أمثالٌ 8:‏35-34

تعليق

اطلب حكمة الله يوميا

نرى هنا صورة رائعة عما تفعله كل يوم إذ تفتح كتابك المقدس وتسعى لأن تسمع شيئا من الله. فأنت تكون الإنسان "الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي" (ع34). هذا هو طريق الحياة في كل ملئها. هذا هو الطريق لكي "تَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ" (ع35). هذا أمر هام جدا، إنها مسألة حياة أو موت (ع35-36).

لقد رأينا أن حكمة سفر الأمثال تمثل ظلا مسبقا للمسيح، الذي هو حكمة الله. وهي ليست مجرد مسألة تعلم بعض "أهم الأفكار المفيدة للحياة"، بل هي التعلم من مصدر الحكمة نفسه. لكن، طلب الله يتطلب الانضباط والصبر – عليك أن تتعلم أن تنتظر الله. قد تخطيء الهدف إن كنت في عجلة من أمرك.

صلاة

لوقا 11:‏11-9

تعليق

اطلب روح الله بمثابرة

يشجعك يسوع ألا تحبط بسهولة. ويقول قصة ليبين قوة "المثابرة" (ع8، المكبرة) حتى في العلاقات الإنسانية غير الكاملة (ع5-8).

ثم يتابع ليشرح كيف أن المثابرة هامة جدا في علاقتك مع الله. "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (ع9-10).

يربط يسوع هذا على الأخص بقبول ونوال الروح القدس (ع13). أنت بحاجة لأن تستمر في طلب المزيد من الروح القدس وحكمته وقوته في حياتك.

يتناول يسوع بعض الصعوبات الأساسية التي قد تكون لديك لتستقبل عطية الله

• الشك

لدى الناس الكثير من الشك في هذا المجال كله. فهم يتساءلون، "إن سألت هل سآخذ؟" فيقول يسوع ببساطة: "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا" (ع9).

لابد وأن يسوع قد رأى أنهم متشككين نوعا ما لأنه يكررها بصورة مختلفة: "اطلبوا تجدوا". ومرة أخرى يقولها مرة ثالثة: "اقرعوا يفتح لكم".

وهو يعرف الطبيعة الإنسانية فيتابع للمرة الرابعة: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ" (ع10). وهم غير مقتنعين فيقولها مرة خامسة: "وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ" ثم مرة سادسة: "وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ". لم يقول هذا ست مرات؟ لأنه يعرف ميلنا للشك. قد تجده صعبا جدا أن تصدق أن الله سيعطيك أي شيء – ناهيك وإن كان شيئا رائعا مثل روحه القدوس والمواهب التي تأتي مع الروح.

• الخوف

حتى ولو أزلت حاجز الشك الأول، فقد تتعطل أمام حاجز الخوف. فالخوف يختص بم ستأخذ. هل سيكون شيئا صالحا؟!

يستخدم يسوع تشبيه الأب البشري. إن طلب أي طفل سمكة، فلن يعطيه أبوه ثعبانا. وإن طلب أي طفل بيضة، فلن يعطيه أبوه عقربا (ع11-12). من غير المعقول أن نعامل أبناءنا هكذا. ويتابع يسوع قائلا أنه مقارنة بالله فنحن أشرار! وإن كنا لن نعامل أبناءنا هكذا، فليس من الممكن تصور أن يعاملنا الله هكذا. لن يخذلك الله. إن طلبت الروح القدس وكل المواهب الرائعة التي يجلبها، فهذا بالضبط هو ما ستناله (ع13).

• عدم الملاءمة

طبعا، من الهام أن نطلب الغفران وأن تدير ظهرك لكل ما تعلم أنه خطأ. لكن، حتى بعدما تكون قد فعلت هذا، قد يبقى لديك شعور غامض بعدم الاستحقاق وعدم الملاءمة. قد تعتقد أن الله لن يعطيك أي شيء.

أحيانا يكون من الأسهل أن تصدق أنه سيعطي مواهب لمسيحيين متقدمين جدا، ولكن ليس لنا. لكن يسوع لا يقول، "فكم بالحري يعطي أباكم الذي في السموات الروح القدس لكل المسيحيين المتقدمين جدا". لكنه يقول، "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَ" (ع13).

يعلمنا الجزء الثاني من الفقرة أن نتأكد من أننا نطلب الأشياء الصحيحة. بعض الناس كانوا يطلبون، "علامة من السماء" (ع16). نفس هؤلاء الناس كانوا ينسبون العمل الذي يقوم به يسوع بالروح القدس للشيطان (ع15).

يشير يسوع إلى أن الشيطان لا يخرج الأرواح الشريرة (ع17-20) كما فعل يسوع. ثم يخبرهم ألا يطلبوا "آيات". الآية الوحيدة التي نحتاجها هي آية القيامة (ع29-30). هذه هي الآية على أن يسوع أعظم من كل من سليمان ويونان (ع31-32).

لا تطلب الأمور الخطأ. اطلب الله وملكوته وبره وروحه القدوس.

صلاة

التَّثنيَة 4:‏29 , 5:‏29-28

تعليق

اطلب محضر الله بكل قلبك

يمكن أن يكون لديك علاقة شخصية مع الله. يقول الله لشعبه، "إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ" (35:4).

يخبر موسى شعب الله أنهم سيتشتتون بين الشعوب (ع27). لكنه قال، "ثُمَّ إِنْ طَلَبْتَ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلهَكَ تَجِدْهُ إِذَا الْتَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ" (ع29).

نرى هذا التشديد بالضبط في علاقتنا مع الله عند بداية الوصايا العشر. نحن نحيا في عالم يظن أن أهم شيء هو كيف نتعامل مع الناس الآخرين فقط. كيف نتعامل مع الآخرين هو أمر بالغ الأهمية وهو موضوع الوصايا من ستة إلى عشرة (16:5- 21). لكن، هناك أمر أكثر أهمية أيضا من كيف تتعامل مع الآخرين. فعلاقتك مع الله هي أهم جانب من جوانب حياتك.

ينبغي أن تنبع علاقاتك مع الآخرين من هذه العلاقة. ليس الله زيادة اختيارية في حياتك. يقول موسى، "لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ" (24:4). إنه يحبك. لقد اختارك وهو يريد أن يباركك بحضوره (ع37). إنه "إله رحيم" (ع31). لقد حررك من الأسر كما حرر الإسرائيليين: "أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ" (6:5).

وفي هذا السياق يخبرك أن تضع علاقتك معه فوق أي شيء آخر (الوصايا من واحد إلى أربعة، ع6-15). الأولوية التالية هي علاقاتك في إطار العائلة (ع16). ثم علاقتك بالآخرين (الوصايا من ستة إلى تسعة، ع17-20). أخيرا، تخاطب الوصية العاشرة حياتك الفكرية (ع21).

يخبر موسى الشعب أن "يسمعوا" لهذه التعليمات، "ويتعلموها"، "ويحيوا بها" (ع1، الرسالة). إن طلبت الله يوميا، بإصرار وبكل القلب، فستجد الحياة بكل ملئها، وسيغير هذا الطريقة التي تحب وتخدم بها الآخرين.

صلاة