اليوم 67

لقد أنقذني الله

الكتاب المقدس المَزاميرُ 31:‏1-‏8
العهد الجديد مَرقُسَ ‏14:‏9-3
العهد القديم اللاويّينَ ‏16:‏22-21

المقدمة

كان توني بوليمورTony Bullimore، البالغ من العمر ستة وخمسون عاما، واحدا من أكثر عابري المحيط الأطلنطي باليخت تمرسا في بريطانيا. وقد كاد يموت من الرعب حين انقلب يخته، إكسايد تشالنجر، البالغ طوله ستين قدما في المحيط المتجمد الجنوبي الشاسع، بعد مرور شهرين على سباق فيندي جلوب حول العالم.

حدث الانقلاب بسبب أمواج بلغ ارتفاعها 50 قدماً، فانقلب القارب. ، وصف توني بوليمور الأمر في كتابه "أُنقذت" SAVED كأنه كان سقوطاً من على شلالات نياجرا. لمدة أربعة أيام كان مدفونا في عالم بارد رطب مزعج ومظلم راساً على عقب وسط أمواجٍ ارتفعت إلى 50 قدما ودرجة حرارة تقترب من درجة التجمد.

كان يعاني من التعب بسبب دوار البحر وهو يستمد أنفاسه من بضعة أقدام من الهواء المحصور بين منسوب المياه وبقايا الجزء السفلي من القارب. وكان على بعد أكثر من ألف ميل من أقرب يابسة. وبينما تقلص منسوب الهواء لديه كان يصلي أن يتم إنقاذه.

كان سلاح البحرية وسلاح الجو الملكي الاسترالي هو الذي جاء للنجدة. وباستخدام الأقمار الصناعية الحديثة ووسائل الاستطلاع حددت الحكومة الاسترالية بدقة موقع جميع اليخوت وأرسلت فرق الانقاذ.

بعد أربعة أيام سمع توني طرقاً على جانب يخته المقلوب. وقال بعد ذلك: "لايمكنني أبدا أن أشكر البحرية الاسترالية والقبطان وجميع طاقمه بما فيه الكفاية، على ما قاموا به لأنهم بلا شك أنقذوا حياتي حقا". كانت كلماته الأولى عندما خرج من الماء: "حمدا لله، إنها معجزة. شعرت وكأنني ولدت تماما من جديد. شعرت وكأنني رجل جديد. شعرت بأنني رجعت للحياة مرة أخرى".

وكما وصف صحفي الوضع حينها، "عملية إنقاذ تنجح بعكس كل الصعاب والاحتمالات والتوقعات لهي أفضل كل القصص. إنها محض فرحة وتلقائية". لقد "بَذَلَ (يسوع) نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا لِيُنْقِذَنَا" (غل4:1أ)

إذ أنظر إلى حياتي أستطيع أن أرى مناسبات كثيرة أنقذني فيها الله. وأنت إذ تواجه مواقف صعبة يمكنك أن تثق أن الله سينجيك.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 31:‏1-‏8

1 علَيكَ يا رَبُّ توَكَّلتُ. لا تدَعني أخزَى مَدَى الدَّهرِ. بعَدلِكَ نَجِّني.
2 أمِلْ إلَيَّ أُذُنَكَ. سريعًا أنقِذني. كُنْ لي صَخرَةَ حِصنٍ، بَيتَ مَلجإٍ لتَخليصي.
3 لأنَّ صَخرَتي ومَعقِلي أنتَ. مِنْ أجلِ اسمِكَ تهديني وتَقودُني.
4 أخرِجني مِنَ الشَّبَكَةِ الّتي خَبّأوها لي، لأنَّكَ أنتَ حِصني.
5 في يَدِكَ أستَوْدِعُ روحي. فدَيتَني يا رَبُّ إلهَ الحَقِّ.
6 أبغَضتُ الّذينَ يُراعونَ أباطيلَ كاذِبَةً. أمّا أنا فعلَى الرَّبِّ توَكَّلتُ.
7 أبتَهِجُ وأفرَحُ برَحمَتِكَ، لأنَّكَ نَظَرتَ إلَى مَذَلَّتي، وعَرَفتَ في الشَّدائدِ نَفسي،
8 ولَمْ تحبِسني في يَدِ العَدوِّ، بل أقَمتَ في الرُّحبِ رِجلي.

تعليق

ثق في أن الله سينقذك

أحيانا يكون من الصعب أن تستمر واثقا في الله، خاصة عندما تبدو الأمور سيئة في حياتك – في علاقاتك، عملك، مادياتك، صحتك أو أي موقف آخر. صلاة داود هنا تشجيع على الصراخ لله لينقذك ولأن تضع ثقتك في الله.

وكما صلى توني بوليمور من أجل النجاة، هكذا صلى داود، "أَمِلْ إِلَيَّ أُذُنَكَ. سَرِيعًا أَنْقِذْنِي" (ع2أ)، "أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ" (ع6ب).

