اليوم 144

حب حياتك

الكتاب المقدس المَزاميرُ 66:‏13-‏20
العهد الجديد يوحَنا 13:‏18-‏38
العهد القديم صَموئيلَ الأوَّلُ 13:‏1-‏14:‏23

المقدمة

في فبراير من العام 1977، كان الأسقف فيستو كيفنجير جزءا من مجموعة من قادة الكنيسة الذين بلغوا الديكتاتور عايدي أمين رسالة اعتراض، تتكلم ضد أعمال الضرب والقتل العشوائي وأحداث الاختفاء التي لم تلق تفسيرا والتي تحدث في كل أوغندا في هذا الوقت. في اليوم التالي، تم قتل صديق وقائد فيستو كيفنجير، رئيس الأساقفة جاناني لويوم على يد عايدي أمين واضطر الأسقف فيستو للاختباء ثم نُفي.

بعد هذا بقليل، نشر فيستو كيفنجير كتابا بعنوان "أحب عايدي أمين". وشرح في الكتاب العنوان الغير عادي: "أراني الروح القدس أنني كنت أتقسى في روحي ... لذا كان على أن أطلب الغفران من الرب، وأن أطلب نعمة حتى أحب الرئيس أمين أكثر ... كان هذا هواء نقيا لنفسي المتعبة. عرفت أني قد رأيت الرب وتحررت: لقد ملأت المحبة قلبي".

المحبة هي شيء أكثر من مجرد المشاعر أو العواطف. إنها قرار بخصوص معاملة أحدنا للآخر. كان يسوع النموذج الأسمى للحب في تاريخ العالم. فهو يقول لنا أن نحب الله، وأن نحب أحدنا الآخر (يو34:13-35)، وأن نحب جيراننا كنفسنا وحتى أن نحب أعداءنا. وقد بين كل هذا في حياته من خلال محبته لكل الناس (حتى يهوذا الذي خانه كما سنرى في فقرة اليوم)، وقد بذل حياته عنا جميعا بمحبة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 66:‏13-‏20

13 أدخُلُ إلَى بَيتِكَ بمُحرَقاتٍ، أوفيكَ نُذوري
14 الّتي نَطَقَتْ بها شَفَتايَ، وتَكلَّمَ بها فمي في ضيقي.
15 أُصعِدُ لكَ مُحرَقاتٍ سمينَةً مع بخورِ كِباشٍ. أُقَدِّمُ بَقَرًا مع تُيوسٍ. سِلاهْ.

16 هَلُمَّ اسمَعوا فأُخبِرَكُمْ يا كُلَّ الخائفينَ اللهَ بما صَنَعَ لنَفسي.
17 صَرَختُ إليهِ بفَمي، وتَبجيلٌ علَى لساني.
18 إنْ راعَيتُ إثمًا في قَلبي لا يَستَمِعُ ليَ الرَّبُّ.
19 لكن قد سمِعَ اللهُ. أصغَى إلَى صوتِ صَلاتي.
20 مُبارَكٌ اللهُ، الّذي لَمْ يُبعِدْ صَلاتي ولا رَحمَتَهُ عَنّي.

تعليق

1 – أحبب الله

هل سبق وقطعت وعدا عندما وقعت في المتاعب بأنه إن استجاب الله لصلاتك فستفعل شيئا ما (... أو لن تفعل شيء معين مرة ثانية أبدا!)؟ قطع المرنم وعدا كهذا – وعندما استجيبت صلاته تمم وعده. فقد كتب، "أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ، أُوفِيكَ نُذُورِي الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي" (ع13-14).

الله يحبك. إنه لا يمسك محبته عنك. يسبح المرنم الله: "مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي" (ع20). محبتك لله وللآخرين هو رد فعل محبته لك. "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا" (1يو19:4).

الله، في محبته لك، يسمع ويستجيب لصلاتك. إن أردت أن تتمتع بمحبة الله في ملئها، وتختبر استجابة الصلاة وتبين محبتك له، فهناك أمر واحد عليك أن تتجنبه: يكتب المرنم، "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ" (مز18:66).

إن كانت هناك خطية في الماضي، يمكنك أن تعترف بها وتتوب عنها وتنال الغفران. ما يعيق علاقتنا حقا مع الله هو ما إذا كنا نخطط عن عمد لأن نخطيء في المستقبل. حينئذ لا نستطيع أن ندخل محضر الله بضمير صاف. هذا يعيق اختبار محبته.

