اليوم 13

ثلاثة مفاتيح لزيادة السرعة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 9:‏4-3أ
العهد الجديد مَتَّى 10:‏39-38
العهد القديم التَّكوينُ 28: 10 , 11-13 , 15-16

المقدمة

منذ سنوات قليلة مضت، دُعينا أنا وبيبا أن نتكلم في مؤتمر في سمرست، جنوب غرب إنجلترا. كان ينبغي أن تستغرق الرحلة من لندن حوالي ثلاث ساعات. لكن، كان يوما حارا بحق وكانت أمامنا عربة محملة بالقش وقد اشتعلت فيها النيران وسقطت عنها حمولتها بعرض الطريق السريع، والذي انصهرت طبقة الأسفلت التي عليه نتيجة لهذا. علقنا في الطريق، ونحن شبه متوقفين، لخمس ساعات. ثم تنفسنا الصعداء عندما حان في النهاية وقت الإسراع.

هناك أوقات في حياتنا الشخصية، وفي حياة الكنيسة والخدمة عندما نشعر أننا قد أصابنا عطل وغير قادرين على التحرك لأي مكان. وفي أوقات أخرى، تبدأ بوادر انفتاح في الظهور ويكون هذا هو "وقت الإسراع". \t يبدو أن سائقي سباقات الفورميولا 1 يجب أن يكونوا لائقين بصورة استثنائية وأقوياء جسديا بسبب القوى المبذولة على أجسادهم أثناء السباق. في قراءاتنا اليوم، سنرى ثلاثة مفاتيح لزيادة السرعة بصورة مثيرة وتبعث على التحدي.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 9:‏4-3أ

3 عِندَ رُجوعِ أعدائي إلَى خَلفٍ، يَسقُطونَ ويَهلِكونَ مِنْ قُدّامِ وجهِكَ،
4 لأنَّكَ أقَمتَ حَقّي ودَعوايَ......

تعليق

توقع المعارضة والمقاومة

قد يؤدي الإسراع إلى معارضة متزايدة. كلما علا سجلك الشخصي، كلما أمكنك توقع المزيد من النقد. واجه شعب الله دائما المعارضة. واجه داود "أعداءًا" كثيرين (مز3:9-6). المعارضة والعداوة مؤلمين وفي غاية الصعوبة. لكنك تمتلك وعد المسيح أنك ستغلب في النهاية.

ونرى لمحة مسبقة عن هذا في مزمور اليوم. يسبح داود الله لأجل النصرة: "أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ. عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ" (ع1-3).

إننا نعيش كلنا في عالم عدائي. وقد حذَّر يسوع، "لاَتَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ" (مت34:10). يسوع يقول، "لا تتفاجؤوا من المعارضة". كونوا صانعي السلام (9:5، 38-48). لقد دعيت لكسر دائرة الانتقام. ومع هذا يمكن أن تأتي المعارضة حتى من أولئك المقربين منك جدا (34:10-36).

يواجه الملايين من أتباع يسوع حول العالم اضطهادا ماديا وجسديا اليوم ببساطة بسبب ما يؤمنون به. ويواجه البعض معارضةً وقهراً وتمييزاً من الحكومات على المستوى الوطني أو المحلي.

ربما لا تواجه معارضة مثل هذه في حياتك، لكن ينبغي أن تتوقع شيئاً من المعارضة – سواء عن طريق وسائل إعلامية عدائية أو من الأصدقاء والعائلة الذين لا يفهمون إيمانك، أو من زملاء العمل الذين لا يتفقون مع مُثُلك ودوافعك.

صلاة

يا رب سأسبحك في وجه المعارضة بكل قلبي. سأخبر بكل عجائبك. سأفرح وأبتهج بك (مز1:9-2أ).

العهد الجديد

مَتَّى 10:‏39-38

38 ومَنْ لا يأخُذُ صَليبَهُ ويَتبَعُني فلا يَستَحِقُّني.
39 مَنْ وجَدَ حَياتَهُ يُضيعُها، ومَنْ أضاعَ حَياتَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها.

تعليق

تقبل التضحية بسرور

يدعو يسوع تلاميذه ليكونوا مستعدين للتضحية بكل شيء لأجل خاطره: "مَنْ أَحَبَّ أَباً أوْ أُمّاً أَكْثَرَمِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (37:10). ينبغي أن يفوق حبك ليسوع أي حب لديك لأقرب الناس إليك.

