المَزاميرُ 44:‏23,‏26

تعليق

اصرخ إلى الله بصفته الملك

هل مرت عليك أوقات وجدت فيها نفسك "عارا" عند جيرانك بسبب إيمانك (ع13أ)؟ هل واجهت "الهزء والسخرية" ممن حولك (ع13ب)؟ لقد حدث هذا معي بالتأكيد. أحيانا قد تواجه المتاعب في حياتك، ليس بسبب أنك تفعل شيئا خطأ بل لأنك تفعل الشيء الصواب.

هذا المزمور موجه لله بصفته الملك (ع4). فالله هو الملك (والقائد الحقيقي) لإسرائيل وهذه فكرة شائعة في المزامير. ليس الألم بالضرورة نتيجة لعصيان الملك. بل يمكن أن يكون نتيجة اتباعه.

ليست المقاومة بالضرورة علامة على الفشل من ناحية شعب الله: "هذَا كُلُّهُ جَاءَ عَلَيْنَا، وَمَا نَسِينَاكَ وَلاَ خُنَّا فِي عَهْدِكَ. لَمْ يَرْتَدَّ قَلْبُنَا إِلَى وَرَاءٍ، وَلاَ مَالَتْ خَطْوَتُنَا عَنْ طَرِيقِكَ" (ع17-18).

يقتبس بولس هذا المزمور (ع22) في رسالة رومية عندما يسأل إن كان هناك ما يمكنه أن يفصلنا عن محبة المسيح: "إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو35:8-37).

كما رأيت كثيرا جدا في حياتي، الملك أمين. وهو يستجيب لصراخنا طلبا للعون ورحمته لا تسقط أبدا (مز26:44).

صلاة

لوقا 14:‏15-‏24

تعليق

اقبل دعوة الملك

ملكوت الله عبارة عن حفل. إنه عيد. ويسوع هو مضيفنا في هذا الحفل. يدعوك ابن الله لتختبر كرم الضيافة السخي ومحبة الله. أنت لست وحدك مع المضيف. إن وجود ضيوف آخرين هو ما يحول الأمر إلى حفلة كبيرة.

يشبع الطعام الذي يقدمه يسوع الجوع الذي في قلبك. فهو يملأ الفراغ الروحي ويشبع جوعك للمعنى والهدف في الحياة، وللغفران وللحياة بعد الموت. الشراب في هذه الوليمة يروي العطش الروحي في قلب كل إنسان.

الأمر المحزن هو أن كثيرا من الناس لا يرونها على أنها وليمة بل على أنها أمر ممل. لقد اخترعوا أعذارا تبرر لماذا عليهم ألا يأتوا. "فَابْتَدَأَ الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ" (ع18). كان عذر أحد الأشخاص هو الأرض: "إِنِّي اشْتَرَيْتُ حَقْلاً، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي" (ع18). العذر الثاني كان الممتلكات: "إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي" (ع19). أما العذر الثالث فمتعلق بالآخرين: "إِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، فَلِذلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ" (ع20). عند تحليل هذه الأعذار، نجد أنها أعذار تثير الشفقة. كل واحد منها لا يعقل أبدا وسخيف تماما. ما من داع للعجلة لرؤية حقل تم شراؤه بالفعل أو امتحان خمسة ثيران. لم يكن هناك نقص في الأماكن في هذا الحفل فكان يمكن لهذا المتزوج حديثا أن يصطحب زوجته.

لكن، لا زالت كلمات يسوع صحيحة اليوم: فعندما يدعى الناس إلى حفل ملكوت الله العظيم، "يبدأ الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ" (ع18).

كما تحدث يسوع أيضا مع الجموع عن تكلفة اتباعه. وقد حثهم على أن "يَجْلِسُوا أَوَّلاً وَيَحْسِبُوا النَّفَقَةَ" (ع28) ولاحقا حثهم على أن "يَجْلِسُوا أَوَّلاً وَيَتَشَاوَرُوا" (ع31) بخصوص النفقة. ويقول، "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (ع26). كلمة "يبغض" عبارة عن مصطلح سامي يعني "يحب أقل". إنها تعبير نسبي يعني عدم تكريم أو تمييز شيء على شيء آخر. بتعبير آخر، ينبغي أن يكون يسوع الأولوية القصوى في حياتك فوق حتى العائلة وحتى حياتك أنت.

