اليوم 134

كيف تتعامل مع الأوقات المحبطة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 60:‏1-‏4
العهد الجديد يوحَنا 7:‏45-‏8:‏11
العهد القديم القُضاة 16:‏1-‏17:‏13

المقدمة

"لا أفترض وجود أماكن كثيرة حيث تدور وقائع لقاءات ألفا وسط أصوات طلقات النار وتطير من حولها الصواريخ، لكن بالنسبة لنا الرسالة بسيطة: إنها تدور حول الرجاء والنور والمستقبل لأنها تدور حول يسوع".

هذا هو ما كتبه الكانن أندرو وايت، قسيس كنيسة ق. جورج في بغداد، إليّ في رسالة يصف فيها منهج ألفا الذي يدرسونه. لقد كانوا في وضع محبط. لقد ضربت الكنيسة بالقنابل أكثر من مرة. تم قتل الكثيرين من شعب تلك الكنيسة. وتم اختطاف بعض القادة. بالنسبة للبعض، يعني الاعتراف بالمسيح الموت المؤكد. لكن في هذه الأوقات اليائسة، يستطيع أندرو وايت أن يقول أن يسوع يجلب الرجاء والنور والمستقبل.

يتحدث داود، في المزامير، عن أوقات "العسر" (3:60). هناك أوقات في الحياة يبدو أن كل شيء فيها يسير في الاتجاه الخطأ. بل ربما تكون أنت الآن في مواجهة موقف محبط – ربما من جهة صحتك، حرمان من شيء ما، كسر في علاقة ما، مشاكل في العمل، مشاكل عائلية، متاعب مادية أو تشكيلة من كل هذه. حتى في الأوقات المحبطة، يمكنك أن تجد الفضائل الثلاث العظيمة؛ الإيمان والرجاء والمحبة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 60:‏1-‏4

المَزمورُ السِّتّونَ

لإمامِ المُغَنّينَ علَى «السّوسنِّمز80 عنوان». شَهادَةٌ60‏.0 أو على سوسن الشهادة مُذَهَّبَةٌ لداوُدَ للتَّعليمِ. عِندَ مُحارَبَتِهِ أرامَ النَّهرَينِ وأرامَ صوبَةَ، فرَجَعَ يوآبُ وضَرَبَ مِنْ أدومَ في وادي المِلحِ اثنَيْ عشَرَ ألفًا2صم8‏:3، 13؛ 1أخ18‏:3، 12.

1 يا اللهُ رَفَضتَنا. اقتَحَمتَنا. سخِطتَ. أرجِعنا.
2 زَلزَلتَ الأرضَ، فصَمتَها. اجبُرْ كسرَها لأنَّها مُتَزَعزِعَةٌ!
3 أرَيتَ شَعبَكَ عُسرًا. سقَيتَنا خمرَ التَّرَنُّحِ.
4 أعطَيتَ خائفيكَ رايَةً تُرفَعُ لأجلِ الحَقِّ. سِلاهْ.

تعليق

1 – الرجاء برغم الهزيمة الظاهرة

أحيانا يبدو أن شعب الله قد هزم. فبينما توجد نهضة عظيمة في أجزاء كثيرة من العالم، مثل آسيا؛ إلا أن الحضور في الكنيسة في غرب أوربا مثلا قد تراجع كثيرا. والكنائس تغلق. ولم تعد الأخلاق المسيحية تؤخذ على محمل الجد.

هناك لحظات حرجة في تاريخ شعب الله. يعد هذا المزمور مرثاة قومية بعد حدوث هجوم من أعدائهم. شعر شعب الرب أنهم مرفوضون. يقول داود، "أَرَيْتَ شَعْبَكَ عُسْرًا" (ع3أ).

إنه يستخدم صورة الزلزال ليصف الإحباط والشك الذي واجهوه: "زَلْزَلْتَ الأَرْضَ، فَصَمْتَهَا. اجْبُرْ كَسْرَهَا لأَنَّهَا مُتَزَعْزِعَةٌ" (ع2). تستعمل نفس الصورة اليوم لتصف الاضطراب في كل نواحي الحياة. عدم استقرار الاقتصاد والتشريعات المؤسسية والزواج والمجتمع كل هذا غالبا ما يتم تصويره في حالة اهتزاز وتداع.

