اليوم 144

حب حياتك

الكتاب المقدس المَزاميرُ 66:‏20
العهد الجديد يوحَنا 13:‏35-34
العهد القديم صَموئيلَ الأوَّلُ 13:‏14-13 , 14:‏1 ,6

المقدمة

في فبراير من عام 1977، كان الأسقف فيستو كيفنجير عضوا في مجموعة من قادة الكنيسة الذين أبلغوا الديكتاتور عايدي أمين رسالة اعتراض، تتكلم ضد أعمال الضرب والقتل العشوائي وأحداث الاختفاء التي لم تلق تفسيرا، والتي كانت تحدث في كل أوغندا في هذا الوقت. في اليوم التالي، تم قتل صديق وقائد فيستو كيفنجير، رئيس الأساقفة جاناني لويوم على يد عايدي أمين واضطر الأسقف فيستو للاختباء ثم أُرسل إلى المنفي.

بعد هذا بقليل، نشر فيستو كيفنجير كتابا بعنوان "أحب عايدي أمين". وشرح هذا العنوان غير العادي في الكتاب: "أراني الروح القدس أنني كنت أتقسى في روحي ... لذا كان علىّ أن أطلب الغفران من الرب، وأن أطلب نعمة حتى أحب الرئيس أمين أكثر ... كان هذا هواء نقيا لنفسي المتعبة. عرفت أني قد رأيت الرب وتحررت: لقد ملأت المحبة قلبي".

المحبة هي شيء أكثر من مجرد المشاعر أو العواطف. إنها قرار بخصوص معاملة أحدنا للآخر. كان يسوع النموذج الأسمى للحب في تاريخ العالم. فهو يقول لنا أن نحب الله، وأن نحب أحدنا الآخر (يو34:13-35)، وأن نحب جيراننا كنفسنا وحتى أن نحب أعداءنا. وقد بين كل هذا في حياته من خلال محبته لكل الناس (حتى يهوذا الذي خانه كما سنرى في فقرة اليوم)، وقد بذل حياته عنا جميعا بمحبة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 66:‏20

20 مُبارَكٌ اللهُ، الّذي لَمْ يُبعِدْ صَلاتي ولا رَحمَتَهُ عَنّي.

تعليق

أحبب الله

هل سبق وقطعت وعدا عندما وقعت في المتاعب بأنه إن استجاب الله لصلاتك فستفعل شيئا ما (... أو لن تفعل شيئا معينا مرة ثانية أبدا!)؟ قطع المرنم وعدا كهذا – وعندما استجيبت صلاته تمَّم وعده. فقد كتب، "أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ، أُوفِيكَ نُذُورِي الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي" (ع13-14).

الله يحبك. إنه لا يمسك محبته عنك. يُسبِّح المرنم الله: "مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي" (ع20). محبتك لله وللآخرين هو رد فعل محبته لك. "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا" (1يو19:4).

الله، في محبته لك، يسمع ويستجيب لصلاتك. إن أردت أن تتمتع بمحبة الله في ملئها، وتختبر استجابة الصلاة وتبين محبتك له، فهناك أمر واحد عليك أن تتجنبه: يكتب المرنم، "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ" (مز18:66).

إن كانت هناك خطية في الماضي، يمكنك أن تعترف بها وتتوب عنها وتنال الغفران. ما يعيق علاقتنا حقا مع الله هو ما إذا كنا نخطط عن عمد لأن نخطيء في المستقبل. حينئذ لا نستطيع أن ندخل محضر الله بضمير صاف. هذا يعيق اختبار محبته.

وهذا لأن الله، في محبته " لكِنْ قَدْ سَمِعَ اللهُ. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاَتِي" (ع19)، وردا على هذا يود المرنم ان يصغي إليه الأشخاص الآخرين: "هَلُمَّ اسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ الْخَائِفِينَ اللهَ بِمَا صَنَعَ لِنَفْسِي" (ع16). من المشجع جدا أن نسمع شهادات أشخاص آخرين عما فعله الله في حياتهم. فهذا يلهم بقيتنا ويزيد إيماننا.

صلاة

يا رب، أشكرك من أجل غفرانك ورحمتك ومحبتك. أشكرك من أجل المرات الكثيرة عندما سمعت صوتي في الصلاة (ع19). "مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي" (ع20).

