أمثالٌ 4:‏26-23

تعليق

سر بحكمة

عليك دور تلعبه استجابة لدعوة الله، أن تبقى في طرقه، سالكا بالحكمة وهكذا تصنع من حياتك شيئا جميلا. نرى في هذه الفقرة أربعة مجالات تحتاج أن تهتم بها إن كنت تريد التمتع بالنصرة على التجربة

فيم تفكر

يمكنك أن تختار فيم تفكر. وهذا له الأهمية الأولى لأن الحياة التي تعيشها ستنساب من قلبك. "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" (ع23). عليكم أن تملأوا قلوبكم بأمور جيدة – خاصة كلمة الله (ع2021). فهي تجلب "الحياة" و"الصحة" (ع22). فكر فيما هو "حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ" (في8:4).

ماذا تقول

كلماتك لها قوة. استعمل كلماتك بحرص. "انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ" (ع24). قيل أن كلمات اللسان لابد أن يكون لها ثلاثة حراس: "هل هي صحيحة؟ هل هي لطيفة؟ هل هي ضرورية؟"

إلام تنظر

احرس عينيك. كن حريصا بخصوص إلى ماذا تنظر (خاصة في عصر التلفاز والانترنت هذا). "لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيماً" (ع25). حذر يسوع من أنك لو نظرت للأشياء الخطأ، فإن "جسدك كله يكون مظلما". لكنه قال أيضا، "إن كانت عيناك بسيطتين، فجسدك كله يكون نيرا" (مت22:6-23).

إلى أين تذهب

ستتجنب الكثير من التجارب إن كنت حريصا بشأن الأماكن التي تذهب إليها. "مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. لاَتَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ" (ع26-27). يقتبس كاتب العبرانيين من هذه الآية. ويحثنا على أن "نُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ... وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً" (عب1:12-2، 12).

صلاة

مَتَّى 27:‏60-57

تعليق

أعط بكرم

لقد اختبر يسوع ألما مروعا، وانفصالا حقيقيا عن الله لكي ما تستطيع أنت أن تتمتع بمحضر الله.

لقد تخلى القادة الدينيون عن يسوع وكذلك تلاميذه وأخيرا، "صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (ع46).

تعبر كلمات يسوع المتألمة عن شعور حقيقي بالتغرب عن الله. إنه يقتبس من مز1:22، والتي هي صرخة ألم، ورثاء وتغرب عن الله. لقد رأينا في سفر أيوب كيف يشارك الكتاب المقدس في صعوبات وتعقيدات المعاناة الإنسانية. على الصليب رغم أننا نرى إجابة الله النهائية على ألمنا – إلا أنه يختار أن يدخل فيها ويأخذها على نفسه.

يتأمل جون ستوت مليا في الألم والصليب: "لم يكن سيمكنني أنا شخصيا أن أؤمن بالله لولا الصليب ... في عالم الألم الحقيقي، كيف يمكن للمرء أن يعبد إلها منيعا ضد الألم؟"

يذهب قبول يسوع لمعاناتنا على الصليب إلى ما هو أبعد من مجرد التضامن. تعكس كلماته كيف أتى "ليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت28:20). لقد مات لكي يمكنك أن تكون حرا. لقد عانى يسوع الترك لكي ما نكون أنت وأنا مقبولين من الله.

إننا نرى حقيقة هذا القبول بما يحدث في لحظة موت يسوع: "وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ" (51:27). وقد تم تفسير المعنى الرمزي من وراء هذا في رسالة العبرانيين. لقد فصل الحجاب الناس عن "قدس الأقداس" – أي محضر الله (عب3:9)..

الآن، من خلال يسوع وبسبب موته على الصليب لأجلك، يمكنك أن تختبر محضر الله والصداقة الحميمة معه. وحتى أدق التفاصيل من حيث أن الحجاب قد تمزق من فوق لأسفل تذكرنا أنه كان عمل الله، وليس عمل بشر، هو الذي أتاح قبولنا في محضر الله. يمكنك أن تعرف قبول الله ومحضره بسبب ترك يسوع ومعاناته.

