اليوم 131

الله يحول ضعفك إلى قوة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 59:‏1 , 4ب
العهد الجديد يوحَنا 6:‏40-35
العهد القديم القُضاة ‏11:‏31-29

المقدمة

كان القائد المسيحي العظيم، جون ستوت، يتحدث في إحدى المناسبات في خدمة للإرسالية داخل الجامعة في سيدني، أستراليا. إلا أنه فقد صوته.في آخر يوم من أيام الإرسالية بسبب حدوث التهاب. لكنه كان مقتنعا أن يتكلم. وإذ كان ينتظر في الحجرة الجانبية قبل الحديث، همس طالبا أن تقرأ له الآية التي تتكلم عن "الشوكة التي في الجسد" من 2كو12. وصارت المحادثة التي بين يسوع وبولس حية.

ستوت (بولس): "أرجوك أن تبعدها عني". يسوع: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل". ستوت (بولس): فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ ... لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ".

عندما جاء الوقت ليتكلم كان يتكلم بصوت أجش عبر مكبر الصوت ليوصل رسالة الإنجيل بصوت رتيب، غير قادر إطلاقا أن يعدل صوته أو يفرض شخصيته بأي طريقة. لكن طول الوقت كان يصرخ إلى الرب ليكمل قوة المسيح من خلال ضعفه.

رجع فيما بعد إلى أستراليا مرات كثيرة، وفي كل مناسبة كان يأتي شخص ما ويقول له، "هل تذكر الخدمة الختامية في جامعة جريت هول، عندما فقدت صوتك؟ لقد جئت إلى المسيح في هذه الليلة".

بصفتي شخص يعي ضعفاته تماما، أجده أمرا مشجعا عندما أشعر أني ضعيف، فأنا لست وحدي. إذ تضع ثقتك في الله فإنه يحوِّل ضعفك إلى قوة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 59:‏1 , 4ب

1 أنقِذني مِنْ أعدائي يا إلهي. مِنْ مُقاوِميَّ احمِني.

4 .....استَيقِظْ إلَى لقائي وانظُرْ!

تعليق

الإيمان والمقاومة

الله هو قوتك في أوقات المصاعب. ليس الإيمان بالله هو وصفة لحياة سهلة. بل العكس هو الصحيح. على الأرجح ستواجه كل أنواع المقاومة.

كانت حياة داود تحت التهديد. أرسل شاول رجالا لمراقبة منزل داود حتى يقتلوه. فوجد نفسه محاطا "بالأعداء ... مقاومين ... فاعلي الإثم ... رجال الدماء ... مجرمين ... أكمنة ... يجتمعون عليّ .... مصممين أن يقتنصونني" (ع1-4، الرسالة).

لكن، وسط كل هذا، يصلي داود، "أنقذني ... نجني" (ع1-2) وعنده ثقة تامة في أن الرب يقدر وسوف يخلصه (ع8). وبعد هذا في المزمور، يدعو داود الله مرتين: "يا ملجأي ... يا قوتي" (ع9، 17).

أنه يقدر أن يقول، "بِلاَ إِثْمٍ مِنِّي يَجْرُونَ وَيُعِدُّونَ أَنْفُسَهُمُ. اسْتَيْقِظْ إِلَى لِقَائِي وَانْظُرْ" (ع4). لم يكن داود كاملا (أنظر، مثلا، 2صم11). لكن، قد تواجه الصعوبات أحيانا ليس لأنك تفعل شيئا خطأ بل لأنك تفعل شيئا صحيحا.

أصرخ إلى الله طلبا للعون في أوقات المصاعب الشخصية. "اسْتَيْقِظْ إِلَى لِقَائِي وَانْظُرْ" (ع4ب). يمكنك أيضا أن تصرخ إلى الله طلبا للعون في أوقات الأزمات الدولية. الجملة التالية هي عبارة عن صلاة لأجل الأمة (ع5أ). عند أي مستوى تظهر فيه المقاومة، أطلب من الرب خلاصه ومعونته وتدخله.

صلاة

يا قوتي، ساعدني حتى أثق فيك في أوقات المصاعب والمقاومة. خلصنا ممن يقاومون خططك.