العهد الجديد

يوحَنا 13:‏35-34

34 وصيَّةً جديدَةً أنا أُعطيكُمْ: أنْ تُحِبّوا بَعضُكُمْ بَعضًا. كما أحبَبتُكُمْ أنا تُحِبّونَ أنتُمْ أيضًا بَعضُكُمْ بَعضًا.
35 بهذا يَعرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذي: إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ».

تعليق

أحبوا بعضكم بعضا

لا شيء يعيق رسالة المسيح أكثر من نقص المحبة بين المسيحيين. إن كانت بلادنا ستتغير، إن كنا نريد أن يتحول الناس عائدين لتبعية المسيح، فينبغي أن نبدأ نحب أحدنا الآخر. وهذا يعني محبة المسيحيين من كنائس مختلفة، وطوائف وتقاليد مختلفة وذوي الآراء التي تختلف عن آراءنا.

هذا يعني محبة أحدنا الآخر في الكنيسة المحلية. عدم الوحدة هو أمر مدمر. لكن المحبة توحِّد. تجذب المحبة الآخرين إلى شخص يسوع. ينبغي أن يكون طموحنا وقبل أي شيء هو محبة الله ومحبتنا بعضنا لبعض باسم يسوع. هذه هي نوعية المحبة التي يمكنها أن تغير العالم.

هنا لدينا ثلاثة رجال (يهوذا وبطرس وكاتب إنجيل يوحنا) والذين لديهم علاقات مختلفة بشكل جذري مع يسوع. وهم يمثلون كل واحد منا في لحظات مختلفة من حياتنا.

عرف كاتب إنجيل يوحنا محبة يسوع بصورة وثيقة جدا. من بين كل التلاميذ كان هو أقرب صديق ليسوع. لقد كان هو من يجلس بجواره (ع23). أربع مرات في هذا الإنجيل، يصف يوحنا نفسه بأنه "التلميذ الذي كان يسوع يحبه": هنا في (ع23) وعند الصليب (26:19)، وعند القبر الفارغ (2:20) ومع يسوع المقام (20:21). وهو يكشف أننا مدعوون لأن نكون في شركة وثيقة مع يسوع.

بعيدا عن هذه الخبرة الوثيقة لمحبة يسوع، يتحدث إنجيل يوحنا ورسائله كثيرا جدا عن المحبة. ويسجل أن يسوع قال لتلاميذه، "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يو34:13-35).

يفشل الناس في أن يحبوا لأسباب مختلفة. خان يهوذا يسوع رغم كونه قريبا جدا منه: "اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (ع18). وقد دخله الشيطان (ع27). هنا نرى نقيض المحبة تماما. لقد كره يهوذا المحبة. لقد كان في ثورة ضد يسوع. لكن يسوع استمر يحب يسوع.

أحب بطرس يسوع. لكنه كان شخصية معقدة ذا رؤية إنسانية تماما عن يسوع وإرساليته. قال بطرس أنه سيضحي بحياته من أجل يسوع (ع37)، لكن يسوع أخبره، "لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (ع38). وهذا ما فعله بطرس (15:18-18، 25-27). لكن يسوع استمر يحب بطرس.

يضع يسوع أمامنا التحدي المدهش: "كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (34:13). لقد أحبك يسوع بأن وضع حياته لأجلك. ويقول إنه عليك أن تتبع مثاله وأن تبدي المحبة المضحية بالذات. هذه هي علامة المسيحي الحقيقي. "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (ع35).

المحبة هي أكثر صورة مؤثرة للتبشير. عندما يرى الناس محبة حقيقية فإنهم يرون الله. أفضل طريقة لتخبر الناس عن يسوع هي أن تحبهم وأن تحب أتباع يسوع الآخرين.

ينضم الناس بوجه عام في العالم إلى جماعات الناس الذين يجدوا أنفسهم منجذبين إليها بشكل طبيعي والذين يفكرون بنفس طريقتهم. أما نحن فقد خُلقنا لنكون مختلفين. كنيسة يسوع المسيح توحدنا مع تشكيلة متنوعة من الناس من خلفيات مختلفة، ومن اهتمامات مختلفة وأعمار مختلفة وأعراق مختلفة ووجهات نظر وأساليب معيشة وآراء ووجهات نظر مختلفة: كل من يحبون أحدهم الآخر.

صلاة

يا رب، ساعدنا حتى نحب أحدنا الآخر كما أحببتنا أنت. ليتنا نرى محبة جديدة بين المسيحيين من كل الكنائس والطوائف والتقاليد في الكنيسة المحلية والوطنية والعالمية. ليتغير العالم بمحبتنا.

