خذ وقتا لتحتفل
المقدمة
"لمحة عن السماء" هو وصف امرأة تبلغ من العمر سبعة وعشرين عاما لما شعرت به بحضورها خلوة كنيستنا السنوية. كما وصفت أيضا السنة التي فاتتها تلك العطلة لتحضر عطلة أخرى غريبة: في كل يوم لم يشغل تفكيرها إلا كم كانت تتوق أن تحضر خلوة كنيستنا.
هذا هو الوقت الذي تأتي فيه كل الجماعة معا لتعيد وتحتفل في جو من العبادة والشكر والتسبيح. غالبا ما نختبر انسكابا عظيما للروح القدس في هذا الاحتفال. أنه وقت من النمو الروحي عندما ننصت لتعليم عملي ذي رؤية من الكتاب المقدس حول كيف نعيش حياتنا. إنه وقت من الضحك والمرح بينما نجتمع معا في حفل يمتد لمدة أسبوع: نلعب، نخرج في نزهة خلوية، نغني ونرقص. نصنع صداقات جديدة وكذلك نحظى بإجازة عظيمة. إنها حقا "لمحة من السماء".
الاحتفال هو جزء هام من الحياة
المَزاميرُ 66:1-2 , 5
1 اِهتِفي للهِ يا كُلَّ الأرضِ!
2 رَنِّموا بمَجدِ اسمِهِ. اجعَلوا تسبيحَهُ مُمَجَّدًا.
5 هَلُمَّ انظُروا أعمالَ اللهِ. فِعلهُ المُرهِبَ نَحوَ بَني آدَمَ!
تعليق
احتفل بصلاح الله
هل تشعر أحيانا أنك ذهبت "إلى الجحيم ورجعت؟" هل وجدت نفسك "مدفوعا نحو الحافة؟" ربما يكون الله يدربك، مثل الفضة التي تُصَفَّى بالنار.
يحتفل هذا المزمور بحقيقة أن الله مر بشعبه خلال أوقات عصيبة جدا:
"لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اَللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ. أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطًا عَلَى مُتُونِنَا. رَكَّبْتَ أُنَاسًا عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ" (ع10-12).
فلم يدَعَوا هذه المناسبة تمر دون أن يلاحظوها. لقد احتفلوا بها. ويبدو الاحتفال أنه كان به ضوضاء كثيرة: "اِهْتِفِي ِللهِ يَا كُلَّ الأَرْضِ" (ع1). وغنوا بالتسبيح: "مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ! مِنْ عِظَمِ قُوَّتِكَ تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ" (ع3). لقد احتفلوا بما عمله الله وحققه (ع5). لقد فرحوا وسبَّحوا الله بحيث يمكن للمحيطين بهم أن يسمعونهم: "بَارِكُوا إِلهَنَا يَا أَيُّهَا الشُّعُوبُ، وَسَمِّعُوا صَوْتَ تَسْبِيحِهِ" (ع8).
صلاة
يا رب، إنني أحتفل اليوم بصلاحك. أشكرك لأنك تقودني عبر النار والماء لكي ما تحضرني إلى مكان الوفرة والخصب.
يوحَنا 13:10-5أ , 15-14
5 ثُمَّ صَبَّ ماءً في مِغسَلٍ، وابتَدأَ يَغسِلُ أرجُلَ التلاميذِ ويَمسَحُها بالمِنشَفَةِ الّتي كانَ مُتَّزِرًا بها.
6 فجاءَ إلَى سِمعانَ بُطرُسَ. فقالَ لهُ ذاكَ: «يا سيِّدُ، أنتَ تغسِلُ رِجلَيَّ!».
7 أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: «لَستَ تعلَمُ أنتَ الآنَ ما أنا أصنَعُ، ولكنكَ ستَفهَمُ فيما بَعدُ».
8 قالَ لهُ بُطرُسُ: «لن تغسِلَ رِجلَيَّ أبدًا!». أجابَهُ يَسوعُ: «إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ فليس لكَ مَعي نَصيبٌ».
9 قالَ لهُ سِمعانُ بُطرُسُ: «يا سيِّدُ، ليس رِجلَيَّ فقط بل أيضًا يَدَيَّ ورأسي».
10 قالَ لهُ يَسوعُ: «الّذي قد اغتَسَلَ ليس لهُ حاجَةٌ إلّا إلَى غَسلِ رِجلَيهِ، بل هو طاهِرٌ كُلُّهُ. وأنتُمْ طاهِرونَ ........
14 فإنْ كُنتُ وأنا السَّيِّدُ والمُعَلِّمُ قد غَسَلتُ أرجُلكُمْ، فأنتُمْ يَجِبُ علَيكُمْ أنْ يَغسِلَ بَعضُكُمْ أرجُلَ بَعضٍ،
15 لأنّي أعطَيتُكُمْ مِثالًا، حتَّى كما صَنَعتُ أنا بكُمْ تصنَعونَ أنتُمْ أيضًا.
