كيف تعيش في بيئة معادية!
المقدمة
هرب مئات الآلاف من المسيحيين من العراق وسوريا من وسط الإرهاب والصراع الإسلامي. يواجه المسيحيون تهديد التعذيب الممنهج والقتل بالجملة. أعلنت "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش) أن المسيحية هي عدوها الأول.
يعيش الملايين من المسيحيين في بلاد يـٌضطهدون فيها من أجل إيمانهم. تحاول الكثير من الحكومات أن تسيطر على نمو الكنيسة. حتى في البلاد التي فيها مسيحية تقليدية توجد عدائية متزايدة تجاه المسيحية النشطة النابضة بالحياة. روح العداء تجاه شعب الله ليست أمرا جديدا. يشعر الناس بالتهديد غالبا من النجاح والنمو والأعداد الكبيرة.
ربما تواجه روحاً عدائية في مكان عملك أو حتى في عائلتك بسبب إيمانك. لا تسلط قراءات اليوم الضوء فقط على حقيقة العيش في بيئة معادية، بل وتشير أيضا إلى كيفية العيش والبقاء على قيد الحياة بل والنمو في وسط مثل هذه البيئة العدائية.
المَزاميرُ 19:1-6
لإمامِ المُغَنّينَ. مَزمورٌ لداوُدَ
1 السماواتُ تُحَدِّثُ بمَجدِ اللهِ، والفَلكُ يُخبِرُ بعَمَلِ يَدَيهِ.
2 يومٌ إلَى يومٍ يُذيعُ كلامًا، وليلٌ إلَى ليلٍ يُبدي عِلمًا.
3 لا قَوْلَ ولا كلامَ. لا يُسمَعُ صوتُهُمْ.
4 في كُلِّ الأرضِ خرجَ مَنطِقُهُمْ، وإلَى أقصَى المَسكونَةِ كلِماتُهُمْ. جَعَلَ للشَّمسِ مَسكَنًا فيها،
5 وهي مِثلُ العَروسِ الخارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبتَهِجُ مِثلَ الجَبّارِ للسِّباقِ في الطريقِ.
6 مِنْ أقصَى السماواتِ خُروجُها، ومَدارُها إلَى أقاصيها، ولا شَيءَ يَختَفي مِنْ حَرِّها.
تعليق
ادرس إعلان الله
أعلن الله عن نفسه للعالم كله من خلال الخليقة. يقول داود أنه عندما تنظر على الكون فمن الواضح أنه يوجد إله: "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً" (ع1-2).
قاد فرانسيس كولنز، رئيس مشروع الجينوم البشري، فريقا من أكثر من ألفي عالم تعاونوا معا لتحديد الثلاثة مليار حرفٍ الموجودة في الجينوم البشري – كتاب تعليمات D N A الخاص بنا. وقال، "لا يمكنني أن أرى كيف يمكن للطبيعة أن تخلق نفسها. وحدها القوة فوق الطبيعية الواقعة خارج الزمان والمكان هي التي يمكنها عمل هذا".
إعلان الله في الخليقة متاح لكل إنسان. بلا استثناء لأحد. "لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ. فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ" (ع3-4).
بينما ننظر إلى العالم نرى آثار أقدام الله – "قُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ" (رو20:1). ولكن، رغم أن الله قد أعلن نفسه للعالم أجمع، لا زال الكثير منه معاديا لله.
خذ وقتا لتدرس خليقة الله واشكره من أجل كونه خالقاً، وتمتع بكل الأشياء الجميلة التي صنعها الله.
صلاة
أشكرك يا رب لأنك تتكلم كل يوم وكل ليلة من خلال الخليقة، ولأنه ما من قول أو لغة لا يـٌسمع بها صوتك.
مَتَّى 26:1-30
إنكار بطرس
1 ولَمّا أكمَلَ يَسوعُ هذِهِ الأقوالَ كُلَّها قالَ لتلاميذِهِ:
2 «تعلَمونَ أنَّهُ بَعدَ يومَينِ يكونُ الفِصحُ، وابنُ الإنسانِ يُسَلَّمُ ليُصلَبَ».
