كيف يكون رد فعلك نحو الصراع
المقدمة
القوفز هو نوع من الغزال الذي يشبه الظباء. وهم بصورة طبيعية منتبهون جدا للحيوانات المفترسة. لكنني أتذكر أنني شاهدت برنامجا تلفزيونيا على قناة بي بي سي عن الحياة البرية وكان يصور اثنين من القوفز يتقاتلان معا في صحراء كالهاري. وإذ استنفذا قوتهما في العراك لم يلحظا الأسد يتسلل نحوهما، منتظرا الفرصة ليهجم عليهما.
وإذ شاهدت الموقف، صدمني بصفته صورة عن الكنيسة. فعندما نتعارك، في الكنيسة، أحدنا مع الآخر، نصبح بسهولة عرضة للهجوم. "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو" (1بك8:5).
عندما يدعوك الله لأن تتبعه، فهو لا يدعوك لحياة سهلة. تتضمن الحياة على الأرض الكثير من المعارك، وفيها كلها يعدك الله بالنصرة من خلال يسوع المسيح. لن تأتي لحظة في حياتك الأرضية يكون فيها كل شيء كاملا. سيكون هناك دائما تحديات وصعوبات ومشاكل ينبغي حلها. لكن، توجد أوقات تشتد فيها هذه ويبدو أننا نتعرض فيها لهجمات.
قال مارتن لوثر كنج أن المقياس النهائي للشخص ليس أين يقف في "لحظات الراحة واليسر"، بل أين يقف في "لحظات التحدي، لحظات الأزمة والصراع الشديد".
أمثالٌ 13:10-19
10 الخِصامُ إنَّما يَصيرُ بالكِبرياءِ، ومَعَ المُتَشاوِرينَ حِكمَةٌ.
11 غِنَى البُطلِ يَقِلُّ، والجامِعُ بيَدِهِ يَزدادُ.
12 الرَّجاءُ المُماطَلُ يُمرِضُ القَلبَ، والشَّهوَةُ المُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حياةٍ.
13 مَنِ ازدَرَى بالكلِمَةِ يُخرِبُ نَفسَهُ، ومَنْ خَشيَ الوَصيَّةَ يُكافأُ.
14 شَريعَةُ الحَكيمِ يَنبوعُ حياةٍ للحَيَدانِ عن أشراكِ الموتِ.
15 الفِطنَةُ الجَيِّدَةُ تمنَحُ نِعمَةً، أمّا طَريقُ الغادِرينَ فأوعَرُ.
16 كُلُّ ذَكيٍّ يَعمَلُ بالمَعرِفَةِ، والجاهِلُ يَنشُرُ حُمقًا.
17 الرَّسولُ الشِّرّيرُ يَقَعُ في الشَّرِّ، والسَّفيرُ الأمينُ شِفاءٌ.
18 فقرٌ وهَوانٌ لمَنْ يَرفُضُ التّأديبَ، ومَنْ يُلاحِظ التَّوْبيخَ يُكرَمْ.
19 الشَّهوَةُ الحاصِلَةُ تلُذُّ النَّفسَ، أمّا كراهَةُ الجُهّالِ فهي الحَيَدانُ عن الشَّرِّ.
تعليق
1 – تجنب الشجار الغير ضروري
يقابل كاتب الأمثال بين الحكمة "وَمَعَ الْمُتَشَاوِرِينَ حِكْمَةٌ" (ع10ب) وبين الحمقى "أَمَّا كَرَاهَةُ الْجُهَّالِ فَهِيَ الْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ" (ع19ب). ليس من المفاجيء أن نختبر الصراع. على نحو خاص، نرى في هذه الفقرة نموذجين:
- المشاجرات
اَلْخِصَامُ إِنَّمَا يَصِيرُ بِالْكِبْرِيَاءِ" (ع10أ). واحد من أشد الخبرات استنزافا للقوى هو الشجار والخصام – سواء في الزواج أو بين الأصدقاء أو مع الزملاء أو في الكنيسة. هنا نرى أن أحد أسباب المشاجرات يمكن أن يكون الكبرياء. إن كنت مستعدا أن تعترف بأخطائك باتضاع، يمكنك أن تتجنب الكثير من المشاجرات.
طريقة أخرى هي الإنصات بعناية الواحد منكم للآخر. "المتغطرس العارف بكل شيء يثير الخلاف، لكن الحكماء ينصتون لمشورة بعضهم البعض" (ع10، الرسالة).
- الإحباط
الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ" (ع12أ). أو كما تعبر ترجمة الرسالة، "الإحباط المتواصل يتركك مريض القلب".
هذا نوع آخر من الهجوم الذي يجلب المرض. عندما تتعطل الرؤية التي لدينا بخصوص شيء ما أو تتأخر خططنا بسبب هجوم معين أو بسبب أن خذلنا شيء آخر، فإن الإحباط يجلب المرض للقلب. إننا نتعارك مع مخططاتنا وظروفنا.
