المَزاميرُ 35:‏13ب-14 , 17-18

تعليق

الانفتاح والشفافية والأمانة

كانت هناك أوقات عندما كان داود محبطا؛ وشعرت نفسه بالفراغ (ع12، الرسالة). كان فيها أمينا ومنفتحا كفاية ليتحدث بشأن تلك التحديات:

المقاومة واجه داود معارضة ضخمة ممن ردوا الخير بشر وهاجموه. ربما تواجه أنت أيضا معارضة شديدة ممن يردّون الخير بشرٍ ويهاجمونك (ع12، 15ب). وربما يفترون (ع15ج)، أو يستهزئون بك بخبث (ع16أ). لا تأتي المعارضة فقط من العالم – فهي يمكن أن تأتي حتى من شعب الله (ع16).

صلاة "غير مستجابة" ربما تأتي أوقات تبدو فيها صلواتك أنها لم تُسمع. "وَصَلاَتِي إِلَى حِضْنِي تَرْجعُ" (ع13). إنه يقول لله، "إلى متى ستظل واقفا لا تفعل شيئا؟" (ع17، الرسالة).

الفشل كلنا نعثر (ع15أ). يمكن أن نشعر أننا نمشي مع الرب فرحين تماما ثم فجأة نعثر. ربما تأتي أوقات نفشل فيها في أن نفي بمعاييرنا، فما بالك بمعايير الله.

مثل داود، تكلم مع الله عن كل هذه التحديات. لا تتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. تكلم من أعماق قلبك. لن يتفاجأ أو يُصدم بأي شيء تقوله. إن هذا - الانفتاح والشفافية والأمانة - هو الذي يجذبك إلى علاقة حميمة مع الله.

صلاة

لوقا 2:‏41-‏42 ,52-46

تعليق

انمُ في الحكمة

حتى كطفل كانت لدى يسوع حكمة مدهشة: "وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ" (ع47).

وكما قال أحدهم، "المعرفة هي أن أن تعرف أن الطماطم عبارة عن ثمر. لكن الحكمة هي عدم وضعها في سلطة الفواكه". المعرفة شيء أفقي. الحكمة شيء رأسي لأنها تأتي من فوق. إن النمو في الحكمة أكثر أهمية من النمو في الثراء. تفوق الحكمة الثروة في القدر. تقود الحميمية مع الآب إلى النمو في الحكمة.

بعدما وجد يسوع أبواهُ في أروقة الهيكل قال لهما، "أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟" (ع49ب). أو كما عبرت ترجمة الرسالة، "أتعامل مع أمور أبي" (ع49ب، الرسالة). فمن ناحية، كانت علاقة يسوع مع "أبيه" علاقة فريدة. ومن الناحية الأخرى، أنه يمكّنك من أن تدعو الله "أبوك". لقد صلى لله بصفته "آبا" (وهي الكلمة الآرامية التي يستخدمها الأطفال مع آبائهم تعبيرا عن الحميمية)، وقد علم تلاميذه أن يفعلوا نفس الأمر (2:11). يقول الرسول بولس، وهو يكتب عن الروح القدس، "إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ" (رو15:8).

بوسعنا تعلم أربعة أشياء عن الحكمة التي تأتي من الحميمية مع الآب إذا فحصنا نموذج يسوع في هذه الآيات.

تأتي الحكمة من الإنصات الحكمة هي الرغبة في الإنصات إلى الآخرين والتعلم منهم. كان يسوع "جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ" (لو46:2).

قال السير إسحق نيوتن، "أجد أن الذكاء يُكتشف بصورة أفضل عند تحليل الأسئلة المطروحة أكثر من تقديم الأجوبة".

غالبا، يتكلم قليلا جدا من يعرفون كثيرا جدا. عندما نتكلم، عادة ما نكرر ما نعرفه بالفعل. عندما ننصت، ربما نتعلم شيئا جديدا.

