اليوم 47

اعمل الأمور الأولى أولا

الكتاب المقدس المَزاميرُ 22:‏16ب-19
العهد الجديد مَرقُسَ 1:‏38-35 , 41-40
العهد القديم الخُروجُ 19:‏3أ-5 ,‏20:‏2-1 ,6

المقدمة

بعدما تزوجنا بفترة قصيرة، ذهبنا بيبا وأنا لحضور مؤتمر في إحدى العطلات حول موضوع الزواج. أثناء المؤتمر كانت هناك محاضرة حول الأولويات. أُعطيت لنا خمس ورقات – كل واحدة عليها كلمة: "العمل"، "الله"، "الخدمة"، "الزوج/الزوجة" و"الأولاد". وطلب منا أن نرتب هذه الخمسة بحسب الأولوية. وبعد فوات الأوان، فهمت أنني رتبتهم ترتيبا خاطئا تماما.

لقد وضعت "الله" أولا (على الأقل حصلت على واحد صحيح – ولكنه كان اختيار واضح تماما!)، ثم الخدمة، الزوجة، العمل، وأخيرا، الأطفال (لم يكن عندنا أطفال في هذه المرحلة لذا لم نتبين أنهم مهمين للغاية!).

وبينما سار بنا قادة المؤتمر خلال هذه الأولويات، صار واضحا لي أن الترتيب الصحيح ينبغي أن يكون: الله أول الكل، ثم زوجتي (دعوتي الأولى)، أولادنا، عملي (خدمتي الأولى)، وأخيرا خدمتي – والتي، رغم كونها هامة جدا وبوضوح، إلا أنه لا ينبغي أن تأخذ مكان مسؤولياتي الأساسية في الحياة. وكما وصف الفيلسوف جوته، "لا ينبغي أن تكون الأشياء الأكثر أهمية أبدا تحت رحمة الأشياء الأقل أهمية". \t ضع الأمور الأولى أولا. ينبغي أن تأخذ الأمور التي تتعلق بالأكثر بالله في المقام الأول في حياتنا.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 22:‏16ب-19

16 ...... ثَقَبوا يَدَيَّ ورِجلَيَّ.
17 أُحصي كُلَّ عِظامي، وهُم يَنظُرونَ ويَتَفَرَّسونَ فيَّ.
18 يَقسِمونَ ثيابي بَينَهُمْ، وعلَى لباسي يَقتَرِعونَ.
19 أمّا أنتَ يا رَبُّ، فلا تبعُدْ. يا قوَّتي، أسرِعْ إلَى نُصرَتي.

تعليق

أولوية العلاقة

ينبغي أن تكون علاقتك بالله الأولوية رقم واحد لديك. في هذا المزمور نرى أن أولوية المرنم الأولى (ونبويا أولوية يسوع الأولى) كانت علاقته مع الله.

الصليب هو البوابة التي نمر منها إلى علاقة مستردة مع الله. نرى، كما كان في الجزء الأول من المزمور، استمرارية للنبوات المختصة بموت يسوع والتي تحققت في العهد الجديد.

يبدو كما لو أن هذا المزمور قد كتب بصيغة المتكلم المفرد على يد شخص كان معلقا على الصليب، حتى قبل مئات الأعوام من اختراع الرومان للصليب كوسيلة إعدام. إنهانبوة دقيقة بصورة غير عادية عن معاناة يسوع – إذ تصف قسوة الصلب.

"انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي... وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي" (ع14أ؛ 15ب؛ يو28:19). "ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ" (ع16ج؛ يو37:19). "جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي ... أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ" (ع16ب-17؛ لو17:23، 35). "يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ" (مز18:22؛ يو23:19-24).

كما رأينا بالأمس، كانت آلام يسوع على الصليب أعظم بكثير من حتى أهوال الصلب. فقد تحمل ذنبنا وتركه الله نيابة عنا (مز1:22). مات يسوع لأجلك لكي ما تُرد انت للعلاقة مع الله.

صلاة

أشكرك أيها الآب، لأن العلاقة المستردة معك من خلال الصليب هي فعلا الأولوية العليا التي خططت لها منذ الأزل. أشكرك يا يسوع، لأنك مررت بعذاب الصليب لأجلي لكي ما تسترد علاقتي بالله.