من ناحية أخرى، لا شيء أكثر إرضاء من المثابرة ورؤية جزء من رؤيتنا يتحقق. "وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ" (ع12ب). "اَلشَّهْوَةُ الْحَاصِلَةُ تَلُذُّ النَّفْسَ" (ع19أ).
وسط كل الهجمات التي في الحياة توجد لحظات من الفرح العظيم، والشبع والرضا.
يا رب، وسط كل التحديات، ساعدني حتى أجري كل السباق بمثابرة وعيني مثبتتين على يسوع (عب1:12-3).
يوحَنا 18:1-24
أمام بيلاطس
1 قالَ يَسوعُ هذا وخرجَ مع تلاميذِهِ إلَى عَبرِ وادي قدرونَ، حَيثُ كانَ بُستانٌ دَخَلهُ هو وتلاميذُهُ.
2 وكانَ يَهوذا مُسَلِّمُهُ يَعرِفُ المَوْضِعَ، لأنَّ يَسوعَ اجتَمَعَ هناكَ كثيرًا مع تلاميذِهِ.
3 فأخَذَ يَهوذا الجُندَ وخُدّامًا مِنْ عِندِ رؤَساءِ الكهنةِ والفَرّيسيّينَ، وجاءَ إلَى هناكَ بمَشاعِلَ ومَصابيحَ وسِلاحٍ.
4 فخرجَ يَسوعُ وهو عالِمٌ بكُلِّ ما يأتي علَيهِ، وقالَ لهُمْ: «مَنْ تطلُبونَ؟».
5 أجابوهُ: «يَسوعَ النّاصِريَّ». قالَ لهُمْ يَسوعُ: «أنا هو». وكانَ يَهوذا مُسَلِّمُهُ أيضًا واقِفًا معهُمْ.
6 فلَمّا قالَ لهُمْ: «إنّي أنا هو»، رَجَعوا إلَى الوَراءِ وسَقَطوا علَى الأرضِ.
7 فسألهُمْ أيضًا: «مَنْ تطلُبونَ؟». فقالوا: «يَسوعَ النّاصِريَّ».
8 أجابَ يَسوع: «قد قُلتُ لكُمْ: إنّي أنا هو. فإنْ كنتُم تطلُبونَني فدَعوا هؤُلاءِ يَذهَبونَ».
9 ليَتِمَّ القَوْلُ الّذي قالهُ: «إنَّ الّذينَ أعطَيتَني لَمْ أُهلِكْ مِنهُمْ أحَدًا».
10 ثُمَّ إنَّ سِمعانَ بُطرُسَ كانَ معهُ سيفٌ، فاستَلَّهُ وضَرَبَ عَبدَ رَئيسِ الكهنةِ، فقَطَعَ أُذنَهُ اليُمنَى. وكانَ اسمُ العَبدِ مَلخُسَ.
11 فقالَ يَسوعُ لبُطرُسَ: «اجعَلْ سيفَكَ في الغِمدِ! الكأسُ الّتي أعطاني الآبُ ألا أشرَبُها؟».
أمام حَنّان
12 ثُمَّ إنَّ الجُندَ والقائدَ وخُدّامَ اليَهودِ قَبَضوا علَى يَسوعَ وأوثَقوهُ،
13 ومَضَوْا بهِ إلَى حَنّانَ أوَّلًا، لأنَّهُ كانَ حَما قَيافا الّذي كانَ رَئيسًا للكهنةِ في تِلكَ السَّنَةِ.
14 وكانَ قَيافا هو الّذي أشارَ علَى اليَهودِ أنَّهُ خَيرٌ أنْ يَموتَ إنسانٌ واحِدٌ عن الشَّعبِ.
إنكار بطرس الأول
15 وكانَ سِمعانُ بُطرُسُ والتِّلميذُ الآخَرُ يتبَعانِ يَسوعَ، وكانَ ذلكَ التِّلميذُ مَعروفًا عِندَ رَئيسِ الكهنةِ، فدَخَلَ مع يَسوعَ إلَى دارِ رَئيسِ الكهنةِ.
16 وأمّا بُطرُسُ فكانَ واقِفًا عِندَ البابِ خارِجًا. فخرجَ التِّلميذُ الآخَرُ الّذي كانَ مَعروفًا عِندَ رَئيسِ الكهنةِ، وكلَّمَ البَوّابَةَ فأدخَلَ بُطرُسَ.
17 فقالَتِ الجاريَةُ البَوّابَةُ لبُطرُسَ: «ألَستَ أنتَ أيضًا مِنْ تلاميذِ هذا الإنسانِ؟». قالَ ذاكَ: «لَستُ أنا!».
18 وكانَ العَبيدُ والخُدّامُ واقِفينَ، وهُم قد أضرَموا جَمرًا لأنَّهُ كانَ بَردٌ، وكانوا يَصطَلونَ، وكانَ بُطرُسُ واقِفًا معهُمْ يَصطَلي.
