اليوم 37

الأمور السرية

الكتاب المقدس المَزاميرُ 18:‏39
العهد الجديد مَتَّى 24:‏36 ,42
العهد القديم أيّوبَ 38:‏1-‏5

المقدمة

عندما تقابلت مع يسوع لأول مرة ظننت أنه ينبغي أن أعرف إجابة كل الأسئلة حول الإيمان. لكن، كلما درست الكتاب المقدس، كلما تبين لي أنه ليس من الضروري أن نعرف إجابة كل شيء. هناك ما يدعى "لا أدرية" صحية، أو ربما "لا أدرية" كتابية (عجز العقل عن فهم كل شيء عن الله).

توجد بعض الأسئلة نعرف إجابتها. ولكن توجد أسئلة أخرى أفضل إجابة يمكننا أن نقدمها لها هي، "لا أعرف". "السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا" (تث29:29أ).

نحتاج لأن نكون واضحين بشأن ما كان الكتاب المقدس واضحا فيه. لا تكن لا أدريا بخصوص ما يمكنك معرفته. وبالمثل، لا تكن جازما بشأن أمور لم يقل عنها الكتاب شيئا.

نرى في قراءات اليوم ثلاثة نماذج عن أسئلة كبيرة تـُسأل دائما. سنجيب على كل واحد من هذه الأسئلة, توجد أشياء نعرفها وأشياء لا نعرفها.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 18:‏39

39 تُمَنطِقُني بقوَّةٍ للقِتالِ. تصرَعُ تحتي القائمينَ علَيَّ.

تعليق

ماذا يخبئه لي المستقبل؟

عندما كانت فتاة صغيرة، ذهبت كوري تن بوم (مسيحية هولندية ساعدت اليهود على الهرب من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية) لأبيها وقالت، "يا أبي، أخشى أنني لن أكون قوية كفاية أبدا ... لأجل يسوع المسيح". فقال لها أبوها، "أخبريني؛ عندما تخرجين في رحلة بالقطار إلى أمستردام، متى أعطيك النقود لتحصلي على التذكرة؟ هل قبلها بثلاثة أسابيع؟". "كلا، يا أبي، أنت تعطيني النقود من أجل التذكرة قبل أن نصعد إلى القطار مباشرة". "قال لها أبوها، "هذا صحيح، وهكذا الأمر أيضا مع قوة الله. أبونا السماوي يعرف متى ستحتاجين القوة... وسيسدد كل ما تحتاجين إليه في الوقت المناسب تماما".

أعطى الله لداود النصرة على كل أعداءه. وإذ يتطلع داود إلى الوراء على هذه المعارك يقول، "تُمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ" (ع39). لم يكن هؤلاء هم الأعداء الأخيرين الذين يجب على داود محاربتهم. لا زالت هناك الكثير من المعارك الباقية.

ما لا نعرفه

مثل داود، ما لا تعرفه هو ما هي المعارك المختبئة للمستقبل. لكن، بالنسبة لمعظمنا، ربما يكون من غير المفيد تماما أن نعرف بالضبط ماذا ستكون معاركنا

ما نعرفه

كما يقول المثل، "لا نعرف ما يخبئه المستقبل، لكننا نعلم من يمسك بالمستقبل نفسه". ما عرفه داود هو أنه ما دام الله "يمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ" (ع39) في الماضي، فسيفعل هذا في المستقبل. يمكنك أن تعرف أن الله سيمدك بالقوة التي تحتاجها عندما تحتاجها.

صلاة

أشكرك يا رب لأنه يمكنني أن اثق بأن روحك القدوس سيسلحني بالقوة في الوقت المناسب تماما لأية معارك تنتظرني.

العهد الجديد

مَتَّى 24:‏36 ,42

36 «وأمّا ذلكَ اليومُ وتِلكَ السّاعَةُ فلا يَعلَمُ بهِما أحَدٌ، ولا مَلائكَةُ السماواتِ، إلّا أبي وحدَهُ.
42 «اِسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي رَبُّكُمْ.

تعليق

متى يعود يسوع؟

يتحدث يسوع في هذه الفقرة عن عودته – المجيء الثاني. يقول أنه توجد أمور معينة بخصوص هذا يفترض بنا معرفتها، أمور معينة نعرفها. "لاَتَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. وَاعْلَمُوا هَذَا" (42:24-43).

