اليوم 46

مرتفعات ومنخفضات الحياة

الكتاب المقدس المَزاميرُ 22:‏1-‏11
العهد الجديد مَرقُسَ 1:‏1-‏28
العهد القديم الخُروجُ 17:‏1-‏18:‏27

المقدمة

إذ أنظر إلى الوراء على الأربعين سنة الماضية التي عشتها كمسيحي، كانت هناك أوقات من الانتعاشات الروحية العظيمة – اختبارات الروح القدس، محبة الله، فرح رؤية الناس تتقابل مع يسوع لأول مرة، استجابات صلاة رائعة ورؤية ملكوت الله يتقدم. من ناحية أخرى، كانت هناك أيضا منخفضات روحية – اختبارات البرية، حرمان، احباط، فشل، تجارب، مقاومة، مشاكل صحية وإرهاق. نرى في فقرات اليوم كيف ترتبط المرتفعات والمنخفضات الروحية بعضها البعض بصلة وثيقة.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 22:‏1-‏11

لإمامِ المُغَنّينَ علَى «أيِّلَةِ الصُّبحِ». مَزمورٌ لداوُدَ

1 إلهي، إلهي، لماذا ترَكتَني، بَعيدًا عن خَلاصي، عن كلامِ زَفيري؟
2 إلهي، في النَّهارِ أدعو فلا تستَجيبُ، في اللَّيلِ أدعو فلا هُدوَّ لي.
3 وأنتَ القُدّوسُ الجالِسُ بَينَ تسبيحاتِ إسرائيلَ.
4 علَيكَ اتَّكلَ آباؤُنا. اتَّكلوا فنَجَّيتَهُمْ.
5 إلَيكَ صَرَخوا فنَجَوْا. علَيكَ اتَّكلوا فلَمْ يَخزَوْا.
6 أمّا أنا فدودَةٌ لا إنسانٌ. عارٌ عِندَ البَشَرِ ومُحتَقَرُ الشَّعبِ.
7 كُلُّ الّذينَ يَرَوْنَني يَستَهزِئونَ بي. يَفغَرونَ الشِّفاهَ، ويُنغِضونَ الرّأسَ قائلينَ:
8 «اتَّكلَ علَى الرَّبِّ فليُنَجِّهِ، ليُنقِذهُ لأنَّهُ سُرَّ بهِ».
9 لأنَّكَ أنتَ جَذَبتَني مِنَ البَطنِ. جَعَلتَني مُطمَئنًّا علَى ثَديَيْ أُمّي.
10 علَيكَ أُلقيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطنِ أُمّي أنتَ إلهي.
11 لا تتَباعَدْ عَنّي، لأنَّ الضّيقَ قريبٌ، لأنَّهُ لا مُعينَ.

تعليق

ثق في أنه في النهاية ستنتهي المعاناة بالنصر

يشكل هذا المزمور خلفية صرخة يسوع على الصليب، "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (ع1أ). ليست صدفة أن يقتبس يسوع هذا المزمور (مت46:27).

يرسي مز22 خلفية نبوية عن الصليب والقيامة، التي نرى تتميمها في يسوع. فقد كان "عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ" (ع6)؛ مستهزأ به وقد سبه الناس (ع7). فقد كالوا له الشتائم، وهم يهزون رؤوسهم (ع7ب). "اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ" (ه8أ). وهذا يصف بدقة آلام يسوع (انظر مت31:27-46) ومع هذا فقد انتهت بالنصر.

تدور رسالة المزمور حول أهمية الثقة أثناء الأوقات شديدة الانخفاض في حياتنا (مز4:22-5، 9). يسوع نفسه، عند أكثر نقطة منخفضة في حياته – مصلوب ومتروك من الله – وثق في خلاص الله. تبين أن الهزيمة الظاهرة في الصليب هي الوجه الآخر لأعظم انتصار في التاريخ.

إن كنت عند نقطة منخفضة في حياتك، تذكر أن الألم ليست له الكلمة الأخيرة. أما في يسوع، فكانت القيامة ونصرة الله هما اللتان لهما الكلمة الفصل. استمر في الثقة فيه.

صلاة

أشكرك يا رب جدا من أجل الأوقات التي صرخت فيها إليك وخلصت؛ وثقت فيك ولم أخز. ساعدني في أوقات الألم لأستمر أثق فيك.