تعليق
احتفل بيسوع
هناك أوقات في حياتنا تسير فيها الأمور على ما يرام. وهناك أوقات تسوء فيها الأحوال. لكن هناك شيء واحد يمكننا الاحتفال به دائما: أن يسوع مات وقام ثانية لأجلنا. قال يسوع، "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (47:12). وقال أيضا، "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" (ع46).
جاء سياق غسل يسوع أرجل تلاميذه قبل عيد الفصح مباشرة (1:13). لابد وأنه كان يوجد انفعال شديد في الأجواء إذ جاء مئات الآلاف إلى أورشليم ليحتفلوا بالفصح. يمثل توقيت الاحتفال ظلا لموت وقيامة يسوع، والذي نحتفل به اليوم في توقيت الفصح.
عندما انتهى من غسيل أرجلهم، قال لهم، "أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟" (ع12). ما معنى كل هذا؟ ماذا كان يجب أن يفهموا؟ يمكننا أن نرى أربع صور من هذه الفقرة:
- المحبة
برهن تصرف يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه على "محبته لهم إلى المنتهى" (ع1). وهذا تباين مذهل مع ما يفكر فيه العالم عندما يستخدم الناس كلمة "محبة". إنها شيء أبعد ما يكون عن مجرد الإحساس أو المشاعر؛ إنها قرار بالتعامل مع الناس بالطريقة التي يعاملهم بها يسوع (ع14-15).
- الخدمة
كانت الطرق في فلسطين غير مستوية وغير نظيفة. في الطقس الجاف ستكون بعمق بوصات متراكمة من التراب. أما في الجو المطير فستكون الطرقات عبارة عن طين سائل.
في بيوت الأغنياء، كان من المعتاد لدى الوصول أن يكون هناك إناء عند الباب. يقوم ثاني أقل عبد مكانة في البيت بفك ربط الصنادل. بينما يقوم أقل عبد بغسل الأرجل.
وبينما كان الآخرون مستلقين (متكئين)، نهض يسوع، وخلع رداءه الذي بلا أكمام وتمنطق بقماشة على حقويه، وبدأ يغسل أرجلهم مثل عبد. يأخذ يسوع موقع شخصٍ يقبع في قاع المجتمع، في آخر مكان فيه، مكان أقل عبد – العبد الذي يقوم بالأعمال القذرة. وهذا عكس النموذج العالمي للقيادة على طول الخط.
يعلن يسوع "ربهم وسيدهم" (ع14)، نفسه كما لو كان أقل واحد في المجتمع، من يقوم بأعمال متواضعة، من يحتل آخر مكان. يرينا يسوع إنه إن كنا نحب الناس، فسنكون مستعدين لأن نخدمهم وأن من يخدمون ينبغي معاملتهم دائما بأعظم تقدير واحترام.
- الاتضاع
جمع يسوع بصورة فريدة المحبة المطلقة (ع1) والسلطة والقدرة المطلقة: "يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ" (ع3أ). لكنه في محبته اختار أن يتصرف باتضاع ويخدم تلاميذه.
ينقص من يطلبون مجدهم الشخصي (مثل يهوذا، ع2) حتى يصبحون لاشيء. من يرفعون أنفسهم يوضعون. ومن يضعون أنفسهم، سيرفعهم الله.
يعلن يسوع عن طريقة جديدة لممارسة السلطان من خلال المحبة، والخدمة والاتضاع. بهذه الطريقة الدرامية، يكون قد سد الفجوة بين من هم في موضع القيادة ومن هم تحت قيادتهم.
- الغفران
الغسيل والتطهير هما علامة على الغفران – أي التطهير من الخطية. غسل الأرجل هو صورة عما يزمع يسوع أن يفعله على الصليب لأجلهم (ع7). من خلال موت يسوع لأجلك، تم غفران خطاياك بالتمام. لم يعلمنا يسوع إذن أن نصلي دائما من أجل الغفران؟
أجد أكثر تشبيه وتصوير مفيد في هذا الشأن هو الموجود هنا. عندما تحرك يسوع ليغسل رجلي بطرس، قال بطرس، "لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا! أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ" (ع8). أجاب بطرس: "في هذه الحالة إذن، اغسل جسدي كله". فقال يسوع، "الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ" (ع10).
هذه صورة عن الغفران. عندما تضع ثقتك في يسوع تتطهر تماما وتُغفر خطاياك – لقد تم الاهتمام بكل شيء. ولست بحاجة لأن تُكَرِّر هذه التوبة والإيمان اللذين يؤديا إلى المغفرة التامة واللذين يحدثا مرة واحدة فقط. هذا يعادل الاستحمام الكامل.
لكن، إذ نسير في العالم نفعل أمورا تلوث صداقتنا مع الله. علاقتك آمنة دائما لكن صداقتك تلوثت بالقاذورات التي التقطتها قدماك. صلِّ في كل يوم، "يا رب، سامحني، طهرني من القاذورات". لست بحاجة لأن تستحم ثانية، فقد فعل يسوع هذا لك، لكن هناك قدر من التطهير الضروري كل يوم.