العهد الجديد

مَرقُسَ 1:‏38-35 , 41-40

36 فتبِعَهُ سِمعانُ والّذينَ معهُ.
37 ولَمّا وجَدوهُ قالوا لهُ: «إنَّ الجميعَ يَطلُبونَكَ».
38 فقالَ لهُمْ: «لنَذهَبْ إلَى القرَى المُجاوِرَةِ لأكرِزَ هناكَ أيضًا، لأنّي لهذا خرجتُ».
40 فأتَى إليهِ أبرَصُ يَطلُبُ إليهِ جاثيًا وقائلًا لهُ: «إنْ أرَدتَ تقدِرْ أنْ تُطَهِّرَني».
41 فتحَنَّنَ يَسوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقالَ لهُ: «أُريدُ، فاطهُرْ!».

تعليق

أولويات يسوع

أحب يسوع. إنه رائع تماما وجذاب بصورة رائعة. فقد أحب الناس: وكان ممتلئا "بالحنان عليهم" (ع41). والناس أحبوه: "وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ" (ع45). أراد كل واحد أن يرى يسوع: "إِنَّ الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ" (ع37).

كانوا سيفعلون أي شيء ليجعلوا أشخاصا آخرين يرون يسوع (4:2). كما جاء إليه الجمع (ع13). وعندما قال للناس، "اتبعوني"، تبعوه (ع14). وقد جلبوا كل المرضى ليسوع وهو شفاهم (32:1-34)، بما فيهم حماة بطرس (ع30-31). لقد أحب جباة الضرائب والخطاة وكان سعيدا جدا لأن يذهب ويتعشى معهم (ع15). فقد أتي من أجلنا نحن "الخطاة" (ع17).

يمكنك أن تخمن أولويات الناس عن طريق كيفية تصرفهم في وقتهم. نرى في هذه الفقرة كيف صرف يسوع وقته.

يصلي لله

لا يستيقظ معظم الناس مبكرا جدا من النوم ما لم يكن لديهم أمر هام يفعلوه. كانت أولوية يسوع الأولى هي علاقته مع الله الآب: "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ" (ع35). هذا يتحدانا كلنا لأن نستيقظ مبكرا ونجد "موضع خلاء" ونصلي.

من الناحية الشخصية، وجدت أن الطريقة الوحيدة لأستيقظ مبكرا بصورة منتظمة هي أن أذهب للفراش مبكرا بصورة منتظمة!

يبشر بالملكوت

قال يسوع، "لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضاً لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ" (ع38). كانت الرسالة التي بشر بها هي الأخبار السارة عن ملكوت الله وحاجة الشعب أن "يتوب ويؤمن بالأخبار السارة!" (ع14-15). لقد كانت رسالة تدور حول الغفران (5:2، 10) وقد كانت أخبارا سارة "للخطاة" بالذات (ع17)، وقد احتاج أن يسمعها الجميع. بالنسبة ليسوع كان الغفران أولوية أهم وأعلى حتى من الشفاء.

التبشير بسلطان

كان يسوع "ممتلئ تحننا" (41:1). ومن دافع المحبة للناس أراد أن يحضر لهم أولا الأخبار السارة عن الغفران. ولكنها لم تكن مجرد كلمات. فقد عمل على شفاء المرضى (ع40-42؛ 8:2-12) وعلى طرد الأرواح الشريرة (39:1). من خلال شفاء المفلوج، برهن يسوع على أنه هو الذي له السلطان والقدرة ليغفر الخطايا (9:2- 11).

كانت أولويات يسوع واضحة. كان الله أولا ثم الناس ثانيا وكل أمر آخر كان يتعلق بتتميم هاتين الأولويتين العظيمتين.

صلاة

ساعدني يا رب لأجعل علاقتي بك أولوية قصوى. أشكرك لأنني أستطيع أن أعلن أخبار الغفران السارة للآخرين. ليتني أمتلئ بالتحنن بينما أصلي من أجل المرضى وأسعى لأرى الناس أحرارا من سلطان الشر في حياتهم.

العهد القديم

الخُروجُ 19:‏3أ-5 ,‏20:‏2-1 ,6

3 وأمّا موسَى فصَعِدَ إلَى اللهِ. فناداهُ الرَّبُّ مِنَ الجَبَلِ قائلًا:...... 4 أنتُمْ رأيتُمْ ما صَنَعتُ بالمِصريّينَ. وأنا حَمَلتُكُمْ علَى أجنِحَةِ النُّسورِ وجِئتُ بكُمْ إلَيَّ.
5 فالآنَ إنْ سمِعتُمْ لصوتي، وحَفِظتُمْ عَهدي تكونونَ لي خاصَّةً مِنْ بَينِ جميعِ الشُّعوبِ. فإنَّ لي كُلَّ الأرضِ.