العهد الجديد

يوحَنا 6:‏40-35

35 فقالَ لهُمْ يَسوعُ: «أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَشُ أبدًا.
36 ولكني قُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ قد رأيتُموني، ولَستُمْ تؤمِنونَ.
37 كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا.
38 لأنّي قد نَزَلتُ مِنَ السماءِ، ليس لأعمَلَ مَشيئَتي، بل مَشيئَةَ الّذي أرسَلَني.
39 وهذِهِ مَشيئَةُ الآبِ الّذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ ما أعطاني لا أُتلِفُ مِنهُ شَيئًا، بل أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ.
40 لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الّذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الِابنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ».

تعليق

الإيمان والفراغ

علم يسوع حول مركزية الإيمان. عندما سُئل، "مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللهِ؟ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ" (ع28-29).

لقد دُعينا، في الأساس، "مؤمنين"، وليس "منجزين". الطريق إلى الإنجاز هو أولا بالإيمان.

يقول يسوع، "أنا هو خبز الحياة" (ع35). عندما نكون جائعين من الناحية المادية فإننا نلتمس الطعام. لكن مثل الحاجات المادية لديك أيضا احتياجات روحية وجوع روحي. الخبز الذي يتكلم عنه يسوع هو الكلمة الذي صار جسدا، والحاضر بينهم كصديق لهم. يعرض يسوع علينا علاقة شخصية حميمة من القلب إلى القلب معه. أنها عطية كل شخصه بالتمام لكل واحد فينا.

يملأ الإيمان بيسوع الفراغ الذي تحسه ويشبع جوعك الروحي وحاجتك لوجود هدف والبقاء والغفران.

  • الهدف

ليس الخبز المادي كافيا. الأشياء المادية وحدها لا تشبع. المال والبيوت والسيارات والنجاح وحتى العلاقات الإنسانية لا تشبع رغبتنا لوجود هدف نهائي في الحياة.

الخبز الذي يشبع هو "خبز الحياة". هذا ليس سلعة يمدنا بها يسوع. أنه هو العطية والعاطي. تظهر الكلمتين "أنا" (فاعل أو ضمير متكلم) خمسة وثلاثين مرة في هذه المناقشة. "أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا" (ع35).

من السهل، ما أن تضع ثقتك وإيمانك في يسوع، أن تعلق إما في الأمور المادية أو في مصائد التدين. لكن في الواقع وحدها العلاقة مع يسوع هي ما يشبع جوعنا الروحي.

تصف تعبيرات "تؤمنوا بي" (ع29)، "يقبل إلي" (ع35)، "من يرى الابن"، "يأكل جسدي ويشرب دما" (ع53 فصاعدا) العيش في علاقة وثيقة جدا مع يسوع.

  • البقاء

كلنا سنموت. الموت هو الحقيقة العظيمة غير المذكورة. يقول يسوع ليست هذه الحياة هي النهاية: "أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ ... وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (ع51، 54).

وعد يسوع أن يقيمك في اليوم الأخير وأنك ستعيش إلى الأبد. يمكن أن يكون لديك ضمان تام أن علاقتك مع يسوع ستصمد وتتخطى الموت.

هناك بُعد حاضر وبُعد مستقبلي لهذه الحياة الأبدية. لقد قالوا، "أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ" (ع34). يقول يسوع يمكن تناوله فورا (ع35 إلخ). لكنه وضح أيضا أنها حياة ستستمر إلى الأبد (ع50-51).

  • الغفران

الغفران هو في الحقيقة أعظم احتياجاتنا. قال الفيلسوف الملحد، مارغانيتا لاسكي، "إن أكثر ما أحسدكم عليه أيها المسيحيون هو غفرانكم. ليس عندي من يغفر لي". كلنا نريد أن نعرف أنه قد غفر لنا كل خطأ فعلناه.

قال يسوع، "وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ" (ع51). لقد سفك دمه لأجل مغفرة الخطايا. في كل مرة تتناول الشركة، تتذكر أن يسوع قدم حياته لكي ما يمكنك أن تنال الغفران.

كيف تتناول هذا الخبز؟ يقول يسوع، "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ" (ع47-48). بينما لا يوجد تقرير منفصل عن تأسيس يسوع للشركة المقدسة في إنجيل يوحنا، نرى هنا تعليم يسوع عن الشركة ضمن سياق كلامه عن الإيمان.

