محضره
المقدمة
إن أحببت شخصا ما، فإن ما ستشتاق إليه أكثر من أي شيء آخر هو وجود هذا الشخص معك. وجود الصور يمكن أن يكون مشجعا. أما المكالمات التليفونية والرسائل الإلكترونية والخطابات فظريفة والرسائل جيدة. برامج السكايب والفيس تايم وسائل رائعة للتواصل. لكن لا شيء يضاهي تمضية وقت حقيقي مع من تحب شخصيا.
ما فقده آدم وحواء في جنة عدن عندما أخطآ كان هو محضر الله. حتى أكثر من امتلاك الناموس، كانت السمة المميزة لإسرائيل هي حضور الله معهم. لم يكن الهيكل في الأساس مكانا لتقديم الذبائح بل مكان حضور لله. كان السبي كارثة مهولة بالنسبة لشعب الله لأنهم كانوا بعيدين عن محضر الله.
وعد الله أن يكون وسط شعبه مرة أخرى. وقد تم هذا الوعد بمجيء يسوع والروح القدس. الله يعد أن يكون معك.
المَزاميرُ 46:1-2أ , 7, 10-11
1 اللهُ لنا مَلجأٌ وقوَّةٌ. عَوْنًا في الضّيقاتِ وُجِدَ شَديدًا.
2 لذلكَ لا نَخشَى ......
7 رَبُّ الجُنودِ معنا. مَلجأُنا إلهُ يعقوبَ. سِلاهْ.
10 كُفّوا واعلَموا أنّي أنا اللهُ. أتَعالَى بَينَ الأُمَمِ، أتَعالَى في الأرضِ.
11 رَبُّ الجُنودِ معنا. مَلجأُنا إلهُ يعقوبَ. سِلاهْ.
تعليق
"رب الجنود معنا"
كان حضور الله في العهد القديم مرتبطا بأورشليم – مدينة الله. "الله يعيش هنا" (ع5، الرسالة). بشكل خاص، كانت أورشليم مرتبطة بالهيكل – "مَقْدَسَ مَسَاكِنِ الْعَلِيِّ" (ع4ب)؛ "الله في وسطها" (ع5أ)؛ "رب الجنود معنا" (ع7، 11).
عندما كان يسوع على الأرض، أعلن أن جسده هو الهيكل الذي يوجد فيه محضر الله (انظر يو19:2-22). في يوم الخمسين، جاء حضور الله ليسكن مع شعبه من خلال الروح القدس، الذي هو روح المسيح. في العهد الجديد، محضر الله ليس في هيكل مادي بل مع شعبه – "هيكل مقدس" (أف19:2-22).
يبدو أنه في الحياة هناك دائما احتياج للقيام بالكثير، ومن المغري أن تكون لديك الرغبة في النشاط وتقف على رجليك لتقوم بما يلزم. لكن الرب يشجعك أن "كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ" (10:46). إن أخذت وقتا لتكف وتقف ساكنا وتنصت إليه، سترى في هذا المزمور بعض البركات التي تأتي من معرفة أنه حاضر معك.
- السلام
"اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ" (ع1-2أ).
- الفرح
"نَهْرٌ سَوَاقِيهِ تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ" (ع4أ). تحدث يسوع عن الروح القدس الذي يجلب حضوره "أنهار ماء حي" (يو38:7). هذا النهر ليس الآن في مدينة مادية بل في قلبك.
- الأمن
"اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ" (ع5).
- الحماية
"رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ" (ع7، 11). "الله يحارب عنا" و"يحمينا" (ع11، الرسالة).
صلاة
يا رب، أريد اليوم أن "أكف وأعلم أنك أنت الله" (ع10). آتي إليك بمخاوفي وقلقي وما يجعلني أضطرب. أشكرك لأجل إمكانية الوثوق بك. أشكرك من أجل محضرك والسلام والفرح والأمن والحماية التي يجلبها.
لوقا 17:11-16 , 22-20 , 25-24
11 وفي ذَهابِهِ إلَى أورُشَليمَ اجتازَ في وسطِ السّامِرَةِ والجَليلِ.
12 وفيما هو داخِلٌ إلَى قريةٍ استَقبَلهُ عشَرَةُ رِجالٍ بُرصٍ، فوَقَفوا مِنْ بَعيدٍ
13 ورَفَعوُا صوتًا قائلينَ: «يا يَسوعُ، يا مُعَلِّمُ، ارحَمنا!».
14 فنَظَرَ وقالَ لهُمُ: «اذهَبوا وأروا أنفُسَكُمْ للكهنةِ». وفيما هُم مُنطَلِقونَ طَهَروا.
