اليوم 124

كيف تختار اختيارات جيدة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 55:‏22 , 23ج
العهد الجديد يوحَنا 3:‏30 , 36-34
العهد القديم يَشوع ‏24:‏15-14أ , 15ج

المقدمة

كان تشارلز فيني، المحامي والمبشر، يتكلم في كنيسة في نيويورك في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. في ختام كل أمسية، كان يعطي للناس الفرصة ليتقدموا إلى الأمام ويقدموا حياتهم للمسيح. أتي الكثير جدا من المحامين ليسمعوه. وذات ليلة، كان رئيس المحكمة العليا لنيويورك جالسا على كرسي بعيد في أعلى شرفة المسرح. وإذ أنصت لفيني وهو يبشر بالإنجيل صار مقتنعا أن هذا الكلام صحيح.

ثم طرأ هذا السؤال على باله: "هل ستتقدم إلى الأمام مثل باقي الناس العاديين؟" جعله شيء ما يفكر أنه سيكون من غير الملائم أن يفعل هذا، بسبب وضعه الاجتماعي العالي (فهو على قمة هرم العدالة لولاية نيو يورك). فجلس هناك يفكر مليا في الاختيار الذي يتوجب عليه القيام به. ثم فكر، "ولم لا؟ أنني مقتنع بالحق ... فلم لا أفعل هذا مثل أي شخص آخر؟"

فقام من على مقعده في شرفة المسرح، ونزل السلم وصعد على السلم من الخلف إلى حيث كان فيني يعظ. شعر فيني، وسط عظته، بشخص ما يجذبه من سترته. فاستدار. فقال رئيس المحكمة العليا، "يا سيد فيني، إن كنت ستدعو الناس ليأتوا إلى الأمام فسآتي". فأوقف فيني كلامه وقال، "يقول رئيس المحكمة العليا أنني إن دعوت الناس ليتقدموا إلى الأمام فسيأتي. أنني أطلب منكم التقدم إلى الأمام الآن".

فتقدم رئيس المحكمة العليا. فتبعه تقريبا كل المحامين في روشتر، نيويورك! قيل أنه آمن حوالي 100 ألف شخص في الأثني عشر شهرا التالية في تلك المنطقة. لقد أثر اختيار شخص واحد في حياة آخرين كثيرين.

الحياة مليئة بالاختيارات. أننا نقوم باتخاذ خيارات في كل يوم من حياتنا. بإمكانك اتخاذ قرارات سيئة أو قرارات جيدة. اختياراتك أمر هام. ولبعض الاختيارات تبعات تغير الحياة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 55:‏22 , 23ج

22 ألقِ علَى الرَّبِّ هَمَّكَ فهو يَعولُكَ. لا يَدَعُ الصِّدّيقَ يتَزَعزَعُ إلَى الأبدِ.
23 ...... أمّا أنا فأتَّكِلُ علَيكَ.

تعليق

اختر الثقة عن القلق

"القلق"، كما كتبت كوري تن بوم، "لا يفرغ الغد من حزنه. أنه يفرغ اليوم من قوته". لا أحد يخوض الحياة بدون مواجهة مشاكل ومعارك ومسببات للقلق.

واجه داود الكثير من الصعوبات في حياته. هنا يتكلم داود عن واحدة من أكثر المعارك المؤلمة في حياته (ع18ب). فقد تحول "أعز أصدقائه" (ع13ب، الرسالة) ضده وانضم للكثيرين الذين يقاومونه (ع18ج). طبعا وجد داود هذا أصعب من لو أن "عدوا كان يسبه" (ع12أ)، وهو ما ينطبق علينا.

وكما هو الحال في أية معركة، لدينا حرية "الاختيار" بخصوص كيف سيكون رد فعلنا. اختار داود أن يلتفت إلى الرب ويصرخ إليه "مساء وصباحا وظهرا" (ع16-17). إن كنت متورطا في مواجهة مع صديق قريب أو أحد أعضاء الأسرة، التفت إلى الله لتحصل منه على الراحة والقوة. هكذا فعل داود ونتيجة لهذا اختبر سلام الله. فقد كتب يقول، "فَدَى بِسَلاَمٍ نَفْسِي مِنْ قِتَال عَلَيَّ، لأَنَّهُمْ بِكَثْرَةٍ كَانُوا حَوْلِي" (ع18).

