مرتفعات ومنخفضات الحياة
المقدمة
إذ أنظر إلى الوراء على الأربعين سنة الماضية التي عشتها كمسيحي، كانت هناك أوقات من الانتعاشات الروحية العظيمة – اختبارات الروح القدس، محبة الله، فرح رؤية الناس تتقابل مع يسوع لأول مرة، استجابات صلاة رائعة ورؤية ملكوت الله يتقدم. من ناحية أخرى، كانت هناك أيضا منخفضات روحية – اختبارات البرية، حرمان، احباط، فشل، تجارب، مقاومة، مشاكل صحية وإرهاق. نرى في فقرات اليوم كيف ترتبط المرتفعات والمنخفضات الروحية بعضها البعض بصلة وثيقة.
المَزاميرُ 22:1-5
1 إلهي، إلهي، لماذا ترَكتَني، بَعيدًا عن خَلاصي، عن كلامِ زَفيري؟
2 إلهي، في النَّهارِ أدعو فلا تستَجيبُ، في اللَّيلِ أدعو فلا هُدوَّ لي.
3 وأنتَ القُدّوسُ الجالِسُ بَينَ تسبيحاتِ إسرائيلَ.
4 علَيكَ اتَّكلَ آباؤُنا. اتَّكلوا فنَجَّيتَهُمْ.
5 إلَيكَ صَرَخوا فنَجَوْا. علَيكَ اتَّكلوا فلَمْ يَخزَوْا.
تعليق
ثق في أنه في النهاية ستنتهي المعاناة بالنصر
يشكل هذا المزمور خلفية صرخة يسوع على الصليب، "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (ع1أ). ليست صدفة أن يقتبس يسوع هذا المزمور (مت46:27).
يرسي مز22 خلفية نبوية عن الصليب والقيامة، التي نرى تتميمها في يسوع. فقد كان "عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ" (ع6)؛ مستهزأ به وقد سبه الناس (ع7). فقد كالوا له الشتائم، وهم يهزون رؤوسهم (ع7ب). "اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ" (ه8أ). وهذا يصف بدقة آلام يسوع (انظر مت31:27-46) ومع هذا فقد انتهت بالنصر.
تدور رسالة المزمور حول أهمية الثقة أثناء الأوقات شديدة الانخفاض في حياتنا (مز4:22-5، 9). يسوع نفسه، عند أكثر نقطة منخفضة في حياته – مصلوب ومتروك من الله – وثق في خلاص الله. تبين أن الهزيمة الظاهرة في الصليب هي الوجه الآخر لأعظم انتصار في التاريخ.
إن كنت عند نقطة منخفضة في حياتك، تذكر أن الألم ليست له الكلمة الأخيرة. أما في يسوع، فكانت القيامة ونصرة الله هما اللتان لهما الكلمة الفصل. استمر في الثقة فيه.
صلاة
أشكرك يا رب جدا من أجل الأوقات التي صرخت فيها إليك وخلصت؛ وثقت فيك ولم أخز. ساعدني في أوقات الألم لأستمر أثق فيك.
مَرقُسَ 1:9- 13أ
9 وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنْ ناصِرَةِ الجَليلِ واعتَمَدَ مِنْ يوحَنا في الأُردُنِّ.
10 ولِلوقتِ وهو صاعِدٌ مِنَ الماءِ رأى السماواتِ قد انشَقَّتْ، والرّوحَ مِثلَ حَمامَةٍ نازِلًا علَيهِ.
11 وكانَ صوتٌ مِنَ السماواتِ: «أنتَ ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ».
12 ولِلوقتِ أخرَجَهُ الرّوحُ إلَى البَرّيَّةِ،
13 وكانَ هناكَ في البَرّيَّةِ أربَعينَ يومًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيطانِ......
تعليق
ليكن لك نمو في السلطان من خلال المعارك والبركات
شاهدنا بيبا وأنا مؤخرا فيلما لبيلي جراهام وهو يبشر في لوس أنجلوس في عام 1963. الفيلم بالأبيض والأسود. وهو يبشر من الترجمة المرخصة (ترجمة الملك جيمس) للكتاب المقدس. ولكن حتى بعد خمسين سنة لازالت توجد قوة في الرسالة. الأكثر إذهالا من أي شيء هو السلطان الذي يتكلم به. هذا النوع من السلطان هو انعكاس لسلطان يسوع الأسمى.
نرى في هذه الفقرة أن الله أعد يسوع من خلال المرتفعات والمنخفضات الروحية في البركات والمعارك التي اختبرها.