لكن، هناك رجاء. يكتب داود، "أَعْطَيْتَ خَائِفِيكَ رَايَةً تُرْفَعُ لأَجْلِ الْحَقِّ" (ع4). لقد عين الرب مكانا حيث يمكن لشعبه أن يجد ملجأ في حمايته ويكون مطمئنا في الرب – حتى في أوقات الإحباط.

يا رب، أشكرك، لأنه حتى في أوقات الإحباط، يمكنني أن ألجأ إلى حمايتك.

العهد الجديد

يوحَنا 7:‏45-‏8:‏11

45 فجاءَ الخُدّامُ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ والفَرّيسيّينَ. فقالَ هؤُلاءِ لهُمْ: «لماذا لَمْ تأتوا بهِ؟».
46 أجابَ الخُدّامُ: «لَمْ يتَكلَّمْ قَطُّ إنسانٌ هكذا مِثلَ هذا الإنسانِ!».
47 فأجابَهُمُ الفَرّيسيّونَ: «ألَعَلَّكُمْ أنتُمْ أيضًا قد ضَلَلتُم؟
48 ألَعَلَّ أحَدًا مِنَ الرّؤَساءِ أو مِنَ الفَرّيسيّينَ آمَنَ بهِ؟
49 ولكن هذا الشَّعبَ الّذي لا يَفهَمُ النّاموسَ هو مَلعونٌ».
50 قالَ لهُمْ نيقوديموسُ، الّذي جاءَ إليهِ ليلًا، وهو واحِدٌ مِنهُمْ:
51 «ألَعَلَّ ناموسنا يَدينُ إنسانًا لَمْ يَسمَعْ مِنهُ أوَّلًا ويَعرِفْ ماذا فعَلَ؟».
52 أجابوا وقالوا لهُ: «ألَعَلَّكَ أنتَ أيضًا مِنَ الجَليلِ؟ فتِّشْ وانظُرْ! إنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبيٌّ مِنَ الجَليلِ».
53 فمَضَى كُلُّ واحِدٍ إلَى بَيتِهِ.

يسوع وإبراهيم

1 أمّا يَسوعُ فمَضَى إلَى جَبَلِ الزَّيتونِ.
2 ثُمَّ حَضَرَ أيضًا إلَى الهَيكلِ في الصُّبحِ، وجاءَ إليهِ جميعُ الشَّعبِ فجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ.
3 وقَدَّمَ إليهِ الكتبةُ والفَرّيسيّونَ امرأةً أُمسِكَتْ في زِنًا. ولَمّا أقاموها في الوَسطِ
4 قالوا لهُ: «يا مُعَلِّمُ، هذِهِ المَرأةُ أُمسِكَتْ وهي تزني في ذاتِ الفِعلِ،
5 وموسَى في النّاموسِ أوصانا أنَّ مِثلَ هذِهِ تُرجَمُ. فماذا تقولُ أنتَ؟».
6 قالوا هذا ليُجَرِّبوهُ، لكَيْ يكونَ لهُمْ ما يَشتَكونَ بهِ علَيهِ. وأمّا يَسوعُ فانحَنَى إلَى أسفَلُ وكانَ يَكتُبُ بإصبِعِهِ علَى الأرضِ.
7 ولَمّا استَمَرّوا يَسألونَهُ، انتَصَبَ وقالَ لهُمْ: «مَنْ كانَ مِنكُمْ بلا خَطيَّةٍ فليَرمِها أوَّلًا بحَجَرٍ!».
8 ثُمَّ انحَنَى أيضًا إلَى أسفَلُ وكانَ يَكتُبُ علَى الأرضِ.
9 وأمّا هُم فلَمّا سمِعوا وكانتْ ضَمائرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خرجوا واحِدًا فواحِدًا، مُبتَدِئينَ مِنَ الشُّيوخِ إلَى الآخِرينَ. وبَقيَ يَسوعُ وحدَهُ والمَرأةُ واقِفَةٌ في الوَسطِ.
10 فلَمّا انتَصَبَ يَسوعُ ولَمْ يَنظُرْ أحَدًا سِوَى المَرأةِ، قالَ لها: «يا امرأةُ، أين هُم أولئكَ المُشتَكونَ علَيكِ؟ أما دانَكِ أحَدٌ؟».
11 فقالَتْ «لا أحَدَ، يا سيِّدُ!». فقالَ لها يَسوعُ: «ولا أنا أدينُكِ. اذهَبي ولا تُخطِئي أيضًا».
أنا هو نور العالم