ويستمر يسوع، "وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (ع38-39). ربما يكون هذا ما يعنيه بولس الرسول عندما يحثنا "قدموا أجسادكم ذبيحة حية" (رو1:12).

هذه هي الطريقة التي تكتشف بها مشيئة الله لحياتك، "إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو2:12). إن أردت أن يستخدمك الله أكثر، إن أردت أن تسرع، فينبغي أن تقبل هذا النوع من التضحية بسرور.

لا شيء تعمله في خدمة يسوع ويضيع هباءًا. يقول يسوع، "وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ" (مت42:10).

كان مارتن (316-397 م) أسقفاً لمدينة تورز بفرنسا في عام 371 م. وفي ليلة شديدة البرودة، وإذ كان يمتطي جوادا، مر على شحاذ. ترجل مارتن من على جواده، ومزق رداءه إلى أثنين وأعطى نصفه للشحاذ. في تلك الليلة، حلم مارتن حلما رأى فيه يسوع مرتديا الرداء الممزق إلى نصفين على كتفيه. وعندما سئل من أين أتى به، أجاب يسوع، "خادمي مارتن أعطاه لي".

في القرينة المباشرة في إنجيل متى، ربما تعني كلمة التضحية التي يشير يسوع إليها ببساطة ربط هوية الشخص به وبالتالي ينال مثلما نال يسوع في عالم عدائي. حيث يقول، "فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (ع32-33).

يمكن أن يؤدي "الاعتراف" بيسوع إلى المقاومة والصعوبات. بالنسبة للكثيرين من التلاميذ الأوائل كان هذا يعني حرفيا أن "يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي" (ع38)، حتى إلى الموت. بالنسبة لنا ربما تكون التكلفة مختلفة ولكننا مدعوون لنفس الالتزام الشديد بيسوع"

صلاة

ساعدني يا رب لأتقبل التضحية بسرور. ساعدني لأكون مستعدا لأن أحمل صليبي وأتبعك. ساعدني لأكون مستعدا أن ترتبط هويتي بك (مسيحي) وألا أستحي بأن أعترف بك مهما كانت الظروف. اليوم أقدم لك جسدي ذبيحة حية.

العهد القديم

التَّكوينُ 28: 10 , 11-13 , 15-16

10 فخرجَ يعقوبُ مِنْ بئرِ سبعٍ وذَهَبَ نَحوَ حارانَ.
11 وصادَفَ مَكانًا وباتَ هناكَ لأنَّ الشَّمسَ كانتْ قد غابَتْ، وأخَذَ مِنْ حِجارَةِ المَكانِ ووضَعَهُ تحتَ رأسِهِ، فاضطَجَعَ في ذلكَ المَكانِ.
12 ورأى حُلمًا، وإذا سُلَّمٌ مَنصوبَةٌ علَى الأرضِ ورأسُها يَمَسُّ السماءَ، وهوذا مَلائكَةُ اللهِ صاعِدَةٌ ونازِلَةٌ علَيها.
13 وهوذا الرَّبُّ واقِفٌ علَيها، فقالَ: «أنا الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ أبيكَ وإلهُ إسحاقَ. الأرضُ الّتي أنتَ مُضطَجِعٌ علَيها أُعطيها لكَ ولِنَسلِكَ.

15 وها أنا معكَ، وأحفَظُكَ حَيثُما تذهَبُ، وأرُدُّكَ إلَى هذِهِ الأرضِ، لأنّي لا أترُكُكَ حتَّى أفعَلَ ما كلَّمتُكَ بهِ».
16 فاستَيقَظَ يعقوبُ مِنْ نَوْمِهِ وقالَ: «حَقًّا إنَّ الرَّبَّ في هذا المَكانِ وأنا لَمْ أعلَمْ!».

تعليق

تمتع بالتحدي

إن أردنا أن نرى تسارعا في تقدم ملكوت الله، يقول يسوع إن هذا سيلزمه أشخاص أقوياء ونشطاء (مت12:11). (تستخدم بعض الترجمات كلمة "عنيف" بدلا من "قوي". ولكن، يفضل معظم المفسرين هذه الترجمة والتفسير الإيجابي). هؤلاء هم الناس الذين لا تقصيهم لا المعارضة ولا الحاجة للتضحية عن متابعة المسير. في الواقع، إنهم يتمتعون بالتحدي.