إنجيل مرقس هو أقصر الأناجيل. إنه يغطي ثلاثة أسابيع من أعمال يسوع وعشرين دقيقة من كلماته, وهو أكثر إنجيل مفعم بالحيوية؛ فهو يجري من حدث لآخر في جو لاهث من الإثارة. إنه الإعلان العاجل عن أخبار يسوع المسيح السارة.
كلمة مرقس المفضلة هي "للوقت" (فورا). لقد اختبر يسوع معنى الحياة المضغوطة. لقد اختبر كل من المرتفعات والمنخفضات الروحية: فعند معموديته اختبر يسوع مرتفعا روحيا عظيما. فقد رأى رؤية: "رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ" (ع10ب). واختبر الروح القدس "وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ" (ع10ب). وسمع صوت الله: "وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ" (ع11أ). وتلقى توكيدا على بنوته: "أَنْتَ ابْنِي" (ع11ب). وقد عرف في أعماقه محبة الله له: "... الحبيب" (ع11ج). وتمتع بمسرة الله: "الذي به سررت" (ع11د).
ومن هناك ذهب مباشرة إلى منخفض روحي خارجا في البرية حيث جربه إبليس لأربعين يوما (ع12).
لا تتفاجأ بالهجمات الروحية التي تتبع الاختبارات الروحية العظيمة. نحاول دائما أن نحذر الناس من هذا. فإذا امتلأت بالروح القدس، مثلا، في خلوة نهاية الأسبوع لبرنامج ألفا ، متلقيا تطمينا عميقا بخصوص محبة الله لك وعلمت أنك ابن لله، فلا تتفاجأ من الهجمات – في صورة شكوك وتجارب – فهذه عادة ما تتبع تلك.
بينما أنظر على حياتي في الماضي، أستطيع أن أرى أنه، برغم أن أوقات الامتحان هذه بدت مؤلمة جدا في وقتها، إلا أنني الآن أعترف وأقدر كم كانت هامة في إعدادي لما سيأتي فيما بعد.
هذا كله جزء من تدبير الله – لقد كان "الروح القدس" هو الذي أرسل يسوع إلى البرية (ع12) لكي ما "يجرب من إبليس" (ع13). بطريقة معينة، تعطي أوقات "البرية" والتجارب العنيفة ضمانا أن هذا الذي يحدث حقيقي بالفعل. اختبار الروح القدس حقيقي والذي يؤكد ذلك أن المعركة الروحية كثيفة والامتحان ليس بالأمر اليسير.
خرج يسوع من هذه الفترة من الامتحانات بسلطان غير عادي:
سلطان ليبشر
بشر يسوع بالإنجيل ودعا الناس ليتبعوه. أولويتنا رقم واحد هي زراعة العلاقة مع يسوع.
سلطان ليقود
عندما أراد يسوع شخصا ما ليترك وظيفته ويعمل مباشرة لأجل الملكوت، ذهب إليه وطلب منه هذا (ع17، 20). تغيرت حياة أوائل التلاميذ تماما من كونها متمركزة حول السمك لأن تصبح متمركزة حول الناس.
سلطان ليعلم
تعجب الناس من تعليم يسوع لأنه "كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ" (ع22). كان كل الناس مذهولين لدرجة أنهم سألوا بعضهم البعض، "مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ .." (ع27).
سلطان ليشفي
شفى يسوع الرجل الذي كان به روح شريرة. كان عنده السلطان ليقول للروح الشريرة، "اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ!" (ع25). دُهـِش الناس ليس فقط من تعليمه، بل ومن الطريقة التي بها "يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ" (ع27).
أيا كان ما تمر به، صدق أن الله يعدك ويعطيك سلطانا متزايدا لأي شيء يدعوك للقيام به.
اطلب منه أن يملأك ثانية بالروح القدس. كن واثقا أنه، في المسيح، أنت أيضا ابن لله. إنه يحبك. اعرف أن الله ينظر إليك بمسرته. أنصت لصوته يقول لك: "أنت ابني الحبيب الذي به سررت" (ع11).
صلاة
يا رب، املأني مرة أخرى بروحك القدوس... ساعدني لأنمو في السلطان في كلماتي وتصرفاتي.
الخُروجُ 17:12-11
11 وكانَ إذا رَفَعَ موسَى يَدَهُ أنَّ إسرائيلَ يَغلِبُ، وإذا خَفَضَ يَدَهُ أنَّ عَماليقَ يَغلِبُ.
12 فلَمّا صارَتْ يَدا موسَى ثَقيلَتَينِ، أخَذا حَجَرًا ووضَعاهُ تحتَهُ فجَلَسَ علَيهِ. ودَعَمَ هارونُ وحورُ يَدَيهِ، الواحِدُ مِنْ هنا والآخَرُ مِنْ هناكَ. فكانتْ يَداهُ ثابِتَتَينِ إلَى غُروبِ الشَّمسِ.