أمام رئيس الكهنة
19 فسألَ رَئيسُ الكهنةِ يَسوعَ عن تلاميذِهِ وعَنْ تعليمِهِ.
20 أجابَهُ يَسوعُ: «أنا كلَّمتُ العالَمَ عَلانيَةً. أنا عَلَّمتُ كُلَّ حينٍ في المَجمَعِ وفي الهَيكلِ حَيثُ يَجتَمِعُ اليَهودُ دائمًا. وفي الخَفاءِ لَمْ أتَكلَّمْ بشَيءٍ.
21 لماذا تسألُني أنا؟ اِسألِ الّذينَ قد سمِعوا ماذا كلَّمتُهُمْ. هوذا هؤُلاءِ يَعرِفونَ ماذا قُلتُ أنا».
22 ولَمّا قالَ هذا لَطَمَ يَسوعَ واحِدٌ مِنَ الخُدّامِ كانَ واقِفًا، قائلًا: «أهكذا تُجاوِبُ رَئيسَ الكهنةِ؟».
23 أجابَهُ يَسوعُ: «إنْ كُنتُ قد تكلَّمتُ رَديًّا فاشهَدْ علَى الرَّديِّ، وإنْ حَسَنًا فلماذا تضرِبُني؟».
24 وكانَ حَنّانُ قد أرسَلهُ موثَقًا إلَى قَيافا رَئيسِ الكهنةِ.
إنكار بطرس الثاني والثالث
تعليق
2 – ثق في أن الله يقدر أن يخرج الخير من الشر
أحيانا، عندما يحدث الصراع في حياتنا، فليس لدينا سوى أن نلوم أنفسنا. لكن، ليس الوضع بالضرورة هكذا دائما. لم تأت الهجمات على يسوع نتيجة خطيته أو فشله. بل، كانت نتيجة الشر. لكن الله استخدمه للخير (ع14).
وإذ صلى من أجل الوحدة، يدخل يسوع الآن عالم الصراع. وحيدا وضعيفا ومليئا بالمحبة واللطف، فقبض عليه وحكم عليه بالموت. إنه يضع حياته ليمنح الحياة.
- الخيانة
كانت هذه لحظة رهيبة في حياة يسوع. فقد قاد تلميذه وصديقه يهوذا، الذي أمضى معه ثلاثة سنوات، مجموعة من الجنود وبعض الموظفين الرسميين الموفدين من طرف رؤساء الكهنة والفريسيين ليقبضوا على يسوع (ع1-3).
لا شيء أكثر إيلاما من أن يأتي الهجوم من صديق أو زميل. يعد رد يسوع الجليل نموذجيا. فقد بقي هادئا ورفض العنف ومارس كبحا فائقا للنفس (ع4-12).
ولكي ما يحمي تلاميذه، واجه يسوع مجموعة من الرجال الأقوياء المسلحين، الذين جلبهم يهوذا. وقد كبح محاولة بطرس لأن يلجأ إلى العنف ليدافع عن يسوع. إنه لا يريد أن ينخرط في صراع مستخدما طرق العالم.
- سوء المعاملة
نفس السلطات التي كان يجب أن تحمي البريء اشتركت في الهجوم على يسوع. فقبضوا على يسوع. "وأوثقوه" (ع12). وأخذوه أولا إلى حنان ثم إلى قيافا. وإذ وقف أمام رئيس الكهنة، وهو ما زال موثقا، ضربوه على وجهه (ع12-14، 19-24).
إن كان يسوع قد عومل بهذه الطريقة فلا ينبغي أن نفاجأ إذ تعرضنا، من وقت لآخر، لهجمات ممن هم في موضع سلطة – سواء دينية أو علمانية.
- الإنكار
لم يأت إنكار بطرس من قلب شرير بل ببساطة من ضعف إنساني. فعندما سئل عما إذا كان واحدا من تلاميذ يسوع أجاب، "لست أنا" (ع17).
أنني أفهم تماما كيف أقحم بطرس نفسه في موقف الإنكار يسوع برغم كل نواياه الجيدة. في بعض الأحيان قلت أو فعلت أمورا كانت تعبر، كما فهمت بعد فوات الأوان، عن جبن شديد.
الحقيقة هي أن يسوع متحكم بالكامل في الموقف برمته. "وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ" (ع4). لقد تصرف بحيث يتمم صلاته في الإصحاح السابق (ع9، أنظر 12:17). ذهب يسوع إلى موته إذ قال "الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟"، ليدفع ثمن عقوبة خطايانا وأخطاءنا (11:18).
لقد دفع عنا العقاب: "أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ" (ع14). إن موت يسوع هو نيابة عن بطرس وكل واحد منا. إنه يواجه هجمة الموت والدينونة بحيث لا تضطر أنت لمواجهتها. لقد سمح يسوع لنفسه أن يُقيد (ع12، 24) بحيث يمكن أن ينفك قيدك وتتحرر.