تعليق

2 – المحبة بدلا من الإدانة

هل الجنس خارج إطار الزواج أمرا مقبولا؟ أم أنه خطية؟ وإن كان خطية، فماذا ينبغي أن يكون موقفنا نحو المذنبين بالخطايا الجنسية؟

يستمر الجدل حول الأخلاقيات الجنسية في ملء جرائدنا ووسائل الإعلام الأخرى اليوم. وبالتالي فإن كلمات الرب يسوع هي كلمات هامة اليوم كما كانت منذ 2000 سنة مضت.

كلمات يسوع هي أعظم كلمات قيلت على الإطلاق، فهي نوعية الكلمات التي تتوقع أن يقولها الله. أعلن حراس الهيكل، "لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ" (46:7). (من المؤسف جدا أن يخفق بعض القادة الدينيين في التعرف عليه وأنهم تعاملوا مع من يؤمنون به على أنهم "ملاعين" ع49).

لابد وأن المرأة، التي أمسكت في ذات الفعل، قد شعرت بأنها في موقف ميؤوس منه ومحبط تماما. يمكن أن يصدر الإحباط عن الهزيمة. كما يمكن أن يصدر أيضا عن الفشل والتدني الأخلاقي. لابد وأنها كانت تختبر الاثنين – حيث كانت مليئة بالشعور بالذنب والعار والخوف من الموت.

حاول الذين يدينونها أن ينصبوا "فخا" ليسوع بأن سألوه سؤالا (6:8). أجاب يسوع بواحدة من أروع الردود والتي دائما ما يتم تذكرها واقتباسها في تاريخ العالم: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" (ع7).

لم يتغاضى يسوع عن زناها، ولا اعتبره خطية لا تغتفر. لقد وضح كم أنه من السهل أن ندين الآخرين بينما نكون نحن مذنبين بنفس الخطايا في قلبنا (ع7-9). ينطبق هذا على نواح كثيرة في حياتنا. قبل أن ننتقد الآخرين يجدر بنا أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا "بلا خطية" في هذه الناحية التي سننتقدها في شخص آخر.

عندما نحاكم ونتهم وندين الآخرين، فإننا نسقط عليهم ما نرفض أن نراه في أنفسنا.

كما يقال دائما، "إن كان بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالأحجار". لذلك ففي سياق الجدل حول الأخلاقيات الجنسية، فإذ ننظر إلى قلوبنا سنجد غالبا أنه يوجد الكثير من الزجاج.

في قصة المرأة التي أمسكت في زنا، حكمت كلمات يسوع على كل واحد من الذين يدينونها حتى في النهاية "بَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ" (ع7-9). فسألها يسوع، "أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟" (ع10). وحينما أجابت، "لا أحد يا سيد"، فقال لها، "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (ع11).

الشعور بالذنب هو شعور مزعج. والوقوف في موضع الإدانة هو حالة مرعبة. فكم كان شعورها رائعا ولا شك عندما سمعت كلمات يسوع: "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ" (ع11). وحيث أنه كان بلا خطية، كان هو الشخص الوحيد الذي في وضع يمكنه من أن "يقذفها بحجر"، لكنه لم يفعل.

هناك اتزان غير عادي وخليط فريد في كلمات يسوع – حيث كانت مليئة بالحكمة والنعمة والرحمة والشفقة. ليس هناك حاجة لتوضيح كلمات يسوع أكثر من أن الزنى خطية. ومع هذا فهو لم يدنها بأي صورة. هذه هي رسالة العهد الجديد. لا دينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رو1:8). ونتيجة لموت يسوع لأجلنا على الصليب، تم الغفران لك ولي تماما، مهما كان سقوطنا في الخطية شديدا.

لكن، هذا ليس مبررا للمضي في الخطية. فيسوع لم يتغاض عن خطيتها. إنه يقول لها، "اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (ع11). يسوع لا يديننا. لكنه يقول لنا، كما قال لها، "اترك حياة الخطية التي تعيش فيها".

دافع كلمات يسوع، كالعادة، هو الحب والعطف. ونحن مدعوون لنتبع مثاله.

