اليوم 58

كيف تنمو في الكمال والنضوج

الكتاب المقدس المَزاميرُ 27:‏1, 4
العهد الجديد مَرقُسَ 9:‏37-35
العهد القديم اللاويّينَ 1:‏1-‏4

المقدمة

هل تحاول أن تُوائم يسوع على جدول أعمالك؟ أم أنك تصنع جدولك بحيث يلائم يسوع؟

كتب يوجين بيترسون، "الله لا يكيف نفسه أبدا على خططنا، بل ينبغي أن نتلاءم نحن مع خططه، لا يمكننا أن نستخدم الله – فالله ليس أداة أو جهازا أو بطاقة ائتمان. قدوس؛ هي الكلمة التي تفصل الله عن محاولاتنا لإدراجه ضمن أوهام تحقيق أمانينا أو مخططاتنا عن المدينة الفاضلة لكي نضع بصماتنا في العالم. قدوس تعني أن الله حيٌ بناء على شروطه ومفاهيمه هو، حيٌ بطريقة تفوق وتتخطى خبرتنا وتخيلنا. تشير كلمة قدوس إلى حياة مشتعلة بنقاوة بالغة تغير كل شيء تلمسه ليكون مثلهاا".

ربما كانت كلمة "قدوس"، (قادوش) بالعبرية، في الأصل تعني "منفصل" أو "منفصل عن". وقد صارت تستخدم لتصف "غيرية الله" وكونه ليس جزءًا من الكون، وكيف أن شخصيته وطبيعته أعظم بكثير جدا وأروع بما لا يقاس من أي شخص أو شيء آخر. بالنسبة لشيء آخر أن يكون "مقدس" فهي تعني ببساطة أن يكون هذا الشيء مخصص لله. أنت مقدس بالدرجة التي تكون حياتك فيها مخصصة ومكرسة له وبالقدر الذي تعكس به تصرفاتك شخصيته وصفاته. ترتبط القداسة والكمال ببعضهما ارتباطا وثيقا، وعليه؛ فالله يريد حياتك بالكامل.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 27:‏1, 4

1 الرَّبُّ نوري وخَلاصي، مِمَّنْ أخافُ؟ الرَّبُّ حِصنُ حَياتي، مِمَّنْ أرتَعِبُ؟
4 واحِدَةً سألتُ مِنَ الرَّبِّ وإيّاها ألتَمِسُ: أنْ أسكُنَ في بَيتِ الرَّبِّ كُلَّ أيّامِ حَياتي، لكَيْ أنظُرَ إلَى جَمالِ الرَّبِّ، وأتَفَرَّسَ في هَيكلِهِ.

تعليق

اعبد الرب في جمال القداسة

كيف تحيا حياة بلا خوف؟

كانت لدى داود أسباب كثيرة ليكون خائفا. فقد كان محاطا "بالمخربين" و"الإرهابيين" و"المجرمين" (ع2، الرسالة). لكنه قال، "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتي ممن أرتعب" (ع1). "أنا هادئ كالطفل ... أنا متماسك وكل شيء على ما يرام" (ع3، الرسالة). كيف يمكنك أن تكون واثقاً في وجه المقاومة والهجوم؟

كانت بؤرة حياته هي العبادة. فقد ركز على "شيء واحد" (ع4). هذه كانت أولويته القصوى. لا تحاول أن توائم الله على خططك. ضع خططك حول أولوية العبادة.

يقدم داود وصفا رائعا للعبادة. ما يريد أن يفعله أكثر من أي شيء آخر هو أن "أنظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله" (ع4ب). هناك سوف "أَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ" (ع6ب).

أحب تعبير "جمال الرب" (ع4ب). الكلمة اليونانية المترجمة "جمال" هي "كالوس" وهي المستخدمة لوصف كل شيء فعله يسوع في (مر37:7). وصف دستوفيسكي يسوع قائلا إنه "جميل بصورة لا نهائية". لم يكن لدى يسوع جمال خارجي (أش2:53-3)؛ بل كان عنده نوع مختلف من الجمال – جمال القداسة. ونحن إذ نطلب الرب ونحدق في جمال الرب في العبادة يرفعنا هو فوق كل تشتيت ومخاوف وتجارب. وكما قالها داود، "هذا هو المكان الوحيد الهادئ الآمن في العالم الصاخب ... يقيمني الله رافعا رأسي وكتفيّ فوق أولئك الذين يحاولون أن يجذبوني لأسفل" (مز5:27-6، الرسالة).