15 فواحِدٌ مِنهُمْ لَمّا رأى أنَّهُ شُفيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بصوتٍ عظيمٍ،
16 وخَرَّ علَى وجهِهِ عِندَ رِجلَيهِ شاكِرًا لهُ، وكانَ سامِريًّا.
20 ولَمّا سألهُ الفَرّيسيّونَ: «مَتَى يأتي ملكوتُ اللهِ؟». أجابَهُمْ وقالَ: «لا يأتي ملكوتُ اللهِ بمُراقَبَةٍ،
21 ولا يقولونَ: هوذا ههنا، أو: هوذا هناكَ! لأنْ ها ملكوتُ اللهِ داخِلكُمْ».
22 وقالَ للتلاميذِ: «ستأتي أيّامٌ فيها تشتَهونَ أنْ ترَوْا يومًا واحِدًا مِنْ أيّامِ ابنِ الإنسانِ ولا ترَوْنَ.
24 لأنَّهُ كما أنَّ البَرقَ الّذي يَبرُقُ مِنْ ناحيَةٍ تحتَ السماءِ يُضيءُ إلَى ناحيَةٍ تحتَ السماءِ، كذلكَ يكونُ أيضًا ابنُ الإنسانِ في يومِهِ.
25 ولكن يَنبَغي أوَّلًا أنْ يتألَّمَ كثيرًا ويُرفَضَ مِنْ هذا الجيلِ.
تعليق
"ملكوت الله في وسطكم"
بمجيء يسوع ومجيء ملكوت الله، جاء الله ليسكن بين شعبه. يسوع هو "عمانوئيل ... الله معنا" (مت23:1). علَّم يسوع بأن ملكوت الله "الآن" ولكن "ليس بعد":
- حضور الله: "الآن"
سأل الفريسيون يسوع متى سيأتي ملكوت الله. فأجاب يسوع، "لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ، وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو20:17-21). ملكوت الله هو حكم الله وسيادته. لقد دشن يسوع ملكوت الله، إذ كان يبشر بالأخبار السارة عن الملكوت ويشفي المرضى (مثلا، ع15-18)، ومن خلال موته وقيامته. من خلال مجيء يسوع والروح القدس، الله حاضر وسط شعبه. لكن، ليس حضوره مرئيا دائما. لن يستطع الناس في الوقت الحاضر أن يقولوا دائما، "هوذا ههنا"، أو "هوذا هناك" (ع21)، لكن سياتي وقت حين يكون حضوره منظورا.
- محضر الله: "ليس بعد"
يوما ما سوف يعود المسيح. سيكون هذا يوم الاكتمال بالنسبة لملكوت الله. عندها سيرى كل واحد، "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ الَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ابْنُ الإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ" (ع24).
سيكون هذا هو اليوم الذي فيه يستعلن ابن الانسان في كل مجده (ع30)، حينئذ سنراه وجها لوجه (1كو12:13)؛ "وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ" (1تس17:4). عندئذ سنختبر حضور الله المنظور إلى الأبد.
في الوقت الحالي حضور الله غير منظور. يركز الناس على الأكل، والشرب والزواج والبيع والشراء والزرع والبناء (انظر لو27:17-28). لا شيء في هذه خطأ في حد ذاته. فهي عبارة عن جزء من الحياة المعتادة للبشر. المشكلة في زمن كل من نوح ولوط كانت أن معظم الناس لم ينصتوا إلى التحذيرات. يطالبك يسوع بأن تكون مستعدا.
يقول (ع33) ما يبدو أنه تناقض "مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا". إن كنت تحاول دائما أن تجد طرقا للحصول على أقصى ما يمكن من الحياة لنفسك – أكبر قدر ممكن من النقود، أفضل وضع، أفضل سمعة، أعلى شهرة – فقد فاتك الهدف الحقيقي. لكن إن كنت تخسر حياتك بإنكارك لذاتك وخدمتك ليسوع، فستجد في الحقيقة الحياة بكل ملئها وكمالها.
إنك إذ تحيا في هذا الزمان بين مجيء يسوع الأول والثاني، لا تنس أن تشكر الله على كل بركاته. من العشرة المصابين بالبَرَص الذين شفاهم يسوع، رجع واحد منهم فقط "يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا" (15:17- 16).
من السهل أن تكون مثل التسعة الباقين الذين نسوا أن يشكروا يسوع. اجعل أسلوب حياتك هو العرفان وتقدير الجميل – وخذ وقتا لتشكر يسوع من أجل استجاباته للصلاة، ومحبته الثابتة وغفرانه ولطفه وخاصة من أجل وعده بحضور الله معك. مؤخرا، بينما كنت أصلي في حديقة الهايد بارك، قررت أن أجرب وأفكر في مائة شيء أشكر الله عليهم. فوصلت إلى المائة بسرعة شديدة وتبين لي أنني بالكاد بدأت في ذكر الأشياء التي ينبغي أن أشكر من أجلها.
