تطلع إلى الأمام
المقدمة
في أوبريت من ترانيم عيد الميلاد كتبها تشارلز ديكنز، ظهرت الشخصية الرئيسية، أيبنيزر سكروج، في صورة رجل أعمال عجوز وبائس وحقير وبخيل، وقد تم عرض ماضيه وحاضره ومستقبله. في النهاية يتوب ويبدأ يعطي بكرم.
يصور ديكنز التغيير الذي حدث في الشخصية التي يقدمها: "لقد ذهب إلى الكنيسة، وسار في الشوارع ... ووجد أن كل شيء يمكن أن يعطيه السرور واللذة. لم يحلم من قبل أبدا أن أية تمشية عادية – أو أي شيء – يمكن أن تعطيه هذه السعادة الكبيرة".
"التوبة" كلمة إيجابية جدا في الكتاب المقدس. الكلمة اليونانية "ميتانويا" تعني "تغيير الذهن أو الفكر". وهذا يعني، أولا، التحول بعيدا عن الأمور السيئة. هذه الأمور هي التي تفسد حياتك وتكسر علاقتك مع الله. تعني التوبة أن تكون آسفا بما فيه الكفاية لتكف عن الشيء. التخلص من الأمور السيئة فقط يحسن حياتك. لكن هذا فقط هو الجزء الأول.
تغيير القلب والذهن يعني ليس فقط التحول بعيدا عن الأمور السيئة، بل ويعني أيضا التحول نحو الله والخير. نادرا ما تظهر كلمة "التوبة" بمفردها في الكتاب المقدس. التوبة الحقيقية تظهر بثمارها. الندم ليس كافيا. مطلوب تغيير في الذهن والقلب والحياة. تقريبا دائما ما نرى، "تب و...". تب وآمن. تب وضع إيمانك في يسوع المسيح. ليست المسألة مسألة النظر إلى الوراء، بل وكذلك التطلع إلى الأمام.
المَزاميرُ 147:1-11
المَزمورُ المِئَةُ والسّابِعُ والأربَعونَ
1 سبِّحوا الرَّبَّ، لأنَّ التَّرَنُّمَ لإلهِنا صالِحٌ. لأنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسبيحُ لائقٌ.
2 الرَّبُّ يَبني أورُشَليمَ. يَجمَعُ مَنفيّي إسرائيلَ.
3 يَشفي المُنكَسِري القُلوبِ، ويَجبُرُ كسرَهُمْ.
4 يُحصي عَدَدَ الكَواكِبِ. يَدعو كُلَّها بأسماءٍ.
5 عظيمٌ هو رَبُّنا، وعظيمُ القوَّةِ. لفَهمِهِ لا إحصاءَ.
6 الرَّبُّ يَرفَعُ الوُدَعاءَ، ويَضَعُ الأشرارَ إلَى الأرضِ.
7 أجيبوا الرَّبَّ بحَمدٍ. رَنِّموا لإلهِنا بعودٍ.
8 الكاسي السماواتِ سحابًا، المُهَيِّئ للأرضِ مَطَرًا، المُنبِتِ الجِبالَ عُشبًا،
9 المُعطي للبَهائمِ طَعامَها، لفِراخِ الغِربانِ الّتي تصرُخُ.
10 لا يُسَرُّ بقوَّةِ الخَيلِ. لا يَرضَى بساقَيِ الرَّجُلِ.
11 يَرضَى الرَّبُّ بأتقيائهِ، بالرّاجينَ رَحمَتَهُ.
تعليق
تب وأفرح
قد يكون سياق مزمور 147هو إعادة بناء أورشليم تحت ولاية نحميا: "الرَّبُّ يَبْنِي أُورُشَلِيمَ. يَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ" (ع2). وقد بدأ هذا (كما سنرى اليوم في نح1-2) بتوبة صادقة قدمها نحميا نيابة عن نفسه وعن كل الشعب.
تبدأ التوبة الصادقة بان نكون "منكسري القلب" (مز3:147). الأخبار الرائعة هي أن الله يشفي القلوب المكسورة ويضمد جراحها (ع3؛ أنظر أيضا أش1:61).