أيها الآب، أعطني الشجاعة والحكمة لأعرف كيف أتجاوب بهيبة ونعمة عندما أتعرض للهجوم. ساعدني حتى أثق أنه في أي حال أنت تعمل للخير لمن يحبونك الذين هم مدعوون حسب قصدك (رو28:8).
صَموئيلَ الأوَّلُ 21:1-23:29
داود في جت
1 فجاءَ داوُدُ إلَى نوبٍ إلَى أخيمالِكَ الكاهِنِ، فاضطَرَبَ أخيمالِكُ عِندَ لقاءِ داوُدَ وقالَ لهُ: «لماذا أنتَ وحدَكَ وليس معكَ أحَدٌ؟».
2 فقالَ داوُدُ لأخيمالِكَ الكاهِنِ: «إنَّ المَلِكَ أمَرَني بشَيءٍ وقالَ لي: لا يَعلَمْ أحَدٌ شَيئًا مِنَ الأمرِ الّذي أرسَلتُكَ فيهِ وأمَرتُكَ بهِ، وأمّا الغِلمانُ فقد عَيَّنتُ لهُمُ المَوْضِعَ الفُلانيَّ والفُلانيَّ.
3 والآنَ فماذا يوجَدُ تحتَ يَدِكَ؟ أعطِ خَمسَ خُبزاتٍ في يَدي أو المَوْجودَ».
4 فأجابَ الكاهِنُ داوُدَ وقالَ: «لا يوجَدُ خُبزٌ مُحَلَّلٌ تحتَ يَدي، ولكن يوجَدُ خُبزٌ مُقَدَّسٌ إذا كانَ الغِلمانُ قد حَفِظوا أنفُسَهُمْ لا سيَّما مِنَ النِّساءِ».
5 فأجابَ داوُدُ الكاهِنَ وقالَ لهُ: «إنَّ النِّساءَ قد مُنِعَتْ عَنّا منذُ أمسِ وما قَبلهُ عِندَ خُروجي، وأمتِعَةُ الغِلمانِ مُقَدَّسَةٌ. وهو علَى نَوْعٍ مُحَلَّلٌ، واليومَ أيضًا يتَقَدَّسُ بالآنيَةِ».
6 فأعطاهُ الكاهِنُ المُقَدَّسَ، لأنَّهُ لَمْ يَكُنْ هناكَ خُبزٌ إلّا خُبزَ الوُجوهِ المَرفوعَ مِنْ أمامِ الرَّبِّ لكَيْ يوضَعَ خُبزٌ سُخنٌ في يومِ أخذِهِ.
7 وكانَ هناكَ رَجُلٌ مِنْ عَبيدِ شاوُلَ في ذلكَ اليومِ مَحصورًا أمامَ الرَّبِّ، اسمُهُ دواغُ الأدوميُّ رَئيسُ رُعاةِ شاوُلَ.
8 وقالَ داوُدُ لأخيمالِكَ: «أفَما يوجَدُ هنا تحتَ يَدِكَ رُمحٌ أو سيفٌ، لأنّي لَمْ آخُذْ بيَدي سيفي ولا سِلاحي لأنَّ أمرَ المَلِكِ كانَ مُعَجِّلًا؟».
9 فقالَ الكاهِنُ: «إنَّ سيفَ جُلياتَ الفِلِسطينيِّ الّذي قَتَلتَهُ في وادي البُطمِ، ها هو مَلفوفٌ في ثَوْبٍ خَلفَ الأفودِ، فإنْ شِئتَ أنْ تأخُذَهُ فخُذهُ، لأنَّهُ ليس آخَرُ سِواهُ هنا». فقالَ داوُدُ: «لا يوجَدُ مِثلُهُ، أعطِني إيّاهُ».
داود في جت
10 وقامَ داوُدُ وهَرَبَ في ذلكَ اليومِ مِنْ أمامِ شاوُلَ وجاءَ إلَى أخيشَ مَلِكِ جَتَّ.
11 فقالَ عَبيدُ أخيشَ لهُ: «أليس هذا داوُدَ مَلِكَ الأرضِ؟ أليس لهذا كُنَّ يُغَنّينَ في الرَّقصِ قائلاتٍ: ضَرَبَ شاوُلُ أُلوفهُ وداوُدُ رِبواتِهِ؟».
12 فوَضَعَ داوُدُ هذا الكلامَ في قَلبِهِ وخافَ جِدًّا مِنْ أخيشَ مَلِكِ جَتَّ.
13 فغَيَّرَ عَقلهُ في أعيُنِهِمْ، وتَظاهَرَ بالجُنونِ بَينَ أيديهِمْ، وأخَذَ يُخَربِشُ علَى مَصاريعِ البابِ ويُسيلُ ريقَهُ علَى لحيَتِهِ.
