كيف تسمع الله
المقدمة
عندما رأيته آتيا في الشارع كنت أعبر الطريق لأتجنبه. لقد قابلته في أول وجبة إفطار لي في الجامعة. كان له وجه مشرق مبتسم. لقد قابلت من قبل واحدا أو اثنين مثله كانت لهم نفس الطلعة على وجهيهما. وكان هذا المنظر يجعلني مرتابا جدا!
بعدها بأشهر قليلة، تقابلت مع يسوع واكتشفت أن وجوه أولئك الأشخاص كانت مشرقة لأنهم كانوا يمضون وقتا معه، منصتين لله وهو يتكلم. مثل موسى، عندما نزل من الجبل بعدما سمع الله وهو يتكلم معه، كانت وجوههم هم أيضا تشع بالنور.
قال يسوع "مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (مت4:4). تماما كما نحتاج الطعام المادي، كذلك نحتاج الطعام الروحي. والطعام الروحي يأتي من سماع كلمات الله.
المَزاميرُ 25:9-8 ,12ب ,14أ
8 الرَّبُّ صالِحٌ ومُستَقيمٌ، لذلكَ يُعَلِّمُ الخُطاةَ الطريقَ.
9 يُدَرِّبُ الوُدَعاءَ في الحَقِّ، ويُعَلِّمُ الوُدَعاءَ طُرُقَهُ.
12 .......يُعَلِّمُهُ طَريقًا يَختارُهُ.
14 سِرُّ الرَّبِّ لخائفيهِ، ...
تعليق
اسمع إرشاد الله
عندما نحاول أن نفرض جداول أعمالنا الخاصة أو نجاهد لنعمل ما نود عمله، يتولد لديناإحساس بعدم الراحة الروحية. تستخدم جويس ماير تشبيه عدم الراحة ذلك الذي يأتي من ارتداء زوج من الأحذية التي لا تلائم مقاسنا.
عندما نحيا حياة العبادة والطاعة ونتبع طريق الله فإنه يعدنا أننا سنكون "في الخير (اليسر)" (ع13). لا يعني هذا أن الحياة ستكون سهلة. ولكن عندما نبدأ في اتباع خطط الله لحياتنا، فكأنما وجدنا زوج الأحذية الذي يناسبنا ويريحنا.
مرات ومرات في هذا المزمور يذكرنا المرنم كيف يرشدنا الله. فهو "ينصح" (ع8، 12)، و"يرشد" (ع9أ)، و"يعلم" (ع9ب)، و"يعطي سره" لشعبه (ع14).
الشعب الذي يرشده
يشرح داود بصورة رائعة أن صلاح الله يقوده ليعلم حتى الناس الخطاة؛ "لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ" (ع8). حتى رغم أن "إثم" داود "عظيم"، إلا أنه يعرف أن الغفران متاح وأنه سوف يتم تصحيح مساره بيد الله (ع11).
حمدا لله، لست بحاجة لأن تكون كاملا حتى تسمع إرشاد الله لكنك بحاجة إلى أن يكون لك توجه متضع: "يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ" (ع9). "إن صداقة الله لعابدي الله؛ فهم من يبوح لهم بأسراره" (ع14، الرسالة).
غرض إرشاده
يمكنك أن تتأكد من أن الله سيطلب منك أن تفعل "ما هو "حق" (ع9أ). محك معرفة ما إذا كان هذا الإرشاد من الله هو أن ما يطلب منك أن تفعله هو "رحمة وحق" (ع10أ). لن يطلب الله منك أبدا أن تفعل شيئا ليس فيه محبة أو أمانة وحق. "كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ" (ع10أ).
صلاة
يا رب، أصلي من أجل إرشادك – من أجل أن تنصحني وتعلمني وتبوح لي بسرك اليوم.
مَرقُسَ 7:8-5 ,15-14
5 ثُمَّ سألهُ الفَرّيسيّونَ والكتبةُ: «لماذا لا يَسلُكُ تلاميذُكَ حَسَبَ تقليدِ الشُّيوخِ، بل يأكُلونَ خُبزًا بأيدٍ غَيرِ مَغسولَةٍ؟».
