اليوم 10

مواجهة عواصف الحياة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 7:‏10أ, ‏17
العهد الجديد مَتَّى 8:‏26-27
العهد القديم التَّكوينُ 7:22ب-8

المقدمة

في 31 يوليو 2003، قاد المغامر بير جريلز فريقا من خمسة أشخاص عبر شمال المحيط الأطلنطي في قارب مطاطي. وقد انطلقوا من هاليفاكس، نوفا سكوتيا، متوجهين إلى جون هو جروتسب باسكتلندا. في 5 أغسطس، ثارت عاصفة ضخمة. كانت الأمواج بارتفاع 100 قدم (حوالي 30 متر). وفقدوا الاتصال بالقمر الصناعي. خافوا جداً على حياتهم، ونحن أيضا. حمدا لله أنهم نجوا ليحكوا قصتهم.

نحن لسنا مطالبين بمواجهة عواصف مادية من هذا النوع. لكن قال يسوع أننا كلنا سنواجه عواصف الحياة (مت25:7-27). الحياة ليست سهلة. عواصف الحياة كثيرة ومتنوعة. وكما نرى في فقرات اليوم، واجه إبراهيم وداود وتلاميذ يسوع كلهم عواصف في حياتهم. فماذا يمكننا أن نتعلم من مثالهم؟

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 7:‏10أ, ‏17

10 تُرسي عِندَ اللهِ مُخَلِّصِ .... 17 أحمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ برِّهِ، وأُرَنِّمُ لاسمِ الرَّبِّ العَليِّ.

تعليق

احملوا ترس الإيمان

في وسط العواصف يقول داود، "تُرْسِي عِنْدَ اللهِ ... أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ. وَأُرَنِّمُ لاِسْمِ الرَّبِّ الْعَلِيِّ" (ع10أ، 17).

إن وقعنا في إغراء التجربة وبدأنا نستمتع بها وننميها، يحذرنا داود، "هُوَذَا يَمْخَضُ بِالإِثْمِ. حَمَلَ تَعَباً وَوَلَدَ كَذِباً" (ع14). وفي صورة جمالية أخرى يشبه هذا بأن نحفر حفرة، ثم نخفيها، ثم نسقط في الحفرة التي صنعناها (ع15).

يقول الرسول بولس أنه عليكم أن تحملوا الترس الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة (أف16:6). الترس هو "ترس الإيمان" أو، كما يعبر عنه داود هنا، أن ترسه هو "الله العلي" (مز10:7). هذه هي أفضل حماية يمكنك الحصول عليها على الإطلاق ضد هجمات العدو.

صلاة

"أشكرك يا رب لأنني أقدر أن أقول مع المرنم، "تُرْسِي عِنْدَ اللهِ".

العهد الجديد

مَتَّى 8:‏26-27

27 فتعَجَّبَ النّاسُ قائلينَ: «أيُّ إنسانٍ هذا؟ فإنَّ الرّياحَ والبحرَ جميعًا تُطيعُهُ!». 28 ولَمّا جاءَ إلَى العَبرِ إلَى كورَةِ الجِرجَسيّينَ، استَقبَلهُ مَجنونانِ خارِجانِ مِنَ القُبورِ هائجانِ جِدًّا، حتَّى لَمْ يَكُنْ أحَدٌ يَقدِرُ أنْ يَجتازَ مِنْ تِلكَ الطريقِ.

تعليق

ثق في يسوع المخلص

أحيانا تظهر العواصف في حياتنا بدون سابق إنذار. كان يسوع في القارب مع تلاميذه "وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ" (24:8).

غالبا كان التلاميذ معتادين على وجود عواصف في بحر الجليل؛ فقد كان مشهورا بعواصفه الخاطفة المفاجئة، والتي تثير أمواجا بارتفاع 20 قدم (حوالي 6 أمتار). لكن، لابد أن هذه العاصفة كانت عاصفة خطيرة على نحو خاص لأن التلاميذ أيقظوا يسوع وقالوا، "أَنَّنَا نَهْلِكُ!" (ع25).