تتضمن "التوبة" أن تضع نفسك أمام الله. فبينما "يَضَعُ (الرب) الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ" (مز6:147)، إلا إن "الرَّبُّ يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ" (ع6). لكن الله لا يتركك فقط عند هذه المرحلة. إنه يريدك ليس فقط أن تنظر إلى الوراء بتوبة، بل وكذلك أن تتطلع إلى الأمام بفرح.
ليست "مسرة" الله في "بِسَاقَيِ الرَّجُلِ" (ع10). فهو لا يعتمد على (أو يتأثر أو يعجب ب) القوة الجسدية: "فهو لا يُعجب بقوة الحصان؛ ولا حجم عضلاتنا يعني بالنسبة له ولو قدرا قليلا" (ع10، الرسالة). بل، "يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ، بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ" (ع11).
يدور هذا المزمور كله بالفرح في الرب. ويبدأ بدعوة موضوعها "سَبِّحُوا الرَّبَّ" وبتذكرة عن كم هو "صَالِحٌ. مُلِذٌّ. لاَئِقٌ" (ع1) أن نفعل هذا. تجلب العبادة فرحا ومسرة، وهي رد فعل مناسب من نحو هذا الإله الرائع.
يا رب، اليوم أريد ليس فقط أن أتوب، بل وكذلك أن أفرح فيك. أشكرك لأنك تعد إنه لو اتقيتك، فلست بحاجة لأن أخاف من أي شيء آخر.
رؤيا يوحَنا 16:1-21
سبعة جامات غضب الله
1 وسَمِعتُ صوتًا عظيمًا مِنَ الهَيكلِ قائلًا للسَّبعَةِ المَلائكَةِ: «امضوا واسكُبوا جاماتِ غَضَبِ اللهِ علَى الأرضِ».
2 فمَضَى الأوَّلُ وسَكَبَ جامَهُ علَى الأرضِ، فحَدَثَتْ دَمامِلُ خَبيثَةٌ ورَديَّةٌ علَى النّاسِ الّذينَ بهِمْ سِمَةُ الوَحشِ والّذينَ يَسجُدونَ لصورَتِهِ.
3 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ الثّاني جامَهُ علَى البحرِ، فصارَ دَمًا كدَمِ مَيِّتٍ. وكُلُّ نَفسٍ حَيَّةٍ ماتَتْ في البحرِ.
4 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ الثّالِثُ جامَهُ علَى الأنهارِ وعلَى يَنابيعِ المياهِ، فصارَتْ دَمًا.
5 وسَمِعتُ مَلاكَ المياهِ يقولُ: «عادِلٌ أنتَ أيُّها الكائنُ والّذي كانَ والّذي يكونُ، لأنَّكَ حَكَمتَ هكذا.
6 لأنَّهُمْ سفَكوا دَمَ قِدّيسينَ وأنبياءَ، فأعطَيتَهُمْ دَمًا ليَشرَبوا. لأنَّهُمْ مُستَحِقّونَ!».
7 وسَمِعتُ آخَرَ مِنَ المَذبَحِ قائلًا: «نَعَمْ أيُّها الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُلِّ شَيءٍ! حَقٌّ وعادِلَةٌ هي أحكامُكَ».
8 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ الرّابِعُ جامَهُ علَى الشَّمسِ، فأُعطيَتْ أنْ تُحرِقَ النّاسَ بنارٍ،
9 فاحتَرَقَ النّاسُ احتِراقًا عظيمًا، وجَدَّفوا علَى اسمِ اللهِ الّذي لهُ سُلطانٌ علَى هذِهِ الضَّرَباتِ، ولَمْ يتوبوا ليُعطوهُ مَجدًا.
10 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ الخامِسُ جامَهُ علَى عَرشِ الوَحشِ، فصارَتْ مَملكَتُهُ مُظلِمَةً. وكانوا يَعَضّونَ علَى ألسِنَتِهِمْ مِنَ الوَجَعِ.