من السهل أن نسقط في واحد من النقيضين. فإما أن ندين الناس أو نتغاضى عن الخطية. المحبة لا تدين ولا تتغاضى عن الخطية، لأن الخطية تقود إلى أذى الناس. إن كنا نحب، مثل يسوع، فلن نتغاضى عن الخطية ولن ندين الناس، بل سنتحدى الناس بمحبة (بما فيهم أنفسنا) أن نترك الخطية وراءنا.

الكلمة اليونانية المترجمة "يغفر" تعني أيضا "يحرر". جاء يسوع ليحررنا بقوة روحه القدوس. لقد تحررنا حتى نحب كما يحبنا الله. يكمن الغفران في قلب كل علاقة. إنه أساس المحبة.

أشكرك يا رب، لأنه لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع. أشكرك لأنك مت لتجعل تطهيري وغفراني وتحريري ممكنا. ساعدني حتى أحب الناس كما تفعل أنت.

العهد القديم

القُضاة 16:‏1-‏17:‏13

موت شمشون

1 ثُمَّ ذَهَبَ شَمشونُ إلَى غَزَّةَ، ورأى هناكَ امرأةً زانيَةً فدَخَلَ إليها.
2 فقيلَ للغَزّيّينَ: «قد أتَى شَمشونُ إلَى هنا». فأحاطوا بهِ وكمَنوا لهُ اللَّيلَ كُلَّهُ عِندَ بابِ المدينةِ. فهَدأوا اللَّيلَ كُلَّهُ قائلينَ: «عِندَ ضَوْءِ الصّباحِ نَقتُلُهُ».
3 فاضطَجَعَ شَمشونُ إلَى نِصفِ اللَّيلِ، ثُمَّ قامَ في نِصفِ اللَّيلِ وأخَذَ مِصراعَيْ بابِ المدينةِ والقائمَتَينِ وقَلَعَهُما مع العارِضَةِ، ووضَعَها علَى كتِفَيهِ وصَعِدَ بها إلَى رأسِ الجَبَلِ الّذي مُقابِلَ حَبرونَ.