حتى في اللحظة التي تصرَّف فيها الله بحسم في التاريخ الإنساني من خلال صليب وقيامة يسوع المسيح، ضم البشر في خطته. فقد استخدم رجلاً غنياً يدعى يوسف الرامي، الذي كان تلميذاً ليسوع، ليشتري مقبرة حيث كان يسوع سيدفن فيها ويقوم فيما بعد (مت57:27-60).

المهم ليس كونك غني أم فقير، بل كيف تتجاوب مع ما فعله يسوع لأجلك وماذا تفعل بما عندك. أعطى يوسف بكرمٍ، وصنع الله بحياته أمرا جميلا تم تذكره طول الزمان.

صلاة

الخُروجُ14:‏13أ , 14-15أ , 16

تعليق

ثق بالتمام

في العهد القديم كانت توجد ظلال لخلاص الله بيسوعالمسيح. وكما فتح الله الطريق لمحضره من خلال انشقاق الحجاب، هكذا فتح الله الطريق عبر البحر بشق المياه.

في كل الطريق، نرى مبادرة الله في تخليص شعبه من مصر: "اخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا... وَتُخْبِرُ ابْنَكَ...: مِنْ أجْلِ مَا صَنَعَ إلَيَّ الرَّبُّ... لأنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أخْرَجَكَ الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ... وَيَكُونُ مَتَى أدْخَلَكَ الرَّبُّ أرْضَ... لأنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ" (3:13- 16).

قاد الله شعبه كل الطريق – رغم أنه، وهو أمر مثير للانتباه، لم يأخذهم في الطريق الأقصر (ع17). أحيانا، بدلا من أن يأخذنا في الطريق السهل، يأخذنا الله في طريق أصعب وأطول ليعدنا للمعارك القادمة. حتى بالرغم من كونهم الآن خارج مصر فسيكون عليهم أن يحاربوا معركة تلو الأخرى. لقد احتاجوا أن يتعلموا أن يعتمدوا بالكامل على قوة الله وإرشاده.

وقد هداهم بعمود سحاب نهارا وعمود نار ليلا (ع21)؛ وقادهم على الدوام. هذا هو ما نحتاجه على المستوى الفردي وبصفتنا مجتمع شعب الله – إرشاده الدائم الثابت.

أحيانا ندخل في مواقف يبدو أنه لا مخرج منها. كان المصريون وراءهم والبحر أمامهم، "فَفَزِعُوا جِدّا" (10:14). لكن موسى وثق تماما في الله أنه سيخلصهم. حيث قال، "لاتَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَانْتُمْ تَصْمُتُونَ" (ع13-14). غالبا ما أرجع لهذه الآيات عندما أجد نفسي في موقف حيث لا يمكنني، من وجهة النظر البشرية، أن أرى مخرجا.

كان على موسى أن يقوم بدوره "ارْفَعْ أنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ" (ع16أ)، ولكن دور الله كان أصعب تماما؛ لقد شق المياه. عندما نصلِّي، مثلا، لأجل شخص ما ليمتلئ بالروح القدس، يستخدمنا الله. عليك أن تمد يديك وتصلي. لكن الله هو الذي يملأ الناس بروحه – هو الذي يقوم بالدور الصعب. لكنه يضع لك دورا في خططه.

كان دور الله أن يجلب الإنقاذ والخلاص: "فَخَلَّصَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اسْرَائِيلَ" (ع30). دورك هو أن تثق في الله: "وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ مُوسَى" (ع31).

يريدك الله أن تتعاون معه. هذه هي الطريقة التي صمم بها الخليقة – سواء كان العالم الطبيعي (حيث نزرع والله هو الذي ينمي) أو ملكوت الله (حيث يحقق الله ملكوته، ومع هذا فلديك دور لتلعبه).

صلاة