صلاة

يا رب شيئا واحدا إياه ألتمس، أن أسكن في بيتك كل أيام حياتي، لأتفرس في جمالك.

العهد الجديد

مَرقُسَ 9:‏37-35

35 فجَلَسَ ونادَى الِاثنَيْ عشَرَ وقالَ لهُمْ: «إذا أرادَ أحَدٌ أنْ يكونَ أوَّلًا فيكونُ آخِرَ الكُلِّ وخادِمًا للكُلِّ».
36 فأخَذَ ولَدًا وأقامَهُ في وسطِهِمْ ثُمَّ احتَضَنَهُ وقالَ لهُمْ:
37 «مَنْ قَبِلَ واحِدًا مِنْ أولادٍ مِثلَ هذا باسمي يَقبَلُني، ومَنْ قَبِلَني فليس يَقبَلُني أنا بل الّذي أرسَلَني».

تعليق

اخدم الرب في حياة القداسة

ماذا ينبغي أن يكون موقفنا من الخدمات المسيحية الأخرى والكنائس المسيحية الأخرى؟

بدأت الانقسامات بين أتباع يسوع منذ وقت باكر جدا! فقد بدأ التلاميذ في الجدل بخصوص من كان الأعظم (33:9- 34). يتكلم يسوع معهم في هذا السياق عن سمات حياة القداسة.

الاتضاع

يوصيهم يسوع ألا يتباروا ليصبحوا أولين. إنها تجربة متكررة أن نقارن أنفسنا بالآخرين. يعد الحسد والتنافس أخطارا عظيمة. يقول يسوع إنك لو كنت ستتنافس فينبغي أن تكون المنافسة على من يحصل على المكان الأخير. إن كان أحد يريد أن يكون الأول، "فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ" (ع35). القادة مدعوون للخدمة المتضعة.

المحبة

"فَأَخَذَ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ قَبِلَ وَاحِدًا مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (ع36-37). أحب ورحب بكل واحد، حتى أولئك الذين لا يقدرون أن يصنعوا أي شيء لك – الصغار جدا، الضعفاء، المساكين – وبفعلك هذا أنت تحب وترحب بيسوع.

التسامح

يخبر يسوع التلاميذ ألا يرفضوا أو يدينوا الآخرين الذين يفعلون أشياء "باسم يسوع" فقط لكونهم ليسوا من مجموعتهم (ع38-39، 41) أو أنهم يقومون بالأشياء بطريقة مختلفة عن طريقتكم. من الخطأ أن ترفض المسيحيين الآخرين أو الطوائف الأخرى أو المؤسسات الأخرى لأنهم ليسوا "يتبعوننا" (ع38).

الانضباط والتلمذة

أحيانا نتساهل مع الخطية في حياتنا ولكن لا نتساهل مع خطية الآخرين. يعلمنا يسوع أن نكون متسامحين تجاه الآخرين، ولكن غير متساهلين بخصوص الخطية في حياتنا (ع42-49).

طبعا، لا يتكلم يسوع عن البتر الحرفي. بل، يستخدم لغة رمزية بشأن ما نفعل (بيدنا، ع43)، والأماكن التي نذهب إليها (بأقدامنا، ع45) وإلام ننظر (بعيوننا، ع47). كن منضبطا، لا تقبل بالمساومات ولا الحلول الوسطى, كن جذريا متطرفا بخصوص الخطية.فالخطية في الغالب هي التي تؤدي للانقسام. يدعونا يسوع أن نكون بلا هوادة أو مهادنة بشأن أن نعيش حياة القداسة.

السلام

يخبرهم يسوع ألا يتجادلوا بل أن يكونوا مسالمين. اشتاق يسوع بخصوص تلاميذه أن يتوافقوا الواحد مع الآخر، ويتوقفوا عن الجدل "وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (ع50). وقد صلى فيما بعد لكي نكون واحدا لكي ما يؤمن العالم (يو21:17).

الأمانة والإخلاص

يدعونا يسوع للإخلاص في الزواج. ويشير إلى أن سماح موسى بالطلاق كان تنازلا وليس وصية أو أمر. قصد الله للزواج هو الإخلاص مدى الحياة. يتحد الزوج والزوجة بوحدة وثيقة لدرجة أنهما يصبحان جسدا واحدا: "إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ" (مر8:10). هذا هو أصل الكلمات الجميلة الموجودة في خدمة الزواج، والتي تتبع تشبيك الأيدي وتبادل التعهدات: "فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ" (ع9).

