أمثالٌ 1: 1 ,2 , 5

تعليق

تعلم أن تتخذ سبيلك وسط المعارك والبركات

يُذكر الهدف من سفر الأمثال منذ بدايته: "لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ وَأَدَبٍ لإِدْرَاكِ أَقْوَالِ الْفَهْمِ. لِقُبُولِ تَأْدِيبِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالاِسْتِقَامَةِ" (ع2-3). إنه يقدم حكمة عملية لكل واحد– لكل من "الخبير" و"غير الخبير" (ع4-6).

تخبرك هذه الأمثال كيف تسير الحياة عادة. بصورة عامة، سوف يحصد الناس الأتقياء، ذوي الخلق والمجتهدين المكافآت والبركات، ولكن هذا ليس مضمونا هنا على الأرض. الأمثال هي عبارة عن نصيحة عملية وحكيمة مستفادة من خبرة امتدت بطول الحياة.

فهي تساعدك حتى تبلغ "الحكمة والأدب" (ع2، 7) – وهما وجهان حيويان للحياة وهو ما لا يحدث بين ليلة وضحاها.

الغرض من السفر هو أن يمكنك من أن "تختار (تتدبر) سبيلك بصورة صحيحة" (ع5). الحكمة هي "فن التدبير واختيار السبيل" خلال معارك وبركات الحياة، والمعيشة بمهارة في أي ظروف تجد نفسك فيها. وكما تقول جويس ماير "الحكمة هي اختيار أن تفعل الآن ما سوف تسر به فيما بعد".

تبدأ الحكمة "بمخافة الرب"، والتي هي "بدء المعرفة" (ع7أ). يمكن ترجمة "مخافة" الرب "احترام وتوقير". إنها تعني أن تحترم وتكرم الرب بصفته الله. أهم درس يمكنك أن تتعلمه بخصوص الحياة هو أن "تبدأ من عند الله" (ع7أ).

صلاة

مَتَّى 4:‏3-‏4

تعليق

تعلم كيف تعامل يسوع مع المعارك والبركات

تبدأ خدمة يسوع ببركة الروح القدس عند معموديته، ولكن، مثلما يحدث غالبا جدا بعد اختبارات الروح القدس العظيمة، تأتي المعارك بعدها مباشرة.

"ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ" (1:4). تبدأ التجارب بالكلمات التي تقول، "إن كنت ابن الله ..." (ع3، 6). يجرّب الشيطان يسوع بأن يستغل هويته، وبالتالي أن يجرب أباه. أحيانا يأتي الشيطان إلينا ويقول، "إن كنت مسيحيا إذن فأنت أفضل من الآخرين". أو "إن كان الله يغفر كل شيء، فلن يهم كيف تعيش". رد باتباع نموذج حياة يسوع.

واجه يسوع ثلاث تجارب قوية:

• الإشباع الفوري (تجربة تدبيرية)

توجد أشياء تمد بشبع فوري ولكنها تتركك شاعرا بالفراغ فيما بعد. لقد استعد يسوع بالصوم لمدة أربعين يوما وأربعين ليلة. ثم "جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً" (ع2، 3).

فأجاب يسوع، "مكتوب لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ" (ع4). رغم أن الخبز ضروري إلا أنه ليس كافيا في ذاته. لا يمكن أن تقدم الأمور المادية شبعا بصورة كاملة.

هناك جوع روحي أعمق يمكن أن يشبع فقط بواسطة "كل كلمة تخرج من فم الله" (ع4). إننا نحتاج طعاما روحيا بصورة دورية وبشكل أكثر من حتى الطعام المادي المعتاد.

• البحث عن الاهتمام (تجربة دينية)

ثم، يضع الشيطان أمام يسوع التحدي بأن يلقي بنفسه من على أعلى نقطة في الهيكل. من بين أمور أخرى، هذه تجربة للقيام بعمل درامي - رغم أنه لا فائدة منه - لجذب الانتباه.

أغوى الشيطان يسوع باقتباسه لمز91، لكنها آية مقتطعة من سياقها. فواجهه يسوع بآية في سياقها: "لا تجرب الرب إلهك" (ع7).