1 ثُمَّ تكلَّمَ اللهُ بجميعِ هذِهِ الكلِماتِ قائلًا:
2 «أنا الرَّبُّ إلهُكَ الّذي أخرَجَكَ مِنْ أرضِ مِصرَ مِنْ بَيتِ العُبوديَّةِ.
6 وأصنَعُ إحسانًا إلَى أُلوفٍ مِنْ مُحِبّيَّ وحافِظي وصايايَ.

تعليق

أولوية المحبة

رغم أن الله يدعوك لتكون لك علاقة حميمة معه، لكن لا تنس أبدا عظم وعجب قداسته وقدرته. لدى الله شغف عظيم بك، ولذا لن يدعك تكون أقل مما يمكنك أن تكونه. إنه يريدنا أن نتعلم منه القداسة.

من خر19- عد10:10 ظل الإسرائيليون في نفس المكان يتعلمون كيف يكونون شعب الله. وقد بدأوا بتعلم قداسة وقدرة الله. لا يمكنهم حتى لمس الجبل الذي هو حاضر عليه. ثم يتكلم معهم عن أولوياتهم من خلال الوصايا العشر.

الله يحبكم

سياق تلك المحبة موجود في 2:20: "انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي أخْرَجَكَ مِنْ أرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ" فالله هو إله يصنع "إحْسَانا الَى ألُوفٍ" (ع6). ونرى صورا من محبته في تلك الفقرة قبل هذا. حيث يقول الله، "وَأنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إلَيَّ" (4:19). ويقول، "تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإنَّ لِي كُلَّ الأرْضِ. وَأنْتُمْ تَكُونُونَ لِي" (ع5-6). إن محبتنا هي رد فعل لمحبة الله.

إن سياق الوصايا العشر هو محبة الله لك. يفوت على بعض الناس هذه الحقيقة ويرونها مجرد مجموعة من القواعد. يعطي الله الوصايا كتصرف من واقع المحبة لنا، وعلينا أن نطيعها كفعل محبة لله.

أحبب الله

تتعلق الوصايا الأربع الأولى بكيف نتجاوب مع محبة الله بأن نحبه هو: "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً" (1يو19:4). لابد أن تكون محبتنا حصرية (خر3:20-4)، مليئة بالاحترام (ع7) وتتبرهن بتخصيص وقت لنكون معه (ع10).

أحبب الناس

تتعلق الوصايا الست الأخرى بمحبتنا للآخرين – عائلاتنا (ع12)، زوجاتنا/أزواجنا (ع14) وجيراننا: "لا تَقْتُلْ. لا تَزْنِ. لا تَسْرِقْ. لا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. لا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لا تَشْتَهِ امْرَأةَ قَرِيبِكَ وَلا عَبْدَهُ" (ع13-17). وقد لخصها يسوع هكذا، "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ" (مت37:22-40).

لم تعط الوصايا العشر كدرجات سلم ينبغي على الناس تسلّقه ليصلوا إلى محضر الله. بل كانت نموذجا ونمطا معطى من الله للحياة لمن عرفوا بالفعل نعمة الله وفداءه. إنها ليست معطاة لتحدّ حريتك، بل لتحرسها. إنها تساعدك لتتمتع بحرية العيش في علاقة مع الله، مبينة لك كيف تعيش حياة مقدسة كما أن الله قدوس بالتمام. تنبع محبتك لله من- وهي رد فعل لـ- محبة الله لك.

صلاة

أيها الآب السماوي، أعبدك اليوم بخشوع ورهبة. أشكرك لأنك تحملني على أجنحة النسور وتحضرني إلى نفسك. أشكرك لأنك تقول إنني خاصة لك وكنز لك ومتاعك الثمين. ساعدني أن تكون أولويتي الأولى هي أن أعبدك وأحبك بكل قلبي وبكل نفسي وبكل فكري وذهني. ساعدني لأحب الآخرين بدون شروط بالطريقة التي تحبني أنت بها.

تعليق من بيبا

مر35:1

تتحداني الكلمات التي تقول، "باكرا جدا". أنا لست جيدة في الصباح وأكثر سوءا عندما يكون "الظلام باق". أجد تجربة البقاء في السرير الدافئ لفترة أطول قليلا صعبة المقاومة. لكنني أدرك أنه أفضل وقت لأجد السلام الذي لا يقاطعه شيء. إن كان يسوع قد استيقظ مبكرا ليصلّي فعليّ على الأقل أن أحاول أن أفعل نفس الأمر.

Thought for the Day

يجب أن تكون علاقتك بالله أولويتك الأولى.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more