استطاع داود من خبرته الشخصية أن يقدم هذه النصيحة: "أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ" (ع22أ). في كل عام، كنت أكتب في هامش كتابي المقدس "الهموم" التي ألقيتها على الرب استجابة لهذه الآية. معظمها (وإن كان ليس كلها) تم حلها بل وأكثر.

إذ تواجه هموم ومعارك واحباطات الحياة، لا تسمح لها أن تقهرك. تحول مثل داود إلى الرب ألق عليه أحمالك ثم قل، "أما أنا فأتكل عليك" (ع23ب).

صلاة

يا رب، أود اليوم أن أجلب إليك همومي ... أنني ألقي كل هذه الأمور عليك وأثق بك.

العهد الجديد

يوحَنا 3:‏30 , 36-34

30 يَنبَغي أنَّ ذلكَ يَزيدُ وأنّي أنا أنقُصُ.

34 لأنَّ الّذي أرسَلهُ اللهُ يتَكلَّمُ بكلامِ اللهِ. لأنَّهُ ليس بكَيلٍ يُعطي اللهُ الرّوحَ.
35 الآبُ يُحِبُّ الِابنَ وقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيءٍ في يَدِهِ.
36 الّذي يؤمِنُ بالِابنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والّذي لا يؤمِنُ بالِابنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ».

تعليق

اختر يسوع

صار يوحنا المعمدان شخصا مشهورا. كانت لديه خدمة بارزة. "وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ" (ع23). وكان أتباعه يغارون له. فقد صاروا يغارون من نجاح يسوع. فقد أتوا إلى يوحنا وقالوا له بخصوص يسوع، "هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ" (ع26).

كان على يوحنا أن يختار كيف يتجاوب مع هذا. بدأ بأن أشار إلى تلاميذه "لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ" (ع27). لقد اختار أن يوجه الناس إلى يسوع بدلا من نفسه: "أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ" (ع28).

يشبه يوحنا وضعه بأنه "صديق العريس" (أي من يمكننا تسميته "الأشبين"). إذ هو أبعد ما يكون عن أن يهدده وصول العريس، بل إن وصوله هو ما كان ينتظره بالفعل، وهو مسرور به.

بالمثل، يوضح يوحنا إنه كان ينتظر يسوع، وإنه "فرحه قد اكتمل" من خدمة يسوع. كان يسوع هو من جاء بعد يوحنا المعمدان. يقول يوحنا عن يسوع: "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (ع30).

في بعض الأوقات، قد ننجذب لأن نصبح أعظم، أو أكثر أهمية، أو في مركز أعلى أو مؤهلين بصورة أفضل. ليست هذه كلها أهداف سيئة في حد ذاتها، لكن ستهيمن تلك الطموحات على اختياراتنا اليومية. عليك أن تختار كيف ستعيش حياتك. هل أنت مركز على ارتقائك أم على إعلاء يسوع؟ هل طموحك يركز على ذاتك أكثر، أم هو على يسوع؟

أحيانا، نرى حتى خدمات مسيحية مختلفة تتنافس مع بعضها. لا ينبغي أن يحدث هذا أبدا.

ردد هذه الكلمات في قلبك: "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (ع30). ليكن تركيزك في النهاية، ليس على نفسك – بل ليكن دائما على يسوع. ينبغي أن يكون طموحنا دائما أن نوجه الناس إلى يسوع.

يسلط يوحنا الضوء على المسألة الرئيسية: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (ع36). هذا هو أكثر الخيارات حيوية – هل أختار يسوع أم أرفضه؟

صلاة

يا رب، أختار أن أقول في قلبي، "ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص" (ع30). املأني بالروح القدس لكي ما أتكلم بكلمات الله، لكي أمَكِّن الآخرين من أن يؤمنوا بالابن

العهد القديم

يَشوع ‏24:‏15-14أ , 15ج

14 فالآنَ اخشَوْا الرَّبَّ واعبُدوهُ بكَمالٍ وأمانَةٍ، وانزِعوا الآلِهَةَ الّذينَ عَبَدَهُمْ آباؤُكُمْ في عَبرِ النَّهرِ وفي مِصرَ، واعبُدوا الرَّبَّ.
15 وإنْ ساءَ في أعيُنِكُمْ أنْ تعبُدوا الرَّبَّ، فاختاروا لأنفُسِكُمُ اليومَ مَنْ تعبُدونَ: ............ وأمّا أنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبَّ».