3 حينَئذٍ اجتَمَعَ رؤَساءُ الكهنةِ والكتبةُ وشُيوخُ الشَّعبِ إلَى دارِ رَئيسِ الكهنةِ الّذي يُدعَى قَيافا،
4 وتَشاوَروا لكَيْ يُمسِكوا يَسوعَ بمَكرٍ ويَقتُلوهُ.
5 ولكنهُمْ قالوا: «ليس في العيدِ لئَلّا يكونَ شَغَبٌ في الشَّعبِ».
سكب الطيب على يسوع
6 وفيما كانَ يَسوعُ في بَيتِ عنيا في بَيتِ سِمعانَ الأبرَصِ،
7 تقَدَّمَتْ إليهِ امرأةٌ معها قارورَةُ طيبٍ كثيرِ الثَّمَنِ، فسكَبَتهُ علَى رأسِهِ وهو مُتَّكِئٌ.
8 فلَمّا رأى تلاميذُهُ ذلكَ اغتاظوا قائلينَ: «لماذا هذا الإتلافُ؟
9 لأنَّهُ كانَ يُمكِنُ أنْ يُباعَ هذا الطّيبُ بكَثيرٍ ويُعطَى للفُقَراءِ».
10 فعَلِمَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: «لماذا تُزعِجونَ المَرأةَ؟ فإنَّها قد عَمِلَتْ بي عَمَلًا حَسَنًا!
11 لأنَّ الفُقَراءَ معكُمْ في كُلِّ حينٍ، وأمّا أنا فلَستُ معكُمْ في كُلِّ حينٍ.
12 فإنَّها إذ سكَبَتْ هذا الطّيبَ علَى جَسَدي إنَّما فعَلَتْ ذلكَ لأجلِ تكفيني.
13 الحَقَّ أقولُ لكُمْ: حَيثُما يُكرَزْ بهذا الإنجيلِ في كُلِّ العالَمِ، يُخبَرْ أيضًا بما فعَلَتهُ هذِهِ تذكارًا لها».
خيانة يهوذا
14 حينَئذٍ ذَهَبَ واحِدٌ مِنَ الِاثنَيْ عشَرَ، الّذي يُدعَى يَهوذا الإسخَريوطيَّ، إلَى رؤَساءِ الكهنةِ
15 وقالَ: «ماذا تُريدونَ أنْ تُعطوني وأنا أُسَلِّمُهُ إلَيكُم؟». فجَعَلوا لهُ ثَلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ.
16 ومِنْ ذلكَ الوقتِ كانَ يَطلُبُ فُرصَةً ليُسَلِّمَهُ.
عشاء الفِصح مع التلاميذ
17 وفي أوَّلِ أيّامِ الفَطيرِ تقَدَّمَ التلاميذُ إلَى يَسوعَ قائلينَ لهُ: «أين تُريدُ أنْ نُعِدَّ لكَ لتأكُلَ الفِصحَ؟».
18 فقالَ: «اذهَبوا إلَى المدينةِ، إلَى فُلانٍ وقولوا لهُ: المُعَلِّمُ يقولُ: إنَّ وقتي قريبٌ. عِندَكَ أصنَعُ الفِصحَ مع تلاميذي».
19 ففَعَلَ التلاميذُ كما أمَرَهُمْ يَسوعُ وأعَدّوا الفِصحَ.
20 ولَمّا كانَ المساءُ اتَّكأَ مع الِاثنَيْ عشَرَ.
21 وفيما هُم يأكُلونَ قالَ: «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ واحِدًا مِنكُمْ يُسَلِّمُني».
22 فحَزِنوا جِدًّا، وابتَدأَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُمْ يقولُ لهُ: «هل أنا هو يا رَبُّ؟».
23 فأجابَ وقالَ: «الّذي يَغمِسُ يَدَهُ مَعي في الصَّحفَةِ هو يُسَلِّمُني!
24 إنَّ ابنَ الإنسانِ ماضٍ كما هو مَكتوبٌ عنهُ، ولكن ويلٌ لذلكَ الرَّجُلِ الّذي بهِ يُسَلَّمُ ابنُ الإنسانِ. كانَ خَيرًا لذلكَ الرَّجُلِ لو لَمْ يولَدْ!».
25 فأجابَ يَهوذا مُسَلِّمُهُ وقالَ: «هل أنا هو يا سيِّدي؟». قالَ لهُ: «أنتَ قُلتَ».