6 فأجابَ وقالَ لهُمْ: «حَسَنًا تنَبّأَ إشَعياءُ عنكُمْ أنتُمُ المُرائينَ! كما هو مَكتوبٌ: هذا الشَّعبُ يُكرِمُني بشَفَتَيهِ، وأمّا قَلبُهُ فمُبتَعِدٌ عَنّي بَعيدًا،
7 وباطِلًا يَعبُدونَني وهُم يُعَلِّمونَ تعاليمَ هي وصايا النّاسِ.
8 لأنَّكُمْ ترَكتُمْ وصيَّةَ اللهِ وتَتَمَسَّكونَ بتقليدِ النّاسِ: غَسلَ الأباريقِ والكؤوسِ، وأُمورًا أُخَرَ كثيرَةً مِثلَ هذِهِ تفعَلونَ».
14 ثُمَّ دَعا كُلَّ الجَمعِ وقالَ لهُمُ: «اسمَعوا مِنّي كُلُّكُمْ وافهَموا.
15 ليس شَيءٌ مِنْ خارِجِ الإنسانِ إذا دَخَلَ فيهِ يَقدِرُ أنْ يُنَجِّسَهُ، لكن الأشياءَ الّتي تخرُجُ مِنهُ هي الّتي تُنَجِّسُ الإنسانَ.
تعليق
اسمع كلمة الله
يقول يسوع أن كلمة الله تفوق في أولويتها كل تقليدنا (ع8). لا شيء خطا في التقليد. يمكن أن تكون التقاليد هامة وقيمة للغاية. لكن، لا ينبغي أن يأخذ التقليد الصدارة على كلمة الله. يهاجم يسوع الفريسيين لأجل استخدامهم التقليد لتفادي طاعة كلمة الله: "رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ" (ع9).
مثلا، يمكن أن تكون مساندة الآباء العجائز أمر غير مريح. فيصبح من المغري أن نجد أعذارا تبررلم لا ينبغي أن نفعل هذا. زعم الفريسيون أنه من المسموح ألا تساند أبويك ماديا ما دمت تقدم المال لله كعطية (ع11). قال يسوع أنهم بفعل هذا يعصون وصية "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ" (ع10أ). "مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ" (ع13).
أكرم الفريسيون الله بما فعلوه خارجيا (ع1-5). من السهل نسبيا أن تفعل الصواب أو حتى تقول الصواب. يمكن أن نطيع كل قواعد المجتمع ومع هذا تكون قلوبنا بعيدة جدا عن الله (ع6-8).
لا يكترث الله بخصوص المظهر الخارجي إنما بالقلب. يقول يسوع، "لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" (ع21-23). هذه هي الأشياء التي تلوث حياتنا وتفسد علاقتنا بالله.
يقول يسوع "اسْمَعُوا مِنِّي" (ع14). هذا هو المفتاح: الإنصات ليسوع.
يمضي يسوع ليرسم ما في قلب المرأة السورية الفينيقية. وكما يصف جون كالفن القصة، نوى يسوع "لا أن يمحو إيمان المرأة" ببرودته الظاهرية "بل بالحري أن يشحذ غيرتها ويلهب حماسها".
أتى يسوع من أجل اليهود أولا، ثم الأمم (ع27-29؛ أنظر إش6:49؛ رو16:1). تتبرهن عظمة إيمان المرأة من حقيقة أنها لم تتعرف فقط على من هو يسوع وعلى قدرته السماوية، بل، كما يمضي كالفن قائلا، كونها "مضت في طريقها بثبات عبر المعارضة الهائلة". فهي مثال عظيم لنا في الإيمان المثابر وغير المتذمر.
صلاة
يا رب ، أشكرك على قوة كلمة الله لتحدي مواقف قلبي. طهر قلبي اليوم ، أصلي ، وأمنحني إيمانًا شغوفًا وغير ساخر ومثابر.
الخُروجُ 33:11أ , 34: 29 ,34ب-35أ
11 ويُكلِّمُ الرَّبُّ موسَى وجهًا لوَجهٍ، كما يُكلِّمُ الرَّجُلُ صاحِبَهُ.
29 وكانَ لَمّا نَزَلَ موسَى مِنْ جَبَلِ سيناءَ ولَوْحا الشَّهادَةِ في يَدِ موسَى، عِندَ نُزولهِ مِنَ الجَبَلِ، أنَّ موسَى لَمْ يَعلَمْ أنَّ جِلدَ وجهِهِ صارَ يَلمَعُ في كلامِهِ معهُ.
34 ...... ثُمَّ يَخرُجُ ويُكلِّمُ بَني إسرائيلَ بما يوصَى.