طرح أسئلة جيدة هو المفتاح لتكون محاوراً جيداً. قيل عن الرئيس جون كنيدي أنه قد يجعلك تظن أنه ليس لديه ما يفعله سوى أن يسألك أسئلة وينصت، بتركيز غير عادي لإجابتك. وأنت تدرك هذا، لأنه في تلك اللحظة، يكون قد أزال من ذهنه كل من الماضي والمستقبل لأجلك أنت.

تؤدي الحكمة إلى البساطة تجلب الحكمة الوضوح. علم يسوع أين ينبغي أن يكون وماذا عليه أن يفعل. فقد أعلن، "أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟" (ع49). تقودنا المعرفة مما هو بسيط إلى ما هو معقد؛ بينما تقودنا الحكمة مما هو معقد إلى ما هو بسيط.

الحكمة أمر شامل تظهر الحكمة ليس فقط فيما نقول، بل وكذلك في طريقة عيشنا: "ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا" (ع51). فالحكمة أمر يشمل الحياة كلها، وليس فقط تفكيرنا أو كلماتنا.

ينبغي على الحكمة أن تنمو من خلال علاقته الحميمة مع الله، كان "يَسُوعُ... يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (ع52) – وهو وصف مشابه جدا لذلك الذي وصف به صموئيل (1صم26:2).

ينبغي أن تنمو الحكمة بينما نتقدم في العمر. ليس أن حكمة يسوع كانت معيبة أو غير كاملة، بل لقد نمت بينما كان ينضج، كما ينبغي أن يكون الحال معنا.

هذه صلاة غالبا ما صليناها من أجل أطفالنا – لكي ما ينموا في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس.

فوق كل شيء، أتت حكمة يسوع من علاقته الحميمة مع الله. كان الله أباه. وقد علم أن عليه أن يكون في بيت أبيه، وحميمية علاقته مع أبيه كانت هي أساس حكمته.

صلاة

العَدَد 7:‏89

تعليق

قف ساكنا وأنصت

لا يمكنك أن تطور علاقة حميمة مع الله دون أن تخصص وقتا لتتواصل معه. "فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ، كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ... فَكَلَّمَهُ. وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً ..." (89:7- 1:8).

تكلم الله مع موسى (1:8، 1:9). وتكلم موسى مع الله (89:7). لقد كانت محادثة تمضي في اتجاهين. تكلم الله مع موسى وجها لوجه، كما يتكلم الرجل مع صاحبه (8:12) – يتكلمان وينصتان في نفس الوقت، ويهتم كل منهما برد فعل الآخر.

في عصر الروح القدس أنت في وضع أفضل حتى مما كان عليه موسى. لم يعد عليك أن تذهب إلى مكان معين، مثلما فعل موسى، بل يمكنك أن تكون مع الله أينما كنت. لقد أُحضرت بروح التبني إلى حديث حميم وأبدي مع الله الآب (رو15:8-17، 26-27).

كان هذا هو النمط: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى ... فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ... حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ" (عد1:9-5). بنيت كل معيشة الإسرائيليين على إطاعة ما يقوله الله لموسى في مكان العلاقة الحميمة.علاقتك الحميمة مع الله تفضي بك إلى الطريقة التي تعيش بها. أنت بحاجة لأن تمارس الأمور التي أراك الله إياها في مكان علاقتكما الحميمة.

هناك أوقات حيث لا تبدو قيادة الله لنا واضحة. مرة أخرى نجد نموذج موسى نموذجا مفيدا. عندما سأل الشعب موسى سؤالا صعبا لم يعرف إجابته، أجاب، "قِفُوا (انتظروا) لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ" (ع8). إن كنت لا تعرف الإجابة الصحيحة فمن الحكمة أن تطلب من الناس أن "ينتظروا". هذا يعطيك الوقت لتصلي ولتكتشف من الله الطريق الصحيح للأمام.

يترجم يوجين بيترسون، "أعطوني بعض الوقت؛ وسأكتشف ماذا يقول الله بخصوص ظروفكم" (ع8، الرسالة). تقول الترجمة المكبرة، "قفوا بصمت وسأسمع ما سيأمر به الرب بخصوصكم". في مشغولية الحياة قف ساكنا وأنصت لما يريدك الله أن تفعله.

صلاة