السلطان الروحي

المَزاميرُ 29:‏1 ,4 ,11

تعليق

صوت السلطان

هناك جوع واحتياج روحي ضخم في مجتمعنا. الناس يبحثون عن المعرفة والخبرة الروحية. يوجهنا هذا المزمور إلى "صوت الرب" (ع3). يصف داود قوة وجلال وسلطان صوت الرب المهيب (ع4-5أ، 7-9أ).

اليوم، الطريقة الأسمى لنسمع صوت الرب هي من خلال كلمات الكتاب المقدس. كلمة الله موثوقة جازمة وقوية وجليلة: "وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ قَائِلٌ: مَجْدٌ" (ع9أ). كوننا على ركبنا لهو أمر مناسب لننصت إلى صوت الرب. أحب أن أبدأ كل يوم على ركبتي، وأقرأ الكتاب المقدس، محاولاً أن أسمع صوت الله – متسائلا، "يا رب، ماذا تقول لي اليوم؟"

يبدأ داود بقوله، "قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا" (ع1). كل السلطان والقوة والقدرة هي لله. لكنه لا يبقيها كلها لنفسه. فأنت إذ تستمع لصوته يشارك سلطانه وقدرته وقوته معك. وينهي داود المزمور بـ "الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ" و"الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ" (ع11).

هناك أمران نحتاجهما بشدة بينما نواجه معارك الحياة (الداخلية والخارجية). نحتاج لـ "قوة" الله و"سلامه".

صلاة

مَرقُسَ 11:‏28-27 , ‏12:‏3-1 , 12-6

تعليق

سلطان مُعطَى من الله

تكلم يسوع وعمل بسلطان معطى من الله. لقد أنصت لصوت الرب وتكلم بذات كلمات الله. هذا هو المفتاح. إن أردت أن تتكلم بسلطان، اقضِ وقتاً مع الله، منصتا لصوته.

كان من الملاحظ تماما للجميع أن يسوع لديه سلطان. السؤال الوحيد الذي سأله خصومه هو من أين أتى بهذا السلطان (28:11). أجاب يسوع بسؤال رائع عن يوحنا المعمدان.

لقد سألهم ما إذا كان سلطان يوحنا من الله "السماء" أم من "أصل بشري" (ع30). لم يمكنهم الإجابة لأنهم لم يريدوا أن يعترفوا بأنه جاء من الله (لأنهم لم يصدقوه) (ع31). ولم يريدوا أن يقولوا أيضا أنه أتى من أصل بشري لأنه تبين للشعب أن يوحنا كان نبيا حقيقيا (ع32).

سمعت ذات مرة واعظا كان يعتقد أن المواهب فوق الطبيعية للروح القدس قد انتهت بنهاية العصر الرسولي، وإذ سئل سؤالا يقول، "هل الحركة الخمسينية من الله؟" أتى رد الفعل مشابهاً للرد الموجود في فقرة اليوم – لم يستطع الإجابة.

أن نقول "لقد أتى من الله" فهذا سيعني اعترافاً بانسكاب المواهب فوق الطبيعية للروح القدس في عالمنا المعاصر. وأن ينكر أنها من الله سيكون إنكارا لما حدث مع أكثر من 600 مليون مسيحي حول العالم اختبروا قوة الله من خلال الحركة الخمسينية.

ولأن مستجوبي يسوع قد رفضوا أن يجيبوا سؤاله عن يوحنا المعمدان، رفض يسوع أن يجيب سؤالهم عن سلطانه. قال يسوع، "وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا" (ع33ب).

ثم يقول يسوع مثلا، المقصود منه أن يعلن مصدر سلطانه. ولا شك أن خصومه قد تعرفوا على هدف يسوع، لأن مرقس يخبرنا أنهم "طَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا" (12:12).

يدور مثل يسوع حول رجل "غَرَسَ كَرْمًا وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ حَوْضَ مَعْصَرَةٍ، وَبَنَى بُرْجًا" (ع1). المثل مبني على إش1:5-7 الذي فيه الله هو المالك، وشعبه (القادة على وجه الخصوص) هم الكرم. في مثل يسوع، الخدام الذين أُرسلوا وقُتلوا هم أنبياء الله، بما فيهم يوحنا المعمدان. ثم يقدم يسوع نفسه في مثله: "فَإِذْ كَانَ لَهُ أَيْضًا ابْنٌ وَاحِدٌ حَبِيبٌ إِلَيْهِ، أَرْسَلَهُ أَيْضًا إِلَيْهِمْ أَخِيرًا، قَائِلاً: إِنَّهُمْ يَهَابُونَ ابْنِي" (ع6).

يبين يسوع أن لديه سلطانا متفردا لأنه ابن الله المتفرد. هناك فارق واضح جدا بين الابن الحبيب المتفرد والوارث، وبين الخدام المختلفين الذين تم إرسالهم قبلا. لكن، وببعد نظر رائع، يعلن يسوع أنه، ابن الله الوحيد، الذي سيقتل. (ع7-8).

ثم يشرح أن قيادة شعب الله ستنتقل إلى قيادة جديدة (القادة الأوائل للكنيسة) ويسوع حجر زاويتهم: "الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟" (ع10؛ أنظر أيضا مز22:118).

ابن الله الوحيد له سلطان متفرد بصفته حجر الزاوية الوحيد لشعب الله. اسمعه وستتكلم أنت أيضا بالسلطان الذي ستستمده من سلطانه.

صلاة

اللاويّينَ 9:‏24-23

تعليق

سلطان يسوع

إنه شيء رائع أن تدخل إلى محضر الله – "فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الشَّعْبِ وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى الْمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةَ وَالشَّحْمَ. فَرَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ" (23:9-24).

يبين موقف ناداب وأبيهو (1:10-2) أن الدخول لمحضر الله لا ينبغي أبدأ أن يؤخذ على أنه مفروغ منه. في أيامنا هذه، غالبا ما يريد الناس العلاقة مع الله ولكنهم يريدونها بشروطهم وعلى طريقتهم. لكن، بسبب يسوع فقط يمكنك أن تدخل إلى محضر الله بثقة وبلا خوف من أن تموت مثل ناداب وأبيهو.

بات الوصول إلى محضر الله ممكنا، في العهد القديم، من خلال نظام الذبائح المعقد. كان على رئيس الكهنة أن يقدم ذبائح عن نفسه وعن الشعب (7:9- 8). ولأن رئيس الكهنة كان إنسان، وكان مثلنا، ضعيفا وخاطئا، كان عليه أن يستمر في تقديم الذبائح عن خطاياه وكذلك عن خطايا الشعب.

كان ليسوع سلطانا منفردا. أنه رئيس الكهنة الذي بلا خطية. وكما يصفه كاتب العبرانيين، "لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ" (عب26:7-27).

وكنتيجة لهذا، فمن خلال يسوع لك حق الدخول إلى محضر الله القدوس: "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ" (19:10- 22).

يمكنك أن تأتي إلى محضر الله اليوم وتسمع صوت الرب، وتنال قوته وسلامه وتتكلم بالسلطان الذي يأتي من سماع صوت الله.

صلاة