اليوم 59

غني في الرحمة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 27:‏7, 9ب-10 , 14
العهد الجديد مَرقُسَ 10:‏13-‏17 ,22-21 , 27-26
العهد القديم اللاويّينَ 4:‏28-27 , 31ب

المقدمة

رسم فنان ناجح صورة شخصية لرجل. وعندما انتهى من الرسم تم الإعلان عنه. فلم يكن الرجل سعيدا أبدا بالنتيجة. وعندما سـُـئـِل إن كان الرسم قد أعجبه، أجاب، "أعتقد أنه لم يوفِني حقي". وهو ما أجاب عليه الفنان بقوله، "يا سيدي، إن ما تحتاجه ليس العدالة، بل الرحمة!"

في النهاية نحتاج كلنا للرحمة حتى أكثر من العدل. يتخلل موضوع "رحمة الله" كل الكتاب المقدس. فالله "غني في الرحمة" (أف4:2). تعني الكلمة اليونانية "إليوس" "رحمة، شفقة، تحنن، رأفة". رحمة الله متاحة لك. سنرى في قراءات اليوم بعض النماذج لأشخاص تلقوا رحمة من الله.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 27:‏7, 9ب-10 , 14

7 اِستَمِعْ يا رَبُّ. بصوتي أدعو فارحَمني واستَجِبْ لي.
9 ...... قد كُنتَ عَوْني فلا ترفُضني ولا تترُكني يا إلهَ خَلاصي.
10 إنَّ أبي وأُمّي قد ترَكاني والرَّبُّ يَضُمُّني.
14 انتَظِرِ الرَّبَّ. ليَتَشَدَّدْ وليَتَشَجَّعْ قَلبُكَ، وانتَظِرِ الرَّبَّ.

تعليق

الذي يصارع

ليس المهم ما هي الصراعات التي تواجهها في حياتك، تمسَّك بوعود الله. توقع أن ترى صلاح الله، ليس فقط في السماء عندما تموت، بل في أنشطة حياتك العادية هنا على الأرض "في أرض الأحياء" (ع13).

يصرّح داود لله، "ارحمني" (ع7ب). أن يتم اتهامك زورا لهي خبرة رهيبة. واجه داود "أعداء" (ع11ب) و"شهود زور" (ع12ب). إذ كان يمر بهذه الخبرة المؤلمة جدا صرخ لله طلبا للرحمة، وفي وسط كل الاتهامات استطاع أن يقول، "لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ" (ع13).

السبب في أن داود كان لديه هذه الثقة هو أنه يعرف أن الله هو مخلصه (ع9ب) وأبوه الكامل. "أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني" (ع10).

يصارع الكثير من الناس اليوم بسبب نقص المحبة من آبائهم. ولكن أيا ما كانت العلاقة بينك وبين أبويك، لا زال في مقدورك أن تلتقط صورة عما تبدو عليه العلاقة مع أب كامل.

الله هو هذا الأب. أمانته ليست محل تساؤل. كرمه كامل. مشاعره هي عطاء ومحبة. محضره دائم وثابت. قبوله لكم غير مشروط. تواصله بنـّاء ولأجل أفضل منفعة لكم. سلطانه حقيقي وصحيح.

عندما يكتب داود أن "الرب يضمني" (ع10ب)، فإنه يفكر في هذه الأنواع من الصفات الأبوية الكاملة.

لن يخذلك الله، خاصة عندما تكون في صراع. بعض الآباء الأرضيين يقدمون المحبة والحماية فقط عندما يشعرون أن أبناءهم يستحقونهما. الله لا يفعل هذا. الحقيقة الرائعة هي أن أبانا رحيم ويعطينا محبة وحماية، حتى عندما لا نستحقهما.

صلاة

"اِسْتَمِعْ يَارَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَارَبُّ أَطْلُبُ... عَلِّمْنِي يَارَبُّ طَرِيقَكَ" (ع7- 8، 11).

العهد الجديد

مَرقُسَ 10:‏13-‏17 ,22-21 , 27-26

13 وقَدَّموا إليهِ أولادًا لكَيْ يَلمِسَهُمْ. وأمّا التلاميذُ فانتَهَروا الّذينَ قَدَّموهُم.
14 فلَمّا رأى يَسوعُ ذلكَ اغتاظَ وقالَ لهُمْ: «دَعوا الأولادَ يأتونَ إلَيَّ ولا تمنَعوهُم، لأنَّ لمِثلِ هؤُلاءِ ملكوتَ اللهِ.
15 الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ لا يَقبَلُ ملكوتَ اللهِ مِثلَ ولَدٍ فلن يَدخُلهُ».
16 فاحتَضَنَهُمْ ووضَعَ يَدَيهِ علَيهِمْ وبارَكَهُمْ.
17 وفيما هو خارِجٌ إلَى الطريقِ، رَكَضَ واحِدٌ وجَثا لهُ وسألهُ: «أيُّها المُعَلِّمُ الصّالِحُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟».