العهد القديم

صَموئيلَ الأوَّلُ 13:‏14-13 , 14:‏1 ,6

13 فقالَ صَموئيلُ لشاوُلَ: «قد انحَمَقتَ! لَمْ تحفَظْ وصيَّةَ الرَّبِّ إلهِكَ الّتي أمَرَكَ بها، لأنَّهُ الآنَ كانَ الرَّبُّ قد ثَبَّتَ مَملكَتَكَ علَى إسرائيلَ إلَى الأبدِ.
14 وأمّا الآنَ فمَملكَتُكَ لا تقومُ. قد انتَخَبَ الرَّبُّ لنَفسِهِ رَجُلًا حَسَبَ قَلبِهِ، وأمَرَهُ الرَّبُّ أنْ يتَرأَّسَ علَى شَعبِهِ. لأنَّكَ لَمْ تحفَظْ ما أمَرَكَ بهِ الرَّبُّ».

1 وفي ذاتِ يومٍ قالَ يوناثانُ بنُ شاوُلَ للغُلامِ حامِلِ سِلاحِهِ: «تعالَ نَعبُرْ إلَى حَفَظَةِ الفِلِسطينيّينَ الّذينَ في ذلكَ العَبرِ». ولَمْ يُخبِرْ أباهُ.
6 فقالَ يوناثانُ للغُلامِ حامِلِ سِلاحِهِ: «تعالَ نَعبُرْ إلَى صَفِّ هؤُلاءِ الغُلفِ، لَعَلَّ اللهَ يَعمَلُ معنا، لأنَّهُ ليس للرَّبِّ مانِعٌ عن أنْ يُخَلِّصَ بالكَثيرِ أو بالقَليلِ».

تعليق

أحبب مثل الله

هناك أوقات في حياتك قد تشعر فيها بأنك تواجه مشاكل كثيرة جدا – مرض، تجربة، هجمات على إيمانك وهكذا – لكن الله قادر أن ينقذك عندما يعمل لصالحك. مهما بدا أعداؤك يفوقونك عددا، عندما يعمل عنك الرب فسيخلصك.

ثق في الله ليس فقط عندما تكون الأمور على ما يرام، بل وفي الأوقات الصعبة. الله يبحث عن رجال ونساء الإيمان.

قال صموئيل، "قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ" (14:13).

يمتليء قلب الله بالمحبة والشفقة والرحمة والعدل والإبداع. إنه يبحث عن أشخاص يشبهونه – يشبهون يسوع. وحده عمل الروح القدس في قلوبنا هو الذي يستطيع أن يجعلنا نشبه يسوع. فشل شاول. أخبر الله شاول أن ينتظر حتى يصل صموئيل. عندما تأخر صموئيل، صار الناس مضطربين. اهتم شاول بالأكثر بما يفكر فيه الناس أكثر مما يفكر فيه الله. فصار متسرعا غير صبور وأصابه الذعر (ع6-12)، تماما كما نفعل في الغالب. تعلم أن تكون أكثر صبرا – أن تنتظر حتى يعمل الله – ولا تصاب بالذعر لو ساءت الأمور قليلا. لا تندفع إلى قرارات متسرعة في خِضَم الأحداث.

من ناحية أخرى، وثق يوناثان أساسا في محبة الله. فقال، "لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (6:14).

صلاة

يا رب، من فضلك أعطني قلبا مثل قلبك – قلبا محبا. ساعدني حتى أثق في محبتك التي لا تسقط. أشكرك لأن محبتك قد انسكبت في قلبي بالروح القدس، المُعطى لي (رو5:5). يا رب، من فضلك اسكب محبتك في قلبي اليوم.

تعليق من بيبا

يو35:13

"بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ".

أتذكر أول مرة مررت بمجموعة من المسيحيين الشباب الذين يعملون معا. وقد صدمتني محبتهم غير المشروطة من نحوي ومن نحو بعضهم البعض، حتى إنني أردت باستماتة أن أكون جزءا من هذه المجموعة. ليت هذا يكون ما يختبره الناس الذين يحضرون خدمات الأحد، أو المشتركون في برنامج ألفا ويشتركوا في مجموعات أخرى في الكنيسة.

Thought for the Day

ثق بالرب، ليس فقط حينما تكون الأمور على ما يرام، بل أيضا في الأوقات الصعبة.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Festo Kivengere, I Love Idi Amin (Marshall, Morgan and Scott, 1977).

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more