مشاهد التاريخ
برغم كل الأمور الفظيعة التي تراها تحدث في العالم من حولك وتقرأ عنها في التاريخ، إلا إنه لديك رجاء عظيم. تتمركز الأخبار السارة حول يسوع، يسوع، حمل الله، يفتح ختوم التاريخ (ع1). إنه يكشف ما يحدث وراء كواليس الأحداث التي تقرأ وتسمع عنها.
- الإنجيل يُبشر به لكل الأمم
أُعطي للراكب الأول "إكليل الانتصار. فقد خرج غالبا ومنتصرا هنا وهناك" (ع2، الرسالة).
يبدو هذا مثل يسوع نفسه، قاهر الموت، ملك الكون المتوج الخارج ليعلن الأخبار السارة للأمم.
- الحروب والقوة العسكرية
الراكب الثاني "أُعْطِيَ أَنْ يَنْزِعَ السَّلاَمَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأُعْطِيَ سَيْفًا عَظِيمًا" (ع4).
لقد امتلأ التاريخ بالعنف والحرب، لأن الناس يسعون للسيادة والسيطرة على بعضهم البعض.
- الظلم وعدم المساواة
الراكب الثالث "كان يمسك ميزانا أسودا في يده" (ع5).
حدث تضخم في الأسعار (ع6). كانت هناك كارثة اقتصادية. كما هو الحال اليوم، فبينما يعيش البعض في فقر مريع، يعيش الآخرون في رفاهية (ع6)، لا تمسهم احتياجات الفقراء.
- لعنة الموت
الراكب الرابع "اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ" (ع8).
يأخذ الموت ضحاياه في التاريخ. بينما نقرأ تاريخ هذا العالم نجده تاريخا للعنف "قتل بالسيف"، والجوع "المجاعة"، والمرض "الضربات"، وكذلك بجوار الأسباب العشوائية الأخرى التي تفضي إلى الموت "وحوش الأرض" (ع8).
- الكنيسة المضطهدة
"... الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ" (ع9).
يستمر اضطهاد المسيحيين حتى الوقت الحاضر. يعيش الملايين من المسيحيين في جميع أنحاء العالم في خوف يومي من البوليس السري، الحرس السري، قمع الدولة والتمييز. وهم يتألمون بسبب إيمانهم بيسوع.
- بداية النهاية
تنبأ يسوع باضطرابات مشابهة لتلك المذكورة هنا – "وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ (المخاض)" (مت8:24).
وستضم هذه ولا شك اضطرابات اجتماعية وسياسية، وكذلك كوارث طبيعية.
تعطي الأختام الستة نظرة عامة عن التاريخ بين مجيء يسوع الأول والثاني.
يا رب، ليتنا نكون صانعي سلام يطعمون الجوعي ويحاربون ضد الظلم ويقفون مع المضطهدين ويحضرون الأخبار السارة بينما نتوقع عودتك وبداية السماء الجديدة والأرض الجديدة التي ستدوم إلى الأبد.
مَلاخي 1:1-2:16
ذبائح معيبة
1 وحيُ كلِمَةِ الرَّبِّ لإسرائيلَ عن يَدِ مَلاخي:
محبة الله لشعبه
2 «أحبَبتُكُمْ، قالَ الرَّبُّ. وقُلتُمْ: بمَ أحبَبتَنا؟ أليس عيسو أخًا ليعقوبَ، يقولُ الرَّبُّ، وأحبَبتُ يعقوبَ
3 وأبغَضتُ عيسوَ، وجَعَلتُ جِبالهُ خَرابًا وميراثَهُ لذِئابِ البَرّيَّةِ؟
4 لأنَّ أدومَ قالَ: قد هُدِمنا، فنَعودُ ونَبني الخِرَبُ. هكذا قالَ رَبُّ الجُنودِ: هُم يَبنونَ وأنا أهدِمُ. ويَدعونَهُمْ تُخومَ الشَّرِّ، والشَّعبَ الّذي غَضِبَ علَيهِ الرَّبُّ إلَى الأبدِ.
5 فترَى أعيُنُكُمْ وتَقولونَ: ليَتَعَظَّمِ الرَّبُّ مِنْ عِندِ تُخمِ إسرائيلَ.