الشركة المقدسة - من بين أمور أخرى - علامة مرئية تساعدنا على قبول المسيح بالإيمان (ع53-58). أنها تعلن وتغذي الصداقة التي يريدها يسوع معك. أنها عطية محبته وعلامة على رغبته في أن يسكن داخلك طول الوقت.

صلاة

يا رب، أشكرك لأنني بالإيمان بك وجدت هدفا دائما لحياتي، وغفرانا لخطاياي والوعد بالحياة الأبدية. ساعدني اليوم لأسير في علاقة وثيقة حميمة معك

العهد القديم

القُضاة ‏11:‏31-29

29 فكانَ روحُ الرَّبِّ علَى يَفتاحَ، فعَبَرَ جِلعادَ ومَنَسَّى وعَبَرَ مِصفاةَ جِلعادَ، ومِنْ مِصفاةِ جِلعادَ عَبَرَ إلَى بَني عَمّونَ.
30 ونَذَرَ يَفتاحُ نَذرًا للرَّبِّ قائلًا: «إنْ دَفَعتَ بَني عَمّونَ ليَدي،
31 فالخارِجُ الّذي يَخرُجُ مِنْ أبوابِ بَيتي للِقائي عِندَ رُجوعي بالسَّلامَةِ مِنْ عِندِ بَني عَمّونَ يكونُ للرَّبِّ، وأُصعِدُهُ مُحرَقَةً».

تعليق

الإيمان واللا عصمة

إذ نقرأ فصول هذه الملحمة المستمرة عن شعب الله يخطيء، ويصرخ إلى الرب ثم يخلصه القضاة، نمر على واحدة من أكثر القصص إثارة للإزعاج في كل الكتاب المقدس.

يوصف يفتاح أنه "جبار بأس أو محارب جبار" (1:11). كانت أمه زانية (ع1). طرده أخوته غير الأشقاء (ع2). فجمع حول نفسه مجموعة من المغامرين (ع3). صار قائدا بارزا. وحل عليه روح الرب (ع29)، وقد استخدمه الله ليضمن النصرة على العمونيين – "فدفعهم الرب ليده" (ع32).

لكن، هناك حادثة في حياته تصعب قراءتها جدا. لقد نذر لله أنه إن أعطاه الله النصرة، فسيقدم الخارج من باب بيته للقائه لدى عودته أيا كان ذبيحة لله. وقد كان هذا الخارج هو ابنته، الوحيدة.

ويبدو أن هذا هو ما فعله (ع29-40).

من الهام ملاحظة أن الله لم يطلب منه أبدا أن ينذر هذا النذر. ولا طلب منه أن يقوم بتلك الذبيحة. لا شك أن هذه الذبيحة كانت ضد كل تعليم العهد القديم، الذي منع تقديم الأطفال ذبيحة.

في الواقع لم يطلب يفتاح مشيئة الله في هذا الموقف. يبدو أنه كان كبرياؤه الشخصي هو الذي دفعه لوضع سمعته فوق حياة ابنته. يبين هذا عدم عصمة حتى رجال الإيمان العظماء. رغم ضعفه، إلا أنه مذكور في رسالة العبرانيين كواحد من أبطال الإيمان الذين تحول ضعفهم إلى قوة (عب32:11-34).

صلاة

يا رب، أشكرك لأجل الطريقة التي تستخدم بها شعب المؤمنين وتحول بها ضعفنا إلى قوة. ساعدني اليوم لأحيا حياة الإيمان، واثقا ومؤمنا بيسوع، الذي هو "خبز الحياة" (يو35:6).

تعليق من بيبا

يو42:6

أَلَيْسَ هذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ، الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ؟

لا يهم ما هي الخلفية التي أتينا منها، أو توقعات الآخرين منا، أو حتى تصوراتنا عن أنفسنا. المهم هو كيف يرانا الله. كل واحد هو أكثر جمالا ومحبوبا وثمينا أكثر بكثير مما يمكننا أن نعرف.

Thought for the Day

عندما تضع ثقتك في الله ، فإنه يحول ضعفك إلى قوة

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

John Stott adapted from, Michael P. Knowles (Ed), The Folly of Preaching (Eerdmans, 2007), pp. 137–138.

Marghanita Laski, quoted in John Stott, The Comtemporary Christian, (InterVarsity Press, 1995) p.48

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more