اليوم 48

احفظ ضميرك يقظا

الكتاب المقدس أمثالٌ 5:‏4-3 ,8
العهد الجديد مَرقُسَ 2:‏27 ,3: 11 ,15-14
العهد القديم الخُروجُ 22:‏22-21 ,31أ

المقدمة

يسأل يسوع سؤالا في فقرة اليوم، "هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟..." (مر4:3).

كنت ملحدا في الماضي. اعتقدت أن أجسادنا وأذهاننا وظروفنا التي وُلدنا فيها هي التي تحدد كل تصرفاتنا. منطقيا، كما بدا لي، إن لم يكن هناك إلهٌ فما من أساس مطلق للأخلاق. وبالتالي، إذا سرنا وراء هذا المنطق، فما من "خير" أو "شر" مطلق.

ومع هذا، ففي أعماقي، كنت أعرف أنه يوجد شيء يسمى "الخير" والشر". حتى ولو كنت لا أؤمن بالله، إلا أنني استخدمت هاتين الكلمتين. لكن، لم أفهم أنه يوجد إله خلق كونا أخلاقيا حتى تقابلت مع يسوع. في الكتاب المقدس، وبالذات من خلال شخص يسوع المسيح، تُستعلن طبيعة الخير والشر.

أعطانا الله ضميرا لكي نعرف أن بعض الأشياء هي "خير" وبعض الأشياء الأخرى هي "شر". ولكن يمكن أن تتبلد ضمائرنا, إنها تحتاج أن تصبح أكثر يقظة عن طريق الحق الموضوعي المهدف.

الكتاب المقدس

أمثالٌ 5:‏4-3 ,8

3 لأنَّ شَفَتَيِ المَرأةِ الأجنَبيَّةِ تقطُرانِ عَسَلًا، وحَنَكُها أنعَمُ مِنَ الزَّيتِ،
4 لكن عاقِبَتَها مُرَّةٌ كالأفسَنتينِ، حادَّةٌ كسَيفٍ ذي حَدَّينِ.
8 أبعِدْ طريقَكَ عنها، ولا تقرَبْ إلَى بابِ بَيتِها،

تعليق

احذر من الشر الذي يبدو وكأنه خير

تتضمن كل خطية نوعاً من الخداع. وهي غالبا ما تتضمن ظهور الشر بمظهر الخير. هناك جاذبية سطحية – "لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ" (ع3). ومع هذا ففي النهاية "عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ" (ع4) ويؤدي اتخاذ هذا المسارإلى "الموت" (ع5أ) وإلى "الهاوية (القبر)" (ع5ب).

تلتقط هذه الآيات صورة لكل من جاذبية وخطورة التجارب الجنسية. فنحن نحيا في مجتمع ذي طابع جنسي متزايد، مع وجود الخلاعة على الانترنت متاحة وسهلة، ووجود الصور الجنسية من حولنا وثقافة تشجعنا على البحث عن "الشبع" الجنسي.

الرغبة الجنسية لدينا هي بركة معطاة لنا من الله (انظر تك24:2)، ولكن استخدامها الخاطئ يجعلها مدمرة وتتسبب في إتلافنا. تنبهنا وتحذرنا هذه الآيات من جاذبية الخطية الجنسية، ومن أن ننخدع بها.

"فَتَنُوحَ فِي أَوَاخِرِكَ عِنْدَ فَنَاءِ لَحْمِكَ وَجِسْمِكَ" (ع11). تكتب جويس ماير، "الحكمة هي صديقتنا؛ وهي تساعدنا ألا نعيش في ندم. أعتقد أن أتعس شيء في العالم هو أن تبلغ عمرا متقدما وتنظر للخلف على حياتك فتشعر بلا شيء سوى الندم بخصوص ما فعلت أو ما لم تفعله. تساعدنا الحكمة الآن على القيام بخيارات سنسعد بها فيما بعد".

ابق بعيدا عن طريق ستندم لو سرت فيه. "أَبْعِدْ طَرِيقَكَ عَنْهَا وَلاَ تَقْرُبْ إِلَى بَابِ بَيْتِهَا" (ع8). إن تجاهلنا هذه النصيحة ربما نضيع حياتنا وفي نهايتها سنندم بعمق على هذا. لا تتحدث بنعومة مع التجربة؛ بل اهرب منها.

صلاة

ساعدني يا رب، حتى أتخذ احتياطات حكيمة في حياتي لكي أبقى بعيدا عن أي شيء يمكن أن يقودني إلى الخطية. "ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير" (مت13:6).

العهد الجديد

مَرقُسَ 2:‏27 ,3: 11 ,15-14

27 ثُمَّ قالَ لهُمُ: «السَّبتُ إنَّما جُعِلَ لأجلِ الإنسانِ، لا الإنسانُ لأجلِ السَّبتِ.