قال داود، "فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (ع5). قبل أن يموت بالضبط، ردد يسوع صدى هذه الكلمات. فقد صرخ بصوت عظيم، "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لو46:23). هذه هي كلمات الثقة المطلقة.

نرى في هذا المزمور نتائج محبة الله لأجلك تظهر بصورة فائقة في موت يسوع. فالرب هو:

ملجأك

يبدأ المزمور بالكلمات، "عَلَيْكَ يَارَبُّ تَوَكَّلْتُ" (ع1أ). ثم يقول بعدها: "أَخْرِجْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي خَبَّأُوهَا لِي، لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي" (ع4أ). هناك الكثير من التجارب والامتحانات والفخاخ في هذه الحياة. في كل هذا، الرب هو ملجأك وحصنك.

صخرتك

يكتب داود، "كُنْ لِي صَخْرَةَ حِصْنٍ" (ع2ب) و "لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَهْدِينِي وَتَقُودُنِي" (ع3). يمكنك أن تعرف إرشاد وقيادة الله، بواسطة روحه. فهو أمانك الذي يمكنك أن تعتمد عليه.

منقذك

يصلي داودقائلا، "أَمِلْ إِلَيَّ أُذُنَكَ. سَرِيعًا أَنْقِذْنِي" (ع2أ). ويمضي واصفا كيف رأى الله "مَذَلَّتِي، وَعَرَفْ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي" (ع7ب). لكن الله لم يسلمه للعدو (ع8أ). في يسوع تنال الإنقاذ التام. سيوقف رجليك في مكان رحب.

صلاة

أشكرك يا رب لأنك أنقذتني. في كل تجارب الحياة، ساعدني لأظل واثقا فيك.

العهد الجديد

مَرقُسَ ‏14:‏9-3

3 وفيما هو في بَيتِ عنيا في بَيتِ سِمعانَ الأبرَصِ، وهو مُتَّكِئٌ، جاءَتِ امرأةٌ معها قارورَةُ طيبِ نارِدينٍ خالِصٍ كثيرِ الثَّمَنِ. فكسَرَتِ القارورَةَ وسَكَبَتهُ علَى رأسِهِ.
4 وكانَ قَوْمٌ مُغتاظينَ في أنفُسِهِمْ، فقالوا: «لماذا كانَ تلَفُ الطّيبِ هذا؟
5 لأنَّهُ كانَ يُمكِنُ أنْ يُباعَ هذا بأكثَرَ مِنْ ثَلاثِمِئَةِ دينارٍ ويُعطَى للفُقَراءِ». وكانوا يؤَنِّبونَها.
6 أمّا يَسوعُ فقالَ: «اترُكوها! لماذا تُزعِجونَها؟ قد عَمِلَتْ بي عَمَلًا حَسَنًا!
7 لأنَّ الفُقَراءَ معكُمْ في كُلِّ حينٍ، ومَتَى أرَدتُمْ تقدِرونَ أنْ تعمَلوا بهِمْ خَيرًا. وأمّا أنا فلَستُ معكُمْ في كُلِّ حينٍ.
8 عَمِلَتْ ما عِندَها. قد سبَقَتْ ودَهَنَتْ بالطّيبِ جَسَدي للتَّكفينِ.
9 الحَقَّ أقولُ لكُمْ: حَيثُما يُكرَزْ بهذا الإنجيلِ في كُلِّ العالَمِ، يُخبَرْ أيضًا بما فعَلَتهُ هذِهِ، تذكارًا لها».

تعليق

أحبب منقذك بحرارة

حب يسوع أكثر أهمية حتى من محبة الفقراء. طبعا محبتنا ليسوع ذاتها هي التي تفيض محبة للآخرين، خاصة الفقراء.

حبٌ مثل هذا هو الذي كان الدافع وراء دهن جسد يسوع بالطيب. تصرفت هذه المرأة من منطلق عرفانها ومحبتها ليسوع. في ضوء هذا، لم يكن بذخها بالعطر الباهظ الثمن (ربما يصل ثمنه لأجرة عامل لمدة عام) يعد "مضيعة أو إتلافا" (4:14). طبعا، لم يكن يسوع غير منشغل باحتياجات الفقراء. لكنه قال أن المال الذي أنفقته لم يكن مهدرا: "عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ" (ع8).

سيتم ذكر هذا التصرف طول الزمان (ع9). في نظر يسوع، لا شيء تفعله بدافع الحب له ويكون مهدرا أبدا (ع7-8) أو ينساه أبدا (ع9). بل، إنه يرى كل شيء تفعله من منطلق المحبة له على أنه "عملا حسنا" (ع6).

وإشارة يسوع لدفنه تجذب الانتباه لحقيقة أن أحداث حياة يسوع تتجه نحو ذروة وقمة معينة. وإذ كانت الأحداث تتحرك، كان من الواضح أن الفصح هو المسرح الذي اختاره يسوع للأحداث الأخيرة لحياته.