صلاة
يا رب، اغفر لي نسياني دائما أن أشكرك. أشكرك جدا من أجل بركاتك...
التَّثنيَة 27:7 , 28:2 ,6 ,8
7 وتَذبَحُ ذَبائحَ سلامَةٍ، وتأكُلُ هناكَ وتَفرَحُ أمامَ الرَّبِّ إلهِكَ.
2 وتأتي علَيكَ جميعُ هذِهِ البَرَكاتِ وتُدرِكُكَ، إذا سمِعتَ لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ.
6 مُبارَكًا تكونُ في دُخولكَ، ومُبارَكًا تكونُ في خُروجِكَ.
8 يأمُرُ لكَ الرَّبُّ بالبَرَكَةِ في خَزائنِكَ وفي كُلِّ ما تمتَدُّ إليهِ يَدُكَ، ويُبارِكُكَ في الأرضِ الّتي يُعطيكَ الرَّبُّ إلهُكَ.
تعليق
"محضر الرب"
نرى في هذه الفقرة جزء من خلفية العهد القديم لنفهم "محضر الرب". فالأرض التي أعطاها الله كميراث كانت هي المكان الذي اختاره "لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ" (2:26).
كان عليهم أن يذكروا تاريخهم "أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ" (ع5). كان عليهم أن يسجدوا "أمام الرب" (ع10). "أمام الرب" كان عليهم أن يصلوا طلبا لبركة الله على شعبه (ع9-16). وكان عليهم أن يفرحوا "أمام الرب" (7:27).
لقد أنقذ الله شعبه من "المشقة والتعب والضيق" (7:26). وهذا وصف جيد للحياة بدون حضور الله. وقد دعا شعبه ليكونوا "شعبا خاصا له" (ع18). وهو يوصيهم بأن يبنوا له مكانا للعبادة حيث يمكنهم أن يفرحوا "أمام الرب إلههم" (7:27).
الخطية هي الشيء الذي يبعدنا عن محضر الله. وبالتالي، يحذر الله شعبه حتى يتجنبوا عبادة الأوثان وإهانة الأسرة والسرقة وتضليل الأعمى عن الطريق والظلم والفساد الأخلاقي والقتل والرشوة (ع14-26).
في المقابل، إن أطاع شعبه بالتمام سيتمتعون بكل بركاته (1:28-14). يعد الله بأن يبارك منازلهم، وأسرهم وعملهم وكل ما يقومون به. كما تكتب جويس ماير، "لا ينبغي أن تكون الطاعة حدث موسمي؛ ينبغي أن تكون أسلوب حياة. هناك فارق كبير بين الناس المستعدين لأن يطيعوا الله يوميا وبين من هم مستعدون للطاعة فقط ليخرجوا من مشكلة ما، لا شك أن الله يري الناس كيف يخرجون من المشاكل، لكنه يغدق بركاته بوفرة على من يقررون أن يعيشوا بكل قلبهم له ويجعلون من طاعتهم له أسلوب حياتهم".
طبعا، لا يوجد من أطاع الله بالكامل، سوى يسوع. لقد حقق موته وقيامته نوالك الغفران، وأن تتمتع بمحضر الله وأن تذوق مسبقا كل البركات الموعود بها في هذه الفقرة جعله أمرا ممكنا. وذات يوم، عندما يعود يسوع، ستختبرها كلها في كل كمالها في محضر الله المنظور: الآب والابن والروح القدس.
صلاة
أيها الآب، أشكرك لأجل كل البركات التي تعد بها. أشكرك لأجل الغفران المتاح في يسوع المسيح. أشكرك لأني أختبر مسبقا هذه البركات في هذه الحياة ويوما ما سأختبرها بكل ملئها، في محضرك المنظور.
تعليق من بيبا
مز1:46-2أ
الله لنا ملجأ وقوة عونا في الضيقات وجد شديدا. لذلك لا نخشى". أشعر بتحسن فور قراءتي لهذه الآيات، إذ أعرف أن الله معي في كل موقف. عليّ أن أذكر نفسي بأنني "لا أخشى" حتى ولو صرت في تجربة. بل أحاول بدلا من هذا أن أفعل ما يقوله ع10، "كفوا واعلموا أني أنا الله".
Thought for the Day
ابذر وازرع مشاعر العرفان بالجميل.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Joyce Meyer, How to Hear from God, (Faithwords: New York, 2003) p.222
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.