ليأت ملكوتك

المَزاميرُ 10:‏16أ ,17- 18أ

تعليق

اصرخ طالبا تغيير المجتمع

"الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ" (ع16أ). الله هو المسيطر تماما على هذا الكون. ومع هذا يصرخ المرنم لله: "قُمْ يَارَبُّ. يَا اللهُ ارْفَعْ يَدَكَ" (ع12أ). إنه يصلي في الواقع، أن يأت ملكوت الله على الأرض. عندما يبدأ الله في الحركة، "ينتهي حكم الرعب وينتهي حكم أرباب العصابات" (ع18ب الرسالة).

يصلي المرنم بالتحديد لأجل مجموعات متنوعة من الناس. إنه يصلي من أجل الذين هم:

• بلا معين (ع12).
• متعبين ومتورطين في مشاكل (ع14)
• حزاني ومغتمين (ع14)
• اليتامى (ع14، 18)
• المشردين (ع18 الرسالة)
• المسحوقين (ع18)

إن أردت أن ترى ملكوت الله يأتي والمجتمع يتغير، فهؤلاء هم الناس الذين ينبغي أن تهتم بهم.

صلاة

مَتَّى 13:‏19 ,23

تعليق

استمر في إخبار الناس عن يسوع

في كل مرة أخبرت فيها شخصاً ما عن يسوع والإنجيل، تكون قد "زرعت" بذرة في قلبه. لن تحمل كل بذرة زرعتها ثمراً، كما نرى في مثل الزارع. بعض البذور لا تمدُّ جذورا أبدا (ع19). بعض البذور تظهر نتائج مؤقتة فقط. يمكن أن ننشغل عن الله "بالمتاعب" أو "هموم هذه الحياة وغرور الغنى" (ع21-22).

لكن إن نمت البذرة بصورة جيدة، ترينا كل من هذه الأمثلة أنه يمكن أن يكون لك تأثير ضخم. "وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" (ع23).

عندما أنظر على حياة بعض ممن حضروا برنامج ألفا منذ 5 أو 10 أو 15 سنة، أجد أنه كان لديهم تأثير رهيب. حتى أن بعضهم بدأ خدمات كانت لها تأثيرات عالمية أيضا.

يخبرنا يسوع بالكثير من الأمثال بخصوص ملكوت الله ("ملكوت السماوات" في الصيغة التي يفضلها متى، يتبع الممارسة اليهودية المعتادة التي تقضي بأن تقال "السماوات" توقيرا واحتراما بدلا من النطق بكلمة "الله").

الملكوت هو عبارة عن كل من "الآن" و"ليس بعد". يخبرنا مثل يسوع عن الزوان أنه يوجد جانب مستقبلي للملكوت. في الوقت الحالي تنمو الحنطة والزوان معا. في يوم ما سيكون هناك حصاد ودينونة. عندما يعود يسوع سيأتي ملكوت الله في كل ملئه (ع24-30).

يستمر يسوع ليقول أن ملكوت السماوات هو مثل حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقل. ورغم أنها أصغر جميع الحبوب، إلا أنها عندما تنمو تكون أكبر نباتات الحقل وتصبح شجرة بحيث تأتي طيور السماء وتتآوى في أغصانها (ع31-32).

تظهر صورة الطيور التي تسكن في الأغصان مرات قليلة جدا في العهد القديم، حيث ترمز إلى شعب من كل الأمم يصبح جزءا من عائلة الله (أنظر حز22:17-24؛ 3:31-14؛ دا9:4-23). كان يسوع يُذكِّر سامعيه بأن ملكوت السموات لم يكن فقط لأمة واحدة بل للعالم كله.

هناك أنواع كثيرة مختلفة من عملية الزرع. فمثلا، تزرع مجموعة واحدة صغيرة مجموعة أخرى و"تنمو" (مت32:13). ثم هناك "زراعة الكنائس". ما يتم زرعه غالبا ما يكون صغيراً جدا – مثل حبة خردل. ولكن متى "زُرع ... ينمو" (ع31-32).

أحياناً أنظر حولي على بعض من الكنائس الجديدة التي زرعتها كنيستنا المحلية وأرى التأثير الضخم الذي لهم على المنطقة – "حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا" (ع32) – مع أناس يأتون إلى ملكوت الله ممن كانوا غير متوقعين مثلما كان المؤمنين من الأمم غير متوقعين من الأمة اليهودية. نرى في كل العالم اليوم تأثير "زراعة الكنائس". وكما قال خبير نمو الكنيسة، بيتر واجنر، "زراعة الكنائس هي أكثر صور التبشير المعروفة تأثيرا".