11 وجَدَّفوا علَى إلهِ السماءِ مِنْ أوجاعِهِمْ ومِنْ قُروحِهِمْ، ولَمْ يتوبوا عن أعمالِهِمْ.
12 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ السّادِسُ جامَهُ علَى النَّهرِ الكَبيرِ الفُراتِ، فنَشِفَ ماؤُهُ لكَيْ يُعَدَّ طَريقُ المُلوكِ الّذينَ مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ.
13 ورأيتُ مِنْ فمِ التِّنّينِ، ومِنْ فمِ الوَحشِ، ومِنْ فمِ النَّبيِّ الكَذّابِ، ثَلاثَةَ أرواحٍ نَجِسَةٍ شِبهَ ضَفادِعَ،
14 فإنَّهُمْ أرواحُ شَياطينَ صانِعَةٌ آياتٍ، تخرُجُ علَى مُلوكِ العالَمِ وكُلِّ المَسكونَةِ، لتَجمَعَهُمْ لقِتالِ ذلكَ اليومِ العظيمِ، يومِ اللهِ القادِرِ علَى كُلِّ شَيءٍ.
15 «ها أنا آتي كلِصٍّ! طوبَى لمَنْ يَسهَرُ ويَحفَظُ ثيابَهُ لئَلّا يَمشيَ عُريانًا فيَرَوْا عُريَتَهُ».
16 فجَمَعَهُمْ إلَى المَوْضِعِ الّذي يُدعَى بالعِبرانيَّةِ «هَرمَجَدّونَ».
17 ثُمَّ سكَبَ المَلاكُ السّابِعُ جامَهُ علَى الهَواءِ، فخرجَ صوتٌ عظيمٌ مِنْ هَيكلِ السماءِ مِنَ العَرشِ قائلًا: «قد تمَّ!».
18 فحَدَثَتْ أصواتٌ ورُعودٌ وبُروقٌ. وحَدَثَتْ زَلزَلَةٌ عظيمَةٌ، لَمْ يَحدُثْ مِثلُها منذُ صارَ النّاسُ علَى الأرضِ، زَلزَلَةٌ بمِقدارِها عظيمَةٌ هكذا.
19 وصارَتِ المدينةُ العظيمَةُ ثَلاثَةَ أقسامٍ، ومُدُنُ الأُمَمِ سقَطَتْ، وبابِلُ العظيمَةُ ذُكِرَتْ أمامَ اللهِ ليُعطيَها كأسَ خمرِ سخَطِ غَضَبِهِ.
20 وكُلُّ جَزيرَةٍ هَرَبَتْ، وجِبالٌ لَمْ توجَدْ.
21 وبَرَدٌ عظيمٌ، نَحوُ ثِقَلِ وزنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السماءِ علَى النّاسِ. فجَدَّفَ النّاسُ علَى اللهِ مِنْ ضَربَةِ البَرَدِ، لأنَّ ضَربَتَهُ عظيمَةٌ جِدًّا.
تعليق
تب وتجاوب
لابد وأن هذا واحد من أكثر الاصحاحات المخيفة في الكتاب المقدس كله. فهو يصف دينونة الله النهائية. وهذه هي السبع ضربات الأخيرة (أنظر خر7-10). كلها تنتهي في "هرمجدون". ووسط الدينونة الرهيبة، توجد أربع أشياء ينبغي أن تجلب لك التعزية:
- يسوع راجع
"استمروا في المراقبة! فسآتي سرا، مثل اللص. أنتم مطوبون إذ كنتم يقظين ومتجهزين بملابسكم وجاهزين لي" (رؤ15:16، الرسالة). فيما بعد في الرؤيا، سنرى كل البركات التي سيجلبها مجيء يسوع الثاني إليك وإلى كل الخليقة.