ذبائح معيبة
6 «الِابنُ يُكرِمُ أباهُ، والعَبدُ يُكرِمُ سيِّدَهُ. فإنْ كُنتُ أنا أبًا، فأين كرامَتي؟ وإنْ كُنتُ سيِّدًا، فأين هَيبَتي؟ قالَ لكُمْ رَبُّ الجُنودِ. أيُّها الكهنةُ المُحتَقِرونَ اسمي. وتَقولونَ: بمَ احتَقَرنا اسمَكَ؟
7 تُقَرِّبونَ خُبزًا نَجِسًا علَى مَذبَحي. وتَقولونَ: بمَ نَجَّسناكَ؟ بقَوْلِكُمْ: إنَّ مائدَةَ الرَّبِّ مُحتَقَرَةٌ.
8 وإنْ قَرَّبتُمُ الأعمَى ذَبيحَةً، أفَليس ذلكَ شَرًّا؟ وإنْ قَرَّبتُمُ الأعرَجَ والسَّقيمَ، أفَليس ذلكَ شَرًّا؟ قَرِّبهُ لواليكَ، أفَيَرضَى علَيكَ أو يَرفَعُ وجهَكَ؟ قالَ رَبُّ الجُنودِ.
9 والآنَ ترَضَّوْا وجهَ اللهِ فيَتَراءَفَ علَينا. هذِهِ كانتْ مِنْ يَدِكُمْ. هل يَرفَعُ وجهَكُم؟ قالَ رَبُّ الجُنودِ.
10 «مَنْ فيكُم يُغلِقُ البابَ! بل لا توقِدونَ علَى مَذبَحي مَجّانًا. لَيسَتْ لي مَسَّرَةٌ بكُمْ، قالَ رَبُّ الجُنودِ، ولا أقبَلُ تقدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ.
11 لأنَّهُ مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلَى مَغرِبِها اسمي عظيمٌ بَينَ الأُمَمِ، وفي كُلِّ مَكانٍ يُقَرَّبُ لاسمي بَخورٌ وتَقدِمَةٌ طاهِرَةٌ، لأنَّ اسمي عظيمٌ بَينَ الأُمَمِ، قالَ رَبُّ الجُنودِ.
12 أمّا أنتُمْ فمُنَجِّسوهُ، بقَوْلِكُمْ: إنَّ مائدَةَ الرَّبِّ تنَجَّسَتْ، وثَمَرَتَها مُحتَقَرٌ طَعامُها.
13 وقُلتُمْ: ما هذِهِ المَشَقَّةُ؟ وتأفَّفتُمْ علَيهِ، قالَ رَبُّ الجُنودِ. وجِئتُمْ بالمُغتَصَبِ والأعرَجِ والسَّقيمِ، فأتَيتُمْ بالتَّقدِمَةِ. فهل أقبَلُها مِنْ يَدِكُمْ؟ قالَ الرَّبُّ.
14 ومَلعونٌ الماكِرُ الّذي يوجَدُ في قَطيعِهِ ذَكَرٌ ويَنذُرُ ويَذبَحُ للسَّيِّدِ عائبًا. لأنّي أنا مَلِكٌ عظيمٌ، قالَ رَبُّ الجُنودِ، واسمي مَهيبٌ بَينَ الأُمَمِ.
خيانة يهوذا
1 «والآنَ إلَيكُمْ هذِهِ الوَصيَّةُ أيُّها الكهنةُ:
2 إنْ كنتُم لا تسمَعونَ ولا تجعَلونَ في القَلبِ لتُعطوا مَجدًا لاسمي، قالَ رَبُّ الجُنودِ. فإنّي أُرسِلُ علَيكُمُ اللَّعنَ، وألعَنُ بَرَكاتِكُمْ، بل قد لَعَنتُها، لأنَّكُمْ لَستُمْ جاعِلينَ في القَلبِ.
3 هأنَذا أنتَهِرُ لكُمُ الزَّرعَ، وأمُدُّ الفَرثَ علَى وُجوهِكُمْ، فرثَ أعيادِكُمْ، فتُنزَعونَ معهُ.
4 فتعلَمونَ أنّي أرسَلتُ إلَيكُمْ هذِهِ الوَصيَّةَ لكَوْنِ عَهدي مع لاوي، قالَ رَبُّ الجُنودِ.