العهد الجديد

مَرقُسَ 1:‏1-‏28

شفاء أبرص

1 بَدءُ إنجيلِ يَسوعَ المَسيحِ ابنِ اللهِ،
2 كما هو مَكتوبٌ في الأنبياءِ: «ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي، الّذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ.
3 صوتُ صارِخٍ في البَرّيَّةِ: أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ، اصنَعوا سُبُلهُ مُستَقيمَةً».
4 كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا.
5 وخرجَ إليهِ جميعُ كورَةِ اليَهوديَّةِ وأهلُ أورُشَليمَ واعتَمَدوا جميعُهُمْ مِنهُ في نهرِ الأُردُنِّ، مُعتَرِفينَ بخطاياهُمْ.
6 وكانَ يوحَنا يَلبَسُ وبَرَ الإبِلِ، ومِنطَقَةً مِنْ جِلدٍ علَى حَقوَيهِ، ويأكُلُ جَرادًا وعَسَلًا بَرّيًّا.
7 وكانَ يَكرِزُ قائلًا: «يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى مِنّي، الّذي لَستُ أهلًا أنْ أنحَنيَ وأحُلَّ سُيورَ حِذائهِ.
8 أنا عَمَّدتُكُمْ بالماءِ، وأمّا هو فسيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ».

معمودية يسوع المسيح وتجربته

9 وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنْ ناصِرَةِ الجَليلِ واعتَمَدَ مِنْ يوحَنا في الأُردُنِّ.
10 ولِلوقتِ وهو صاعِدٌ مِنَ الماءِ رأى السماواتِ قد انشَقَّتْ، والرّوحَ مِثلَ حَمامَةٍ نازِلًا علَيهِ.
11 وكانَ صوتٌ مِنَ السماواتِ: «أنتَ ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ».

12 ولِلوقتِ أخرَجَهُ الرّوحُ إلَى البَرّيَّةِ،
13 وكانَ هناكَ في البَرّيَّةِ أربَعينَ يومًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيطانِ. وكانَ مع الوُحوشِ. وصارَتِ المَلائكَةُ تخدِمُهُ.

دعوة التلاميذ الأولين

14 وبَعدَما أُسلِمَ يوحَنا جاءَ يَسوعُ إلَى الجَليلِ يَكرِزُ ببِشارَةِ ملكوتِ اللهِ
15 ويقولُ: «قد كمَلَ الزَّمانُ واقتَرَبَ ملكوتُ اللهِ، فتوبوا وآمِنوا بالإنجيلِ».

16 وفيما هو يَمشي عِندَ بحرِ الجَليلِ أبصَرَ سِمعانَ وأندَراوُسَ أخاهُ يُلقيانِ شَبَكَةً في البحرِ، فإنَّهُما كانا صَيّادَينِ.
17 فقالَ لهُما يَسوعُ: «هَلُمَّ ورائي فأجعَلُكُما تصيرانِ صَيّادَيِ النّاسِ».
18 فللوقتِ ترَكا شِباكَهُما وتَبِعاهُ.
19 ثُمَّ اجتازَ مِنْ هناكَ قَليلًا فرأى يعقوبَ بنَ زَبدي ويوحَنا أخاهُ، وهُما في السَّفينَةِ يُصلِحانِ الشِّباكَ.
20 فدَعاهُما للوقتِ. فترَكا أباهُما زَبدي في السَّفينَةِ مع الأجرَى وذَهَبا وراءَهُ.

طرد روح نجس

21 ثُمَّ دَخَلوا كفرَناحومَ، ولِلوقتِ دَخَلَ المَجمَعَ في السَّبتِ وصارَ يُعَلِّمُ.
22 فبُهِتوا مِنْ تعليمِهِ لأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُمْ كمَنْ لهُ سُلطانٌ وليس كالكتبةِ.
23 وكانَ في مَجمَعِهِمْ رَجُلٌ بهِ روحٌ نَجِسٌ، فصَرَخَ
24 قائلًا: «آهِ! ما لنا ولكَ يا يَسوعُ النّاصِريُّ؟ أتَيتَ لتُهلِكَنا! أنا أعرِفُكَ مَنْ أنتَ: قُدّوسُ اللهِ!».
25 فانتَهَرَهُ يَسوعُ قائلًا: «اخرَسْ! واخرُجْ مِنهُ!».
26 فصَرَعَهُ الرّوحُ النَّجِسُ وصاحَ بصوتٍ عظيمٍ وخرجَ مِنهُ.
27 فتحَيَّروا كُلُّهُمْ، حتَّى سألَ بَعضُهُمْ بَعضًا قائلينَ: «ما هذا؟ ما هو هذا التَّعليمُ الجديدُ؟ لأنَّهُ بسُلطانٍ يأمُرُ حتَّى الأرواحَ النَّجِسَةَ فتُطيعُهُ!».
28 فخرجَ خَبَرُهُ للوقتِ في كُلِّ الكورَةِ المُحيطَةِ بالجَليلِ.