- لقد أخذ يسوع دينونتك
تخبرنا الكلمتان "قَدْ تَمَّ" (ع17) إنه ما أن تحدث هذه الدينونة النهائية، حتى يكون "قَدْ تَمَّ" – وهي ترديد لصدى آخر كلمات قالها يسوع على الصليب (يو30:19). وهي تذكرنا بأن يسوع قد حمل غضب الله على نفسه على الصليب لأجلك. أحب الله العالم جدا لدرجة إنه أرسل ابنه الواحد والوحيد ليموت لأجلك بحيث لا تأتي أنت تحت دينونة الله النهائية، بل تنال كل بركات الحياة الأبدية (أنظر يو16:3-17).
- الدينونة تتأجل
تقع الدينونة فقط على من "لَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا" (رؤ9:16). فالله يعطيهم، مثل فرعون، فرصا كثيرة جدا ليتوبوا، "وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ" (ع11). الله يريد أن يأتي الجميع إلى التوبة (2بط9:3). وهو يعطي الكثير، والكثير من الفرص. وحدهم الذين يرفضون رفضا باتا أن يتوبوا هم الذين يأتون تحت دينونته.
- ستكون الدينونة عادلة تماما
نجد وبشكل مفهوم أن الكثير من الناس قلقون بشأن فقرات كهذه في الكتاب المقدس. لكن، دينونة الله ستكون وبشكل مطلق "حق" و"عادلة" (ع7). كما يقول قسيس كنيسة الثالوث الأقدس-برومبتون السابق جون كولنز دائما، "كلنا سنقول في ذلك اليوم، "هذا صحيح وسليم تماما"".
تطلع إلى الأمام إلى عودة يسوع. نظم حياتك الآن. تأكد من أنه لا يوجد بقلبك رفض للتوبة. تجاوب بالطريقة الصحيحة مع هذه التحذيرات وساعد الجميع على القيام بنفس الشيء.
يا رب، أشكرك لأنه على الصليب أنت حملت خطاياي لأجلي بحيث لا أحتاج أبدا أن أواجه الدينونة الموصوفة هنا. أشكرك لأنك راجع وأنك سوف تصحح كل الأوضاع. في كل ما افعل، ساعدني حتى أمجدك.
نَحَميا 1:1-2:20
صلاة نحميا
1 كلامُ نَحَميا بنِ حَكليا: حَدَثَ في شَهرِ كسلو في السَّنَةِ العِشرينَ، بَينَما كُنتُ في شوشَنَ القَصرِ،
2 أنَّهُ جاءَ حَناني، واحِدٌ مِنْ إخوَتي، هو ورِجالٌ مِنْ يَهوذا، فسألتُهُمْ عن اليَهودِ الّذينَ نَجَوْا، الّذينَ بَقوا مِنَ السَّبيِ، وعَنْ أورُشَليمَ.
3 فقالوا لي: «إنَّ الباقينَ الّذينَ بَقوا مِنَ السَّبيِ هناكَ في البِلادِ، هُم في شَرٍّ عظيمٍ وعارٍ. وسورُ أورُشَليمَ مُنهَدِمٌ، وأبوابُها مَحروقَةٌ بالنّارِ».
4 فلَمّا سمِعتُ هذا الكلامَ جَلَستُ وبَكَيتُ ونُحتُ أيّامًا، وصُمتُ وصَلَّيتُ أمامَ إلهِ السماءِ،
5 وقُلتُ: «أيُّها الرَّبُّ إلهُ السماءِ، الإلهُ العظيمُ المَخوفُ، الحافِظُ العَهدَ والرَّحمَةَ لمُحِبّيهِ وحافِظي وصاياهُ،
6 لتَكُنْ أُذنُكَ مُصغيَةً وعَيناكَ مَفتوحَتَينِ لتَسمَعَ صَلاةَ عَبدِكَ الّذي يُصَلّي إلَيكَ الآنَ نهارًا وليلًا لأجلِ بَني إسرائيلَ عَبيدِكَ، ويَعتَرِفُ بخطايا بَني إسرائيلَ الّتي أخطأنا بها إلَيكَ. فإنّي أنا وبَيتُ أبي قد أخطأنا.
7 لَقَدْ أفسَدنا أمامَكَ، ولَمْ نَحفَظِ الوَصايا والفَرائضَ والأحكامَ الّتي أمَرتَ بها موسَى عَبدَكَ.