5 كانَ عَهدي معهُ للحياةِ والسَّلامِ، وأعطَيتُهُ إيّاهُما للتَّقوَى. فاتَّقاني، ومِنِ اسمي ارتاعَ هو.
6 شَريعَةُ الحَقِّ كانتْ في فيهِ، وإثمٌ لَمْ يوجَدْ في شَفَتَيهِ. سلكَ مَعي في السَّلامِ والِاستِقامَةِ، وأرجَعَ كثيرينَ عن الإثمِ.
7 لأنَّ شَفَتَيِ الكاهِنِ تحفَظانِ مَعرِفَةً، ومِنْ فمِهِ يَطلُبونَ الشَّريعَةَ، لأنَّهُ رَسولُ رَبِّ الجُنودِ.
8 أمّا أنتُمْ فحِدتُمْ عن الطريقِ وأعثَرتُمْ كثيرينَ بالشَّريعَةِ. أفسَدتُمْ عَهدَ لاوي، قالَ رَبُّ الجُنودِ.
9 فأنا أيضًا صَيَّرتُكُمْ مُحتَقَرينَ ودَنيئينَ عِندَ كُلِّ الشَّعبِ، كما أنَّكُمْ لَمْ تحفَظوا طُرُقي بل حابَيتُمْ في الشَّريعَةِ».
خيانة يهوذا
10 أليس أبٌ واحِدٌ لكُلِّنا؟ أليس إلهٌ واحِدٌ خَلَقَنا؟ فلمَ نَغدُرُ الرَّجُلُ بأخيهِ لتَدنيسِ عَهدِ آبائنا؟
11 غَدَرَ يَهوذا، وعُمِلَ الرِّجسُ في إسرائيلَ وفي أورُشَليمَ. لأنَّ يَهوذا قد نَجَّسَ قُدسَ الرَّبِّ الّذي أحَبَّهُ، وتَزَوَّجَ بنتَ إلهٍ غَريبٍ.
12 يَقطَعُ الرَّبُّ الرَّجُلَ الّذي يَفعَلُ هذا، السّاهِرَ والمُجيبَ مِنْ خيامِ يعقوبَ، ومَنْ يُقَرِّبُ تقدِمَةً لرَبِّ الجُنودِ.
13 وقَدْ فعَلتُمْ هذا ثانيَةً مُغَطّينَ مَذبَحَ الرَّبِّ بالدُّموعِ، بالبُكاءِ والصُّراخِ، فلا تُراعَى التَّقدِمَةُ بَعدُ، ولا يُقبَلُ المُرضي مِنْ يَدِكُمْ.
14 فقُلتُمْ: «لماذا؟» مِنْ أجلِ أنَّ الرَّبَّ هو الشّاهِدُ بَينَكَ وبَينَ امرأةِ شَبابِكَ الّتي أنتَ غَدَرتَ بها، وهي قَرينَتُكَ وامرأةُ عَهدِكَ.
15 أفَلَمْ يَفعَلْ واحِدٌ ولهُ بَقيَّةُ الرّوحِ؟ ولِماذا الواحِدُ؟ طالِبًا زَرعَ اللهِ. فاحذَروا لروحِكُمْ ولا يَغدُرْ أحَدٌ بامرأةِ شَبابِهِ.
16 «لأنَّهُ يَكرَهُ الطَّلاقَ، قالَ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ، وأنْ يُغَطّيَ أحَدٌ الظُّلمَ بثَوْبِهِ، قالَ رَبُّ الجُنودِ. فاحذَروا لروحِكُمْ لئَلّا تغدُروا».
تعليق
القِ نظرة على محبة الله في التاريخ
يقول الله من خلال النبي ملاخي (تقريبا سنة 450 ق.م.)، والذي يعني اسمه "ملاكي أو المرسل الذي أرسلته"، "أنظروا على التاريخ" (ع2، الرسالة). إن أردت أن تعرف كم يحبك الله، أنظر على التاريخ. رسالة إله التاريخ هي "أحببتكم" (ع2، الرسالة): "أنظروا جيدا. ثم ستروا كم أحببتكم بأمانة وسوف تريدون المزيد من المحبة" (ع5، الرسالة).