عشاء الرب
26 وفيما هُم يأكُلونَ أخَذَ يَسوعُ الخُبزَ، وبارَكَ وكسَّرَ وأعطَى التلاميذَ وقالَ: «خُذوا كُلوا. هذا هو جَسَدي».
27 وأخَذَ الكأسَ وشَكَرَ وأعطاهُمْ قائلًا: «اشرَبوا مِنها كُلُّكُمْ،
28 لأنَّ هذا هو دَمي الّذي للعَهدِ الجديدِ الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ كثيرينَ لمَغفِرَةِ الخطايا.
29 وأقولُ لكُمْ: إنّي مِنَ الآنَ لا أشرَبُ مِنْ نِتاجِ الكَرمَةِ هذا إلَى ذلكَ اليومِ حينَما أشرَبُهُ معكُمْ جديدًا في ملكوتِ أبي».
30 ثُمَّ سبَّحوا وخرجوا إلَى جَبَلِ الزَّيتونِ.
تعليق
افهم تدبير الله
هل سبق واتُهمت زورا أو خانك صديق؟ هل يوجد أشخاص يتآمرون عليك؟ أو هل سبق واختبرت صورة أخرى من العداء الشخصي؟ لقد اختبر يسوع كل هذه الأمور.
لقد أعلن الله عن ذاته في الخليقة. لكن، يقع إعلانه الأسمى في شخص ابنه، يسوع المسيح.
أتى الله بنفسه ليكون جزءا من هذا العالم العدائي، من أجل أن يعمل شيئا حيال هذا الأمر. نرى في هذه الفقرة لمحة من تدبير الله، والذي حققه من خلال المجيء في شخص ابنه يسوع المسيح وموته لأجلنا. لكن العالم كان عدائيا حتى تجاه يسوع نفسه.
التآمر
لا ينبغي أن نُفاجأ من عدائية العالم ليسوع وللمسيحية اليوم. عرف يسوع أنه سوف "يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ" (ع2). فقد "اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ... وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ" (ع3-4). قال يسوع للاثني عشر، "وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي" (ع21).
الاتهامات
عندما أتت امرأة ليسوع "مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ" (ع7)، حتى التلاميذ اعتبروا أن هذا العمل كان إتلافاً (ع8).
هناك أمر معبر جدا في هذه الحادثة. فقد أُعطي يسوع نفسه لأجلنا. وكانت التكلفة أبعد بكثير مما يمكننا أن نتخيل، وكان موته وشيكا. فقارورة من عطر غالي الثمن هي مناسبة بالكاد، ومع هذا يتجادل التلاميذ حول الإتلاف.
يفهم معظم الناس أعمالك ذات التصرف الخاص (مثلا، حين تكون رداً على الفقر) ولكن يصعب عليهم فهم عبادتك ليسوع وكل ما يتعلق بها, إذ يعتبرون هذه الأمور "إتلافا" ويرون أنه من المؤكد وجود طريقة أفضل لاستخدام وقتك ومالك (ع9)، لكن يسوع يرى الأمور بشكل مختلف: "فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً!" (ع10). لقد أبدت حبها المفرط ليسوع.
الخيانة
ماذا يفعل الناس من أجل الحصول على المال؟ انتظر يهوذا فرصة سانحة ليسلم يسوع مقابل "ثلاثين من الفضة" (ع15). من الصعب مجرد تخيل كم كان هذا مؤلما ليسوع. كان يهوذا واحداً من أقرب "أصدقائه"، واحداً من الدائرة الداخلية، واحداً من الاثني عشر الذين اختارهم. لكنه عرف – "إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي" (ع21).
لكن يسوع في محبته الفائقة، بدلا من أن يرفضهم كلهم، يموت من أجلهم. وأثناء الأكل معهم، يبدأ يفسر لهم معنى موته. ويشرح من خلال كسر الخبز وشرب الخمر أن دمه "يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (ع28). كانت إجابة يسوع على عالم معادٍ له هو أن يُصلب لكي يجعل الغفران والفداء ممكنين.
في كل مرة تتناول فيها الإفخارستيا، يتم تذكيرك بكل من عدائية العالم تجاه يسوع ومحبته لنفس هذا العالم.
صلاة
أشكرك يا رب لأجل مثالك غير العادي عن كيفية العيش في بيئة معادية. أشكرك لأنك مت لتجعل الغفران والفداء ممكنين.