8 اذكُرِ الكلامَ الّذي أمَرتَ بهِ موسَى عَبدَكَ قائلًا: إنْ خُنتُمْ فإنّي أُفَرِّقُكُمْ في الشُّعوبِ،
9 وإنْ رَجَعتُمْ إلَيَّ وحَفِظتُمْ وصايايَ وعَمِلتُموها، إنْ كانَ المَنفيّونَ مِنكُمْ في أقصاءِ السماواتِ، فمِنْ هناكَ أجمَعُهُمْ وآتي بهِمْ إلَى المَكانِ الّذي اختَرتُ لإسكانِ اسمي فيهِ.
10 فهُم عَبيدُكَ وشَعبُكَ الّذي افتَدَيتَ بقوَّتِكَ العظيمَةِ ويَدِكَ الشَّديدَةِ.
11 يا سيِّدُ، لتَكُنْ أُذنُكَ مُصغيَةً إلَى صَلاةِ عَبدِكَ وصَلاةِ عَبيدِكَ الّذينَ يُريدونَ مَخافَةَ اسمِكَ. وأعطِ النَّجاحَ اليومَ لعَبدِكَ وامنَحهُ رَحمَةً أمامَ هذا الرَّجُلِ». لأنّي كُنتُ ساقيًا للمَلِكِ.
نحميا يتفحص أسوار أورشليم
1 وفي شَهرِ نيسانَ في السَّنَةِ العِشرينَ لأرتَحشَستا المَلِكِ، كانتْ خمرٌ أمامَهُ، فحَمَلتُ الخمرَ وأعطَيتُ المَلِكَ. ولَمْ أكُنْ قَبلُ مُكمَدًّا أمامَهُ.
2 فقالَ لي المَلِكُ: «لماذا وجهُكَ مُكمَدٌّ وأنتَ غَيرُ مَريضٍ؟ ما هذا إلا كآبَةَ قَلبٍ!». فخِفتُ كثيرًا جِدًّا،
3 وقُلتُ للمَلِكِ: «ليَحيَ المَلِكُ إلَى الأبدِ. كيفَ لا يَكمَدُّ وجهي والمدينةُ بَيتُ مَقابِرِ آبائي خَرابٌ، وأبوابُها قد أكلَتها النّارُ؟»
4 فقالَ لي المَلِكُ: «ماذا طالِبٌ أنتَ؟» فصَلَّيتُ إلَى إلهِ السماءِ،
5 وقُلتُ للمَلِكِ: «إذا سُرَّ المَلِكُ، وإذا أحسَنَ عَبدُكَ أمامَكَ، تُرسِلُني إلَى يَهوذا، إلَى مدينةِ قُبورِ آبائي فأبنيها».
6 فقالَ لي المَلِكُ، والمَلِكَةُ جالِسَةٌ بجانِبِهِ: «إلَى مَتَى يكونُ سفَرُكَ، ومَتَى ترجِعُ؟» فحَسُنَ لَدَى المَلِكِ وأرسَلَني، فعَيَّنتُ لهُ زَمانًا.
7 وقُلتُ للمَلِكِ: «إنْ حَسُنَ عِندَ المَلِكِ فلتُعطَ لي رَسائلُ إلَى وُلاةِ عَبرِ النَّهرِ لكَيْ يُجيزوني حتَّى أصِلَ إلَى يَهوذا،
8 ورِسالَةٌ إلَى آسافَ حارِسِ فِردَوْسِ المَلِكِ لكَيْ يُعطيَني أخشابًا لسَقفِ أبوابِ القَصرِ الّذي للبَيتِ، ولِسورِ المدينةِ، ولِلبَيتِ الّذي أدخُلُ إليهِ». فأعطاني المَلِكُ حَسَبَ يَدِ إلهي الصّالِحَةِ علَيَّ.
9 فأتَيتُ إلَى وُلاةِ عَبرِ النَّهرِ وأعطَيتُهُمْ رَسائلَ المَلِكِ. وأرسَلَ مَعي المَلِكُ رؤَساءَ جَيشٍ وفُرسانًا.