ما لا نعلمه

يوضح يسوع تماما أنه لا أحد يعرف متى سيعود. ويقول، "وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ" (ع36). كانت توجد أسئلة معينة كان حتى على يسوع (أثناء حياته على الأرض) أن يقول بخصوصها، "لا أعلم".

لقد تم إهدار وقت وطاقة كثيرتين في محاولة تخمين توقيت عودة يسوع. ليس من المقدر لنا أن نعرف متى سيعود لأنه يفترض بنا أن "نستمر في السهر" (ع42) ونكون مستعدين لعودته في أي لحظة. هذا واحد من "السرائر" (تث29:29أ) التي تخص الله.

ما نعرفه

يقول لنا يسوع أن نتعلم من شجرة التين. متى ظهرت أوراقها "تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ" (مت32:24). يقول يسوع أنه لو نظرنا إلى العلامات فسوف "تعرفون" أن يسوع "قريب". لذلك علينا أن "نستمر في السهر والمراقبة" (ع42؛ 13:25) وأن نكون "مستعدين" (44:24).

كما نعلم أيضا أنه رغم أن مجيئه قريب، إلا أنه ربما يكون هناك وقت طويل قبل أن يأتي (5:25). كما نعلم أيضا أنه في ساعة "لاَتَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ" (44:24). أيا كان الوقت الذي يأتي فيه فسيكون مفاجأة والحل هو أن نكون مستعدين لمجيئه في أي لحظة.

ليمكّننا من أن نفهم ما معنى أن نكون مستعدين لعودته، يرسم يسوع صورة عن الفرق بين الخادم الحكيم والخادم الشرير. ظل الخادم الحكيم مستعداً لعودة سيده بأن ظل أمينا لتعليمات سيده وطريقته محترمة في التعامل مع الآخرين. أما الخادم الشرير فهو غير أمين تجاه تعليمات سيده ومدمِّر في كيفية تعامله مع الآخرين. وكانت الخاتمة مختلفة بصورة ملحوظة (قارن ع47 مع ع51). بكلمات أخرى، أنت مستعد لعودة يسوع إن عشت حياة تحب فيها الله والآخرين.

لكن، في محبة الله هذه ومحبة الآخرين يكمن المعنى الحقيقي لكيف تكون مستعدا لعودة الرب يسوع. في مثل العذارى العشر، يقول العريس لأولئك العذارى اللواتي كن نائمات وغير مستعدات، "إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ" (12:25). نرى هنا أن المفتاح يكمن في ماهية مختلفة من "المعرفة". إنها ليست معرفة فكرية لكنها معرفة شخصية اختباريه.

إنها وبشكل نهائي لا تتعلق بما تعرف، بل بمن تعرف. إنها تتعلق بأن يكون لديك علاقة شخصية بالعريس. في النهاية، هذا هو ما يهم أكثر من أي شيء آخر – معرفة يسوع. قال يسوع، "هذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو3:17).

صلاة

أشكرك يا رب لأن ما يهم في النهاية هو أني أعرفك. ساعدني كل يوم حتى أعرفك بصورة أفضل.

العهد القديم

أيّوبَ 38:‏1-‏5

1 فأجابَ الرَّبُّ أيّوبَ مِنَ العاصِفَةِ وقالَ:
2 «مَنْ هذا الّذي يُظلِمُ القَضاءَ بكلامٍ بلا مَعرِفَةٍ؟
3 اُشدُدِ الآنَ حَقوَيكَ كرَجُلٍ، فإنّي أسألُكَ فتُعَلِّمُني.
4 أين كُنتَ حينَ أسَّستُ الأرضَ؟ أخبِرْ إنْ كانَ عِندَكَ فهمٌ.
5 مَنْ وضَعَ قياسَها؟ لأنَّكَ تعلَمُ! أو مَنْ مَدَّ علَيها مِطمارًا؟

تعليق

لم يسمح الله بالألم؟

بينما نصل إلى ذروة سفر أيوب، بعد الكثير من الإصحاحات التي فيها يسأل أيوب وأصدقاؤه أسئلة عن الله، تنقلب المائدة عليهم ويبدأ الله بطرح الأسئلة. ربما توصف هذه الفقرة على أنها "فحص أيوب الأخير". في ورقة امتحانه توجد أسئلة كثيرة لا يعرف إجابتها.