21 فنَظَرَ إليهِ يَسوعُ وأحَبَّهُ، وقالَ لهُ: «يُعوِزُكَ شَيءٌ واحِدٌ: اِذهَبْ بعْ كُلَّ ما لكَ وأعطِ الفُقَراءَ، فيكونَ لكَ كنزٌ في السماءِ، وتَعالَ اتبَعني حامِلًا الصَّليبَ».
22 فاغتَمَّ علَى القَوْلِ ومَضَى حَزينًا، لأنَّهُ كانَ ذا أموالٍ كثيرَةٍ.

26 فبُهِتوا إلَى الغايَةِ قائلينَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ: «فمَنْ يستطيعُ أنْ يَخلُصَ؟».
27 فنَظَرَ إليهِمْ يَسوعُ وقالَ: «عِندَ النّاسِ غَيرُ مُستَطاعٍ، ولكن ليس عِندَ اللهِ، لأنَّ كُلَّ شَيءٍ مُستَطاعٌ عِندَ اللهِ».

تعليق

الأطفال

في مجتمع يهمش "الأطفال الصغار" (ع13) كثيرا، تحنن يسوع عليهم (ع13-16). فقد قال، "لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ" (ع14ب). لقد "احْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ" (ع16). ينبغي أن نتأكد من أننا كمجتمع كنيسة نقدم للأطفال نفس المحبة والحماية والأولوية التي أعطاها لهم يسوع – من حيث الوقت والطاقة والمصادر.

في الواقع، يخبرنا يسوع، أيا من نكون، أننا جميعا بحاجة لأن نتعلم من الأطفال عندما تتعلق المسألة بأن نصبح جزءًا من ملكوت الله: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ" (ع15).

لا يقترح يسوع أن نصبح مثل الأطفال في جميع الوجوه. فليس علينا أن نستسلم لكل نزوة صبيانية أو ألا نتحمل مسؤولية تصرفاتنا. لكن، مثل الأطفال، علينا أن نكون منفتحين، أمناء بشأن مشاعرنا – معترفين بكم نحن ضعفاء وهشين وكم نحتاج الآخرين. مثل الأطفال، كن سريعا في أن تغفر، وسريعا في المضي في الثقة.

عادة ما يكون الأطفال حماسيين، عندهم تقدير وانفعال عندما يتلقون الهدايا. عندما تتعلق المسألة بملكوت الله، علينا أن نكون هكذا بالضبط – معتمدين على موهبة (هدية) يسوع لنا ومستعدين لأن نقبلها كعطية لا نستحقها، ولكن يهبها لنا يسوع في رحمته.

ساعدني يا رب أن أتعلم من الأطفال، وأن أصبح مثلهم بالطريقة الصحيحة وأن أعطيهم نفس الأولوية التي تعطيها لهم.

المساكين

طلب يسوع من الشاب الغني أن "يعطي للمساكين" (ع21ب). وهذا بالتأكيد ليس لمنفعته هو فقط بل لأن المساكين كانوا يمثلون أولوية أخرى عالية في حياة وخدمة يسوع.

ساعدني يا رب ليكون عندي نفس المحبة والشفقة على المساكين مثلك.

الأغنياء

وصلت شفقة المسيح ليس فقط للمساكين بل وللأغنياء أيضا. نظر يسوع لهذا الشاب الغني و"أحبه" (ع21أ). من الصعب جدا على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله (ع24-25). أحيانا يكون الأفراد الأغنياء وحتى الدول الغنية أكثر مقاومة للإنجيل. يمكن أن تقود الثروة للغطرسة وإلى نوع خاطئ من الاعتماد على الذات. لكن يسوع يقول أنه ليس من المستحيل على الأغنياء أن يخلصوا: "لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ" (ع27).

أشكرك يا رب، لأنك رحيم جدا – ليس فقط على المساكين بل وأيضا على الأغنياء.

المضطهدين

يقول يسوع أن كل أتباعه سيُضطهدون (ع30). بالنسبة لبعضنا تكون "الاضطهادات" ثانوية جدا وتافهة. ربما يضحك الناس أو يتهكمون عليك ويعارضونك. لكن، بالنسبة لملايين المسيحيين حول العالم تكون الاضطهادات حقيقية جدا وبدنية.

هذا هو جزء من ثمن تبعية يسوع – الاضطهاد. هناك دائما ثمن لتبعية يسوع. ربما يكون فقدان الأصدقاء أو أن يدعونا يسوع لنترك وضعا أو علاقة ما. لكن يأتي الثمن في (ساندويتش) من البركة – في هذه الحياة يوجد مئة ضعف في المقابل (ع29-30)، و(الإضافي) هو "وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ" (ع30). سيكون الله رحيما مع المضطهدين.