10 ولَمّا سمِعَ سنبَلَّطُ الحورونيُّ وطوبيّا العَبدُ العَمّونيُّ ساءَهُما مساءَةً عظيمَةً، لأنَّهُ جاءَ رَجُلٌ يَطلُبُ خَيرًا لبَني إسرائيلَ.
نحميا يتفحص أسوار أورشليم
11 فجِئتُ إلَى أورُشَليمَ وكُنتُ هناكَ ثَلاثَةَ أيّامٍ.
12 ثُمَّ قُمتُ ليلًا أنا ورِجالٌ قَليلونَ مَعي، ولَمْ أُخبِرْ أحَدًا بما جَعَلهُ إلهي في قَلبي لأعمَلهُ في أورُشَليمَ. ولَمْ يَكُنْ مَعي بَهيمَةٌ إلّا البَهيمَةُ الّتي كُنتُ راكِبَها.
13 وخرجتُ مِنْ بابِ الوادي ليلًا أمامَ عَينِ التِّنّينِ إلَى بابِ الدِّمنِ، وصِرتُ أتَفَرَّسُ في أسوارِ أورُشَليمَ المُنهَدِمَةِ وأبوابِها الّتي أكلَتها النّارُ.
14 وعَبَرتُ إلَى بابِ العَينِ وإلَى بركَةِ المَلِكِ، ولَمْ يَكُنْ مَكانٌ لعُبورِ البَهيمَةِ الّتي تحتي.
15 فصَعِدتُ في الوادي ليلًا وكُنتُ أتَفَرَّسُ في السّورِ، ثُمَّ عُدتُ فدَخَلتُ مِنْ بابِ الوادي راجِعًا.
16 ولَمْ يَعرِفِ الوُلاةُ إلَى أين ذَهَبتُ، ولا ما أنا عامِلٌ، ولَمْ أُخبِرْ إلَى ذلكَ الوقتِ اليَهودَ والكهنةَ والأشرافَ والوُلاةَ وباقي عامِلي العَمَلِ.
17 ثُمَّ قُلتُ لهُمْ: «أنتُمْ ترَوْنَ الشَّرَّ الّذي نَحنُ فيهِ، كيفَ أنَّ أورُشَليمَ خَرِبَةٌ، وأبوابَها قد أُحرِقَتْ بالنّارِ. هَلُمَّ فنَبنيَ سورَ أورُشَليمَ ولا نَكونُ بَعدُ عارًا».
18 وأخبَرتُهُمْ عن يَدِ إلهي الصّالِحَةِ علَيَّ، وأيضًا عن كلامِ المَلِكِ الّذي قالهُ لي، فقالوا: «لنَقُمْ ولنَبنِ». وشَدَّدوا أياديَهُمْ للخَيرِ.
19 ولَمّا سمِعَ سنبَلَّطُ الحورونيُّ وطوبيّا العَبدُ العَمّونيُّ وجَشَمٌ العَرَبيُّ هَزأوا بنا واحتَقَرونا، وقالوا: «ما هذا الأمرُ الّذي أنتُمْ عامِلونَ؟ أعلَى المَلِكِ تتَمَرَّدونَ؟».
20 فأجَبتُهُمْ وقُلتُ لهُمْ: «إنَّ إلهَ السماءِ يُعطينا النَّجاحَ، ونَحنُ عَبيدُهُ نَقومُ ونَبني. وأمّا أنتُمْ فليس لكُمْ نَصيبٌ ولا حَقٌّ ولا ذِكرٌ في أورُشَليمَ».
تعليق
تب وأعد البناء
لا يختلف موقف نحميا عن وضعنا. فالكنيسة في هذه البلد في "شَرّ عَظِيمٍ وَعَارٍ" (3:1). وتبدو إنها قد خربت، ويُنظر إليها إما أنها ليس لها علاقة البتة بالحياة أو كهدف للسخرية.