ونرى أنه جوابا للسؤال الذي غالبا ما يُسأل، "لماذا يسمح الله بالألم؟" توجد أشياء نعرفها، وأشياء لا نعرفها. كانت شكوى الرب بخصوص أصدقاء أيوب هي أنهم قد تكلموا "مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟" (2:38). فبدلا من أن يقولوا، "لا أعلم"، حاولوا أن يفسروا معاناة أيوب، لكن بدون معرفة حقة بالإجابة.

ما لا نعلمه

يسأله الله تسعة وأربعين سؤالا (بطريقة شعرية) بخصوص الكون الطبيعي والتي لو أعطي لأيوب الفرصة ليجيب عليها لقال، "لا أعلم". تبدأ الكثير من تلك الأسئلة ب "هل تعلم...؟" (ع33؛ 1:39-2). هذا تقريبا كما لو أن الله يضيق الحصار حول أيوب. فيقول له، "لأَنَّكَ تَعْلَمُ" (5:38) و، "أَخْبِرْ إِنْ عَرَفْتَهُ كُلَّهُ" (ع18ب).

قصد الله من السؤال هو أن يبرهن على حقيقة وجود أمور معينة لا نعرفها بصفتنا بشرا –"السرائر" تخص الرب إلهنا. وهذا صحيح على الأخص فيما يخص مشكلة الألم. صارع اللاهوتيون والفلاسفة لقرون مع مشكلة الألم ولم يأت أحد منهم بحل بسيط وكامل.

عندما تتألم لن تكون قادرا دائما أن تفهم لماذا. لم يخبر الله أيوب أبدا لماذا تألم (حتى رغم أننا نعلم جزءًا من الإجابة من بداية السفر)، لكنه أخبره بالفعل أنه كان يوجد سبب وجيه لذلك. فقد أشار لأيوب أنه عرف في الحقيقة القدر القليل جدا عن الكون وطلب منه أن يثق في الله.

لا يدور سفر أيوب كثيرا حول لماذا يسمح الله بالألم بل حول كيف ينبغي أن نتجاوب نحن مع الألم. وإن استخدمنا تعبيرات فنية لاهوتية، فهو أكثر ثيوفانية (ظهور الله وسط الألم) أكثر من كونه ثيوديسي (تفسيرا لاهوتيا للألم).

ما نعلمه

في فقرة الغد سنرى أن أيوب استطاع أن يميز أن هناك أمور "عَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا" (3:42). بتعبير آخر، توجد أمور لن تعرفها في هذه الحياة. من ناحية أخرى، توجد أمور يمكنك أن تعرفها، "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ" (ع2). يمكنك أن تعرف أن الله متحكم تماما ولذلك يمكنك أن تحيا بسلام وأن تثق تماما في أنه في كل شيء سيعمل الله لخير من يحبونه (رو28:8).

صلاة

يا رب، أعرف أنك تستطيع أن تفعل كل شيء ولا يمكن اعتراض خطة من خططك. ساعدني ليكون عندي تواضع بخصوص الأمور السرية التي لا يمكنني أن أعرفها وأن أكون واثقا بخصوص الأمور التي يمكنني معرفتها.

تعليق من بيبا

مت44:24

"لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَتَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ".

بالصدفة فقط، عندما لم أكن أتوقع مجيء أحد ولم تكن هناك اجتماعات في البيت، كنت مشتتة الذهن ولم أرفع بقايا طعام الفطور والفوضى العادية الحاصلة بعد الطعام. ثم دق جرس الباب ووصل بعض الزوار غير المتوقعين. فوجدت نفسي أقذف بالأشياء في غسالة الأطباق والطعام في الثلاجة. أعرف الفزع الناتج عن الشعور بالمفاجأة وعدم الاستعداد. فكم سيكون مخيفا أكثر عندما يعود يسوع. إنه لا يبحث عن البيت المنظم، بل عن الحياة المستعدة الجاهزة. وهذا يحتاج لعمل مستمر دؤوب.

Thought for the Day

الله سوف يزودك بالقوة التي تحتاجها عندما تحتاجها

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

1 For a more detailed response to the subject of suffering, read Chapter 1 of Searching Issues by Nicky Gumbel, available on shop.alpha.org. Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org) Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more