أثناء العواصف من الطبيعي أن نجزع (يحدث ذلك معي دون شك). أحيانا يبدو أن يسوع "نائما" (ع24). وكأنه لا يفعل شيئا بخصوص مشاكلنا. لكن حمدا لله، لأنه يمكننا أن نصرخ، كما فعل التلاميذ، "يا رب، أنقذنا" (ع25).

رد الفعل الطبيعي تجاه عواصف الحياة هو الشك والخوف. لكن يسوع قال لهم إن رد الفعل تجاه العواصف ينبغي أن يكون الإيمان ("يا قليلي الإيمان" (ع26أ) وأنكم لا ينبغي أن تخافوا ("ما بالكم خائفين؟" ع26ا). يسوع قادر تماما على تهدئة العاصفة وهذا هو ما فعله بالضبط.

وإذ أبدى سيطرته على الطبيعة ("الريح والبحر جميعا تطيعه!" ع27)، يمضي مبينا سيطرته على قوى الشر بتحريره للرجلين الذين تملكتهما الأرواح الشريرة (ع28-34). كان يسوع يهتم جدا بالناس أكثر من الممتلكات، على عكس الناس الذين طلبوا إليه أن يرحل عن منطقتهم (ع34).

ثم يستمر يسوع في إيضاح أن الغفران أكثر أهمية من الشفاء. لكن الشفاء أيضا مهم. فيسوع يقوم بالاثنين. فهو يبدي قدرته على المرض والعجز بشفاء المفلوج (1:9- 2). "فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا" (ع8).

في وسط العواصف توجد لحظات من الهدوء. نجد لحظة منها في قراءة اليوم إذ يدعو يسوع متّى ليتبعه. حيث يُدعى يسوع ليتعشى في بيت متى.

فوجئ الفريسيون بيسوع يأكل مع "العشارين والخطاة" (ع10) وقالوا، "لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ" (ع11). "فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَاهُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَىالتَّوْبَةِ»" (ع12-13).

رحمة الله هي عطفه وغفرانه تجاه الناس الذين لا يستحقونها. استقبل وتمتع أنت نفسك اليوم برحمته ثم كن رحيما مع الآخرين.

صلاة

أشكرك يا رب لأنني في كل عواصف الحياة أستطيع أن أصرخ، "يا رب نجنا". ساعدني لكي أثق بك في هذه الأوقات وألا أكون خائفا.

العهد القديم

التَّكوينُ 7:22ب-8

7 فقالَ: «هوذا النّارُ والحَطَبُ، ولكن أين الخَروفُ للمُحرَقَةِ؟».
8 فقالَ إبراهيمُ: «اللهُ يَرَى لهُ الخَروفَ للمُحرَقَةِ يا ابني». فذَهَبا كِلاهُما مَعًا.

تعليق

اشكر الله على عنايته

واجه إبراهيم ولا شك عواصف في حياته. تمتلئ هذه القراءة بالصراعات، لكنها تبدأ بلحظة هدوء رائعة وسط هذه العواصف. "وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ" (1:21). ومثلنا في بعض الأحيان، كان عليهم أن ينتظروا وقتا طويلا، لكن في النهاية تم وعد الله. أثناء الانتظار كان التحدي هو الاستمرار في الثقة في الله.

"فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإبراهيم ابْنا فِي شَيْخُوخَتِهِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ" (ع2). كانت لحظة فرح عظيم. قالت سارة، "قَدْ صَنَعَ الَيَّ اللهُ ضِحْكا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي" (ع6).

ولكن واجه إبراهيم بعدها بسرعة شديدة عاصفة في بيته. سخر إسماعيل من إسحق (ع9)، وأدى هذا إلى انقسامات أعمق في العائلة (ع10). غادرت هاجر وإسماعيل البيت بصورة مأساوية (ع14). كانت هذه الانقسامات في النهاية تبعات خطية إبراهيم السابقة في جعل هاجر محظيته، تابعا عدم إيمانه إذ لم يصدق أن سارة سيكون لديها ابن.

