المَزاميرُ 18:‏46 ,50

تعليق

أمانة الله

قال الفيلسوف أفلاطون، "كن لطيفا، لأن كل شخص تقابله يحارب في معركة شرسة". يقدم لنا الكتاب المقدس سببا أقوى لأن تكون دائما طيبا ولطيفا.,فالله دائما طيب معنا. وفي أمانته، يظهر لنا "رحمة لا تسقط" (ع50).

يستطيع داود أن ينظر إلى الوراء متأملا حياته وأن يرى كيف أظهر الله "رحمة لا تسقط" من نحوه ومن نحو نسله؛ أولاده وأحفاده، (ع50). لقد خلصه الله، "تُنْقِذُنِي مِنْ مُخَاصَمَاتِ الشَّعْبِ" (ع43أ). لقد وضعه في منزلة القيادة وعليه مسئوليات كثيرة (ع43ب).

ومنح الله داود "انتصارات عظيمة" (ع50أ) ونجاه ورفع من شأنه (ع48). لقد كتب داود هذا المزمور متعبدا "أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ"(ع49ب)، ليشكر الله على أمانته من نحو "مسيحه" (ع50ب).

أنت أيضا "مسيح" (2كو21:1-22؛ 1يو20:2). وسيظهر الله لك "رحمته التي لا تسقط" (مز50:18). الله طيب ومنعم طول الوقت. وإن أردت أن تكون مثله، حاول أن تكون طيبا نحو الآخرين طول الوقت.

صلاة

مَتَّى 25:‏21-20 ,36-35 ,40

تعليق

حياة من الإخلاص والأمانة

كيف يمكنك أن تصبح "أمينا" (ع21، 23)؟

استخدمهم أو افقدهم

الله كريم وطيب جدا. فهو يعطينا الكثير. كانت الوزنة مقدارا ضخما من المال – تعادل تقريبا أجر عشرين سنة. فحتى الشخص الذي أعطيت له وزنة واحدة قد أخذ الكثير جدا. في المثل، لا تمثل الوزنة (وهذا هو أصل الكلمة الإنجليزية التي تعني "موهبة") مالك فقط بل أيضا مواهبك ومهاراتك والوقت والطاقة والتعليم والفكر والقوة والتأثير والفرص.

كن أمينا في كل ما أعطيت. ليس من الجيد أن تتمنى لو كنت قد أعطيت المزيد. أنت مدعو ببساطة لأن تقوم بأفضل ما يمكنك من خلال ما تملكه.

أن تكون أمينا فهذا يعني أن تستخدم المواهب والقدرات التي أعطاك الله إياها. يجرب الكثيرون منا أن يكونوا مثل العبد الثالث الذي قال، "خفت" (ع25). إننا نخفي مواهبنا ووزناتنا لأننا نخاف من الفشل ومما سيفكر فيه الآخرون بشأننا، أو نخاف من العمل الشاق ومن المسؤولية التي قد يتضمنها هذا.

قيل أن، "أعظم خطأ يمكنك الوقوع فيه في الحياة هو أن تكون خائفاً دائما من أن تخطيء".

لابد وأن العبد الذي أخذ الخمس وزنات والعبد الذي أخذ الوزنتين قد واجها كلاهما خطورة خسارة وزنتيهما. قم باتخاذ خطواتك بإيمان، استخدم مواهبك وخاطر أن تفشل.

يقول يسوع، في الواقع، "استخدمهم أو اخسرهم" (ع28-30). إذا قمت بأفضل ما يمكنك بما تملك، سيعطيك الله المزيد ويقول، "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" (ع21، 23).

انظرإلى الأقل والأخير كما لو كان هو يسوع متنكرا

قال يسوع، "بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ" (ع40). فهو يخبرنا أن الأمانة تجاهه تتضح بما نفعله تجاه الضعفاء والمحتاجين في عالمنا (ع35-36، 42-43).

الجائعين

يموت الملايين من الناس من الجوع. في كل مرة تطعم الجائعين، أنت تتقابل مع يسوع. قالت الأم تريزا، "المحتضرين، غير المرغوب فيهم، غير المحبوبين– هم كلهم يسوع متنكرا".