تعليق

ليكن لك نمو في السلطان من خلال المعارك والبركات

شاهدنا بيبا وأنا مؤخرا فيلما لبيلي جراهام وهو يبشر في لوس أنجلوس في عام 1963. الفيلم بالأبيض والأسود. وهو يبشر من الترجمة المرخصة (ترجمة الملك جيمس) للكتاب المقدس. ولكن حتى بعد خمسين سنة لازالت توجد قوة في الرسالة. الأكثر إذهالا من أي شيء هو السلطان الذي يتكلم به. هذا النوع من السلطان هو انعكاس لسلطان يسوع الأسمى.

نرى في هذه الفقرة أن الله أعد يسوع من خلال المرتفعات والمنخفضات الروحية في البركات والمعارك التي اختبرها.

إنجيل مرقس هو أقصر الأناجيل. إنه يغطي ثلاثة أسابيع من أعمال يسوع وعشرين دقيقة من كلماته, وهو أكثر إنجيل مفعم بالحيوية؛ فهو يجري من حدث لآخر في جو لاهث من الإثارة. إنه الإعلان العاجل عن أخبار يسوع المسيح السارة.

كلمة مرقس المفضلة هي "للوقت" (فورا). لقد اختبر يسوع معنى الحياة المضغوطة. لقد اختبر كل من المرتفعات والمنخفضات الروحية: فعند معموديته اختبر يسوع مرتفعا روحيا عظيما. فقد رأى رؤية: "رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ" (ع10ب). واختبر الروح القدس "وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ" (ع10ب). وسمع صوت الله: "وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ" (ع11أ). وتلقى توكيدا على بنوته: "أَنْتَ ابْنِي" (ع11ب). وقد عرف في أعماقه محبة الله له: "... الحبيب" (ع11ج). وتمتع بمسرة الله: "الذي به سررت" (ع11د).

ومن هناك ذهب مباشرة إلى منخفض روحي خارجا في البرية حيث جربه إبليس لأربعين يوما (ع12).

لا تتفاجأ بالهجمات الروحية التي تتبع الاختبارات الروحية العظيمة. نحاول دائما أن نحذر الناس من هذا. فإذا امتلأت بالروح القدس، مثلا، في خلوة نهاية الأسبوع لبرنامج ألفا ، متلقيا تطمينا عميقا بخصوص محبة الله لك وعلمت أنك ابن لله، فلا تتفاجأ من الهجمات – في صورة شكوك وتجارب – فهذه عادة ما تتبع تلك.

بينما أنظر على حياتي في الماضي، أستطيع أن أرى أنه، برغم أن أوقات الامتحان هذه بدت مؤلمة جدا في وقتها، إلا أنني الآن أعترف وأقدر كم كانت هامة في إعدادي لما سيأتي فيما بعد.

هذا كله جزء من تدبير الله – لقد كان "الروح القدس" هو الذي أرسل يسوع إلى البرية (ع12) لكي ما "يجرب من إبليس" (ع13). بطريقة معينة، تعطي أوقات "البرية" والتجارب العنيفة ضمانا أن هذا الذي يحدث حقيقي بالفعل. اختبار الروح القدس حقيقي والذي يؤكد ذلك أن المعركة الروحية كثيفة والامتحان ليس بالأمر اليسير.

خرج يسوع من هذه الفترة من الامتحانات بسلطان غير عادي:

سلطان ليبشر

بشر يسوع بالإنجيل ودعا الناس ليتبعوه. أولويتنا رقم واحد هي زراعة العلاقة مع يسوع.