تعليق

اختر أن تخدم الرب وتعبده

عبادة وخدمة الله هما الطريق لحياة مرضية. لا تضيع حياتك مطاردا "آلهة" مزيفة. كما كتب القديس كبريانوس: "أيا ما كان ما يفضله الانسان على الله، فهذا هو ما يجعله إلها لنفسه".

هناك الكثير من الآلهة الأخرى اليوم من حولنا – ربما يمكن إجمال أكثرها شيوعا في الأسماء التالية "المال والجنس والسلطة".

تمتع شعب إسرائيل بفترة طويلة من الراحة بعد كل المعارك (1:23). دعا يشوع بعدما صار "شيخا" (ع1)، عند نهاية حياته، كل الشعب معا وتحدث إليهم. قال لهم أنه عليهم أن يختاروا كيف سيمضون بقية حياتهم.

أنه يذكرهم بكل شيء فعله الله لأجلهم وكل وجوه بركته لهم (14:23؛ 10:24). والآن يحثهم يشوع على عبادة الرب، إلههم، "بالتزام كامل" (ع11).

استجابة لكل ما فعله الرب لأجلك، فأنت أيضا مدعو "لأن تحب الرب" (11:23)، أن تعبده وتخدمه. يقول يشوع، "فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ" (15:24). ويضع أماهم الخيارات (ع14-15):

  • "آلهة" مزيفة ("آلهة" أسلافهم أو "آلهة" الشعوب التي غزوها وانتصروا عليها)، أو

  • إله إسرائيل، الذي هو الإله الحقيقي الواحد والوحيد.

ادعت آلهة الشعوب التي انتصروا عليها بأنها آلهة عصرية و"علمية" – لها سيطرة حقيقية على الزراعة والخصوبة والجنس. لقد شعرت شعوب كنعان بأنها تسبق إسرائيل بأميال من الناحية الفكرية والثقافية. لكن يشدد يشوع على نواحي عجز "الآلهة الأخرى" في مقابل صلاح وقوة الله (ع3-13).

عليك أن تختار. لا يمكنك فقط أن تنجرف مع التيار. كثير من الناس تجرفهم الحياة، دون اتخاذ قرارٍ واعٍ.

يقود يشوع، مثله مثل كل القادة الجيدين، بمثال حياته. فيقوم باتخاذ خيار شخصي عمدي بأن يعبد ويخدم الرب. فيقول، "أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (ع15).

فأجاب الشعب، "نَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا" (ع18، 21، 24). قال يشوع، "أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ" (ع22). ونتيجة لهذا "وَعَبَدَ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ" (ع31). بينما قاد يشوع والشيوخ – والذين قد دربهم هو في الغالب – إسرائيل، عبد إسرائيل الرب. القيادة هي المفتاح.

دعا يشوع الشعب إلى التوبة والإيمان. وهذا ما يطلبه الله دائما. أولا، التوبة: "فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ" (ع23أ). تخلص من الأمور الرديئة. ثانيا، الإيمان: "وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ" (ع23ب) – ضع حياتك كلها في يدي الرب.

صلاة

يا رب، أختار أن أسلم قلبي في يديك. ساعدني لأقوم باختيارات جيدة في حياتي.

تعليق من بيبا

يش15:24

"أما أنا وبيتي فنعبد الرب"

هذه هي الآية المحببة لأسرتي. لقد رجعت إليها كثيرا على مر السنين. نريد أن نكون أسرة تعبد الرب وتخدمه.

Thought for the Day

اختر الثقة لا الخوف.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

St Cyprian, cited in Alphonsus di Liguori, Preparation for Death (Brooklyn, NY: Redemptionist, 1926) p.157.

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more