صلاة

**أشكرك يا رب من أجل الشجاعة ومثال وإلهام أولئك الذين يحتملون المشقات الحقيقية من أجلك. امنحني الجرأة لأتبعك مهما كلفني الثمن. **

العهد القديم

اللاويّينَ 4:‏28-27 , 31ب

27 «وإنْ أخطأَ أحَدٌ مِنْ عامَّةِ الأرضِ سهوًا، بعَمَلِهِ واحِدَةً مِنْ مَناهي الرَّبِّ الّتي لا يَنبَغي عَمَلُها، وأثِمَ،
28 ثُمَّ أُعلِمَ بخَطيَّتِهِ الّتي أخطأَ بها، يأتي بقُربانِهِ عنزًا مِنَ المَعزِ أُنثَى صَحيحَةً عن خَطيَّتِهِ الّتي أخطأَ.
31 ...... ويوقِدُ الكاهِنُ علَى المَذبَحِ رائحَةَ سرورٍ للرَّبِّ ويُكَفِّرُ عنهُ الكاهِنُ فيُصفَحُ عنهُ.

تعليق

المذنبين

كلنا مذنبون بالخطية (يع10:2). تظهر كلمة "الذنب، الإثم" مرات ومرات كثيرة في هذه الفقرة (لا3:4، 13، 22، 27؛ 2:5، 3، 4، 5). هناك عقوبة للخطية (5:5- 6). يخبرنا الرسول بولس أن عقوبة الخطية هي موت (رو23:6).

كانت الذبائح المفصلة الموصوفة في هذه الفقرة تعد الشعب للذبيحة الواحدة الكاملة التي سيقدمها يسوع الذي مات لأجلك ولأجلي (نحن المذنبين) لكي نقدر أن ننال رحمة الله.

صنع يسوع الكفارة لأجل خطاياك

لا يأتي الغفران بدون كفارة للخطية (لا31:4، 35؛ 10:5، 13). أحد تعريفات الكفارة هو "القيام بعمل إصلاح للخطأ أو الضرر مما يجعل الجانبين واحدا" – ومن هنا أتت الكلمة "at-one-ment" (وهي كلمة كفارة بالإنجليزية وتعني حرفيا توحيد الجانبين وجعلهما واحدا). وفي النهاية، يسوع وحده هو الذي صنع الكفارة الكاملة لخطايانا (عب17:2).

مات يسوع كذبيحة للتكفير

نقرأ هنا عن النظام الذبائحي المتقن "لذبيحة الخطية" (لا3:4، 29، 33، 34؛ 9:5، 11، 12). مات يسوع "كذبيحة الكفارة" (رو25:3) لأجل خطيتك وخطيتي.

كان يسوع الذبيحة الكاملة

كان ينبغي أن تكون الذبيحة "بلا عيب" (لا3:4، 28، 32). كان يسوع فقط هو الذبيحة الكاملة، وبصورة تامة؛ بلا عيب ولا دنس.

يسوع هو حمل الله

كان يتم إحضار حمل كذبيحة خطية (لا32:4). وكان على الشخص المذنب أن يضع يديه على رأس الحمل. ويموت الحمل ذبيحة خطية ليأخذ الخطية بعيدا. يسوع هو "حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" (يو29:1).

لقد سُفِك دم يسوع لأجلك

كان على الكاهن أن يأخذ بعضا "مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ... وَيَصُبُّ سَائِرَ الدَّمِ" (لا34:4). يمثل الدم حياة الحيوان (11:17). كان سكب الدم رمزا لحقيقة أن الحيوان قد مات. وكان هذا مكان الشخص الذي يقدم الذبيحة. لقد سكب دم يسوع من أجلك ومن أجلي (مت28:26).

جعل يسوع رحمة الله متاحة للجميع

تظهر كلمتا "الغفران" و"يُغفر له" مرات ومرات (لا20:4، 26، 31، 35؛ 10:5، 13). "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). من خلال دم يسوع، صار غفران الخطية ممكنا (أف7:1). ونتيجة لهذا، صارت رحمة الله متاحة لك ولي.

صلاة

أشكرك كثيرا جدا يا رب لأنني لم أعد احتاج أن أمر بهذه العمليات المعقدة لأحصل على الرحمة والغفران. أشكرك لأن الغفران التام صار متاحا لي بيسوع. أشكرك لأنه في محبتك العظيمة لأجلي أنت "غني في الرحمة" (4:2)

تعليق من بيبا

لا1:4-13:5

يا إلهي! كل هذه الذبائح. يا لها من طريقة معقدة مليئة بالترتيبات لنوال الغفران. من الرائع جدا أنه يمكننا أن نذهب بهدوء واتضاع ليسوع، ونطلب الغفران ونتطهر من كل خطايانا. كم أن هذا رائع!

Thought for the Day

بغض النظر عن الصراعات التي تواجهها في حياتك، تمسَّك بوعود الله.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more