وهذا لأن الله، في محبته " لكِنْ قَدْ سَمِعَ اللهُ. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاَتِي" (ع19)، وردا على هذا يود المرنم ان يصغي إليه الأشخاص الآخرين: "هَلُمَّ اسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ الْخَائِفِينَ اللهَ بِمَا صَنَعَ لِنَفْسِي" (ع16). من المشجع جدا أن نسمع شهادات أشخاص آخرين عما فعله الله في حياتهم. فهذا يلهم بقيتنا ويزيد إيماننا.

يا رب، أشكرك من أجل غفرانك ورحمتك ومحبتك. أشكرك من أجل المرات الكثيرة عندما سمعت صوتي في الصلاة (ع19). "مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي" (ع20).

العهد الجديد

يوحَنا 13:‏18-‏38

18 «لَستُ أقولُ عن جميعِكُمْ. أنا أعلَمُ الّذينَ اختَرتُهُمْ. لكن ليَتِمَّ الكِتابُ: الّذي يأكُلُ مَعي الخُبزَ رَفَعَ علَيَّ عَقِبَهُ.
19 أقولُ لكُمُ الآنَ قَبلَ أنْ يكونَ، حتَّى مَتَى كانَ تؤمِنونَ أنّي أنا هو.
20 الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمُ: الّذي يَقبَلُ مَنْ أُرسِلُهُ يَقبَلُني، والّذي يَقبَلُني يَقبَلُ الّذي أرسَلَني».

21 لَمّا قالَ يَسوعُ هذا اضطَرَبَ بالرّوحِ، وشَهِدَ وقالَ: «الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ واحِدًا مِنكُمْ سيُسَلِّمُني!».
22 فكانَ التلاميذُ يَنظُرونَ بَعضُهُمْ إلَى بَعضٍ وهُم مُحتارونَ في مَنْ قالَ عنهُ.
23 وكانَ مُتَّكِئًا في حِضنِ يَسوعَ واحِدٌ مِنْ تلاميذِهِ، كانَ يَسوعُ يُحِبُّهُ.
24 فأومأَ إليهِ سِمعانُ بُطرُسُ أنْ يَسألَ مَنْ عَسَى أنْ يكونَ الّذي قالَ عنهُ.
25 فاتَّكأَ ذاكَ علَى صَدرِ يَسوعَ وقالَ لهُ: «يا سيِّدُ، مَنْ هو؟».
26 أجابَ يَسوعُ: «هو ذاكَ الّذي أغمِسُ أنا اللُّقمَةَ وأُعطيهِ!». فغَمَسَ اللُّقمَةَ وأعطاها ليَهوذا سِمعانَ الإسخَريوطيِّ.
27 فبَعدَ اللُّقمَةِ دَخَلهُ الشَّيطانُ. فقالَ لهُ يَسوعُ: «ما أنتَ تعمَلُهُ فاعمَلهُ بأكثَرِ سُرعَةٍ».
28 وأمّا هذا فلَمْ يَفهَمْ أحَدٌ مِنَ المُتَّكِئينَ لماذا كلَّمَهُ بهِ،
29 لأنَّ قَوْمًا، إذ كانَ الصُّندوقُ مع يَهوذا، ظَنّوا أنَّ يَسوعَ قالَ لهُ: اشتَرِ ما نَحتاجُ إليهِ للعيدِ، أو أنْ يُعطيَ شَيئًا للفُقَراءِ.
الوصية الجديدة

30 فذاكَ لَمّا أخَذَ اللُّقمَةَ خرجَ للوقتِ. وكانَ ليلًا.
31 فلَمّا خرجَ قالَ يَسوعُ: «الآنَ تمَجَّدَ ابنُ الإنسانِ وتَمَجَّدَ اللهُ فيهِ.
32 إنْ كانَ اللهُ قد تمَجَّدَ فيهِ، فإنَّ اللهَ سيُمَجِّدُهُ في ذاتِهِ، ويُمَجِّدُهُ سريعًا.
33 يا أولادي، أنا معكُمْ زَمانًا قَليلًا بَعدُ. ستَطلُبونَني، وكما قُلتُ لليَهودِ: حَيثُ أذهَبُ أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا، أقولُ لكُمْ أنتُمُ الآنَ.
34 وصيَّةً جديدَةً أنا أُعطيكُمْ: أنْ تُحِبّوا بَعضُكُمْ بَعضًا. كما أحبَبتُكُمْ أنا تُحِبّونَ أنتُمْ أيضًا بَعضُكُمْ بَعضًا.
35 بهذا يَعرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذي: إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ».
يسوع يُنبئ بإنكار بطرس له