الخُروجُ 1:1-3:22
قهر شعب إسرائيل
1 وهذِهِ أسماءُ بَني إسرائيلَ الّذينَ جاءوا إلَى مِصرَ. مع يعقوبَ جاءَ كُلُّ إنسانٍ وبَيتُهُ:
2 رأوبَينُ وشِمعونُ ولاوي ويَهوذا
3 ويَسّاكَرُ وزَبولونُ وبَنيامينُ
4 ودانُ ونَفتالي وجادُ وأشيرُ.
5 وكانتْ جميعُ نُفوسِ الخارِجينَ مِنْ صُلبِ يعقوبَ سبعينَ نَفسًا. ولكن يوسُفُ كانَ في مِصرَ.
6 وماتَ يوسُفُ وكُلُّ إخوَتِهِ وجميعُ ذلكَ الجيلِ.
7 وأمّا بَنو إسرائيلَ فأثمَروا وتَوالَدوا ونَمَوْا وكثُروا كثيرًا جِدًّا، وامتَلأتِ الأرضُ مِنهُمْ.
8 ثُمَّ قامَ مَلِكٌ جديدٌ علَى مِصرَ لَمْ يَكُنْ يَعرِفُ يوسُفَ.
9 فقالَ لشَعبِهِ: «هوذا بَنو إسرائيلَ شَعبٌ أكثَرُ وأعظَمُ مِنّا.
10 هَلُمَّ نَحتالُ لهُمْ لئَلّا يَنموا، فيكونَ إذا حَدَثَتْ حَربٌ أنهُم يَنضَمّونَ إلَى أعدائنا ويُحارِبونَنا ويَصعَدونَ مِنَ الأرضِ».
11 فجَعَلوا علَيهِمْ رؤَساءَ تسخيرٍ لكَيْ يُذِلّوهُم بأثقالِهِمْ، فبَنَوْا لفِرعَوْنَ مَدينَتَيْ مَخازِنَ: فيثومَ، ورَعَمسيسَ.
12 ولكن بحَسبِما أذَلّوهُم هكذا نَمَوْا وامتَدّوا. فاختَشَوْا مِنْ بَني إسرائيلَ.
13 فاستَعبَدَ المِصريّونَ بَني إسرائيلَ بعُنفٍ،
14 ومَرَّروا حَياتَهُمْ بعُبوديَّةٍ قاسيَةٍ في الطّينِ واللِّبنِ وفي كُلِّ عَمَلٍ في الحَقلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ الّذي عَمِلوهُ بواسِطَتِهِمْ عُنفًا.
15 وكلَّمَ مَلِكُ مِصرَ قابِلَتَيِ العِبرانيّاتِ اللَّتَينِ اسمُ إحداهُما شِفرَةُ واسمُ الأُخرَى فوعَةُ،
16 وقالَ: «حينَما توَلِّدانِ العِبرانيّاتِ وتَنظُرانِهِنَّ علَى الكَراسيِّ، إنْ كانَ ابنًا فاقتُلاهُ، وإنْ كانَ بنتًا فتحيا».
17 ولكن القابِلَتَينِ خافَتا اللهَ ولَمْ تفعَلا كما كلَّمَهُما مَلِكُ مِصرَ، بل استَحيَتا الأولادَ.
18 فدَعا مَلِكُ مِصرَ القابِلَتَينِ وقالَ لهُما: «لماذا فعَلتُما هذا الأمرَ واستَحيَيتُما الأولادَ؟»
19 فقالَتِ القابِلَتانِ لفِرعَوْنَ: «إنَّ النِّساءَ العِبرانيّاتِ لَسنَ كالمِصريّاتِ، فإنَّهُنَّ قَويّاتٌ يَلِدنَ قَبلَ أنْ تأتيَهُنَّ القابِلَةُ».
20 فأحسَنَ اللهُ إلَى القابِلَتَينِ، ونَما الشَّعبُ وكثُرَ جِدًّا.
21 وكانَ إذ خافَتِ القابِلَتانِ اللهَ أنَّهُ صَنَعَ لهُما بُيوتًا.
