الأسئلة الأولى
المقدمة
"ماذا سيكون سؤالك الأول؟". عندما كنت أمارس مهنة المحاماة في المحاكم العليا، كنت أعد مرافعتي في واحدة من أولى المحاكمات الجنائية التي كنت مشتركا فيها. وكان يساعدني في الإعداد محام بارز وذو خبرة. وقد أراني أهمية السؤال الأول.
المَزاميرُ 2 :1–2
1 لماذا ارتَجَّتِ الأُمَمُ، وتَفَكَّرَ الشُّعوبُ في الباطِلِ؟
2 قامَ مُلوكُ الأرضِ، وتآمَرَ الرّؤَساءُ مَعًا علَى الرَّبِّ وعلَى مَسيحِهِ،....
تعليق
يدور أول سؤال في المزمور حول يسوع
كل شيء يتعلق بيسوع. أكثر الأماكن الآمنة في الحياة أن تكون قرب يسوع.
يقتبس بولس وهو يبشر بالإنجيل في أنطاكية من هذا المزمور. فيقول، "وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ الَّذِي صَارَ لِآبَائِنَا إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ" (أع32:13-33، مقتبسا مز7:2).
إنه يسوع وهو "مسيحه" (مز2:2). الكلمة العبرية هنا هي "مشيح" (مسيا).إنه هو المسيح، ابن الله، الذي ينبغي علينا أن نحبه: "قبلوا الابن" (ع12).
ربما يكون سياق المزمور الأصلي مهتما بموقف معين يختص بملك بشري على إسرائيل. إلا أنه مع قراءتنا للمزمور، بأفق وذهن متسعين، نجد أن أول سؤال يطرح في هذا المزمور بالذات يشير إلى الأمام في توقع وتنبؤ إلى يسوع؛ لِم "يتآمر" الناس و"يخططون" ضده (ع1-2)؟
وهذا بالضبط مانراه حاصلاً في العهد الجديد، حتى في القراءة الخاصة باليوم، بالنسبة ليسوع. فمنذ بداية حياة يسوع تماما، نرى الحكام يجتمعون معا ويخططون ويتآمرون باطلا (مت3:2-4). لكن ينتهي المزمور بـ "طوبى لجميع المتكلين عليه" (أي يا لسعادتهم، أو يا لحظ، أو انهم يُحسدون) (ع12ب). في كل عواصف الحياة، وخاصة عاصفة يسوع العليا الآتية في الدينونة النهائية، يكون أكثر الأماكن أماناً أن نوجد "فيه".
صلاة
أشكرك يا رب بينما أنظر على العام الذي أقف في بدايته، وعلى كل التحديات والفرص والاحتمالات القائمة، أجد أن أكثر الأماكن أماناً هو فيك.
مَتَّى 2: 1-2
1 ولَمّا وُلِدَ يَسوعُ في بَيتِ لَحمِ اليَهوديَّةِ، في أيّامِ هيرودُسَ المَلِكِ، إذا مَجوسٌ مِنَ المَشرِقِ قد جاءوا إلَى أورُشَليمَ
2 قائلينَ: «أين هو المَوْلودُ مَلِكُ اليَهودِ؟ فإنَّنا رأينا نَجمَهُ في المَشرِقِ وأتَينا لنَسجُدَ لهُ».
تعليق
أول سؤال في العهد الجديد هو بخصوص يسوع
نجد وبصورة ملائمة أن أول سؤال في العهد الجديد هو بخصوص يسوع. كل العهد القديم متمم في يسوع.
أحس المجوس (والذين عادة ما يشار إليهم باسم "رجال حكماء") بأهمية ميلاد يسوع. فسألوا، "أين هو المولود ملك اليهود؟" (ع2) وبحثوا عنه ووجدوه. وعندما "رأوه خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ" (ع11). لقد ميزوا أن يسوع كان تتميم كل آمال وأحلام الشعب التي كانت في الماضي وحتى زمن ولادته.
يسوع هو من يتمم كل مواعيد الله. في قراءة الأمس نظرنا على مثال واحد لمثل هذا التتميم. واليوم نرى ثلاثة أمثلة أخرى:
- مكان ميلاده
رأى متّى أنه حتى مكان ولادة يسوع كان قد تم التنبؤ به في ميخا 2:5. فقد كان خروج "المدبّر" و"الراعي" سيحدث من بيت لحم، "لأن هذا مكتوب بالنبي" (مت5:2، 6).