36 قالَ لهُ سِمعانُ بُطرُسُ: «يا سيِّدُ، إلَى أين تذهَبُ؟». أجابَهُ يَسوعُ: «حَيثُ أذهَبُ لا تقدِرُ الآنَ أنْ تتبَعَني، ولكنكَ ستَتبَعُني أخيرًا».
37 قالَ لهُ بُطرُسُ: «يا سيِّدُ، لماذا لا أقدِرُ أنْ أتبَعَكَ الآنَ؟ إنّي أضَعُ نَفسي عنكَ!».
38 أجابَهُ يَسوعُ: «أتَضَعُ نَفسَكَ عَنّي؟ الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: لا يَصيحُ الدّيكُ حتَّى تُنكِرَني ثَلاثَ مَرّاتٍ.

تعليق

2 – أحبوا بعضكم بعضا

لا شيء يعيق رسالة المسيح أكثر من نقص المحبة بين المسيحيين. إن كانت بلادنا ستتغير، إن كنا نريد أن يتحول الناس رجوعا تابعين المسيح، فينبغي أن نبدأ نحب أحدنا الآخر. وهذا يعني محبة المسيحيين من كنائس مختلفة، وطوائف وتقاليد مختلفة وذوي الآراء التي تختلف عن آراءنا.

هذا يعني محبة أحدنا الآخر في الكنيسة المحلية. عدم الوحدة هو أمر مدمر. لكن المحبة توحد. تجذب المحبة الآخرين إلى شخص يسوع. ينبغي أن يكون طموحنا وقبل أي شيء هو محبة الله ومحبتنا بعضنا لبعض باسم يسوع. هذه هي نوعية المحبة التي يمكنها أن تغير العالم.

هنا لدينا ثلاثة رجال (يهوذا وبطرس وكاتب إنجيل يوحنا) والذين لديهم علاقات مختلفة بشكل جذري مع يسوع. وهم يمثلون كل واحد منا في لحظات مختلفة من حياتنا.

عرف كاتب إنجيل يوحنا محبة يسوع بصورة وثيقة جدا. من بين كل التلاميذ كان هو أقرب صديق ليسوع. لقد كان هو من يجلس بجواره (ع23). أربع مرات في هذا الإنجيل، يصف يوحنا نفسه بأنه "التلميذ الذي كان يسوع يحبه": هنا في (ع23) وعند الصليب (26:19)، وعند القبر الفارغ (2:20) ومع يسوع المقام (20:21). وهو يكشف أننا مدعوون لأن نكون في شركة وثيقة مع يسوع.

بعيدا عن هذه الخبرة الوثيقة لمحبة يسوع، يتحدث إنجيل يوحنا ورسائله كثيرا جدا عن المحبة. ويسجل أن يسوع قال لتلاميذه، "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يو34:13-35).

يفشل الناس في أن يحبوا لأسباب مختلفة. خان يهوذا يسوع رغم كونه قريب جدا منه: "اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (ع18). وقد دخله الشيطان (ع27). هنا نرى نقيض المحبة تماما. لقد كره يهوذا المحبة. لقد كان في ثورة ضد يسوع. لكن يسوع استمر يحب يسوع.

أحب بطرس يسوع. لكنه كان شخصية معقدة ذا رؤية إنسانية تماما عن يسوع وإرساليته. قال بطرس أنه سيضحي بحياته من أجل يسوع (ع37)، لكن يسوع أخبره، "لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (ع38). وهذا ما فعله بطرس (15:18-18، 25-27). لكن يسوع استمر يحب بطرس.

يضع يسوع أمامنا التحدي المدهش: "كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (34:13). لقد أحبك يسوع بأن وضع حياته لأجلك. ويقول إنه عليك أن تتبع مثاله وأن تبدي المحبة المضحية بالذات. هذه هي علامة المسيحي الحقيقي. "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (ع35).

المحبة هي أكثر صورة مؤثرة للتبشير. عندما يرى الناس محبة حقيقية فإنهم يرون الله. أفضل طريقة لتخبر الناس عن يسوع هي أن تحبهم وأن تحب أتباع يسوع الآخرين.