بينما ننظر إلى الوراء على تاريخ الكنيسة نجد الكثير من النماذج, رجال ونساء يلهموننا بحياتهم المليئة بالشغف والإثارة والمبادرة. لقد اعتادوا أن يغيروا العالم. عبر كل التاريخ، كان ملكوت السموات يتقدم بينما يتمسك به أشخاص أقوياء، مملوئين بالروح القدس.

يقول يسوع، "وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ" (مت12:11). سياق هذا الكلام هو أن يوحنا المعمدان، وهو في السجن، سأل إن كان يسوع هو من تم التنبؤ عنه. في الواقع، يجيب يسوع بقوله، "انظر إلى الدليل" (ع4-5).

ويمضي يسوع ليقول إن يوحنا المعمدان كان أعظم شخصٍ عاش قبل يسوع وكنيسته (ع11). كان يوحنا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم (ع13). ونحن نرى الكثير من النماذج في العهد القديم عن الرجال والنساء الأقوياء المذكورين في ع12.

كان يعقوب رجلا قويا. فيما بعد سنقرأ عن كيف كان قويا بصورة حسنة، مُصِرّا على اختبار بركة الله (أنظر تك22:32-32). لكن، في هذه الفقرة، نرى كيف قادته طبيعته القوية لتصرف خاطئ. لقد كان مُصِرَّا تماما على نوال بركة أبيه. فقد عرف مدى أهميتها، فانتهى به الحال أن استخدم الخديعة لكي يحصل عليها (إصحاح27).

كانت رفقة أم يعقوب امرأة قوية أيضا. لم تظهر تفضيلها ليعقوب فحسب، لكنها كانت متورطة هي الأخرى في المؤامرة التي صنعاها لخداع إسحق. النتيجة النهائية هي نزاع عائلي مذهل، استمرت نتائجه لقرون.

إنها قصة ليست بتهذيبية إلى حد ما حتى أننا نخرج منها متسائلين، ماذا نستفيد منها – لا شك أنها لا تقدم نفسها كنموذج جيد ينبغي اتباعه!

برغم كل شيء، تستمر خطط وأهداف الله في التتميم. تستمر وعوده لإبراهيم ونسله. ويتم تمريرها ليعقوب (13:28-15)، تماما كما وعد الله قبل ولادة الأخوين (33:25). لو كان كل شخص قد عمل بشفافية وبشرف لتجنبنا الكثير من الحزن ووجع القلب.

تقريبا كل ما يخص هذه القصص وهؤلاء الناس معيب – ومع هذا لا زال الله ينجح في العمل من خلالهم. وأنا أجد هذا أمرا مريحا جدا أن أعرف أن إلها كاملا يمكنه أن يستخدم أشخاص ناقصين.

بارك الله يعقوب. وأعطاه أبوه إسحق بركته (3:28-4). وفيما بعد تكلم الله مع يعقوب في حلم. وفي الحلم يرى سلما تصل من الأرض إلى السماء، وملائكة الله صاعدة ونازلة عليها (ع12). هناك طريق مفتوح بين السماء والأرض لأجلنا جميعا. ويخبره الله، "يَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ. وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (ع14ب-15أ).

يستخدم الله هؤلاء الرجال والنساء الأقوياء: إبراهيم وسارة، إسحق ورفقة، يعقوب وراحيل. ولكن يقول يسوع أنه لم يكن أحد منهم عظيما كيوحنا المعمدان. ويوحنا المعمدان ليس عظيما مثل أصغر أتباع يسوع في أيام ملكوت السموات – وهذا يشملك أنت!

صلاة

أشكرك يا رب لأنك معي وتحفظني أينما أذهب. ساعدني لكي أكون ضمن أولئك الناس الأقوياء متمتعا بانتعاش وإثارة وتحدي حياة أقضيها في اتباع يسوع.

تعليق من بيبا

تك27

لا تفيد الخديعة ولا الأكاذيب وحدة الأسرة

Thought for the Day

كل ما تفعله لخدمة المسيح لن يضيع أبدا.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more