22 ثُمَّ أمَرَ فِرعَوْنُ جميعَ شَعبِهِ قائلًا: «كُلُّ ابنٍ يولَدُ تطرَحونَهُ في النَّهرِ، لكن كُلَّ بنتٍ تستَحيونَها».
هروب موسَى إلى مديان
1 وذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيتِ لاوي وأخَذَ بنتَ لاوي،
2 فحَبِلَتِ المَرأةُ وولَدَتِ ابنًا. ولَمّا رأتهُ أنَّهُ حَسَنٌ، خَبّأتهُ ثَلاثَةَ أشهُرٍ.
3 ولَمّا لَمْ يُمكِنها أنْ تُخَبِّئَهُ بَعدُ، أخَذَتْ لهُ سفَطًا مِنَ البَرديِّ وطَلَتهُ بالحُمَرِ والزِّفتِ، ووضَعَتِ الوَلَدَ فيهِ، ووضَعَتهُ بَينَ الحَلفاءِ علَى حافَةِ النَّهرِ.
4 ووقَفَتْ أُختُهُ مِنْ بَعيدٍ لتَعرِفَ ماذا يُفعَلُ بهِ.
5 فنَزَلَتِ ابنَةُ فِرعَوْنَ إلَى النَّهرِ لتَغتَسِلَ، وكانتْ جَواريها ماشياتٍ علَى جانِبِ النَّهرِ. فرأتِ السَّفَطَ بَينَ الحَلفاءِ، فأرسَلَتْ أمَتَها وأخَذَتهُ.
6 ولَمّا فتحَتهُ رأتِ الوَلَدَ، وإذا هو صَبيٌّ يَبكي. فرَقَّتْ لهُ وقالَتْ: «هذا مِنْ أولادِ العِبرانيّينَ».
7 فقالَتْ أُختُهُ لابنَةِ فِرعَوْنَ: «هل أذهَبُ وأدعو لكِ امرأةً مُرضِعَةً مِنَ العِبرانيّاتِ لتُرضِعَ لكِ الوَلَدَ؟»
8 فقالَتْ لها ابنَةُ فِرعَوْنَ: «اذهَبي». فذَهَبَتِ الفَتاةُ ودَعَتْ أُمَّ الوَلَدِ.
9 فقالَتْ لها ابنَةُ فِرعَوْنَ: «اذهَبي بهذا الوَلَدِ وأرضِعيهِ لي وأنا أُعطي أُجرَتَكِ». فأخَذَتِ المَرأةُ الوَلَدَ وأرضَعَتهُ.
10 ولَمّا كبِرَ الوَلَدُ جاءَتْ بهِ إلَى ابنَةِ فِرعَوْنَ فصارَ لها ابنًا، ودَعَتِ اسمَهُ «موسَى» وقالَتْ: «إنّي انتَشَلتُهُ مِنَ الماءِ».
هروب موسَى إلى مديان
11 وحَدَثَ في تِلكَ الأيّامِ لَمّا كبِرَ موسَى أنَّهُ خرجَ إلَى إخوَتِهِ ليَنظُرَ في أثقالِهِمْ، فرأى رَجُلًا مِصريًّا يَضرِبُ رَجُلًا عِبرانيًّا مِنْ إخوَتِهِ،
12 فالتَفَتَ إلَى هنا وهناكَ ورأى أنْ ليس أحَدٌ، فقَتَلَ المِصريَّ وطَمَرَهُ في الرَّملِ.
13 ثُمَّ خرجَ في اليومِ الثّاني وإذا رَجُلانِ عِبرانيّانِ يتَخاصَمانِ، فقالَ للمُذنِبِ: «لماذا تضرِبُ صاحِبَكَ؟»
14 فقالَ: «مَنْ جَعَلكَ رَئيسًا وقاضيًا علَينا؟ أمُفتَكِرٌ أنتَ بقَتلي كما قَتَلتَ المِصريَّ؟». فخافَ موسَى وقالَ: «حَقًّا قد عُرِفَ الأمرُ».
15 فسمِعَ فِرعَوْنُ هذا الأمرَ، فطَلَبَ أنْ يَقتُلَ موسَى. فهَرَبَ موسَى مِنْ وجهِ فِرعَوْنَ وسَكَنَ في أرضِ مِديانَ، وجَلَسَ عِندَ البِئرِ.