4 وكانَ بَعدَ ذلكَ أنَّهُ أحَبَّ امرأةً في وادي سورَقَ اسمُها دَليلَةُ.
5 فصَعِدَ إليها أقطابُ الفِلِسطينيّينَ وقالوا لها: «تمَلَّقيهِ وانظُري بماذا قوَّتُهُ العظيمَةُ، وبماذا نَتَمَكَّنُ مِنهُ لكَيْ نوثِقَهُ لإذلالِهِ، فنُعطيَكِ كُلُّ واحِدٍ ألفًا ومِئَةَ شاقِلِ فِضَّةٍ».
6 فقالَتْ دَليلَةُ لشَمشونَ: «أخبِرني بماذا قوَّتُكَ العظيمَةُ؟ وبماذا توثَقُ لإذلالِكَ؟»
7 فقالَ لها شَمشونُ: «إذا أوثَقوني بسَبعَةِ أوتارٍ طَريَّةٍ لَمْ تجِفَّ، أضعُفُ وأصيرُ كواحِدٍ مِنَ النّاسِ».
8 فأصعَدَ لها أقطابُ الفِلِسطينيّينَ سبعَةَ أوتارٍ طَريَّةٍ لَمْ تجِفَّ، فأوثَقَتهُ بها،
9 والكَمينُ لابِثٌ عِندَها في الحُجرَةِ. فقالَتْ لهُ: «الفِلِسطينيّونَ علَيكَ يا شَمشونُ». فقَطَعَ الأوتارَ كما يُقطَعُ فتيلُ المَشاقَةِ إذا شَمَّ النّارَ، ولَمْ تُعلَمْ قوَّتُهُ.
10 فقالَتْ دَليلَةُ لشَمشونَ: «ها قد خَتَلتَني وكلَّمتَني بالكَذِبِ، فأخبِرنيَ الآنَ بماذا توثَقُ؟».
11 فقالَ لها: «إذا أوثَقوني بحِبالٍ جديدَةٍ لَمْ تُستَعمَلْ، أضعُفُ وأصيرُ كواحِدٍ مِنَ النّاسِ».
12 فأخَذَتْ دَليلَةُ حِبالًا جديدَةً وأوثَقَتهُ بها، وقالَتْ لهُ: «الفِلِسطينيّونَ علَيكَ يا شَمشونُ، والكَمينُ لابِثٌ في الحُجرَةِ». فقَطَعَها عن ذِراعَيهِ كخَيطٍ.
13 فقالَتْ دَليلَةُ لشَمشونَ: «حتَّى الآنَ خَتَلتَني وكلَّمتَني بالكَذِبِ، فأخبِرني بماذا توثَقُ؟». فقالَ لها: «إذا ضَفَرتِ سبعَ خُصَلِ رأسي مع السَّدَى»
14 فمَكَّنَتها بالوَتَدِ. وقالَتْ لهُ: «الفِلِسطينيّونَ علَيكَ يا شَمشونُ». فانتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وقَلَعَ وتَدَ النَّسيجِ والسَّدَى.
15 فقالَتْ لهُ: «كيفَ تقولُ أُحِبُّكِ، وقَلبُكَ ليس مَعي؟ هوذا ثَلاثَ مَرّاتٍ قد خَتَلتَني ولَمْ تُخبِرني بماذا قوَّتُكَ العظيمَةُ».
16 ولَمّا كانتْ تُضايِقُهُ بكلامِها كُلَّ يومٍ وألَحَّتْ علَيهِ، ضاقَتْ نَفسُهُ إلَى الموتِ،
17 فكشَفَ لها كُلَّ قَلبِهِ، وقالَ لها: «لَمْ يَعلُ موسَى رأسي لأنّي نَذيرُ اللهِ مِنْ بَطنِ أُمّي، فإنْ حُلِقتُ تُفارِقُني قوَّتي وأضعُفُ وأصيرُ كأحَدِ النّاسِ».
18 ولَمّا رأتْ دَليلَةُ أنَّهُ قد أخبَرَها بكُلِّ ما بقَلبِهِ، أرسَلَتْ فدَعَتْ أقطابَ الفِلِسطينيّينَ وقالَتِ: «اصعَدوا هذِهِ المَرَّةَ فإنَّهُ قد كشَفَ لي كُلَّ قَلبِهِ». فصَعِدَ إليها أقطابُ الفِلِسطينيّينَ وأصعَدوا الفِضَّةَ بيَدِهِمْ.
19 وأنامَتهُ علَى رُكبَتَيها ودَعَتْ رَجُلًا وحَلَقَتْ سبعَ خُصَلِ رأسِهِ، وابتَدأتْ بإذلالِهِ، وفارَقَتهُ قوَّتُهُ.
20 وقالَتِ: «الفِلِسطينيّونَ علَيكَ يا شَمشونُ». فانتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وقالَ: «أخرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وأنتَفِضُ». ولَمْ يَعلَمْ أنَّ الرَّبَّ قد فارَقَهُ.
21 فأخَذَهُ الفِلِسطينيّونَ وقَلَعوا عَينَيهِ، ونَزَلوا بهِ إلَى غَزَّةَ وأوثَقوهُ بسَلاسِلِ نُحاسٍ. وكانَ يَطحَنُ في بَيتِ السِّجنِ.
22 وابتَدأَ شَعرُ رأسِهِ يَنبُتُ بَعدَ أنْ حُلِقَ.
موت شمشون