سلطان ليقود

عندما أراد يسوع شخصا ما ليترك وظيفته ويعمل مباشرة لأجل الملكوت، ذهب إليه وطلب منه هذا (ع17، 20). تغيرت حياة أوائل التلاميذ تماما من كونها متمركزة حول السمك لأن تصبح متمركزة حول الناس.

سلطان ليعلم

تعجب الناس من تعليم يسوع لأنه "كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ" (ع22). كان كل الناس مذهولين لدرجة أنهم سألوا بعضهم البعض، "مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ .." (ع27).

سلطان ليشفي

شفى يسوع الرجل الذي كان به روح شريرة. كان عنده السلطان ليقول للروح الشريرة، "اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ!" (ع25). دُهـِش الناس ليس فقط من تعليمه، بل ومن الطريقة التي بها "يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ" (ع27).

أيا كان ما تمر به، صدق أن الله يعدك ويعطيك سلطانا متزايدا لأي شيء يدعوك للقيام به.

اطلب منه أن يملأك ثانية بالروح القدس. كن واثقا أنه، في المسيح، أنت أيضا ابن لله. إنه يحبك. اعرف أن الله ينظر إليك بمسرته. أنصت لصوته يقول لك: "أنت ابني الحبيب الذي به سررت" (ع11).

صلاة

يا رب، املأني مرة أخرى بروحك القدوس... ساعدني لأنمو في السلطان في كلماتي وتصرفاتي.

العهد القديم

الخُروجُ 17:‏1-‏18:‏27

ماء من الصخرة

1 ثُمَّ ارتَحَلَ كُلُّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ مِنْ بَرّيَّةِ سينٍ بحَسَبِ مَراحِلِهِمْ علَى موجِبِ أمرِ الرَّبِّ، ونَزَلوا في رَفيديمَ. ولَمْ يَكُنْ ماءٌ ليَشرَبَ الشَّعبُ.
2 فخاصَمَ الشَّعبُ موسَى وقالوا: «أعطونا ماءً لنَشرَبَ». فقالَ لهُمْ موسَى: «لماذا تُخاصِمونَني؟ لماذا تُجَرِّبونَ الرَّبَّ؟»
3 وعَطِشَ هناكَ الشَّعبُ إلَى الماءِ، وتَذَمَّرَ الشَّعبُ علَى موسَى وقالوا: «لماذا أصعَدتَنا مِنْ مِصرَ لتُميتَنا وأولادَنا ومَواشيَنا بالعَطَشِ؟»
4 فصَرَخَ موسَى إلَى الرَّبِّ قائلًا: «ماذا أفعَلُ بهذا الشَّعبِ؟ بَعدَ قَليلٍ يَرجُمونَني».
5 فقالَ الرَّبُّ لموسَى: «مُرَّ قُدّامَ الشَّعبِ، وخُذْ معكَ مِنْ شُيوخِ إسرائيلَ. وعَصاكَ الّتي ضَرَبتَ بها النَّهرَ خُذها في يَدِكَ واذهَبْ.
6 ها أنا أقِفُ أمامَكَ هناكَ علَى الصَّخرَةِ في حوريبَ، فتضرِبُ الصَّخرَةَ فيَخرُجُ مِنها ماءٌ ليَشرَبَ الشَّعبُ». ففَعَلَ موسَى هكذا أمامَ عُيونِ شُيوخِ إسرائيلَ.
7 ودَعا اسمَ المَوْضِعِ «مَسَّةَ ومَريبَةَ» مِنْ أجلِ مُخاصَمَةِ بَني إسرائيلَ، ومِنْ أجلِ تجرِبَتِهِمْ للرَّبِّ قائلينَ: «أفي وسَطِنا الرَّبُّ أم لا؟».