- السبي في مصر
عندما حاول هيرودس أن يقتل يسوع، هربت العائلة إلى مصر (ع13). يكتب متّى، "لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي" (ع15، انظر أيضا هو1:11).
- قتل الأطفال
عندما أمر هيرودس بقتل كل الصبية الذين تحت عمر السنتين (مت16:2)، تمم هذا نبوة أرميا 15:31 (مت17:2-18) (أنظر تعليق بيبا).
صلاة
أيها الرب يسوع، أريد اليوم أن أسجد وأعبدك. أريد أن أقدم لك كل ما عندي: حياتي، وكل كياني.
التَّكوينُ 3 :1
1 وكانتِ الحَيَّةُ أحيَلَ جميعِ حَيَواناتِ البَرّيَّةِ الّتي عَمِلها الرَّبُّ الإلهُ، فقالَتْ للمَرأةِ: «أحَقًّا قالَ اللهُ لا تأكُلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الجَنَّةِ؟»
تعليق
أول سؤال في الكتاب المقدس هو بخصوص صلاح الله
هل وجدت نفسك من قبل تشك ما إذا كان طريق الله حقا هو الأفضل؟ هل تجد نفسك تتساءل عما إذا كان شيء ما يستحق التجربة على أي حال، حتى ولو كان الله يقول أنه خطأ؟
أعطى الله للجنس البشري ببساطة كل ما يحتاجونه. لقد صنع الخليقة كلها لأجلنا لنتمتع بها. واضعاً في الاعتبار كل ما قد نحتاجه. وكان خلق البشر هو ذروة خليقة الله. ووجد حلاً لمشكلة الاحتياج لوجود مجتمع بأن خلق كائنات بشرية أخرى: "لَيْسَ جَيِّدا أنْ يَكُونَ ادَمُ وَحْدَهُ" (18:2).
وقد بدأ بعطية الزواج الجميلة – وهو اتحاد يستمر طول الحياة بين رجل وامرأة والذي فيه يتم التمتع بالجنس، والذي هو عطية جميلة أخرى من الله، بحميمية وحرية، دون الشعور بالإثم أو "الخجل" (ع24-25).
ولكن بالرغم من هذا الإمداد الوفير بكل شيء جيد، بحث البشر عن ما هو أكثر، واستسلموا لتجربة تناول الثمرة الممنوعة.
بدأت التجربة بشكوك بخصوص الله. هنا يوجد أول سؤال في الكتاب المقدس: "أحَقّا قَالَ اللهُ لا تأكلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟" (1:3).
كان خطأ حواء الأول هو أن تدخل في حوار مع الحية. لقد خلقنا لنتحدث مع الله، وليس مع الشيطان.
خدع الشيطان حواء، بعد أن اتخذ صورة الحية، لكي يقنعها بأنه لن تكون هناك عواقب لخطيتها – "لن تموتا" (ع4). إنه ينسب لله دوافع سيئة: "بَلِ اللهُ عَالِمٌا أنَّهُ يَوْمَ تَأكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ" (ع5). غالبا ما تكون هذه هي الحالة، أن تبتلع كذبة بخصوص الله، قبل أن تبتلع الثمرة الممنوعة.
بدت الثمرة "جَيِّدَةٌ لِلأكْلِ وَأنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ (مرغوبة للحصول على الحكمة)" (ع6). هكذا تبدأ التجربة غالبا. أخطأ آدم وحواء، ثم بدآ - كما يحدث غالبا - في التستر على الخطية: "فَخَاطَا اوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأنفسهما مآزر" (ع7).
أول سؤال يسأله الله في الكتاب المقدس هو بخصوصك أنت
متى سقطت بعيدا عن علاقتك معه، سيبحث الله دائما عنك.
انكسرت صداقة آدم وحواء مع الله. عندما سمعا الله آتيا، فاختبئا (ع8). لكن أتي الله فورا باحثا عنهما، حيث نجد أول سؤال له في الكتاب المقدس: "أين أنت؟" (ع9). لم يتركهما الله وشأنهما. لقد أتى باحثا عنهما، راغبا في استرداد العلاقة معهما.