بوجه عام، في العالم، يدخل الناس ضمن جماعات الناس الذين يجدون أنفسهم منجذبين إليها بشكل طبيعي والذين يفكرون بنفس طريقتهم. أما نحن فقد قصد أن نكون مختلفين. كنيسة يسوع المسيح توحدنا مع تشكيلة متنوعة من الناس من خلفيات مختلفة، ومن اهتمامات مختلفة وأعمار مختلفة وأعراق مختلفة ووجهات نظر وأساليب معيشة وآراء ووجهات نظر مختلفة: كل من يحبون أحدهم الآخر.

يا رب، ساعدنا حتى نحب أحدنا الآخر كما أحببتنا أنت. ليتنا نرى محبة جديدة بين المسيحيين من كل الكنائس والطوائف والتقاليد في الكنيسة المحلية والوطنية والعالمية. ليتغير العالم بمحبتنا.

العهد القديم

صَموئيلَ الأوَّلُ 13:‏1-‏14:‏23

شعب إسرائيل بدون أسلحة

1 كانَ شاوُلُ ابنَ سنَةٍ في مُلكِهِ، ومَلكَ سنَتَينِ علَى إسرائيلَ.
2 واختارَ شاوُلُ لنَفسِهِ ثَلاثَةَ آلافٍ مِنْ إسرائيلَ، فكانَ ألفانِ مع شاوُلَ في مِخماسَ وفي جَبَلِ بَيتِ إيلَ، وألفٌ كانَ مع يوناثانَ في جِبعَةِ بَنيامينَ. وأمّا بَقيَّةُ الشَّعبِ فأرسَلهُمْ كُلَّ واحِدٍ إلَى خَيمَتِهِ.
3 وضَرَبَ يوناثانُ نُصبَ الفِلِسطينيّينَ الّذي في جِبعَ، فسمِعَ الفِلِسطينيّونَ. وضَرَبَ شاوُلُ بالبوقِ في جميعِ الأرضِ قائلًا: «ليَسمَعِ العِبرانيّونَ».
4 فسمِعَ جميعُ إسرائيلَ قَوْلًا: «قد ضَرَبَ شاوُلُ نُصبَ الفِلِسطينيّينَ، وأيضًا قد أنتَنَ إسرائيلُ لَدَى الفِلِسطينيّينَ». فاجتَمَعَ الشَّعبُ وراءَ شاوُلَ إلَى الجِلجالِ.
5 وتَجَمَّعَ الفِلِسطينيّونَ لمُحارَبَةِ إسرائيلَ، ثَلاثونَ ألفَ مَركَبَةٍ، وسِتَّةُ آلافِ فارِسٍ، وشَعبٌ كالرَّملِ الّذي علَى شاطِئ البحرِ في الكَثرَةِ. وصَعِدوا ونَزَلوا في مِخماسَ شَرقيَّ بَيتِ آوِنَ.
6 ولَمّا رأى رِجالُ إسرائيلَ أنهُم في ضَنكٍ، لأنَّ الشَّعبَ تضايَقَ، اختَبأَ الشَّعبُ في المَغايِرِ والغياضِ والصُّخورِ والصُّروحِ والآبارِ.
7 وبَعضُ العِبرانيّينَ عَبَروا الأُردُنَّ إلَى أرضِ جادَ وجِلعادَ. وكانَ شاوُلُ بَعدُ في الجِلجالِ وكُلُّ الشَّعبِ ارتَعَدَ وراءَهُ.