أحيانا يمكن أن تكون أشد مواقف الحياة التي نواجهها من صنعنا نحن. ورغم ذلك، لازال الله مع إبراهيم (ع12-13)، وهو يراقب ويبارك هاجر وإسماعيل (ع17-18). هذه قصة أخرى غريبة جدا يصعب علينا فهمها، ولكن من خلالها كلها نرى نعمة الله عاملة وسط وضع خاطئ. كان إبراهيم على وشك مواجهة أضخم عاصفة في حياته: "اللهَ امْتَحَنَ ابْرَاهِيمَ" (1:22).

يسمح الله أحيانا بأن نُمتحن. على المستوى الشخصي، لا أظن أن الله قصد للحظة أبدا أنه على إبراهيم حقا أن يقدم إسحق ابنه ذبيحة. يعتبر الرب تقديم الأطفال ذبيحة عملاً بغيضاً ورجساً. لكنه أراد أن يرسخ أولويات إبراهيم.

يذكرنا العهد الجديد أن هذا الامتحان أتي بعد وعود الله لإبراهيم بخصوص إسحق (عب17:11-19)، وبالتالي كان امتحانا لكل من إيمان إبراهيم وأولوياته.

كان الامتحان بخصوص إيمانه، لأنه تحداه أن يثق في أن الله يستطيع أن يتمم مواعيده بخصوص إسحق، حتى ولو قدمه إبراهيم كذبيحة. كان على إبراهيم أن يثق أنه بغض النظر عما سيحدث، فسيتم رد إسحق إليه (ع19).

ومع هذا فقد كان أيضا امتحانا لأولويات إبراهيم. لقد قُصد أن تكون علاقتك مع الله الأولوية رقم واحد في حياتك – فوق كل أنواع الحب الأخرى، حتى الرؤيا التي أعطاها لك الله لحياتك وحتى فوق أقرب علاقاتك الإنسانية. كان إبراهيم مزمعا أن يطيع الله مهما كانت التكلفة. قوته العظمى كانت في أنه أحب الله أكثر من أي شيء أو أي شخص آخر.

حمدا لله أنه رتب الذبيحة الضرورية ("اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ"، تك8:22). وهذا يعد ظلا للذبيحة العظيمة التي كان الله سيقدمها نيابة عنك. بينما تفكر فيما شعر به إبراهيم لدى تفكيره في تقديم ابنه ذبيحة، ستحصل على لمحة عن التكلفة التي تحملها الله حتى يقدم ابنه الواحد والوحيد لأجلك ولأجلي (يو16:3).

يسوع هو "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو29:1). إن كان الله قد أعد الذبيحة النهائية ليسد أعظم احتياجاتك، أفلن يسدد كل احتياجاتك الأخرى؟ هنا يسمي إبراهيم الله "يَهْوَهْ يِرْأَهْ"، أو "الرب سيدبر" (تك14:22). إنه يعترف أن الله المدبر هو جانب من شخصية الله.

الله هو أعظم مدبر. كثيرا جدا ما وجدت هذا صحيحا في حياتي الخاصة وفي مجتمعنا. الله صادق في وعده. وكما يقولها الرسول بولس، "فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في19:4).

مهمتنا هي أن نطيع الله (أن "نطلب أولا ملكوت الله وبره"، مت33:6أ) وهو يعد أننا لو فعلنا هذا، فسيدبر كل احتياجاتنا (وهذه كلها تزاد لكم"، ع33ب).

عناية الله وبركته عظيمة بصورة لا تصدق (تك16:22-18). وهي تشمل هذا: "وفي نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض" (ع18).

صلاة

أشكرك يا رب لأنك ترس، ومخلص ومدبر. ساعدني لاستمر أثق فيك ولكي لا أكون خائفا. ساعدني لكي أبقيك الأولوية رقم واحد في حياتي.

تعليق من بيبا

مت23:8-13:9

تُذكّرني قراءة اليوم من العهد الجديد بأهمية الثقة في يسوع حتى عندما لا تبدو الأمور رائعة. فهو لديه القدرة على تفهُّم حتى أصعب المواقف (26:8، 32؛ 5:9-6).

Thought for the Day

ليكن اختيارك الإيمان والثقة بدلا من الخوف .. فيسوع قادر أن يهدئ عواصف حياتك.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org) Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more