بركة مزدوجة

المَزاميرُ 6 :9

تعليق

اصرخ طالبا الرحمة

هل هناك أوقات في حياتك عندما تكون تصارع حقا ويبدو أن لا شيء يسير في الاتجاه الصحيح؟ هل تشعر بأنك خائر" (ع2)، "في النزع الأخير" (ع2)، "في كرب" (ع3)، "منهك" (ع6)، "تئن" (ع6)، "تبكي" (ع6)، "دموعك تنهمر" (ع6)، و"ضعيف وحزين" (ع7)؟

أحيانا ربما تكون خطايانا نحن هي السبب. وفي أحيان أخرى قد يكون هذا بسبب الحرمان، خسارة مفاجئة، صعوبات في العلاقات، تفكك أسري، مرض، مشاكل في العمل، البطالة أو المعارضة.

اختبر داود أيضا أوقاتا صعبة لكن، في وسطها، صرخ إلى الله طالبا الرحمة: "ارْحَمْنِي يَارَبُّ" (ع2). لقد عرف أن الله إله الرحمة. فصلى: "خَلِّصْنِي مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ" (ع4).

أحيانا تبدو مشاكلنا أنها لن تنتهي. تبدو أنها ستستمر وتستمر. عندما نكون في وقت المعركة نصرخ مثل داود، "وَأَنْتَ يَارَبُّ فَحَتَّى مَتَى" (ع3). نصرخ طلبا للرحمة ويبدو وكأن الله لا يسمع. لكنه منصت. ستأتي لحظة عندما تستطيع أن تقول مع داود: "الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِي. سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي" (ع8-9).

صلاة

مَتَّى 5 :44 –47

تعليق

كن رحيما مع الآخرين

تقع الرحمة مع الآخرين في قلب تعاليم يسوع. "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (44:5-45أ). المحبة هي شيء أكثر من إظهار الرحمة، لكن الرحمة هي جزء أساسي من المحبة.

يقدم يسوع في تلك الفقرة ثلاثة أسباب عن ضرورة أن تكون رحيما تجاه من أخطأ في حقك:

• أولا، أن تكون رحيما مع أعدائك يعني أنك تشابه أباك الذي في السموات –"لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (ع45أ). تمتد رحمة الله لأولئك الذين يعادونه: "فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" (ع45ب).

• ثانيا، أن يكون عندك رحمة كهذه تجعلك مميزا عن العالم: "لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ" (ع46). نميل فقط لأن نحب الناس الذين هم مثلنا، أو من نحبهم. لكنك مدعو لتكون مختلفا. أنت مدعو لما أسماه ديتريتش بونهوفر "فوق المعتاد"... السمة المميزة للمسيحي".

• ثالثا، هناك صلة بين الغفران ونوال الغفران. لا يمكننا أن ننال نحن رحمة الله ثم لا نظهر الرحمة للآخرين. إننا لا نكسب الغفران بأن نغفر للآخرين، لكن يسوع يقول أن غفراننا للآخرين هو أمر أساسي في نوال الغفران من الله. "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَيَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ" (14:6-15).

• يوميا، اقبل الرحمة والمغفرة ويوميا قدم الرحمة والمغفرة للآخرين.

يشرح يسوع أيضا كيف يمكنك أن تعبر عن هذه الرحمة بصورة عملية فيما تقوم به. فهو يسلط الضوء على أهمية الصلاة. فهو يقول لنا "صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (44:5). تساعدك الصلاة لأجل أعدائك أن تراهم كما يراهم الله. في الصلاة تقف جنبا إلى جنب معهم، فتأخذ إثمهم وألمهم على عاتقك، وتتضرع إلى الله من أجلهم. الصلاة هي الامتحان الفيصل للمحبة. يعلن المجيء إلى نور محضر الله عن المشاعر الحقيقية الموجودة في أعماق قلوبنا.

كما يقع موضوع الرحمة في قلب الصلاة الربانية: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا" (12:6). (طبعا يوجد الكثير بجوار الرحمة في هذه الصلاة، والذي سنلقي عليه الضوء فيما بعد عندما نتقابل معها في الأناجيل الأخرى).

عندما نصلي، كما يعلمنا يسوع

• اجعلها صلاة هادئة (جد لنفسك مكانا هادئا، منعزلا حتى لا تجرب بأن تمثل أمام الله) (ع6أ)

• اجعلها صلاة أمينة فقط كن بسيطا وأمينا وصادقا بكل قدرتك (ع6ب).

• اجعلها صلاة بسيطة مع إله يحبك هكذا، يمكنك أن تصلي بكل بساطة (ع9أ).