11 والأرواحُ النَّجِسَةُ حينَما نَظَرَتهُ خَرَّتْ لهُ وصَرَخَتْ قائلَةً: «إنَّكَ أنتَ ابنُ اللهِ!».

14 وأقامَ اثنَيْ عشَرَ ليكونوا معهُ، وليُرسِلهُمْ ليَكرِزوا،
15 ويكونَ لهُمْ سُلطانٌ علَى شِفاءِ الأمراضِ وإخراجِ الشَّياطينِ.

تعليق

قرر ماذا بشأن يسوع: هل هو صالح أم شرير

من هو يسوع؟ كل منا عليه أن يحدد فيم يفكر بشأن يسوع: هل كان شريرا؟ هل كان مجنونا؟ أم كان الله؟ ليس هذا سؤالا جديدا. كان على الناس الذين في وقت يسوع أيضا أن يقرروا بين هذه الخيارات الثلاثة.

لم يكن يسوع معلما دينيا عظيما فحسب. فمن الواضح أنه اعتبر نفسه شيئا أعظم بكثير من هذا. فقد قدم يسوع إعلانات مذهلة بخصوص نفسه. نرى عددا منها في هذا الجزء القصير نسبيا في إنجيل مرقس

أشار سي. س. لويس إلى أنه، "لو أن رجلاً كان مجرد رجل وقال أشياء من نوعية ما قال يسوع فلن يكون معلما أخلاقيا عظيما. بل سيكون إما (مجنونا) أو سيكون "شيطان الجحيم ذاته". لابد أن تتخذ أنت قرارك" ولكن يمضي لويس قائلا، "دعونا لا نخرج بأي هراء نتحمس له بخصوص كونه معلما إنسانيا عظيما. فهو لم يترك هذا الباب مفتوحا لنا. ولم يقصد أن يتركه لنا". هناك ثلاثة خيارات أمامنا بحق: إما أنه كان شريرا أو مجنونا أو أن ادعاءاته كانت صحيحة.

هل كان شريرا؟ قال معلمو الناموس، "إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ" (22:3). لقد كانوا يقولون، "إِنَّ مَعَهُ رُوحاً نَجِساً" (ع30ب).

هل كان مجنونا؟ كان الناس يقولون عنه، "إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!" (ع21ب).

هل كان هو الله؟ يسوع يقول ضمنيا أنه هو العريس (انظر 18:2-19). ويصف نفسه أنه "رب السبت أيضا" (ع28)، وعندما صرخت الأرواح الشريرة، "إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!" (11:3)، لم ينكر يسوع هذا لكنه "أَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لاَيُظْهِرُوهُ" (ع12).

هناك تبعات ضخمة لقرارنا بخصوص ما إذا كان يسوع شريرا أو مجنونا أو هو الله.

بعد قضاء ثلاث سنوات معه، وصل تلاميذه لاستنتاج أنه كان بالحقيقة ابن الله الفريد، الكلمة المتجسد، رجل هويته هي أنه الله (21:2-22). ودعاهم يسوع، كما يدعونا، أن يكونوا أولا "معه" ثم يأخذوا رسالته للعالم (14:3-15).

يقول يسوع لمن يصفونه أنه شرير، "وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ" (ع29). سببت هذه الآية قلقا شديدا لكثير من الناس. ولكن من كان قلقا بشأنها لن يكون قد وقع فيها. أولئك التائبين سيُغفر لهم. حقيقة كونهم قلقين (أي، مستعدين للتوبة) هي دليل مؤكد أنهم لم يقعوا فيها.

ما يشار إليه هنا بالتجديف ليس مجرد نطق جملة ما، بل توجُّه ثابت للذهن. يسوع لا يقول أنهم قد وقعوا في خطية ما – لكنه يحذرهم من الخطر المحدق بهم. فهم ليسوا أشخاصاً عاديين. كان الكتبة يُنظر إليهم كمعلمين لاهوتيين لشعب الله. لقد كانوا في اتصال يومي مع كلمة الله.

الخطية هي التوجه الذي يعتبر الخير شراً والشرّ خيراً. ومثل هذا الشخص يكون قد غرق إلى الدرجة التي لا يقدر عندها أن يتوب وينال الغفران. وطبعا ضمن هذه الفئة نجد "يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ" (ع19).

يؤكد العهد الجديد لنا أن أي شخص يتوب ويرجع ليسوع سينال الغفران.

صلاة

يا يسوع، أعبدك اليوم بصفتك العريس، ربِّي وابن الله

العهد القديم

الخُروجُ 22:‏22-21 ,31أ

21 «ولا تضطَهِدِ الغَريبَ ولا تُضايِقهُ، لأنَّكُمْ كنتُم غُرَباءَ في أرضِ مِصرَ.
22 لا تُسِئْ إلَى أرمَلَةٍ مّا ولا يتيمٍ.
31 وتَكونونَ لي أُناسًا مُقَدَّسينَ. ...

