ما هو شكل الله؟
المقدمة
فتاة في عمر السادسة كانت ترسم صورة ذات يوم، قالت معلمتها، "ماذا ترسمين؟" أجابت الفتاة الصغيرة، "إنني أرسم صورة الله". تفاجأت المعلمة وقالت، "لكن لا أحد يعرف كيف يبدو الله!" استمرت الفتاة الصغيرة في الرسم وأجابت، "سيعرفون خلال دقيقة".
واحدة من مميزات قراءة الكتاب المقدس في سنة هي أننا نحصل على صورة مكتملة عن طبيعة وشخصية الله، وفهما أعظم حول كيف يبدو الله.
المَزاميرُ 45:6
6 كُرسيُّكَ يا اللهُ إلَى دَهرِ الدُّهورِ. قَضيبُ استِقامَةٍ قَضيبُ مُلكِكَ.
تعليق
الملك يسوع
يرى كاتب العبرانيين هذا المزمور كوصف نبوي ليسوع. فيكتب، "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ..." (انظر عب8:1-9، مقتبسا ع6-7 من هذا المزمور).
وهذه إحدى أوضح الحالات في العهد الجديد التي يخاطب فيها يسوع بصفته "الله" – بصفته موضوع العبادة الشرعي. يسوع هو تتميم "الملك الممسوح" المرتقب، المعروف بالمسيح. يتمم يسوع هذه النبوات.
قال يسوع، "من رآني فقد رأى الآب" (يو9:14). بتعبير آخر، إن كنت تريد أن تعرف كيف يبدو الله، فانظر إلى يسوع.
إنه "ممسوح بالنعمة" (مز2:45). ونحن نرى في هذه الآيات، إشارات عن الثالوث بأكمله: الله الآب ("الله، إلهك"، مز7:45)، يسوع الابن ("كرسيك يا الله"، ع6أ)، والروح القدس ("بزيت الابتهاج"، ع7ب، انظر أيضا إش1:61، 3).
صلاة
أيها الملك يسوع، "وَبِجَلاَلِكَ اقْتَحِمِ. ارْكَبْ. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ وَالدَّعَةِ وَالْبِرِّ، فَتُرِيَكَ يَمِينُكَ مَخَاوِفَ" (مز4:45أ).
لوقا 15:11-24
11 وقالَ: «إنسانٌ كانَ لهُ ابنانِ.
12 فقالَ أصغَرُهُما لأبيهِ: يا أبي أعطِني القِسمَ الّذي يُصيبُني مِنَ المالِ. فقَسَمَ لهُما مَعيشَتَهُ
13 وبَعدَ أيّامٍ لَيسَتْ بكَثيرَةٍ جَمَعَ الِابنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ وسافَرَ إلَى كورَةٍ بَعيدَةٍ، وهناكَ بَذَّرَ مالهُ بعَيشٍ مُسرِفٍ.
14 فلَمّا أنفَقَ كُلَّ شَيءٍ، حَدَثَ جوعٌ شَديدٌ في تِلكَ الكورَةِ، فابتَدأَ يَحتاجُ.
15 فمَضَى والتَصَقَ بواحِدٍ مِنْ أهلِ تِلكَ الكورَةِ، فأرسَلهُ إلَى حُقولهِ ليَرعَى خَنازيرَ.
16 وكانَ يَشتَهي أنْ يَملأَ بَطنَهُ مِنَ الخُرنوبِ الّذي كانتِ الخَنازيرُ تأكُلُهُ، فلَمْ يُعطِهِ أحَدٌ.
17 فرَجَعَ إلَى نَفسِهِ وقالَ: كمْ مِنْ أجيرٍ لأبي يَفضُلُ عنهُ الخُبزُ وأنا أهلِكُ جوعًا!
18 أقومُ وأذهَبُ إلَى أبي وأقولُ لهُ: يا أبي، أخطأتُ إلَى السماءِ وقُدّامَكَ،
19 ولَستُ مُستَحِقًّا بَعدُ أنْ أُدعَى لكَ ابنًا. اِجعَلني كأحَدِ أجراكَ.
20 فقامَ وجاءَ إلَى أبيهِ. وإذ كانَ لَمْ يَزَلْ بَعيدًا رآهُ أبوهُ، فتحَنَّنَ ورَكَضَ ووقَعَ علَى عُنُقِهِ وقَبَّلهُ.
21 فقالَ لهُ الِابنُ: يا أبي، أخطأتُ إلَى السماءِ وقُدّامَكَ، ولَستُ مُستَحِقًّا بَعدُ أنْ أُدعَى لكَ ابنًا.