خلفية السفر هي، حتى بعد إعادة بناء الهيكل، لا زالت توجد "عبادة رديئة وملوثة ونجسة ... لم تعد عبادة الله أولوية" (ع6-7، الرسالة): يوجد فشل من العطاء بكرم وانكسار في الحياة الأسرية.
تمثل كلمات هذا السفر تحديا ضخما لمن هم منخرطون في أي نوع من قيادة شعب الله (ع6).
كان الكهنة قادة شعب الله. مثل الأنبياء، كان يُفترض بهم أن يكونوا من يتكلم الله من خلالهم: "لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ" (7:2).
التحدي الذي يواجهنا كلنا هو:
- التصميم بكل القلب على رؤية اسم الله يتمجد "تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي" (ع2).
- نوال "الحياة والسلام"
لقد تعهد الله (وعد) بأن يعطي "حياة وسلاما" (ع5) – وهاتان اثنتان من أعظم البركات التي يمكنك الحصول عليها قط.
- أعبد الله بخشوع وهيبة
ينبغي أن يكون هذا هو رد فعلنا تجاه كرم ولطف الله غير العادي: "وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَاتَّقَانِي (سبط لاوي)، وَمِنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ" (ع5).
- علم بالحق
"شَرِيعَةُ الْحَقِّ كَانَتْ فِي فِيهِ، وَإِثْمٌ لَمْ يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ" (ع6).
- عش حياة البر
"سَلَكَ مَعِي فِي السَّلاَمِ وَالاسْتِقَامَةِ" (ع6). ينبغي أن يمثل القادة المسيحيون نموذجا بأن يعيشوا حياة مقدسة.
- عش حياة مساعدة الآخرين حتى يجدوا العلاقة مع الله "... وَأَرْجَعَ كَثِيرِينَ عَنِ الإِثْمِ" (ع6).
بعد هذا يلتفت ملاخي إلى العلاقات. فينتقدهم على الزواج من غير المؤمنين (ع11). كما أن الكتاب المقدس في مواضع أخرى لا يشجع على هذا (أنظر 2كو14:6)، ولكن قد نجد هذا يمثل تحديا. يمكن للصورة التي يستخدمها ملاخي هنا أن تساعدنا في فهم سبب كونها ليست فكرة جيدة. حيث يصف غير المؤمنين بأنهم "بِنْتَ إِلهٍ غَرِيبٍ" (مل11:2)، وهي جملة تسلط الضوء على وجهات نظرهم الدينية المنافسة.
كلنا لدينا أفكار ومعتقدات دينية، حتى ولو كانت الاعتقاد بعدم وجود إله. أن نعطي أنفسنا لشخص يتمسك بمعتقد مختلف قد يجذبنا في النهاية بعيدا عن الله.
أراد الله للأطفال أن يتربوا في أمان العلاقة الزوجية: "أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ وَلَهُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ؟ وَلِمَاذَا الْوَاحِدُ؟ طَالِبًا زَرْعَ اللهِ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، وَأَنْ يُغَطِّيَ أَحَدٌ الظُّلْمَ بِثَوْبِهِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ لِئَلاَّ تَغْدُرُوا" (ع15-16).
قد تبدو هذه الكلمات قاسية، لكن في الواقع هي كلمات تذكرنا بكم يحب الله ويقدر الزواج. وهذا لأن الزواج أمر رائع جدا لدرجة أن الله يعارض تماما أي شيء يقلل من شأنه.
تبدأ عدم الأمانة في قلوبنا: "لذا، ابقوا منتبهين لروحكم (لتكون تحت سيطرة روحي)، لكيلا تتعاملوا بغدر أو بعدم أمانة (مع شريك حياتك" (ع16، المكبرة).
يا رب، أشكرك من أجل يسوع الذي جاء لجعل الغفران ممكنا. ليتنا نحرس أنفسنا في قلوبنا وفي أرواحنا ولا نكسر الإيمان.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
مز8:143
"أَسْمِعْنِي رَحْمَتَكَ فِي الْغَدَاةِ، لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي".
يمضي اليوم بصورة أفضل كثيرا لو قرأت الكتاب المقدس في الصباح ووجدت تشجيعا في محبة الله الثابتة. بدون هذا الوقت مع الله، يصبح الأمر مثل الخروج بدون ارتداء المعطف – حيث يكون هناك شيء هام جدا ناقص.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.