هزيمة عماليق

8 وأتَى عَماليقُ وحارَبَ إسرائيلَ في رَفيديمَ.
9 فقالَ موسَى ليَشوعَ: «انتَخِبْ لنا رِجالًا واخرُجْ حارِبْ عَماليقَ. وغَدًا أقِفُ أنا علَى رأسِ التَّلَّةِ وعَصا اللهِ في يَدي».
10 ففَعَلَ يَشوعُ كما قالَ لهُ موسَى ليُحارِبَ عَماليقَ. وأمّا موسَى وهارونُ وحورُ فصَعِدوا علَى رأسِ التَّلَّةِ.
11 وكانَ إذا رَفَعَ موسَى يَدَهُ أنَّ إسرائيلَ يَغلِبُ، وإذا خَفَضَ يَدَهُ أنَّ عَماليقَ يَغلِبُ.
12 فلَمّا صارَتْ يَدا موسَى ثَقيلَتَينِ، أخَذا حَجَرًا ووضَعاهُ تحتَهُ فجَلَسَ علَيهِ. ودَعَمَ هارونُ وحورُ يَدَيهِ، الواحِدُ مِنْ هنا والآخَرُ مِنْ هناكَ. فكانتْ يَداهُ ثابِتَتَينِ إلَى غُروبِ الشَّمسِ.
13 فهَزَمَ يَشوعُ عَماليقَ وقَوْمَهُ بحَدِّ السَّيفِ.

14 فقالَ الرَّبُّ لموسَى: «اكتُبْ هذا تذكارًا في الكِتابِ، وضَعهُ في مَسامِعِ يَشوعَ. فإنّي سوفَ أمحو ذِكرَ عَماليقَ مِنْ تحتِ السماءِ».
15 فبَنَى موسَى مَذبَحًا ودَعا اسمَهُ «يَهوَهْ نِسّي».
16 وقالَ: «إنَّ اليَدَ علَى كُرسيِّ الرَّبِّ. للرَّبِّ حَربٌ مع عَماليقَ مِنْ دَوْرٍ إلَى دَوْرٍ».

يثرون يزور موسَى

1 فسمِعَ يَثرونُ كاهِنُ مِديانَ، حَمو موسَى، كُلَّ ما صَنَعَ اللهُ إلَى موسَى وإلَى إسرائيلَ شَعبِهِ: أنَّ الرَّبَّ أخرَجَ إسرائيلَ مِنْ مِصرَ.
2 فأخَذَ يَثرونُ حَمو موسَى صِفّورَةَ امرأةَ موسَى بَعدَ صَرفِها
3 وابنَيها، اللَّذَينِ اسمُ أحَدِهِما جِرشومُ، لأنَّهُ قالَ: «كُنتُ نَزيلًا في أرضٍ غَريبَةٍ».
4 واسمُ الآخَرِ أليعازَرُ، لأنَّهُ قالَ: «إلهُ أبي كانَ عَوْني وأنقَذَني مِنْ سيفِ فِرعَوْنَ».
5 وأتَى يَثرونُ حَمو موسَى وابناهُ وامرأتُهُ إلَى موسَى إلَى البَرّيَّةِ حَيثُ كانَ نازِلًا عِندَ جَبَلِ اللهِ.
6 فقالَ لموسَى: «أنا حَموكَ يَثرونُ، آتٍ إلَيكَ وامرأتُكَ وابناها معها».
7 فخرجَ موسَى لاستِقبالِ حَميهِ وسَجَدَ وقَبَّلهُ. وسألَ كُلُّ واحِدٍ صاحِبَهُ عن سلامَتِهِ، ثُمَّ دَخَلا إلَى الخَيمَةِ.

8 فقَصَّ موسَى علَى حَميهِ كُلَّ ما صَنَعَ الرَّبُّ بفِرعَوْنَ والمِصريّينَ مِنْ أجلِ إسرائيلَ، وكُلَّ المَشَقَّةِ الّتي أصابَتهُمْ في الطريقِ فخَلَّصَهُمُ الرَّبُّ.
9 ففَرِحَ يَثرونُ بجميعِ الخَيرِ الّذي صَنَعَهُ إلَى إسرائيلَ الرَّبُّ، الّذي أنقَذَهُ مِنْ أيدي المِصريّينَ.
10 وقالَ يَثرونُ: «مُبارَكٌ الرَّبُّ الّذي أنقَذَكُمْ مِنْ أيدي المِصريّينَ ومِنْ يَدِ فِرعَوْنَ. الّذي أنقَذَ الشَّعبَ مِنْ تحتِ أيدي المِصريّينَ.
11 الآنَ عَلِمتُ أنَّ الرَّبَّ أعظَمُ مِنْ جميعِ الآلِهَةِ، لأنَّهُ في الشَّيءِ الّذي بَغَوْا بهِ كانَ علَيهِمْ».
12 فأخَذَ يَثرونُ حَمو موسَى مُحرَقَةً وذَبائحَ للهِ. وجاءَ هارونُ وجميعُ شُيوخِ إسرائيلَ ليأكُلوا طَعامًا مع حَمي موسَى أمامَ اللهِ.