8 فمَكَثَ سبعَةَ أيّامٍ حَسَبَ ميعادِ صَموئيلَ، ولَمْ يأتِ صَموئيلُ إلَى الجِلجالِ، والشَّعبُ تفَرَّقَ عنهُ.
9 فقالَ شاوُلُ: «قَدِّموا إلَيَّ المُحرَقَةَ وذَبائحَ السَّلامَةِ». فأصعَدَ المُحرَقَةَ.
10 وكانَ لَمّا انتَهَى مِنْ إصعادِ المُحرَقَةِ إذا صَموئيلُ مُقبِلٌ، فخرجَ شاوُلُ للِقائهِ ليُبارِكَهُ.
11 فقالَ صَموئيلُ: «ماذا فعَلتَ؟» فقالَ شاوُلُ: «لأنّي رأيتُ أنَّ الشَّعبَ قد تفَرَّقَ عَنّي، وأنتَ لَمْ تأتِ في أيّامِ الميعادِ، والفِلِسطينيّونَ مُتَجَمِّعونَ في مِخماسَ،
12 فقُلتُ: الآنَ يَنزِلُ الفِلِسطينيّونَ إلَيَّ إلَى الجِلجالِ ولَمْ أتَضَرَّعْ إلَى وجهِ الرَّبِّ، فتجَلَّدتُ وأصعَدتُ المُحرَقَةَ».
13 فقالَ صَموئيلُ لشاوُلَ: «قد انحَمَقتَ! لَمْ تحفَظْ وصيَّةَ الرَّبِّ إلهِكَ الّتي أمَرَكَ بها، لأنَّهُ الآنَ كانَ الرَّبُّ قد ثَبَّتَ مَملكَتَكَ علَى إسرائيلَ إلَى الأبدِ.
14 وأمّا الآنَ فمَملكَتُكَ لا تقومُ. قد انتَخَبَ الرَّبُّ لنَفسِهِ رَجُلًا حَسَبَ قَلبِهِ، وأمَرَهُ الرَّبُّ أنْ يتَرأَّسَ علَى شَعبِهِ. لأنَّكَ لَمْ تحفَظْ ما أمَرَكَ بهِ الرَّبُّ».
15 وقامَ صَموئيلُ وصَعِدَ مِنَ الجِلجالِ إلَى جِبعَةِ بَنيامينَ. وعَدَّ شاوُلُ الشَّعبَ المَوْجودَ معهُ نَحوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ.
شعب إسرائيل بدون أسلحة

16 وكانَ شاوُلُ ويوناثانُ ابنُهُ والشَّعبُ المَوْجودُ معهُما مُقيمينَ في جِبعِ بَنيامينَ، والفِلِسطينيّونَ نَزَلوا في مِخماسَ.
17 فخرجَ المُخَرِّبونَ مِنْ مَحَلَّةِ الفِلِسطينيّينَ في ثَلاثِ فِرَقٍ. الفِرقَةُ الواحِدَةُ توَجَّهَتْ في طريقِ عَفرَةَ إلَى أرضِ شوعالَ،
18 والفِرقَةُ الأُخرَى توَجَّهَتْ في طريقِ بَيتِ حورونَ، والفِرقَةُ الأُخرَى توَجَّهَتْ في طريقِ التُّخمِ المُشرِفِ علَى وادي صَبوعيمَ نَحوَ البَرّيَّةِ.
19 ولَمْ يوجَدْ صانِعٌ في كُلِّ أرضِ إسرائيلَ، لأنَّ الفِلِسطينيّينَ قالوا: «لئَلّا يَعمَلَ العِبرانيّونَ سيفًا أو رُمحًا».
20 بل كانَ يَنزِلُ كُلُّ إسرائيلَ إلَى الفِلِسطينيّينَ لكَيْ يُحَدِّدَ كُلُّ واحِدٍ سِكَّتَهُ ومِنجَلهُ وفأسَهُ ومِعوَلهُ
21 عندما كلَّتْ حُدودُ السِّكَكِ والمَناجِلِ والمُثَلَّثاتِ الأسنانِ والفؤوسِ ولِتَرويسِ المَناسيسِ.
22 وكانَ في يومِ الحَربِ أنَّهُ لَمْ يوجَدْ سيفٌ ولا رُمحٌ بيَدِ جميعِ الشَّعبِ الّذي مع شاوُلَ ومَعَ يوناثانَ. علَى أنَّهُ وُجِدَ مع شاوُلَ ويوناثانَ ابنِهِ.
23 وخرجَ حَفَظَةُ الفِلِسطينيّينَ إلَى مَعبَرِ مِخماسَ.