ويقول للحية إن واحدا من نسل حواء "سيسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (ع15ب). يسوع هو الشخص الذي سيسحق رأس الحية. ولكن ستكون هناك تكلفة – "وأنت تسحقين عقبه". نرى هنا أول ملاحظة عن تكلفة استرداد العلاقة. على الصليب سحق يسوع إبليس، ولكن هذا كلفه حياته. لقد بذل دمه لكي ما يُغفر لك ولي ولكي ما نسترد العلاقة مع الله.
أول سؤال يسأله البشر هو بخصوص المسئولية
"أحارس أنا لأخي؟" (ع9ب). هذا هو السؤال الحاسم بالنسبة لليوم. هل تتحمل مسئولية الآخرين؟
كانت نتيجة السقوط هي علاقة مكسورة مع الله. لام كل من آدم وحواء بعضهما البعض (ع11-12)، وفي إصحاح 4 نقرأ أن ابنيهما أيضا اختلفا مع بعضهما البعض. بدأت هنا المجادلات والمشاجرات والاختلاف بين أحدهما الآخر. لقد فسد الجنس البشري من ذلك الوقت فصاعدا. حاول أن تتجنب المجادلات. لأنك نادرا ما ستكسب واحدة فهي مدمرة جدا.
كان قايين غاضبا من أخية هابيل. فاستمر الله في سؤاله: "لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟؟ إنْ احْسَنْتَ أفَلا رَفْعٌ. وَإنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا" (6:4، 7).
إما أن تسود على الخطية (الآن من خلال قوة الصليب والقيامة وبمعونة الروح القدس)، أو أن الخطية تسود عليك. في حالة قايين سادت هي عليه. فقتل أخاه (ع8). إلا أن الله سأله سؤالا آخر: "أين هابيل أخوك؟" (ع9أ).
في رده، سأل قايين أول سؤال يسأله إنسان في الكتاب المقدس: "أحارس أنا لأخي؟" (ع9ب). أراد قايين أن يتحاشى المسئولية. لقد كان يقول، "هل حقا أتحمل مسئولية أي شخص آخر سوى نفسي؟"
الإجابة الكتابية هي أنه بالفعل لديك مسئولية تجاه الآخرين. لا يمكننا أن نستثني أنفسنا من المسئولية بخصوص ما يحدث من حولنا – في مدينتنا، أمتنا والعالم. فمثلا، لا يمكننا أن نقبل موت آلاف الأطفال كل يوم نتيجة الفقر المدقع وأن نقول ببساطة هذه ليست مسئوليتنا.
ليست مجرد مسئولية فقط تجاه رفاقنا البشر، لكنه أيضا امتياز لك أن تجلب البركة والفرح لأصدقائك، عائلتك وكل من هم حولك، وأن تصنع فرقا في حياة أكبر عدد ممكن من الناس.
صلاة
أشكرك يا رب أنك خلقت هذا الكون الرائع لأجلنا حتى نتمتع به. اغفر لي من أجل الأوقات التي سقطت فيها بسبب كذب الشيطان الذي يقول أنه لا يمكن الوثوق بك. أشكرك لأنك دائما تبحث عني، وأنه من خلال يسوع تم استرداد علاقتي بك. ساعدني هذه السنة حتى أستخدم ما لدي من إمكانيات لأصنع فرقا في حياة أناس آخرين.
تعليق من بيبا
مت16:2
"حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ".
دائما ما أشعر بأنني مصدومة عندما أقرأ هذه الفقرة. يا له من شيء مريع هذا الذي فعله هيرودس بالضعفاء، فقط لأنه شعر بعدم الأمان بخصوص مركزه الشخصي. هل كنت في أي وقت في موقف يجعلك تضع الآخرين تحتك وتحاول أن تؤمّن وضعك الشخصي؟
Thought for the Day
كل الاشياء تدور حول يسوع. إن أكثر الأماكن أمانًا في الحياة هو التواجد بالقرب من يسوع.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible,
Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation
Used by permission. (www.Lockman.org)
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible,
New International Version Anglicised
Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society
Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company
All rights reserved
‘NIV’ is a registered trademark of Biblica
UK trademark number 1448790.