تعليق
صل واعمل لتتحول المنخفضات إلى مرتفعات
كانت لدى موسى لحظات من المنخفضات الروحية الشديدة. فقد "خَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى" (ع2)؛ "وتذمروا" (ع3)؛ وكانوا "مستعدين أن يرجموه" (ع4)؛ "وَأتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ اسْرَائِيلَ" (ع8). لكن الله حول المنخفضات إلى مرتفعات. كيف؟
اسندوا وشجعوا بعضكم بعضا
أولا، صلى موسى لأجل نفسه. "فَصَرَخَ مُوسَى الَى الرَّبِّ: مَاذَا افْعَلُ ... فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى .." (ع4-5). ثانيا، تشفع من أجل يشوع والشعب: "وَكَانَ إذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أنَّ اسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإذَا خَفَضَ يَدَهُ أنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ" (ع11).
"فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ... وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ...فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ... أنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ" (ع12-13، 16).
تذكرنا هذه الفقرة بقوة وضرورة الصلاة الشفاعية. كما تذكرنا أيضا بأهمية الدعم والمساندة الحبية والتشجيع الذي يمكن أن نقدمه بعضنا لبعض عندما نكون متعبين.
تعلم كيف تفوض شخصا آخر
قدم حمو موسى، يثرون، له نصيحة عظيمة (19:18). فقد أشار إلى أنه ما لم يفوض آخرين، فسوف يتعب نفسه تماما: "لأنَّ الأمْرَ أعْظَمُ مِنْكَ. لا تَسْتَطِيعُ أنْ تَصْنَعَهُ وَحْدَكَ" (ع18ب). وكان موسى متواضعا وحكيما كفاية حتى ينصت لحميه.
محاولة فعل كل شيء بنفسك "ليس حسنا" (ع17). هذا نموذج سيئ للقيادة ويقود للإرهاق: "أنت ستحترق" (ع18، الرسالة). كما يؤدي أيضا إلى قلة الانتفاع من مواهب الأشخاص الآخرين ووقتهم وقدراتهم. وفي الغالب سيحبطون وكذلك أنت.
لكن، التفويض في حد ذاته لن يحل المشكلة. فنحن نحتاج القادة الصحيحين. فلو فوضت الأشخاص الخطأ، فلن يحل أي كم من الإدارة المدققة المشاكل الموجودة. إنما إذا حصلت على القادة الصحيحين فيمكنك أن تثق بهم، فتطلقهم وتمنحهم السلطة.
اتبع موسى نصيحة يثرون. واستخدم ثلاثة معايير في اختيار وتعيين القادة. أولا، اختار أشخاص قادرين (ع21أ). نحتاج أشخاص ذوي قدرات لكي يكون لدينا ثقة بينما نفوضهم. ثانيا، اختار القادة بناء على مقامهم الروحي–أولئك "الخائفين الله" (ع21ب). وكان المعيار الثالث هو الشخصية. نحتاج أشخاصا يكونون "محل ثقة" (ع21ج) – عندهم ولاء ويعتمد عليهم وحكماء.
وأعطى موسى القادة تشكيلة من المسؤوليات ("رُؤَسَاءَ الُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ" (ع21ج)، ربما بناء على قدراتهم. وقد فوض في اتخاذ مقدار معين من القرارات وليس كل القرارات. القرارات البسيطة تم التفويض بشأن اتخاذها وليس القرارات الصعبة (ع26). وكانت النتيجة أن موسى "تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ. وَكُلُّ هَذَا الشَّعْبِ أيْضا يَأتِي إلَى مَكَانِهِ بِالسَّلامِ" (ع23).
صلاة
يا رب، ساعدني لأجعل علاقتي بك هي الأولوية القصوى في حياتي وساعدني لأجد أشخاص قادرين، يخافون الله ومحل ثقة، لأطلقهم وأمنحهم السلطة لكي أقدر أن "أحتمل الإجهاد" و"يأتي الشعب لمكانه بالسلام" (ع23).
تعليق من بيبا
خر9:18، 17-19
كان يثرون حميا جيداً جداً لموسى، فقد فرح بكل نجاحات موسى وقدم النصيحة حيثما رأى أن هناك حاجة لذلك.
Thought for the Day
اعلم أن الله ينظر إليك بكل سرور.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
¹ Alpha is a series of sessions exploring the Christian faith in a relaxed and informal environment. Each talk looks at a different question around faith and is designed to inspire conversation. Alpha typically runs over ten weeks, with a weekend away. For more information or to find an Alpha near you, visit alpha.org Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.