أسرة شاول

1 وفي ذاتِ يومٍ قالَ يوناثانُ بنُ شاوُلَ للغُلامِ حامِلِ سِلاحِهِ: «تعالَ نَعبُرْ إلَى حَفَظَةِ الفِلِسطينيّينَ الّذينَ في ذلكَ العَبرِ». ولَمْ يُخبِرْ أباهُ.
2 وكانَ شاوُلُ مُقيمًا في طَرَفِ جِبعَةَ تحتَ الرُّمّانَةِ الّتي في مِغرونَ، والشَّعبُ الّذي معهُ نَحوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ.
3 وأخيّا بنُ أخيطوبَ، أخي إيخابودَ بنِ فينَحاسَ بنِ عالي، كاهِنُ الرَّبِّ في شيلوهَ كانَ لابِسًا أفودًا. ولَمْ يَعلَمِ الشَّعبُ أنَّ يوناثانَ قد ذَهَبَ.
4 وبَينَ المَعابِرِ الّتي التَمَسَ يوناثانُ أنْ يَعبُرَها إلَى حَفَظَةِ الفِلِسطينيّينَ سِنُّ صَخرَةٍ مِنْ هذِهِ الجِهَةِ وسِنُّ صَخرَةٍ مِنْ تِلكَ الجِهَةِ، واسمُ الواحِدَةِ «بوصَيصُ» واسمُ الأُخرَى «سنَهُ».
5 والسِّنُّ الواحِدُ عَمودٌ إلَى الشِّمالِ مُقابِلَ مِخماسَ، والآخَرُ إلَى الجَنوبِ مُقابِلَ جِبعَ.
6 فقالَ يوناثانُ للغُلامِ حامِلِ سِلاحِهِ: «تعالَ نَعبُرْ إلَى صَفِّ هؤُلاءِ الغُلفِ، لَعَلَّ اللهَ يَعمَلُ معنا، لأنَّهُ ليس للرَّبِّ مانِعٌ عن أنْ يُخَلِّصَ بالكَثيرِ أو بالقَليلِ».
7 فقالَ لهُ حامِلُ سِلاحِهِ: «اعمَلْ كُلَّ ما بقَلبِكَ. تقَدَّمْ. هأنَذا معكَ حَسَبَ قَلبِكَ».
8 فقالَ يوناثانُ: «هوذا نَحنُ نَعبُرُ إلَى القَوْمِ ونُظهِرُ أنفُسَنا لهُمْ.
9 فإنْ قالوا لنا هكذا: دوموا حتَّى نَصِلَ إلَيكُمْ. نَقِفُ في مَكانِنا ولا نَصعَدُ إليهِمْ.
10 ولكن إنْ قالوا هكذا: اصعَدوا إلَينا. نَصعَدُ، لأنَّ الرَّبَّ قد دَفَعَهُمْ ليَدِنا، وهذِهِ هي العَلامَةُ لنا».
11 فأظهَرا أنفُسَهُما لصَفِّ الفِلِسطينيّينَ. فقالَ الفِلِسطينيّونَ: «هوذا العِبرانيّونَ خارِجونَ مِنَ الثُّقوبِ الّتي اختَبأوا فيها».
12 فأجابَ رِجالُ الصَّفِّ يوناثانَ وحامِلَ سِلاحِهِ وقالوا: «اصعَدا إلَينا فنُعَلِّمَكُما شَيئًا». فقالَ يوناثانُ لحامِلِ سِلاحِهِ: «اصعَدْ ورائي لأنَّ الرَّبَّ قد دَفَعَهُمْ ليَدِ إسرائيلَ».
13 فصَعِدَ يوناثانُ علَى يَدَيهِ ورِجلَيهِ وحامِلُ سِلاحِهِ وراءَهُ. فسقَطوا أمامَ يوناثانَ، وكانَ حامِلُ سِلاحِهِ يُقَتِّلُ وراءَهُ.
14 وكانتِ الضَّربَةُ الأولَى الّتي ضَرَبَها يوناثانُ وحامِلُ سِلاحِهِ نَحوَ عِشرينَ رَجُلًا في نَحوِ نِصفِ تلَمِ فدّانِ أرضٍ.
15 وكانَ ارتِعادٌ في المَحَلَّةِ، في الحَقلِ، وفي جميعِ الشَّعبِ. الصَّفُّ والمُخَرِّبونَ ارتَعَدوا هُم أيضًا، ورَجَفَتِ الأرضُ فكانَ ارتِعادٌ عظيمٌ.
شعب إسرائيل يطارد الفلسطينيين