في عام 445 ق.م. كان نحميا أيضا مفجوعا من حقيقة كون اسم الله ليس مكرما. كان شعب الله في "منظر سيء. فالأحوال كانت مريعة" (ع3، الرسالة): "وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ" (ع3).
كان نحميا عاملا حكوميا ارتقى إلى وظيفة عالية في الإدارة الفارسية. فقد كان ساقي الملك (ع11). كانت هذه وظيفة هامة تنطوي على مسئولية تذوق خمر الملك وحماية المسكن الملكي.
يعد رد فعل نحميا نموذجا عظيما لنا حتى نتبعه. فقد رجل أفعال، لكنه بدأ بالصلاة. كان رد فعله أن بكى وناح وصام وصلى (ع4). تبدأ صلاته بتذكير الله بمحبته (ع5). ويتابع تائبا عن خطاياه وخطايا الشعب: "وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا" (ع6).
ويختم صلاته بطلبه من الله أن يمنحه النجاح (ع11). وكما يحدث في الغالب الأعم، تتضمن استجابة صلاته شيئا يقوم هو بفعله. فقد رأى المشكلة وتصرف. لقد تخلى عن مهنة رائعة واستبدلها بحياة بها مخاطر وصراع وتضحية بالذات. وبفعله هذا، أصبح هو الاستجابة لصلاته.
لاحظ أرتحشستا "كآبَةَ قَلْبه" (2:2). وعندما سأله "مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟" (ع4)، مرة أخرى تعد صلاة نحميا "السهمية (السريعة)"، "فصليت في داخلي" (ع4، الرسالة) مثالا جيدا لنتبعه. في أي موقف تجد نفسك فيه حيث لا يُتاح لك إلا جزء من الثانية لتقرر ماذا تفعل، صَلِّ: "فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ، وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ" (ع4-5). لقد كان قد أتم بالفعل الصلاة الطويلة الخطيرة. الآن لديه فقط فاصل قصير من الوقت قبل أن يقدم ردا على السؤال.
أُجيب طلبه، وسُمح له بالذهاب إلى أورشليم ليعيد البناء (ع8). بعد فحص الأسوار سرا (فقد أبقى خططه سرا بحكمة بينما قام بتقدير الوضع)، ثم جمع الشعب وأعلن خططه (ع11-18). لقد أتبع صلواته بأعماله.
خلال كل العملية، أبقى تركيزه على الله واعترف، مرارا وتكرارا، إنه الله هو الذي ألهمه ومكنه من فعل هذا – "فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ" (ع8؛ أنظر أيضا ع12، 18). يمكن أن يكون من السهل جدا أن تصلي بشأن شيء ما، ثم تنسى أن تعترف باستجابة الله عندما تبدأ الأمور تسير حسنا. لكن، كان نحميا دائما واعيا باعتماده على الله وحاجته إليه، ومسرعا في نسب نجاحه إلى الله.
ثق في الله إنه سيعطيك الثقة حتى تستمر متبعا خططه، حتى عندما تواجه المقاومة. في الأوقات الجيدة والأوقات الصعبة، نظر نحميا إلى الله: "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" (ع20). لا تسمح للمقاومة بأن تجعلك تنحرف عن المهمة التي أعطاك الله إياها – ثق في الله وانهمك في العمل. تطلع متوقعا أن يمنحك الله النجاح.
يا رب، أنت تدعونا لنعيد البناء. امنحنا النجاح. كنيستك ترقد خربة. والأسوار محطمة. ليت الكنيسة في هذه البلد تقوم ثانية وتقول، "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي".
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
نح2:2
"فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «لِمَاذَا وَجْهُكَ مُكْمَدٌّ وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ مَا هذَا إِلاَّ كآبَةَ قَلْبٍ!». فَخِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا".
عندما لاحت الفرصة لنحميا اغتنمها، رغم كونه خائفا.
حين نتكلم لنعلن الحق وما هو صحيح نحتاج إلى الشجاعة. لم يكن الأمر أن نحميا لم يشعر بأي خوف في تلك اللحظة؛ بل كان إنه برغم الخوف، تكلم.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.