22 فقالَ الأبُ لعَبيدِهِ: أخرِجوا الحُلَّةَ الأولَى وألبِسوهُ، واجعَلوا خاتَمًا في يَدِهِ، وحِذاءً في رِجلَيهِ
23 وقَدِّموا العِجلَ المُسَمَّنَ واذبَحوهُ فنأكُلَ ونَفرَحَ،
24 لأنَّ ابني هذا كانَ مَيِّتًا فعاشَ، وكانَ ضالًّا فوُجِدَ. فابتَدأوا يَفرَحونَ.
تعليق
الأب المحب
الله يحبك بشغف، وبكل قلبه وبلا شروط. مهما كنت قد أشعت الفوضى في حياتك، ومهما كان ما تندم عليه، فليس الوقت متأخرا أبدا عن أن تتحول إلى الله. سيقبلك ويحتضنك كما يحتضن الأب المحب ابنه الضال.
لقد صدم يسوع القادة الدينيين واستفزهم: "فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلاً" (ع2-3).
ثم يحكي يسوع ثلاثة أمثال ليبين أن الله يهتم بالضال اهتماما مستميتا. إن كنت قد فقدت أي شيء قيّم، وبحثت بشكل محموم ثم وجدته، فستتذكر فرحك عندما وجدت ما كان ضائعا. يقول يسوع أن هذا الفرح يتلاشى ويصبح لا شيء مقارنة بفرح السماء.
تبين قصة الخروف الضال أنه "هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ" (ع7). وتبين قصة الدرهم المفقود أنه "يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ" (ع10).
ثم، فيما قد تكون أعظم قصة قصيرة قيلت على الإطلاق، يقدم لنا يسوع إعلانا مذهلا آخر عما يبدو عليه الله: أب محب.
يطلب الابن الأصغر ميراثه بينما لا زال أبوه حيا وفي صحة جيدة. في ثقافة الشرق الأوسط التقليدية يعد هذا كأنه قال، "يا أبي، أنا متشوق لموتك!" رد فعل الأب الشرق أوسطي التقليدي سيكون طرده خارج البيت. فذلك طلب شائن ومهين، متوقع أن يرفضه الأب.
لكن، في تصرف يعبر عن محبة غير معتادة، يكسر الأب التقليد ويعطي ابنه الحرية في بيع نصيبه من الأرض (هذ سيتسبب في جلب العار للعائلة أمام المجتمع المحيط). لقد "حول الابن الأرض إلى مال" (ع13). ثم جمع حاجياته وترك المدينة بأقصى سرعة ممكنة.
الكثير جدا من الناس اليوم، بما فيهم أنا، قد اختبروا ما وجده الابن الأصغر بينما كان بعيدا عن أبيه. لقد كان يضيع حياته ("بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ"، ع13). ثم "فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ" (ع14). ثم صار مستعبدا ("أجر نفسه"، ع15). لقد شعر أنه فارغ من داخله ("وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ"، ع16). شعر أنه وحيد في هذا العالم ("فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ"، ع16).
الرجوع إلى الله ليس تصرفا غير معقول. بل على العكس – "فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ" (ع17). أدرك الابن أنه بحاجة إلى العون. قرر أن يبتلع كبرياءه ويعود إلى أبيه (ع18). لقد عرف أنه يحتاج أن يرجع إلى المنزل. كان جاهزا أن يعترف بخطيته. وخطط أن يقول لأبيه، "أخطأت ... لست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا، اجعلني كأحد أجراك" (ع18-19).
نحتاج أن نخطو خطوة إيمان: "فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ" (ع20). لم يعلم ماذا سيحدث. كان يمكن في زمن يسوع معاقبة الفتى اليهودي الذي يخسر ميراث العائلة لصالح الأمم على يد أهل قريته، دون أن تكون عليهم لائمة تجاهه.
محبة الله غير معتادة، وتذهب أبعد من أي شيء يمكنك تخيله أو توقعه. فبدلا من العار الذي نستحقه، ننال الغفران والمحبة. بينما كان الصبي ما يزال بعيدا، رآه أبوه. يبدو أن الأب كان ينتظر ويراقب، ولم ينس ابنه أبدا. "فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (ع20). الكلمة المستخدمة تعني أنه ظل يقبله مرارا وتكرارا. هذه هي طريقة استقبال الله لك.