تعليق

شجع الخير وامنع الشر

رسم شعب الله قوانين لمجتمعهم. قد تبدو بعض القوانين غريبة جدا أو قاسية بالنسبة لنا. لكن، إن قارناها بقوانين الشعوب القديمة الأخرى فسنجد أنها إنسانية بصورة ملحوظة وأن بعض المبادئ لا تزال تمسنا اليوم.

صممت هذه القوانين لتحدّ من الشر. فمثلا، هناك حق الدفاع عن النفس، ولكن بدون استخدام القوة المفرطة في فعل ذلك (2:22- 3). كما أن هناك منع أيضا لتصعيد العنف وإيجاد عقوبة تكافئ الفعل الشرير – "نَفْسا بِنَفْسٍ وَعَيْنا بِعَيْنٍ ..." وهكذا (23:21-25).

تم عمل الناموس بوضوح للقضاة لا ليمارس على المستوى الفردي (أنظر تث18:19-21). لقد كان مرشدا ودليلا للقضاة لإصدار الأحكام. لم يقصد به أبدا أن يقوم الأفراد بتوقيع الانتقام. في الواقع، كان من المؤكد أنه لا يؤخذ حرفيا، ما عدا حالات الجرائم الكبرى. كانت الشرائع ترى على أنها تقدم أقصى عقوبة ممكنة. كانت العقوبات بصورة عامة تستبدل بالغرامات المالية وإيقاع الأضرار.

بالنسبة لقارئ قديم، لابد وأن التشديد على حقوق العبيد كان ثوريا. كان على السادة أن يطلقوا سراح عبيدهم بعد مدة قصوى تبلغ ستة أعوام (خر2:21) وكانت توجد محددات صارمة للحد من سوء معاملة العبيد (ع20، 26-27). يبدو أنه كان يوجد اهتمام خاص بحقوق العبيد من النساء، والذين لابد وأن وضعهم كان ضعيفاً وهشاً في العالم القديم. لا ينبغي التعامل معهم مثل العبيد الذكور (ع7) ولكن لابد إما أن يتم التزاوج بها أو يسمح لها بأن تُفدى (ع8-11).

في نفس الوقت، سعت شرائع إسرائيل القديمة لأن تعزز الخير وتشجع عليه. قال الله، "وَتَكُونُونَ لِي أنَاسا مُقَدَّسِينَ" (31:22أ). وبالتالي كانت هناك شرائع لحماية "الغرباء" (ع21)، وكذلك الأرامل والأيتام (ع22). في فقرة الغد سنرى أنه كانت توجد أيضا شرائع لضمان "العدل" مع الفقراء (6:23). وقد تم تعليم الأفراد ألّا يطلبوا الانتقام لأنفسهم وألا يحملوا أحقادا في نفوسهم. لكن تعلموا بالحري، "بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (لا18:19).

ساعد الناموس على بناء مجتمع فيه ترابط ومسؤولية متبادلة كأساس له. ساعد كل قانون الشعب أن يتعلموا كيف ينتمون لبعضهم البعض ويعتنوا ببعضهم. هذا درس نحتاج جميعا أن نتعلمه، خاصة في بيئة معيشة القرن الحادي والعشرين المستقلة والمنعزلة. نحن لا نتبع القوانين والقواعد فقط لأنه ينبغي علينا فعل هذا، بل لأنها تساعدنا على معاملة كل شخص بصفته شخص مخلوق على صورة الله.

صلاة

ساعدني يا رب في حياتي لأتجنب الشر وأفعل الخير. ساعدني لأعامل كل شخص أتصل به باعتباره صورة الله– بمحبة وكرامة واحترام.

تعليق من بيبا

بعد أن قرأت خروج 21 و 22 ، والتي تتعلق كلها بقوانين لحماية المجتمع ، أنا سعيدة جدًا لأنه في العهد الجديد، أعاد يسوع تفسير قانون العهد القديم بشكل جذري، ونراه يشفي شخصًا ما في يوم السبت.

Thought for the Day

نحن نواجه بديلا مخيفا. [يسوع] ... كان (ولا يزال) ما قاله فقط أو [مجنون] أو شيء أسوأ. من الواضح الآن أنه لم يكن [مجنونًا] ولا شريرًا ؛ وبالتالي ، مهما بدا الأمر غريبًا أو مخيفًا أو غير مرجح ، يجب أن أقبل وجهة النظر القائلة بأنه كان وما يزال الله '. - سي إس لويس

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Further practical suggestions for how to avoid sexual temptation in particular can be found in The Jesus Lifestyle, chapter 5: ‘How to understand sex in the 21st century’.

C. S. Lewis, Mere Christianity, (HarperCollins, 2001), p.50 Joyce Meyer, The Everyday Life Bible, (Faithwords, 2013), p.965 Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more