14 فقالَ أخيشُ لعَبيدِهِ: «هوذا ترَوْنَ الرَّجُلَ مَجنونًا، فلماذا تأتونَ بهِ إلَيَّ؟
15 ألَعَلّي مُحتاجٌ إلَى مَجانينَ حتَّى أتَيتُمْ بهذا ليَتَجَنَّنَ علَيَّ؟ أهذا يَدخُلُ بَيتي؟».
شاول يقتل كهنة نوب
1 فذَهَبَ داوُدُ مِنْ هناكَ ونَجا إلَى مَغارَةِ عَدُلّامَ. فلَمّا سمِعَ إخوَتُهُ وجميعُ بَيتِ أبيهِ نَزَلوا إليهِ إلَى هناكَ.
2 واجتَمَعَ إليهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتَضايِقٍ، وكُلُّ مَنْ كانَ علَيهِ دَينٌ، وكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفسِ، فكانَ علَيهِمْ رَئيسًا. وكانَ معهُ نَحوُ أربَعِ مِئَةِ رَجُلٍ.
3 وذَهَبَ داوُدُ مِنْ هناكَ إلَى مِصفاةِ موآبَ، وقالَ لمَلِكِ موآبَ: «ليَخرُجْ أبي وأُمّي إلَيكُمْ حتَّى أعلَمَ ماذا يَصنَعُ ليَ اللهُ».
4 فوَدَعَهُما عِندَ مَلِكِ موآبَ، فأقاما عِندَهُ كُلَّ أيّامِ إقامَةِ داوُدَ في الحِصنِ.
5 فقالَ جادُ النَّبيُّ لداوُدَ: «لا تُقِمْ في الحِصنِ. اذهَبْ وادخُلْ أرضَ يَهوذا». فذَهَبَ داوُدُ وجاءَ إلَى وعرِ حارِثٍ.
شاول يقتل كهنة نوب
6 وسَمِعَ شاوُلُ أنَّهُ قد اشتَهَرَ داوُدُ والرِّجالُ الّذينَ معهُ. وكانَ شاوُلُ مُقيمًا في جِبعَةَ تحتَ الأثلَةِ في الرّامَةِ ورُمحُهُ بيَدِهِ، وجميعُ عَبيدِهِ وُقوفًا لَدَيهِ.
7 فقالَ شاوُلُ لعَبيدِهِ الواقِفينَ لَدَيهِ: «اسمَعوا يا بَنيامينيّونَ: هل يُعطيكُمْ جميعَكُمُ ابنُ يَسَّى حُقولًا وكُرومًا؟ وهل يَجعَلُكُمْ جميعَكُمْ رؤَساءَ أُلوفٍ ورؤَساءَ مِئاتٍ،
8 حتَّى فتنتُمْ كُلُّكُمْ علَيَّ، وليس مَنْ يُخبِرُني بعَهدِ ابني مع ابنِ يَسَّى، وليس مِنكُمْ مَنْ يَحزَنُ علَيَّ أو يُخبِرُني بأنَّ ابني قد أقامَ عَبدي علَيَّ كمينًا كهذا اليومِ؟»
9 فأجابَ دواغُ الأدوميُّ الّذي كانَ موَكَّلًا علَى عَبيدِ شاوُلَ وقالَ: «قد رأيتُ ابنَ يَسَّى آتيًا إلَى نوبَ إلَى أخيمالِكَ بنِ أخيطوبَ.
10 فسألَ لهُ مِنَ الرَّبِّ وأعطاهُ زادًا. وسَيفَ جُلياتَ الفِلِسطينيِّ أعطاهُ إيّاهُ».
11 فأرسَلَ المَلِكُ واستَدعَى أخيمالِكَ بنَ أخيطوبَ الكاهِنَ وجميعَ بَيتِ أبيهِ الكهنةَ الّذينَ في نوبٍ، فجاءوا كُلُّهُمْ إلَى المَلِكِ.
12 فقالَ شاوُلُ: «اسمَعْ يا ابنَ أخيطوبَ». فقالَ: «هأنَذا يا سيِّدي».
13 فقالَ لهُ شاوُلُ: «لماذا فتنتُمْ علَيَّ أنتَ وابنُ يَسَّى بإعطائكَ إيّاهُ خُبزًا وسَيفًا، وسألتَ لهُ مِنَ اللهِ ليَقومَ علَيَّ كامِنًا كهذا اليومِ؟».
14 فأجابَ أخيمالِكُ المَلِكَ وقالَ: «ومَنْ مِنْ جميعِ عَبيدِكَ مِثلُ داوُدَ، أمينٌ وصِهرُ المَلِكِ وصاحِبُ سِرِّكَ ومُكَرَّمٌ في بَيتِكَ؟
15 فهل اليومَ ابتَدأتُ أسألُ لهُ مِنَ اللهِ؟ حاشا لي! لا يَنسِبِ المَلِكُ شَيئًا لعَبدِهِ ولا لجميعِ بَيتِ أبي، لأنَّ عَبدَكَ لَمْ يَعلَمْ شَيئًا مِنْ كُلِّ هذا صَغيرًا أو كبيرًا».