بالإضافة إلى احتفال الفصح الكبير لدينا، فإننا كل أسبوع عندما نتجمع في يوم القيامة (الأحد)، نتذكر ونحتفل بهذه الأحداث الرائعة. علاوة على هذا، ففي كل مرة تتناول فيها الشركة فأنت تحتفل بموت وقيامة يسوع لأجلك.
صلاة
يا رب، ساعدنا حتى نتبع نموذج يسوع، ليس في كلامه فقط بل وفي تصرفاته أيضا. أشكرك لأنك قد أعطيتنا الكثير جدا لنحتفل به
صَموئيلَ الأوَّلُ 11:15-12 , 12:24
12 وقالَ الشَّعبُ لصَموئيلَ: «مَنْ هُمُ الّذينَ يقولونَ: هل شاوُلُ يَملِكُ علَينا؟ ايتوا بالرِّجالِ فنَقتُلهُمْ».
13 فقالَ شاوُلُ: «لا يُقتَلْ أحَدٌ في هذا اليومِ، لأنَّهُ في هذا اليومِ صَنَعَ الرَّبُّ خَلاصًا في إسرائيلَ».
14 وقالَ صَموئيلُ للشَّعبِ: «هَلُمّوا نَذهَبْ إلَى الجِلجالِ ونُجَدِّدْ هناكَ المَملكَةَ».
15 فذَهَبَ كُلُّ الشَّعبِ إلَى الجِلجالِ ومَلَّكوا هناكَ شاوُلَ أمامَ الرَّبِّ في الجِلجالِ، وذَبَحوا هناكَ ذَبائحَ سلامَةٍ أمامَ الرَّبِّ. وفَرِحَ هناكَ شاوُلُ وجميعُ رِجالِ إسرائيلَ جِدًّا.
24 إنَّما اتَّقوا الرَّبَّ واعبُدوهُ بالأمانَةِ مِنْ كُلِّ قُلوبكُمْ، بل انظُروا فِعلهُ الّذي عَظَّمَهُ معكُمْ.
تعليق
احتفل بالنجاح
بدأ شاول حكمه كملك بفترة شهر عسل. جاء عليه روح الله بقوة وتنبأ (9:10-13). منحه الله حكمة عظيمة في التعامل مع المقاومة. فقد عرف متى ينبغي أن يبقى صامتا (ع27).
سريعا كان عليه التعامل مع "مثيري المتاعب" (ع27). عمل الله هو التلامس مع القلوب البشرية (ع26). لكن الكتاب المقدس كالعادة كتاب واقعي. كان مثيرو المتاعب حاضرين. أينما كان الله يعمل بقوة توقع أن تجد مثيري المتاعب أيضا.
عندما كان شعب الله يواجهون قسوة مرعبة من رجل أراد أن يفقا العين اليمنى لكل شخص، "حَلَّ رُوحُ اللهِ عَلَى شَاوُلَ عِنْدَمَا سَمِعَ هذَا الْكَلاَمَ وَحَمِيَ غَضَبُهُ جِدًّا" (6:11) منحه الله نصرة عظيمة وكانت لديه الحكمة ليقول فيما بعد، "لاَ يُقْتَلْ أَحَدٌ فِي هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ صَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا فِي إِسْرَائِيلَ" (ع13). وبدلا من هذا أقاموا احتفال كبير (ع15).
في خطاب صموئيل الوداعي تكلم عن كيف كان الله يعطي شعبه النجاح دائما عندما كانوا يصرخون إليه طلبا للعون (8:12، 10 -11). وحثهم أن "انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ" (ع24). كثير من هذه الأمور حدثت نتيجة صلاة صموئيل وقال، "وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ" (ع23).
لا تتقيد كثيرا باحتياجاتك وما يقلقك بحيث تفشل في أن تصلي من أجل الآخرين. من المهم جدا أن نصلي من أجل بعضنا البعض.
تنتهي فقرة اليوم بإخبار صموئيل الشعب أن "انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ" (ع24). أيا كان ما يجري في حياتك، انظر إلى الوراء، تأمل واحتفل بالغفران الذي نلته، وبعطية الروح القدس، وبالوعد بالمجد، وبكل الأمور العظيمة الأخرى التي عملها الله لأجلك.
صلاة
يا رب، اليوم أريد أن أنظر إلى الوراء بشكر وأحتفل بكل الأمور العظيمة التي فعلتها من أجلي
تعليق من بيبا
1صم6:11
"فَحَلَّ رُوحُ اللهِ عَلَى شَاوُلَ عِنْدَمَا سَمِعَ هذَا الْكَلاَمَ وَحَمِيَ غَضَبُهُ جِدًّا".
غالبا لا أفكر في روح الله وهو يحل على شخص ما ويجلب معه الغضب. من الطبيعي أن أفكر في أن يحرر الروح الناس من الغضب ويجلب الفرح أو السلام أو الاقتناع العميق. لكن الغضب ضد الظلم يحركنا من اللامبالاة والخمول إلى العمل.
Thought for the Day
المحبة أكبر من مجرد مشاعر، فهي قرار تتخذه بأن تعامل الاخرين بالطريقة نفسها التي يفعلها يسوع
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.