13 وحَدَثَ في الغَدِ أنَّ موسَى جَلَسَ ليَقضيَ للشَّعبِ. فوَقَفَ الشَّعبُ عِندَ موسَى مِنَ الصّباحِ إلَى المساءِ.
14 فلَمّا رأى حَمو موسَى كُلَّ ما هو صانِعٌ للشَّعبِ، قالَ: «ما هذا الأمرُ الّذي أنتَ صانِعٌ للشَّعبِ؟ ما بالُكَ جالِسًا وحدَكَ وجميعُ الشَّعبِ واقِفٌ عِندَكَ مِنَ الصّباحِ إلَى المساءِ؟»
15 فقالَ موسَى لحَميهِ: «إنَّ الشَّعبَ يأتي إلَيَّ ليَسألَ اللهَ.
16 إذا كانَ لهُمْ دَعوَى يأتونَ إلَيَّ فأقضي بَينَ الرَّجُلِ وصاحِبِهِ، وأُعَرِّفُهُمْ فرائضَ اللهِ وشَرائعَهُ».

17 فقالَ حَمو موسَى لهُ: «ليس جَيِّدًا الأمرُ الّذي أنتَ صانِعٌ.
18 إنَّكَ تكِلُّ أنتَ وهذا الشَّعبُ الّذي معكَ جميعًا، لأنَّ الأمرَ أعظَمُ مِنكَ. لا تستَطيعُ أنْ تصنَعَهُ وحدَكَ.
19 الآنَ اسمَعْ لصوتي فأنصَحَكَ. فليَكُنِ اللهُ معكَ. كُنْ أنتَ للشَّعبِ أمامَ اللهِ، وقَدِّمْ أنتَ الدَّعاوَى إلَى اللهِ،
20 وعَلِّمهُمُ الفَرائضَ والشَّرائعَ، وعَرِّفهُمُ الطريقَ الّذي يَسلُكونَهُ، والعَمَلَ الّذي يَعمَلونَهُ.
21 وأنتَ تنظُرُ مِنْ جميعِ الشَّعبِ ذَوي قُدرَةٍ خائفينَ اللهَ، أُمَناءَ مُبغِضينَ الرَّشوَةَ، وتُقيمُهُمْ علَيهِمْ رؤَساءَ أُلوفٍ، ورؤَساءَ مِئاتٍ، ورؤَساءَ خَماسينَ، ورؤَساءَ عشَراتٍ،
22 فيَقضونَ للشَّعبِ كُلَّ حينٍ. ويكونُ أنَّ كُلَّ الدَّعاوَى الكَبيرَةِ يَجيئونَ بها إلَيكَ، وكُلَّ الدَّعاوَى الصَّغيرَةِ يَقضونَ هُم فيها. وخَفِّفْ عن نَفسِكَ، فهُم يَحمِلونَ معكَ.
23 إنْ فعَلتَ هذا الأمرَ وأوصاكَ اللهُ تستَطيعُ القيامَ. وكُلُّ هذا الشَّعبِ أيضًا يأتي إلَى مَكانِهِ بالسَّلامِ».

24 فسمِعَ موسَى لصوتِ حَميهِ وفَعَلَ كُلَّ ما قالَ.
25 واختارَ موسَى ذَوي قُدرَةٍ مِنْ جميعِ إسرائيلَ وجَعَلهُمْ رؤوسًا علَى الشَّعبِ، رؤَساءَ أُلوفٍ، ورؤَساءَ مِئاتٍ، ورؤَساءَ خَماسينَ، ورؤَساءَ عشَراتٍ.
26 فكانوا يَقضونَ للشَّعبِ كُلَّ حينٍ. الدَّعاوَى العَسِرَةُ يَجيئونَ بها إلَى موسَى، وكُلُّ الدَّعاوَى الصَّغيرَةِ يَقضونَ هُم فيها.
27 ثُمَّ صَرَفَ موسَى حَماهُ فمَضَى إلَى أرضِهِ.