23 وأمّا أقطابُ الفِلِسطينيّينَ فاجتَمَعوا ليَذبَحوا ذَبيحَةً عظيمَةً لداجونَ إلهِهِمْ ويَفرَحوا، وقالوا: «قد دَفَعَ إلهنا ليَدِنا شَمشونَ عَدوَّنا».
24 ولَمّا رآهُ الشَّعبُ مَجَّدوا إلهَهُمْ، لأنَّهُمْ قالوا: «قد دَفَعَ إلهنا ليَدِنا عَدوَّنا الّذي خَرَّبَ أرضَنا وكثَّرَ قَتلانا».
25 وكانَ لَمّا طابَتْ قُلوبُهُمْ أنهُم قالوا: «ادعوا شَمشونَ ليَلعَبَ لنا». فدَعَوْا شَمشونَ مِنْ بَيتِ السِّجنِ، فلَعِبَ أمامَهُمْ. وأوقَفوهُ بَينَ الأعمِدَةِ.
26 فقالَ شَمشونُ للغُلامِ الماسِكِ بيَدِهِ: «دَعني ألمِسِ الأعمِدَةَ الّتي البَيتُ قائمٌ علَيها لأستَنِدَ علَيها».
27 وكانَ البَيتُ مَملوءًا رِجالًا ونِساءً، وكانَ هناكَ جميعُ أقطابِ الفِلِسطينيّينَ، وعلَى السَّطحِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ وامرأةٍ يَنظُرونَ لعبَ شَمشونَ.
28 فدَعا شَمشونُ الرَّبَّ وقالَ: «يا سيِّدي الرَّبَّ، اذكُرني وشَدِّدني يا اللهُ هذِهِ المَرَّةَ فقط، فأنتَقِمَ نَقمَةً واحِدَةً عن عَينَيَّ مِنَ الفِلِسطينيّينَ».
29 وقَبَضَ شَمشونُ علَى العَمودَينِ المُتَوَسِّطَينِ اللَّذَينِ كانَ البَيتُ قائمًا علَيهِما، واستَنَدَ علَيهِما الواحِدِ بيَمينِهِ والآخَرِ بيَسارِهِ.
30 وقالَ شَمشونُ: «لتَمُتْ نَفسي مع الفِلِسطينيّينَ». وانحَنَى بقوَّةٍ فسقَطَ البَيتُ علَى الأقطابِ وعلَى كُلِّ الشَّعبِ الّذي فيهِ، فكانَ الموتَى الّذينَ أماتَهُمْ في موتِهِ، أكثَرَ مِنَ الّذينَ أماتَهُمْ في حَياتِهِ.
31 فنَزَلَ إخوَتُهُ وكُلُّ بَيتِ أبيهِ وحَمَلوهُ وصَعِدوا بهِ ودَفَنوهُ بَينَ صُرعَةَ وأشتأولَ، في قَبرِ مَنوحَ أبيهِ. وهو قَضَى لإسرائيلَ عِشرينَ سنَةً.

أصنام ميخا

1 وكانَ رَجُلٌ مِنْ جَبَلِ أفرايِمَ اسمُهُ ميخا.
2 فقالَ لأُمِّهِ: «إنَّ الألفَ والمِئَةَ شاقِلِ الفِضَّةِ الّتي أُخِذَتْ مِنكِ، وأنتِ لَعَنتِ وقُلتِ أيضًا في أُذُنَيَّ. هوذا الفِضَّةُ مَعي. أنا أخَذتُها». فقالَتْ أُمُّهُ: «مُبارَكٌ أنتَ مِنَ الرَّبِّ يا ابني».
3 فرَدَّ الألفَ والمِئَةَ شاقِلِ الفِضَّةِ لأُمِّهِ. فقالَتْ أُمُّهُ: «تقديسًا قَدَّستُ الفِضَّةَ للرَّبِّ مِنْ يَدي لابني لعَمَلِ تِمثالٍ مَنحوتٍ وتِمثالٍ مَسبوكٍ. فالآنَ أرُدُّها لكَ».
4 فرَدَّ الفِضَّةَ لأُمِّهِ، فأخَذَتْ أُمُّهُ مِئَتَيْ شاقِلِ فِضَّةٍ وأعطَتها للصّائغِ فعَمِلها تِمثالًا مَنحوتًا وتِمثالًا مَسبوكًا. وكانا في بَيتِ ميخا.
5 وكانَ للرَّجُلِ ميخا بَيتٌ للآلِهَةِ، فعَمِلَ أفودًا وتَرافيمَ ومَلأَ يَدَ واحِدٍ مِنْ بَنيهِ فصارَ لهُ كاهِنًا.
6 وفي تِلكَ الأيّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ في إسرائيلَ. كانَ كُلُّ واحِدٍ يَعمَلُ ما يَحسُنُ في عَينَيهِ.