الغرباء

حينما يكون المرء مشردا، لاجئا أو لاجئاً سياسياً فهي أكثر الخبرات إيلاماً في الحياة. عندما تتقابل مع أشخاص "غرباء" وعندما تعتني بالمشردين، وتمدهم بالمأوى وتدعوهم إلى قلب مجتمعك، فأنت تتقابل مع يسوع (ع35ب، 38).

المرضى

طريقة أخرى يمكنك بها أن تتقابل مع يسوع هي من خلال خدمة المرضى، سواء كانوا في المستشفيات، أو في المنازل أو في الكنيسة, ففي كل مرة تصلي فيها من أجل المرضى تكون لديك الفرصة لتتقابل مع يسوع.

المساجين

غالبا ما يأتي رواد السجون من فئة "الأخيرين والأدنياء" في مجتمعنا. يتحدانا يسوع لنحاكي نعمته وقبوله "للخطاة". نحتاج أن نتذكر أننا نحن أيضا خطاة غفرت خطاياهم. اقترف الكثير من المساجين جرائم مروعة – ومع هذا لا زال يسوع يحبهم، ويدعونا لأن نحبهم أيضا.

إنه امتياز ضخم أن تذهب إلى السجن أو أن ترشد وتعتني بالمجرمين السابقين. أتذكر قسيساً روى قصة خدمته في السجون فقال أنه عندما ذهب لأول مرة إلى السجن ظن أنه سيأخذ معه يسوع إلى هناك. لكنه أدرك سريعا أن يسوع كان هناك بالفعل. وقال إنه من هذا الوقت فصاعدا ذهب إلى السجون لكي يتقابل مع يسوع.

يقول يسوع في كل هذه المجالات، "بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ" (ع40). يخبرنا يسوع أنه عندما يأتي ثانية في المجد ستكون هناك دينونة (ع31-33)، وستتضمن فصلا يفاجئ الناس (ع37، 44). كيف نتجاوب مع يسوع هو أمر له تبعات أبدية (ع30، 46).

صلاة

أيّوبَ ‏42: 8ب ,10

تعليق

أمانة أيوب

لقد أعد الله خطة صالحة لأجلك منذ وجودك في الرحم. وكانت لديه خطة صالحة لأجل أيوب أيضا. من البداية تماما كان قد خطط لرد سبي أيوب وبركته.

يُذكر أيوب في كل التاريخ بسبب أمانته. يقول الرسول يعقوب، "قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ" (يع11:5).

مرة أخرى يسأل الله أيوب جاعلا إياه يدرك أنه ببساطة توجد أمور "عَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا" (3:42ب). يتمسك أيوب بأمانة الله، "قَدْعَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ" (ع2). هذا وعد رائع لنتمسك به عندما لا تسير الأمور في حياتك كما خططت لها. الله عنده خطة صالحة لأجلك ولن يعيقها شيء.

لا يعطينا الله حياة تخلو من المتاعب. وأيضا لا يجيب على كل تساؤلاتنا. لكنه يطمئننا أنه معنا في ضيقاتنا.

قال الله لأيوب أن يصلِّي من أجل اصدقاءه الذين ألموه، وخذلوه واتهموه ظلما وحكموا عليه وانتقدوه (ع7-8). فغفر لهم أيوب وأظهر غفرانه التام بأن صلَّى من أجلهم. وإذ تشفع من أجلهم، لم يقبل الله صلاة أيوب من أجل أصدقائه فقط بل أيضا، "وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفاً" (ع10).

تكتب جويس ماير، "إن قمت بعمل الأشياء بطريقة الله، فسيكافئك ضعفا عن متاعبك". "وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ" (ع12). وكما كان الأمر مع داود، أظهر الله لطفه له ولنسله (ع16).

امتدح أيوب بسبب مثابرته في وجه المعاناة (يع10:5-11). اعتقد إبليس أن المعاناة ستجعل أيوب يتحول بعيدا عن الله, لكن برهنت مثابرة أيوب أن الشيطان كان مخطئا. فقد كان أيوب قادرا مع التجربة أن يبقي على عبادته لله في الأوقات الجيدة وفي الأوقات العصيبة.

تعد مثابرته نموذجا لكيفية التجاوب مع الألم. عندما تتجاوب بمثابرة مخلصة، ينهزم الشيطان. أيوب هو "مثال" للمسيح. فمن خلال مثابرة يسوع المخلصة ردا على معاناته على الصليب، تمت هزيمة إبليس تماما، مرة واحدة وإلى الأبد.

صلاة