تعليق

صل واعمل لتتحول المنخفضات إلى مرتفعات

كانت لدى موسى لحظات من المنخفضات الروحية الشديدة. فقد "خَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى" (ع2)؛ "وتذمروا" (ع3)؛ وكانوا "مستعدين أن يرجموه" (ع4)؛ "وَأتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ اسْرَائِيلَ" (ع8). لكن الله حول المنخفضات إلى مرتفعات. كيف؟

اسندوا وشجعوا بعضكم بعضا

أولا، صلى موسى لأجل نفسه. "فَصَرَخَ مُوسَى الَى الرَّبِّ: مَاذَا افْعَلُ ... فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى .." (ع4-5). ثانيا، تشفع من أجل يشوع والشعب: "وَكَانَ إذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أنَّ اسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإذَا خَفَضَ يَدَهُ أنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ" (ع11).

"فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ... وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ...فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ... أنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ" (ع12-13، 16).

تذكرنا هذه الفقرة بقوة وضرورة الصلاة الشفاعية. كما تذكرنا أيضا بأهمية الدعم والمساندة الحبية والتشجيع الذي يمكن أن نقدمه بعضنا لبعض عندما نكون متعبين.

تعلم كيف تفوض شخصا آخر

قدم حمو موسى، يثرون، له نصيحة عظيمة (19:18). فقد أشار إلى أنه ما لم يفوض آخرين، فسوف يتعب نفسه تماما: "لأنَّ الأمْرَ أعْظَمُ مِنْكَ. لا تَسْتَطِيعُ أنْ تَصْنَعَهُ وَحْدَكَ" (ع18ب). وكان موسى متواضعا وحكيما كفاية حتى ينصت لحميه.

محاولة فعل كل شيء بنفسك "ليس حسنا" (ع17). هذا نموذج سيئ للقيادة ويقود للإرهاق: "أنت ستحترق" (ع18، الرسالة). كما يؤدي أيضا إلى قلة الانتفاع من مواهب الأشخاص الآخرين ووقتهم وقدراتهم. وفي الغالب سيحبطون وكذلك أنت.

لكن، التفويض في حد ذاته لن يحل المشكلة. فنحن نحتاج القادة الصحيحين. فلو فوضت الأشخاص الخطأ، فلن يحل أي كم من الإدارة المدققة المشاكل الموجودة. إنما إذا حصلت على القادة الصحيحين فيمكنك أن تثق بهم، فتطلقهم وتمنحهم السلطة.

اتبع موسى نصيحة يثرون. واستخدم ثلاثة معايير في اختيار وتعيين القادة. أولا، اختار أشخاص قادرين (ع21أ). نحتاج أشخاص ذوي قدرات لكي يكون لدينا ثقة بينما نفوضهم. ثانيا، اختار القادة بناء على مقامهم الروحي–أولئك "الخائفين الله" (ع21ب). وكان المعيار الثالث هو الشخصية. نحتاج أشخاصا يكونون "محل ثقة" (ع21ج) – عندهم ولاء ويعتمد عليهم وحكماء.

وأعطى موسى القادة تشكيلة من المسؤوليات ("رُؤَسَاءَ الُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ" (ع21ج)، ربما بناء على قدراتهم. وقد فوض في اتخاذ مقدار معين من القرارات وليس كل القرارات. القرارات البسيطة تم التفويض بشأن اتخاذها وليس القرارات الصعبة (ع26). وكانت النتيجة أن موسى "تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ. وَكُلُّ هَذَا الشَّعْبِ أيْضا يَأتِي إلَى مَكَانِهِ بِالسَّلامِ" (ع23).

صلاة

يا رب، ساعدني لأجعل علاقتي بك هي الأولوية القصوى في حياتي وساعدني لأجد أشخاص قادرين، يخافون الله ومحل ثقة، لأطلقهم وأمنحهم السلطة لكي أقدر أن "أحتمل الإجهاد" و"يأتي الشعب لمكانه بالسلام" (ع23).

تعليق من بيبا

خر9:18، 17-19

كان يثرون حميا جيداً جداً لموسى، فقد فرح بكل نجاحات موسى وقدم النصيحة حيثما رأى أن هناك حاجة لذلك.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

¹ Alpha is a series of sessions exploring the Christian faith in a relaxed and informal environment. Each talk looks at a different question around faith and is designed to inspire conversation. Alpha typically runs over ten weeks, with a weekend away. For more information or to find an Alpha near you, visit alpha.org

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • Wisdom BIBLE
  • Wisdom COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more