7 وكانَ غُلامٌ مِنْ بَيتِ لَحمِ يَهوذا مِنْ عَشيرَةِ يَهوذا، وهو لاويٌّ مُتَغَرِّبٌ هناكَ.
8 فذَهَبَ الرَّجُلُ مِنَ المدينةِ مِنْ بَيتِ لَحمِ يَهوذا لكَيْ يتَغَرَّبَ حَيثُما اتَّفَقَ. فأتَى إلَى جَبَلِ أفرايِمَ إلَى بَيتِ ميخا وهو آخِذٌ في طريقِهِ.
9 فقالَ لهُ ميخا: «مِنْ أين أتَيتَ؟» فقالَ لهُ: «أنا لاويٌّ مِنْ بَيتِ لَحمِ يَهوذا، وأنا ذاهِبٌ لكَيْ أتَغَرَّبَ حَيثُما اتَّفَقَ».
10 فقالَ لهُ ميخا: «أقِمْ عِندي وكُنْ لي أبًا وكاهِنًا، وأنا أُعطيكَ عشَرَةَ شَواقِلِ فِضَّةٍ في السَّنَةِ، وحُلَّةَ ثيابٍ، وقوتك». فذَهَبَ معهُ اللاويُّ.
11 فرَضيَ اللاويُّ بالإقامَةِ مع الرَّجُلِ، وكانَ الغُلامُ لهُ كأحَدِ بَنيهِ.
12 فمَلأَ ميخا يَدَ اللاويِّ، وكانَ الغُلامُ لهُ كاهِنًا، وكانَ في بَيتِ ميخا.
13 فقالَ ميخا: «الآنَ عَلِمتُ أنَّ الرَّبَّ يُحسِنُ إلَيَّ، لأنَّهُ صارَ ليَ اللاويُّ كاهِنًا».

تعليق

3 – الإيمان وسط الفوضى

كانت هذه أوقاتا عصيبة. هناك لازمة تتكرر في كل سفر القضاة: "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ" (6:17). كان هذا وقتا انتشرت فيه الفوضى.

في هذه الأوقات العصيبة يقيم الله قضاة مثل شمشون. لقد قاد إسرائيل لمدة عشرين عاما (31:16). وكان واحدا من أبطال الإيمان (عب32:11).

وإذ كان ممسوحا بالروح القدس، استخدمه الله بقوة. لكنه كانت لديه ضعفة أدت به إلى الخلاعة (إذ كان يضطجع مع زانية، قض1:16-3) وإلى الخداع والكذب (ع4-10). وأخيرا، آلت أموره إلى أقصى مايمكن أن يحدث بإصراره على العصيان حتى "أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ" (ع20).

لقد نال شمشون قوة غير عادية من الله. لكنها كانت ترتبط مباشرة بطاعته. لقد أخبره الله ألا يقص شعره. فطالما أطاع الله فسيكون لديه قوة تفوق الطبيعة.

مهما كنت شخصا يخدم الله، فمن الحيوي جدا أن تتذكر أن القوة تأتي من الله وحده. قال يسوع، "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو5:15). لا تعتمد أبدا على الانتصارات السابقة بل بالأحرى على الله الذي يمنحها.

بعد تجربة ضاغطة، استسلم شمشون وأخبر دليلة بسر قوته – بالرغم من أنه صار واضحا له بدون شك أنها تحاول استغلاله. فقصت شعره وذهبت قوته.

لم يكن المجتمع فوضوي فقط، بل وبلغ شمشون نقطة يأس بالغ في حياته. لقد كان في الأسر، لقد كان أعمى وكان ساجنوه على وشك أن يجعلوا منه هزأة (قض21:16-25).

وسط يأسه، صلى شمشون إلى الرب: "يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، اذْكُرْنِي وَشَدِّدْنِي يَا اَللهُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ" (ع28). وسمع الله لصلاته التي صلاها بإيمان. حتى بعد كل إخفاقاته، استجاب الله لصرخته. لا يهم ما هو الوضع الحالي، وما فعلته سابقا أيضا لا يهم، ليس الوقت متأخرا جدا على أن تلتفت إلى الله.

يا رب، أشكرك لأنه يمكنني أن أحتمي في حضورك، ولأنك دائما تسمع صرخاتي اليائسة طلبا للعون. يا رب، أعن!

تعليق من بيبا

قض1:16-13:17

كان شمشون قائدا غير عادي. كان مثل هالك العملاق (فيلم Hulk) لكن كان ذوقه سيئا في النساء.

لقد وقع في حب دليلة. مع أنها كانت امرأة بلا قلب. كانت مستعدة لأن تخون الرجل الذي أحبها. لم أخبرها بسره بعد أن خانته ثلاث مرات بالفعل؟ لابد وأنه عرف أنه لا يمكنه الوثوق بها. لقد كان قويا جدا من الناحية البدينة، لكنه ضعيف متى تعلق الأمر بالنساء. وهو ليس القائد العظيم الوحيد الذي سقط بسبب امرأة.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • PSALM BIBLE
  • PSALM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more