المَزاميرُ 52:‏8-‏9

تعليق

لا ينته الأمر أبدا بالنسبة لشخص حالم وذي رؤيا

كيف تتفاعل وسط المآسي والمقاومة؟ نُجرب أن نفزع، ننسحب، نفقد الرجاء أو حتى نستسلم. كان داود رجلا ذا رؤيا. أحد تعريفات الرؤيا أنها مزيج من "شعور عميق بعدم الرضا بما هو كائن وتَصَوُّر واضح عما يمكن أن يكون". إن كانت لديك رؤيا، ستكون دائما قادرا أن تقول، "لم ينته الأمر بعد".

حقق داود الكثير جدا في حياته. لكن، كان عليه التعامل مع حقيقة وجود مقاومة. كتب هذا المزمور بعد نكسة رهيبة. كان داود هاربا من شاول، لكن أبلغ دواغ الأدومي عن موقعه لشاول. رغم أن داود كان قد ترك المكان عند قدوم رجال شاول، إلا أنه تم قتل صديقه أخيمالك وكل عائلته تقريبا (1صم21-22).

نرى في هذا المزمور كيف كان عليه التعامل مع من كانوا يحاولون أن يدمروه "بالغش" (مز2:52ج)، و"الكذب" (ع3ب) و"الكلام المهلك" (ع4أ). ربما نتسائل ما إذا كان داود يفكر في دواغ بالتحديد عندما كتب هذا الوصف. فقد كان مثل الرجل الموصوف في ع7 "هُوَذَا الإِنْسَانُ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللهَ حِصْنَهُ، بَلِ اتَّكَلَ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ وَاعْتَزَّ بِفَسَادِهِ" فلهذه الكلمات صلة قوية بما حدث حينها.

لكن، حتى وسط مقاومة ومأساة كهذه، لم ييأس داود أو يستسلم. فهو يرى أنه، مع الله، لم ينته الأمر بعد. لم ينته الأمر بالنسبة لدواغ؛ "أَيْضًا يَهْدِمُكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ" (ع5أ). وكذلك لم ينته الأمر بعد بالنسبة لداود: "أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ" (ع8أ). يلتفت داود إلى الله. ماذا يمكننا أن نتعلم من رد فعله؟

• ثق في محبة الله

"تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ" (ع8ب). لن تسقط أبدا محبة الله.

• سبح الله في أعماله

"أَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّكَ فَعَلْتَ، وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ فَإِنَّهُ صَالِحٌ قُدَّامَ أَتْقِيَائِكَ" (ع9). حتى يفتح الله الباب، سبحه منتظرا أمام الباب.

• ليكن لك رجاء في اسم الله

"وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ فَإِنَّهُ صَالِحٌ" (ع9ب). مع الله، مهما كانت ظروفك تبدو سيئة، لم ينته الأمر بعد. ضع رجاءك في اسم الله.

صلاة

لوقا 24:‏36-‏43 , 49

تعليق

لم ينته الأمر بالنسبة ليسوع

عندما مات يسوع على الصليب، بدا الوضع أسوأ ما يمكن. بدا كما لو كان أمره قد انتهى هو وأتباعه.

لكن لم يكن الأمر قد انتهى. لم ينته الله من الأمر. لقد أقام يسوع للحياة ثانية. نرى في هذه الفقرة أن يسوع يظهر لتلاميذه ويقول، "سلام لكم" (ع36). لا زال يبدو عليهم "الاضطراب" ولديهم "شكوك" (ع38). يقدم لهم يسوع دليلا قويا جدا أنه حقا حي.

"اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي" (ع39).

يسوع أكثر من مجرد شخصية تاريخية وُلدت وماتت منذ ألفي عام مضت. أنه حي. أنه هنا وحاضر اليوم.

عندما أدرك التلاميذ أن يسوع بالحقيقة حيّ، غلبتهم "الفرحة" و"الدهشة" (ع41). وإذ تناول قطعة من السمك الموجود (ع42) قال لهم، "هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ" (ع44-47).