تم ذكر الفصح خمس مرات، في هذه الفقرة وحدها (ع1، 12، 14، 16). فهم يسوع موته بوضوح من منظور حمل الفصح الذي كان يتم ذبحه (ع12). لقد كان دم حمل الفصح هو الذي أنقذ شعب الله من الدينونة والموت. "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا" (1كو7:5ب).

نرى هنا المزيد من الأدلة على أن يسوع كان يرى في نفسه ابن الله المتفرد. وإذ كان يتكلم عن مجيئه ثانية قال، "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ" (مر32:13).

يا لحجم العرفان الذي شعر به توني بوليمور تجاه من أنقذوه! لقد قال أنه لن يستطيع أبدا أن يشكرهم بشكل كاف. فكم بالحري ينبغي أن يكون عرفاننا ومحبتنا أكثر بكثير تجاه من بذل حياته لينقذنا من الموت الأبدي.

صلاة

أشكرك يا رب، لأنك بذلت حياتك ذبيحة فصح لتنقذني من الدينونة والموت. أشكرك لأنه في كل مرة آكل فيها من "عشاء الرب" أتذكر ذبيحتك وإنقاذي من الدينونة والموت.

العهد القديم

اللاويّينَ ‏16:‏22-21

21 ويَضَعُ هارونُ يَدَيهِ علَى رأسِ التَّيسِ الحَيِّ ويُقِرُّ علَيهِ بكُلِّ ذُنوبِ بَني إسرائيلَ، وكُلِّ سيِّئاتِهِمْ مع كُلِّ خطاياهُمْ، ويَجعَلُها علَى رأسِ التَّيسِ، ويُرسِلُهُ بيَدِ مَنْ يُلاقيهِ إلَى البَرّيَّةِ،
22 ليَحمِلَ التَّيسُ علَيهِ كُلَّ ذُنوبهِمْ إلَى أرضٍ مُقفِرَةٍ، فيُطلِقُ التَّيسَ في البَرّيَّةِ.

تعليق

قدم التبجيل لخطة الله الرائعة للإنقاذ

بسبب محبته العظيمة لك، خطط الله بتفاصيل دقيقة خطة إنقاذك. استغرقت خطة إنقاذ توني بوليمور أياما من التخطيط والإعداد. طبعا، استغرقت خطة الله العظيمة لإنقاذ البشرية أكثر بكثير في التخطيط والإعداد والتنبؤ بها.

تبدو القوانين الخاصة "بالنجاسة" غريبة جدا على آذاننا العصرية. وهذا لأنها لم تعد تنطبق علينا. لقد تممها يسوع وأبطلها.

يمثل يوم الكفارة (إصحاح 16) خلفية موت يسوع. يكتب ق. بولس، "الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ" (رو25:3). يقول كاتب العبرانيين أن يسوع "مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِيمَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ" (عب17:2).

تعد حقيقة أن إمكانية دخول رئيس الكهنة الشخصي كان يتم بناء على الذبيحة دليلا كافيا على عدم أهلية وكفاية الكهنوت (عب3:5؛ 27:7؛ 7:9؛ 11:9-15).

نرى في الذبيحة في يوم الكفارة ظلا مذهلا مسبقا للصليب: "وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ" (لا21:16-22أ). هذا هو أصل الكلمة الإنجليزية "كبش الفداء scapegoat" (تيس الإزالة، عزازيل) (ع8).

هذا يمثل كون خطيتي وخطيتك قد "وُضعت" على يسوع (أنظر إش4:53-6). يكتب الرسول بطرس عن يسوع، "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (1بط24:2أ). إنه من يرسل خطايانا بعيدا "كبعد المشرق عن المغرب" (مز12:103). عندما رأى يوحنا المعمدان يسوع قال، "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" (يو29:1).

ونتيجة لهذا، حدث تغير رائع في علاقتك مع الله. من خلال يسوع، يمكنك الآن أن تدخل الأقداس كل يوم (عب19:10-20). يمكنك أن تأتي بجرأة إلى عرش النعمة (16:4) وأن تعرف أنك دائما مرحب بك.

صلاة

أشكرك يا رب، لأنك أنقذتني بدمك وأنك مت فدية لتحررني. أشكرك لأنه يمكنني الآن أن آتي بجرأة إلى محضرك كل يوم

تعليق من بيبا

مز1:31-8

لدي صورة عن كون الله "حصننا المنيع" (ع2). سابقا في بريطانيا في العصور الوسطى، عندما أتى الغزاة ليهاجموا إحدى القرى، كان القرويون يجرون طلبا للأمن في أحد الحصون ومتى دخلوا جميعا، يقومون بسحب الجسر الواصل إلى الحصن. هذا يقطع إمكانية وصول العدو ويبقي الجميع بأمان في الداخل. عندما تكون الأزمنة صعبة يمكننا أن نحتمي في الله الذي هو حصن منيع.

Thought for the Day

هناك شيء جميل في كل فعل يظهر فيه الكرم والسخاء.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more