35 فإذا رأى بَنو إسرائيلَ وجهَ موسَى أنَّ جِلدَهُ يَلمَعُ ....
تعليق
اسمع خطط الله
يمكنك أن تصبح صديقا لله. يعتبر يسوع من يتبعونه أصدقاء له (يو15:15). كان موسى صديق الله. إن هذا كان ممكنا لموسى آنذاك، فبالأولى يخبرنا العهد الجديد أنه ممكن بالنسبة لك الآن.
أعلن الله خططه لموسى. كانت لموسى علاقة غير عادية مع الله. كان في مقدوره دخول خيمة الاجتماع ليسأل الرب. وعندما يدخل ينزل عمود السحاب "وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى" (خر9:33). "وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ" (ع11أ). وهذا يصف العلاقة الوثيقة التي لله مع موسى وسرعة سماعه لصوته. صلى موسى، "أدخلني في خططك، (علمني طريقك حتى أعرفك)" (ع13، الرسالة).
من الواضح أنهما لم يكونا وجها لوجه من الناحية المادية (ع20). كان محضر الله مجيدا ومقدسا جدا لدرجة أنه لا يقدر أحد أن يراه وجها لوجه ويعيش. إنها استعارة تشير إلى الاتصال اللصيق والشركة الوثيقة. وهذا هو ما نحتاجه كل يوم؛ أن نسمع الله يتكلم "وجها لوجه" وننمو في صداقتنا معه.
ما أراده موسى أكثر من أي شيء آخر هو "محضر الله". هذا هو احتياجنا في كل الحياة– محضره وسلامه. ويعده الرب، "وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ" (ع14). هذا هو ما يعدك به الله أنت أيضا.
يقول موسى، "إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا" (ع15). لقد كان محضر الله هو ما ميز الشعب في القديم عن أي شخص أو شعب آخر (ع16ب). إن هذا قبل أي شيء آخر هو ما يميزنا عن العالم المحيط بنا.
عندما قضى موسى وقتا في محضر الرب حدث أن "جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ فِي كَلاَمِهِ مَعَهُ" (29:34). هذه هي خلفية كلمات بولس غير العادية في 2كو3. فهو يقول أنه يمكننا أن نتمتع بشيء أعظم بكثير مما اختبره موسى.
"فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضًا لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مَجْدٍ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا يَكُونُ الدَّائِمُ فِي مَجْدٍ!" (2كو10:3-11).
لا يمكنك أن تكون أكثر جرأة من موسى الذي كان "يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْلاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ" (ع13). يكتب بولس، "وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ" (ع16-18).
إنه امتياز غير عادي أن تكون منخرطا في خدمة الروح. مثلا، في كل خلوة نهاية الأسبوع نقضيها في ألفا نشاهد الناس تختبر محضر الله وتمتلئ بالروح القدس. وقد لاحظت غالبا التألق على وجوه الناس في نهاية العطلة. ولكن لم يقصد لهذه الخبرة أن تختبر مرة واحدة فقط ثم تخبو مثل لمعان وجه موسى.
من خلال الروح القدس يمكنك أن تختبر "محضر الله": "تصبح حياتنا بالتدريج أكثر لمعانا وجمالا بينما يدخل الله حياتنا ونصبح نحن شبهه" (ع18، الرسالة).
صلاة
أشكرك يا رب، لأجل وعدك، "وجهي يسير فأريحك" (خر14:33). ساعدني، لأسمع صوتك، وأتكلم معك وجها لوجه كصديق، ولأعكس مجدك وأتغير إلى شبهك بمجد متزايد أكثر فأكثر.
تعليق من بيبا
خر7:33-35:34
لابد وأنه كان تدريباً غير عاديٍ بالنسبة ليشوع. فقد كان له امتياز أن يتعلم من موسى، أعظم رجال الله في العهد القديم. من الضروري أن تجد نماذج تتخذهم قدوة لتتعلم منهم.
Thought for the Day
عندما نبدأ في اتباع خطط الله في حياتنا ، فإن الأمر يشبه العثور على زوج من الأحذية التي تناسبك بشكل مريح. - جويس ماير
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
John Calvin (translated by John King), Commentaries: Volume 32, Matthew, Mark and Luke, Part II, (Edinburgh, Calvin Translation Society, 1847-1850) p.268. Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org) Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.