16 وكانَ لكاهِنِ مِديانَ سبعُ بَناتٍ، فأتَينَ واستَقَينَ ومَلأنَ الأجرانَ ليَسقينَ غَنَمَ أبيهِنَّ.
17 فأتَى الرُّعاةُ وطَرَدوهُنَّ. فنَهَضَ موسَى وأنجَدَهُنَّ وسَقَى غَنَمَهُنَّ.
18 فلَمّا أتَينَ إلَى رَعوئيلَ أبيهِنَّ قالَ: «ما بالُكُنَّ أسرَعتُنَّ في المَجيءِ اليومَ؟»
19 فقُلنَ: «رَجُلٌ مِصريٌّ أنقَذَنا مِنْ أيدي الرُّعاةِ، وإنَّهُ استَقَى لنا أيضًا وسَقَى الغَنَمَ».
20 فقالَ لبَناتِهِ: «وأين هو؟ لماذا ترَكتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادعونَهُ ليأكُلَ طَعامًا».
21 فارتَضَى موسَى أنْ يَسكُنَ مع الرَّجُلِ، فأعطَى موسَى صَفّورَةَ ابنَتَهُ.
22 فوَلَدَتِ ابنًا فدَعا اسمَهُ «جَرشومَ»، لأنَّهُ قالَ: «كُنتُ نَزيلًا في أرضٍ غَريبَةٍ».
23 وحَدَثَ في تِلكَ الأيّامِ الكَثيرَةِ أنَّ مَلِكَ مِصرَ ماتَ. وتَنَهَّدَ بَنو إسرائيلَ مِنَ العُبوديَّةِ وصَرَخوا، فصَعِدَ صُراخُهُمْ إلَى اللهِ مِنْ أجلِ العُبوديَّةِ.
24 فسمِعَ اللهُ أنينَهُمْ، فتذَكَّرَ اللهُ ميثاقَهُ مع إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ.
25 ونَظَرَ اللهُ بَني إسرائيلَ وعَلِمَ اللهُ.
موسَى والعليقة المشتعلة
1 وأمّا موسَى فكانَ يَرعَى غَنَمَ يَثرونَ حَميهِ كاهِنِ مِديانَ، فساقَ الغَنَمَ إلَى وراءِ البَرّيَّةِ وجاءَ إلَى جَبَلِ اللهِ حوريبَ.
2 وظَهَرَ لهُ مَلاكُ الرَّبِّ بلهيبِ نارٍ مِنْ وسَطِ عُلَّيقَةٍ. فنَظَرَ وإذا العُلَّيقَةُ تتَوَقَّدُ بالنّارِ، والعُلَّيقَةُ لَمْ تكُنْ تحتَرِقُ.
3 فقالَ موسَى: «أميلُ الآنَ لأنظُرَ هذا المَنظَرَ العظيمَ. لماذا لا تحتَرِقُ العُلَّيقَةُ؟».
4 فلَمّا رأى الرَّبُّ أنَّهُ مالَ ليَنظُرَ، ناداهُ اللهُ مِنْ وسَطِ العُلَّيقَةِ وقالَ: «موسَى، موسَى!». فقالَ: «هأنَذا».
5 فقالَ: «لا تقتَرِبْ إلَى ههنا. اخلَعْ حِذاءَكَ مِنْ رِجلَيكَ، لأنَّ المَوْضِعَ الّذي أنتَ واقِفٌ علَيهِ أرضٌ مُقَدَّسَةٌ».
6 ثُمَّ قالَ: «أنا إلهُ أبيكَ، إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ». فغَطَّى موسَى وجهَهُ لأنَّهُ خافَ أنْ يَنظُرَ إلَى اللهِ.
7 فقالَ الرَّبُّ: «إنّي قد رأيتُ مَذَلَّةَ شَعبي الّذي في مِصرَ وسَمِعتُ صُراخَهُمْ مِنْ أجلِ مُسَخِّريهِمْ. إنّي عَلِمتُ أوجاعَهُمْ،
8 فنَزَلتُ لأُنقِذَهُمْ مِنْ أيدي المِصريّينَ، وأُصعِدَهُمْ مِنْ تِلكَ الأرضِ إلَى أرضٍ جَيِّدَةٍ وواسِعَةٍ، إلَى أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلًا، إلَى مَكانِ الكَنعانيّينَ والحِثّيّينَ والأموريّينَ والفِرِزَّيّينَ والحِوّيّينَ واليَبوسيّينَ.