صلاة

يا رب ساعدني بقوة روحك القدوس لأحيا حياة مقدسة ولأنمي وأظهر سمات الاتضاع والمحبة والتسامح والانضباط والسلام والإخلاص.

العهد القديم

اللاويّينَ 1:‏1-‏4

1 ودَعا الرَّبُّ موسَى وكلَّمَهُ مِنْ خَيمَةِ الِاجتِماعِ قائلًا:
2 «كلِّمْ بَني إسرائيلَ وقُلْ لهُمْ: إذا قَرَّبَ إنسانٌ مِنكُمْ قُربانًا للرَّبِّ مِنَ البَهائمِ، فمِنَ البَقَرِ والغَنَمِ تُقَرِّبونَ قَرابينَكُمْ.
3 إنْ كانَ قُربانُهُ مُحرَقَةً مِنَ البَقَرِ، فذَكَرًا صَحيحًا يُقَرِّبُهُ. إلَى بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ يُقَدِّمُهُ للرِّضا عنهُ أمامَ الرَّبِّ.
4 ويَضَعُ يَدَهُ علَى رأسِ المُحرَقَةِ، فيُرضَى علَيهِ للتَّكفيرِ عنهُ.

تعليق

كن مقدسا كما أن الرب قدوس

كيف يمكنك أن تحيا حياة مقدسة في حين أن العالم من حولك غير مقدس؟

إذ كان شعب الله على وشك دخول أرض الموعد، يوجد ما وصفه يوجين بيترسون بأنه "توقف مؤقت في الرواية"؛ "وقت مطول مستقطع من التعليمات"، إعداد مفصل ودقيق جدا للعيش "بقداسة" في ثقافة ليس عندها أقل معرفة عما هي "القداسة".

ويكتب قائلا، "أولا، كل تفاصيل حياتنا متأثرة بحضور ذلك الإله القدوس". أنت مدعو للقداسة في جميع مناحي حياتك. ثانيا، يستكمل يوجين بيترسون، "يوفر الله طريقة (الذبائح والأعياد والسبوت) ليحضر كل شيء فينا ويخصنا إلى داخل محضره المقدس، ويحوله إلى نار القداسة الملتهبة".

تبدو لهجة سفر اللاويين غريبة للغاية على أذاننا العصرية. طالب الناموس أن تكون الذبيحة كاملة – "بلا عيب" (3:1). من خلال الذبيحة، كانت تتحقق "الكفارة" (ع4). من الناحية الرمزية، من خلال وضع الأيدي على رأس الثيران والماعز والخراف (مثلا 2:3، 8) يتم تمرير الخطية إلى بديل يتم التضحية به نيابة عن البشر. كان دم الذبائح هام جدا (5:1، 2:3، 8، 13).

كل هذا يمكن فهمه بالكامل في نور العهد الجديد. يخبرنا كاتب العبرانيين أنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). ويخبرنا أن الناموس هو "مثال" (ع23) و"ظل" (1:10). بتعبير آخر، هذا مجرد ظل مسبق وصورة لشيء أعظم وأروع بكثير.

ويكتب، "لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ... لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا" (ع1، 4).

كل هذا كان يؤدي إلى "تَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً" (ع10). "لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ" (ع14). إننا ننال الغفران التام "وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ" (ع18).

وهكذا يخبرنا العهد الجديد أنه لم تعد ولا واحدة من هذه الذبائح ضرورية. لكن، تشكِّل هذه الذبائح خلفية ذبيحة يسوع وتساعدنا تماما لنفهم كم أنها رائعة. تبدأ القداسة بأن تضع إيمانك فيما فعله يسوع لأجلك وبطلبك من روحه القدوس أن يأتي لحياتك ليجعلك تحيا حياة مقدسة.

وعرفانا بكل ما فعله الله لأجلك، ومن خلال ذبيحة يسوع نيابة عنك، قدم جسدك "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو1:12-2).

صلاة

يا رب، وأنا ممتلئ بالشكر والتسبيح لك، أقدم جسدي ذبيحة حية. ساعدني، بروحك القدوس الذي يحيا فيّ، لأكون مقدسا كما أنك قدوس.

تعليق من بيبا

يقول يسوع، "سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (مر50:9). هذا سيحل معظم المشكلات الموجودة في العالم!

Thought for the Day

لا يمكن أن يتلاءم الله مع خططنا ، يجب أن نتوافق نحت مع خطته'. - يوجين بيترسون

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Eugine Peterson, The Message: ‘Introduction to Leviticus’, (NavPress 2007) Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.a

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more