ويمضي يسوع في حديثه بخصوص ملكوت السماوات مشبهاً إياه بخميرة تشقُّ طريقَها خلال العجين (ع33). يمكن أن يكون تأثيرك رهيبا – في بيتك، عائلتك، مدرستك، جامعتك، مصنعك، أو مكتبك. هذه هي كيفية حدوث تغيير المجتمع.

صلاة

التَّكوينُ ‏37:‏11-10

تعليق

اركع أمام ملك الملوك

اليوم نبدأ قصة يوسف. لقد أحبه إسرائيل أكثر من سائر بنيه (3:37) وكان أخوته يحسدونه (ع4). ثم حلم يوسف أحلامه الشهيرة. لقد رأى أخوته يسجدون له (ع7، 9).

ما من شك في أن الله يتحدث إلينا أحيانا من خلال الأحلام – ولا شك أنه تكلم مع يوسف بهذه الطريقة (ع5، 9). من خلال هذه الأحلام رأى يوسف لمحة عما يخبئه له المستقبل وعما سيفعله الله بحياته.

لكن، ليس من الحكمة دائما أن تخبر كل شخص بخصوص الأحلام والرؤى التي رأيتها بالنسبة لحياتك أنت. كان عمر يوسف 17 سنة (ع2). كان عديم الخبرة. وكان خطأه أنه أخبر كل من حوله بأحلامه. وهذا أدى إلى مزيد من الكراهية (ع5، 8) وإلى غيرة أعظم (ع11). قال أخوته، "الَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكا امْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطا؟" (ع8أ). لقد كرهوا فكرة أن يكون يوسف ملكهم.

ثم حلم حلماً آخر رآهم فيه كلهم، في الواقع، "ساجدين له" (ع9). "لاحظ" أبوه بحكمة وببساطة و"حفظ الأمر" (ع11). إن كنت غير متأكد من كيف تتجاوب مع حلم أو رؤية تظنها أنها من عند الله، فسيكون أفضل رد فعل هو أن تحفظ الأمر ببساطة في قلبك (أنظر لو19:2).

لكن يوسف مرة أخرى وبعدم حكمة أخبر أسرته كلها. فغار أخوته منه أكثر كثيرا (تك11:37). فتآمروا ليقتلوه (ع18). ثم بيع يوسف للإسماعيليين الذين باعوه في مصر إلى فوطيفار، واحد من موظفي فرعون الكبار، رئيس الحرس (ع36). جاء يوسف تحت حكم آخر، حكم ملك مصر.

وكنتيجة لإخبار يوسف إخوته عن أحلامه بعدم حكمة، كان عليه أن يمر بسنوات من المشقة والصعوبات. استخدم الله كل هذا لينمي شخصيته ويعده لعمل حياته.

المُلك الذي نقرأ عنه في العهد القديم عبارة عن توقع لملكوت الله في العهد الجديد. نرى في فقرة اليوم عدة حكام بشريين – من ملوك ورؤساء أدوم (31:36 – 43)، إلى فرعون مصر (36:37). واحدة من الرسائل المفتاحية في هذه الإصحاحات الختامية من سفر التكوين هي أن الله يقف فوق وخلف كل الحكام البشر بصورة مطلقة. وهذا يتضح بالذات في قصة يوسف.

قد تبدو التواءات ومنعطفات القصة عشوائية وغريبة. ولكننا نقرأ فيها كلها عن تدخل الله (كما هو الحال في أحلام يوسف)، ونكتشف أخيرا أن كل شيء كان يعمل ليصب في أغراض الله (20:50).

يوسف هو "نموذج ورمز" للمسيح. بكلمات أخرى، تمثل حياته ظلا لحياة يسوع (كما سنرى في الأيام المقبلة). ولكن هنا في البداية نرى تباينا. عرف يسوع أيضا كيف سيستخدمه الله، ولكنه كان متحفظاً جدا بخصوص من يخبره بهذا. في الواقع، كان متحفظاً جداً بحيث أن الناس تتكلم الآن بخصوص "السر المسياني".

كما نرى أيضا. في هذه الفقرة بداية المشابهات بين يوسف ويسوع. ففي يوم كان الناس يذهبون ليسجدوا أمام يوسف (7:37، 9)، وفي يوم ما ستجثو كل ركبة أمام يسوع الملك (في10:2؛ رؤ4:19، 6).

حينما تجثو ليسوع الآن طواعية، وتتمسك به كملك سام في حياتك، فستكون أقل اهتماما بنتائج ألاعيب السلطة المتنوعة من البشر الآخرين الموجودين في حياتك (مثل المعلّم و المدير والحكومة).

صلاة