وإذ بدأ الابن في إلقاء خطبة توبته التي أعدها، قاطعه الأب. وعامله كضيف مكرم، معطيا إياه أفضل رداء (ع22). وأعطاه علامة على الثقة بأن وضع خاتم العائلة في إصبعه (ع22). كما ألبسه الحذاء، المحفوظ ليس للعبيد بل للأبناء، في رجليه (ع22). ورتب حفلة سخية للاحتفال بعودته (ع23-24).
هنا نحصل على لمحة عما يبدو عليه الله وكم يحبك. مرة أخرى، نرى أن صورة ملكوت السموات تشبه صورة الحفلة. وهذا عكس ما يظنه أناس كثيرون إذ لا يربطون بين الله والموسيقى والرقص والتعييد والاحتفال.
تمتد محبة الله أيضا للابن الأكبر، الذي "غَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ" (ع28) ويستكثر الغفران والقبول على أخيه الأصغر. يمكنك أن تتخيل الأب يطوقه بذراعه ويقول له، "يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ" (ع31-32).
تنتهي القصة (التي قيلت للقادة الدينيين) نهاية مشوقة – كيف سيتجاوب الابن الأكبر مع محبة الأب؟****
صلاة
أشكرك أيها الآب، لأنك تحبني جدا وعندما أشيع الفوضى، لا ترفضني. ففي اللحظة التي أتوب فيها وأرجع إليك، تقبلني وتقول، "فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ" (ع23)
التَّثنيَة 19:15أ
15 «لا يَقومُ شاهِدٌ واحِدٌ علَى إنسانٍ في ذَنبٍ مّا أو خَطيَّةٍ مّا .....
تعليق
القاضي القدوس
من الأمور الحيوية لنا كمسيحيين أن نقرأ العهد القديم بعدسات يسوع. لا يمكننا ببساطة أن نطبق قوانين العهد القديم على مجتمعنا اليوم. ولا يمكننا أخذ مفهوم "الحرب المقدسة" (1:20 -20) ونحوله إلى "حملة صليبية".
ما نراه في كل الكتاب المقدس هو أن الله إله قدوس وإله العدل. كانت بعض مبادئ النظام القانوني لإسرائيل القديمة تخص زمانها. أما الأخرى فقابلة للتطبيق بشكل أكثر عمومية.
من الواضح أن جريمة القتل العمد جريمة أكثر خطورة من جريمة القتل الخطأ (1:19- 13). لابد من توافر دليل دامغ قبل إدانة أحد بجريمة ما (ع15). الشهادة الزور هي جريمة خطيرة جدا (ع16-18). ينبغي أن يكون العقاب مستحقا ومتناسبا مع الجريمة (ع21 – لم يؤخذ هذا حرفيا أبدا، إلا في حالة العقوبة بالموت). الغرض الثانوي لفرض عقوبة عادلة هو الردع (ع20).
لكن ليس كل شيء في إسرائيل القديمة قابل لأن نطبقه نحن. فقد تمت إقامة طريقة جديدة في يسوع المسيح. غضب الله الذي اندلع على رأس المجرم في المجتمع قد افتقد مرة واحدة وإلى الأبد على ممثلنا البار، ابن الإنسان.
لا يمكننا أن نقبل إسرائيل كنموذج لدراستنا لعقوبة الجريمة. كما كتب الأستاذ أوليفر أو دونافان، "ليس لأنه سيكون وضعا غير ليبرالي، بل لأنه سيكون وضعا غير مسيحي أن تفعل هذا.
"إسرائيل"، بالمعنى القوي للكلمة الذي تدعي به أن تكون موضع سكنى الله الفريد على الأرض، قد أبطلها وحل محلها المسيح".
مثلا، عندما اقتبس يسوع من هذه الفقرة قال، "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ (تث21:19). وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا" (مت38:5-39).
صلاة
يا رب، أشكرك لأنك إله المحبة والعدل والحق. أشكرك لأنك تعلن نفسك لي بينما أدرس كلمتك وأمضي الوقت في محضرك.
تعليق من بيبا
لو1:15-32
حكى يسوع ثلاث قصص حول فقدان الأشياء؛ يمكنني أن أتعاطف مع هذه الفكرة. يبدو أننا نفقد كل يوم أشياء من عندنا، عادة مفاتيح ونظارة نيكي. وجدت خاتم جدتي، الذي ظننت أنني فقدته. شعرت أنني مثل المرأة التي في المثل.
Thought for the Day
الله يحبك بكل مشاعره، وبكل قلبه، ودون شروط.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Oliver O’Donovan, Measure for Measure: Justice in Punishment and the Sentence of Death, Grove Booklet on Ethics No. 19 (Bramcote Notts: Grove Books, 1977) p.8
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.