16 فنَظَرَ المُراقِبونَ لشاوُلَ في جِبعَةِ بَنيامينَ، وإذا بالجُمهورِ قد ذابَ وذَهَبوا مُتَبَدِّدينَ.
17 فقالَ شاوُلُ للشَّعبِ الّذي معهُ: «عُدّوا الآنَ وانظُروا مَنْ ذَهَبَ مِنْ عِندِنا». فعَدّوا، وهوذا يوناثانُ وحامِلُ سِلاحِهِ لَيسا مَوْجودَينِ.
18 فقالَ شاوُلُ لأخيّا: «قَدِّمْ تابوتَ اللهِ». لأنَّ تابوتَ اللهِ كانَ في ذلكَ اليومِ مع بَني إسرائيلَ.
19 وفيما كانَ شاوُلُ يتَكلَّمُ بَعدُ مع الكاهِنِ، تزايَدَ الضَّجيجُ الّذي في مَحَلَّةِ الفِلِسطينيّينَ وكثُرَ. فقالَ شاوُلُ للكاهِنِ: «كُفَّ يَدَكَ».
20 وصاحَ شاوُلُ وجميعُ الشَّعبِ الّذي معهُ وجاءوا إلَى الحَربِ، وإذا بسَيفِ كُلِّ واحِدٍ علَى صاحِبِهِ. اضطِرابٌ عظيمٌ جِدًّا.
21 والعِبرانيّونَ الّذينَ كانوا مع الفِلِسطينيّينَ منذُ أمسِ وما قَبلهُ، الّذينَ صَعِدوا معهُمْ إلَى المَحَلَّةِ مِنْ حَوالَيهِمْ، صاروا هُم أيضًا مع إسرائيلَ الّذينَ مع شاوُلَ ويوناثانَ.
22 وسَمِعَ جميعُ رِجالِ إسرائيلَ الّذينَ اختَبأوا في جَبَلِ أفرايِمَ أنَّ الفِلِسطينيّينَ هَرَبوا، فشَدّوا هُم أيضًا وراءَهُمْ في الحَربِ.
23 فخَلَّصَ الرَّبُّ إسرائيلَ في ذلكَ اليومِ. وعَبَرَتِ الحَربُ إلَى بَيتِ آوِنَ.
يوناثان يأكل عسلًا

تعليق

3 – أحبب مثل الله

هناك أوقات في حياتك قد تشعر فيها بأنك تواجه مشاكل كثيرة جدا – مرض، تجربة، هجمات على إيمانك وهكذا – لكن الله قادر أن ينقذك عندما يعمل لصالحك. مهما بدا أعداءك يفوقونك عددا، عندما يعمل عنك الرب فسيخلصك.

ثق في الله ليس فقط عندما تكون الأمور على ما يرام، بل وفي الأوقات الصعبة. الله يبحث عن رجال ونساء الإيمان.

قال صموئيل، "قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ" (14:13).

يمتليء قلب الله بالمحبة والشفقة والرحمة والعدل والإبداع. إنه يبحث عن أشخاص يشبهونه – يشبهون يسوع. وحده عمل الروح القدس في قلوبنا هو الذي يستطيع أن يجعلنا نشبه يسوع.

فشل شاول. أخبر الله شاول أن ينتظر حتى يصل صموئيل. عندما تأخر صموئيل، صار الناس مضطربين. اهتم شاول بالأكثر بما يفكر فيه الناس أكثر مما يفكر فيه الله. فصار متسرعا غير صبور وأصابه الذعر (ع6-12)، تماما كما نفعل في الغالب. تعلم أن تكون أكثر صبرا – أن تنتظر حتى يعمل الله – ولا تصاب بالذعر لو ساءت الأمور قليلا. لا تندفع إلى قرارات متسرعة في خضم الأحداث.

وثق يوناثان بصفة أساسية، من ناحية أخرى، في محبة الله. فقال، "لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (6:14).

يا رب، من فضلك أعطني قلبا مثل قلبك – قلبا محبا. ساعدني حتى أثق في محبتك التي لا تسقط. أشكرك لأن محبتك قد انسكبت في قلبي بالروح القدس، المعطى لي (رو5:5). يا رب، من فضلك أسكب محبتك في قلبي اليوم.

تعليق من بيبا

يو35:13

"بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ".

أذكر أول مرة عبرت على مجموعة من المسيحيين الشباب الذين يعملون معا. وقد صدمتني محبتهم الغير مشروطة من نحوي ومن نحو بعضهم البعض حتى إنني أردت باستماتة أو أكون جزءا من هذه المجموعة. ليت هذا يكون ما يختبره الناس الآتين إلى خدمات يوم الأحد، أو الآتين إلى ألفا ويشتركوا في مجموعات أخرى في الكنيسة.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • PSALM BIBLE
  • PSALM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more