• الوسائل الخطأ (تجربة سياسية)

ثالثا، يري الشيطان يسوع كل ممالك العالم ويعرضها عليه، "إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي" (مت8:4-9). هذه تجربة ألا يكون مكتفيا شبعانا بالله نفسه وأن يشرع في اتباع نهج تلاعبي عديم الضمير لتحقيق غاياته بالوسائل الخطأ. فيجيب يسوع، "اذهب عني يا شيطان!" وغلف توبيخه باقتباس ثالث من سفر التثنية: "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (ع10).

يجيب يسوع على كل تجربة بآية من سفر التثنية الإصحاحات 6-8. ربما كان يدرس هذه الإصحاحات في هذا الوقت. بينما تدرس الكتاب المقدس يعلن شخصية الله وعنايته المحبة لك، ويعمّق علاقتك به. وهذا يحميك من أكاذيب الشيطان، ويساعدك ويجهزك لتقاوم التجربة عندما تأتي.

عند نهاية هذه المعارك، تمتع يسوع ببركة مجيء الملائكة التي "قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (ع11). لم تدم فترة البركة طويلا. فقد سمع يسوع أن يوحنا قد ألقي في السجن (ع12). لابد وأنه كان أمرا مزعجا جدا ليسوع أن يكتشف أن قريبه قد سجن لأجل تبشيره.

لم يفزع يسوع. فقد بدأ يبشر بنفس الرسالة التي تسببت في القبض على يوحنا: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (ع17). لقد كان بلا خوف وشجاعاً في وجه المعارك.

ليست الحياة مجرد مسألة رؤية دفاعية للهجمات؛ توجد أيضا تحركات تقدمية إيجابية ينبغي القيام بها. كان يسوع في مأمورية. فبدأ يبني فريقه لأجل هذه المأمورية داعيا تلاميذه الأوائل: "فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ" (ع19-20). كانت هذه أوقاتا مثيرة. كانت بداية خدمة يسوع فترة من البركة العظيمة.

صلاة

التَّكوينُ 7 :23ب–24, 8 :1, 9 :1

تعليق

تعلم كيف تعامل الآخرون مع المعارك والبركات

ينبغي أن يكون المسيحيون شعبا إيجابيا. نرى في هذه الفقرة، كما هو الحال في كل الكتاب المقدس، أن البركات تفوق المعارك. من المواضيع الأربعة العظيمة التي تسري عبر هذه القراءة (وكل الكتاب المقدس) نجد واحدا منها فقط هو السلبي (السقوط الذي يؤدي للمعارك). الثلاثة الآخرين يدورون كلهم حول البركة الإيجابية

• الخلق

خُلق البشر على صورة الله (6:9ب). هناك نُبل وكرامة بخصوص كل الحياة الإنسانية. كل حياة إنسانية لها قيمة هائلة. هذا هو السبب في أن قتْل إنسان آخر له مثل هذه العواقب الوخيمة (ع5، 6). عامل كل إنسان باحترام وكرامة.

• السقوط

واجه نوح معركة كبيرة للغاية – الطوفان ودمار الجنس البشري كله تقريبا! فقد أمطرت لمدة أربعين يوما وأربعين ليلة (4:7) (نفس مدة تجربة المسيح بالضبط). أتت دينونة الله بسبب خطورة الخطية: "لأنَّ تَصَوُّرَقَلْبِ الانْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ" (21:8).

• الفداء

بغض النظر عن معركة الطوفان، تمتع نوح ببركة محبة الله. حتى بالرغم من أن نوح ومن كانوا معه في الفُلك فقط هم الذين بقوا (23:7). من خلال عدسات العهد الجديد نرى أن الفُلك هو صورة للعماد إلى المسيح (أنظر1بط18:3 فصاعدا). أولئك الذين كانوا في الفُلك كانوا آمنين. أولئك الذين هم في المسيح هم في أمان. بارك الله نوحا وأولاده. فقد قال لهم "اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا واملأوا الارْضَ!" (تك1:9).

• التمجيد

صنع الله عهدا معهم (ع9). في كل مرة ترى فيها قوس قزح (ع13) فهذا تذكرة بالتزام الله بك، والذي أدى في النهاية إلى الصليب – دم العهد الجديد. إنه "عهد أبدي" مستمر إلى الأبد (ع16).

صلاة