عندما أراهم يسوع "كيف يقرأون كتبهم المقدسة بهذه الطريقة" (ع45، الرسالة)، كان يضع لنا نمطا لنتبعه. هذا هو السبب في وجوب محاولة قراءة أسفار العهد القديم بعيون يسوع. لقد تمم يسوع تماما هذا الجزء من إرساليته، والذي أُخبِر عنه مسبقا في العهد القديم. لكن، جدول أعمال يسوع لم ينته.

لدى تلاميذه مهمة: "أَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ" (ع47). الآن، أنت وأنا، تلاميذ يسوع، لدينا مهمة إخبار "جميع الأمم" عن يسوع – متكلمين عن التوبة وغفران الخطايا (ع47). بالنسبة لهذا الجزء من جدول أعماله ستحتاج قوة الروح القدس، ويسوع يَعِد أنك "ستلبس قوة من الأعالي" (ع49).

وإذ أرسى قواعد جدول أعماله الجديد، "أَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ" (ع50-51). من الملفت أنه بعدما أُصعد إلى السماء ولم يعد حاضرا معهم من الناحية المادية سجدوا له وعبدوه (ع52أ)، عالمين انه ما زال معهم. ثم عادوا إلى أورشليم، "بفرح عظيم" (ع52ب). كانت نهاية الزمن الذي قضاه يسوع معهم أيضا بداية مثيرة جدا.

في يوم الخمسين، نالوا ما وعد به يسوع. لقد امتلأوا بالروح القدس وبدأوا في القيام بجدول أعمال يسوع الجديد. في جميع أنحاء العالم اليوم، يتم تحقيق جدول أعمال يسوع على أيدي تلاميذه. لا زال هذا الجدول بعيد عن أن يكون قد تحقق. يمكننا أنت وأنا أن نلعب دورا في تتميم جدول أعمال يسوع الذي لم ينته بعد. لم ينته الأمر بعد. يوما ما سينتهي ثم يعود يسوع.

صلاة

يَشوع 13:‏1 , ‏6:14ب , 10-11

تعليق

لا ينتهي الأمر أبدا بالنسبة لمن "يختمون سباقهم جيدا"

أولئك الذين يختمون مسيرتهم حسنا دائما ما يتركون جدول أعمال غير منته. بحيث يمكنك القول، "أن الأمر لم ينته بعد".

وهنا نرى مرة أخرى موضوع "جدول الأعمال الغير منتهي" في حياة يشوع: "وَشَاخَ يَشُوعُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ شِخْتَ. تَقَدَّمْتَ فِي الأَيَّامِ. وَقَدْ بَقِيَتْ أَرْضٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا لِلامْتِلاَكِ" (1:13).

ليت نموذج حياة يشوع يلهمك. فقد اتبع الرب بكل قلبه. وكذلك كالب، الذي استطاع أن يقول، "وَأَمَّا أَنَا فَاتَّبَعْتُ تَمَامًا الرَّبَّ إِلهِي" (8:14). "لقد أعطى نفسه لله بالكامل" (ع14، الرسالة).

ليس أن كالب اتَّبع الله بكل قلبه في سن الأربعين (ع7)، بل لقد استمر يفعل هذا في سن الخامسة والثمانين (ع10 – نفس سن ليزلي نيوبيجن عندما ألقى هاتين المحاضرتين الرائعتين).

هذا هو التحدي – أن تُنهي المشوار حسنا، لا أن تفقد محبتك الأولى بل أن تُبقي عيناك على يسوع.

كانت النتيجة بالنسبة لكالب هي "القوة" – في حالته كانت القوة البدنية بجوار قوة الشخصية الداخلية (ع11). لكن بالنسبة لكل من يعطون أنفسهم بالكامل لله هناك القوة الداخلية للروح القدس، والتي يَعِد بها يسوع لك ولي. أنت بحاجة إلى هذه القوة الداخلية من الروح القدس إن كنت تريد أن تنهي مسيرتك حسنا وتتمم دعوتك في أن تسعى لتتميم جدول أعمال يسوع الجديد.

صلاة