أخيرا، ينبغي أن تكون الرحمة في قلب عطائك. الكرم هو صورة لتقديم الرحمة للآخرين. "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَتُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَاتَفْعَلُ يَمِينُكَ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (ع3-4).

في كل مرة أقرأ الموعظة على الجبل، أرى كم أنا مقصر وأنا واع تماما بحاجتي الشخصية للرحمة.

صلاة

التَّكوينُ 15: 1 ,5–6

تعليق

اقبل رحمة الله

تشير فقرتان مصيريتان في قراءة العهد القديم المخصصة لليوم إلى الطريقة التي صارت بها رحمة الله ممكنة.

• اقبل رحمة الله من خلال يسوع

تبدأ الفقرة بما يبدو أنه تقرير غريب وليس له علاقة بالقصة حول أربعة ملوك يغلبون خمسة ملوك آخرين. ثم تظهر صلة القصة بسقوط لوط، ابن أخي إبراهيم، أسيراً في يد الملوك الأربعة (12:14) ثم ينقذه إبراهيم (ع16). ثم بصورة عجيبة وغامضة تتم مباركة إبراهيم، بينما هو عائد ظافرا، على يد ملكي صادق (ع18-20).

وقد تم شرح هذا في عب7، والذي يشرح أن كل هذا يشير مقدما إلى يسوع. حيث يفوق كهنوت ملكي صادق كل الكهنة الآخرين في العهد القديم (الكهنوت اللاوي). حيث نجد إبراهيم، الذي كان الجد الأكبر للاوي – الذي كان بالتالي "في صلبه" – قد أعطى عشرا لملكي صادق (تك20:14). وبكلمات أخرى، أدرك لاوي تفوق ملكي صادق.

يُعدّ ملكي صادق ظلا ليسوع، رئيس الكهنة الأعظم، والذي كانت ذبيحته الكاملة على الصليب سبباً في أن تكون مغفرة كل خطايانا بالتمام ممكنة. وبالتالي، أنهت الحاجة للنظام الذبائحي والكهنوتي القديم.

يمثل "الخبز والخمر" (ع18) ظلا لخبز وخمر خدمة الشركة (التناول). فهي تشير لذبيحة يسوع الكاملة، الذي كُسر جسده وسُفك دمه لكي ما يمكن أن تنال أنت وأنا المغفرة الكاملة وننال رحمة الله.

• اقبل رحمة الله بالإيمان

يتقدم التقرير بعد هذا ليذكر وعود الله لإبراهيم - فبغض النظر عن حقيقة كونه هو وسارة متقدمين في العمر وبلا أطفال، فسيكون نسلهما كثيراً مثل النجوم التي يمكنهما رؤيتها. "فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرّا" (6:15).

ليس فقط أنك صرت مغفور الخطايا، بل لقد أعلن الله أنك "صرت على الجانب السليم في العلاقة مع الله" (ع6). غالبا ما يشير العهد الجديد إلى هذه الآية لأنها تظهر أن هذه الرحمة والغفران والبر يتم نوالها بالإيمان – أي، تصديق الله (أنظر، مثلا، رو1:4-5؛ غل6:3).

من المشجع أن نرى أنه، بالرغم من أن إبراهيم مذكور في عب11 كواحد من عظماء الإيمان، إلا أنه عندما ننظر على القصة الأصلية هنا ترى أن إيمانه لم يخلُ من الاهتزاز.

عندما بدت صلاتهم للحصول على طفل غير مستجابة، دبّر إبراهيم وسارة مؤامرة لتحقيق أهداف الله بالوسائل البشرية (تك1:16-2). لقد اتفقا على أنه يجب على إبراهيم أن يضطجع مع هاجر وتم الحبل بإسماعيل (ع2-4). وهكذا تؤدي الخطية الواحدة إلى أخرى وتسيء سارة معاملة هاجر (ع5-6).

هذه أول مرة يدعى فيها الله "إيل رئي"، الله الذي يرى (13:16). من السهل أن تشعر بأنك نُسيت من الله، خاصة مثل هاجر، في تلك اللحظات عندما تشعر أنك تُعامل بإجحاف. لكن بمجرد أن تعرف أن الله هو "إيل رئي"،سيساعدك هذا على أن تحيا بالإيمان. الله هو إله يجدك في وسط البرية ويراك. الله الذي يرى هو إله الرحمة. يخبرنا العهد الجديد أن الله تغاضى عن خطية إبراهيم وسارة وأنه تذكر إيمانهما فقط (عب11:11-12).

صلاة