9 والآنَ هوذا صُراخُ بَني إسرائيلَ قد أتَى إلَيَّ، ورأيتُ أيضًا الضّيقَةَ الّتي يُضايِقُهُمْ بها المِصريّونَ،
10 فالآنَ هَلُمَّ فأُرسِلُكَ إلَى فِرعَوْنَ، وتُخرِجُ شَعبي بَني إسرائيلَ مِنْ مِصرَ».
11 فقالَ موسَى للهِ: «مَنْ أنا حتَّى أذهَبَ إلَى فِرعَوْنَ، وحتَّى أُخرِجَ بَني إسرائيلَ مِنْ مِصرَ؟»
12 فقالَ: «إنّي أكونُ معكَ، وهذِهِ تكونُ لكَ العَلامَةُ أنّي أرسَلتُكَ: حينَما تُخرِجُ الشَّعبَ مِنْ مِصرَ، تعبُدونَ اللهَ علَى هذا الجَبَلِ».
13 فقالَ موسَى للهِ: «ها أنا آتي إلَى بَني إسرائيلَ وأقولُ لهُمْ: إلهُ آبائكُمْ أرسَلَني إلَيكُمْ. فإذا قالوا لي: ما اسمُهُ؟ فماذا أقولُ لهُم؟»
14 فقالَ اللهُ لموسَى: «أهيَهِ الّذي أهيَهْ». وقالَ: «هكذا تقولُ لبَني إسرائيلَ: أهيَهْ أرسَلَني إلَيكُمْ».
15 وقالَ اللهُ أيضًا لموسَى: «هكذا تقولُ لبَني إسرائيلَ: يَهوَهْ إلهُ آبائكُمْ، إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ أرسَلَني إلَيكُمْ. هذا اسمي إلَى الأبدِ وهذا ذِكري إلَى دَوْرٍ فدَوْرٍ.
16 اِذهَبْ واجمَعْ شُيوخَ إسرائيلَ وقُلْ لهُمُ: الرَّبُّ إلهُ آبائكُمْ، إلهُ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ ظَهَرَ لي قائلًا: إنّي قد افتَقَدتُكُمْ وما صُنِعَ بكُمْ في مِصرَ.
17 فقُلتُ أُصعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصرَ إلَى أرضِ الكَنعانيّينَ والحِثّيّينَ والأموريّينَ والفِرِزّيّينَ والحِوّيّينَ واليَبوسيّينَ، إلَى أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلًا.
18 «فإذا سمِعوا لقَوْلِكَ، تدخُلُ أنتَ وشُيوخُ بَني إسرائيلَ إلَى مَلِكِ مِصرَ وتَقولونَ لهُ: الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ التَقانا، فالآنَ نَمضي سفَرَ ثَلاثَةِ أيّامٍ في البَرّيَّةِ ونَذبَحُ للرَّبِّ إلهِنا.
19 ولكني أعلَمُ أنَّ مَلِكَ مِصرَ لا يَدَعُكُمْ تمضونَ ولا بيَدٍ قَويَّةٍ،
20 فأمُدُّ يَدي وأضرِبُ مِصرَ بكُلِّ عَجائبي الّتي أصنَعُ فيها. وبَعدَ ذلكَ يُطلِقُكُمْ.
21 وأُعطي نِعمَةً لهذا الشَّعبِ في عُيونِ المِصريّينَ. فيكونُ حينَما تمضونَ أنَّكُمْ لا تمضونَ فارِغينَ.
22 بل تطلُبُ كُلُّ امرأةٍ مِنْ جارَتِها ومِنْ نَزيلَةِ بَيتِها أمتِعَةَ فِضَّةٍ وأمتِعَةَ ذَهَبٍ وثيابًا، وتَضَعونَها علَى بَنيكُمْ وبَناتِكُمْ. فتسلُبونَ المِصريّينَ».
تعليق
عرف من يكون الله
سأل موسى الله، "من أنا حتى أذهب؟" أجاب الله بأن أخبره من يكون هو. في النهاية، لن نجد الإجابة على كل أسئلتنا ومشاكلنا فيمن نكون نحن بل فيمن يكون الله.