16 فقالَ المَلِكُ: «موتًا تموتُ يا أخيمالِكُ أنتَ وكُلُّ بَيتِ أبيكَ».
17 وقالَ المَلِكُ للسُّعاةِ الواقِفينَ لَدَيهِ: «دوروا واقتُلوا كهَنَةَ الرَّبِّ، لأنَّ يَدَهُمْ أيضًا مع داوُدَ، ولأنَّهُمْ عَلِموا أنَّهُ هارِبٌ ولَمْ يُخبِروني». فلَمْ يَرضَ عَبيدُ المَلِكِ أنْ يَمُدّوا أيديَهُمْ ليَقَعوا بكهنةِ الرَّبِّ.
18 فقالَ المَلِكُ لدواغَ: «دُرْ أنتَ وقَعْ بالكهنةِ». فدارَ دواغُ الأدوميُّ ووقَعَ هو بالكهنةِ، وقَتَلَ في ذلكَ اليومِ خَمسَةً وثَمانينَ رَجُلًا لابِسي أفودِ كتّانٍ.
19 وضَرَبَ نوبَ مدينةَ الكهنةِ بحَدِّ السَّيفِ. الرِّجالَ والنِّساءَ والأطفالَ والرُّضُعَ والثّيرانَ والحَميرَ والغَنَمَ بحَدِّ السَّيفِ.
20 فنَجا ولَدٌ واحِدٌ لأخيمالِكَ بنِ أخيطوبَ اسمُهُ أبياثارُ وهَرَبَ إلَى داوُدَ.
21 وأخبَرَ أبياثارُ داوُدَ بأنَّ شاوُلَ قد قَتَلَ كهَنَةَ الرَّبِّ.
22 فقالَ داوُدُ لأبياثارَ: «عَلِمتُ في ذلكَ اليومِ الّذي فيهِ كانَ دواغُ الأدوميُّ هناكَ، أنَّهُ يُخبِرُ شاوُلَ. أنا سبَّبتُ لجميعِ أنفُسِ بَيتِ أبيكَ.
23 أقِمْ مَعي. لا تخَفْ، لأنَّ الّذي يَطلُبُ نَفسي يَطلُبُ نَفسَكَ، ولكنكَ عِندي مَحفوظٌ».
شاول يلاحق داود
1 فأخبَروا داوُدَ قائلينَ: «هوذا الفِلِسطينيّونَ يُحارِبونَ قَعيلَةَ ويَنهَبونَ البَيادِرَ».
2 فسألَ داوُدُ مِنَ الرَّبِّ قائلًا: «أأذهَبُ وأضرِبُ هؤُلاءِ الفِلِسطينيّينَ؟» فقالَ الرَّبُّ لداوُدَ: «اذهَبْ واضرِبِ الفِلِسطينيّينَ وخَلِّصْ قَعيلَةَ».
3 فقالَ رِجالُ داوُدَ لهُ: «ها نَحنُ ههنا في يَهوذا خائفونَ، فكمْ بالحَريِّ إذا ذَهَبنا إلَى قَعيلَةَ ضِدَّ صُفوفِ الفِلِسطينيّينَ؟»
4 فعادَ أيضًا داوُدُ وسألَ مِنَ الرَّبِّ، فأجابَهُ الرَّبُّ وقالَ: «قُمِ انزِلْ إلَى قَعيلَةَ، فإنّي أدفَعُ الفِلِسطينيّينَ ليَدِكَ».
5 فذَهَبَ داوُدُ ورِجالُهُ إلَى قَعيلَةَ، وحارَبَ الفِلِسطينيّينَ وساقَ مَواشيَهُمْ، وضَرَبَهُمْ ضَربَةً عظيمَةً، وخَلَّصَ داوُدُ سُكّانَ قَعيلَةَ.
6 وكانَ لَمّا هَرَبَ أبياثارُ بنُ أخيمالِكَ إلَى داوُدَ إلَى قَعيلَةَ نَزَلَ وبيَدِهِ أفودٌ.
شاول يلاحق داود
7 فأُخبِرَ شاوُلُ بأنَّ داوُدَ قد جاءَ إلَى قَعيلَةَ، فقالَ شاوُلُ: «قد نَبَذَهُ اللهُ إلَى يَدي، لأنَّهُ قد أُغلِقَ علَيهِ بالدُّخول إلَى مدينةٍ لها أبوابٌ وعَوارِضُ».
8 ودَعا شاوُلُ جميعَ الشَّعبِ للحَربِ للنُّزول إلَى قَعيلَةَ لمُحاصَرَةِ داوُدَ ورِجالِهِ.
9 فلَمّا عَرَفَ داوُدُ أنَّ شاوُلَ مُنشِئٌ علَيهِ الشَّرَّ، قالَ لأبياثارَ الكاهِنِ قَدِّمِ الأفودَ.