ويتابع قائلا، "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (ع27). توحي استعارة الصليب بوضوح أنه سيكون هناك ألم. أخيرا يقول، "فَكَذلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (ع33). عليك أن تفتح يداك وتضع كل ما لديك تحت تصرفه.

من الجيد أن نتذكر أن تكلفة تبعية يسوع تعد لا شيئا إذا ما قورنت بـ:

• ما تأخذه

لقد أعد الله لك حفلة، عيدا، لا شيء يضاهيها على الأرض.

• تكلفة عدم تبعية يسوع

قال يسوع أن من استعفوا لن "يَذُوقُوا عَشَائِي" (ع24). قد لا تكون هناك تكلفة أعلى من أن تفوت كل البركات التي أعدها لك الله.

• ما تكبده هو ليجعلها ممكنة

يدعوك يسوع لأن تحمل صليبه (ع27). لكن الصليب الصغير الذي تحمله يعد لا شيئا مقارنة بالصليب الذي حمله يسوع لأجلك.

لا تفوت كل ما جعله يسوع ممكنا لأجلك. اقبل دعوته لحفل ملكوت الله. وادع الآخرين إليها تجاوبا منك أنت أيضا مع وصية يسوع "اخْرُجْ عَاجِلاً إِلَى شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ وَأَزِقَّتِهَا، وَأَدْخِلْ إِلَى هُنَا الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْيَ" (ع21).

صلاة

التَّثنيَة 17:‏15 , 18:‏15

تعليق

اعبد يسوع إلهك وملكك

يسوع هو الملك الحقيقي الوحيد. اعبده هو.. وهو وحده. هناك تحذير في هذه الفقرة من عبادة "آلهة أخرى" (21:16- 7:17).

كما يوجد هنا تحذير شديد لكل واحد لأجل تجنب العرافين والمنجمين والأبراج وقراءة الطالع وأوراق التاروت وقراءة الكف وألواح الويجا وتلك التصرفات المشابهة (10:18- 11).

ما من حاجة لعبادة النجوم طالما يمكنك عبادة من صنعها. لا تضيع وقتك ولا طاقتك ولا مالك سدى على من يدعي أنه سيخبرك بشيء عن مستقبلك. دع الله يكون مرشدك فيما يخص المستقبل.

سيأتي وقت في تاريخ إسرائيل عندما يقولون، "أَجْعَلُ عَلَيَّ مَلِكًا" (14:17). على عكس الله، طبعا، لن يكون الملك كاملا. فسيكون عرضة للتجارب والتي سقط فيها الكثير من ملوك إسرائيل ويهوذا والتي لا زال يسقط فيها اليوم الكثير من القادة. تضم هذه التجارب الفجور (ع17أ)، الجشع (ع16، 17ب) والكبرياء (ع20).

تصف الفقرة صفات الملك المثالي (ع18-20). يصل هذا المثل الأعلى إلى أقرب تتميم له في الملكية في داود. لكنه لم يتحقق أبدا بالكامل. في سنوات لاحقة، وفرت هذه الصفات الأساس للرجاء في مجيء ملك "عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ" (أش7:9).

يسوع ليس فقط الملك المثالي، إنه أيضا النبي المثالي. تنبأ موسى أنه سيوجد نبي مثله يتحدث بكلام الله (تث15:18). وقد اقتبس كل من الرسول بطرس واستفانوس، أول شهيد مسيحي، هذه الفقرة ورأيا في يسوع التتميم لها (أع21:3-22؛ 37:7).

يا له من امتياز رائع أن تعيش في زمن تم فيه تدشين وافتتاح ملكوت الله على يد يسوع. لقد ظهر النبي العظيم. تحققت كل نبوات العهد القديم. يسوع ملك.

صلاة