إن سألت يهوديا في القرن الأول من كان أعظم شخص عاش على الأرض على الإطلاق، لأجاب بلا تردد ولا شك: "موسى". فقد كان الشخصية السامية في تاريخهم. فقد أنقذهم من العبودية إلى حياة الحرية. وأعطاهم الناموس. يقدم لنا سفر الخروج تأسيس أمة جديدة ويقدم لنا الرجل المسئول عن هذا.
"ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ" (خر8:1). كان "الملك الجديد" جاهلا بحقيقة إنقاذ يوسف لمصر. نسي الناس بسرعة الخير الذي صنعه شعب الله في الماضي. وبدأت الحكومة تضطهدهم "بلا رحمة" بالسخرة (ع11-14). صرخوا طلبا للنجدة "فَسَمِعَ اللهُ انِينَهُمْ" (24:2).
حاول الناس عبر كل التاريخ أن يتخلصوا من شعب الله – ولكن لم ينجح أحد. "وَلَكِنْ بِحَسْبِمَا اذَلُّوهُمْ هَكَذَا نَمُوا وَامْتَدُّوا" (12:1). وحتى اليوم، عندما تضطهد وتذل الكنيسة، غالبا ما تتضاعف وتنتشر.
كان موسى حفيد فرعون المتبنى – أميرا قويا. لابد وأن المال والجنس والسلطة كانت في متناول يد موسى وبوفرة. لكنه اختار أن يتحمل العداء عوضا عن كل هذا. فأطاع دعوة الله واختار أن تكون هويته وسط شعب الله – مجموعة من الناس؛ يـُنظر إليهم بازدراء وتعالي من أولئك الذين نالوا تربية مثل تربية موسى، أمة من العبيد – إسرائيل.
من خلال عدسات العهد الجديد، نرى أن موسى "مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِباً عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ" (عب25:11-26).
لم يكن اختيارا سهلا. لكنه في النهاية أطاع دعوة الله وقبل تحدي العالم المعادي.
في قلب طاعته يوجد إدراك وتمييز لمن هو الله. أعلن الله عن ذاته لموسى بطرق متنوعة في هذه الآيات، ووعد، "إنِّي اكُونُ مَعَكَ" (12:3). كان إعلان اسمه بالتحديد أمرا هاما وذا دلالة، لأن الأسماء كانت تفهم على أنها إعلان عن شخصية الشخص أو طبيعته: أعلن الله نفسه بصفته، "أكون الذي أكون "أهيه آشر أهيه"" (ع14). الطريقة الوحيدة التي يمكن بها وصف الله تماما هي الإشارة إلى الله ذاته.
يعلن هذا الاسم العظمة الفريدة وطبيعة إلهنا الأزلية. من هذا الوقت يصبح هذا الاسم (في صيغته الرسمية) الاسم الذي يعرف به الله عبر كل العهد القديم. وهو يهوه بالعبرية، والذي يترجم دائما بالعربية إلى "الرب". تجذرت فيما بعد طاعة موسى لله في فهمه لمن هو الله.
في الواقع، يوصي الله موسى ألا يقلق بخصوص العدوانية التي سيواجهها. كل ما يهم هو أن "أهيه الذي أهيه" كان معه. إنه كاف لكل مخاوفك وتحدياتك وكل ما يقلقك.عندما تعرف أن "أهيه الذي أهيه" معك، يمكنك أن تسترخي وتكون في سلام.
صلاة
يا رب، ساعدني لأتبع مثال موسى الذي "فَضِّل بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ" ساعدني لكي أكون "حَاسِباً عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ" من أي شيء يمكن أن يعرضه هذا العالم العدائي.
تعليق من بيبا
يدين موسى بحياته لخمسة سيدات تتصفن بالشجاعة:
شفرة وفوعة اللتان تحدتا فرعون وأنقذتا حياة المئات من الأطفال الذكور.
أخت موسى (مريم) والتي تصرفت بذكاء في إحضارها لأم موسى لترضعه.
أم موسى والتي مررت إيمانا عظيما لأولادها الثلاثة (موسى وهارون ومريم).
والأكثر إثارة للمفاجأة، ابنة فرعون التي رقّت لموسى وأنقذته.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Francis Collins, The Language of God, (Simon & Schuster UK, 2007), p.67.
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.