10 ثُمَّ قالَ داوُدُ: «يارَبُّ إلهَ إسرائيلَ، إنَّ عَبدَكَ قد سمِعَ بأنَّ شاوُلَ يُحاوِلُ أنْ يأتيَ إلَى قَعيلَةَ لكَيْ يُخرِبَ المدينةَ بسَبَبي.
11 فهل يُسَلِّمُني أهلُ قَعيلَةَ ليَدِهِ؟ هل يَنزِلُ شاوُلُ كما سمِعَ عَبدُكَ؟ يا رَبُّ إلهَ إسرائيلَ، أخبِرْ عَبدَكَ». فقالَ الرَّبُّ: «يَنزِلُ».
12 فقالَ داوُدُ: «هل يُسَلِّمُني أهلُ قَعيلَةَ مع رِجالي ليَدِ شاوُلَ؟» فقالَ الرَّبُّ: «يُسَلِّمونَ».
13 فقامَ داوُدُ ورِجالُهُ، نَحوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ، وخرجوا مِنْ قَعيلَةَ وذَهَبوا حَيثُما ذَهَبوا. فأُخبِرَ شاوُلُ بأنَّ داوُدَ قد أفلَتَ مِنْ قَعيلَةَ، فعَدَلَ عن الخُروجِ.
14 وأقامَ داوُدُ في البَرّيَّةِ في الحُصونِ ومَكَثَ في الجَبَلِ في بَرّيَّةِ زيفٍ. وكانَ شاوُلُ يَطلُبُهُ كُلَّ الأيّامِ، ولكن لَمْ يَدفَعهُ اللهُ ليَدِهِ.
15 فرأى داوُدُ أنَّ شاوُلَ قد خرجَ يَطلُبُ نَفسَهُ. وكانَ داوُدُ في بَرّيَّةِ زيفٍ في الغابِ.
16 فقامَ يوناثانُ بنُ شاوُلَ وذَهَبَ إلَى داوُدَ إلَى الغابِ وشَدَّدَ يَدَهُ باللهِ،
17 وقالَ لهُ: «لا تخَفْ لأنَّ يَدَ شاوُلَ أبي لا تجِدُكَ، وأنتَ تملِكُ علَى إسرائيلَ، وأنا أكونُ لكَ ثانيًا. وشاوُلُ أبي أيضًا يَعلَمُ ذلكَ».
18 فقَطَعا كِلاهُما عَهدًا أمامَ الرَّبِّ. وأقامَ داوُدُ في الغابِ، وأمّا يوناثانُ فمَضَى إلَى بَيتِهِ.
19 فصَعِدَ الزّيفيّونَ إلَى شاوُلَ إلَى جِبعَةَ قائلينَ: «أليس داوُدُ مُختَبِئًا عِندَنا في حُصونٍ في الغابِ، في تلِّ حَخيلَةَ الّتي إلَى يَمينِ القَفرِ؟
20 فالآنَ حَسَبَ كُلِّ شَهوَةِ نَفسِكَ أيُّها المَلِكُ في النُّزول انزِلْ، وعلَينا أنْ نُسَلِّمَهُ ليَدِ المَلِكِ».
21 فقالَ شاوُلُ: «مُبارَكونَ أنتُمْ مِنَ الرَّبِّ لأنَّكُمْ قد أشفَقتُمْ علَيَّ.
22 فاذهَبوا أكِّدوا أيضًا، واعلَموا وانظُروا مَكانَهُ حَيثُ تكونُ رِجلُهُ ومَنْ رآهُ هناكَ، لأنَّهُ قيلَ لي إنَّهُ مَكرًا يَمكُرُ.
23 فانظُروا واعلَموا جميعَ المُختَبآتِ الّتي يَختَبِئُ فيها، ثُمَّ ارجِعوا إلَيَّ علَى تأكيدٍ، فأسيرَ معكُمْ. ويكونُ إذا وُجِدَ في الأرضِ، أنّي أُفَتِّشُ علَيهِ بجميعِ أُلوفِ يَهوذا».
24 فقاموا وذَهَبوا إلَى زيفٍ قُدّامَ شاوُلَ. وكانَ داوُدُ ورِجالُهُ في بَرّيَّةِ مَعونٍ، في السَّهلِ عن يَمينِ القَفرِ.
25 وذَهَبَ شاوُلُ ورِجالُهُ للتَّفتيشِ. فأخبَروا داوُدَ، فنَزَلَ إلَى الصَّخرِ وأقامَ في بَرّيَّةِ مَعونٍ. فلَمّا سمِعَ شاوُلُ تبِعَ داوُدَ إلَى بَرّيَّةِ مَعونٍ.
26 فذَهَبَ شاوُلُ عن جانِبِ الجَبَلِ مِنْ هنا، وداوُدُ ورِجالُهُ عن جانِبِ الجَبَلِ مِنْ هناكَ. وكانَ داوُدُ يَفِرُّ في الذَّهابِ مِنْ أمامِ شاوُلَ، وكانَ شاوُلُ ورِجالُهُ يُحاوِطونَ داوُدَ ورِجالهُ لكَيْ يأخُذوهُم.
27 فجاءَ رَسولٌ إلَى شاوُلَ يقولُ: «أسرِعْ واذهَبْ لأنَّ الفِلِسطينيّينَ قد اقتَحَموا الأرضَ».
28 فرَجَعَ شاوُلُ عن اتِّباعِ داوُدَ، وذَهَبَ للِقاءِ الفِلِسطينيّينَ. لذلكَ دُعيَ ذلكَ المَوْضِعُ «صَخرَةَ الزَّلَقاتِ».
29 وصَعِدَ داوُدُ مِنْ هناكَ وأقامَ في حُصونِ عَينِ جَديٍ.
تعليق
3 – قووا أحدكم الآخر
كانت هذه فترة صراع مكثف في حياة داود.
لا تبدو الغيرة، كما نرى هنا مع شاول، أنها ستخفت حدتها ما أن تحكم قبضتها على الشخص. فقد قادت شاول إلى المزيد والمزيد من التصرفات الشريرة بدم بارد. فهو لم يفكر قبل أن يدمر مدينة كاملة تمتليء بالكهنة (19:22).
اضطر داود لأن يلجأ لكل حيلة حتى يتجنب الهجمات. وأكل خبز الوجوه المقدس (1:21-9)؛ وتظاهر بأنه قد جُن (ع13) وتجمع حوله فريق مختلط من "كُلُّ رَجُل مُتَضَايِق، وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَكُلُّ رَجُل مُرِّ النَّفْسِ" (2:22). لكننا نرى في هذه الفقرة مميزات داود التي ظهرت حتى عندما كان عرضة للهجوم.
- الولاء والإخلاص
كان لدى داود سمعة بأنه مخلص (ع14) وكان محط احترام عال. كان داود ويوناثان مخلصين تماما بعضهما لبعض. "فَقَامَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَذَهَبَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْغَابِ وَشَدَّدَ يَدَهُ بِاللهِ" (16:23).
إذا أخذنا في الاعتبار إنه كان يمكن أن يرى نفسه كوارث للعرش، فإن موقف يوناثان تجاه داود كان غير عادي: "وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا" (ع17). لقد كانا ملتزمين تماما ببعضهما البعض: "فَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ" (ع18).
لا شيء يساعد أكثر في أزمنة الصراع من ولاء أصدقاءنا وعائلتنا. يمكنهم أن يساعدوك في الأوقات الصعبة. ويمكنك، عندما يكونون هم تحت الهجوم، أن تساعدهم بإخلاصك وتدعمهم ليجدوا قوة في الله.
- الصلاة
ما هو أول ميناء تلجأ إليه عندما يأتي الصراع إلى حياتك؟ كما تصف جويس ماير الموقف، عندما تأتيك المتاعب هل "تجري إلى التليفون" أم هل "تجري إلى العرش"؟ تعلم داود في هذه المرحلة من حياته ما هي الأهمية البالغة للسؤال من الرب قبل أن يتخذ أية قرارات. عندما تعرض للهجوم مرارا وتكرارا "سأل من الرب" (ع2، 4). بهذه الطريقة، ستجعلك الهجمات في الحقيقة تقترب أكثر من الله.
واحدة من مآسي هذه القصة إنه بدلا من خوض الحرب ضد العدو الحقيقي (ع27)، كان شعب الله، مثل هاتين الغزالتين من نوع سبرنجبوك، يحارب بعضه بعضا. أعطى هذا للفلسطينيين الفرصة ليهاجموا. ولا زالت الكنيسة اليوم في خطر أن تفعل هذا.
يستطيع الله أن يأخذ شيئا يقصد به الشيطان الشر والتقسيم ويحوله إلى شيء جيد. استخدم الله هجوم الفلسطينيين لينقذ داود: "فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنِ اتِّبَاعِ دَاوُدَ، وَذَهَبَ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ" (ع28). سيكون أمرا رائعا لو توقفت الكنيسة عن صراعها الداخلي وواجهت بوحدة الأعداء الحقيقيين الذين يهددون بتدمير عالمنا مثل الظلم والإتجار بالبشر والمرض والفقر.
أيها الآب، ساعدنا حتى نكون مخلصين بعضنا لبعض، وحتى نتوقف عن محاربة بعضنا بعضا في الكنيسة وأن نتحد لنواجه الهجمات الحقيقية من الخارج.
تعليق من بيبا
أم12:13
"الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ"
يمكن للإحباط حقا أن يجعلك مريضا. إن تركته يتفاقم، فسوف يأكل فيك أنت. لست متأكدة ما هي الإجابة إلا أن نأخذ هذا الإحباط إلى الله، والذهاب إلى الله والثقة في سيادته – وهذا ليس سهل دائما.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر